دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > الأسئلة العلمية > أسئلة علم السلوك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 ذو الحجة 1434هـ/13-10-2013م, 07:41 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي سؤال عن حكم دعوات عدم الفرح بالعيد أو شراء الملابس الجديدة حزنا على ما يحصل للمسلمين

تنتشر دعوة في بعض الدول الإسلامية فحواها
(عدم الفرح بالعيد أو شراء الملابس الجديدة والألعاب للأطفال حزنا على ما حصل فيها من مجازر مؤخرا، وتربية لأطفالهم على المشاركة الوجدانية لمن فقدوا أبائهم).
فما حكم الفرح بالعيد؟ وما رأي الشرع في مثل هذه الدعوة؟
وجزاكم الله خيرا.


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 ذو الحجة 1434هـ/14-10-2013م, 12:37 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساجدة فاروق مشاهدة المشاركة
تنتشر دعوة في بعض الدول الإسلامية فحواها
(عدم الفرح بالعيد أو شراء الملابس الجديدة والألعاب للأطفال حزنا على ما حصل فيها من مجازر مؤخرا، وتربية لأطفالهم على المشاركة الوجدانية لمن فقدوا أبائهم).
فما حكم الفرح بالعيد؟ وما رأي الشرع في مثل هذه الدعوة؟
وجزاكم الله خيرا.
الفرح بالعيد والابتهاج به هو من جملة الفرح بفضل الله ورحمته، وفي ذلك من تحقيق مقاصد الشريعة ما لا يخفى من مخالفة المسلمين للكفار في أعيادهم، وتميزهم عنهم في أيامهم، وكونها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل، فلذلك يحرم صومها، ولم يزل عمل المسلمين على إظهار الفرح والسرور بالعيد ويدعو فيه بعضهم لبعض.
فالتداعي إلى عدم إظهار الفرح والسرور بالعيد والابتهاج به فيه مصادمه لمقاصد الشريعة، وإشمات للعدوّ وتحزين للمؤمنين وتحقيق لمقاصد الكفار والمنافقين والشياطين، وهذا لا تأتي به الشريعة، ولا يحلّ لأحد أن يحدّ على ميت فوق ثلاث إلا المرأة على زوجها، وهي في حدادها إنما يجب عليها أن تجتنب الطيب والزينة وما يدعو للنكاح وتجتنب الخروج من بيتها لغير حاجة.
وفي صحيح البخاري من حديث زينب بنت أبي سلمة رضي الله عنها قالت: (لما جاء نعي أبي سفيان من الشام دعت أمّ حبيبة رضي الله عنها بصفرة في اليوم الثالث؛ فمسحت عارضيها وذراعيها، وقالت: إني كنت عن هذا لغنيّة لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يحلّ لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحدّ على ميّت فوق ثلاث إلا على زوج فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشراً).
وهذا يدل على أن مقاصد الشريعة تقصير أمد الحزن وقطع مادة استمراره؛ لأنه إذا استولى على العبد أفسد عليه إرادته وعمله وصرفه عن كثير مما ينفعه وينفع أمّته،
ولعل سبب تداعيهم لذلك ارتباط الفرح بالعيد في أذهانهم باللهو المحرم، والأمر بخلاف ذلك، إذ هو فرح بفضل الله ورحمته وما وفق إليه من العبادات العظيمة؛ فهي أيام أكل وشرب وذكر لله ؛ وكثير من أصحاب اللهو المحرم في العيد يغفلون عن ذكر الله، ولو كان الفرح في قلوبهم مرتبطاً بالذكر والشكر لما وجدوا في نفوسهم حرجا من الجمع بين الفرح بالعيد والصبر على المصائب التي ابتلوا بها؛ فالمؤمن يرى هذه مقامات تعبدية لله تعالى ، والجمع بينها فضيلة عظيمة؛ فهو يجمع بين الصبر والرضا، وبين الذكر والشكر؛ فيكون قد فعل ما يحبه الله في جميع هذه الأحوال، ولم يكبر عليه أن يفرح بفضل الله وهو قد أصيب بمصيبة يحتسب أجرها عند الله ، بل يبلغ المؤمن الموقن درجة الرضا بالمصيبة وهي أعلى الدرجات.
ثم إن الذي يستصحب الحزن ويلغي مظاهر البهجة بالعيد والفرح بفضل الله فيه متسخط غير صابر؛ فيخشى عليه أن يجمع بين مصيبتين: مصيبة موت من يعزّ عليه فقده، ومصيبة أعظم منها وهي فوات أجر الصبر على المصيبة، والتعرّض لسخط الله تعالى؛ بالجزع والتسخط.
ومن الفهم الخاطئ أن يُظن أن الفرح بالعيد يعني الاستهانة بحقّ الميت وضعف مكانته في النفس، وهذا خطأ كبير؛ إذ لو كان الأمر كذلك لما فرح المؤمنون بعيدٍ بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تزال مصيبة فقد النبي صلى الله عليه وسلم في قلب المؤمن الصادق يجد أثرها في نفسه، وهي لا تمنعه من اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العيد وغيره.
فمن كان الابتهاج في العيد مرتبطاً في ذهنه بالفرح بفضل الله ورحمته وما أنعم به علينا من نعمة الإسلام وما هدانا إليه من معرفة أنساكنا وما بيّنا لنا من السبيل الموصل إليه وإلى نعيمه المقيم لم يجد في نفسه بدا من الابتهاج لذلك ولو أصيب بكل مصيبة ما دام أنه لم يصب في دينه ، وقد قال الله تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} .
وليس الفرح هو مزاولة اللهو المحرم والغفلة عن ذكر الله ؛ وإنما الفرح المحمود هو ما زاد العبد شكراً لله تعالى وعرفانا بحقّه وجزيل نعمه وزاده تقرباً إليه وإقبالا عليه.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
سؤال, عن


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:44 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir