تلخيص درس الضمير من كتاب أصول في التفسير لابن عثيمين
تعريف الضمير لغة واصطلاحاً:
الضمير لغة: من الضمور وهو الهزال لقلة حروفه أو من الإضمار وهو الإخفاء لكثرة استتاره.
وفي الاصطلاح: ما كني به عن الظاهر اختصارا وقيل: ما دل على حضور، أو غيبة لا من مادتهما.
أنواع الضمير وحاجته إلى مرجع :
1- فالدال على الحضور نوعان:
أحدهما: ما وضع للمتكلم مثل: {وأفوّض أمري إلى اللّه} [غافر: 44].
الثاني: ما وضع للمخاطب مثل: {صراط الّذين أنعمت عليهم }[الفاتحة: 7] .
وهذان لا يحتاجان إلى مرجع اكتفاء بدلالة الحضور عنه.
2-والدال على الغائب، ما وضع للغائب. ولابد له من مرجع يعود عليه.
حالات مرجع الضمير :
1- الأصل في المرجع أن يكون سابقا على الضمير لفظا ورتبه مطابقا له لفظا ومعنى مثل: {ونادى نوحٌ ربّه} [هود: 45].
2- قد يكون مفهوما من مادة الفعل السابق مثل: {اعدلوا هو أقرب للتّقوى} [المائدة: 8] .
3- قد يسبق لفظا لا رتبة مثل: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه} [البقرة: 124] .
4- قد يسبق رتبة لا لفظا مثل: (حمل كتابه الطالب).
5- قد يكون مفهوما من السياق مثل: {ولأبويه لكلّ واحدٍ منهما السّدس ممّا ترك إن كان له ولد} [النساء: 11] فالضمير يعود على الميت المفهوم من قوله: {مما ترك}.
6- قد لا يطابق الضمير معنى مثل: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين (12) ثم جعلناه نطفة} [المؤمنون 12، 13] فالضمير يعود على الإنسان باعتبار اللفظ، لأن المجعول نطفة ليس الإنسان الأول.
7- إذا كان المرجع صالحا للمفرد والجمع جاز عود الضمير عليه بأحدهما مثل: {ومن يؤمن باللّه ويعمل صالحاً يدخله جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً قد أحسن اللّه له رزقاً}[الطلاق: 11]
8- الأصل اتحاد مرجع الضمائر إذا تعددت مثل: {علّمه شديد القوى (5) ذو مرّةٍ فاستوى (6) وهو بالأفق الأعلي (7) ثمّ دنا فتدلّى (8) فكان قاب قوسين أو أدنى (9) فأوحى إلى عبده ما أوحى (10) } [النجم: 5-10] فضمائر الرفع في هذه الآيات تعود إلى شديد القوى وهو جبريل.
9- الأصل عود الضمير على أقرب مذكور إلا في المتضايفين فيعود على المضاف؛ لأنه المتحدث عنه مثال أول: {وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدىً لبني إسرائيل} [الإسراء: 2].
ومثال الثاني {وإن تعدّوا نعمت اللّه لا تحصوها} [إبراهيم: 34] .
وقد يأتي على خلاف الأصل فيما سبق بدليل يدل عليه.
فائدة الإظهار في موقع الإضمار
1- الحكم على مرجعه بما يقتضيه الاسم الظاهر.
2- بيان علة الحكم.
3- عموم الحكم لكل متصف بما يقتضيه الاسم الظاهر.
والأصل أن يؤتى في مكان الضمير بالضمير لأنه أبين للمعنى وأخصر للفظ
تعريف ضمير الفصل :
ضمير الفصل: حرف بصيغة ضمير الرفع المنفصل يقع بين المبتدأ والخبر إذا كانا معرفتين
أنواع ضمير الفصل :
1- يكون بضمير المتكلم كقوله تعالى: {إنّني أنا اللّه لا إله إلّا أنا} [طه: 14] وقوله: {وإنّا لنحن الصّافّون} [الصافات: 165]
2- وبضمير المخاطب كقوله تعالى: {كنت أنت الرّقيب عليهم} [المائدة: 117]
3- وبضمير الغائب كقوله تعالى: {وأولئك هم المفلحون}
فائدة ضمير الفصل :
له ثلاثة فوائد:
الأولى: التوكيد، فإن قولك: زيد هو أخوك أوكد من قولك: زيد أخوك.
الثانية: الحصر، وهو اختصاص ما قبله بما بعده، فإن قولك المجتهد هو الناجح يفيد اختصاص المجتهد بالنجاح.
الثالثة: الفصل: أي التمييز بين كونه ما بعده خبرا، أو تابعا، فإن قولك: زيد الفاضل يحتمل أن تكون الفاضل صفة لزيد، والخبر منتظر، ويحتمل أن تكون الفاضل خبرا، وإذا قلت: زيد هو الفاضل، تعين أن تكون الفاضل خبرا، لوجود ضمير الفصل