دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 22 شوال 1435هـ/18-08-2014م, 02:15 PM
الصورة الرمزية أنجى بنت الشيمي
أنجى بنت الشيمي أنجى بنت الشيمي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 289
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير سورة الفاتحة

المقدمة:

سبب تسمية سورة الفاتحة بهذا الاسم

- لافتتاح الكتاب بها (ش - ك)
- لافتتاح القراءة بها في الصلاة (ك)
اسماء أخرى للسورة
- أمّ الكتاب عند الجمهور
وكره أنسٌ، والحسن وابن سيرين كرها تسميتها بذلك، قال الحسن وابن سيرين: «إنّما ذلك اللّوح المحفوظ»، وقال الحسن: «الآيات المحكمات: هنّ أمّ الكتاب»، ولذا كرها -أيضًا -أن يقال لها أمّ القرآن
- والسّبع المثاني والقرآن العظيم )ش – ك)
وقد ثبت في [الحديث] الصّحيح عند التّرمذيّ وصحّحه عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «الحمد للّه أمّ القرآن وأمّ الكتاب والسّبع المثاني والقرآن العظيم».
- ويقال لها: الحمد (ك)
- ويقال لها السّبع المثاني : لأنّها تثنّى في الصّلاة، فتقرأ في كلّ ركعةٍ
- ويقال لها: الصّلاة، (ك) لقوله صلى الله عليه السّلام عن ربّه: «قسمت الصّلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال العبد: الحمد للّه ربّ العالمين، قال اللّه: حمدني عبدي» الحديث. فسمّيت الفاتحة: صلاةً؛ لأنّها شرطٌ فيها.
ويقال لها: الشّفاء (ك) ؛ لما رواه الدّارميّ عن أبي سعيدٍ مرفوعًا: «فاتحة الكتاب شفاءٌ من كلّ سمٍّ».
- ويقال لها: الرّقية (ك )؛ لحديث أبي سعيدٍ في الصّحيح حين رقى بها الرّجل السّليم، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «وما يدريك أنّها رقيةٌ؟». –
- ويقال لها أساس القرآن (ك): روى الشّعبيّ عن ابن عبّاسٍ أنّه سمّاها:أساس القران ، قال: فأساسها {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}،
- ويقال لها الواقية: وهكذاسمّاها سفيان بن عيينة .
- ويقال لها الكافية: وهكذا سمّاها يحيى بن أبي كثيرٍ لأنّها تكفي عمّا عداها ولا يكفي ما سواها عنها، كما جاء في بعض الأحاديث المرسلة: «أمّ القرآن عوضٌ من غيرها، وليس غيرها عوضًا عنها

مكية أم مدنية؟
- قيل مكية (ش – ك)
- وقيل مدنية (ش – ك)
- وقيل نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة
- وقيل نصفها بمكة ونصفها بالمدينة (وهذا غريب جدا)
والقول الأوّل أشبه لقوله تعالى :{ولقد آتيناك سبعًا من المثاني} الحجر: 87 (ك)

 عدد آياتها:
- سبع آيات بلاخلاف (ك)
- وهناك قولان شاذان بأنها ستة – ثمان





 هل البسملة آية:
• (ش – ك)
- قيل: هي آية مستقلة في أول كل سورة كتبت في أولها.
- وقيل: هي بعض آية من أول كل سورة، أو هي كذلك في الفاتحة فقط دون غيرها.
- وقيل: إنها ليست بآية في الجميع، وإنما كُتبت للفصل.
- وقد اتفقوا على أنها بعض آية في سورة النمل.
 ذكر ما ورد من أدلة في فضل الفاتحة

قال الامام أحمد في مسنده:
- عن أبي هريرة قال: خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على أبيّ بن كعبٍ، وهو يصلّي، فقال: «يا أبيّ»، فالتفت ثمّ لم يجبه، ثمّ قال: أبيّ، فخفّف. ثمّ انصرف إلى رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: السّلام عليك أي رسول اللّه. فقال: «وعليك السّلام» [قال:] «ما منعك أي أبيّ إذ دعوتك أن تجيبني؟». قال: أي رسول اللّه، كنت في الصّلاة، قال: «أولست تجد فيما أوحى اللّه إليّ {استجيبوا للّه وللرّسول إذا دعاكم لما يحييكم} [الأنفال: 24]؟». قال: بلى يا رسول اللّه، لا أعود، قال: «أتحبّ أن أعلّمك سورةً لم تنزّل لا في التّوراة ولا في الإنجيل ولا في الزّبور ولا في الفرقان مثلها؟» قلت: نعم، أي رسول اللّه، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّي لأرجو ألّا أخرج من هذا الباب حتّى تعلمها» قال: فأخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بيدي يحدّثني، وأنا أتبطّأ، مخافة أن يبلغ قبل أن يقضي الحديث، فلما دنونا من الباب قلت: أي رسول اللّه، ما السّورة الّتي وعدتني؟ قال: «ما تقرأ في الصّلاة؟». قال: فقرأت عليه أمّ القرآن، قال: «والّذي نفسي بيده ما أنزل اللّه في التّوراة ولا في الإنجيل ولا في الزّبور، ولا في الفرقان مثلها؛ إنّها السّبع المثاني».

- وقال الامام أحمد
عن ابن جابرٍ، قال: انتهيت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم وقد أهراق الماء، فقلت: السّلام عليك يا رسول اللّه. فلم يردّ عليّ، قال: فقلت: السّلام عليك يا رسول اللّه. فلم يردّ عليّ، قال: فقلت: السّلام عليك يا رسول اللّه، فلم يردّ عليّ. قال: فانطلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يمشي، وأنا خلفه حتّى دخل رحله، ودخلت أنا المسجد، فجلست كئيبًا حزينًا، فخرج عليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وقد تطهّر، فقال:«عليك السّلام ورحمة اللّه، وعليك السّلام ورحمة اللّه، وعليك السّلام ورحمة اللّه» ثمّ قال: «ألا أخبرك يا عبد اللّه بن جابرٍ بأخير سورةٍ في القرآن؟» قلت: بلى يا رسول اللّه. قال:«اقرأ: الحمد للّه ربّ العالمين، حتّى تختمها». هذا إسنادٌ جيّدٌ، وابن عقيلٍ تحتجّ به الأئمّة الكبار، وعبد اللّه بن جابرٍ هذا هو الصّحابيّ، ذكر ابن الجوزيّ أنّه هو العبديّ، واللّه أعلم. ويقال: إنّه عبد اللّه بن جابرٍ الأنصاريّ البياضيّ، فيما ذكره الحافظ ابن عساكر.
- وروى التّرمذيّ، عن أبي هريرة، : «إنّها من السّبع المثاني والقرآن العظيم الّذي أعطيته»، ثمّ قال: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

- وقد رواى التّرمذيّ والنّسائيّ جميعًا عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما أنزل اللّه في التّوراة ولا في الإنجيل مثل أمّ القرآن، وهي السّبع المثاني، وهي مقسومةٌ بيني وبين عبدي»، هذا لفظ النّسائيّ. وقال التّرمذيّ: حسنٌ غريبٌ.

- قال البخاريّ في فضائل القرآن: عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: كنّا في مسيرٍ لنا، فنزلنا، فجاءت جاريةٌ فقالت: إنّ سيّد الحيّ سليمٌ، وإنّ نفرنا غيّب، فهل منكم راقٍ؟ فقام معها رجل ما كنا نأبنه برقية، فرقاه، فبرأ، فأمر له بثلاثين شاةً، وسقانا لبنًا، فلمّا رجع قلنا له: أكنت تحسن رقيةً، أو كنت ترقي؟ قال: لا ما رقيت إلّا بأمّ الكتاب، قلنا: لا تحدّثوا شيئًا حتّى نأتي، أو نسأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فلمّا قدمنا المدينة ذكرناه للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: «وما كان يدريه أنّها رقيةٌ، اقسموا واضربوا لي بسهمٍ».
السّليم، يعني: اللّديغ يسمّونه بذلك تفاؤلًا

- ولمسلمٍ عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: «من صلّى صلاةً لم يقرأ فيها أمّ القرآن فهي خداج -ثلاثًا- غير تمامٍ». فقيل لأبي هريرة: إنّا نكون وراء
الإمام، قال: اقرأ بها في نفسك؛ فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول
قال اللّه عزّ وجلّ: [قسمت الصّلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل]، فإذا قال العبد: {الحمد للّه ربّ العالمين} [الفاتحة: 2]، قال اللّه: [حمدني عبدي]، وإذا قال: {الرّحمن الرّحيم} [الفاتحة: 3]، قال اللّه: [أثنى عليّ عبدي]، فإذا قال: {مالك يوم الدّين} [الفاتحة: 4]، قال: [مجّدني عبدي] -وقال مرّةً: [فوّض إليّ عبدي]- فإذا قال: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين} [الفاتحة: 5]، قال: [هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل]، فإذا قال: {اهدنا الصّراط المستقيم* صراط الّذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين} [الفاتحة: 6، 7]، قال: [هذا لعبدي ولعبدي ما سأل]».
-
واستدلّوا بهذه الأحديث على تفاضل بعض الآيات والسّور على بعضٍ،


 هل يتفاضل سور وآيات القرآن على بعض ؟

- هناك من استدل بالادلة السالفة الذكر على تفاضل السور على بعض
- وذهبت طائفةٌ أخرى إلى أنّه لا تفاضل في ذلك؛ لأنّ الجميع كلام اللّه، ولئلّا يوهم التفضيل نقص المفضّل عليه، وإن كان الجميع فاضلًا

بيان اختصاص سورة الفاتحة بأحكامٍ لا تتعلّق بغيرها من السّور

 1- هل يتعيّن للقراءة في الصّلاة فاتحة الكتاب، أم تجزئ هي أو غيرها؟
على قولين مشهورين:
- فعند أبي حنيفة ومن وافقه من أصحابه وغيرهم أنّها لا تتعيّن، بل اى شيء من القرآن أجزأه في الصّلاة
واحتجّوا بعموم قوله تعالى: {فاقرءوا ما تيسّر من القرآن} [المزّمّل: 20]،
وبما ثبت في الصّحيحين، من حديث أبي هريرة في قصّة المسيء صلاته أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال له: «إذا قمت إلى الصّلاة فكبّر، ثمّ اقرأ ما تيسّر معك من القرآن»قالوا: فأمره بقراءة ما تيسّر، ولم يعيّن له الفاتحة ولا غيرها، فدلّ على ما قلناه.
- والقول الثّاني وهو قول الجمهور: أنّه تتعيّن قراءة الفاتحة في الصّلاة، ولا تجزئ الصّلاة بدونها
واحتجّوا على ذلك بهذا الحديث المذكور، حيث قال صلوات اللّه وسلامه عليه: «من صلّى صلاةً لم يقرأ فيها بأمّ القرآن فهي خداج» والخداج هو: النّاقص كما فسّر به في الحديث: «غير تمامٍ».
واحتجّوا -أيضًا-بما ثبت في الصّحيحين من حديث عبادة بن الصّامت، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب».

 2- هل تجب قراءة الفاتحة على المأموم؟
فيه ثلاثة أقوالٍ للعلماء:

أحدها: أنّه تجب عليه قراءتها، كما تجب على إمامه؛
لعموم الأحاديث المتقدّمة.

والثّاني: لا تجب على المأموم قراءةٌ بالكلّيّة لا الفاتحة ولا غيرها،
لا في الصّلاة الجهريّة ولا السّرّيّة،
لما رواه الإمام أحمد بن حنبلٍ في مسنده، عن جابر بن عبد اللّه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: «من كان له إمامٌ فقراءة الإمام له قراءةٌ» ولكن في إسناده ضعفٌ.

والقول الثّالث: أنّه تجب القراءة على المأموم في السّرّيّة، لما تقدّم، ولا تجب في الجهريّة لما ثبت في صحيح مسلمٍ، عن أبي موسى الأشعريّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:«إنّما جعل الإمام ليؤتمّ به؛ فإذا كبّر فكبّروا، وإذا قرأ فأنصتوا» وذكر بقيّة الحديث.

إيّاك نعبد وإيّاك نستعين

القراءات :
إياك
- قرأ السّبعة والجمهور بتشديد الياء من{إيّاك}
- وقرأ عمرو بن فايدٍ بتخفيفها مع الكسر وهي قراءةٌ شاذّةٌ مردودةٌ؛ لأنّ "إيّا" ضوء الشّمس.
- وقرأ بعضهم: "أيّاك" بفتح الهمزة وتشديد الياء،
- وقرأ بعضهم: "هيّاك" بالهاء بدل الهمزة،

نستعين
- قرأ الجميع بفتح النّون أوّل الكلمة
- وقرأ يحيى بن وثّابٍ والأعمش بكسرها وهي لغة بني أسدٍ وربيعة وبني تميمٍ وقيسٍ].

ما المراد بالعبادة؟
- في اللّغة : من الذّلّة، يقال: طريقٌ معبّد، وبعيرٌ معبّد، أي: مذلّلٌ،
- وفي الشّرع: عبارةٌ عمّا يجمع كمال المحبّة والخضوع والخوف (ك)
اسم جامع لكل ما يحب ربنا ويرضى من الاعمال والاقوال الظاهرة والباطنة (س)
وإنَّما تكونُ العبادةُ عبادةً إذا كانَتْ مأخوذةً عنْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مقصوداً بها وجهُ اللهِ، فبهذينِ الأمرينِ تكونُ عبادةً. (س)
البلاغة في "إياك "

س- ماذا أفاد تقديم المفعول "المعمول" "إياك"؟
أفادت الحصر، أي: لا نعبد إلّا إيّاك، ولا نتوكّل إلّا عليك، وهذا هو كمال الطّاعة (ك - س)
ويكون المعنى للمذكور ونفيه عمن سواه (س)


س- وماذا أفاد تكرار إياك ؟
التكرار يفيد الاهتمام (ك)

ما المراد بالاستعانة؟
هي الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة في تحصيل ذلك (س)

س- ما فائدة ذكر الاستعانة بعد العبادة؟
- الاستعانة ذكرت بعد العبادة وهي داخلة فيه لاحتياج العبد في جميع عباداته الى الاستعانة بالله تعالى فإن لم يعنه الله لم يحصل ما يريده من فعل الطاعة واجتناب النواهي ( س)
- لأنّ العبادة له هي المقصودة، والاستعانة وسيلةٌ إليها، والاهتمام والحزم هو أن يقدّم ما هو الأهمّ فالأهمّ، واللّه أعلم. (ك)

ما المراد من اياك نعبد واياك نستعين؟
- إيّاك نوحّد ونخاف ونرجو يا ربّنا لا غيرك{وإيّاك نستعين}على طاعتك وعلى أمورنا كلّها».
- وقال قتادة: «{إيّاك نعبد وإيّاك نستعين}يأمركم أن تخلصوا له العبادة وأن تستعينوه على أمركم».
- والدّين يرجع كلّه إلى هذين المعنيين، وهذا كما قال بعض السّلف: الفاتحة سرّ القرآن، وسرّها هذه الكلمة: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين}
فالأوّل تبرّؤٌ من الشّرك، والثّاني تبرّؤٌ من الحول والقوة، والتفويضإلى اللّه عزّ وجلّ.
وهذا المعنى في غير آيةٍ من القرآن، كما قال تعالى: {فاعبده وتوكّل عليه وما ربّك بغافلٍ عمّا تعملون} [هود: 123] {قل هو الرّحمن آمنّا به وعليه توكّلنا} [الملك: 29] {ربّ المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتّخذه وكيلا} [المزّمّل: 9]، وكذلك هذه الآية الكريمة: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين}.




س :ماذا افاد التغير من الغيبة الى الخطاب؟
- تحوّل الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب، وهو مناسبةٌ، لأنّه لمّا أثنى على اللّه فكأنّه اقترب وحضر بين يدي اللّه تعالى؛ فلهذا قال: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين}
- وفي هذا دليلٌ على أنّ أوّل السّورة خبرٌ من اللّه تعالى بالثّناء على نفسه الكريمة بجميل صفاته الحسنى، وإرشادٌ لعباده بأن يثنوا عليه بذلك؛ ولهذا لا تصحّ صلاة من لم يقل ذلك، وهو قادرٌ عليه، كما جاء في الصّحيحين، عن عبادة بن الصّامت أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب».

ماذا افادت النون من "نعبد – نستعين"؟
فإن كانت للجمع فالدّاعي واحدٌ، وإن كانت للتّعظيم فلا تناسب هذا المقام؟

- المراد من ذلك الإخبار عن جنس العباد والمصلّي فردٌ منهم، ولا سيّما إن كان في جماعةٍ أو إمامهم، فأخبر عن نفسه وعن إخوانه المؤمنين بالعبادة الّتي خلقوا لأجلها، وتوسّط لهم بخيرٍ،
- ومنهم من قال:يجوز أن تكون للتّعظيم، كأنّ العبد قيل له: إذا كنت في العبادة فأنت شريفٌ وجاهك عريضٌ فقل: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين}، وإذا كنت خارج العبادة فلا تقل: نحن ولا فعلنا، ولو كنت في مائة ألفٍ أو ألف ألفٍ لافتقار الجميع إلى اللّه عزّ وجلّ.
- ومنهم من قال:ألطف في التّواضع من إيّاك أعبد، لما في الثّاني من تعظيمه نفسهمن جعله نفسه وحده أهلًا لعبادة اللّه تعالى الّذي لا يستطيع أحدٌ أن يعبده حقّ عبادته، ولا يثني عليه كما يليق به، (ش – ك)
مقام العبودية لله؟
- والعبادة مقامٌ عظيمٌ يشرف به العبد لانتسابه إلى جناب اللّه تعالى،
وقد سمّى اللّه رسوله بعبده في أشرف مقاماته [فقال] {الحمد للّه الّذي أنزل على عبده الكتاب} [الكهف: 1] {وأنّه لمّا قام عبد اللّه يدعوه} [الجنّ: 19] {سبحان الّذي أسرى بعبده ليلا}[الإسراء: 1] فسمّاه عبدًا عند إنزاله عليه وقيامه في الدّعوة وإسرائه به، وأرشده إلى القيام بالعبادة في أوقاتٍ يضيق صدره من تكذيب المخالفين له، حيث يقول: {ولقد نعلم أنّك يضيق صدرك بما يقولون * فسبّح بحمد ربّك وكن من السّاجدين * واعبد ربّك حتّى يأتيك اليقين} [الحجر: 97-99].
- وقال بعض الصّوفيّة: العبادة إمّا لتحصيل ثوابٍ وردّ عقابٍ؛ قالوا: وهذا ليس بطائلٍ إذ مقصوده تحصيل مقصوده، وإمّا للتّشريف بتكاليف اللّه تعالى، وهذا -أيضًا- عندهم ضعيفٌ، بل العالي أن يعبد اللّه لذاته المقدّسة الموصوفة بالكمال، قالوا: ولهذا يقول المصلّي: أصلّي للّه، ولو كان لتحصيل الثّواب ودرء العذاب لبطلت صلاته.

- وقد ردّ ذلك عليهم آخرون وقالوا: كون العبادة للّه عزّ وجلّ، لا ينافي أن يطلب معها ثوابًا، ولا أن يدفع عذابًا، كما قال ذلك الأعرابيّ: أما إنّي لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذٍ إنّما أسأل اللّه الجنّة وأعوذ به من النّار، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «حولها ندندن».

- عبارة عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف (ش)


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir