سؤال عن معنى قول الحسن: «البحرُ طَبَقُ جَهَنَّمَ» في تفسير قوله تعالى: {أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً}

[مريم العبدلي]

{أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً} يَعنِي: أُغْرِقُوا في الدنيا، وأُدْخِلُوا ناراً في الآخِرَةِ، وقيلَ: هو في القبرِ، وعن الحسَنِ قالَ: البحرُ طَبَقُ جَهَنَّمَ، وقيلَ: البحرُ نارٌ ثم نارٌ.

ماذا يقصد الحسن رحمه الله بقوله؟

[عبد العزيز الداخل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم العبدلي

ماذا يقصد الحسن رحمه الله بقوله؟

في المراد بالنار في هذه الآية ثلاثة أقوال:
القول الأول: المراد نار جهنم، وهذا قول ابن جرير الطبري وابن عطية وجماعة من المفسرين.
القول الثاني: المراد نارٌ يُعَذبون بها في البرزخ، وهذا القول ذكره بعض المفسرين كأبي المظفر السمعاني والزمخشري وأبي حيان، ولم أجده منسوباً لأحد من السلف، وهم إنما ذكروه من باب ذكر ما قيل في الآية من الأقوال.
والتعذيب بالنار في البرزخ ثابت في آيات وأحاديث صريحة في ذلك، لكن في هذا الموضع لم أجد من نصّ عليه من السلف.
القول الثالث: أنها نار عذبوا بها في الدنيا عند موتهم فكانوا يغرقون من جانب ويحترقون من جانب، والعياذ بالله، وهذا قول الضحاك ذكره الثعلبي والبغوي وابن الجوزي.

وقول أبي المظفر السمعاني: (وعن الحسن قال: البحر طبق جهنم).
صوابه عن سعيد بن أبي الحسن البصري، وهو أخو الحسن، رواه عنه كذلك عبد الرزاق في تفسيره والإمام أحمد في الزهد، وروي لفظه مرفوعاً من حديث يعلى بن أمية عند الإمام أحمد، وموقوفاً على عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر.
وهذا القول أحد الأقوال المروية عن السلف في تعيين مكان جهنّم، وهي أنها في الأرض السفلى، وأن البحر طبقة فوقها، وأن تحت البحر ناراً.