# تفسير سورة العصر وهي مكية من تفسير ابن كثير والسعدي و الأشقر رحمهم الله .
* فضائل السورة : ك
ـ (ذكروا أنّ عمرو بن العاص وفد على مسيلمة الكذّاب، وذلك بعدما بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وقبل أن يسلم عمرٌو؛ فقال له مسيلمة: ماذا أنزل على صاحبكم في هذه المدّة؟ قال: لقد أنزل عليه سورةٌ وجيزةٌ بليغةٌ. قال: وماهي؟ فقال: {والعصر إنّ الإنسان لفي خسرٍ إلاّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات وتواصوا بالحقّ وتواصوا بالصّبر}.
ـ و كان الرجلان من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا التقيا لم يفترقا إلاّ على أن يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر إلى آخرها، ثمّ يسلّم أحدهما على الآخر.
ـ وقال الشافعيّ رحمه اللّه: لو تدبّر الناس هذه السورة لوسعتهم.
* معنى العصر : ك س ش
قيل هو الزمان الذي يقع فيه حركات بني آدم من خيرٍ وشرٍّ.
وقال مالكٌ: عن زيد بن أسلم: هو العشيّ. والمشهور الأوّل.
وَقَالَ مُقَاتِلٌ: الْمُرَادُ بالعَصْرِ صَلاةُ العصرِ.
* السبب في القسم بالعصر : ش
لِمَا فِيهِ من العِبَرِ منْ جِهَةِ مُرُورِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَتَعَاقُبِ الظلامِ والضياءِ،فَإِنَّ فِي ذَلِكَ دَلالةً بَيِّنَةً عَلَى الصانعِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَى تَوْحِيدِهِ.
* المقسم عليه ومعناه :ك س ش
المقسم عليه هو قوله تعالى : (إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ )
ومعناه : أنّ الإنسان في خسارةٍ وهلاكٍ ، وأنه في أَعْمَالِ الدُّنْيَا في نَقْصٍ وَضَلالٍ عَن الْحَقِّ حَتَّى يَمُوتَ، وَلا يُسْتَثْنَى منْ ذَلِكَ أَحَدٌ إِلاَّ مَن استثنى الله تعالى ، والخاسرُ ضدُّ الرابحِ.
* الأمور التي يسلم بها الإنسان من الخسران و يفوز بالربح ك س ش
-الإيمانُ بما أمرَ اللهُ بالإيمانِ بهِ بالقلب وعمل الصالحات بالجوارح ،
وذكر السعدي أن الإيمانُ لا يكون بدونِ العلمِ، فهوَ فرعٌ عنهُ لا يتمُّ إلاَّ بهِ. و أن هذا شاملٌ لأفعالِ الخيرِ كلِّها، الظاهرةِ والباطنةِ، المتعلقةِ بحقِّ اللهِ وحقِّ عبادهِ، الواجبةِ والمستحبةِ.
- التواصي بالحقِّ، الذي هوَ أداء الطاعات وترك المحرّمات، أي: يحث بعضهمْ بعضاً على ذلكَ ، ويرغبهُ فيهِ.
- التواصي بالصبرِ، على طاعةِ اللهِ، وعنْ معصيةِ اللهِ، وعلى أقدارِ اللهِ المؤلمةِ.
وأضاف ابن كثير معنى وهو الصبر على أذى من يؤذي ممّن يأمرونه بالمعروف، وينهونه عن المنكر .
* مراتب الخسارة : س
- خسارة مطلقة ، كحالِ منْ خسرَ الدنيا والآخرَةَ، وفاتهُ النعيمُ، واستَحقَّ الجحيمَ.
ـ خسارة من بَعضِ الوجوهِ دونَ بعضٍ.
* السبب في تخصيص التواصي بالصبر رغم دخوله في التواصي بالحق : ش
قال الأشقر : لِمَزِيدِ شَرَفِهِ عَلَيْهَا وَارْتِفَاعِ طَبَقَتِهِ عَنْهَا، ولأنَّ كَثِيراً مِمَّنْ يَقُومُ بِالْحَقِّ يُعَادَى، فَيَحْتَاجُ إِلَى الصبرِ.
* فائدة :
قال السعدي : فبالأمرينِ الأولينِ يُكمّلُ الإنسانُ نفسَهُ، وبالأمرينِ الأخيرينِ يُكمّلُ غيرَهُ .