5/614 - وَعَن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: تَرَاءَى النَّاسُ الهِلالَ، فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي رَأَيْتُهُ، فَصَامَ وَأَمَرَ النَّاسَ بِصِيَامِهِ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَصَحَّحَهُ الحَاكِمُ وَابْنُ حِبَّانَ.
(وَعَن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: تَرَاءَى النَّاسُ الهِلالَ فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّى رَأَيْتُهُ, فَصَامَ وَأَمَرَ النَّاسَ بِصِيَامِهِ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَالحَاكِمُ).
الحَدِيثُ دَلِيلٌ عَلَى العَمَلِ بِخَبَرِ الوَاحِدِ فِي الصَّوْمِ دُخُولاً فِيهِ، وَهُوَ مَذْهَبُ طَائِفَةٍ مِنْ أَئِمَّةِ العِلْمِ وَيُشْتَرَطُ فِيهِ العَدَالَةُ.
وَذَهَبَ آخَرُونَ إلَى أَنَّهُ لا بُدَّ مِن الِاثْنَيْنِ؛ لأَنَّهَا شَهَادَةٌ, وَاسْتَدَلُّوا بِخَبَرٍ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الخَطَّابِ,أَنَّهُ قَالَ: جَالَسْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَأَلْتُهُمْ, وَحَدَّثُونِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ, فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاثِينَ يَوْماً, إلاَّ أَنْ يَشْهَدَ شَاهِدَانِ)).
فَدَلَّ بِمَفْهُومِهِ أَنَّهُ لا يَكْفِي الوَاحِدُ. وَأُجِيبَ عَنْهُ بِأَنَّهُ مَفْهُومٌ, وَالمَنْطُوقُ الَّذِي أَفَادَهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ وَحَدِيثُ الأَعْرَابِيِّ الآتِي أَقْوَى مِنْهُ وَيَدُلُّ عَلَى قَبُولِ خَبَرِ الوَاحِدِ فَيُقْبَلُ بِخَبَرِ المَرْأَةِ وَالعَبْدِ.
وَأَمَّا الخُرُوجُ مِنْهُ فَالظَّاهِرُ أَنَّ الصَّوْمَ وَالإِفْطَارَ مُسْتَوِيَانِ فِي كِفَايَةِ خَبَرِ الوَاحِدِ.
وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ,أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَازَ خَبَرَ وَاحِدٍ عَلَى هِلالِ رَمَضَانَ وَكَانَ لا يُجِيزُ شَهَادَةَ الإِفْطَارِ إلاَّ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ,فَإِنَّهُ ضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَقَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الأَيْلِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ. وَيَدُلُّ لِقَبُولِ خَبَرِ الوَاحِدِ فِي الصَّوْمِ دُخُولاً فيهِ أَيْضاً قَوْلُهُ.
6/615 - وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا,أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إنِّي رَأَيْتُ الهِلالَ. فَقَالَ: ((أَتَشْهَدُ أَنْ لا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ؟)) قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: ((أَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ؟)) قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: ((فَأَذِّنْ فِي النَّاسِ يَا بِلالُ أَنْ يَصُومُوا غَداً)).رَوَاهُ الخَمْسَةُ. وَصَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ وَابْنُ حِبَّانَ، وَرَجَّحَ النَّسَائِيُّ إرْسَالَهُ.
(وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إنِّي رَأَيْتُ الهِلالَ. فَقَالَ: أَتَشْهَدُ أَنْ لا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَذِّنْ فِي النَّاسِ يَا بِلالُ أَنْ يَصُومُوا غَداً. رَوَاهُ الخَمْسَةُ, وَصَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ وَابْنُ حِبَّانَ,وَرَجَّحَ النَّسَائِيُّ إرْسَالَهُ).
فِيهِ دَلِيلٌ كَالَّذِي قَبْلَهُ عَلَى قَبُولِ خَبَرِ الوَاحِدِ فِي الصَّوْمِ, وَدَلالَةٌ عَلَى أَنَّ الأَصْلَ فِي المُسْلِمِينَ العَدَالَةُ إذْ لَمْ يَطْلُبْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن الأَعْرَابِيِّ إلاَّ الشَّهَادَةَ. إلاَّ أَنَّ الأَمْرَ فِي الهِلالِ جَارٍ مَجْرَى الإِخْبَارِ لا الشَّهَادَةِ, وَأَنَّهُ يَكْفِي فِي الإِيمَانِ الإِقْرَارُ بِالشَّهَادَتَيْنِ وَلا يَلْزَمُ التَّبَرِّي مِنْ سَائِرِ الأَدْيَانِ.