دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > الأسئلة العلمية > أسئلة العقيدة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 صفر 1430هـ/11-02-2009م, 08:53 PM
اخلاص اخلاص غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 36
Question سؤال عن قول لابن تيمية عن محركات القلوب إلى الله الثلاثة: المحبة، والخوف، والرجاء

قال شيخ الاسلام:

اقتباس:
اعْلَمْ أنَّ مُحَرِّكَاتِ القلوبِ إلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ثلاثةٌ:
الْمَحَبَّةُ، والخوفُ، والرجاءُ.
وأقواها الْمَحَبَّةُ، وهيَ مَقصودةٌ تُرادُ لذاتِها؛ لأنَّها تُرادُ في الدنيا والآخِرَةِ، بخِلافِ الخوفِ فإنَّهُ يَزولُ في الآخِرَةِ، قالَ اللهُ تعالَى: {أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} .
والخوفُ المقصودُ مِنه: الزجْرُ والْمَنْعُ مِن الخروجِ عن الطريقِ. فالمحَبَّةُ تُلْقِي العبدَ في السيرِ إلَى مَحبوبِهِ، وعلَى قَدْرِ ضَعْفِها وقُوَّتِها يكونُ سَيرُهُ إليهِ، والخوفُ يَمنَعُهُ أن يَخْرُجَ عنْ طريقِ المحبوبِ، والرجاءُ يَقودُهُ، فهذا أصلٌ عظيمٌ، يَجِبُ علَى كلِّ عَبْدٍ أن يَتَنَبَّهَ لهُ، فإنَّهُ لا تَحْصُلُ لهُ العُبوديَّةُ بدونِهِ، وكلُّ أَحَدٍ يَجِبُ أنْ يكونَ عبدًا للهِ لا لغيرِهِ.
فإن قيلَ: فالعبدُ في بعضِ الأحيانِ قدْ لا يكونُ عندَهُ مَحَبَّةٌ تَبْعَثُهُ علَى طَلَبِ مَحْبُوبِهِ، فأيُّ شيءٍ يُحَرِّكُ القلوبَ؟ قُلْنَا: يُحَرِّكُها شَيئانِ:
أحدُهما: كَثرةُ الذكْرِ للمحبوبِ؛ لأنَّ كَثرةَ ذِكْرِهِ تُعَلِّقُ القلوبَ به…
والثاني: مُطالَعَةُ آلائِهِ ونَعمائِه… فإذا ذَكَرَ العبدُ ما أَنْعَمَ اللهُ بهِ عليهِ مِنْ تَسخيرِ السماءِ والأرضِ وما فيها مِن الأشجارِ والحيوانِ، وما أُسْبِغَ عليهِ مِن النِّعَمِ الباطنةِ مِن الإيمانِ وغيرِهِ، فلا بدَّ أن يُثيرَ عندَهُ باعثًا.
وكذلكَ الخوفُ تُحَرِّكُهُ مُطالَعَةُ آياتِ الوعيدِ والزجْرِ والعرْضِ والْحِسابِ ونحوِهِ، وكذلكَ الرجاءُ يُحَرِّكُهُ مُطالَعَةُ الكَرَمِ والْحِلْمِ والعفوِ).
لو تفضلتم شيخنا بشرح جميل ما كتب شيخ الإسلام تبسيطا له وجزاكم الله عنا ألف خير.


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 صفر 1430هـ/16-02-2009م, 03:15 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إخلاص مشاهدة المشاركة
لو تفضلتم شيخنا بشرح جميل ما كتب شيخ الاسلام تبسيطا له وجزاكم الله عنا ألف خير..
قال شيخ الإسلام: (اعْلَمْ أنَّ مُحَرِّكَاتِ القلوبِ إلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ثلاثةٌ: الْمَحَبَّةُ، والخوفُ، والرجاءُ).
إذا علمنا أن صلاح القلب هو أصل صلاح العبد ، كما دل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) متفق عليه من حديث النعمان بن بشير
فإن ما يدفع القلب للعمل ثلاثة أمور: المحبة ، والخوف ، والرجاء
فمن أحب الله أطاعه ، ومن خاف الله أطاعه، ومن رجا ثواب الله أطاعه
فمن المؤمنين من يغلب عليه دافع المحبة فيطيع الله عز وجل محبة له، مع خوفه من الله ورجائه له ، لكن الذي يغلب على قلبه المحبة وصدق التقرب إلى الله عز وجل
ومن المؤمنين من يغلب عليه الخوف من الله فيطيع الله خوفاً منه ، سواء خاف عقابه الدنيوي أو عقابه الأخروي فالذي يحمله غالبا على فعل الطاعات واجتناب المحرمات خوفه من الله
ومن المؤمنين من يغلب عليه رجاء ثواب الله فتجد أن أكثر ما يحمله على فعل الطاعات واجتناب المحرمات هو رجاء ثواب الله وفضله
والكمال أن يجمع العبد بين هذه الثلاثة ، فيطيع الله محبة له، وخوفاً منه ، ورجاء لثوابه وفضله.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اخلاص مشاهدة المشاركة
وأقواها الْمَحَبَّةُ، وهيَ مَقصودةٌ تُرادُ لذاتِها؛ لأنَّها تُرادُ في الدنيا والآخِرَةِ، بخِلافِ الخوفِ فإنَّهُ يَزولُ في الآخِرَةِ، قالَ اللهُ تعالَى: {أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} .
والخوفُ المقصودُ مِنه: الزجْرُ والْمَنْعُ مِن الخروجِ عن الطريقِ.
أي أن المحبة أعلى مرتبة من مرتبة الخوف والرجاء إذا أردنا المفاضلة بينها ، لأن المحبة تبقى في الدنيا والآخرة ، وأما الخوف فإنه يزول في الآخرة.
والجمع بين هذه الثلاثة هو منهج السلف الصالح وهو الذي عليه هدي النبي صلى الله عليه وسلم
وقال بعض ضلال الصوفية بالتفريق بينها وزعموا أن من يعبد الله محبة له فقط أعلى وأكمل ممن يعبد الله رجاء لثوابه أو خوفاً من عقابه ، حتى كان بعضهم يدعو: (اللهم إن كنت تعلم أني أطيعك رغبة في جنتك فاحرمني منها!!) وهذا ضلال مبين وخسران عظيم إن لم يرحمه الله لجهله وقلة عقله
فإن الله أمر بسؤاله من فضله ورغب في ثوابه فمن ترك رجاء الله فقد عصى الله
وحذر الله من عقابه وعذابه فمن لم يخف الله فقد عصى الله
والمقصود أن هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه الجمع بين هذه العبادات العظيمة فيعبدون الله محبة له كما وصفهم الله بقوله: (والذين آمنوا أشد حباً لله)
ويعبدون الله خوفاً من عقابه كما أمرهم الله بقوله: (وخافون إن كنتم مؤمنين) وجعل صفة الرجاء فرقاناً بين المؤمنين والكافرين فقال: (وترجون من الله ما لا يرجون) ورغبهم في ثوابه وأمرهم وسؤاله من فضله فقال : (واسألوا الله من فضله) .

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اخلاص مشاهدة المشاركة
فالمحَبَّةُ تُلْقِي العبدَ في السيرِ إلَى مَحبوبِهِ، وعلَى قَدْرِ ضَعْفِها وقُوَّتِها يكونُ سَيرُهُ إليهِ، والخوفُ يَمنَعُهُ أن يَخْرُجَ عنْ طريقِ المحبوبِ، والرجاءُ يَقودُهُ، فهذا أصلٌ عظيمٌ، يَجِبُ علَى كلِّ عَبْدٍ أن يَتَنَبَّهَ لهُ، فإنَّهُ لا تَحْصُلُ لهُ العُبوديَّةُ بدونِهِ، وكلُّ أَحَدٍ يَجِبُ أنْ يكونَ عبدًا للهِ لا لغيرِهِ.
هذا مثال ضربه شيخ الإسلام لتوضيح منازل هذه العبادات العظيمة والتلازم الشرعي بينها ، وحاجة المؤمن إليها جميعاً
فإن من أحب الله سار إليه وتقرب إليه ، والسير إليه يكون بامتثال أوامره واجتناب نواهيه فهو سير معنوي على الصراط المستقيم الذي هو الطريق إلى المحبوب الأعظم
فمحبة الله تدفع العبد إلى التقرب إليه وعلى حسب قوة المحبة وضعفها تكون مسارعة العبد في الطاعات ومسارعته في الكف عن المحرمات
وخوفه من الله يمنعه من الانحراف عن الصراط المستقيم فلا يتعدى حدود الله وهو يخاف عقاب الله ، ورجاؤه لفضل الله يحفزه لفعل الطاعات ويؤمله لقاء الله تعالى والفوز بقربه والتنعم بعظيم ثوابه
نسأل الله تعالى من فضله وبركاته.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اخلاص مشاهدة المشاركة
فإن قيلَ: فالعبدُ في بعضِ الأحيانِ قدْ لا يكونُ عندَهُ مَحَبَّةٌ تَبْعَثُهُ علَى طَلَبِ مَحْبُوبِهِ، فأيُّ شيءٍ يُحَرِّكُ القلوبَ؟ قُلْنَا: يُحَرِّكُها شَيئانِ:
أحدُهما: كَثرةُ الذكْرِ للمحبوبِ؛ لأنَّ كَثرةَ ذِكْرِهِ تُعَلِّقُ القلوبَ به…
والثاني: مُطالَعَةُ آلائِهِ ونَعمائِه… فإذا ذَكَرَ العبدُ ما أَنْعَمَ اللهُ بهِ عليهِ مِنْ تَسخيرِ السماءِ والأرضِ وما فيها مِن الأشجارِ والحيوانِ، وما أُسْبِغَ عليهِ مِن النِّعَمِ الباطنةِ مِن الإيمانِ وغيرِهِ، فلا بدَّ أن يُثيرَ عندَهُ باعثًا.
وكذلكَ الخوفُ تُحَرِّكُهُ مُطالَعَةُ آياتِ الوعيدِ والزجْرِ والعرْضِ والْحِسابِ ونحوِهِ، وكذلكَ الرجاءُ يُحَرِّكُهُ مُطالَعَةُ الكَرَمِ والْحِلْمِ والعفوِ).
بين بهذا القول كيف يحصل العبد محبة الله عز وجل ويجددها في قلبه ويزيدها فذكر أمرين:
الأول : كثرة الذكر ، فإن من أحب شيئاً أكثر من ذكره فكثرة الذكر من أثر المحبة ، وهي أيضاً سبب لتحصيل المحبة وزيادتها ، كما أن الغفلة سبب لنقصها وضعفها فينبغي أن يكثر المؤمن من ذكر الله عز وجل بقلبه ولسانه ويحتسب ذلك في ما يفعله من الطاعات
الأمر الثاني: تذكر نعم الله عز وجل ، فإن العبد إذا تأمل وتذكر كثرة نعم الله تعالى عليه أفضى به ذلك إلى محبة الله ، فإن النفس السوية مجبولة على محبة المنعم إليها ، وتذكر النعم والتحدث بها من أسباب شكرها ، وشكر النعم من أسباب زيادتها ، فلا يزال العبد يذكر الله ويشكره فتزداد نعم الله عليه وتتضاعف أضعافاً كثيرة ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
كما أن من استمرأ الغفلة ابتلي بقسوة القلب وقلة الشكر وحلول النقم وزوال النعم نعوذ بالله من زوال نعمته وفجاءة نقمته وتحول عافيته .
وبيَّن رحمه الله أيضاً أسباب زيادة الخوف من الله في القلب فإذا تأمل العبد آيات الوعيد العظيمة وأهوال يوم القيامة بل إذا تأمل وحشة القبر علم أنه إذا لم يصلح الله له عمله خاب وخسر وشقي الشقاء العظيم
وتدبر آيات الوعيد يزيد الخشية من الله في قلب العبد المؤمن ويغسل الران ويذهب القسوة ويزجر عن المعصية ويحض على التذلل لله وحسن التأدب معه جل جلاله وهذا هو العلم النافع (إنما يخشى الله من عباده العلماء)


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
سؤال, عن


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir