تلخيص ( الأدلة على أن القرآن غير مخلوق )
• (( القرآن كلام الله , وكلامه تعالى صفة من صفاته , وصفات الله غير مخلوقة ))
- كان السلف يهابون الكلام في أن القرآن كلام الله غير مخلوق حتى أحدث ما أحدث وقيل بأن القرآن مخلوق فاحتاجوا إلى الرد عليهم .
- قال الإمام أحمد بن حنبل (( القرآن كلام الله ، وليس بمخلوق ولا تحرج أن تقول ليس بمخلوق ,فإن كلام الله من الله ومن ذات الله، وتكلم الله به ، وليس من الله شيء مخلوق ))
- القرآن كلام الله غير مخلوق ، منه بدأ وإليه يعود .
- وأسماء الله وصفاته في القرآن .
- والقرآن من علم الله.
- ومن قال أن القرآن مخلوق فهو كافر و زعم أن الله مخلوق وهذا هو الكفر .
- لم يزل الله عالماً متكلماً يعبد بصفاته غير محدودة ، ولا معلومة ، إلا بما وصف الله به نفسه .
• الأدلة من القرآن على أن القرآن غير مخلوق :
- قوله تعالى (( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ))
فجبريل سمعه من الله ،وسمعه النبي عليه الصلاة والسلام من جبريل ، وسمعه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من النبي صلى الله عليه وسلم ، فالقرآن كلام الله غير مخلوق.
- قوله تعالى (( ولكن حق القول مني ))
فلا يكون من الله شيء مخلوق.
- قوله تعالى (( إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ))
فلو كان القرآن مخلوقاً لكان الله قائلاً له كن ، والقرآن قوله ، ويستحيل أن يكون قوله مقولاً له، لأن هذا يوجب قولاً ثانياً ، والقول في القول الثاني وفي تعلقه بقول ثالث كالأول ، وهذا يفضي إلى مالا نهاية . وهذا فاسد ، وإذا فسد ذلك فسد أن يكون القرآن مخلوقا.
- وقوله تعالى ( الرحمن * علم القرآن * خلق الإنسان )
فجمع الذكر بين القرآن الذي هو كلامه وصفته , وبين الإنسان الذي هو خلقه . فخص القرآن بالتعليم والإنسان بالتخليق .
فلو كان القرآن مخلوقاً كالإنسان لقال : خلق القرآن والإنسان .
• من أدلة السنة :
عن خَوْلةَ بنتِ حكيمٍ أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قال: ((مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً فَقَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْحَلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ))
فاستدلَّ العلماءُ بِذَلِكَ على أنَّ كلامَ اللَّهِ غيرُ مخلوقٍ؛ قالوا: لأنَّ الاستعاذةَ بالمخلوقِ شِركٌ
• الكلام صفة لله :
• الأدلة من القرآن :
: (( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيْلاً )، ( وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيْسى بنَ مَرْيَمَ )، (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، وقولُهُ: ( وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً ).
( مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ )، ( وَلَمَّا جَاءَ مُوْسَى لِمِيْقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ).
- قال زيد بن عبد العزيز الفياض (ت: 1416هـ) : ( فِي هَذِهِ الآْيَاتِ إثباتُ صِفَةِ الكلامِ لله حَقِيقَةً عَلَى ما يَلِيقُ بِجَلالِهِ تَعَالَى وهُوَ سُبْحَانَهُ قد تَكَلَّمَ بالْقُرْآنِ والكُتُبِ المُنزَّلةِ عَلَى الأَنْبِيَاءِ . وغيرِ ذَلِكَ ويَتَكَلَّمُ إذا شَاءَ مَتَى شَاءَ والْقُرْآنُ كَلامُه تَعَالَى مُنَزَّلٌ غَيرُ مَخلوقٍ وهُوَ كلامُ اللهِ حُروفُه ومَعَانِيهِ وهُوَ سورٌ وآياتٌ وحُروفٌ وكَلِماتٌ قد تَكَلَّمَ بها .
وهَذَا مَذْهَبُ أهلِ السُّنَّةِ والجَمَاعةِ، وقَدْ دَلَّ الْقُرْآنُ وصَرِيحُ السُّنَّةِ والمَعْقولُ وكلامُ السَّلفِ عَلَى أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ يَتكَلَّمُ بِمَشيئتِهِ ، كما دَلَّ عَلَى أَنَّ كَلامَهُ صِفَةٌ قَائِمةٌ بِذَاتِهِ وهِيَ صِفةُ ذَاتٍ وفِعلٍ .).
• قول المعتزلة والجهمية في القرآن :
- الجهميَّة يقولون: إنَّ اللَّهَ لا يتكلَّمُ، بل خَلقَ كلاماً في غيرِه وجَعلَ غيرَه يُعبِّرُ عنه، وما جاء مِن الأدلَّة أنَّ اللَّهَ تكلَّم أو يُكلِّمُ أو نادى أو نحوَ ذَلِكَ، قالوا هَذَا مجازٌ.
- وأمَّا المعتزِلةُ فيقولون: إنَّ اللَّهَ متكَلِّمٌ حقيقةً لكنْ معنى ذَلِكَ أنَّه خَلقَ الكلامَ في غيرِه، فمذَهبُهم ومَذهبُ الجهميَّةِ في المعنى سواءٌ.
- وحقيقةُ قولِ الطَّائفتَيْنِ أنَّه غيرُ متكلِّمٍ، وهَذَا باطلٌ مخالفٌ لقولِ السَّلَفِ والأئمَّةِ ومخالفٌ للأدلَّةِ العقليَّةِ والسَّمعِيَّة، فإنَّه لا يُعْقَلُ متكلِّمٌ إلاَّ مَن قامَ به الكلامُ، ولا مُريدٌ إلاَّ مَن قامتْ به الإرادةُ، ولا محِبٌّ ولا راضٍ إلاَّ مَن قام بذلك .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• ( كلام الله صفة من صفاته لا ينفد ولا يبيد فلا يكون مخلوقاً )
- كلمات الله لا تحصى .
- ودل الله ذوي الألباب من عباده المؤمنين على كثرة كلماته , وأن الإحصاء من الخلق لا يأتي عليها .
- قال تعالى
{قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مددًا} [الكهف: 109].
والآية فسرت بهذه الآية: {ولو أنّ ما في الأرض من شجرةٍ أقلامٌ والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحرٍ ما نفدت كلمات اللّه إنّ اللّه عزيزٌ حكيمٌ}
- وسأل رجل أبا الهذيل العلاف المعتزلي البصري عن القرآن , فقال : مخلوق . فقال له : مخلوق يموت أو يخلد ؟
قال : لا بل يموت .
قال فمتى يموت القرآن ؟
قال إذا مات من يتلوه فهو موته .
قال : فقد مات من يتلوه وقد ذهبت الدنيا وتصرمت وقال الله عز وجل ( لمن الملك اليوم ) فهذا القرآن وقد مات الناس .
فقال : ما أدري وبهت .
- المخلوقات كلّها تنفد وتفنى، وكلمات اللّه لا تفنى، وتصديق ذلك قوله تعالى حين يفنى خلقه: {لمن الملك اليوم} [غافر: 16] فيجيب تعالى نفسه: {للّه الواحد القهّار} [إبراهيم:48؛
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• (( القرآن من علم الله، وعلم الله لا يكون مخلوقا ))
- قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمد ( سمعت أبي رحمه الله يقول: من قال: القرآن مخلوق فهو عندنا كافر؛ لأن القرآن من علم الله عز وجل وفيه أسماء الله عز وجل.))
- وقال (( إذا قال الرجل العلم مخلوق فهو كافر؛ لأنه يزعم أنه لم يكن له علم حتى خلقه)).
* الأدلة على أن القرآن من علم الله:
- قال الله عز وجل: {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم}
، وقال عز وجل: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير}،
وقال عز وجل: {ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين}
{وكذلك أنزلناه حكمًا عربيًّا ولئن اتّبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم ما لك من اللّه من وليٍّ ولا واق} الرعد :37
وقال تعالى: {ولا يحيطون بشيءٍ من علمه} وقال: {لكن اللّه يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه}
وقال: {فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنّما أنزل بعلم اللّه} [هود: 14]
وقال: {وما تحمل من أنثى ولا تضع إلّا بعلمه}[فاطر: 11]
- قال عبيد الله بن محمد الحنبلي ((فقد دلّنا كتاب اللّه أنّ القرآن كلام اللّه، وأنّه علمٌ من علم اللّه، فكلام اللّه من اللّه. قال اللّه تعالى: {ولكن حقّ القول منّي} [السجدة: 13] فمن زعم أنّ من اللّه شيئًا مخلوقًا، فقد كفر. ومن زعم أنّ علم اللّه مخلوقٌ، فقد زعم أنّ اللّه كان ولا علم له. ومن قال ذلك، فقد جعل اللّه تعالى كخلقه الّذين خلقهم اللّه جهّالًا لا يعلمون ثمّ علّمهم، لأنّ من سبق كونه علمه، فقد كان جاهلًا فيما بين حدوثه إلى حدوث علمه. قال اللّه عزّ وجلّ فيما أخبرنا به من جهل ابن آدم قبل تعليمه: {واللّه أخرجكم من بطون أمّهاتكم لا تعلمون شيئًا} [النحل: 78]
_ من زعم أن القرآن مخلوق , فقد زعم أن علم الله مخلوق . ومن زعم أن علم الله مخلوق فقد شبه الله بخلقه . وأنه كان لا يعلم ثم تعلم , تعالى الله عما تنسبه إليه الجهمية الضالة علوا كبيرا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• (( فرَّق الله تعالى بين الخلق والأمر، وكلام الله من أمره؛ فهو غير مخلوق ))
- قال اللّه سبحانه وتعالى: {ألا له الخلق والأمر تبارك اللّه ربّ العالمين} [الأعراف: 54] ففرّق اللّه بين الخلق والأمر الّذي به يخلق الخلق بواو الاستئناف .
- فالخلق المخلوقات , والأمر القرآن ، وعلّمنا اللّه جلّ وعلا في محكم تنزيله أنّه يخلق الخلق بكلامه وقوله: {إنّما قولنا لشيءٍ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} [النحل: 40]
-وقوله: {كن} هو كلامه الّذي به يكون الخلق وكلامه عزّ وجلّ الّذي به يكون الخلق غير الخلق الّذي يكون مكوّنًا بكلامه.
- أن قوله { كن } لو كان خلقاً كما زعمت الجهمية المفترية على الله ، إنما يخلقه بقول قبله ،وهو عندهم خلقٌ وذلك القول يخلقه بقولٍ قبله، وهو خلقٌ، حتّى يصير إلى ما لا نهاية له ولا عدد، ولا أوّل، وفي هذا إبطال تكوين الخلق، وإنشاء البريّة، وإحداث ما لم يكن قبل أن يحدث اللّه الشّيء، وينشئه ويخلقه وهذا قولٌ لا يتوهّمه ذو لبٍّ، لو تفكّر فيه، ووفّق لإدراك الصّواب والرّشاد.
- قال النبي عليه الصلاة والسلام لجويرية : " قد قلت بعدك أربع كلماتٍ، لو وزنت بهنّ لوزنتهنّ: سبحان اللّه وبحمده، عدد خلقه، ومداد كلماته، ورضا نفسه، وزنة عرشه ".
ففرّق بين خلق اللّه، وبين كلماته، ولو كانت كلمات اللّه من خلقه لما فرّق بينهما.
- وممّا يدلّ على أنّ أمر اللّه هو كلامه قوله: {ذلك أمر اللّه أنزله إليكم} [الطلاق: 5]، فيسمّي اللّه القرآن أمره , وفرق بين الخلق والأمر .
- وقال عزّ وجلّ: {ومن يزغ منهم عن أمرنا} [سبأ: 12]، ولم يقل: عن خلقنا.
- وقال: {ومن آياته أن تقوم السّماء والأرض بأمره} [الروم: 25]، ولم يقل بخلقه، لأنّها لو قامت بخلقه لما كان ذلك من آيات اللّه، ولا من معجزات قدرته، ولكن من آيات اللّه أن يقوم المخلوق بالخالق، وبأمر الخالق قام المخلوق، وقال: {ثمّ إذا دعاكم دعوةً من الأرض إذا أنتم تخرجون} [الروم: 25
فبدعوة الله يخرجون.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• (( أول ما خلق الله من شيء القلم، والكلام قبل القلم ))
- أول ما خلق الله من شيء القلم . عن ابن عباس رضي الله عنه ( أول ما خلق الله القلم ) .
- والكلام قبل خلق القلم .
- قال اللّه تعالى {إنّما قولنا لشيءٍ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} [النحل: 40] فإنّما خلق القلم ب {كن} [النحل: 40]، وكلامه قبل الخلق.
- قال أبو الوليد بن عبادة : سمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يقول: " أوّل ما خلق اللّه القلم قال: اكتب، فكتب ما كان وما هو كائنٌ إلى الأبد " قلت: فأخبر أنّ أوّل الخلق القلم، والكلام قبل القلم، وإنّما جرى القلم بكلام اللّه الّذي قبل الخلق إذا كان القلم أوّل الخلق.).
•