دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 جمادى الآخرة 1436هـ/31-03-2015م, 02:26 AM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

أنواع الاختلاف الواقع في التفسير
النوع الثاني: الاختلاف من جهة الاستدلال


الاختلاف من جهة الاستدلال
●نشأته:

-لم يظهر هذا النوع من الاختلاف في القرون الثلاثة الأولى؛ وذلك ﻷنهم راعوا ثلاثة أمور:
1-أن المتكلم به هو الله سبحانه وتعالى.
2-أن المنزل عليه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3-أن المخاطب به العرب من قريش وغيرهم.
باﻹضافة إلي أنه لم يكن عندهم اعتقادات مخالفة لمعاني القرآن، واعتقادهم الصحيح المبني على دلائل الكتاب والسنة تعينهم على فهم القرآن فهماً صحيحاً وهذا هو الذي كان عليه اجتهاد الصحابة –رضوان الله عليهم- فقد كانوا يجتهدون ويفسرون ويكون اجتهادهم واجتهاد التابعين- غالب التابعين- صواباً؛ وذلك لأنهم فهموا القرآن بمجموعه واستدلوا بأدلته باستدلالات صواب في نفسها؛ فلهذا يفهمون ويفسرون بعض الآيات التي تشكل بما فهموه ما علموه من الآيات الأخرى، كما أنهم كانوا أبعد الناس عن اﻷهواء، وأهل حشية وإنابة وفقه.
←ولهذا كانت تفاسيرهم قليلة الخطأ أو نادرة، وهم وإن ابتعدوا عن المشهور في بعض اﻷلفاظ إلا أنها توافق السياق.
ومن أمثلة تفاسيرهم: تَفْسِيرِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، وَوَكِيعٍ ، وَعَبْدِِ بنِ حُمَيْدٍ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٍ ، وَمِثْلُ تَفْسِيرِ الإِمَامِ أَحْمَدَ ، وَإِسْحَاقَ بنِ رَاهَوَيْهِ ، وَبَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ ، وَأَبِي بَكْرِِ بنِ الْمُنْذِرِ ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ ، وَسُنَيْدٍ ، وَابنِ جَرِيرٍ ، وَابنِ أَبِي حَاتمٍ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الأَشَجِّ ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَاجَهْ ، وَابْنِ مَرْدَوَيْهِ .
-بدأ ظهور هذا النوع من الاختلاف كثيرا في من جاء بعدهم والمتأخرين.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

●أسبابه:

جاء الغلط في الاستدﻻل من جهتين:
◀ الجهة اﻷولى: قوم اعتقدوا معان وأرادوا موافقة القرآن لها، وهم صنفان.
-الصنف الأول: من يسلب لفظ القرآن ما دل عليه وأريد به.
ومثاله: قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} فمدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكنَّ المعتزلةَ – وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ – إذا جاءوا إلى هذهِ الآيةِ يسلُبُون المعنى الذي دلَّ عليه القرآنُ، فيَنفون الرُّؤْيةَ، ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى النظَرِ بالعَيْنِ إلى معنًى آخَرَ؛ إلى النظَرِ بمعنى الانتظارِ، مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ.
←وهذا خطأ في الدليل والمدلول : فقوله (إلي ربها ناظرة) ليست دليلا على الانتظار وإنما على النظر إلى الله تعالى.
-الصنف الثاني: يحمل القرآن على ما لم يدل عليه ولم يرد به.
ومثاله:و قولُه تعالى: {لَنْ تَرَانِي} يَحمِلُونه على ما لم يدلَّ عليه مِن نفيِ الرُّؤْيةِ في القيامةِ، مع أنَّ اللفظَ لا يدلُّ على ذلك.
← وهذا خطأ في الدليل والمدلول: فقوله (لن تراني) ليس دليلا على نفي الرؤية يوم القيامة، وقولهم إنّ ( لن ) للتأبيد خطأ في المدلول.
مثال آخر: قول الرافضة في أن المراد بالشجرة في قوله تعالى: ( والشجرة الملعونة في القرآن ) معاوية وذريته، وهذا خطأ بيّن إذ حملوا القرآن على ما لم يدل عليه ليوافق معتقدهم.
← وهذا يُدخل المفسرَ إلى الغلط وذلك أنه يحمل القرآن على ما يميل إليه ويعتقده وإذا كان المفسر على هذه الحال فإن قوله لا يقبل؛ لأن القرآن يجب أن يفهم مع التجرد عن تلك الأمور السابقة للاستدلال بالقرآن.
وقد يكونُ خطأ بعض المفسرين في الدليلِ لا في المدلولِ " يعني أن ما فسَّروا به الآيةَ قد يكونُ حقًّا في ذاتِه، لكنَّ خطَأَهم في الدليلِ وهو كونُ الآيةِ دلَّتْ عليه، لا في المدلولِ الذي هو ذاتُ الكلامِ. مثالُ ذلك: قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} فسَّرَه بعضُ المتصوِّفَةِ بقولِه: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه. فهذا الكلامُ في حدِّ ذاتِه صحيحٌ، لكنَّ الخطأَ في الدليلِ؛ أي: إنَّ الآيةَ لا تدلُّ على هذا.
مع العلم أن الدليلُ يُرادُ به الرابطُ بينَ الآيةِ وما فُسِّرَتْ به، والمدلولُ هو النتيجةُ التي تُفسَّرُ بها الآيةُ.
◀الجهة الثانية: قوم فسروا القرآن بالنظر إلي اللفظ في العربية دون النظر إلي المتكلم به أو المنزل عليه أو المخاطب به.
واحتمال اللفظ في اللغة الذي جاء في القرآن قد يكون له عدة معاني في اللغة لكن لا يصلح في التفسير إلا واحد منها فالقرآن العظيم ترد فيه بعض الألفاظ في أكثر القرآن أو في كله على معنى واحد، هذا يكون بالاستقراء، فتحمل الآية التي فيها اللفظ على معهود القرآن لا يحتمل على احتمالات بعيدة لهذا صنف العلماء في ذلك مصنفات في الوجوه والنظائر لبيان هذا الأصل.
مثال ذلكً: الخير في القرآن يقول العلماء الأصل فيه أنه المال {وإنه لحب الخير لشديد } يعني لحب المال.
وقال: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً} يعني طريقاً لتحصيل المال.
وهكذا فإذا أتى في آية استعمال لفظ الخير فأول ما يتبادر للذهن أن المراد بالخير المال، فإذا لم يناسب للسياق صرف إلى المعنى الآخر هذا يسمى المعهود معهود استعمال القرآن.
مثال آخر: (الزينة) الزينة في القرآن أخص من الزينة في لغة العرب، لغة العرب فيها أن الزينة كل ما يتزين به، وقد يكون من الذات، وقد لا يكون من الذات، يعني إذا تزين المرء بالأخلاق سمي متزيناً لكن في القرآن الزينة أطلقت واستعملت في أحد المعنيين دون الآخر ألا هو الزينة الخارجة عن الذات التي جلبت لها الزينة؛ لهذا قال جل وعلا: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً} فإذاً الزينة ليست من ذات الأرض وإنما هي مجلوبةٌ إلى الأرض: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} الزينة خارجة عن ذات ابن آدم فهي شيء مجلوب ليتزين به.
{إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} زينها – جل وعلا – بزينة هذه الزينة من ذاتها أو خارجة عنها؟ قال: {زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب } فالكواكب هي خارجة عن ذات السماء وهي في السماء فجعلها الله – جل وعلا- زينة لخروج.
آية النور في قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} لفظ الزينة هنا هل يحمل على كل المعهود في اللغة؟ أو يحمل على المعهود في القرآن؟
على المعهود في القرآن، وفي القرآن أن الزينة خارجةٌ عن الذات، فإذا أتى أحد وقال: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} أن ما ظهر من الزينة هو الوجه هذا فسر الزينة بأنه شيء في الذات، وهذا معناه أنه فسرها بشيء غير معهود في استعمال القرآن للفظ الزينة؛ لهذا كان الصحيح التفسير المشهور عن الصحابة عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما أن الزينة هي القُرط مثلاً والكحل واللباس ونحو ذلك،{لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} فإذاً لا تبدي الزينة لكن ما ظهر من الزينة أي ما ظهر من الشيء المجلوب للتزين به فلا حرج على المرأة في ذلك. وعلى هذا لا تفسر الزينة هنا بأنها الوجه؛ لأن تفسير الزينة بأنها الوجه تفسير للزينة بشي في الذات وهذا مخالف لما هو معهود من معنى الزينة في القرآن.

التفسير بالرأي:
- تعريفه: أي التفسير بالاجتهاد والاستنباط. وذلك إنما يكون بالاجتهاد الصحيح وبالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح.
-حكمه: منعه البعض، وأجازه الكثيرون وهو الذي كان عليه أكثر الصحابة.
-المفسرون بالرأي على قسمين:
القسم الأول: من التزم شروط التفسير بالرأي فهذا مأجور وإن أخطأ.
القسم الثاني: من خالف شروط الاجتهاد الصحيح واتبع هواه فيكون رأيه مذموم وتفسيره مردود، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من تكلم بالقرآن برأيه فقد تبوأ مقعده من النار)) وفي لفظ آخر: ((من قال في القرآن برأيه أخطأ ولو أصاب)) وهي أحاديث وأسانيدها ضعيفة لكن بمجموعها لعلها تبلغ مرتبة الحسن.
فمثلا: يأتي الجهمي يفسر أسماء الله – جل وعلا – حسب اعتقاده. ويأتي المرجئ فيفسر آيات الوعيد على نحو ما يعتقد. ويأتي الرافضي يفسر الألفاظ التي في القرآن مثل قوله تعالى: {والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً} يفسرون الشجرة الملعونة بأنها معاوية – رضِي اللهُ عَنْه – وذريته، هذا كله من التفسير بالرأي المذموم؛ لأنه تفسير عن هوى اعتقد صاحبه اعتقادات ثم أراد حمل القرآن عليها.
وقد صنف أصحاب المذاهب العقدية تفاسير ينصرون بها مذهبهم، فصنف المجسمة تصنيفاً، وصنف المعتزلة في تفسير القرآن وصنف الماتريدية، وصنف الأشاعرة كذلك، وصنف المرجئة وهكذا في أصناف شتى. كذلك في المذاهب الفقهية مثل أحكام القرآن للبيهقي، أحكام القرآن للجصاص الحنفي، أحكام القرآن لابن العربي المالكي، أحكام القرآن لابن عادل الحنبلي.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة






رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 جمادى الآخرة 1436هـ/4-04-2015م, 04:19 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة مشاهدة المشاركة
أنواع الاختلاف الواقع في التفسير
النوع الثاني: الاختلاف من جهة الاستدلال


الاختلاف من جهة الاستدلال
●نشأته:

-لم يظهر هذا النوع من الاختلاف في القرون الثلاثة الأولى؛ وذلك ﻷنهم راعوا ثلاثة أمور:
1-أن المتكلم به هو الله سبحانه وتعالى.
2-أن المنزل عليه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3-أن المخاطب به العرب من قريش وغيرهم.
باﻹضافة إلي أنه لم يكن عندهم اعتقادات مخالفة لمعاني القرآن، واعتقادهم الصحيح المبني على دلائل الكتاب والسنة تعينهم على فهم القرآن فهماً صحيحاً وهذا هو الذي كان عليه اجتهاد الصحابة –رضوان الله عليهم- فقد كانوا يجتهدون ويفسرون ويكون اجتهادهم واجتهاد التابعين- غالب التابعين- صواباً؛ وذلك لأنهم فهموا القرآن بمجموعه واستدلوا بأدلته باستدلالات صواب في نفسها؛ فلهذا يفهمون ويفسرون بعض الآيات التي تشكل بما فهموه ما علموه من الآيات الأخرى، كما أنهم كانوا أبعد الناس عن اﻷهواء، وأهل حشية وإنابة وفقه.
←ولهذا كانت تفاسيرهم قليلة الخطأ أو نادرة، وهم وإن ابتعدوا عن المشهور في بعض اﻷلفاظ إلا أنها توافق السياق.
ومن أمثلة تفاسيرهم: تَفْسِيرِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، وَوَكِيعٍ ، وَعَبْدِِ بنِ حُمَيْدٍ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٍ ، وَمِثْلُ تَفْسِيرِ الإِمَامِ أَحْمَدَ ، وَإِسْحَاقَ بنِ رَاهَوَيْهِ ، وَبَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ ، وَأَبِي بَكْرِِ بنِ الْمُنْذِرِ ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ ، وَسُنَيْدٍ ، وَابنِ جَرِيرٍ ، وَابنِ أَبِي حَاتمٍ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الأَشَجِّ ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَاجَهْ ، وَابْنِ مَرْدَوَيْهِ .
-بدأ ظهور هذا النوع من الاختلاف كثيرا في من جاء بعدهم والمتأخرين.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

●أسبابه:

جاء الغلط في الاستدﻻل من جهتين:
◀ الجهة اﻷولى: قوم اعتقدوا معان وأرادوا موافقة القرآن لها، وهم صنفان.
-الصنف الأول: من يسلب لفظ القرآن ما دل عليه وأريد به.
ومثاله: قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} فمدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكنَّ المعتزلةَ – وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ – إذا جاءوا إلى هذهِ الآيةِ يسلُبُون المعنى الذي دلَّ عليه القرآنُ، فيَنفون الرُّؤْيةَ، ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى النظَرِ بالعَيْنِ إلى معنًى آخَرَ؛ إلى النظَرِ بمعنى الانتظارِ، مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ.
←وهذا خطأ في الدليل والمدلول : فقوله (إلي ربها ناظرة) ليست دليلا على الانتظار وإنما على النظر إلى الله تعالى.
-الصنف الثاني: يحمل القرآن على ما لم يدل عليه ولم يرد به.
ومثاله:و قولُه تعالى: {لَنْ تَرَانِي} يَحمِلُونه على ما لم يدلَّ عليه مِن نفيِ الرُّؤْيةِ في القيامةِ، مع أنَّ اللفظَ لا يدلُّ على ذلك.
← وهذا خطأ في الدليل والمدلول: فقوله (لن تراني) ليس دليلا على نفي الرؤية يوم القيامة، وقولهم إنّ ( لن ) للتأبيد خطأ في المدلول.
مثال آخر: قول الرافضة في أن المراد بالشجرة في قوله تعالى: ( والشجرة الملعونة في القرآن ) معاوية وذريته، وهذا خطأ بيّن إذ حملوا القرآن على ما لم يدل عليه ليوافق معتقدهم. وهذا خطأ أيضا في الدليل والمدلول.
← وهذا يُدخل المفسرَ إلى الغلط وذلك أنه يحمل القرآن على ما يميل إليه ويعتقده وإذا كان المفسر على هذه الحال فإن قوله لا يقبل؛ لأن القرآن يجب أن يفهم مع التجرد عن تلك الأمور السابقة للاستدلال بالقرآن.
وقد يكونُ خطأ بعض المفسرين في الدليلِ لا في المدلولِ " يعني أن ما فسَّروا به الآيةَ قد يكونُ حقًّا في ذاتِه، لكنَّ خطَأَهم في الدليلِ وهو كونُ الآيةِ دلَّتْ عليه، لا في المدلولِ الذي هو ذاتُ الكلامِ. مثالُ ذلك: قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} فسَّرَه بعضُ المتصوِّفَةِ بقولِه: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه. فهذا الكلامُ في حدِّ ذاتِه صحيحٌ، لكنَّ الخطأَ في الدليلِ؛ أي: إنَّ الآيةَ لا تدلُّ على هذا.
لو عرضت هذا المثال كالمثالين السابقين لكان أحسن وأتم.
مع العلم أن الدليلُ يُرادُ به الرابطُ بينَ الآيةِ وما فُسِّرَتْ به، والمدلولُ هو النتيجةُ التي تُفسَّرُ بها الآيةُ.
◀الجهة الثانية: قوم فسروا القرآن بالنظر إلي اللفظ في العربية دون النظر إلي المتكلم به أو المنزل عليه أو المخاطب به.
واحتمال اللفظ في اللغة الذي جاء في القرآن قد يكون له عدة معاني في اللغة لكن لا يصلح في التفسير إلا واحد منها فالقرآن العظيم ترد فيه بعض الألفاظ في أكثر القرآن أو في كله على معنى واحد، هذا يكون بالاستقراء، فتحمل الآية التي فيها اللفظ على معهود القرآن لا يحتمل على احتمالات بعيدة لهذا صنف العلماء في ذلك مصنفات في الوجوه والنظائر لبيان هذا الأصل.
مثال ذلكً: الخير في القرآن يقول العلماء الأصل فيه أنه المال {وإنه لحب الخير لشديد } يعني لحب المال.
وقال: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً} يعني طريقاً لتحصيل المال.
وهكذا فإذا أتى في آية استعمال لفظ الخير فأول ما يتبادر للذهن أن المراد بالخير المال، فإذا لم يناسب للسياق صرف إلى المعنى الآخر هذا يسمى المعهود معهود استعمال القرآن.
مثال آخر: (الزينة) الزينة في القرآن أخص من الزينة في لغة العرب، لغة العرب فيها أن الزينة كل ما يتزين به، وقد يكون من الذات، وقد لا يكون من الذات، يعني إذا تزين المرء بالأخلاق سمي متزيناً لكن في القرآن الزينة أطلقت واستعملت في أحد المعنيين دون الآخر ألا هو الزينة الخارجة عن الذات التي جلبت لها الزينة؛ لهذا قال جل وعلا: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً} فإذاً الزينة ليست من ذات الأرض وإنما هي مجلوبةٌ إلى الأرض: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} الزينة خارجة عن ذات ابن آدم فهي شيء مجلوب ليتزين به.
{إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} زينها – جل وعلا – بزينة هذه الزينة من ذاتها أو خارجة عنها؟ قال: {زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب } فالكواكب هي خارجة عن ذات السماء وهي في السماء فجعلها الله – جل وعلا- زينة لخروج.
آية النور في قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} لفظ الزينة هنا هل يحمل على كل المعهود في اللغة؟ أو يحمل على المعهود في القرآن؟
على المعهود في القرآن، وفي القرآن أن الزينة خارجةٌ عن الذات، فإذا أتى أحد وقال: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} أن ما ظهر من الزينة هو الوجه هذا فسر الزينة بأنه شيء في الذات، وهذا معناه أنه فسرها بشيء غير معهود في استعمال القرآن للفظ الزينة؛ لهذا كان الصحيح التفسير المشهور عن الصحابة عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما أن الزينة هي القُرط مثلاً والكحل واللباس ونحو ذلك،{لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} فإذاً لا تبدي الزينة لكن ما ظهر من الزينة أي ما ظهر من الشيء المجلوب للتزين به فلا حرج على المرأة في ذلك. وعلى هذا لا تفسر الزينة هنا بأنها الوجه؛ لأن تفسير الزينة بأنها الوجه تفسير للزينة بشي في الذات وهذا مخالف لما هو معهود من معنى الزينة في القرآن.
وهناك مثال آخر وفيه عدم مراعاة لحال المخاطبين وهو تفسيرهم لقوله تعالى: {يسألونك عن الأهلة}

التفسير بالرأي:
- تعريفه: أي التفسير بالاجتهاد والاستنباط. وذلك إنما يكون بالاجتهاد الصحيح وبالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح.
-حكمه: منعه البعض، وأجازه الكثيرون وهو الذي كان عليه أكثر الصحابة.
-المفسرون بالرأي على قسمين:
القسم الأول: من التزم شروط التفسير بالرأي فهذا مأجور وإن أخطأ.
القسم الثاني: من خالف شروط الاجتهاد الصحيح واتبع هواه فيكون رأيه مذموم وتفسيره مردود، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من تكلم بالقرآن برأيه فقد تبوأ مقعده من النار)) وفي لفظ آخر: ((من قال في القرآن برأيه أخطأ ولو أصاب)) وهي أحاديث وأسانيدها ضعيفة لكن بمجموعها لعلها تبلغ مرتبة الحسن.
فمثلا: يأتي الجهمي يفسر أسماء الله – جل وعلا – حسب اعتقاده. ويأتي المرجئ فيفسر آيات الوعيد على نحو ما يعتقد. ويأتي الرافضي يفسر الألفاظ التي في القرآن مثل قوله تعالى: {والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً} يفسرون الشجرة الملعونة بأنها معاوية – رضِي اللهُ عَنْه – وذريته، هذا كله من التفسير بالرأي المذموم؛ لأنه تفسير عن هوى اعتقد صاحبه اعتقادات ثم أراد حمل القرآن عليها.
وقد صنف أصحاب المذاهب العقدية تفاسير ينصرون بها مذهبهم، فصنف المجسمة تصنيفاً، وصنف المعتزلة في تفسير القرآن وصنف الماتريدية، وصنف الأشاعرة كذلك، وصنف المرجئة وهكذا في أصناف شتى. كذلك في المذاهب الفقهية مثل أحكام القرآن للبيهقي، أحكام القرآن للجصاص الحنفي، أحكام القرآن لابن العربي المالكي، أحكام القرآن لابن عادل الحنبلي.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ممتازة بارك الله فيك
انتبهي لعنصر التمهيد فهو مهم جدا للملخص.
وهناك ملاحظة واحدة على أغلب ملخصاتك وهو حصول إسهاب أحيانا في الشرح يخرجه عن سمت التلخيص، مثل مسألة تفسير لفظ "الزينة"
وغير ذلك فأنت ممتازة، زادك الله من فضله

الاختلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال

عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
- حكم التفسير بالرأي.
- فضل تفاسير الصحابة والتابعين


● جهات الخطأ في الاستدلال
.. أ:
جهة الاعتقاد
..ب: جهة الاحتمال اللغوي للفظ القرآني

أولا: الخطأ الواقع في التفسير من جهة الاعتقاد
- أصحابه
- أنواعه:
.. 1- النوع الأول
.. مثاله
. .2- النوع الثاني:
.. مثاله

- نوع الخطأ بناء على صحة أو خطأ المعاني المرادة.
- حكم هذا النوع من التفسير


ثانيا: الخطأ الواقع في التفسير من جهة الاحتمال اللغوي للفظ القرآني
- أصحابه
- مثاله
- حكم هذا النوع من التفسير


● خلاصة الدرس.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 18
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 98 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir