دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 جمادى الآخرة 1435هـ/2-04-2014م, 11:52 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي صفحة الطالب سليم سيدهوم لدراسة التفسير

بسم الله الرحمن الرحيم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 رجب 1435هـ/26-05-2014م, 11:30 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

تفسير سورة البقرة من الآية ذات رقم 17 إلى الآية ذات رقم 22
قال الله تعالى:{ مثلهم كثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم و تركهم في ظلمات لا يبصرون}{ صم بكم عمي فهم لا يرجعون} هذا مثال ضربه الله تعالى للمنافقين فشبههم في اشترائهم الضلالة بالهدى بمن استوقد نارا فلما أبصر بها عما في يمينه و شماله وتأنس بها طفئت ناره فصار في ظلام شديد لا يبصر و لا يهتدي، و هو مع ذلك أعمى و أصم و أبكم فلا يرجع إلى ما كان عليه فكذلك المنافق.

و قوله تعالى:{ أو كصيب من السماء فيه ظلمات و رعد و برق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت و الله محيط بالكافرين }{ يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه و إذا أظلم عليهم قاموا و لو شاء الله لذهب بسمعهم و أبصارهم إن الله على كل شيء قدير} هذا مثال لنوع آخر من المنافقين، و قيل:هو مثال آخر لضرب واحد.
و على كل فالمراد أنهم قوم يظهر لهم الحق تارة و يشكون تارة، فقلوبهم في حال شكخم و كفرهم و ترددهم كالمطر الذي ينزل بكثرة فيه ظلمة السحاب و الصوت الذي يسمع منه و الضوء اللامع المشاهد مع السحاب كلما أضاء لهم البرق في تلك الظلمات مشوا فيه و إذا أظلم عليخم وقفوا فهذا هو حال هذا ضرب من المنافقين كلما أصابهم من عز الإسلام اطمأنوا إليه و إذا أصاب الإسلام نكتة قاموا ليرجعوا الى الكفر.
ثم أخبر الله تعالى أنه على كل شيء قدير و فيه رد على القدرية.

و قوله تعالى : { يأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم و الذين من قبلكم لعلكم تتقون}{ الذي جعل لكم الأرض فراشا و السماء بناء و أنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا و أنتم تعلمون} هضه الآية تدل على عظم التوحيد، وذلك أن أول ما جاء في القرآن من الأوامر و أول النداء و أول الخطاب في القرآن إنما هو في هذه الآية التي تتحدث عن توحيد الله تبارك و تعالى.
و فيها أن إفراد الله تعالى بأفعاله يستلزم إفراده تعالى بالعبادة و لهذا قال:{ الذي خلقكم}، ثم أخبر الله تعالى ببعض ما أنعم علينا و قال في آخره :{ فلا تجعلوا لله أندادا}؛ أي: نظير و شريك { و أنتم تعلمون} أنه خالقكم و رازقكم، فكما أنه ليس له شريك في ملكه، فليس له شريك في عبادته.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12 صفر 1436هـ/4-12-2014م, 01:04 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

س1: بيّن خصائص تفسير ابن كثير.
ـ التنبيه على الإسرائيليات.
ـ و التنبيه على الرجال.
ـ و شدة عناية بتفسير القرآن بالقرآن.
ـ و التفسير بالمعنى لا باللفظ كما جرى على المتقدمين و إن كان يفسر باللفظ أحيانا.

س2: بيّن باختصار أهم مصادر ابن كثير من دواوين السنّة ومن كتب التفسير ومن كتب اللغة.
أهم مصادر ابن كثير من دواوين السنة: الكتب الستة و مسند الإمام أحمد.
و أهمها من كتب التفسير: تفسير الطبري، و تفسير البغوي.
و أهمها من كتب اللغة: (إعراب القرآن) للنحّاس، و (الزّاهر) لابن الأنباري، و (الصحاح) لأبي نصر الجوهري، ويكثر من الأخذ عنه، و (معاني القرآن) لابن الزجاج.

س3: بيّن منهج ابن كثير في إيراد الإسرائيليات.
ينقسم منهج ابن كثير في إيراد الإسرائيليات إلى قسمين:
الأول: أن يعرض عما ذكره غيره منها و لا يذكره.
و الثاني: أن يوردها، و هذا القسم على ثلاثة أضراب:
ـ النقد العام.
ـ النقد الخاص التفصيلي.
ـ السكوت و عدم النقد.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 ربيع الأول 1436هـ/6-01-2015م, 11:58 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

خلاصة تفسير قول الله تعالى {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144) }


في المراد بالسفهاء ثلاثة أقوال:
1- قيل يعني به: كفار أهل مكة.
2- وقيل يعني به: اليهود والسفهاء.
3ـ و قيل: المنافقون.
وقوله عزّ وجلّ: {ما ولّاهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها}, معنى{ما ولّاهم}: ما عدلهم عنها يعني قبلة بيت المقدس.
و قال بعض العلماء في قول الله تعالى:{و كذلك جعلناكم أمة وسطا}: أمة محمد صلى الله عليه وسلم لم تغل في الدين كما فعلت اليهود، ولا افترت كالنصارى، فهي متوسطة، فهي أعلاها وخيرها من هذه الجهة، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الأمور أوساطها» أي خيارها، وقد يكون العلو والخير في الشيء لما بأنه أنفس جنسه، وأما أن يكون بين الإفراط والتقصير فهو خيار من هذه الجهة وشهداء جمع شاهد في هذا الموضع.
واختلف المفسرون في المراد ب النّاس في هذا الموضع، فقالت فرقة: هم جميع الجنس، وأمة محمد صلى الله عليه وسلم تشهد يوم القيامة للأنبياء على أممهم بالتبليغ، وذلك أن نوحا تناكره أمته في التبليغ، فتقول له أمة محمد نحن نشهد لك، فيشهدون، فيقول الله لهم: كيف شهدتم على ما لم تحضروا؟، فيقولون: أي ربنا جاءنا رسولك ونزل إلينا كتابك فنحن نشهد بما عهدت إلينا وأعلمتنا به، فيقول الله تعالى: صدقتم، وروي في هذا المعنى حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروي عنه أن أمته تشهد لكل نبي ناكره قومه، وقال مجاهد: معنى الآية تشهدون لمحمد صلى الله عليه وسلم أنه قد بلغ الناس في مدته من اليهود والنصارى والمجوس.
وقالت طائفة: معنى الآية يشهد بعضكم على بعض بعد الموت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مرت به جنازة فأثني عليها بالخير، فقال: «وجبت» ثم مر بأخرى، فأثني عليها بشرّ، فقال:«وجبت»، يعني الجنة والنار، فسئل عن ذلك، فقال: «أنتم شهداء الله في الأرض»، وروي في بعض الطرق أنه قرأ لتكونوا شهداء على النّاس.
ويكون الرّسول عليكم شهيداً قيل: معناه بأعمالكم يوم القيامة، وقيل: عليكم بمعنى لكم أي يشهد لكم بالإيمان، وقيل: أي يشهد عليكم بالتبليغ إليكم.
وقوله تعالى: {وما جعلنا القبلة الّتي كنت عليها إلا لنعلم من يتّبع الرّسول ممّن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرةً إلا على الّذين هدى اللّه} يقول تعالى: إنّما شرعنا لك -يا محمّد -التّوجّه أوّلًا إلى بيت المقدس، ثمّ صرفناك عنها إلى الكعبة، ليظهر حال من يتّبعك ويطيعك ويستقبل معك حيثما توجهت ممّن ينقلب على عقبيه، أي: مرتدّاً عن دينه {وإن كانت لكبيرةً} أي: هذه الفعلة، وهو صرف التّوجّه عن بيت المقدس إلى الكعبة، أي: وإن كان هذا الأمر عظيمًا في النّفوس، إلّا على الّذين هدى اللّه قلوبهم، وأيقنوا بتصديق الرسول، وأنّ كلّ ما جاء به فهو الحقّ الذي لا مرية فيه، وأنّ اللّه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، فله أن يكلّف عباده بما شاء، وينسخ ما يشاء، وله الحكمة التّامّة والحجّة البالغة في جميع ذلك، بخلاف الّذين في قلوبهم مرضٌ، فإنّه كلّما حدث أمرٌ أحدث لهم شكًّا، كما يحصل للّذين آمنوا إيقانٌ وتصديقٌ.
{قد نرى تقلّب وجهك في السّماء فلنولّينّك قبلةً ترضاها فولّ وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولّوا وجوهكم شطره وإنّ الّذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنّه الحقّ من ربّهم وما اللّه بغافلٍ عمّا يعملون (144)}
قال عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس: كان أوّل ما نسخ من القرآن القبلة، وذلك أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا هاجر إلى المدينة، وكان أكثر أهلها اليهود، فأمره اللّه أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود، فاستقبلها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بضعة عشر شهرًا، وكان يحبّ قبلة إبراهيم فكان يدعو إلى اللّه وينظر إلى السّماء، فأنزل اللّه: {قد نرى تقلّب وجهك في السّماء} إلى قوله: {فولّوا وجوهكم شطره} فارتاب من ذلك اليهود، وقالوا: {ما ولاهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها قل للّه المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ} وقال: {فأينما تولّوا فثمّ وجه اللّه}[البقرة: 115] وقال اللّه تعالى: {وما جعلنا القبلة الّتي كنت عليها إلا لنعلم من يتّبع الرّسول ممّن ينقلب على عقبيه}.
وقوله: {وإنّ الّذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنّه الحقّ من ربّهم} أي: واليهود -الّذين أنكروا استقبالكم الكعبة وانصرافكم عن بيت المقدس -يعلمون أنّ اللّه تعالى سيوجهك إليها، بما في كتبهم عن أنبيائهم، من النّعت والصّفة لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأمّته، وما خصّه اللّه تعالى به وشرفه من الشّريعة الكاملّة العظيمة، ولكنّ أهل الكتاب يتكاتمون ذلك بينهم حسدًا وكفرًا وعنادًا؛ ولهذا يهدّدهم تعالى بقوله: {وما اللّه بغافلٍ عمّا يعملون}.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 ربيع الأول 1436هـ/6-01-2015م, 12:12 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

خلاصة تفسير قول الله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)}
قال ابن كثير رحمه الله:"وأمّا الكلام على تفسير هذه الآية، فإنّ اللّه تعالى لمّا أمر المؤمنين أوّلًا بالتّوجّه إلى بيت المقدس، ثمّ حوّلهم إلى الكعبة، شقّ ذلك على نفوس طائفةٍ من أهل الكتاب وبعض المسلمين، فأنزل اللّه تعالى بيان حكمته في ذلك، وهو أنّ المراد إنّما هو طاعة اللّه عزّ وجلّ، وامتثال أوامره، والتّوجّه حيثما وجّه، واتّباع ما شرع، فهذا هو البرّ والتّقوى والإيمان الكامل، وليس في لزوم التّوجّه إلى جهةٍ من المشرق إلى المغرب برٌّ ولا طاعةٌ، إن لم يكن عن أمر اللّه وشرعه؛ ولهذا قال: {ليس البرّ أن تولّوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكنّ البرّ من آمن باللّه واليوم الآخر} الآية، كما قال في الأضاحيّ والهدايا: {لن ينال اللّه لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التّقوى منكم}[الحجّ: 37].
و قال الله تعالى بعد أن ذكر خمسة أصول من أصول الإيمان الستة: {وآتى المال على حبّه} أي: أخرجه، وهو محب له، راغبٌ فيه.
وقوله: {ذوي القربى} وهم: قرابات الرّجل، وهم أولى من أعطى من الصّدقة.
{واليتامى} هم: الّذين لا كاسب لهم، وقد مات آباؤهم وهم ضعفاء صغارٌ دون البلوغ والقدرة على التّكسّب.
{والمساكين} وهم: الّذين لا يجدون ما يكفيهم في قوتهم وكسوتهم وسكناهم، فيعطون ما تسدّ به حاجتهم وخلّتهم.
{وابن السّبيل} وهو: المسافر المجتاز الذي قد فرغت نفقته فيعطى ما يوصله إلى بلده، وكذا الذي يريد سفرًا في طاعةٍ، فيعطى ما يكفيه في ذهابه وإيابه، ويدخل في ذلك الضّيف، كما قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: «ابن السّبيل هو الضّيف الذي ينزل بالمسلمين».
{والسّائلين} وهم: الّذين يتعرّضون للطّلب فيعطون من الزّكوات والصّدقات.
{وفي الرّقاب} وهم: المكاتبون الّذين لا يجدون ما يؤدّونه في كتابتهم.
وقوله: {وأقام الصّلاة وآتى الزّكاة} أي: وأتمّ أفعال الصّلاة في أوقاتها بركوعها، وسجودها، وطمأنينتها، وخشوعها على الوجه الشّرعيّ المرضيّ.
وقوله: {وآتى الزّكاة} يحتمل أن يكون المراد به زكاة النّفس، وتخليصها من الأخلاق الدّنيّة الرّذيلة، كقوله: {قد أفلح من زكّاها * وقد خاب من دسّاها}[الشّمس:9، 10] وقول موسى لفرعون: {هل لك إلى أن تزكّى * وأهديك إلى ربّك فتخشى}[النّازعات: 18، 19] وقوله تعالى: {وويلٌ للمشركين * الّذين لا يؤتون الزّكاة}[فصّلت: 6، 7].
ويحتمل أن يكون المراد زكاة المال كما قاله سعيد بن جبيرٍ ومقاتل بن حيّان، ويكون المذكور من إعطاء هذه الجهات والأصناف المذكورين إنّما هو التّطوّع والبرّ والصّلة؛ ولهذا تقدّم في الحديث عن فاطمة بنت قيسٍ: أنّ في المال حقًّا سوى الزّكاة، واللّه أعلم.
وقوله: {والموفون بعهدهم إذا عاهدوا} كقوله: {الّذين يوفون بعهد اللّه ولا ينقضون الميثاق}[الرّعد: 20] وعكس هذه الصّفة النّفاق، كما صحّ في الحديث: «آية المنافق ثلاثٌ: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان». وفي الحديث الآخر:«إذا حدّث كذب وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر».
وقوله: {والصّابرين في البأساء والضّرّاء وحين البأس} أي: في حال الفقر، وهو البأساء، وفي حال المرض والأسقام، وهو الضّرّاء. {وحين البأس} أي: في حال القتال والتقاء الأعداء، قاله ابن مسعودٍ، وابن عبّاسٍ، وأبو العالية، ومرّة الهمدانيّ، ومجاهدٌ، وسعيد بن جبيرٍ، والحسن، وقتادة، والرّبيع بن أنسٍ، والسّدّيّ، ومقاتل بن حيّان، وأبو مالكٍ، والضّحّاك، وغيرهم.
وإنّما نصب {والصّابرين} على المدح والحثّ على الصّبر في هذه الأحوال لشدّته وصعوبته، واللّه أعلم، وهو المستعان وعليه التّكلان.
وقوله: {أولئك الّذين صدقوا} أي: هؤلاء الّذين اتّصفوا بهذه الصّفات هم الّذين صدقوا في إيمانهم؛ لأنّهم حقّقوا الإيمان القلبيّ بالأقوال والأفعال، فهؤلاء هم الّذين صدقوا {وأولئك هم المتّقون} لأنّهم اتّقوا المحارم وفعلوا الطّاعات.
أقول: و في هذه الآية دليل واضح أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالب, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir