سؤال: هل صح عن النبي أنه كان يستاك بيده اليسرى؟

[أم أسامة بنت يوسف]

وصفة التسوك أن يمر المسواك على لثته وأسنانه؛ فيبتدئ من الجانب الأيمن إلى الجانب الأيسر، ويمسك المسواك بيده اليسرى.

هل صح عن النبي أنه كان يستاك بيده اليسرى، أو أنه استدل بعموم ما في الباب من استخدام اليسرى للطهور؟

[عبد العزيز الداخل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أسامة بنت يوسف

هل صح عن النبي أنه كان يستاك بيده اليسرى، أو أنه استدل بعموم ما في الباب من استخدام اليسرى للطهور؟

لم يصحّ في ذلك خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل روي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب التيمن ما استطاع في شأنه كله في طهوره وترجله ونعله وسواكه، رواه أبو داوود.
لكن اختلف في تفسير التيمّن هنا؛ فقيل: المراد أنه يستاك باليد اليمنى، وقيل: المراد أنه يبدأ بالجهة اليمنى من فمه إذا استاك كما يبدأ في الوضوء بميامن أعضائه.
وهذه المسألة فيها أقوال للفقهاء رحمهم الله:
القول الأول: أنه يستحب له أن يستاك باليد اليسرى؛ لأن الأصل في إزالة الأذى أن تكون باليد اليسرى، وهذا نصّ عليه الإمام أحمد، وقال به الحنفية وبعض الشافعية، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
القول الثاني: الأفضل الاستياك باليمين؛ لأنه عبادة وقربة إلى الله تعالى فأداؤها باليمين أولى؛ وقال بهذا القول جماعة من المالكية والشافعية وبعض الحنابلة.
القول الثالث: أنه إذا قصد إزالة الأذى فيستاك باليسرى، إذا أراد القربى فيستاك باليمنى، وهذا قول أراد به صاحبه التوفيق بين القولين.
والأمر في هذا واسع، والأصل فيما لم يحدّد أن يفعل العبد بأيسر ذلك عليه، فمن الناس من يجد نوع مشقة في الاستياك باليسرى قد تفضي به إلى ترك التسوك لثقل ذلك على نفسه، ومنهم من هو بعكس ذلك، ولا نعلم دليلا صريحاً في تفضيل إحدى اليدين في السواك؛ وكيفما استاك فقد أصاب السنة، ولله الحمد.