تلخيص درس التفسير من كتاب أصول التفسير للشيخ محمد بن عثيمين
التفسير لغة: من الفسر وهو الكشف عن المغطى
وفي الاصطلاح: بيان معاني القرآن الكريم
حكم تعلمه: واجب
الأدلة:
1/ قوله تعالى: {كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدّبّروا آياته وليتذكّر أولو الألباب }ص:29
وجه الدلالة: أن الحكمة من إنزال هذا القرآن ؛ أن يتدبر الناس آياته، ويتعظوا بما فيها، ولا يمكن الاتعاظ بما في القرآن بدون فهم معانيه.
2/ ولقوله تعالى:{أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها}محمد: 24
وجه الدلالة: أن الله تعالى وبخ أولئك الذين لا يتدبرون القرآن.
3/ أن هذه هي طريقة السلف ، تعلم ألفاظ القرآن ومعانيه.
قال أبو عبد الرحمن السلمي: حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما، أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات، لم يجاوزوها، حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا.
4/ قال شيخ الإسلام ابن تيميه: والعادة تمنع أن يقرأ قوم كتابا في فن من العلم كالطب والحساب، ولا يستشرحوه
وقال: يجب على أهل العلم أن يبينوه للناس عن طريق الكتابة أو المشافهة لقوله تعالى:{وإذ أخذ اللّه ميثاق الّذين أوتوا الكتاب لتبيّننّه للنّاس ولا تكتمونه}آل عمران: الآية 187 وتبيين الكتاب للناس شامل لتبيين ألفاظه ومعانيه، فيكون تفسير القرآن، مما أخذ الله العهد على أهل العلم ببيانه
غرضه: الوصول إلى الغايات الحميدة والثمرات الجليلة، وهي التصديق بأخباره والانتفاع بها وتطبيق أحكامه على الوجه الذي أراده الله؛ ليعبد الله بها على بصيرة.
ا
لواجب على المسلم في تفسير القرآن
أن يشعر نفسه حين يفسر القرآن بأنه مترجم عن الله تعالى، وأن يخاف من القول على الله بلا علم.
قال الله تعالى:{إنّما حرّم ربّي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحقّ وأن تشركوا باللّه ما لم ينزّل به سلطاناً وأن تقولوا على اللّه ما لا تعلمون}الأعراف: 33
وقال تعالى: {ويوم القيامة ترى الّذين كذبوا على اللّه وجوههم مسودّةٌ أليس في جهنّم مثوىً للمتكبّرين}الزمر: 60
المرجع في تفسير القرآن
يرجع في تفسير القرآن إلى ما يأتي:
أ- تفسير القرآن بالقرآن.
مثال:
قوله تعالى{ألا إنّ أولياء اللّه لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون}يونس: 62 فقد فسر أولياء الله بقوله في الآية التي تليها:{الّذين آمنوا وكانوا يتّقون}
ب -تفسير القرآن بالسنة.
مثال:
قوله تعالى:{للّذين أحسنوا الحسنى وزيادةٌ }يونس: الآية 26فسر النبي صلى الله عليه وسلم الزيادة بالنظر إلى وجه الله تعالى.
ج- تفسير الصحابة رضي الله عنهم
مثال:
قوله تعالى:{وإن كنتم مرضى أو على سفرٍ أو جاء أحدٌ منكم من الغائط أو لامستم النّساء}النساء: الآية 43 صح عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه فسر الملامسة بالجماع.
د- تفسير التابعين
هـ - ما تقتضيه الكلمات من المعاني الشرعية أو اللغوية حسب السياق
فإن اختلف المعنى الشرعي واللغوي، أخذ بما يقتضيه الشرعي، لأن القرآن نزل لبيان الشرع، لا لبيان اللغة إلا أن يكون هناك دليل يترجح به المعنى اللغوي فيؤخذ به.
[ أين المثال ؟ ]
الاختلاف الوارد في التفسير: [ يحسن تقسيم هذا العنصر إلى ، نوع الخلاف ، مثاله ، وحكمه ]
1/ اختلاف في اللفظ دون المعنى فهذا لا تأثير له في معنى الآية
مثاله: قوله تعالى{وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} قال ابن عباس: قضي: أمر، وقال مجاهد: وصي، وقال الربيع بن انس:أوجب، وهذه التفسيرات معناها واحد، او متقارب فلا تأثير لهذا الاختلاف في معنى الآية.
2/ اختلاف في اللفظ والمعنى والآية تحتمل المعنيين لعدم التضاد بينهما، فتحمل عليهما وتفسر بهما
مثاله: قوله تعالى:{وكأساً دهاقاً}النبأ: 34 قال ابن عباس: دهاقاً مملوءة، وقال مجاهد: متتابعة، وقال عكرمة: صافية. ولا منافاة بين هذه الأقوال، والآية تحتملها فتحمل عليها جميعاً ويكون كل قول لنوع من المعنى.
3/ اختلاف اللفظ والمعنى، والآية لا تحتمل المعنيين معا للتضاد بينهما، فتحمل الآية على الأرجح منهما بدلالة السياق أو غيره.
مثال: قوله تعالى: { وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح }
الذي بيده عقدة النكاح:
قال علي رضي الله عنه: هو الزوج
وقال ابن عباس رضي الله عنه: هو الولي
والراجح الأول، لدلالة المعنى عليه ولأنه روي فيه حديث عن النبي
ترجمة القرآن
الترجمة لغة: تطلق على معان ترجع إلى البيان والإيضاح.
وفي الاصطلاح: التعبير عن الكلام بلغة أخرى
وترجمة القرآن: التعبير عن معناه بلغة أخرى
الترجمة نوعان [ هذا العنوان يُشعر بأنكِ ستتحدثين عن تعريف كل منهما وكان ينبغي أن تفصلي مسألتين تحت كل منهما ؛ التعريف وحكمها وتحت الترجمة المعنوية تضيفين شروطها ]
1/ حرفية
حكمها: ممنوعة شرعا إلا أن يترجم كلمة خاصة لمن يحتاج، من غير أن يترجم التركيب فلا بأس
2/ معنوية
حكمها: جائزة، وقد تجب حين تكون وسيلة للدعوة إلى الله
شروط جواز الترجمة:
1/ لا تجعل بديلا عن القرآن وإنما إلى جانبه كالتفسير
2/ أن يكون المترجم عالما بمدلولات الألفاظ في اللغتين المترجم منها وإليها، وما تقتضيه حسب السياق
3/ أن يكون عالما بمعاني الألفاظ الشرعية في القرآن. ولا تقبل الترجمة للقرآن الكريم إلا من مأمون عليها، بحيث يكون مسلما مستقيما في دينه
.