*** تفسير سورة الانفطار [ من الآية (1) إلى الآية (8) ]
** (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1) )
معنى : انفطرت :
انشقّت .. ابن كثير والسعدي
انشقّت لنزول الملائكه منها .. الاشقر .
** ( وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ (2) )
معنى : انتَثَرَتْ
تساقطت ..ابن كثير
انتثرت نجومُ السماء ، وزالَ جمالُهَا .. السعدي
تَسَاقَطَتْ مُتَفَرِّقَةً .. الاشقر
** (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3)
معنى : الْبِحَارُ فُجِّرَت
اقوال السلف التي اوردها ابن كثير
*** فجّر اللّه بعضها في بعضٍ .. قاله عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ
فجّر اللّه بعضها في بعضٍ، فذهب ماؤها.. قاله الحسن
اختلط مالحها بعذبها.. قال قتادة..
ملئت .. قاله الكلبي
قال السعدي :
فجرتِ البحارُ فصارتْ بحراً واحداً.
الاشقر قال :
فُجِّرَ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، فَصَارَتْ بَحْراً وَاحِداً وَاخْتَلَطَ العَذْبُ مِنْهَا بالمالحِ.
** معنى : (وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) )
قولين عند ابن كثير :
بحثت.. قول ابن عبّاسٍ
تبعثر: تحرّك فيخرج من فيها..قاله السّدّيّ
قال السعدي :
بعثرتِ القبورُ بأنْ أخرجتْ ما فيها من الأمواتِ، وحشرُوا للموقفِ بينَ يديِ اللهِ للجزاءِ على الأعمالِ.
وقال الاشقر :
قُلِّبَ تُرَابُهَا وَأُخْرِجَ المَوْتَى الَّذِينَ هُمْ فِيهَا..
** معنى : (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5) )
إذا كان هذا ( الاحداث السابقه حدثت ) حصل هذا (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ) .. ابن كثير
اذا كانت هذه الاحداث السابقه حينئذٍ ينكشفُ الغطاءُ، ويزولُ ما كانَ خفيّاً، وتعلمُ كلُّ نفسٍ ما معهَا منَ الأرباحِ والخسرانِ، هنالكَ يعضُّ الظالمُ على يديهِ إذا رأى أعمالهُ باطلةً، وميزانهُ قدْ خفَّ، والمظالمُ قدْ تداعتْ إليهِ، والسيئاتُ قدْ حضرتْ لديهِ، وأيقنَ بالشقاءِ الأبديِّ والعذابِ السرمديِّ. ويفوزُ المتقونَ، المقدِّمونَ لصالحِ الأعمالِ بالفوزِ العظيمِ، والنعيمِ المقيمِ، والسلامةِ منْ عذابِ الجحيمِ) .. السعدي
عَلِمَتْ عِنْدَ نَشْرِ الصُّحُفِ مَا قَدَّمَتْ منْ عَمَلِ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ،وَمَا أَخَّرَتْ مِنْ سُنَّةٍ حَسَنَةٍ أَوْ سَيِّئَةٍ).. الاشقر
** (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) )
* سبب نزول الاية :
حكى البغويّ عن الكلبيّ ومقاتلٍ أنّهما قالا: نزلت هذه الآية في الأخنس بن شريقٍ ضرب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ولم يعاقب في الحالة الرّاهنة؛ فأنزل اللّه: {ما غرّك بربّك الكريم}).. نقله ابن كثير
** معنى الاسفهام في الاية ؟
قال بعض أهل الإشارة: إنّما قال: {بربّك الكريم}. دون سائر أسمائه وصفاته، كأنّه لقّنه الإجابة. وهذا الّذي تخيّله هذا القائل ليس بطائلٍ؛ لأنّه إنّما أتى باسمه {الكريم}؛ لينبّه على أنّه لا ينبغي أن يقابل الكريم بالأفعال القبيحة وأعمال السّوء.فهذا تهديدٌ لا كما يتوهّمه بعض النّاس من أنّه إرشادٌ إلى الجواب حيث قال: {الكريم}. حتّى يقول قائلهم: غرّه كرمه….ابن كثير
معنى الاية :
ما غرّك يابن آدم بربّك الكريم، أي: العظيم، حتّى أقدمت على معصيته وقابلته بما لا يليق؟.. ابن كثير
يقولُ تعالَى معاتباً للإنسانِ المقصرِ في حقِّ ربِّهِ، المتجرئِ على مساخطهِ: {يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} أتهاوناً منكَ في حقوقهِ، أمِ احتقاراً منكَ لعذابهِ؟ أمْ عدمَ إيمانٍ منكَ بجزائهِ؟.. إنْ هذا إلاَّ منْ جهلكَ وظلمكَ وعنادكَ وغشمكَ .. السعدي
غَرَّكَ وَخَدَعَكَ حَتَّى كَفَرْتَ بِرَبِّكَ الكريمِ الَّذِي تَفَضَّلَ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا بإكمالِ خَلْقِكَ وَحَوَاسِّكَ، وَجَعَلَكَ عَاقِلاً فَاهِماً وَرَزَقَكَ وَأَنْعَمَ عَلَيْكَ بِنِعَمِهِ الَّتِي لا تَقْدِرُ عَلَى جَحْدِ شَيْءٍ مِنْهَا .. الاشقر
اقوال السلفف في اجابة استفهام الاية (ما غرّك بربّك الكريم؟) :
قال عمر: الجهل
قال ابن عمر: غرّه -واللّه- جهله
قال قتادة : ما غرّ ابن آدم، وهذا العدوّ الشّيطان.
قال الفضيل بن عياضٍ: لو قال لي ما غرّك بي؟ لقلت: ستورك المرخاة.
قال أبو بكرٍ الورّاق: لو قال لي: ما غرّك بربّك الكريم؟ لقلت: غرّني كرم الكريم ….. الاقوال السابقه ذكرها ابن كثير
غَرَّهُ عَفْوُ اللَّهِ إِذْ لَمْ يُعَاجِلْهُ بِالْعُقُوبَةِ أَوَّلَ مَرَّةٍ .. ذكره الاشقر
** معنى : ( الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) )
جعلك سويًّا مستقيماً معتدل القامة منتصبها في أحسن الهيئات والأشكال .. ابن كثير
أليسَ هوَ {الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ} في أحسنِ تقويمٍ؟ {فَعَدَلَكَ} وركبكَ تركيباً قويماً معتدلاً، في أحسنِ الأشكالِ، وأجملِ الهيئاتِ. .. السعدي
{الَّذِي خَلَقَكَ} مِنْ نُطْفَةٍ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً،
{فَسَوَّاكَ} رَجُلاً تَسْمَعُ وَتُبْصِرُ وَتَعْقِلُ،
{فَعَدَلَكَ}: جَعَلَكَ مُعْتَدِلاً قَائِماً حَسَنَ الصُّورَةِ، وَجَعَلَ أَعْضَاءَكَ مُتَعَادِلَةً لا تَفَاوُتَ فِيهَا).. الاشقر
** معنى : (فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) )
أنّ اللّه عزّ وجلّ قادرٌ على خلق النّطفة على شكلٍ قبيحٍ من الحيوانات المنكرة الخلق، ولكن بقدرته ولطفه وحلمه يخلقه على شكلٍ حسنٍ مستقيمٍ معتدلٍ تامٍّ حسن المنظر والهيئة) .. ابن كثير
احمد اللهَ أنْ لمْ يجعلْ صورتكَ صورة كلبٍ أو حمارٍ، أو نحوهمَا من الحيواناتِ {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاء رَكَّبَكَ}.. السعدي
رَكَّبَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ شَاءَهَا من الصُّوَرِ المختلفةِ، وَأَنْتَ لَمْ تَخْتَرْ صُورَةَ نَفْسِكَ).. الاشقر
** اقوال السلف التي اوردها ابن كثير في معنى : (فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ)
في أيّ شبه أبٍ أو أمٍّ أو خالٍ أو عمٍّ.. قاله مجاهد
إن شاء في صورة قردٍ، وإن شاء في صورة خنزيرٍ… قاله عكرمة
إن شاء في صورة كلبٍ، وإن شاء في صورة حمارٍ، وإن شاء في صورة خنزيرٍ… قاله أبو صالحٍ
قال قتادة: {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك}. قال: قادرٌ واللّه ربّنا على ذلك
قال ابن جريرٍ: حدّثني محمّد بن سنانٍ القزّاز، حدّثنا مطهّر بن الهيثم، حدّثنا موسى بن عليّ بن رباحٍ، حدّثني أبي عن جدّي: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال له: ((ما ولد لك؟)) قال: يا رسول اللّه ما عسى أن يولد لي! إمّا غلامٌ وإمّا جاريةٌ. قال: ((فمن يشبه؟)) قال: يا رسول اللّه من عسى أن يشبه؟ إمّا أباه وإمّا أمّه. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عندها: ((مه، لا تقولنّ هكذا إنّ، النّطفة إذا استقرّت في الرّحم أحضرها اللّه تعالى كلّ نسبٍ بينها وبين آدم، أما قرأت هذه الآية في كتاب اللّه: {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك}. قال: سلكك)). وهذاإسناده ليس بالثّابت.،
لكن في الصّحيحين عن أبي هريرة أنّ رجلاً قال: يا رسول اللّه، إنّ امرأتي ولدت غلاماً أسود، قال: ((هل لك من إبلٍ؟)). قال: نعم. قال: ((فما ألوانها؟)) قال: حمرٌ. قال: ((فهل فيها من أورق؟)) قال: نعم. قال: ((فأنّى أتاها ذلك؟)) قال: عسى أن يكون نزعه عرقٌ. قال: ((وهذا عسى أن يكون نزعه عرقٌ)).