دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 شوال 1435هـ/23-08-2014م, 12:46 AM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

اسم السورة , ومكان نزولها:
سورة النّبأ , وقيل: سورة عمّ. وهي مكّيّةٌ

تفسير قوله: (عمّ يتسائلون) :
سبب نزول (عم يتسائلون) : -ك -

(عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ):لَمَّا بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخْبَرَهُمْ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ والبَعثِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَتَلا عَلَيْهِم الْقُرْآنَ - جَعَلُوا يَتَسَاءَلُونَ بَيْنَهُمْ، يَقُولُونَ: مَاذَا حَصَلَ لِمُحَمَّدٍ؟ وَمَا الَّذِي أَتَى بِهِ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ.
وَالْمَعْنَى: -ك , س , ش -
عَنْ أَيِّ شَيْءٍ يَسْأَلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً؟ ثمَّ بَيَّنَ ما يتساءلونَ عنهُ بِقَوْلِهِ:(عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ).
الخلاف في معنى (عن النبأ العظيم * الذي هم فيه مختلفون ) :
قال ابن كثير : عن أيّ شيءٍ يتساءلون؟ عن أمر القيامة، وهو النّبأ العظيم. يعني: الخبر الهائل المفظع الباهر, وقال به ابن سعدي رحمه الله .
قال قتادة وابن زيدٍ: النّبأ العظيم: البعث بعد الموت
. وقال مجاهدٌ: هو القرآن ووافقه الأشقر فقال : هُوَ الْخَبَرُ الهائِلُ، وَهُوَ الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ؛ لأَنَّهُ يُنْبِئُ عَن التَّوْحِيدِ، وَتَصْدِيقِ الرَّسُولِ، وَوُقُوعِ الْبَعْثِ والنُّشورِ.
. والأظهر الأوّل؛ لقوله:(الّذي هم فيه مختلفون) يعني: النّاس فيه على قولين؛ مؤمنٌ به وكافرٌ, وقال بعدها :( كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ) أي: سيعلمونَ إذا نزلَ بهمُ العذابُ ما كانوا بهِ يكذبونَ، حين يُدَعُّون إلى نارِ جهنمَ دعّاً، ويقالُ لهمْ:(هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ).
وفسر الأشقر الآيات التالية حسب قوله في تفسير (النبأ العظيم) فقال:
(الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) اخْتَلَفُوا فِي الْقُرْآنِ؛ فَجَعَلَهُ بَعْضُهُمْ سِحْراً، وَبَعْضُهُمْ شِعْراً، وَبَعْضُهُمْ كَهَانَةً، وَبَعْضُهُمْ قَالَ: هُوَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ.
(كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون) أَيْ: لا يَنْبَغِي أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي شأنِ الْقُرْآنِ، فَهُوَ حَقٌّ، وَلِذَا سَيَعْلَمُ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِهِ عَاقِبَةَ تَكْذِيبِهِمْ.
-مسائل لغوية :
-سبب تكرار (كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون ): -ش-

(كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ):رَدْعٌ لَهُمْ وَزَجْرٌ، ثُمَّ كَرَّرَ الرَّدْعَ وَالزَّجْرَ، فَقَالَ: (ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ) لِلْمُبَالَغَةِ فِي التأكيدِ والتشديدِ فِي الوعيدِ.
-ثمّ شرع تعالى يبيّن قدرته العظيمة على خلق الأشياء الغريبة والأمور العجيبة الدّالّة على قدرته على ما يشاء من أمر المعاد وغيره وعلى صدق ما أخبرت به الرسل :
فقال:(ألم نجعل الأرض مهاداً)

المِهَادُ:الوِطَاءُ وَالْفِرَاشُ، كالمَهْدِ للصَّبِيِّ، وَهُوَ مَا يُمَهَّدُ لَهُ فَيُنَوَّمُ عَلَيْهِ. –ش-
أي: ممهّدةً للخلائق ذلولاً لهم قارّةً ساكنةً ثابتةً,فهي مهيَّأةً لهمْ ولمصالحهمْ، منَ الحروثِ والمساكنِ والسبلِ. –ك , س –
(والجبال أوتاداً): -ك , س , ش -
أي: جعلها أوتاداً أرساها بها وثبّتها وقرّرها؛ حتّى سكنت ولم تضطرب بمن عليها.
(وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً): -ك , س , ش -
أي: ذكوراً وإناثاً من جنسٍ واحدٍ، ليسكنَ كلٌّ منهما إلى الآخرِ، فتكونَ المودةُ والرحمةُ، وتنشأَ عنهما الذريةُ، وفي ضمنِ هذا الامتنانُ بلذةِ المنكحِ ,كقوله:(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّةً ورحمةً)الروم: 21.
وقوله:(وجعلنا نومكم سباتاً) –ك , س , ش -
أي: قطعاً للحركة؛ لتحصل الرّاحة من كثرة التّرداد والسّعي في المعاش في عرض النّهار، وقد تقدّم مثل هذه الآية في سورة الفرقان.
(وجعلنا اللّيل لباساً): أَيْ: نُلْبِسُكُمْ ظُلْمَتَهُ وَنُغَشِّيكُمْ بِهَا كَمَا يُغَشِّيكُمُ اللِّبَاسُ. –ش-
(وجعلنا اللّيل لباساً): أي: يغشى النّاس ظلامه وسواده كما قال:(واللّيل إذا يغشاها) –ك-
وقال قتادة في قوله:(وجعلنا اللّيل لباساً) أي: سكناً.
وقوله:(وجعلنا النّهار معاشاً): –ك , ش-
أي: جعلناه مشرقاً منيراً مضيئاً؛ ليتمكّن النّاس من التّصرّف فيه والذّهاب والمجيء للمعاش وَمَا قَسَمَهُ اللَّهُ لَهُمْ مِنَ الرِّزْقِ وغير ذلك.
(وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً): -ك , س , ش -
أي: سبعَ سمواتٍ، في غايةِ القوةِ، والصلابةِ والشدةِ، وقد أمسكها اللهُ بقدرتهِ، وجعلها سقفاً للأرضِ، فيها عدةُ منافعَ لهمْ وزينها بالكواكب الثّوابت والسّيّارات.
ولهذا ذكرَ من منافعها الشمس، فقالَ:(وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً) نبَّه بالسراجِ على النعمةِ بنورِها، الذي صارَ كالضرورةِ للخلقِ وبالوهاجِ الذي فيه الحرارةُ على حرارتهِا وما فيها منَ المصالحِ , والوَهَجُ يَجْمَعُ النُّورَ والحرارةَ.
وقوله:(وأنزلنا من المعصرات ماءً ثجّاجاً):
المُعْصِرَاتُ: هِيَ السَّحابُ الَّتِي تَنْعَصِرُ بالماءِ وَلَمْ تُمْطِرْ بَعْدُ، والثَّجَّاجُ: المُنْصَبُّ بِكَثْرَةٍ.
-أقوال السلف في معنى (من المعصرات ماء ثجاجًا ) :
قال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: المعصرات: الرّيح.
وكذا قال عكرمة ومجاهدٌ وقتادة ومقاتلٌ والكلبيّ وزيد بن أسلم وابنه عبد الرّحمن: إنّها الرّياح. ومعنى هذا القول: أنّها تستدرّ المطر من السّحاب.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ:(من المعصرات) أي: من السّحاب. وكذا قال عكرمة أيضاً وأبو العالية والضّحّاك والحسن والرّبيع بن أنسٍ والثّوريّ، واختاره ابن جريرٍ.
وقال الفرّاء: هي السّحاب التي تتحلّب بالمطر ولم تمطر بعد، كما يقال: مرأةٌ معصرٌ إذا دنا حيضها ولم تحض.
وعن الحسن وقتادة:(من المعصرات) يعني: السّماوات، وهذا قولٌ غريبٌ.
والأظهر أنّ المراد بالمعصرات السّحاب كما قال تعالى:(اللّه الّذي يرسل الرّياح فتثير سحاباً فيبسطه في السّماء كيف يشاء ويجعله كسفاً فترى الودق يخرج من خلاله) أي: من بينه.
وقوله:(ماءً ثجّاجاً): -ك-

قال مجاهدٌ وقتادة والرّبيع بن أنسٍ:(ثجّاجاً):منصبًّا.
وقال الثّوريّ: متتابعاً. وقال ابن زيدٍ: كثيراً.
قال ابن جريرٍ: ولا يعرف في كلام العرب في صفة الكثرة الثّجّ، وإنّما الثّجّ: الصّبّ المتتابع، ومنه قول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم:(أفضل الحجّ العجّ والثّجّ) يعني: صبّ دماء البدن. هكذا قال.
قال ابن كثير : وفي حديث المستحاضة حين قال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم :(أنعت لك الكرسف) يعني: أن تحتشي بالقطن؛ فقالت: يا رسول اللّه هو أكثر من ذلك، إنّما أثجّ ثجًّا. وهذا فيه دلالةٌ على استعمال الثّجّ في الصّبّ المتتابع الكثير، واللّه أعلم.
وقوله:(لنخرج به حبًّا ونباتاً وجنّاتٍ ألفافاً) –ك , س, ش -
أي: لنخرج بهذا الماء الكثير الطّيّب النّافع المبارك(حبًّا) يدّخر للأناسيّ والأنعام، (ونباتاً) أي: خضراً يؤكل رطباً.
(وجنّاتٍ) أي: بساتين وحدائق من ثمراتٍ متنوّعةٍ وألوانٍ مختلفةٍ وطعومٍ وروائح متفاوتةٍ، وإن كان ذلك في بقعةٍ واحدةٍ من الأرض مجتمعاً، ولهذا قال:(وجنّاتٍ ألفافاً).
قال ابن عبّاسٍ وغيره:(ألفافاً) مجتمعةً، وهذه كقوله تعالى:(وفي الأرض قطعٌ متجاوراتٌ وجنّاتٌ من أعنابٍ وزرعٍ ونخيلٍ صنوانٌ وغير صنوانٍ يسقى بماءٍ واحدٍ ونفضّل بعضها على بعضٍ في الأكل) الآية.
فالذي أنعمَ عليكمْ بهذه النعم العظيمة، التي لا يقدَّرُ قدرهَا، ولا يحصى عدُّها، كيفَ تكفرونَ بهِ وتكذِّبونَ ما أخبركمْ به منَ البعثِ والنشورِ؟ أمْ كيفَ تستعينونَ بنعمهِ على معاصيهِ وتجحدونَها؟

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا )17.
{إن يوم الفصل كان ميقاتا} يقول تعالى مخبراً عن يوم الفصل، وهو يوم القيامة أنّه مؤقّتٌ بأجلٍ معدودٍ، لا يزاد عليه ولا ينقص منه، ولا يعلم وقته على التّعيين إلاّ اللّه عزّ وجلّ كما قال:(وما نؤخّره إلاّ لأجلٍ معدودٍ) –ك-
وَسُمِّيَ يَوْمَ الْفَصْلِ؛ لأَنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ فِيهِ بَيْنَ خَلْقِهِ . –ش-
تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا )18.
يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ: وَهُوَ القَرْنُ الَّذِي يَنْفُخُ فِيهِ إِسْرَافِيلُ.
قال البخاريّ : عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:(ما بين النّفختين أربعون) قالوا: أربعون يوماً؟ قال:"أبيت" قالوا: أربعون شهراً؟ قال:"أبيت" قالوا: أربعون سنةً؟ قال:"أبيت" قال : ثمّ ينزل اللّه من السّماء ماءً فينبتون كما ينبت البقل، ليس من الإنسان شيءٌ إلاّ يبلى إلاّ عظماً واحداً، وهو عجب الذّنب، ومنه يركّب الخلق يوم القيامة)
فَتَأْتُون:إِلَى مَوْضِعِ العَرْضِ.
أَفْوَاجاً: أَيْ: زُمَراً زُمَراً وَجَمَاعَاتٍ جَمَاعَاتٍ. ش
قال مجاهدٌ: زمراً. قال ابن جريرٍ: يعني: تأتي كلّ أمّةٍ مع رسولها؛ كقوله:(يوم ندعو كلّ أناسٍ بإمامهم)
تفسير قوله تعالى: (وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا )19 –ك , ش-
وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ: لِنُزُولِ الْمَلائِكَةِ.
فكانت أبواباً: أي: طرقاً ومسالك لنزول الملائكة.
تفسير قوله تعالى: (وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا )20. –ك , ش -
أَيْ: سُيِّرَتْ عَنْ أَمَاكِنِهَا فِي الْهَوَاءِ، وَقُلِعَتْ عَنْ مَقَارِّهَا، فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا، يَظُنُّ الناظرُ أَنَّهَا سَرَابٌ , وبعد هذا تذهب بالكلّيّة فلا عين ولا أثر، كما قال:(ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربّي نسفاً فيذرها قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً). وقال:(ويوم نسيّر الجبال وترى الأرض بارزة)

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا ) 21. – ك, ش-
أَيْ: إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ فِي حُكْمِ اللَّهِ وَقَضَائِهِ مَوْضِعَ رَصْدٍ يَرْصُدُ فِيهِ خَزَنَةُ النَّارِ الْكُفَّارَ؛ لِيُعَذِّبُوهُمْ فِيهَا، أَوْ هِيَ فِي نَفْسِهَا مُتَطَلِّعَةٌ لِمَنْ يَأْتِي إِلَيْهَا مِن الْكُفَّارِ كَمَا يَتَطَلَّعُ الراصدُ لِمَنْ يَمُرُّ بِهِ وَيَأْتِي إِلَيْهِ.
قال الحسن وقتادة في قوله:(إنّ جهنّم كانت مرصاداً) يعني: أنّه لا يدخل أحدٌ الجنّة حتّى يجتاز بالنّار، فإن كان معه جوازٌ نجا، وإلاّ احتبس.
وقال سفيان الثّوريّ: عليها ثلاث قناطر.

تفسير قوله تعالى: (لِلطَّاغِينَ مَآَبًا )22. –ك, ش-
(للطّاغين) وهم المردة العصاة المخالفون للرّسل،(مآباً)أي: مرجعاً ومنقلباً ومصيراً ونزلاً , والمآب , المرجع .
تفسير قوله تعالى: (لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا )23
أي: ماكثين فيها أحقاباً، وهي جمع حقبٍ، وهو: المدّة من الزّمان، وقد اختلفوا في مقداره، فمنهم من قال الحقب : ثمانين سنة وهو الأقرب , ومنهم من قال سبعين سنة , ومنهم من قال الحقب أربعين سنة , والأقرب والله أعلم وهو قول جمهور المفسرين أن الحقب ثمانين سنة , وقال سعيدٌ، عن قتادة: قال اللّه تعالى:(لابثين فيها أحقاباً) وهو ما لا انقطاع له، وكلّما مضى حقبٌ جاء حقبٌ بعده، وذكر لنا أنّ الحقب ثمانون سنةً. .
والصّحيح أنّها لا انقضاء لها كما قال قتادة والرّبيع بن أنسٍ.
قالَ الأشقر: (لاَبِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً)؛ أَيْ: مَاكِثِينَ فِي النَّارِ مَا دَامَتِ الدُّهُورُ. وَالْحُقْبُ: القِطْعَةُ الطويلةُ من الزَّمانِ، إِذَا مَضَى حُقْبٌ دَخَلَ آخَرُ، ثُمَّ آخَرُ، ثُمَّ كَذَلِكَ إِلَى الأَبَدِ.

تفسير قوله تعالى: (لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا) 24
أي: لا يجدون في جهنّم برداً لقلوبهم ولا شراباً طيّباً يتغذّون به.
ولهذا قال:"إلاّ حميماً وغسّاقاً". قال أبو العالية: استثنى من البرد الحميم، ومن الشّراب الغسّاق. وكذا قال الرّبيع بن أنسٍ
قال ابن جريرٍ: وقيل: المراد بقوله:(لا يذوقون فيها برداً) يعني: النّوم، يعني بالبرد النّعاس والنّوم، هكذا ذكره ولم يعزه إلى أحدٍ.
تفسير قوله تعالى: (إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا )25. –ك , س , ش -
فأمّا الحميم فهو الحارّ الذي قد انتهى حرّه وحموّه، والغسّاق هو ما اجتمع من صديد أهل النّار وعرقهم ودموعهم وجروحهم،، الذي هوَ في غايةِ النتنِ، وكراهةِ المذاقِ، وإنَّما استحقُّوا هذهِ العقوباتِ الفظيعةَ جزاءً لهم ووفاقاً على ما عملوا منَ الأعمالِ الموصلةِ إليهمْ، لمْ يظلمْهُمُ اللهُ، ولكن ظلمُوا أنفسَهمْ، ولهذا ذكرَ أعمالَهم، التي استحقوا بها هذا الجزاءَ، فقالَ:(إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَاباً), فهو باردٌ لا يستطاع من برده ولا يواجه من نتنه.
قال السعدي والأشقر : الحميم : ماءً حارّاً، يشوي وجوههم، ويقطعُ أمعاءهُمْ.
وإنَّما استحقُّوا هذهِ العقوباتِ الفظيعةَ جزاءً لهم ووفاقاً على ما عملوا منَ الأعمالِ الموصلةِ إليهمْ، لمْ يظلمْهُمُ اللهُ، ولكن ظلمُوا أنفسَهمْ، ولهذا ذكرَ أعمالَهم، التي استحقوا بها هذا الجزاءَ، فقالَ:(إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَاباً)
تفسير قوله تعالى: (جَزَاءً وِفَاقًا )26. –ك , س , ش-
أي: هذا الذي صاروا إليه من هذه العقوبة وفق أعمالهم الفاسدة التي كانوا يعملونها في الدّنيا. قاله مجاهدٌ وقتادة وغير واحدٍ
(جَزَاءً وِفَاقا): وَافَقَ الْعَذَابُ الذَّنْبَ، فَلا ذَنْبَ أَعْظَمُ مِنَ الشِّرْكِ، وَلا عَذَابَ أَعْظَمُ مِنَ النَّارِ. وَقَدْ كَانَتْ أَعْمَالُهُمْ سَيِّئَةً، فَآتَاهُمُ اللَّهُ بِمَا يَسُوؤُهُمْ.
تفسير قوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا )27.
أي: لم يكونوا يعتقدون أنّ ثمّ داراً يجازون فيها ويحاسبون , قَدْ كَانُوا لا يَطْمَعُونَ فِي ثَوَابٍ وَلا يَخَافُونَ منْ حِسَابٍ لأنهم لا يؤمنونَ بالبعثِ، ولا أنَّ اللهَ يجازي الخلقَ بالخيرِ والشرِّ، فلذلكَ أهملوا العملَ للآخرةِ.
تفسير قوله تعالى: (وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا )28 –ك , س , ش -
أي: وكانوا يكذّبون بحجج اللّه ودلائله على خلقه التي أنزلها على رسله، فيقابلونها بالتّكذيب والمعاندة.
وقوله:كذّاباً : تكذيباً واضحاً صريحاً شديدًا وجاءتهمُ البيناتُ فعاندوهَا.
تفسير قوله تعالى: (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا )29. –ك , س , ش -
(وَكُلُّ شَيْءٍ): من قليلٍ وكثيرٍ، وخيرٍ وشرٍّ .
(أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً) أي: كتبناهُ في اللَّوحِ المحفوظِ لِتَعْرِفَهُ الْمَلائِكَةُ، فلا يخشى المجرمونَ أنَّا عذبناهُم بذنوبٍ لم يعملوهَا، ولا يحسبوا أنَّه يضيعُ منْ أعمالِهِم شيء، أو ينسى منها مثقالُ ذرةٍ.
كمَا قالَ تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً.
وَقِيلَ: أَرَادَ مَا كَتَبَهُ الْحَفَظَةُ عَلَى الْعِبَادِ مِنْ أَعْمَالِهِمْ.
تفسير قوله تعالى: (فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا )30.
(فَذُوقُوا): أيها المكذِّبونَ هذا العذابَ الأليمَ والخزيَ الدائمَ.
أي: يقال لأهل النّار ذوقوا ما أنتم فيه، فلن نزيدكم إلاّ عذاباً من جنسه وكلَّ وقتٍ وحينٍ يزدادُ عذابهمْ ، (وآخر من شكله أزواجٌ).
يُقَالُ لَهُمْ هَذَا؛ لِكُفْرِهِمْ وَتَكْذِيبِهِمْ بِالآياتِ وَقَبَائِحِ أَفْعَالِهِمْ؛ أَيْ: فَهُمْ فِي مَزِيدٍ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَبَداً .
قال قتادة، عن أبي أيّوب الأزديّ، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: لم ينزل على أهل النّار آيةٌ أشدّ من هذه:(فذوقوا فلن نزيدكم إلاّ عذاباً). قال فهم في مزيدٍ من العذاب أبداً.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 5 محرم 1436هـ/28-10-2014م, 10:21 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر مشاهدة المشاركة
اسم السورة , ومكان نزولها:
سورة النّبأ , وقيل: سورة عمّ. وهي مكّيّةٌ

