دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > ألفية ابن مالك

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 ذو الحجة 1429هـ/17-12-2008م, 03:13 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي دليل السالك للشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان

استعمالُ أفعالِ هذا البابِ تامَّةً
150- ... ..... ... = وذو تَمامٍ ما برَفْعٍ يَكتفِي
151- وما سِوَاهُ ناقصٌ والنقْصُ في = فَتِئَ ليسَ زالَ دائماً قُفِي
أفعالُ هذا البابِ قِسْمانِ:
الأوَّلُ: ما يكونُ تامًّا وناقِصاً.
والثاني: ما لا يكونُ إلاَّ ناقِصاً.
ومعنى النُّقصانِ: احتياجُ هذه الأفعالِ إلى منصوبٍ؛ إذ لا يَتِمُّ معناها بذِكْرِ مَرْفُوعِها فقطْ، بل تَظَلُّ مُحتاجةً إلى ما يُكْمِلُ معناها، وذلك بالخبرِ، فإذا قلتَ: كان عليٌّ، لم تَدُلَّ إلا على الوجودِ المطلَقِ الذي هو ضِدُّ العدَمِ، وهذا غيرُ مُرادٍ ولا مطلوبٍ، فإذا جاءَ الخبرُ وقلتَ: كان عليٌّ مسافراً تَحَدَّدَ المرادُ وتَعَيَّنَ المطلوبُ.
ومعنى التمامِ: اكتفاؤُها بِمَرْفُوعِها، وعَدَمُ احتياجِها إلى خبرٍ، شأنُها في ذلك شأنُ الأفعالِ الأخرَى التامَّةِ، فإذا قلتَ: (إذا كانَ الشتاءُ فاجْتَهِدْ في الصَّدَقَةِ) وجَدْتَ أنَّ المعنى تامٌّ لا نَقْصَ فيه، ولو وَضَعْتَ بَدَلَ (كانَ) الفِعْلَ (جاءَ) -مَثَلاً- تَمَّ المعنى ولم يَخْتَلِفِ المرادُ.
وكلُّ أفعالِ هذا البابِ تُستعمَلُ تامَّةً وناقِصَةً إلاَّ ثلاثةً، وهي:
1- فَتِئَ. 2- ليسَ.
3- زالَ التي مُضَارِعُها يَزَالُ - كما تَقَدَّمَ - أمَّا (زالَ) التي مُضَارِعُها (يَزُولُ) فهي تامَّةٌ وليسَتْ مِن أفعالِ هذا البابِ، نحوُ: صلاةُ الظهْرِ إذا زَالَتِ الشمْسُ. وقد جاءَ مُضَارِعُها في قولِه تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولاَ وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ}.
4- ومِن أمْثلةِ الأفعالِ التامَّةِ في هذا البابِ قولُه تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ}، فـ (فِتنةٌ) فاعلُ (تكونَ) التامَّةِ، وهي بمعنى تَحْصُلُ أو تَقَعُ، وقولُه تعالى: {أَلاَ إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ}؛ أيْ: تَرْجِعُ،، و(الأمورُ) فاعلٌ.
وقولُه تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ}؛ أيْ: ما بَقِيَتْ، و(السماواتُ) فاعلٌ، وقولُه تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ}؛ أيْ: حينَ تَدخُلُونَ في المساءِ وحينَ تَدخُلُونَ في الصباحِ.
وقولُه تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لاَ أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً} فقولُه: (لا أبرَحُ)؛ أيْ: لا أَذْهَبُ، فهو مُضَارِعٌ تامٌّ مرفوعٌ، وفاعلُه ضَميرٌ مُسْتَتِرٌ وُجُوباً تقديرُه (أنا).
وتقولُ: أضْحَيْنَا؛ أيْ: دَخَلْنَا في الضُّحَى، وباتَ بالقومِ؛ أيْ: نَزَلَ بهم ليلاً، ولو ظَلَّ الظُّلْمُ هَلَكَ الناسُ، فـ (ظلَّ) بمعنى دامَ، وتقولُ: (فكَكْتُ حَلَقَاتِ السِّلسلةِ فانْفَكَّتْ؛ أي: انْفَصَلَتْ)(*).
وهذا معنى قولِه: (وذو تَمَامٍ...)؛ أي: التامُّ مِن أفعالِ هذا البابِ ما يَسْتَغْنِي بمرفوعِه عن منصوبِه، وما سِوَى المكتفِي بمرفوعِه (ناقِصٌ)؛ لاحتياجِه إلى المنصوبِ.
(والنقْصُ في فَتِئَ) و(ليسَ) و(زالَ) ماضِي (يَزالُ) (دائماً قُفِي)؛ أيْ: تَبِعَها ولازَمَها.


(*) هذا المثال ليس من أخوات كان.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأفعال, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir