سؤال عن الواضع الأول لأسماء الأشياء

[أبو عبد الرحمن التونسي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا
ذكر الشيخ محمد بن عثمان المارديني عند الكلام على ما يخص الحقيقة برسمها الأول: " ما بقي على موضوعه "

(فهذا رسْمٌ يُفيدُ أنَّ كلَّ لفظٍ نُقِلَ عنْ موضعِهِ اللُّغويِّ إلى آخرَ فهوَ مجازٌ سواءٌ كانَ النَّاقِلُ الشَّرْعَ، أوِ العُرْفَ، أوِ الواضعَ الأوَّلَ).

ما معنى (الواضع الأوّل) بارك الله فيكم؟

[عبد العزيز الداخل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الرحمن التونسي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا

ذكر الشيخ محمد بن عثمان المارديني عند الكلام على ما يخص الحقيقة برسمها الأول: " ما بقي على موضوعه "

ما معنى (الواضع الأوّل) بارك الله فيكم؟

يريدون بالوضع الأوّل ما سمّيت به الأشياء والأحداث في أوّل الأمر، وقد اختلف اللغويون والأصوليون في مبدأ وضع اللغات هل هي توقيفية أو بالتواضع؛ والمراد بالتوقيف أن العرب أوّل ما عرفوا أسماء الأشياء إنما عرفوها بتوقيف من الله تعالى وتعليم منه إما بإلهام أو بعث من يعلّمهم.
والقائلون بأنّها بالتواضع أي أنهم اصطلحوا على تسمية الأشياء بأسمائها حتى استقرت أسماؤها فصارت بهذا الوضع الأول أسماء حقيقية.
ولا يمتنع أن يكون من الأسماء ما هو توقيفي مما توارثه الناس من تعليم الله تعالى لآدم الأسماء كلها؛ ثم اختلفت الألسن في ذريته وذهب أهل كل لسان ببعض تلك الأسماء، فيكون هذا هو الأصل ويزاد عليه ما وهبهم الله القدرة عليه من تسمية الأشياء، ولذلك قلّ أن تجد معلماً من جبل أو وادٍ أو شعب إلا وله اسم يُعرف به على كثرتها وتنوّعها وتباعدها.
وعبارة الواضع الأول هي من قبيل إرادة غير المعيّن بالوصف لا بالشخص لمراعاة الاختلاف في المسألة؛ فالقائلون بالتوقيف يقولون إن الواضع الأول هو الله تعالى، والقائلون بالتواضع يقولون: إن الواضع الأول هو الجيل الأول من أصحاب اللسان.