اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الناصر درغوم الأثري
السلام عليكم
شيخنا، لي موقع اسلامي متواضع (www.arbvs.com) وأريد أن أفتح قسما لاستقبال الفتاوي من الأعضاء ثم أنقل اليهم الجواب من مواقع العلماء المعتبرين: (ابن باز، العثيمين، الألباني، الفوزان، اللجنة الدائمة ...الخ) أو حتى سؤال بعض أهل العلم في مدينتنا، فكما تعلم فالبعض ليس لديه الوقت للبحث والآخر لا يعرف أين يبحث ومن يستفتي خاصة مع انتشار بعض المواضع التي يشرف عليها قطبيون سروريون أو متحزبة ضالون، فما رأي فضيلتكم في الأمر وهل من نصائح للموقع المذكور؟
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أوصيك أن تقبل على طلب العلم ، وأن تلزم من أهل العلم من تتوسّم فيه خشية الله تعالى والرفق في تعامله مع الناس فإن هذا الصنف أقرب إلى الهداية والتوفيق ، وأحظى الناس ببركة القول والعمل، وصحبته تفيدك في تصحيح فهم كثير من المسائل ، ومعرفة أصول ودقائق الآداب الشرعية مما تعزّ معرفته بالدراسة النظرية، وإياك والعجلة ، ولا سيما في تصنيف الناس والحكم عليهم، فقد يقول المرء في أخيه المسلم قولاً تكون عليه تبعته إلى يوم القيامة، وهو في غنى عن ذلك، ويشتغل بذلك عن حسن تحصيل العلم النافع من وجهه، ويضحي جلّ همّه تتبع أخطاء من يتهمهم بشيء من الضلالات ليحذّر الناس منهم، ويكون في حكمه لتعجله كثير من الخطأ الذي لا يعذر به.
وقد عرفت من أحوال جماعة من أهل العلم ممن أحسبهم والله حسيبهم من أهل العلم والخشية يتحرجون من القول في الأشخاص وتصنيفهم ، بل يقبلون إحسان المحسن ويثنون على ما يبلغهم من الكلام الحسن، ويردّون إساءة المسيء ويبيّنون خطأ المخطِئ إذا سئُلوا عنه أو بلغهم علمه؛ مع سؤالهم له الهداية والتوفيق للحق، إلا من عرف عنه العناد والاستكبار والمجاهرة بالدعوة إلى البدعة وتفريق الكلمة فيحذرون من اتباعه تحذيراً لا يحملهم على أن يكون ذلك جلّ اهتمامهم ينشغلون به عن أمور كثيرة مهمّة كما يفعله بعض من فتن بالكلام في هذه المسائل.
وأنت إذا وفقك الله للسير في طلب العلم سيراً حسناً ودرست أصول المسائل ، وتفقهت في نصوص الكتاب والسنة وقرأت سير أئمة الدين من السلف الصالح وتابعيهم قراءة شاملة لا تقتصر على اجتزاء مباحث يدندن حولها من يدندن ويغفلون كثيراً من المسائل تبيّن لك ما تأتي وما تذر ، وعرفت ما يحسن بك أن تقدم عليه من القول والبيان، وما يجب عليك أن تحجم عنه، إبراء للذمة واتباعاً لهدى الله جلّ وعلا.
فلذلك أوصيك أن تحرص على مواصلة طلب العلم وأن لا تنقطع عنه، ولا بأس أن تجمع أقوال من تثق فيهم من أهل العلم وتنشرها لكن لا تنشغل بذلك عن نفع نفسك بمواصلة طلب العلم.