دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #15  
قديم 5 ربيع الثاني 1440هـ/13-12-2018م, 04:42 PM
علي المومني علي المومني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 109
افتراضي

المجموعة الأولى :

س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
التوقف في القرآن بدعة مفضية إلى الكفر بالله، والله المستعان قال سلمة بن شبيبٍ: سمعت أحمد بن حنبلٍ يقول: (الواقفيّ لا تشكَّ في كفره)؛ لكن الواقفي نوعان: واقفي جهمي، وواقف عامي، وقد فرق الإمام أحمد رحمه الله بينهما، ولا يكفر العامي كالجهمي، إلا إذا أقمنا عليه الحجة والبرهان، فإن أبى فهو والجهمي في الكفر سواء.
والواقفة ثلاثة أصناف:
الصنف الأول: طائفة من الجهمية يتستّرون بالوقف، وهم في حقيقة أمرهم يقولون بخلق القرآن، ولذلك كفرهم الإمام أحمد وحذر منهم، ذكر عبد الله بن الإمام أحمد أنّ أباه سئل مرّة عن الواقفة؛ فقال: «صنفٌ من الجهميّة استتروا بالوقف».
الصنف الثاني: الذين يقفون شكّاً وتردداً؛ فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق لشكّهم في ذلك.
فهؤلاء لم يؤمنوا حقيقة بكلام الله تعالى؛ لأن الإيمان يقتضي التصديق، قال أبو داود: سألت أحمد بن صالح عمَّن قال: القرآن كلام الله، ولا يقول غير مخلوق، ولا مخلوق.
فقال: (هذا شاك، والشاك كافر).
الصنف الثالث: طائفة من أهل الحديث؛ قالوا بالوقف، وأخطؤوا في ذلك؛ ومنهم من دعا إلى القول بالوقف.
وهؤلاء ينكرون على من يقول: إنّ القرآن مخلوق، ولا يعتقدون أنّ كلام الله مخلوق، لكنهم نظروا إلى مقالة الشلف الأولى وهي :"القرآن كلام الله" ويسكتون، فتأسوا بهم في ذلك، حتى لا يبتدعوا ما لم يأذن به الله، فاجتهدوا في ذلك رحمهم الله، وكان اجتهادهم خاطئا؛ لأن الأمر الاول لم يبق عليه الناس حتى يقولوا بمثله، بل الواجب عليهم، التصريح والتوضيح..
ولذلك أنكر عليهم كبار الأئمة وجرحوهم وهجروهم.

س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
انقسم الناس حيال هذه المسألة إلى ثلاثة مواقف :
الموقف الأول: موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم في حقيقة أمرهم كالواقفة من الجهمية تماما.
وكثرت الروايات عن الإمام أحمد في التحذير من اللفظية وتسميتهم بالجهمية؛ قال عبد الله بن الإمام أحمد: سمعت أبي يقول: « كلُّ من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به مخلوق؛ فهو جهمي » وقال جعفر بن أحمد: سمعت أحمد بن حنبلٍ يقول: «اللّفظيّة والواقفة زنادقةٌ عتقٌ»
الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق، وقد حذر منه العلماء الأكابر وعدوا مقالته مقالة سوء، ولما سئل عنه الإمام أحمد قال: «قاتله اللّه، هذا كلام جهمٍ بعينه».
الموقف الثالث: موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) رأس أهل الظاهر وإمامهم، وكان رجلاً قد أوتي ذكاءً حادّاً وقوّة بيان وتصرّفاً في الاستدلال، وكان مولعاً بكتب الشافعيّ في أوّل عمره؛ معتنيا بجمع الأقوال ومعرفة الخلاف حتى حصّل علماً كثيراً، ثم ردّ القياس وادّعى الاستغناء عنه بالظاهر، وصنّف كتباً كثيرة.
وكان له قول في القرآن لم يسبق إليه: قال: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق).
قال الذهبي: (هذه التفرقة والتفصيل ما قالها أحد قبله فيما علمت).
الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
واشتدّوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن.
قال عبد الله بن الإمام أحمد: (كان أبي رحمه الله يكره أن يتكلم في اللفظ بشيء أو يقال: مخلوق أو غير مخلوق).
الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة.
وحصل في الأمر التباس عليهم؛ حتى إنّ منهم من نسب ذلك إلى الإمام أحمد كما تقدّم عن أبي طالب وأنّ الإمام أحمد أنكر عليه.
وهؤلاء :يقولون إن القرآن غير مخلوق، وإن أفعال العباد مخلوقة.
لكنّهم أخطؤوا في إطلاق القول بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق.
وظنوا أنّهم بقولهم: (ألفاظنا بالقرآن غير مخلوقة) يقطعون الطريق على الجهمية الذين يريدون التحيّل باللفظ للقول بخلق القرآن.
وحصل بسببها نوع من التفرقة والفتنة، لعل أبرزها في ذلك فتنة البخاري ومحمد بن يحيى الذهلي.
الموقف السادس: موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى.
وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن.
الموقف السابع: موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران، واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال:
فقال بعضهم: إن صوت الربّ حلّ في العبد.
وقال آخرون: ظهر فيه ولم يحلّ فيه.
وقال آخرون: لا نقول ظهر ولا حلّ.
وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غير مخلوق.
وقال آخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.
هذا وسوء الفهم ليس له حدود.

س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟

أراد أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية؛ فأفضى به ذلك إلى التسليم ببعض أصول المعتزلة الفاسدة، وتمكّن من ردّ بعض قولهم، وإفحام بعض كبرائهم؛ فغرّه ذلك، وصنّف الكتب في الردّ على المعتزلة، واجتهد في ذلك اجتهاداً بالغاً، واشتهرت ردوده على المعتزلة، فظنّ بذلك أنّه نصر السنة، وأعجبت ردودُه ومناظراته بعضا ممن كان مغتاظاً من المعتزلة، فذاع صيته واشتهر ذكره، وأشادوا بذكائه وبراعته في المجادلة، حتى تبعه على طريقته بعض الناس وفتن بها.
وقد أنكر أئمّة أهل السنة والجماعة طريقة ابن كلاب المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه الناس.
س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
إن أوّل من أشعل فتنة اللفظية: حسين بن علي الكرابيسي ، وكان رجلاً قد أوتي سعة في العلم والتأليف، وكثيرا ما كان يشغب على العلماء، ولما صنف كتابا وأنكر بعض ما فيه الإمام أحمد رحمه الله، غضب وتنمر لذلك، وقال لأقولن مقالة إن قال أحمد بخلافها كفر: "لفظي بالقرآن مخلوق" فجرت كلمته هذه ويلات على الأمة، والله المستعان.
وجرت محنة عظيمة للإمام البخاري بسبب فتنة اللفظ، وبسببها أيضا وقعت فتنة بين أصحاب الإمام أحمد بعد وفاته، ودخل الغلط والخلط على بعض أهل الحديث بسببها كذلك.
وقام الإمام أحمد والبخاري رحمهما بالتصدي لهذه المسألة وبينوا بجلاء ووضوح الحقّ الذي ينبغي ان يصار إليه فيها.

س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري: كان معتزليا حتى بلغ الأربعين من عمره, وتبحر في علم الكلام، أعجب بطريقة ابن كلاب؛ لقربها من فهمه وإدراكه؛ فانتهج طريقته واستدرك عليه فيها، وزاد فيها، واجتهد في الرد على المعتزلة ومناظرتهم، حتى اشتهرت أخبار مناظراته وردوده، وإفحامه لخصومه من المعتزلة وغيرهم، فصار معظما في أعين الناس لذلك، وعدّوه منافحاً عن السنّة، مبطلا لأقوال أهل البدعة.
صنف في آخر حياته كتابه "الإبانة" الذي رجع فيه عن الطريقة الكلامية ، وأعلن توبته منها.
موقف أهل السنة منه:
منهم من قال: إنه رجع رجوعاً صحيحاً إلى مذهب أهل السنة، ومنهم من قال: إن رجوعه كان رجوعاً مجملاً، لم يخل من أخطاء في تفاصيل المسائل العقدية.

س6: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "مسائل الإيمان بالقرآن"؟
_ سوء الفهم يورد موارد الهلاك والفتن
_ دور العلماء في رد الشبهات، وإحقاق الحق وإبطال الباطل
_ بركة علم السلف باقية مذكورة ومنتشرة الى يوم الدين، بخلاف المبتدعة ومن نحا نحوهم.
_ خطر الاختلاف وذمه خصوصا في الأصول العقدية.
_ الكتاب والسنة معين نابض لمن أراد الغنية والنجاة.
_ خطر كتب علم الكلام وفلاسفة اليونان.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir