تفسير الاستعاذة
الدرس هنا
فائدة بديعة جدا :
ابنِ كَثِيرٍ (ت: 774 هـ) :
- قال اللّه تعالى: {
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِمَّا يَنزغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نزغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[الأعراف: 199، 200]،
- وقال تعالى: {
ادفع بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ * وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ }[المؤمنون: 96 -98]
- وقال تعالى: {
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنزغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نزغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }[فصّلت: 34 -36].
ثلاث آياتٍ لا رابعةٌ لهن في معناهن : يأمر تعالى بمصانعة العدوّ الإنسيّ والإحسان إليه ويأمر بالاستعاذة به من العدوّ الشّيطانيّ إذ لا يقبل مصانعةً ولا إحسانًا لشدّة العداوة بينه وبين أبيه آدم كما قال تعالى: {
إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا }[فاطرٍ: 6]
متى نتعوذ :
قالت طائفةٌ بعد التلاوة لظاهر الآية
( قالوا لدفع الإعجاب بعد العبادة )
وقال الجمهور قبل التّلاوة ومعنى {
فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ } أي: إذا أردت القراءة، كقوله: {
إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ } الآية [المائدة: 6] أي: إذا أردتم القيام.
و
الدّليل من السنة : عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم إذا قام من اللّيل فاستفتح صلاته وكبّر قال: «سبحانك اللّهمّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك». ويقول: «لا إله إلّا اللّه» ثلاثًا، ثمّ يقول: «أعوذ باللّه السّميع العليم، من الشّيطان الرّجيم، من همزه ونفخه ونفثه».
صحيح سنن أبي داود 775
القول الثالث : قبل وبعد التلاوة جمعًا بين الدليلين.
فضلها
قال سليمان بن صرد: استبّ رجلان عند النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ونحن عنده جلوسٌ، فأحدهما يسبّ صاحبه مغضبًا قد احمرّ وجهه، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّي لأعلم كلمةً لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم» فقالوا للرّجل: ألا تسمع ما يقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟!، قال: إنّي لست بمجنونٍ . خ
حكمها
- مستحبّةٌ الجمهور
- واجبة على رأي :
-
ظاهر الأمر في الآية: {فاستعذ}
-
ولمواظبة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عليها،
- ولأنّها تدرأ شرّ الشّيطان و
ما لا يتمّ الواجب إلّا به فهو واجبٌ
- ولأنّ الاستعاذة أحوط وهو أحد مسالك الوجوب
هل يجهر بها ؟
قال الشافعي رحمه الله يجهر وإن أسرّ فلا يضرّ
صيغتها :
- أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم
- أعوذ باللّه السّميع العليم من الشّيطان الرّجيم
مسألةٌ: الاستعاذة في الصّلاة للتّلاوة فيتعوّذ المأموم وإن كان لا يقرأ
من لطائف الاستعاذة
أ - أنّها طهارةٌ للفم وتطييبٌ له وتهيّؤٌ لتلاوة
كلام اللّه
ب - استعانةٌ باللّه واعترافٌ بالضّعف والعجز عن مقاومة عدوه
حقيقتها
هي الالتجاء إلى اللّه [
والاحتماء ] من شرّ كلّ ذي شرٍّ،
والعياذة لدفع الشّرّ، واللّياذ لجلب الخير
معنى الاستعاذة
-
أعوذ بالله : أستجير بجناب اللّه من الشّيطان الرّجيم أن يضرّني في ديني أو دنياي، أو يصدّني عن فعل ما أمرت به، أو يحثّني على فعل ما نهيت عنه
-
الشيطان : مشتقٌّ من شطن (بعد)
[ باقي الأقوال ]
-
الرّجيم : فعيلٌ بمعنى مفعولٍ، أي: مرجومٌ مطرودٌ عن الخير كلّه،
[ باقي الأقوال ]
والله الموفق