تفسير قوله: (عمّ يتسائلون) :
سبب نزول (عم يتسائلون) : -ك -
هذا القول أورده الأشقر وليس ابن كثير
(عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ):لَمَّا بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخْبَرَهُمْ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ والبَعثِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَتَلا عَلَيْهِم الْقُرْآنَ - جَعَلُوا يَتَسَاءَلُونَ بَيْنَهُمْ، يَقُولُونَ: مَاذَا حَصَلَ لِمُحَمَّدٍ؟ وَمَا الَّذِي أَتَى بِهِ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ.
وَالْمَعْنَى: -ك , س , ش -
عَنْ أَيِّ شَيْءٍ يَسْأَلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً؟ ثمَّ بَيَّنَ ما يتساءلونَ عنهُ بِقَوْلِهِ:(عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ).
الخلاف في معنى (عن النبأ العظيم * الذي هم فيه مختلفون ) :
قال ابن كثير : عن أيّ شيءٍ يتساءلون؟ عن أمر القيامة،
وهو النّبأ العظيم. يعني: الخبر الهائل المفظع الباهر, وقال به ابن سعدي رحمه الله .
قال قتادة وابن زيدٍ: النّبأ العظيم: البعث بعد الموت
. وقال مجاهدٌ: هو القرآنووافقه الأشقر فقال : هُوَ الْخَبَرُ الهائِلُ، وَهُوَ الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ؛ لأَنَّهُ يُنْبِئُ عَن التَّوْحِيدِ، وَتَصْدِيقِ الرَّسُولِ، وَوُقُوعِ الْبَعْثِ والنُّشورِ.
. والأظهر الأوّل؛ لقوله:(الّذي هم فيه مختلفون) يعني: النّاس فيه على قولين؛ مؤمنٌ به وكافرٌ, وقال بعدها :( كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ) أي: سيعلمونَ إذا نزلَ بهمُ العذابُ ما كانوا بهِ يكذبونَ، حين يُدَعُّون إلى نارِ جهنمَ دعّاً، ويقالُ لهمْ:(هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ).
وفسر الأشقر الآيات التالية حسب قوله في تفسير (النبأ العظيم) فقال:
(الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) اخْتَلَفُوا فِي الْقُرْآنِ؛ فَجَعَلَهُ بَعْضُهُمْ سِحْراً، وَبَعْضُهُمْ شِعْراً، وَبَعْضُهُمْ كَهَانَةً، وَبَعْضُهُمْ قَالَ: هُوَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ.
(كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون) أَيْ: لا يَنْبَغِي أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي شأنِ الْقُرْآنِ، فَهُوَ حَقٌّ، وَلِذَا سَيَعْلَمُ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِهِ عَاقِبَةَ تَكْذِيبِهِمْ.
-مسائل لغوية :
-سبب تكرار (كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون ): -ش-

(كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ):رَدْعٌ لَهُمْ وَزَجْرٌ، ثُمَّ كَرَّرَ الرَّدْعَ وَالزَّجْرَ، فَقَالَ: (ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ) لِلْمُبَالَغَةِ فِي التأكيدِ والتشديدِ فِي الوعيدِ.
بارك الله فيك أختي
اشتمل التلخيص على كثير من المسائل التي وردت في الآيات
غير أنها متداخلة وغير مرتبة
يجب أن نركز كثيرا أولا في استخلاص المسائل وحسن تسميتها ثم ترتيبها على علوم الآية، فيكون عندنا مسائل تفسيرية، لغوية، عقدية ...
وحتى نتقن استخلاص المسائل الواردة في الآية نقف جيدا مع الآية ونتأمل ألفاظها وتراكيبها وكلام المفسرين فيها
إليك نموذج للمسائل التي وردت في هذا الدرس:
سبب نزول الآيات:
المسائل التفسيرية:
معنى الاستفهام
مرجع الضمير في {يتساءلون}
الغرض من التساؤل
معنى النبأ العظيم
الأقوال في المراد بالنبأ العظيم
معنى الاختلاف في النبأ العظيم
معنى {كلا}
مفعول {سيعلمون}
فائدة التكرار في قوله تعالى: {كلا سيعلمون}

المسائل العقدية:
الإيمان بالبعث
الإيمان بالرسل
الإيمان بالقرآن

هذه المسائل كما ذكرت تظهر لك بتأمل ألفاظ الآية وتراكيبها وكلام المفسرين فيها، فالأمر يسير إن شاء الله
درجة الملخص: 2,5/4
ولك أن تعيديه وفقا للترتيب الذي اتفقنا عليه حتى تحوزي الدرجة كاملة إن شاء الله، والأهم أن تكوني أديت الطريقة الصحيحة
أرجو أن يفيدك هذا الموضوع:
مثبــت: فوائد وتنبيهات في طريقة تلخيص دروس التفسير
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 محرم 1436هـ/31-10-2014م, 11:38 PM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك أختي
اشتمل التلخيص على كثير من المسائل التي وردت في الآيات
غير أنها متداخلة وغير مرتبة
يجب أن نركز كثيرا أولا في استخلاص المسائل وحسن تسميتها ثم ترتيبها على علوم الآية، فيكون عندنا مسائل تفسيرية، لغوية، عقدية ...
وحتى نتقن استخلاص المسائل الواردة في الآية نقف جيدا مع الآية ونتأمل ألفاظها وتراكيبها وكلام المفسرين فيها
إليك نموذج للمسائل التي وردت في هذا الدرس:
سبب نزول الآيات:
المسائل التفسيرية:
معنى الاستفهام
مرجع الضمير في {يتساءلون}
الغرض من التساؤل
معنى النبأ العظيم
الأقوال في المراد بالنبأ العظيم
معنى الاختلاف في النبأ العظيم
معنى {كلا}
مفعول {سيعلمون}
فائدة التكرار في قوله تعالى: {كلا سيعلمون}

المسائل العقدية:
الإيمان بالبعث
الإيمان بالرسل
الإيمان بالقرآن

هذه المسائل كما ذكرت تظهر لك بتأمل ألفاظ الآية وتراكيبها وكلام المفسرين فيها، فالأمر يسير إن شاء الله
درجة الملخص: 2,5/4
ولك أن تعيديه وفقا للترتيب الذي اتفقنا عليه حتى تحوزي الدرجة كاملة إن شاء الله، والأهم أن تكوني أديت الطريقة الصحيحة
أرجو أن يفيدك هذا الموضوع:
مثبــت: فوائد وتنبيهات في طريقة تلخيص دروس التفسير
وفقك الله


سأقوم بتعديل التلخيص أحسن الله إليكم.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 9 ربيع الثاني 1436هـ/29-01-2015م, 01:37 AM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي تلخيص تفسير سورة تبارك

تفسير سورة الملك [ من الآية (1) إلى الآية (5) ]


تفسير قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) }


-معنى (تبارك) : ك س ش
-معنى (الذي بيده الملك): ك س ش
-بيان أنواع ملك الله: س ش
-الفرق بين الملك الدنيوي والأخروي : س ش
-مرجع الضمير في قوله :(وهو على كل شيء قدير ) ك س ش
-معنى قوله :(وهو على كل شيء قدير): س ش
-ما يترتب على كونه المالك لكل شيء القادر على كل شيء : ك
-المسائل العقدية :
-وجوب إثبات ملك الله المطلق في الدنيا والآخرة.


معنى (تبارك) :
تعاظم وتعالى وتمجد وكثر خيره وعم إحسانه ، وهذا مجموع ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

معنى (الذي بيده الملك):
المتصرف في جميع المخلوقات بما يشاء. وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

-بيان أنواع ملك الله:
بِيَدِه مُلْكَ العالَمِ العُلْوِيِّ والسُّفْلِيِّ في الدنيا والآخرة ، فهو الذي خَلَقَه ويَتَصَرَّفُ فيه بما شاءَ، مِن الأحكامِ القَدَرِيَّةِ، والأحكامِ الدِّينيَّةِ التابعةِ لِحِكمتِه ، وهذا مجموع ما ذكره السعدي والأشقر.


-الفرق بين الملك الدنيوي والأخروي :
أن الله في الدنيا والآخرة يَتصرَّفُ في مُلْكِه كيفَ يُريدُ، مِن إنعامٍ وانتقامٍ، ورَفْعٍ ووَضْعٍ، وإِعطاءٍ وَمَنْعٍ.
١-ملك الله في الدنيا وتصرفه المطلق يَعلمُه المؤمنونَ في الدنيا ويُنكِرُه الكُفَّارُ.
٢-أمَّا في الآخِرَةِ فلا يَدَّعِي الْمُلْكَ أحَدٌ غيرُ اللهِ، ولا يُنكِرُ مُلكَه أحَدٌ، ولذا قالَ تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وقالَ:{يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لاَ يَخْفَى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}.
وهذا مجموع ما ذكره السعدي والأشقر.

-مرجع الضمير في قوله :(وهو على كل شيء قدير)
يرجع إلى قوله :(الذي بيده الملك) وهو الله سبحانه وتعالى.
وهذا حاصل تفسير ابن كثيرو السعدي والأشقر.

-معنى قوله :(وهو على كل شيء قدير):
كمالُ قُدرتِه التي يَقْدِرُ بها على كُلِّ شيءٍ، وبها أَوْجَدَ ما أَوْجَدَ مِن المخلوقاتِ العظيمةِ، فلا يعجزه شيء في السماوات والأرض.
وهذا مجموع ما ذكره السعدي والأشقر.

-ما يترتب على كونه المالك لكل شيء القادر على كل شيء :
لا معقّب لحكمه، ولا يسأل عمّا يفعل لقهره وحكمته وعدله. قاله ابن كثير.

-المسائل العقدية :
-وجوب إثبات ملك الله المطلق في الدنيا والآخرة.


تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) )

-مرجع الضمير في قوله:" الذي خلق الموت والحياة" ك س ش
-معنى قوله :"الذي خلق الموت والحياة" ك س ش
-معنى الموت. ش
-معنى الحياة. س
-الحكمة من خلق الخلائق. ك س ش
-المقصد من الابتلاء. س ش
-مقياس التفاضل في الأعمال. ك س ش
-معنى العزيز. ك س ش
-معنى الغفور. ك س ش
-الحكمة من ختم الآية بقوله :(وهو العزيز الغفور) ك س


-مرجع الضمير في قوله:" الذي خلق الموت والحياة":
من خلال التأمل في كلام المفسرين يتضح أن الضمير يعود إلى الله تعالى.

-معنى قوله :"الذي خلق الموت والحياة"
ورد في معنى هذه الآية قولين للعلماء:


القول الأول : أي أوجد الخلائق من العدم كما قال: {كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا فأحياكم} [البقرة: 28] فسمّى الحال الأوّل -وهو العدم-موتًا، وسمّى هذه النّشأة حياةً. ولهذا قال: {ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم} [البقرة: 28].
القول الثاني : قَدَّرَ لعِبادِه أنْ يُحْيِيَهم ثم يُمِيتَهم. وبه قال السعدي ويوافق ما ذكره الأشقر ، وذكره ابن كثير واستدل له بما روي عن قتادة في قوله: {الّذي خلق الموت والحياة} قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: "إنّ اللّه أذلّ بني آدم بالموت، وجعل الدّنيا دار حياةٍ ثمّ دار موتٍ، وجعل الآخرة دار جزاءٍ ثمّ دار بقاءٍ".
ورواه معمر وابن أبي حاتم عن قتادة.

-معنى الموت : ش
الموتُ انقطاعُ تعَلُّقِ الرُّوحِ بالبَدَنِ ومُفارَقَتُها له. قاله الأشقر.

-معنى الحياة: ش
والحياةُ تَعَلُّقُ الرُّوحِ بالبَدَنِ واتِّصَالُها به، فالحياةُ تَعنِي خَلْقَه إِنْسَاناً وخلْقَ الرُّوحِ فيه. قاله الأشقر.

-الحكمة من خلق الخلائق.
ليبلوهم ويختبرهم أيّهم أحسن عملًا؟
فإنَّ اللَّهَ خَلَقَ عِبادَه، وأَخْرَجَهم لهذه الدارِ، وأَخْبَرَهم أنَّهم سيُنقَلُونَ منها، وأَمَرَهم ونَهَاهُم، وابْتَلاهُم بالشَّهَواتِ المعارِضَةِ لأَمْرِه:فمَنِ انقادَ لأمْرِ اللَّهِ وأَحْسَنَ العمَلَ، أَحْسَنَ اللَّهُ له الجزاءَ في الدارَيْنِ.
ومَن مالَ معَ شَهواتِ النفْسِ، ونَبَذَ أمْرَ اللَّهِ، فله شَرُّ الجزاءِ.
مجموع ماذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

-المقصد من الابتلاء:
والْمَقْصِدُ الأصليُّ مِن الابتلاءِ هو ظُهورُ كمالِ إحسانِ الْمُحْسنينَ ومجازاة كل بحسب عمله.
حاصل ماذكره السعدي والأشقر.

-مقياس التفاضل في الأعمال
{ليبلوكم أيّكم أحسن عملا} أي: خيرٌ عملًا كما قال محمّد بن عجلان: ولم يقل أكثر عملًا. ذكوه ابن كثير.
فمقياس التفاضل في الأعمال هو بالنظر إلى أَخْلَصَ العمل وأَصْوَبَه. حاصل ما ذكره السعدي والأشقر.

-معنى العزيز
هو العزيز الذي له العزة كلها التي قَهَرَ بها جميعَ الأشياءِ، العظيم الذي انقادت لعظمته المخلوقات ، المنيع الجناب ، الغالبُ الذي لا يُغالَبُ.
وهذا مجموع ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

-معنى الغفور.
الْغَفُورُ عن الْمُسِيئِينَ والْمُقَصِّرِينَ والْمُذْنِبينَ المخالفين لأمره إذا تَابُوا وأَنَابُوا فإنه يَغفِرُ لهم ويصفح عنهم ويرحمهم ولو بَلَغَتْ ذنوبهم عَنانَ السماءِ، ويَسْتُرُ عُيُوبَهم ولو كانَتْ مِلْءَ الدنيا.
وهذا مجموع ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.


-الحكمة من ختم الاية بقوله :(وهو العزيز الغفور)
المتأمل في كلام المفسرين يجد أن الله سبحانه ختم هذه الآية بهاتين الصفتين من صفاته ليهون على عباده أمر الابتلاء في هذه الحياة وأنه مع عزته وعظمته وجبروته فإنه يغفر ويتجاوز عمن أذنب وقصر وعصى.


تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) )

-معنى قوله :(الذي خلق سبع سماوات طباقا) ك ، س ، ش
-صفة خلق السماء طبقات. ك
-معنى قوله: {ما ترى في خلق الرّحمن من تفاوتٍ} ك س ش
-الحكمة من الأمر بإعادة النظر في قوله : {فارجع البصر} س ش
-نوع الاستفهام في قوله {فارجع البصر هل ترى من فطورٍ} ك س ش
- معنى فطور في قوله {هل ترى من فطورٍ} ك س ش



-معنى قوله :(الذي خلق سبع سماوات طباقا)
خلق الله السماوات طبقة بعد طبقة كلَّ واحدةٍ فوقَ الأُخْرَى، ولَسْنَ طَبَقةً واحدةً، وخَلَقَها في غايةِ الحُسْنِ والإتقانِ. وهذا مجموع ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

-صفة خلق السماء طبقات.
فيها قولان :
الأول: متواصلاتٌ بمعنى أنّهنّ علويّاتٌ بعضهم على بعضٍ.
الثاني: أو متفاصلاتٌ بينهنّ خلاءٌ. وهو الأصح كما دلّ على ذلك حديث الإسراء وغيره.
ذكره ابن كثير.

-معنى تفاوت في قوله: {ما ترى في خلق الرّحمن من تفاوتٍ}.
أي ليس في خلق الله اختلافٌ ولا تنافرٌ ولا مخالفةٌ ولا تباين ولا اعوجاج ولا نقصٌ ولا عيبٌ ولا خللٌ؛ بل هي مستوية مستقيمة دالة على خالقها ، وإذَا انْتَفَى النَّقْصُ مِن كلِّ وَجهٍ، صارَتْ حَسنةً كاملةً، مُتناسِبَةً مِن كلِّ وَجهٍ؛ في لَوْنِها وهَيئتِها وارتفاعِها، وما فيها مِن الشمْسِ والقمَرِ والكواكبِ النَّيِّرَاتِ الثوابِتِ مِنهنَّ والسيَّاراتِ. وهذا مجموع ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.


-الحكمة من الأمر بإعادة النظر في قوله : {فارجع البصر}
لَمَّا كانَ كَمال خلق الله للسماء مَعلوماً، أمَرَ اللَّهُ تعالى بتَكرارِ النظَرِ إليها والتأمُّلِ في أَرجائِها؛ قالَ: {فَارْجِعِ الْبَصَرَ}؛ أي: أَعِدْهُ إليها، ناظِراً مُعْتَبِراً. ذكره السعدي والأشقر .

-نوع الاستفهام في قوله {فارجع البصر هل ترى من فطورٍ}
الاستفهام للتقرير ، وذلك لإقرار عظمة وكمال خلق الله للسماء وبديع صنعه.

- معنى فطور في قوله {هل ترى من فطورٍ}
قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، والضّحّاك، والثّوريّ، وغيرهم في قوله: {فارجع البصر هل ترى من فطورٍ} أي: شقوقٍ.
وقال السّدّيّ: {هل ترى من فطورٍ} أي: من خروق.
وقال ابن عبّاسٍ في روايةٍ: {من فطورٍ} أي: من وهيّ
وقال قتادة: {هل ترى من فطورٍ} أي: هل ترى خللا يا ابن آدم.
وذكر الأقوال السابقة ابن كثير في تفسيره ، ومجموع هذه الأقوال تفيد أن معنى فطور ، النقص والاختلال والتصدع بأي شكل من الأشكال ، وبه قال السعدي والأشقر.


تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) )

-معنى كرتين في قوله: {ثمّ ارجع البصر كرّتين}: ك س ش
-معنى ينقلب إليك في قوله :{ينقلب إليك البصر خاسئًا}: ك
-معنى خاسئا في قوله :{ينقلب إليك البصر خاسئًا}: ك س ش
-معنى حسير في قوله : {وهو حسيرٌ} ك ش


-معنى كرتين في قوله: {ثمّ ارجع البصر كرّتين}:
فيه قولين للعلماء:
الأول : مرتين ، قال به ابن كثير.
والمعنى أنّك لو كرّرت البصر، مهما كرّرت، لانقلب إليك البصر خاسئا.
الثاني : مرة بعد مرة ، وإنْ كَثُرَتْ تلك الْمَرَّاتُ، فيكونُ ذلك أبْلَغَ في إقامةِ الْحُجَّةِ، وأَقطَعَ للمَعذِرَةِ. وبه قال السعدي والأشقر.

-معنى ينقلب إليك في قوله :{ينقلب إليك البصر خاسئًا}: ك
لرجع إليك البصر خاسئا.

-معنى خاسئا في قوله :{ينقلب إليك البصر خاسئًا}:
قال ابن عبّاسٍ: ذليلًا؟ وقال مجاهدٌ، وقتادة: صاغرًا. ذكره ابن كثير.
وهو من اختلاف التنوع لا التضاد ، فالمعنى أن البصر يرجع ذليلا صاغرًا عاجزاً عن أنْ يَرَى خَلَلاً أو فُطوراً أو عيبًا في خلق السماء، ولو حَرِصَ غايةَ الْحِرْصِ.
وهذا مجموع ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

-معنى حسير في قوله :{وهو حسيرٌ}:
قال ابن عبّاسٍ: يعني: وهو كليلٌ.
وقال مجاهدٌ، وقتادة، والسّدّيّ: الحسير: المنقطع من الإعياء.
ذكره ابن كثير ، وقال الأشقر : كَليلٌ مُنقَطِعٌ.

-المعنى الإجمالي للآية :
أن البصر مهما كرر النظر في السماء بحثًا عن خلل ونقص في خلق الله فإنه لن يعود إلا خاسرًا ذليلًا ، وفي هذا إثبات لكمال وإتقان خلق الله.



تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) )

-[color="rgb(46, 139, 87)"]علاقة الآية بما قبلها : ك
-معنى قوله: {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا }: س س
-معنى مصابيح في قوله : {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح} : ك س ش
-سبب تسمية الكواكب والنجوم بالمصابيح: ش
-مرجع الضمير في قوله : {وجعلناها رجومًا للشّياطين} وما سبب ذلك : ك س
-معنى قوله : {وجعلناها رجومًا للشّياطين} س
-مرجع الضمير في قوله {وأعتدنا لهم عذاب السّعير} : ك س ش
-معنى قوله {وأعتدنا لهم عذاب السّعير} : ك س ش
-الحكمة من خلق الله للنجوم : ك س ش
[/color]
-علاقة الآية بما قبلها : ك
ولمّا نفى الله عن السماء في خلقها النّقص بيّن كمالها وزينتها فقال: {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح}

-معنى قوله: {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا }: س ش
ولَقَدْ جَمَّلْنَا {السَّمَاءَ الدُّنْيَا} التي تَرَوْنَها وتَلِيكُم {بِمَصَابِيحَ} فَصارَتْ في أحْسَنِ خَلْقٍ وأكمَلِ صورةٍ وأَبهجِ شكْلٍ ، فإنه لولا ما فيها مِن النجومِ لكانَت السماء سَقْفاً مُظْلِماً، لا حُسْنَ فيه ولا جَمالَ.

-معنى مصابيح في قوله : {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح} : ك س ش
هي الكواكب والنجومُ الّتي وضعت في السماء من السّيّارات والثّوابت على اختلافِها في النورِ والضياءِ.

-سبب تسمية الكواكب والنجوم بالمصابيح: ش
وسُمِّيَتِ الكواكبُ مَصابيحَ لأنها تُضيءُ كإضاءةِ السِّراجِ.

-مرجع الضمير في قوله : {وجعلناها رجومًا للشّياطين} وما سبب ذلك : ك س
عاد الضّمير في قوله: {وجعلناها} على جنس المصابيح لا على عينها؛ لأنّه لا يرمي بالكواكب الّتي في السّماء، بل بشهبٍ من دونها، وقد تكون مستمدّةً منها.

-معنى قوله : {وجعلناها رجومًا للشّياطين} س ش

جعلها الله رجوما ترجم بها الشياطين الذينَ يُريدونَ اسْتِرَاقَ خَبَرِ السماءِ، فجَعَلَ اللَّهُ هذه النجومَ حِراسةً للسماءِ عن تَلَقُّفِ الشياطينِ أخبارَ الأرضِ.
فهذهِ الشُّهُبُ التي تُرْمَى مِن النجومِ أَعَدَّهَا اللَّهُ في الدنيا للشياطينِ.

-مرجع الضمير في قوله {وأعتدنا لهم عذاب السّعير} : ك س ش
أي للشياطين.

-معنى قوله {وأعتدنا لهم عذاب السّعير} : ك س ش
وأعتدنا لهم عذاب السّعير في الأخرى،بعد الرجم في الدنيا ؛ لأنَّهم تَمَرَّدُوا على اللَّهِ، وأَضَلُّوا عِبادَه، ولهذا كانَ أَتْبَاعُهم مِن الكُفَّارِ مِثلَهم، قد أَعَدَّ اللَّهُ لهم عَذابَ السَّعِيرِ فلهذا قالَ: {وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}

-ولا يُنافِي إِخبارُه أنه زَيَّنَ السماءَ الدنيا بِمَصابيحَ أنْ يكونَ كثيرٌ مِن النجومِ فوقَ السماواتِ السبْعِ؛ فإنَّ السماواتِ شَفَّافَةٌ، وبذلك تَحْصُلُ الزينةُ للسماءِ الدنيا، وإنْ لم تَكُنِ الكواكبُ فيها. ذكره السعدي.


-الحكمة من خلق الله للنجوم : ك س ش
قال قتادة: إنّما خلقت هذه النّجوم لثلاث خصالٍ: خلقها اللّه زينةً للسّماء، ورجومًا للشّياطين، وعلاماتٍ يهتدى بها، فمن تأوّل فيها غير ذلك فقد قال برأيه وأخطأ حظّه، وأضاع نصيبه، وتكلّف ما لا علم له به. رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم ، وذكره ابن كثير ، وقال به السعدي والأشقر.
كما قال: في أوّل الصّافّات: {إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب وحفظًا من كلّ شيطانٍ ماردٍ لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كلّ جانبٍ دحورًا ولهم عذابٌ واصبٌ إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ} [الصّافّات: 6 -10].

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11 ربيع الثاني 1436هـ/31-01-2015م, 02:11 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر مشاهدة المشاركة
تفسير سورة الملك [ من الآية (1) إلى الآية (5) ]


تفسير قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) }


-معنى (تبارك) : ك س ش
-معنى (الذي بيده الملك): ك س ش
-بيان أنواع ملك الله: س ش
-الفرق بين الملك الدنيوي والأخروي : س ش
-مرجع الضمير في قوله :(وهو على كل شيء قدير ) ك س ش
-معنى قوله :(وهو على كل شيء قدير): س ش
-ما يترتب على كونه المالك لكل شيء القادر على كل شيء : ك
-المسائل العقدية :
-وجوب إثبات ملك الله المطلق في الدنيا والآخرة.

أحسنت بارك الله فيك
معنى (تبارك) :
تعاظم وتعالى وتمجد وكثر خيره وعم إحسانه ، وهذا مجموع ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

معنى (الذي بيده الملك):
هو الله سبحانه المتصرف في جميع المخلوقات بما يشاء. وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

-بيان أنواع ملك الله:
بِيَدِه مُلْكَ العالَمِ العُلْوِيِّ والسُّفْلِيِّ في الدنيا والآخرة ، فهو الذي خَلَقَه ويَتَصَرَّفُ فيه بما شاءَ، مِن الأحكامِ القَدَرِيَّةِ، والأحكامِ الدِّينيَّةِ التابعةِ لِحِكمتِه ، وهذا مجموع ما ذكره السعدي والأشقر.


-الفرق بين الملك الدنيوي والأخروي : لنقل الفرق بين حال المؤمنين وحال الكفار تجاه ربوبية الله وملكه
أن الله في الدنيا والآخرة يَتصرَّفُ في مُلْكِه كيفَ يُريدُ، مِن إنعامٍ وانتقامٍ، ورَفْعٍ ووَضْعٍ، وإِعطاءٍ وَمَنْعٍ.
1-ملك الله في الدنيا وتصرفه المطلق يَعلمُه المؤمنونَ في الدنيا ويُنكِرُه الكُفَّارُ.
2-أمَّا في الآخِرَةِ فلا يَدَّعِي الْمُلْكَ أحَدٌ غيرُ اللهِ، ولا يُنكِرُ مُلكَه أحَدٌ، ولذا قالَ تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وقالَ:{يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لاَ يَخْفَى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}.
وهذا مجموع ما ذكره السعدي والأشقر.

-مرجع الضمير في قوله :(وهو على كل شيء قدير)
يرجع إلى قوله :(الذي بيده الملك) وهو الله سبحانه وتعالى.
وهذا حاصل تفسير ابن كثيرو السعدي والأشقر.

-معنى قوله :(وهو على كل شيء قدير):
كمالُ قُدرتِه التي يَقْدِرُ بها على كُلِّ شيءٍ، وبها أَوْجَدَ ما أَوْجَدَ مِن المخلوقاتِ العظيمةِ، فلا يعجزه شيء في السماوات والأرض.
وهذا مجموع ما ذكره السعدي والأشقر.

-ما يترتب على كونه المالك لكل شيء القادر على كل شيء :
لا معقّب لحكمه، ولا يسأل عمّا يفعل لقهره وحكمته وعدله. قاله ابن كثير.

-المسائل العقدية :
-وجوب إثبات ملك الله المطلق في الدنيا والآخرة.


تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) )

-مرجع الضمير في قوله:" الذي خلق الموت والحياة" ك س ش نقول: المراد بالاسم الموصول، فهو ليس ضميرا.
-معنى قوله :"الذي خلق الموت والحياة" ك س ش
-معنى الموت. ش
-معنى الحياة. س
-الحكمة من خلق الخلائق. ك س ش
-المقصد من الابتلاء. س ش
-مقياس التفاضل في الأعمال. ك س ش
-معنى العزيز. ك س ش
-معنى الغفور. ك س ش
-الحكمة من ختم الآية بقوله :(وهو العزيز الغفور) ك س


-مرجع الضمير في قوله:" الذي خلق الموت والحياة":
من خلال التأمل في كلام المفسرين يتضح أن الضمير يعود إلى الله تعالى.

-معنى قوله :"الذي خلق الموت والحياة"
ورد في معنى هذه الآية قولين للعلماء:


القول الأول : أي أوجد الخلائق من العدم كما قال: {كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا فأحياكم} [البقرة: 28] فسمّى الحال الأوّل -وهو العدم-موتًا، وسمّى هذه النّشأة حياةً. ولهذا قال: {ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم} [البقرة: 28].
القول الثاني : قَدَّرَ لعِبادِه أنْ يُحْيِيَهم ثم يُمِيتَهم. وبه قال السعدي ويوافق ما ذكره الأشقر ، وذكره ابن كثير واستدل له بما روي عن قتادة في قوله: {الّذي خلق الموت والحياة} قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: "إنّ اللّه أذلّ بني آدم بالموت، وجعل الدّنيا دار حياةٍ ثمّ دار موتٍ، وجعل الآخرة دار جزاءٍ ثمّ دار بقاءٍ".
ورواه معمر وابن أبي حاتم عن قتادة.

-معنى الموت : ش
الموتُ انقطاعُ تعَلُّقِ الرُّوحِ بالبَدَنِ ومُفارَقَتُها له. قاله الأشقر.

-معنى الحياة: ش
والحياةُ تَعَلُّقُ الرُّوحِ بالبَدَنِ واتِّصَالُها به، فالحياةُ تَعنِي خَلْقَه إِنْسَاناً وخلْقَ الرُّوحِ فيه. قاله الأشقر.
لم تذكري دلالة الآية على أن الموت أمر موجود

-الحكمة من خلق الخلائق. قبل أن نتكلم عن الحكمة نبين معنى {لنبلوكم}
ليبلوهم ويختبرهم أيّهم أحسن عملًا؟
فإنَّ اللَّهَ خَلَقَ عِبادَه، وأَخْرَجَهم لهذه الدارِ، وأَخْبَرَهم أنَّهم سيُنقَلُونَ منها، وأَمَرَهم ونَهَاهُم، وابْتَلاهُم بالشَّهَواتِ المعارِضَةِ لأَمْرِه:فمَنِ انقادَ لأمْرِ اللَّهِ وأَحْسَنَ العمَلَ، أَحْسَنَ اللَّهُ له الجزاءَ في الدارَيْنِ.
ومَن مالَ معَ شَهواتِ النفْسِ، ونَبَذَ أمْرَ اللَّهِ، فله شَرُّ الجزاءِ.
مجموع ماذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

-المقصد من الابتلاء:
والْمَقْصِدُ الأصليُّ مِن الابتلاءِ هو ظُهورُ كمالِ إحسانِ الْمُحْسنينَ ومجازاة كل بحسب عمله.
حاصل ماذكره السعدي والأشقر.

-مقياس التفاضل في الأعمال وقبل أن نتكلم عن معيار التفاضل، نتكلم عن معنى إحسان العمل
{ليبلوكم أيّكم أحسن عملا} أي: خيرٌ عملًا كما قال محمّد بن عجلان: ولم يقل أكثر عملًا. ذكوه ابن كثير.
فمقياس التفاضل في الأعمال هو بالنظر إلى أَخْلَصَ العمل وأَصْوَبَه. حاصل ما ذكره السعدي والأشقر.

-معنى العزيز
هو العزيز الذي له العزة كلها التي قَهَرَ بها جميعَ الأشياءِ، العظيم الذي انقادت لعظمته المخلوقات ، المنيع الجناب ، الغالبُ الذي لا يُغالَبُ.
وهذا مجموع ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

-معنى الغفور.
الْغَفُورُ عن الْمُسِيئِينَ والْمُقَصِّرِينَ والْمُذْنِبينَ المخالفين لأمره إذا تَابُوا وأَنَابُوا فإنه يَغفِرُ لهم ويصفح عنهم ويرحمهم ولو بَلَغَتْ ذنوبهم عَنانَ السماءِ، ويَسْتُرُ عُيُوبَهم ولو كانَتْ مِلْءَ الدنيا.
وهذا مجموع ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.


-الحكمة من ختم الاية بقوله :(وهو العزيز الغفور)
المتأمل في كلام المفسرين يجد أن الله سبحانه ختم هذه الآية بهاتين الصفتين من صفاته ليهون على عباده أمر الابتلاء في هذه الحياة وأنه مع عزته وعظمته وجبروته فإنه يغفر ويتجاوز عمن أذنب وقصر وعصى. الترغيب بعد الترهيب


تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) )

-معنى قوله :(الذي خلق سبع سماوات طباقا) ك ، س ، ش
-صفة خلق السماء طبقات. ك
-معنى قوله: {ما ترى في خلق الرّحمن من تفاوتٍ} ك س ش
-الحكمة من الأمر بإعادة النظر في قوله : {فارجع البصر} س ش
-نوع الاستفهام في قوله {فارجع البصر هل ترى من فطورٍ} ك س ش
- معنى فطور في قوله {هل ترى من فطورٍ} ك س ش



-معنى قوله :(الذي خلق سبع سماوات طباقا)
خلق الله السماوات طبقة بعد طبقة كلَّ واحدةٍ فوقَ الأُخْرَى، ولَسْنَ طَبَقةً واحدةً، وخَلَقَها في غايةِ الحُسْنِ والإتقانِ. وهذا مجموع ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

-صفة خلق السماء طبقات.
فيها قولان :
الأول: متواصلاتٌ بمعنى أنّهنّ علويّاتٌ بعضهم على بعضٍ.
الثاني: أو متفاصلاتٌ بينهنّ خلاءٌ. وهو الأصح كما دلّ على ذلك حديث الإسراء وغيره.
ذكره ابن كثير.

-معنى تفاوت في قوله: {ما ترى في خلق الرّحمن من تفاوتٍ}.
أي ليس في خلق الله اختلافٌ ولا تنافرٌ ولا مخالفةٌ ولا تباين ولا اعوجاج ولا نقصٌ ولا عيبٌ ولا خللٌ؛ بل هي مستوية مستقيمة دالة على خالقها ، وإذَا انْتَفَى النَّقْصُ مِن كلِّ وَجهٍ، صارَتْ حَسنةً كاملةً، مُتناسِبَةً مِن كلِّ وَجهٍ؛ في لَوْنِها وهَيئتِها وارتفاعِها، وما فيها مِن الشمْسِ والقمَرِ والكواكبِ النَّيِّرَاتِ الثوابِتِ مِنهنَّ والسيَّاراتِ. وهذا مجموع ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.


-الحكمة من الأمر بإعادة النظر في قوله : {فارجع البصر}
لَمَّا كانَ كَمال خلق الله للسماء مَعلوماً، أمَرَ اللَّهُ تعالى بتَكرارِ النظَرِ إليها والتأمُّلِ في أَرجائِها؛ قالَ: {فَارْجِعِ الْبَصَرَ}؛ أي: أَعِدْهُ إليها، ناظِراً مُعْتَبِراً. ذكره السعدي والأشقر .

-نوع الاستفهام في قوله {فارجع البصر هل ترى من فطورٍ}
الاستفهام للتقرير ، وذلك لإقرار عظمة وكمال خلق الله للسماء وبديع صنعه.

- معنى فطور في قوله {هل ترى من فطورٍ}
قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، والضّحّاك، والثّوريّ، وغيرهم في قوله: {فارجع البصر هل ترى من فطورٍ} أي: شقوقٍ.
وقال السّدّيّ: {هل ترى من فطورٍ} أي: من خروق.
وقال ابن عبّاسٍ في روايةٍ: {من فطورٍ} أي: من وهيّ
وقال قتادة: {هل ترى من فطورٍ} أي: هل ترى خللا يا ابن آدم.
وذكر الأقوال السابقة ابن كثير في تفسيره ، ومجموع هذه الأقوال تفيد أن معنى فطور ، النقص والاختلال والتصدع بأي شكل من الأشكال ، وبه قال السعدي والأشقر.


تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) )

-معنى كرتين في قوله: {ثمّ ارجع البصر كرّتين}: ك س ش
-معنى ينقلب إليك في قوله :{ينقلب إليك البصر خاسئًا}: ك
-معنى خاسئا في قوله :{ينقلب إليك البصر خاسئًا}: ك س ش
-معنى حسير في قوله : {وهو حسيرٌ} ك ش


-معنى كرتين في قوله: {ثمّ ارجع البصر كرّتين}:
فيه قولين للعلماء:
الأول : مرتين ، قال به ابن كثير.
والمعنى أنّك لو كرّرت البصر، مهما كرّرت، لانقلب إليك البصر خاسئا.
الثاني : مرة بعد مرة ، وإنْ كَثُرَتْ تلك الْمَرَّاتُ، فيكونُ ذلك أبْلَغَ في إقامةِ الْحُجَّةِ، وأَقطَعَ للمَعذِرَةِ. وبه قال السعدي والأشقر.
كرتين معناها مرتين، ويراد بها تكرار النظر لا العدد نفسه، وفي هذا الكلام ما فيها من التحدي والإعجاز
-معنى ينقلب إليك في قوله :{ينقلب إليك البصر خاسئًا}: ك
لرجع إليك البصر خاسئا.

-معنى خاسئا في قوله :{ينقلب إليك البصر خاسئًا}:
قال ابن عبّاسٍ: ذليلًا؟ وقال مجاهدٌ، وقتادة: صاغرًا. ذكره ابن كثير.
وهو من اختلاف التنوع لا التضاد ، فالمعنى أن البصر يرجع ذليلا صاغرًا عاجزاً عن أنْ يَرَى خَلَلاً أو فُطوراً أو عيبًا في خلق السماء، ولو حَرِصَ غايةَ الْحِرْصِ.
وهذا مجموع ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

-معنى حسير في قوله :{وهو حسيرٌ}:
قال ابن عبّاسٍ: يعني: وهو كليلٌ.
وقال مجاهدٌ، وقتادة، والسّدّيّ: الحسير: المنقطع من الإعياء.
ذكره ابن كثير ، وقال الأشقر : كَليلٌ مُنقَطِعٌ.

-المعنى الإجمالي للآية :
أن البصر مهما كرر النظر في السماء بحثًا عن خلل ونقص في خلق الله فإنه لن يعود إلا خاسرًا ذليلًا ، وفي هذا إثبات لكمال وإتقان خلق الله.



تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) )

-[color="rgb(46, 139, 87)"]علاقة الآية بما قبلها : ك
-معنى قوله: {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا }: س س
-معنى مصابيح في قوله : {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح} : ك س ش
-سبب تسمية الكواكب والنجوم بالمصابيح: ش
-مرجع الضمير في قوله : {وجعلناها رجومًا للشّياطين} وما سبب ذلك : ك س
-معنى قوله : {وجعلناها رجومًا للشّياطين} س
-مرجع الضمير في قوله {وأعتدنا لهم عذاب السّعير} : ك س ش
-معنى قوله {وأعتدنا لهم عذاب السّعير} : ك س ش
-الحكمة من خلق الله للنجوم : ك س ش
[/color]
-علاقة الآية بما قبلها : ك
ولمّا نفى الله عن السماء في خلقها النّقص بيّن كمالها وزينتها فقال: {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح}

-معنى قوله: {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا }: س ش
ولَقَدْ جَمَّلْنَا {السَّمَاءَ الدُّنْيَا} التي تَرَوْنَها وتَلِيكُم {بِمَصَابِيحَ} فَصارَتْ في أحْسَنِ خَلْقٍ وأكمَلِ صورةٍ وأَبهجِ شكْلٍ ، فإنه لولا ما فيها مِن النجومِ لكانَت السماء سَقْفاً مُظْلِماً، لا حُسْنَ فيه ولا جَمالَ.

-معنى مصابيح في قوله : {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح} : ك س ش
هي الكواكب والنجومُ الّتي وضعت في السماء من السّيّارات والثّوابت على اختلافِها في النورِ والضياءِ.

-سبب تسمية الكواكب والنجوم بالمصابيح: ش
وسُمِّيَتِ الكواكبُ مَصابيحَ لأنها تُضيءُ كإضاءةِ السِّراجِ.

-مرجع الضمير في قوله : {وجعلناها رجومًا للشّياطين} وما سبب ذلك : ك س
عاد الضّمير في قوله: {وجعلناها} على جنس المصابيح لا على عينها؛ لأنّه لا يرمي بالكواكب الّتي في السّماء، بل بشهبٍ من دونها، وقد تكون مستمدّةً منها.

-معنى قوله : {وجعلناها رجومًا للشّياطين} س ش

جعلها الله رجوما ترجم بها الشياطين الذينَ يُريدونَ اسْتِرَاقَ خَبَرِ السماءِ، فجَعَلَ اللَّهُ هذه النجومَ حِراسةً للسماءِ عن تَلَقُّفِ الشياطينِ أخبارَ الأرضِ.
فهذهِ الشُّهُبُ التي تُرْمَى مِن النجومِ أَعَدَّهَا اللَّهُ في الدنيا للشياطينِ. وضحي معنى الرجم بأنه الرمي

-مرجع الضمير في قوله {وأعتدنا لهم عذاب السّعير} : ك س ش
أي للشياطين.

-معنى قوله {وأعتدنا لهم عذاب السّعير} : ك س ش
وأعتدنا وأعددنا (حتى نوضح هذه اللفظة) لهم عذاب السّعير في الأخرى،بعد الرجم في الدنيا ؛ لأنَّهم تَمَرَّدُوا على اللَّهِ، وأَضَلُّوا عِبادَه، ولهذا كانَ أَتْبَاعُهم مِن الكُفَّارِ مِثلَهم، قد أَعَدَّ اللَّهُ لهم عَذابَ السَّعِيرِ فلهذا قالَ: {وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}

-ولا يُنافِي إِخبارُه أنه زَيَّنَ السماءَ الدنيا بِمَصابيحَ أنْ يكونَ كثيرٌ مِن النجومِ فوقَ السماواتِ السبْعِ؛ فإنَّ السماواتِ شَفَّافَةٌ، وبذلك تَحْصُلُ الزينةُ للسماءِ الدنيا، وإنْ لم تَكُنِ الكواكبُ فيها. ذكره السعدي.


-الحكمة من خلق الله للنجوم : ك س ش
قال قتادة: إنّما خلقت هذه النّجوم لثلاث خصالٍ: خلقها اللّه زينةً للسّماء، ورجومًا للشّياطين، وعلاماتٍ يهتدى بها، فمن تأوّل فيها غير ذلك فقد قال برأيه وأخطأ حظّه، وأضاع نصيبه، وتكلّف ما لا علم له به. رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم ، وذكره ابن كثير ، وقال به السعدي والأشقر.
كما قال: في أوّل الصّافّات: {إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب وحفظًا من كلّ شيطانٍ ماردٍ لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كلّ جانبٍ دحورًا ولهم عذابٌ واصبٌ إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ} [الصّافّات: 6 -10].
أحسنت أختي الكريمة، زادك الله هدى وتوفيقا وسدادا
يلاحظ عليك فقط عدم إسناد الأقوال في مواضع كثيرة والاستعاضة عنها بالرموز، لكن الصحيح أن ننصح على اسم المفسر، نقول ذكر ذلك فلان

التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 30/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 20/19
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 99 %
الدرجة: 5/5
وفقك الله


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 ربيع الثاني 1436هـ/5-02-2015م, 12:59 AM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

تفسير قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)}

تفسير قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) )


المقسم به : (فلا أقسم بما تبصرون ومالا تبصرون) ك س ش
أَقْسَمَ تعالى بما يُبْصِرُ الخَلْقُ مِن جَميعِ الأشياءِ من آياته في مخلوقاته الدّالّة على كماله في أسمائه وصفاته، وما لا يُبْصِرُونَه مما غاب عنهم ممّا لا يشاهدونه من المغيّبات ، فدَخَلَ في ذلكَ كلُّ الخَلْقِ، بل يَدخُلُ في ذلكَ نفْسُه الْمُقَدَّسَةُ.
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.


تفسير قوله تعالى :(إنه لقول رسول أمين)
-مرجع الضمير في قوله :(إنه لقول رسل ) ش
أي القرآن الكريم.
-من المراد بالرسول الأمين : ك س ش
-محمد صلى الله عليه وسلم فيكون المعنى : ١-إنَّ القرآنَ لَتِلاوةُ رسولٍ كريمٍ، والمرادُ محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ. قاله الأشقر.
٢-أو أضافه إليه على معنى التّبليغ؛ لأنّ الرّسول من شأنه أن يبلّغ عن المرسل؛ ولهذا أضافه في سورة التّكوير إلى الرّسول الملكيّ: {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ ذي قوّةٍ عند ذي العرش مكينٍ مطاعٍ ثمّ أمينٍ} وهذا جبريل، عليه السّلام
فمرة أضافه إلى الرسول الملكي ومرة أضافه إلى الرسول البشريّ؛ لأنّ كلًّا منهما مبلّغٌ عن اللّه ما استأمنه عليه من وحيه وكلامه؛ ولهذا قال: {تنزيلٌ من ربّ العالمين}. وهذا مجموع ماقاله ابن كثير والسعدي.
- أو: إنه لقولٌ يُبَلِّغُه رسولٌ كريمٌ. يُريدُ به جِبريلَ. قاله الأشقر والأول أوجه لقوله بعدها :(وما هو بقول شاعر )والله أعلم.

-المقسم عليه : (إنه لقول رسول أمين) :
إنّ القرآن كلام الله ووحيه وتنزيله على عبده ورسوله، الّذي اصطفاه لتبليغ الرّسالة وأداء الأمانة.
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي .

-الحكمة من القسم:
لتعظيم شأن القرآن وبيان صدق مبلغه وهو النبي صلى الله عليه وسلم وأن القرآن منزل من عند الله وكل مافيه حق.

-من أسباب إيمان عمر بن الخطاب:
مارواه الإمام أحمد عن عمر بن الخطّاب قال : خرجت أتعرّض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قبل أن أسلم، فوجدته قد سبقني إلى المسجد، فقمت خلفه، فاستفتح سورة الحاقّة، فجعلت أعجب من تأليف القرآن، قال: فقلت: هذا واللّه شاعرٌ كما قالت قريشٌ. قال: فقرأ: {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ (40) وما هو بقول شاعرٍ قليلا ما تؤمنون} قال: فقلت: كاهنٌ. قال فقرأ: {ولا بقول كاهنٍ قليلا ما تذكّرون (42) تنزيلٌ من ربّ العالمين (43) ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل (44) لأخذنا منه باليمين (45) ثمّ لقطعنا منه الوتين (46) فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين} إلى آخر السّورة. قال: فوقع الإسلام في قلبي كلّ موقعٍ.
فهذا من جملة الأسباب الّتي جعلها اللّه تعالى مؤثّرةً في هداية عمر بن الخطّاب، كما أوردنا كيفيّة إسلامه في سيرته المفردة، وللّه الحمد. ذكره ابن كثير.



تفسير قوله تعالى: (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) )
-مرجع الضمير في قوله:(وما هو بقول شاعر)
إلى القرآن الكريم كما هو السياق.
-معنى الآية: س ش
{وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ}أي القرآن بقول شاعر كما تَزعمونَ؛ لأنه ﷺ ليس مِن أصنافِ الشعْرِ.
{قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ} أيْ: إِيماناً قَليلاً تُؤمنونَ، وتَصديقاً يَسيراً تُصَدِّقونَ. فنَزَّهَ اللَّهُ رَسولَه عمَّا رَماهُ به أَعداؤُه مِن أنَّه شاعرٌ.
وهذا حاصل قول السعدي والأشقر.

تفسير قوله تعالى: (وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) )
معنى قوله تعالى : {وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ}: س ش
أي ليس ما نزل من القرآن قول كاهن كما تَزعمونَ، فإنَّ الكهانةَ أمْرٌ آخَرُ لا جامعَ بينَها وبينَ هذا، فنَزَّهَ اللَّهُ رَسولَه عمَّا رَماهُ به أَعداؤُه مِن أنَّه شاعرٌ أو ساحِرٌ.
وهذا ماقاله السعدي والأشقر.
-ما السبب الذي حمل الكفار لتكذيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفه بالشعر والكهانة: س
حَمَلَهم على ذلكَ عدَمُ إِيمانِهم وتَذَكُّرِهم فقال تعالى {قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} أيْ: تَذَكُّراً قَليلاً تَتذَكَّرونَ. قاله السعدي.


تفسير قوله تعالى: (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) )
-معنى الآية: س ش
مازال الحديث والسياق يتحدث عن القرآن الكريم وأنه تنزيل من رب العالمين على لسان نبيه ﷺ ، فلو آمَن الكفار وتَذَكَّرُوا لعَلِموا ما يَنفَعُهم ويَضُرُّهم، ومِن ذلكَ أنْ يَنظُروا في حالِ محمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، ويَرْمُقوا أَوصافَه وأخلاقَه, لَرَأَوْا أمراً مِثلَ الشمْسِ، يَدُلُّهم على أنَّه رَسولُ اللَّهِ حَقًّا، وأَنَّ ما جاءَ به تَنْزيلُ رَبِّ العالَمِينَ، لا يَلِيقُ أنْ يَكُونَ قولَ البشَرِ، بل هو كلامٌ دالٌّ على عَظمةِ مَن تَكَلَّمَ به أَوصافه، وكمالِ تَربِيَتِه لعِبادِه، وعُلُوِّه فوقَ عِبادِه.وهذا مجموع قولي السعدي والأشقر .


قوله تعالى: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) )
-من المراد بقوله :{ولو تقوّل علينا}: ك ش
أي: محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم ، أو جِبريلُ كما تقدم والأصح أنه محمد ﷺ.
وهذا ما قاله ابن كثير والأشقر.

-معنى الآية: ك س ش
أي لو كان كما يزعم الكفار مفتريًا علينا، فزاد في الرّسالة أو نقص منها، أو قال شيئًا من عنده فنسبه إلينا، وليس كذلك، لعاجلناه بالعقوبة. ولهذا قال {لأخذنا منه باليمين}
فإنَّ هذا ظَنٌّ منه بما لا يَلِيقُ باللَّهِ وحِكمتِه.
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.



تفسير قوله تعالى: (لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) )
-مرجع الضمير في قوله :{لأخذنا منه }:
إلى النبي ﷺ كما هو السياق.
-معنى الآية: ك ش
معناه لانتقمنا منه باليمين؛ لأنّها أشدّ في البطش، وقيل: لأخذنا منه بيمينه. ذكره ابن كثير والأشقر



تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) )

-معنى الوتين في قوله :{ثمّ لقطعنا منه الوتين}: ك س ش
قال ابن عبّاسٍ: وهو نياط القلب، وهو العرق الّذي القلب معلّقٌ فيه. وكذا قال عكرمة، وسعيد بن جبيرٍ، والحكم، وقتادة، والضّحّاك، ومسلمٌ البطين، وأبو صخرٍ حميد بن زيادٍ.
وقال محمّد بن كعبٍ: هو القلب ومراقّه وما يليه. ذكره ابن كثير.
فالوَتينُ عِرْقٌ يَجرِي في الظهْرِ حتى يَتَّصِلَ بالقلْبِإذا انقَطَعَ ماتَ منه الإنسانُ.
وهو تَصويرٌ لإهلاكِه بأَفْظَعِ ما يَفعلُه الْمُلوكُ بِمَن يَغْضَبونَ عليه. وهذا مجموع ماقاله السعدي والأشقر.

-معنى الآية {ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ}:
أي أنه لو قُدِّرَ أنَّ الرسولَ ﷺ - حَاشَا وكلاَّ - تَقَوَّلَ على اللَّهِ لعَاجَلَه بالعُقوبةِ، وأَخَذَه أخْذَ عزيزٍ مُقْتَدِرٍ؛ لأنَّه حكيمٌ، على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
فحِكمتُه تَقْتَضِي أنْ لا يُهْمِلَ الكاذبَ عليه، الذي يَزعُمُ أنَّ اللَّهَ أباحَ له دِماءَ مَن خالَفَه وأموالَهم، وأنَّه هو وأَتباعُه لهم النَّجاةُ، ومَن خالَفَه فله الهَلاَكُ.
فإذَا كانَ اللَّهُ قد أَيَّدَ رسولَه بالْمُعْجِزاتِ وبَرْهَنَ على صِدْقِ ما جاءَ به بالآياتِ البَيِّنَاتِ، ونَصَرَه على أعدائِه ومَكَّنَه مِن نَوَاصِيهِم فهو أَكْبَرُ شَهَادَةٍ منه على رِسالتِه. قاله الأشقر.


تفسير قوله تعالى: (فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) )

-معنى الآية: {فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين} أي: فما يقدر أحدٌ منكم على أن يحجز بيننا وبينه إذا أردنا به شيئًا من ذلك ،
فلو أَهْلَكَه ما امْتَنَعَ هو بنفْسِه، ولا قَدَرَ أحَدٌ أنْ يَمْنَعَه مِن عذابِ اللَّه، فكيف يَتَكَلَّفُ الكذِبَ على اللهِ لأَجْلِكم؟
وهذا مجموع ماقاله ابن كثير والسعدي والأشقر.

-ما تقتضيه الآية من معنى:
والمعنى في هذا بل هو صادقٌ بارٌّ راشدٌ؛ لأنّ اللّه، عزّ وجلّ، مقرّرٌ له ما يبلّغه عنه، ومؤيّدٌ له بالمعجزات الباهرات والدّلالات القاطعات.
قاله ابن كثير.

-المسائل العقدية:
إثبات قدرة الله الواسعة.
إثبات صدق الرسالة المحمدية.

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) )

-مرجع الضمير في قوله :(وإنه لتذكرة): ك س ش
يرجع إلى القرآن الكريم كما قال: {قل هو للّذين آمنوا هدًى وشفاءٌ والّذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمًى} [فصّلت: 44].
وهذا ماقاله ابن كثير والسعدي والأشقر.

-معنى كون القرآن تذكرة للمتقين س
{لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} يَتذَكَّرُونَ به مَصالِحَ دِينِهم ودُنياهم، فيَعْرِفُونها ويَعْمَلُونَ عليها، يُذَكِّرُهم العقائدَ الدينيَّةَ والأخلاقَ الْمَرْضِيَّةَ، والأحكامَ الشرعيَّةَ فيَكُونونَ مِن العُلماءِ الرَّبَّانِيِّينَ والعُبَّادِ العارفِينَ والأئمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ.
قاله السعدي.

-الحكمة في اختصاص المتقين بالتذكرة ش
لأنهم الْمُنتفعونَ بالقرآن الكريم وما به من المواعظ. قاله الأشقر.



تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) )

-مرجع الضمير في قوله {وإنا} س ش
إلى الله سبحانه وتعالى. وهذا حاصل كلام السعدي والأشقر.

-مرجع الضمير في قوله :(منكم) :
أمة محمد ، أي أننا بعثنا إليكم رسول الله بهذا القرآن مع علمنا بوجود مكذبين منكم.

-معنى {من} ش
من هنا للتبعيض أيْ: أنَّ بَعْضَكُم يُكَذِّبُ بالقُرآنِ فنحنُ نُجازِيهم على ذلك.
قاله الأشقر.

-متعلق التكذيب ك س ش
العقوبة والمجازاة على هذا التكذيب. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

-دلالة الآية على مجازاة المكذبين س ش
{وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ} به، وهذا فيه تَهديدٌ ووَعِيدٌ للمُكَذِّبِينَ، فإِنَّه سيُعَاقِبُهم على تَكذيبِهم بالعُقوبةِ البَليغةِ. ذكره السعدي والأشقر.



تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) )

- مرجع الضمير ك س ش
القول الأول: قال ابن جريرٍ: وإنّ التّكذيب لحسرةٌ على الكافرين يوم القيامة وحكاه عن قتادة بمثله. ذكره ابن كثير.
أي وإن التكذيب بالقرآن لحسرة على الكافرين يوم القيامه .وبه قال السعدي والأشقر.
القول الثاني:على القرآن، أي: وإنّ القرآن والإيمان به لحسرةٌ في نفس الأمر على الكافرين، كما قال: {كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به} [الشّعراء: 200، 201]، وقال تعالى: {وحيل بينهم وبين ما يشتهون} [سبأ: 54] ولهذا قال ها هنا: {وإنّه لحقّ اليقين}, ذكره ابن كثير.

- معنى الحسرة ك ش
وروى ابن أبي حاتمٍ، من طريق السّدّيّ، عن أبي مالكٍ: {وإنّه لحسرةٌ على الكافرين} يقول: لندامةٌ. وذكره ابن كثير.

- كيف يكون القرآن حسرة على الكافرين؟ س
فإنهم لَمَّا كَفَروا به ورَأَوْا ما وَعَدَهم به، تَحَسَّروا؛ إذ لم يَهْتَدُوا به ولم يَنقادُوا لأَمْرِه، ففَاتَهم الثوابُ وحَصَلُوا على أشَدِّ العذابِ، وتَقطَّعَتْ بهم الأسبابُ. هذا مالقاله السعدي.

-متى يتحسر الكافر؟ ك س ش
يوم القيامة حينما يرون ما أعد لهم من العذاب . وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.


تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) )

- مرجع الضمير في قوله تعالى: {وإنه} ك س ش
إلى القرآن الكريم كما هو السياق .

-معنى اليقين س
هو العلْمُ الثابتُ، الذي لا يَتَزَلْزَلُ ولا يَزولُ. وهذا ماقاله السعدي.

- بيان أنّ اليقين أعلى مراتب العلم س
أعلى مَراتِبِ العلْمِ اليَقينُ، وهو العلْمُ الثابتُ، الذي لا يَتَزَلْزَلُ ولا يَزولُ. قاله السعدي.

- معنى {حقّ اليقين}. ك س ش
أي: الخبر الصّدق الحقّ الذي لا مرية فيه ولا شكّ ولا ريب , ولا يتزلزل ولا يزول. وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

-مراتب اليقين س
واليَقِينُ مَراتِبُه ثلاثةٌ، كلُّ واحدةٍ أَعْلَى مِمَّا قَبْلَها:
أوَّلُها: عِلْمُ اليَقينِ، وهو العلْمُ الْمُستفادُ مِن الخَبَرِ.
ثانيها: عَيْنُ اليَقينِ، وهو العلْمُ المُدْرَكُ بحاسَّةِ البصَرِ.
ثالثها:حَقُّ اليَقِينِ، وهو العِلْمُ الْمُدْرَكُ بحاسَّةِ الذَّوْقِ والْمُباشَرَةِ.
قاله السعدي.

- سبب وصف القرآن بأنه حق اليقين ك س ش
لأنه من عند الله ولما فيه مِن العلومِ الْمُؤَيَّدَةِ بالبراهينِ القَطعيَّةِ، وما فيه مِن الحقائقِ والمعارِفِ الإيمانيَّةِ يَحْصُلُ به -لِمَن ذَاقَه- حَقُّ اليَقينِ.
حاصل ماقاله السعدي .


تفسير قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)}
- لمن الخطاب في الآية؟
للرسول صلى الله عليه وسلم .

-معنى التسبيح في الآية س ش:
نَزِّهْهُ عمَّا لا يَلِيقُ بجَلالِه, وقَدِّسْهُ بذِكْرِ أوصافِ جَلالِه وجَمالِه وكَمالِه , وهو الذكر المعروف . حاصل قول السعدي والأشقر.

- مناسبة الأمر بالتسبيح:
لما ذكر الله حال المكذبين بكتابه ورسوله ناسب أن يختم السورة بتسبيح الله وتنزيهه عن النقائص .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 24 ربيع الثاني 1436هـ/13-02-2015م, 03:45 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر مشاهدة المشاركة
تفسير قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)}

تفسير قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) )


المقسم به : (فلا أقسم بما تبصرون ومالا تبصرون) ك س ش
أَقْسَمَ تعالى بما يُبْصِرُ الخَلْقُ مِن جَميعِ الأشياءِ من آياته في مخلوقاته الدّالّة على كماله في أسمائه وصفاته، وما لا يُبْصِرُونَه مما غاب عنهم ممّا لا يشاهدونه من المغيّبات ، فدَخَلَ في ذلكَ كلُّ الخَلْقِ، بل يَدخُلُ في ذلكَ نفْسُه الْمُقَدَّسَةُ.
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.


تفسير قوله تعالى :(إنه لقول رسول أمين)
-مرجع الضمير في قوله :(إنه لقول رسول ) ش
أي القرآن الكريم.

-من المراد بالرسول الأمين : ك س ش
-محمد صلى الله عليه وسلم فيكون المعنى : ١-إنَّ القرآنَ لَتِلاوةُ رسولٍ كريمٍ، والمرادُ محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ. قاله الأشقر.
٢-أو أضافه إليه على معنى التّبليغ؛ لأنّ الرّسول من شأنه أن يبلّغ عن المرسل؛ ولهذا أضافه في سورة التّكوير إلى الرّسول الملكيّ: {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ ذي قوّةٍ عند ذي العرش مكينٍ مطاعٍ ثمّ أمينٍ} وهذا جبريل، عليه السّلام
فمرة أضافه إلى الرسول الملكي ومرة أضافه إلى الرسول البشريّ؛ لأنّ كلًّا منهما مبلّغٌ عن اللّه ما استأمنه عليه من وحيه وكلامه؛ ولهذا قال: {تنزيلٌ من ربّ العالمين}. وهذا مجموع ماقاله ابن كثير والسعدي.
- أو: إنه لقولٌ يُبَلِّغُه رسولٌ كريمٌ. يُريدُ به جِبريلَ. قاله الأشقر والأول أوجه لقوله بعدها :(وما هو بقول شاعر )والله أعلم.
وجميع المعاني تحمل معنى التبليغ
ولو فصلت المسألة على مسألتين:
1- المراد بالرسول الأمين
2- معنى كون القرآن قول الرسول

-المقسم عليه : (إنه لقول رسول أمين) :
إنّ القرآن كلام الله ووحيه وتنزيله على عبده ورسوله، الّذي اصطفاه لتبليغ الرّسالة وأداء الأمانة.
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي .

-الحكمة من القسم:
لتعظيم شأن القرآن وبيان صدق مبلغه وهو النبي صلى الله عليه وسلم وأن القرآن منزل من عند الله وكل مافيه حق.

-من أسباب إيمان عمر بن الخطاب: هذه مسألة استطرادية تفصل آخر الملخص
مارواه الإمام أحمد عن عمر بن الخطّاب قال : خرجت أتعرّض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قبل أن أسلم، فوجدته قد سبقني إلى المسجد، فقمت خلفه، فاستفتح سورة الحاقّة، فجعلت أعجب من تأليف القرآن، قال: فقلت: هذا واللّه شاعرٌ كما قالت قريشٌ. قال: فقرأ: {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ (40) وما هو بقول شاعرٍ قليلا ما تؤمنون} قال: فقلت: كاهنٌ. قال فقرأ: {ولا بقول كاهنٍ قليلا ما تذكّرون (42) تنزيلٌ من ربّ العالمين (43) ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل (44) لأخذنا منه باليمين (45) ثمّ لقطعنا منه الوتين (46) فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين} إلى آخر السّورة. قال: فوقع الإسلام في قلبي كلّ موقعٍ.
فهذا من جملة الأسباب الّتي جعلها اللّه تعالى مؤثّرةً في هداية عمر بن الخطّاب، كما أوردنا كيفيّة إسلامه في سيرته المفردة، وللّه الحمد. ذكره ابن كثير.



تفسير قوله تعالى: (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) )
-مرجع الضمير في قوله:(وما هو بقول شاعر)
إلى القرآن الكريم كما هو السياق.
-معنى الآية: س ش
{وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ}أي القرآن بقول شاعر كما تَزعمونَ؛ لأنه ﷺ ليس مِن أصنافِ الشعْرِ.
{قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ} أيْ: إِيماناً قَليلاً تُؤمنونَ، وتَصديقاً يَسيراً تُصَدِّقونَ. فنَزَّهَ اللَّهُ رَسولَه عمَّا رَماهُ به أَعداؤُه مِن أنَّه شاعرٌ.
وهذا حاصل قول السعدي والأشقر.

تفسير قوله تعالى: (وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) )
معنى قوله تعالى : {وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ}: س ش
أي ليس ما نزل من القرآن قول كاهن كما تَزعمونَ، فإنَّ الكهانةَ أمْرٌ آخَرُ لا جامعَ بينَها وبينَ هذا، فنَزَّهَ اللَّهُ رَسولَه عمَّا رَماهُ به أَعداؤُه مِن أنَّه شاعرٌ أو ساحِرٌ.
وهذا ماقاله السعدي والأشقر.
-ما السبب الذي حمل الكفار لتكذيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفه بالشعر والكهانة: س
حَمَلَهم على ذلكَ عدَمُ إِيمانِهم وتَذَكُّرِهم فقال تعالى {قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} أيْ: تَذَكُّراً قَليلاً تَتذَكَّرونَ. قاله السعدي.
قد فصل السعدي في هذه المسألة وبين كيف يكون الإيمان والتذكر باعثان على التبصر بالحق


تفسير قوله تعالى: (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) )
-معنى الآية: س ش
عندنا مسألة: المقصود بالتنزيل
مازال الحديث والسياق يتحدث عن القرآن الكريم وأنه تنزيل من رب العالمين على لسان نبيه ﷺ ، فلو آمَن الكفار وتَذَكَّرُوا لعَلِموا ما يَنفَعُهم ويَضُرُّهم، ومِن ذلكَ أنْ يَنظُروا في حالِ محمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، ويَرْمُقوا أَوصافَه وأخلاقَه, لَرَأَوْا أمراً مِثلَ الشمْسِ، يَدُلُّهم على أنَّه رَسولُ اللَّهِ حَقًّا، وأَنَّ ما جاءَ به تَنْزيلُ رَبِّ العالَمِينَ، لا يَلِيقُ أنْ يَكُونَ قولَ البشَرِ، بل هو كلامٌ دالٌّ على عَظمةِ مَن تَكَلَّمَ به أَوصافه، وكمالِ تَربِيَتِه لعِبادِه، وعُلُوِّه فوقَ عِبادِه.وهذا مجموع قولي السعدي والأشقر .
وهذا الكلام هو تفصيل للمسألة التي ذكرتها لك: كيف يكون الإيمان والتذكر باعثان على التبصر بالحق، فيفضل الإشارة إلى المسألة.


قوله تعالى: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) )
-من المراد بقوله :{ولو تقوّل علينا}: ك ش
أي: محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم ، أو جِبريلُ كما تقدم والأصح أنه محمد ﷺ.
وهذا ما قاله ابن كثير والأشقر.

معنى {تقوّل}

-معنى الآية: ك س ش
أي لو كان كما يزعم الكفار مفتريًا علينا، فزاد في الرّسالة أو نقص منها، أو قال شيئًا من عنده فنسبه إلينا، وليس كذلك، لعاجلناه بالعقوبة. ولهذا قال {لأخذنا منه باليمين}
فإنَّ هذا ظَنٌّ منه بما لا يَلِيقُ باللَّهِ وحِكمتِه.
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.
ليس هذا معنى الآية أختي الغالية بل هو معناها مع الآيات الثلاثة بعدها لذلك يفضل في استخلاص مسائل هذه الآيات أن تضم كل مجموعة من الآيات المتشابهة نظرا لاتصال المسائل في أكثر من آية



تفسير قوله تعالى: (لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) )
-مرجع الضمير في قوله :{لأخذنا منه }: عندنا ضميران: نا الفاعلين{نا} والهاء في {منه} فالأول يرجع إلى الله عز وجل، والثاني يرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم
إلى النبي ﷺ كما هو السياق.
-معنى الآية: ك ش
معناه لانتقمنا منه باليمين؛ لأنّها أشدّ في البطش، وقيل: لأخذنا منه بيمينه. ذكره ابن كثير والأشقر



تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) )

-معنى الوتين في قوله :{ثمّ لقطعنا منه الوتين}: ك س ش
قال ابن عبّاسٍ: وهو نياط القلب، وهو العرق الّذي القلب معلّقٌ فيه. وكذا قال عكرمة، وسعيد بن جبيرٍ، والحكم، وقتادة، والضّحّاك، ومسلمٌ البطين، وأبو صخرٍ حميد بن زيادٍ.
وقال محمّد بن كعبٍ: هو القلب ومراقّه وما يليه. ذكره ابن كثير.
فالوَتينُ عِرْقٌ يَجرِي في الظهْرِ حتى يَتَّصِلَ بالقلْبِإذا انقَطَعَ ماتَ منه الإنسانُ.
وهو تَصويرٌ لإهلاكِه بأَفْظَعِ ما يَفعلُه الْمُلوكُ بِمَن يَغْضَبونَ عليه. وهذا مجموع ماقاله السعدي والأشقر.

-معنى الآية {ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ}: ليس هذا معنى الآية بل نقول: دلالة الآية على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه
أي أنه لو قُدِّرَ أنَّ الرسولَ ﷺ - حَاشَا وكلاَّ - تَقَوَّلَ على اللَّهِ لعَاجَلَه بالعُقوبةِ، وأَخَذَه أخْذَ عزيزٍ مُقْتَدِرٍ؛ لأنَّه حكيمٌ، على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
فحِكمتُه تَقْتَضِي أنْ لا يُهْمِلَ الكاذبَ عليه، الذي يَزعُمُ أنَّ اللَّهَ أباحَ له دِماءَ مَن خالَفَه وأموالَهم، وأنَّه هو وأَتباعُه لهم النَّجاةُ، ومَن خالَفَه فله الهَلاَكُ.
فإذَا كانَ اللَّهُ قد أَيَّدَ رسولَه بالْمُعْجِزاتِ وبَرْهَنَ على صِدْقِ ما جاءَ به بالآياتِ البَيِّنَاتِ، ونَصَرَه على أعدائِه ومَكَّنَه مِن نَوَاصِيهِم فهو أَكْبَرُ شَهَادَةٍ منه على رِسالتِه. قاله الأشقر.


تفسير قوله تعالى: (فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) )

-معنى الآية: {فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين} أي: فما يقدر أحدٌ منكم على أن يحجز بيننا وبينه إذا أردنا به شيئًا من ذلك ،
فلو أَهْلَكَه ما امْتَنَعَ هو بنفْسِه، ولا قَدَرَ أحَدٌ أنْ يَمْنَعَه مِن عذابِ اللَّه، فكيف يَتَكَلَّفُ الكذِبَ على اللهِ لأَجْلِكم؟
وهذا مجموع ماقاله ابن كثير والسعدي والأشقر.

-ما تقتضيه الآية من معنى:
والمعنى في هذا بل هو صادقٌ بارٌّ راشدٌ؛ لأنّ اللّه، عزّ وجلّ، مقرّرٌ له ما يبلّغه عنه، ومؤيّدٌ له بالمعجزات الباهرات والدّلالات القاطعات.
قاله ابن كثير.

-المسائل العقدية:
إثبات قدرة الله الواسعة.
إثبات صدق الرسالة المحمدية.

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) )

-مرجع الضمير في قوله :(وإنه لتذكرة): ك س ش
يرجع إلى القرآن الكريم كما قال: {قل هو للّذين آمنوا هدًى وشفاءٌ والّذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمًى} [فصّلت: 44].
وهذا ماقاله ابن كثير والسعدي والأشقر.

-معنى كون القرآن تذكرة للمتقين س
{لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} يَتذَكَّرُونَ به مَصالِحَ دِينِهم ودُنياهم، فيَعْرِفُونها ويَعْمَلُونَ عليها، يُذَكِّرُهم العقائدَ الدينيَّةَ والأخلاقَ الْمَرْضِيَّةَ، والأحكامَ الشرعيَّةَ فيَكُونونَ مِن العُلماءِ الرَّبَّانِيِّينَ والعُبَّادِ العارفِينَ والأئمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ.
قاله السعدي.

-الحكمة في اختصاص المتقين بالتذكرة ش
لأنهم الْمُنتفعونَ بالقرآن الكريم وما به من المواعظ. قاله الأشقر.



تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) )

-مرجع الضمير في قوله {وإنا} س ش
إلى الله سبحانه وتعالى. وهذا حاصل كلام السعدي والأشقر.

-مرجع الضمير في قوله :(منكم) :
أمة محمد ، أي أننا بعثنا إليكم رسول الله بهذا القرآن مع علمنا بأنه سيكون بوجود مكذبين منكم .

-معنى {من} ش
من هنا للتبعيض أيْ: أنَّ بَعْضَكُم يُكَذِّبُ بالقُرآنِ فنحنُ نُجازِيهم على ذلك.
قاله الأشقر.

-متعلق التكذيب ك س ش
العقوبة والمجازاة على هذا التكذيب. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر. متعلق التكذيب هو القرآن، أي أنهم يكذبون بالقرآن.

-دلالة الآية على مجازاة المكذبين س ش
{وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ} به، وهذا فيه تَهديدٌ ووَعِيدٌ للمُكَذِّبِينَ، فإِنَّه سيُعَاقِبُهم على تَكذيبِهم بالعُقوبةِ البَليغةِ. ذكره السعدي والأشقر.



تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) )

- مرجع الضمير ك س ش
القول الأول: قال ابن جريرٍ: وإنّ التّكذيب لحسرةٌ على الكافرين يوم القيامة وحكاه عن قتادة بمثله. ذكره ابن كثير.
أي وإن التكذيب بالقرآن لحسرة على الكافرين يوم القيامه .وبه قال السعدي والأشقر.
القول الثاني:على القرآن، أي: وإنّ القرآن والإيمان به لحسرةٌ في نفس الأمر على الكافرين، كما قال: {كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به} [الشّعراء: 200، 201]، وقال تعالى: {وحيل بينهم وبين ما يشتهون} [سبأ: 54] ولهذا قال ها هنا: {وإنّه لحقّ اليقين}, ذكره ابن كثير.

- معنى الحسرة ك ش
وروى ابن أبي حاتمٍ، من طريق السّدّيّ، عن أبي مالكٍ: {وإنّه لحسرةٌ على الكافرين} يقول: لندامةٌ. وذكره ابن كثير.

- كيف يكون القرآن حسرة على الكافرين؟ س
فإنهم لَمَّا كَفَروا به ورَأَوْا ما وَعَدَهم به، تَحَسَّروا؛ إذ لم يَهْتَدُوا به ولم يَنقادُوا لأَمْرِه، ففَاتَهم الثوابُ وحَصَلُوا على أشَدِّ العذابِ، وتَقطَّعَتْ بهم الأسبابُ. هذا مالقاله السعدي.

-متى يتحسر الكافر؟ ك س ش
يوم القيامة حينما يرون ما أعد لهم من العذاب . وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.


تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) )

- مرجع الضمير في قوله تعالى: {وإنه} ك س ش
إلى القرآن الكريم كما هو السياق .

-معنى اليقين س
هو العلْمُ الثابتُ، الذي لا يَتَزَلْزَلُ ولا يَزولُ. وهذا ماقاله السعدي.

- بيان أنّ اليقين أعلى مراتب العلم س
أعلى مَراتِبِ العلْمِ اليَقينُ، وهو العلْمُ الثابتُ، الذي لا يَتَزَلْزَلُ ولا يَزولُ. قاله السعدي.

- معنى {حقّ اليقين}. ك س ش
أي: الخبر الصّدق الحقّ الذي لا مرية فيه ولا شكّ ولا ريب , ولا يتزلزل ولا يزول. وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

-مراتب اليقين س
واليَقِينُ مَراتِبُه ثلاثةٌ، كلُّ واحدةٍ أَعْلَى مِمَّا قَبْلَها:
أوَّلُها: عِلْمُ اليَقينِ، وهو العلْمُ الْمُستفادُ مِن الخَبَرِ.
ثانيها: عَيْنُ اليَقينِ، وهو العلْمُ المُدْرَكُ بحاسَّةِ البصَرِ.
ثالثها:حَقُّ اليَقِينِ، وهو العِلْمُ الْمُدْرَكُ بحاسَّةِ الذَّوْقِ والْمُباشَرَةِ.
قاله السعدي.

- سبب وصف القرآن بأنه حق اليقين ك س ش
لأنه من عند الله ولما فيه مِن العلومِ الْمُؤَيَّدَةِ بالبراهينِ القَطعيَّةِ، وما فيه مِن الحقائقِ والمعارِفِ الإيمانيَّةِ يَحْصُلُ به -لِمَن ذَاقَه- حَقُّ اليَقينِ.
حاصل ماقاله السعدي .


تفسير قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)}
- لمن الخطاب في الآية؟
للرسول صلى الله عليه وسلم .

-معنى التسبيح في الآية س ش:
نَزِّهْهُ عمَّا لا يَلِيقُ بجَلالِه, وقَدِّسْهُ بذِكْرِ أوصافِ جَلالِه وجَمالِه وكَمالِه , وهو الذكر المعروف . حاصل قول السعدي والأشقر.

- مناسبة الأمر بالتسبيح:
لما ذكر الله حال المكذبين بكتابه ورسوله ناسب أن يختم السورة بتسبيح الله وتنزيهه عن النقائص .
أحسنت بارك الله فيك وزادك علما وفهما

التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 2830
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 19/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 99/100

وفقك الله

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22 ربيع الثاني 1436هـ/11-02-2015م, 01:57 AM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي تفسير سورة الجن من 11 إلى 18

تفسير سورة الجن [ من الآية (11) إلى الآية (18) ]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17) وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)}


تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) )
-مرجع الضمير في قوله (وأنّا منّا ) : ك ش
إلى الجن. قاله ابن كثير والأشقر.

-المخاطب في الآية : ش
الجن ، أي : قالَ بعضُ الْجِنِّ لبَعْضٍ لَمَّا دَعَوْا أصحابَهم إلى الإيمانِ بمحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: كُنَّا قَبلَ استماعِ القرآنِ مِنَّا الْمَوْصُوفونَ بالصلاحِ. قاله الأشقر.

-معنى قوله (منا الصالحون ومنا دون ذلك): س ش
({وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ}؛ أي:
{منا الصالحون}: قالَ بعضُ الْجِنِّ لبَعْضٍ لَمَّا دَعَوْا أصحابَهم إلى الإيمانِ بمحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: كُنَّا قَبلَ استماعِ القرآنِ مِنَّا الْمَوْصُوفونَ بالصلاحِ.
{وِمِنَّا دُونَ ذَلِكَ} أيْ: قومٌ غيرُ ذلكَ.
قيلَ: أَرادَ بالصالحينَ المؤمنينَ، وبِمَنْ هم دُونَ ذلك الكافرينَ والفاسقين الفجار.
وهذا مجموع ما قاله السعدي والأشقر.

-معنى قوله :(طرائق قددًا): ك س ش
طرائق متعدّدةً مختلفةً وآراء متفرّقةً وفِرَقاً مُتَنَوِّعَةً وأهواء متباينة ، كلُّ حزْبٍ لِمَا لَدَيْهِم فَرِحونَ. وهذا مجموع ما قاله ابن كثير والسعدي والأشقر.
قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ وغير واحدٍ: {كنّا طرائق قددًا} أي: منّا المؤمن ومنّا الكافر.
ذكره ابن كثير.
وقال أحمد بن سليمان النّجاد في أماليه، عن أبي معاوية قال: سمعت الأعمش يقول: تروّح إلينا جنّيٌّ، فقلت له: ما أحبّ الطّعام إليكم؟ فقال الأرز. قال: فأتيناهم به، فجعلت أرى اللّقم ترفع ولا أرى أحدًا. فقلت: فيكم من هذه الأهواء الّتي فينا؟ قال: نعم. قلت: فما الرّافضة فيكم ؟ قال شرّنا.
ذكره ابن كثير
وذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة العبّاس بن أحمد الدّمشقيّ قال سمعت بعض الجنّ وأنا في منزلٍ لي باللّيل ينشد:
قلوبٌ براها الحبّ حتى تعلّقت = مذاهبها في كلّ غرب وشارق
تهيم بحبّ اللّه، والله ربّها = معلّقةٌ باللّه دون الخلائق. ذكره ابن كثير.
وقالَ سعيدٌ: كانوا مُسلمينَ ويَهوداً ونَصارى ومَجوساً. ذكره الأشقر.


تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) )
-مرجع الضمير في قوله :(وأنّا ظننا):
إلى الجن كما هو السياق.
-معنى الظن في الآية: ك ش
العلم. أي نعلم أنّ قدرة الله حاكمة علينا وأنّا لا نعجزه أبدًا.

-معنى قوله :{ألن نعجز الله في الأرض}: ك
أي: وأَنَّا في وَقْتِنا الآنَ علمنا وتَبَيَّنَ لنا كَمالُ قُدرةِ اللَّهِ وكمالُ عَجْزِنا، وأنَّ نَوَاصِيَنا بِيَدِ اللَّهِ، فلنْ نُعْجِزَه في الأرضِ،ولن نفوته إن اراد بنا أمرًا. مجموع ماقاله ابن كثير والسعدي والأشقر.

-معنى قوله :{ولن نعجزه هربا}: ك س ش
ولو أمعنّا في الهرب وسَعَيْنَا بأَسبابِ الفِرارِ والخروجِ عن قُدرتِه فإنّه علينا قادرٌ لا يعجزه أحدٌ منّا. مجموع ما قاله ابن كثير و السعدي والأشقر.



تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) )
-مرجع الضمير في قوله :{وأنّا لما سمعنا الهدى} :
إلى الجن كما هو السياق.

-نوع الخطاب في الآية :{وأنّا لمّا سمعنا الهدى آمنّا به} : ك
يقولون ذلك يفتخرون بذلك، وهو مفخرٌ لهم، وشرفٌ رفيعٌ وصفةٌ حسنةٌ.

-المراد بالهدى في الآية: س
وهو القرآنُ الكريمُ، الهادِي إلى الصراطِ المُستقيمِ.

-معنى قوله :{وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمنا به} أي لما عرفنا القرآن الكريم وعَرَفْنا هِدايتَه وإرشادَه أَثَّرَ في قُلُوبِنا فـ {آمَنَّا بِهِ}.

-المراد بالإيمان في الآية :
التصديق أن القرآن والوحي من عند الله. قاله الأشقر.

-ما الذي رغب الجن في الإيمان بالقرآن : ك س
لأن الإيمان سبب داع إلى حصول كل خير وانتفاء كل شر ، فإن من يؤمن بربه إيمانًا صادقًا لا يخاف نقصًا أو طغيانًا ولا أذى يلحقه.
وهذا مجموع ما قاله ابن كثير والسعدي والأشقر.
-معنى البخس والرهق في الآية: ك س ش
البَخْسُ النُّقصانُ، والرَّهَقُ العُدوانُ والطُّغيانُ.
مجموع قول ابن كثير والسعدي والأشقر.
قال ابن عبّاسٍ، وقتادة، وغيرهما: فلا يخاف أن ينقص من حسناته أو يحمل عليه غير سيّئاته، كما قال تعالى: {فلا يخاف ظلمًا ولا هضمًا} [طه: 112] ذكره ابن كثير.


تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) )
-مرجع الضمير في الآية إلى الجن كما هو السياق.

-معنى القاسط في الآية والفرق بينه وبين المقسط: ك س ش
القاسط : الجائر عن الحقّ والصراط المستقيم النّاكب عنه، بخلاف المقسط فإنّه العادل.
وهذا مجموع قول ابن كثير والسعدي والاشقر.

-معنى رشدًا في قوله {فمن أسلم فأولئك تحرّوا رشدًا}: ك س ش
أي: أَصَابُوا طريقَ الحق و الرَّشَدِ، الْمُوَصِّلَ لهم إلى الجَنَّةِ ونَعِيمِها المنجي لأنفسهم من العذاب فاجتهدوا في البحث عنه حتى وفقوا له. وهذا مجموع قول ابن كثير والسعدي والأشقر.


تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) )
-معنى قوله {فكانوا لجهنّم حطبًا}: ك ش
أي: وقودًا للنار تسعّر بهم كما توقد بكفرة الإنس. قاله ابن كثير والأشقر.

-سبب استحقاقهم للعذاب: س
مجازاة لهم على أعمالِهم، لا ظُلْمٌ مِن اللَّهِ لهم.
قاله السعدي.


تفسير قوله تعالى: (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) )
-فيمن نزلت هذه الآية:
وقال مقاتلٌ: فنزلت في كفّار قريشٍ حين منعوا المطر سبع سنين.ذكره ابن كثير.

-مرجع الضمير في قوله :(وأن لو استقاموا):
أنْ لو استقامَ الجنُّ أو الإنسُ من الكفار أو كلاهما. ذكره الأشقر

-المراد بالطريقة في قوله :(على الطريقة):
القول الأول : اي لو استقاموا على طريقة الإسلام وعدلوا إليها واستمرّوا عليها، {لأسقيناهم ماءً غدقًا}.
كقوله تعالى: {ولو أنّهم أقاموا التّوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربّهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم} [المائدة: 66] وكقوله: {ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السّماء والأرض} [الأعراف: 96].
ذكر من قال بهذا القول: قال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {وأن لو استقاموا على الطّريقة} يعني بالاستقامة: الطّاعة.
وقال مجاهدٌ: {وأن لو استقاموا على الطّريقة} قال: الإسلام. وكذا قال سعيد بن جبيرٍ، وسعيد بن المسيّب، وعطاءٌ، والسّدّيّ، ومحمّد بن كعبٍ القرظيّ.
وقال قتادة: {وأن لو استقاموا على الطّريقة} يقول: لو آمنوا كلّهم لأوسعنا عليهم من الدّنيا.
وقال مجاهدٌ: {وأن لو استقاموا على الطّريقة} أي: طريقة الحقّ. وكذا قال الضّحّاك، واستشهد على ذلك بالآيتين اللّتين ذكرناهما.
ذكره ابن كثير وقاله السعدي والأشقر.

القول الثاني : طريقة الضلالة.
كما قال: {فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيءٍ حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون} [الأنعام: 44] وكقوله: {أيحسبون أنّما نمدّهم به من مالٍ وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} [المؤمنون: 55، 56]
وهذا قول أبي مجلز لاحق بن حميد؛ فإنّه في قوله: {وأن لو استقاموا على الطّريقة} أي: طريقة الضّلالة. رواه ابن جريرٍ، وابن أبي حاتمٍ، وحكاه البغويّ عن الرّبيع بن أنسٍ، وزيد بن أسلم، والكلبي، وابن كيسان. وله اتجاه، وتيأيد بقوله: {لنفتنهم فيه}
ذكره ابن كثير.

-معنى قوله :{لأسقيناهم ماء غدقًا}:
غدقًا : كثيرًا هَنِيئاً مَرِيئاً، ، والمراد سعة الرزق والخير الكثير. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

-ما سبب امتناع أهل الضلالة عن طريق الحق والاستقامة:
لم يَمْنَعْهُم ذلك إلاَّ ظُلْمُهم وعُدوانُهم. قاله السعدي.

تفسير قوله تعالى: (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17) )

- معنى قوله: {لنفتنهم فيه} :
يختلف باختلاف المراد بالطريقة ، فعلى القول الأول : لنختبرهم ونمتحنهم فيما رزقناهم ليظهر الصادق من الكاذب ولنعلم كيف شكرهم على هذه النعم . ذكره ابن كثير وقال به السعدي والأشقر.
كما قال مالكٌ، عن زيد بن أسلم: {لنفتنهم} لنبتليهم، من يستمرّ على الهداية ممّن يرتدّ إلى الغواية؟.
وعلى القول الثاني يكون المعنى:
أي: لأوسعنا عليهم الرّزق استدراجًا، كما قال: {فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيءٍ حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون} [الأنعام: 44] وكقوله: {أيحسبون أنّما نمدّهم به من مالٍ وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} [المؤمنون: 55، 56] ذكره ابن كثير.

-معنى قوله: {ومن يعرض عن ذكر ربّه}:
مَن أَعْرَضَ عن ذِكْرِ اللَّهِ، الذي هو كِتابُه فلم يَتَّبِعْه ويَنْقَدْ له، بل غَفَلَ عنه ولَهَى، يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً. قاله السعدي.
-معنى قوله :{يسلكه عذابًا صعدًا}
أي: عذابًا شاقًّا صعبًا شديدًا موجعًا مؤلمًا.
مجموع قول ابن كثير والسعدي والاشقر.
قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وعكرمة، وقتادة، وابن زيدٍ: {عذابًا صعدًا} أي: مشقّةً لا راحة معها.
وعن ابن عبّاسٍ: جبلٌ في جهنّم. وعن سعيد بن جبيرٍ: بئرٌ فيها. ذكره ابن كثير.



تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) )

-سبب نزول الآية :
-قال الأعمش: قالت الجنّ: يا رسول اللّه، ائذن لنا نشهد معك الصّلوات في مسجدك. فأنزل اللّه: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا} يقول: صلّوا، لا تخالطوا النّاس.
وقال ابن جريرٍ: عن سعيد بن جبيرٍ،: {وأنّ المساجد للّه} قال: قالت الجنّ لنبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: كيف لنا أن نأتي المسجد ونحن ناءون [عنك] ؟، وكيف نشهد الصّلاة ونحن ناءون عنك؟ فنزلت: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا}


-معنى :{وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدًا}:
قال قتادة في قوله: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا} قال: كانت اليهود والنّصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم، أشركوا باللّه، فأمر اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يوحّدوه وحده.
وقال ابن أبي حاتمٍ:-عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا} قال: لم يكن يوم نزلت هذه الآية في الأرض مسجدٌ إلّا المسجد الحرام، ومسجد إيليّا: بيت المقدس.
والمعنى :اعلموا إن المساجد والسجود والعبادة كلها لله فلا تشركوا معه أحدًا.

-الأقوال في معنى المساجد:
-القول الأول: قال سفيان، عن خصيف، عن عكرمة: نزلت في المساجد كلّها. ذكره ابن كثير
القرل الثاني : وقال سعيد بن جبيرٍ. نزلت في أعضاء السّجود، أي: هي للّه فلا تسجدوا بها لغيره. وذكروا عند هذا القول الحديث الصّحيح، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " أمرت أن أسجد على سبعة أعظمٍ: على الجبهة -أشار بيديه إلى أنفه-واليدين والرّكبتين وأطراف القدمين" دكره ابن كثير
القول الثالث: المساجدُ كلُّ البِقاعِ؛ لأن الأرضَ كلَّها مَسْجِدٌ. ذكره الاشقر.



-معنى الدعاء في الآية:
أي لا تعبدوا معه أحدًا : لا تَطْلُبوا العونَ فيما لا يَقْدِرُ عليه إلا اللهُ، مِن أحَدٍ مِن خَلْقِه, كائناً ما كان، فإنَّ الدعاءَ عِبادةٌ ،فلا تدعو غيره لا دُعاءَ عِبادةٍ ولا دُعاءَ مَسألةٍ؛ فإِنَّ المساجِدَ التي هي أعْظَمُ مَحالَّ للعِبادةِ مَبْنِيَّةٌ على الإخلاصِ للهِ والخضوعِ لعَظَمَتِه، والاستكانةِ لعِزَّتِه.
فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً}. مجموع قول ابن كثيير والسعدي والأشقر.


-المسائل العقدية:
توحيد الله طريق كل خير وسعادة.
الدعاء من العبادة فلا يصرف لغير الله.
من طلب العون من غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله فقد أشرك.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 26 شعبان 1436هـ/13-06-2015م, 10:16 PM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي بحث مسألة تفسيرية بعنوان : المراد بأولى العزم من الرسل.

بحث المراد بأولي العزم من الرسل
عناصر البحث:
-معنى أولو العزم:
-ما يتضمنه الآية من معنى لدخول النبي صلى الله عليه تحت هذه الصفة :
-نوع ( من ) في قوله (أولوا العزم من الرسل) :
-من هم أولو العزم ؟
اختلف العلماء في بيان من هم أولوا العزم من الرسل اختلافا كثيرًا , ولبيان خلافهم وأقوالهم نقسم أقوالهم على قسمين :
-من قال بأن من في الآية للتبعيض اختلفوا على قسمين :
· القسم الأول من جعل التعيين بالصفة :
· القسم الثاني من جعل تعيينهم بأسمائهم :
-أما من قال بـأن من لبيان الجنس :
-الترجيح.


-معنى أولو العزم:
وَأولُوا الْعَزْمِ: أَصْحَابُ الْعَزْمِ، أَيِ الْمُتَّصِفُونَ بِهِ. وَالْعَزْمُ: نِيَّةٌ مُحَقَّقَةٌ عَلَى عَمَلٍ أَوْ قَوْلٍ دُونَ تَرَدُّدٍ[1].
قال ابن عبّاس: ذوو الحزم. ضحّاك: ذوو الجدّ والصّبر. القرظي: ذوو الرأي الصواب . ذكره الثعلبي في تفسيره [2]. وقال ابن الجوزي في تفسيره أي ذووا الحَزْم والصَّبْر [3].
-ما يتضمنه الآية من معنى لدخول النبي صلى الله عليه تحت هذه الصفة :
وَهَذِهِ الْآيَةُ اقْتَضَتْ أَن مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أُولِي الْعَزْمِ لِأَنَّ تَشْبِيهَ الصَّبْرِ الَّذِي أُمِرَ بِهِ بِصَبْرِ أُولِي الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ يَقْتَضِي أَنَّهُ مِثْلُهُمْ لِأَنَّهُ ممتثل أَمر رَبِّهِ، فَصَبْرُهُ مَثِيلٌ لِصَبْرِهِمْ، وَمَنْ صَبَرَ صَبْرَهُمْ كَانَ مِنْهُمْ لَا مَحَالَةَ , ذكره ابن عاشور في تفسيره [4].
-نوع ( من ) في قوله (أولوا العزم من الرسل) :
القول الأول : أن من تبعيضية .
القول الثاني : أن من لبيان الجنس.
-من هم أولو العزم ؟
اختلف العلماء في بيان من هم أولوا العزم من الرسل اختلافا كثيرًا , ولبيان خلافهم وأقوالهم نقسم أقوالهم على قسمين :
-من قال بأن من في الآية للتبعيض اختلفوا على قسمين :
· القسم الأول من جعل التعيين بالصفة :
القول الأول: أنهم من امتحن في ذات الله في الدنيا بالمحن ولم تزدهم المحن إلا جدًا في أمر الله , كنوح وإبراهيم وموسى ومن أشبههم , قاله ابن جرير رحمه الله[5].
القول الثاني : هم الّذين أمروا بالقتال، فأظهروا المكاشفة، وجاهدوا الكفرة بالبراءة، وجاهدوهم , ذكره الثعلبي عن الكلبي [6] وذكره الماوردي وابن الجوزي عن السدي والكلبي[7].
القول الثالث: أنهم العرب من الأنبياء , ذكره الماوردي وابن الجوزي عن مجاهد والشعبي[8].
القول الرابع: من لم تصبه فتنة من الأنبياء , ذكره الماوردي وابن الجوزي عن الحسن[9].
القول الخامس : من أصابه منهم بلاء بغير ذنب , ذكره الماوردي عن ابن جريج[10] .
القول السادس: أنهم أولوا الصبر الذين صبروا على أذى قومهم فلم يجزعوا , ذكره الماوردي[11].
· القسم الثاني من جعل تعيينهم بأسمائهم :
القول الأول : أنهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم. رواه ابن جرير عن يونس قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثنى ثوابة بن مسعود، عن عطاء الخُراساني[12] وذكره عنه ابن عطية [13], وذكره الثعلبي في تفسيره [14] وذكره الماوردي عن ابن عباس ولم يذكر محمد صلى الله عليه وسلم [15] , وقال ابن الجوزي رواه الضحاك عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، وقتادة، وعطاء الخراساني، وابن السائب[16].
القول الثاني : كلّ الأنبياء (عليهم السّلام) أولوا عزم، إلّا يونس، ألا ترى إنّ نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم نهى عن أن يكون مثله، لخفّة وعجلة ظهرت منه حين ولّى من قومه مغاضبا. ذكره الثعلبي في تفسيره [17] وقال ابن عطية حكي عن أبي القاسم الحكيم[18].
القول الثالث : هم نجباء الرّسل المذكورون في سورة الأنعام وهم ثمانية عشر، وهو اختيار الحسين بن الفضل، قال: لقوله في عقبه: (أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) ذكره الثعلبي في تفسيره [19] وذكره عنه ابن عطية [20].
القول الرابع : أُولُوا الْعَزْمِ ستّة: نوح صبر على أذى قومه فكانوا يضربونه حتّى يغشى عليه، وإبراهيم صبر على النّار، وإسحاق صبر على الذبح، ويعقوب صبر على فقد ولده وذهاب بصره، ويوسف صبر في البئر وفي السجن، وأيّوب صبر على ضرّه , ذكره الثعلبي وابن عطية عن مقاتل[21] .
القول الخامس :هم أربعة: إبراهيم، وموسى، وداود، وعيسى. ذكره الثعلبي عن الحسن البصري[22].
القول السادس : عن أبي العالية في قوله: فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ، قال: كانوا ثلاثة: نوح، وإبراهيم، وهود، ومحمّد رابعهم، أمر أن يصبر كما صبروا, ذكره الثعلبي[23] والماوردي [24] وابن الجوزي [25].
القول السابع : أنهم إبراهيم وموسى وداود وسليمان وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم ,وذكره الماوردي وابن الجوزي عن السدي [26].
القول الثامن : أن منهم إسماعيل ويعقوب وأيوب , وليس منهم يونس ولا سليمان ولا آدم ,ذكره الماوردي وابن الجوزي عن ابن جريج [27].
-أما من قال بـأن من لبيان الجنس :
قالوا بأن المراد بأولي العزم من الرسل كل الرسل , فلم يتخذ الله رسولا إلا كان ذو عزم , وهذا قول ابن زيد رواه ابن جرير عن يونس عن ابن وهب عن ابن زيد [28] وذكره الثعلبي وقال هو اختيار علي بن مهدي الطبري والأنباري وقال به ابن زيد [29] وذكره الماوردي في تفسيره عن ابن زيد [30] وكذلك ابن عطية وقال : قال ابن زيد : . قال: والرسل كلهم أُولُوا الْعَزْمِ، ولكن قوله: كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ يتضمن رسلا وغيرهم، فبين بعد ذلك جنس الرسل خاصة تعظيما لهم، ولتكون القدوة المضروبة لمحمد عليه السلام أشرف, [31] .
الترجيح :
الراجح والله أعلم هو قول من قال بأن أولوا العزم خمسة وهم : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام.
قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله [32]:
اختلف العلماء في المراد بأولي العزم من الرسل اختلافًا كثيرًا , وأشهر الأقوال في ذلك أنهم خمسة وهم : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام.
واعلم أن القول بأن المراد بأولي العزم جميع الرسل عليهم السلام , وأن لفظة من في قوله : ( من الرسل ) بيانية يظهر أنه خلاف التحقيق , كما دل على ذلك بعض الآيات القرآنية كقوله تعالى : ( فاصبر لحكم ربك ولاتكن كصاحب الحوت ) الآية .... , فأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم في آية القلم هذه بالصبر , ونهاه عن أن يكون مثل يونس لأنه هو صاحب الحوت , وكقوله (
وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا )
فآية القلم وطه المذكورتان كلتاهما تدل على أن أولي العزم من الرسل الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بان يصبر كصبرهم ليسوا جميع الرسل , والعلم عند الله .



[1] تفسير ابن عاشور (26 / 67) .

[2] تفسير الثعلبي (9 /24)

[3] زاد المسير (4 /114) .

[4] تفسير ابن عاشور (26 / 67) .

[5] تفسير الطبري (22/ 145)

[6] تفسير الثعلبي (9 / 25)

[7] تفسير الماوردي (5 / 288) , زاد المسير (4 / 114) .

[8] تفسير الماوردي (5 / 288) , زاد المسير (4 / 114) .

[9] تفسير الماوردي (5 / 288) , زاد المسير (4 / 114) .

[10] تفسير الماوردي (5 / 288).

[11] تفسير الماوردي (5 / 288).

[12] تفسير الطبري (22/ 145)

[13] تفسير ابن عطية ( 5 / 107) .

[14] تفسير الثعلبي (9 / 25)

[15] تفسير الماوردي (5 / 288).

[16] زاد المسير (4 /114) .

[17] تفسير الثعلبي (9 /24)

[18] تفسير ابن عطية ( 5 / 107) .

[19] تفسير الثعلبي (9 / 25)

[20] تفسير ابن عطية ( 5 / 107) .

[21] تفسير الثعلبي (9 / 25) , تفسير ابن عطية ( 5 / 107) .

[22] تفسير الثعلبي (9 / 25)

[23] تفسير الثعلبي (9 / 26)

[24] تفسير الماوردي (5 / 288).

[25] زاد المسير (4 / 114) .

[26] تفسير الماوردي (5 / 288) , زاد المسير (4 / 114) .

[27] تفسير الماوردي (5 / 288) زاد المسير (4 / 114) .

[28] تفسير الطبري (22/ 145)

[29] تفسير الثعلبي (9 / 24) , زاد المسير (4 / 114) .

[30] تفسير الماوردي (5 / 288).

[31] تفسير ابن عطية (5 / 107) .

[32] أضواء البيان (7 / 241) .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 15 شوال 1436هـ/31-07-2015م, 06:29 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر مشاهدة المشاركة
بحث المراد بأولي العزم من الرسل
عناصر البحث:
-معنى أولو العزم:
-ما يتضمنه الآية من معنى لدخول النبي صلى الله عليه تحت هذه الصفة :
-نوع ( من ) في قوله (أولوا العزم من الرسل) :
-من هم أولو العزم ؟
اختلف العلماء في بيان من هم أولوا العزم من الرسل اختلافا كثيرًا , ولبيان خلافهم وأقوالهم نقسم أقوالهم على قسمين :
-من قال بأن من في الآية للتبعيض اختلفوا على قسمين :
· القسم الأول من جعل التعيين بالصفة :
· القسم الثاني من جعل تعيينهم بأسمائهم :
-أما من قال بـأن من لبيان الجنس :
-الترجيح.


-معنى أولو العزم:
(يجب أن أقدم للرسالة بمقدمة يسيرة أعرف فيها بموضوعها وأين وردت الآية موضوع البحث وكم رقمها وما هي مناسبتها ونحو ذلك مما يحسن التقديم به، وقد ورد الكلام عن أولي العزم في حديث نبوي فلا يصلح أن أغفل حديثا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المسألة).
وَأولُوا الْعَزْمِ: أَصْحَابُ الْعَزْمِ، أَيِ الْمُتَّصِفُونَ بِهِ. وَالْعَزْمُ: نِيَّةٌ مُحَقَّقَةٌ عَلَى عَمَلٍ أَوْ قَوْلٍ دُونَ تَرَدُّدٍ (يحسن بك التوسع إذا أردت بيان معنى اللفظة لغويا، وألا يكتفى بمرجع واحد، بل طالعي عدة تفاسير)
[1].
قال ابن عبّاس: ذوو الحزم. ضحّاك: ذوو الجدّ والصّبر. القرظي: ذوو الرأي الصواب . ذكره الثعلبي في تفسيره [2]. وقال ابن الجوزي في تفسيره أي ذووا الحَزْم والصَّبْر [3]. (عرضك للأقوال مقتضب جدا حتى أنك تذكرين اسم المفسّر مجردا وبجواره قوله
اقتباس:
ضحّاك: ذوو الجدّ والصّبر. القرظي: ذوو الرأي الصواب
وهذا خطأ، وعلى كلٍ فلا يُحتاج إلى سرد أقوال المفسّرين المتفقة والمتقاربة، بل تلخص في عبارة واحدة جامعة وتنسب إلى مجموع المفسّرين القائلين بها. (يطالع الرابط أدناه))

-ما يتضمنه الآية من معنى لدخول النبي صلى الله عليه تحت هذه الصفة :
(يمكنك الاستغناء عن كثير من هذه العناوين الفرعية، نحتاج فقط إلى تربيط يسير بين الفقرات)
وَهَذِهِ الْآيَةُ اقْتَضَتْ أَن مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أُولِي الْعَزْمِ لِأَنَّ تَشْبِيهَ الصَّبْرِ الَّذِي أُمِرَ بِهِ بِصَبْرِ أُولِي الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ يَقْتَضِي أَنَّهُ مِثْلُهُمْ لِأَنَّهُ ممتثل أَمر رَبِّهِ، فَصَبْرُهُ مَثِيلٌ لِصَبْرِهِمْ، وَمَنْ صَبَرَ صَبْرَهُمْ كَانَ مِنْهُمْ لَا مَحَالَةَ , ذكره ابن عاشور في تفسيره [4].

-نوع ( من ) في قوله (أولوا العزم من الرسل) :
القول الأول : أن من تبعيضية .
القول الثاني : أن من لبيان الجنس.
-من هم أولو العزم ؟
اختلف العلماء في بيان من هم أولوا العزم من الرسل اختلافا كثيرًا , ولبيان خلافهم وأقوالهم نقسم أقوالهم على قسمين :
-من قال بأن من في الآية للتبعيض اختلفوا على قسمين :
· القسم الأول من جعل التعيين بالصفة :
القول الأول: أنهم (أي أولو العزم من الرسل) من امتحن في ذات الله في الدنيا بالمحن ولم تزدهم المحن إلا جدًا في أمر الله , كنوح وإبراهيم وموسى ومن أشبههم , قاله ابن جرير رحمه الله[5].
القول الثاني : هم الّذين أمروا بالقتال، فأظهروا المكاشفة، وجاهدوا الكفرة بالبراءة، وجاهدوهم , ذكره الثعلبي عن الكلبي [6] وذكره الماوردي وابن الجوزي عن السدي والكلبي[7].
القول الثالث: أنهم العرب من الأنبياء , ذكره الماوردي وابن الجوزي عن مجاهد والشعبي[8]. ل قول مجاهد والشعبي مذكوران في التفسيرين أم في تفسير ابن الجوزي فقط لأن الإسناد مشكل؟)
القول الرابع: من لم تصبه فتنة من الأنبياء , ذكره الماوردي وابن الجوزي عن الحسن (كذلك)[9].
القول الخامس : من أصابه منهم بلاء بغير ذنب , ذكره الماوردي عن ابن جريج[10] .
القول السادس: أنهم أولوا الصبر الذين صبروا على أذى قومهم فلم يجزعوا , ذكره الماوردي[11].
· القسم الثاني من جعل تعيينهم بأسمائهم :
القول الأول : أنهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم. رواه ابن جرير عن يونس قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثنى ثوابة بن مسعود، عن عطاء الخُراساني كتفى بقولنا رواه ابن جرير عن عطاء الخراساني) [12] وذكره عنه ابن عطية [13], وذكره الثعلبي في تفسيره [14] وذكره الماوردي عن ابن عباس ولم يذكر محمدا صلى الله عليه وسلم [15] , وقال ابن الجوزي رواه الضحاك عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، وقتادة، وعطاء الخراساني، وابن السائب[16]. (هل تحققت من صحة نسبة القول إلى ابن عباس وغيره؟)
القول الثاني : كلّ الأنبياء (عليهم السّلام) أولوا عزم، إلّا يونس، ألا ترى إنّ نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم نهى عن أن يكون مثله، لخفّة وعجلة ظهرت منه حين ولّى من قومه مغاضبا. ذكره الثعلبي في تفسيره [17] وقال ابن عطية حكي عن أبي القاسم الحكيم[18].
القول الثالث : هم نجباء الرّسل المذكورون في سورة الأنعام وهم ثمانية عشر، وهو اختيار الحسين بن الفضل، قال: لقوله في عقبه: (أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) ذكره الثعلبي في تفسيره [19] وذكره عنه ابن عطية [20].
القول الرابع : أُولُوا الْعَزْمِ ستّة: نوح صبر على أذى قومه فكانوا يضربونه حتّى يغشى عليه، وإبراهيم صبر على النّار، وإسحاق صبر على الذبح، ويعقوب صبر على فقد ولده وذهاب بصره، ويوسف صبر في البئر وفي السجن، وأيّوب صبر على ضرّه , ذكره الثعلبي وابن عطية عن مقاتل[21] .
القول الخامس :هم أربعة: إبراهيم، وموسى، وداود، وعيسى. ذكره الثعلبي عن الحسن البصري[22].
القول السادس : عن أبي العالية في قوله: فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ، قال: كانوا ثلاثة: نوح، وإبراهيم، وهود، ومحمّد رابعهم، أمر أن يصبر كما صبروا, ذكره الثعلبي[23] والماوردي [24] وابن الجوزي [25].
القول السابع : أنهم إبراهيم وموسى وداود وسليمان وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم ,وذكره الماوردي وابن الجوزي عن السدي [26].
القول الثامن : أن منهم إسماعيل ويعقوب وأيوب , وليس منهم يونس ولا سليمان ولا آدم ,ذكره الماوردي وابن الجوزي عن ابن جريج [27].
-أما من قال بـأن من لبيان الجنس :
قالوا بأن المراد بأولي العزم من الرسل كل الرسل , فلم يتخذ الله رسولا إلا كان ذو (ذي) عزم , وهذا قول ابن زيد رواه ابن جرير عن يونس عن ابن وهب عن ابن زيد [28] وذكره الثعلبي وقال هو اختيار علي بن مهدي الطبري والأنباري وقال به ابن زيد [29] وذكره الماوردي في تفسيره عن ابن زيد [30] وكذلك ابن عطية وقال : قال ابن زيد : . قال: والرسل كلهم أُولُوا الْعَزْمِ، ولكن قوله: كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ يتضمن رسلا وغيرهم، فبين بعد ذلك جنس الرسل خاصة تعظيما لهم، ولتكون القدوة المضروبة لمحمد عليه السلام أشرف, [31] .
الترجيح :
الراجح والله أعلم هو قول من قال بأن أولوا العزم خمسة وهم : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام.
قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله [32]:
اختلف العلماء في المراد بأولي العزم من الرسل اختلافًا كثيرًا , وأشهر الأقوال في ذلك أنهم خمسة وهم : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام. (اذكري الآيات التي استدل بها على هذا القول)
واعلم أن القول بأن المراد بأولي العزم جميع الرسل عليهم السلام , وأن لفظة من في قوله : ( من الرسل ) بيانية يظهر أنه خلاف التحقيق , كما دل على ذلك بعض الآيات القرآنية كقوله تعالى : ( فاصبر لحكم ربك ولاتكن كصاحب الحوت ) الآية .... , فأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم في آية القلم هذه بالصبر , ونهاه عن أن يكون مثل يونس لأنه هو صاحب الحوت , وكقوله (
وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا )
فآية القلم وطه المذكورتان كلتاهما تدل على أن أولي العزم من الرسل الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بان يصبر كصبرهم ليسوا جميع الرسل , والعلم عند الله .



[1] تفسير ابن عاشور (26 / 67) .

[2] تفسير الثعلبي (9 /24)

[3] زاد المسير (4 /114) .

[4] تفسير ابن عاشور (26 / 67) .

[5] تفسير الطبري (22/ 145)

[6] تفسير الثعلبي (9 / 25)

[7] تفسير الماوردي (5 / 288) , زاد المسير (4 / 114) .

[8] تفسير الماوردي (5 / 288) , زاد المسير (4 / 114) .

[9] تفسير الماوردي (5 / 288) , زاد المسير (4 / 114) .

[10] تفسير الماوردي (5 / 288).

[11] تفسير الماوردي (5 / 288).

[12] تفسير الطبري (22/ 145)

[13] تفسير ابن عطية ( 5 / 107) .

[14] تفسير الثعلبي (9 / 25)

[15] تفسير الماوردي (5 / 288).

[16] زاد المسير (4 /114) .

[17] تفسير الثعلبي (9 /24)

[18] تفسير ابن عطية ( 5 / 107) .

[19] تفسير الثعلبي (9 / 25)

[20] تفسير ابن عطية ( 5 / 107) .

[21] تفسير الثعلبي (9 / 25) , تفسير ابن عطية ( 5 / 107) .

[22] تفسير الثعلبي (9 / 25)

[23] تفسير الثعلبي (9 / 26)

[24] تفسير الماوردي (5 / 288).

[25] زاد المسير (4 / 114) .

[26] تفسير الماوردي (5 / 288) , زاد المسير (4 / 114) .

[27] تفسير الماوردي (5 / 288) زاد المسير (4 / 114) .

[28] تفسير الطبري (22/ 145)

[29] تفسير الثعلبي (9 / 24) , زاد المسير (4 / 114) .

[30] تفسير الماوردي (5 / 288).

[31] تفسير ابن عطية (5 / 107) .

[32] أضواء البيان (7 / 241) .

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
وتحريرك للأقوال جيد، لكن يلاحظ الاختصار في كتابة الرسالة حتى أتت شبيهة بالملخص، ولو استفضت قليلا في الكلام وأضفت بعض الفوائد المتعلقة بالمسألة لزادت الفائدة من البحث كثيرا إن شاء الله.
ولابد كذلك من التحقق من صحة نسبة القول إلى من نسب إليه من السلف من المفسرين وذلك في كتب التفسير الأصيلة أو البديلة.
وبتعديل هذه الملحوظات يتم لك البحث إن شاء الله.
وينظر هنا ولبقية المواضيع المتعلقة به للفائدة، كما أنه يتوجب على كل طالب المشاركة فيها.
وفقك الله.
http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=29520

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 9 محرم 1436هـ/1-11-2014م, 01:13 AM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي تعديل تلخيص سورة النبأ -1,5-

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك أختي
اشتمل التلخيص على كثير من المسائل التي وردت في الآيات
غير أنها متداخلة وغير مرتبة
يجب أن نركز كثيرا أولا في استخلاص المسائل وحسن تسميتها ثم ترتيبها على علوم الآية، فيكون عندنا مسائل تفسيرية، لغوية، عقدية ...
وحتى نتقن استخلاص المسائل الواردة في الآية نقف جيدا مع الآية ونتأمل ألفاظها وتراكيبها وكلام المفسرين فيها
إليك نموذج للمسائل التي وردت في هذا الدرس:
سبب نزول الآيات:
المسائل التفسيرية:
معنى الاستفهام
مرجع الضمير في {يتساءلون}
الغرض من التساؤل
معنى النبأ العظيم
الأقوال في المراد بالنبأ العظيم
معنى الاختلاف في النبأ العظيم
معنى {كلا}
مفعول {سيعلمون}
فائدة التكرار في قوله تعالى: {كلا سيعلمون}

المسائل العقدية:
الإيمان بالبعث
الإيمان بالرسل
الإيمان بالقرآن

هذه المسائل كما ذكرت تظهر لك بتأمل ألفاظ الآية وتراكيبها وكلام المفسرين فيها، فالأمر يسير إن شاء الله
درجة الملخص: 2,5/4
ولك أن تعيديه وفقا للترتيب الذي اتفقنا عليه حتى تحوزي الدرجة كاملة إن شاء الله، والأهم أن تكوني أديت الطريقة الصحيحة
أرجو أن يفيدك هذا الموضوع:
مثبــت: فوائد وتنبيهات في طريقة تلخيص دروس التفسير
وفقك الله



اسم السورة , ومكان نزولها:
تفسير سورة النّبأ , وقيل: سورة عمّ. وهي مكّيّةٌ

تفسير قوله: (عمّ يتسائلون) :
سبب نزول (عم يتسائلون) : -ش -
(عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ):لَمَّا بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخْبَرَهُمْ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ والبَعثِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَتَلا عَلَيْهِم الْقُرْآنَ - جَعَلُوا يَتَسَاءَلُونَ بَيْنَهُمْ، يَقُولُونَ: مَاذَا حَصَلَ لِمُحَمَّدٍ؟ وَمَا الَّذِي أَتَى بِهِ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ.

المسائل التفسيرية:

-معنى الاستفهام في قوله (عمّ يتسائلون) : -ك , س , ش -
عَنْ أَيِّ شَيْءٍ يَسْأَلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً؟ ثمَّ بَيَّنَ ما يتساءلونَ عنهُ بِقَوْلِهِ:(عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ).

-مرجع الضمير في {يتساءلون}:
عن أي شيء يتسائل المكذبون بآيات الله , فالضمير عائد إلى المشركين.

-معنى النبأ العظيم , والأقوال الواردة فيه:

القول الأول: قال ابن كثير : عن أيّ شيءٍ يتساءلون؟ عن أمر القيامة، وهو النّبأ العظيم. يعني: الخبر الهائل المفظع الباهر, وقال به ابن سعدي رحمه الله .
قال قتادة وابن زيدٍ: النّبأ العظيم: البعث بعد الموت
.القول الثاني: وقال مجاهدٌ: هو القرآن ووافقه الأشقر فقال : هُوَ الْخَبَرُ الهائِلُ، وَهُوَ الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ؛ لأَنَّهُ يُنْبِئُ عَن التَّوْحِيدِ، وَتَصْدِيقِ الرَّسُولِ، وَوُقُوعِ الْبَعْثِ والنُّشورِ.

. والأظهر الأوّل؛ لقوله:(الّذي هم فيه مختلفون) يعني: النّاس فيه على قولين؛ مؤمنٌ به وكافرٌ, وقال بعدها :( كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ) أي: سيعلمونَ إذا نزلَ بهمُ العذابُ ما كانوا بهِ يكذبونَ، حين يُدَعُّون إلى نارِ جهنمَ دعّاً، ويقالُ لهمْ:(هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ).
وفسر الأشقر الآيات التالية حسب قوله الأول في تفسير (النبأ العظيم) فقال:
(الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) اخْتَلَفُوا فِي الْقُرْآنِ؛ فَجَعَلَهُ بَعْضُهُمْ سِحْراً، وَبَعْضُهُمْ شِعْراً، وَبَعْضُهُمْ كَهَانَةً، وَبَعْضُهُمْ قَالَ: هُوَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ.

المسائل العقدية :
وجوب الإيمان بالبعث لما ورد في الآية من وعيد لمن أنكره على قول من قال بأن المراد بالنبأ العظيم البعث.
وجوب الإيمان بالقرآن لما ورد في الآية (الذي هم فيه مختلفون) على من قال بأن المراد بالنبأ العظيم القرآن.

معنى {كلا}:
هذه كلمة تقال للردع والزجر، يعني: ليس الأمر كما يقولون.

معنى سيعلمون وذكر مفعوله:
(كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون) أَيْ: لا يَنْبَغِي أَنْ يَخْتَلِفُوا –وهم الكفار به- فِي شأنِ الْقُرْآنِ، فَهُوَ حَقٌّ، وَلِذَا سَيَعْلَمُ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِهِ عَاقِبَةَ تَكْذِيبِهِمْ.

-سبب تكرار (كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون ): -ش-
(كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ):رَدْعٌ لَهُمْ وَزَجْرٌ، ثُمَّ كَرَّرَ الرَّدْعَ وَالزَّجْرَ، فَقَالَ: (ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ) لِلْمُبَالَغَةِ فِي التأكيدِ والتشديدِ فِي الوعيدِ.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 25 محرم 1436هـ/17-11-2014م, 06:08 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر مشاهدة المشاركة
اسم السورة , ومكان نزولها:
تفسير سورة النّبأ , وقيل: سورة عمّ. وهي مكّيّةٌ

تفسير قوله: (عمّ يتسائلون) :
سبب نزول (عم يتسائلون) : -ش -
(عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ):لَمَّا بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخْبَرَهُمْ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ والبَعثِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَتَلا عَلَيْهِم الْقُرْآنَ - جَعَلُوا يَتَسَاءَلُونَ بَيْنَهُمْ، يَقُولُونَ: مَاذَا حَصَلَ لِمُحَمَّدٍ؟ وَمَا الَّذِي أَتَى بِهِ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ.

المسائل التفسيرية:

-معنى الاستفهام في قوله (عمّ يتسائلون) : -ك , س , ش -
عَنْ أَيِّ شَيْءٍ يَسْأَلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً؟ ثمَّ بَيَّنَ ما يتساءلونَ عنهُ بِقَوْلِهِ:(عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ).

-مرجع الضمير في {يتساءلون}:
عن أي شيء يتسائل المكذبون بآيات الله , فالضمير عائد إلى المشركين.

-معنى النبأ العظيم , والأقوال الواردة فيه:

القول الأول: قال ابن كثير : عن أيّ شيءٍ يتساءلون؟ عن أمر القيامة، وهو النّبأ العظيم. يعني: الخبر الهائل المفظع الباهر, وقال به ابن سعدي رحمه الله .
قال قتادة وابن زيدٍ: النّبأ العظيم: البعث بعد الموت
.القول الثاني: وقال مجاهدٌ: هو القرآن ووافقه الأشقر فقال : هُوَ الْخَبَرُ الهائِلُ، وَهُوَ الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ؛ لأَنَّهُ يُنْبِئُ عَن التَّوْحِيدِ، وَتَصْدِيقِ الرَّسُولِ، وَوُقُوعِ الْبَعْثِ والنُّشورِ.

. والأظهر الأوّل؛ لقوله:(الّذي هم فيه مختلفون) يعني: النّاس فيه على قولين؛ مؤمنٌ به وكافرٌ, وقال بعدها :( كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ) أي: سيعلمونَ إذا نزلَ بهمُ العذابُ ما كانوا بهِ يكذبونَ، حين يُدَعُّون إلى نارِ جهنمَ دعّاً، ويقالُ لهمْ:(هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ).
وفسر الأشقر الآيات التالية حسب قوله الأول في تفسير (النبأ العظيم) فقال:
(الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) اخْتَلَفُوا فِي الْقُرْآنِ؛ فَجَعَلَهُ بَعْضُهُمْ سِحْراً، وَبَعْضُهُمْ شِعْراً، وَبَعْضُهُمْ كَهَانَةً، وَبَعْضُهُمْ قَالَ: هُوَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ.
بارك الله فيك وأحسن إليك
ما ورد في النبأ العظيم مسألتان:
الأولى: المعنى اللغوي، وهو الخبر الهائل، هذا المعني يسري على النبا العظيم أيا كان، سواء أريد به البعث أو القرآن أو دعوة النبي
وما ورد في المراد يه على ثلاثة أقوال:
1- البعث
2- القرآن
3- دعوة النبي صلى الله عليه وسلم (راجعي سبب النزول)
ولكل قول حجته كما ذكرتِ

أما مسألة الخلاف فيه فمسألة أخرى
فالناس اختلفوا في البعث والقرآن والنبوة على فريقين مؤمن وكافر
والمشركون اختلفوا في البعث، فمنهم من كذب، ومنهم من شك ولم يجزم بشيء
واختلف المشركون أيضا في شأن النبوة والقرآن على آراء، فمنهم من رمى بالسحر، ومنهم من رمى بالشعر، ومنهم من رمى بالكهانة، وغير ذلك.
ومعنى الخلاف تنوع تبعا لاختلاف مرجع الضمير في قوله {يتساءلون} فمن المفسرين من أرجعه للمشركين، ومنهم من أرجعه إلى عموم الناس (راجعي سبب النزول)

المسائل العقدية :
وجوب الإيمان بالبعث لما ورد في الآية من وعيد لمن أنكره على قول من قال بأن المراد بالنبأ العظيم البعث.
وجوب الإيمان بالقرآن لما ورد في الآية (الذي هم فيه مختلفون) على من قال بأن المراد بالنبأ العظيم القرآن.

معنى {كلا}:
هذه كلمة تقال للردع والزجر، يعني: ليس الأمر كما يقولون.

معنى سيعلمون وذكر مفعوله:
(كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون) أَيْ: لا يَنْبَغِي أَنْ يَخْتَلِفُوا –وهم الكفار به- فِي شأنِ الْقُرْآنِ، فَهُوَ حَقٌّ، وَلِذَا سَيَعْلَمُ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِهِ عَاقِبَةَ تَكْذِيبِهِمْ.

-سبب تكرار (كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون ): -ش-
(كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ):رَدْعٌ لَهُمْ وَزَجْرٌ، ثُمَّ كَرَّرَ الرَّدْعَ وَالزَّجْرَ، فَقَالَ: (ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ) لِلْمُبَالَغَةِ فِي التأكيدِ والتشديدِ فِي الوعيدِ.
أحسنت بارك الله فيك وزادك من فضله
تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30/ 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20/ 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 20/ 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15/ 15
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15/ 15
النسبة المئوية: 100%

درجة الملخص: 4/4

وفقك الله

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:11 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir