دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 رجب 1436هـ/6-05-2015م, 11:09 PM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

مسائل أنواع النسخ في القرآن الكريم
1- معنى النسخ في لغة العرب.
2- أنواع النسخ ويشمل:
- نسخ التلاوة والحكم.
- الأمثلة عليه.
- نسخ التلاوة وبقاء الحكم.
- الأمثلة عليه.
- الرد على منكري نسخ التلاوة وبقاء الحكم.
- الحكمة من رفع التلاوة وبقاء الحكم.
- نسخ الحكم وبقاء التلاوة.
- الأمثلة عليه.
- الحكمة من رفع الحكم وبقاء التلاوة.
3- ما أثر مما نسخت تلاوته .
4- الاستدلال بالآيات المنسوخ تلاوتها بالتفسير.
5- محو الآيات من الصدور.
6- أقسام ما ألف في الناسخ والمنسوخ.
7- تقسيم مكي بن أبي طالب لأقسام النسخ في القرآن الكريم.
8- إجماع الصحابة على قبول ما صنع عثمان في المصاحفوجمعه الناس على مصحف واحد.

تفصيل المسائل:
1- معنى النسخ في لغة العرب.
هو الرّفع للشّيء وجاء الشّرع بما تعرف العرب إذ كان النّاسخ يرفع حكم المنسوخ.
2- أنواع النسخ ويشمل ثلاثة أنواع:
أ‌- نسخ التلاوة والحكم والأمثلة عليه:
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كنا نقرأ سورة تعدل سورة التوبة ما أحفظ منها إلا هذه الآية (لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى إليهما ثالثا ولو أن له ثالثا لابتغى إليه رابعا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب))الناسخ والمنسوخ لابن حزم:9)
- في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: كان مما أنزل من القرآن: "عشر رضعات معلومات يحرمن". ثم نسخن بـ"خمس معلومات يحرمن"، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن.(المرشد الوجيز 42/43)
- معنى قول عائشة رضي الله عنه:(فتوفي رسول الله وهن مما يقرأ من القرآن ):
فإن في قولها وهن مما يقرأ فإن ظاهره بقاء التلاوة وليس كذلك.
وأجيب: بأن المراد: قارب الوفاة أو أن التلاوة نسخت أيضا ولم يبلغ ذلك كل الناس إلا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوفي وبعض الناس يقرؤها. )الإتقان في علوم القرآن: 1441-1440(

ب‌- نسخ التلاوة وبقاء الحكم والأمثلة عليه.
- عن عمر رضي الله عنه قال:(كنا نقرأ [ألا ترغبوا الرغبة عنهما] بمعنى الإعراض عن آبائكم، ومن ذلك (الشيخ و الشيخة إذا زنيا فرجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم)معناه المحصن والمحصنة.)الناسخ والمنسوخ لابن حزم:9(
- )الشّيخ والشّيخة إذا زنيا فارجموهما البتّة نكالا من الله والله عزيز حكيم(( الناسخ والمنسوخ لابن سلامة )

- الرد على منكري نسخ التلاوة وبقاء الحكم.
- ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:(لولا أن أخشى أن يقول الناس قد زاد عمر في القرآن ما ليس منه لكتبت آية الرجم وأثبتها في المصحف،ووالله لقد قرأناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( لا ترغبوا عن آبائكم....)) رواه البخاري في صحيحه.
وفي هذا سؤالان:
أ‌- ما فائدة ذكر الشيخ والشيخة؟ولم لم يقل المحصن والمحصنة؟
أجاب ابن الحاجب في "أماليه" عن هذا بأنه من البديع في المبالغة وهو أن يعبر عن الجنس في باب الذم بالأنقص فالأنقص وفي باب المدح بالأكثر والأعلى، فيقال: لعن الله السارق يسرق ربع دينار فتقطع يده، والمراد: يسرق ربع دينار فصاعدا إلى أعلى ما يسرق وقد يبالغ فيذكر مالا تقطع به كما جاء في الحديث ((لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده وقد علم أنه لا تقطع في البيضة))
- في قول عمر:(( لولا أن يقول الناس قد زاد عمر في القرآن......)):
1- أن كتابتها جائزة وإنما منعه قول الناس والجائز في نفسه قد يقوم من خارج ما يمنعه وإذا كانت جائزة لزم أن تكون ثابتة؛ لأن هذا شأن المكتوب.
2- لو كانت التلاوة باقية لبادر عمر رضي الله عنه ولم يعرج على مقال الناس؛ لأن مقال الناس لا يصلح مانعا.
3- لعله كان يعتقد أنه خبر واحد والقرآن لا يثبت به وإن ثبت الحكم.
4- قيل: وإنما هذا من المنسأ لا النسخ، وهما مما يلتبسان والفرق بينهما: أن المنسأ لفظه قد يعلم حكمه ويثبت أيضا وكذا قاله في غيره القراءات الشاذة كإيجاب التتابع في صوم كفارة اليمين ونحوه أنها كانت قرآنا فنسخت تلاوتها لكن في العمل بها.
5- وقيل: أن هذا كان مستفيضا عندهم وأنه كان متلوا من القرآن فأثبتنا الحكم بالاستفاضة وتلاوته غير ثابتة بالاستفاضة (البرهان في علوم القرآن:4/36)

ت‌- الحكمة من رفع التلاوة وبقاء الحكم.
أورد بعضهم سؤالا وهو: ما الحكمة في رفع التلاوة مع بقاء الحكم؟
وهلا أبقيت التلاوة ليجتمع العمل بحكمها وثواب تلاوتها؟
وأجاب صاحب "الفنون"، فقال: إنما كان كذلك ليظهر به مقدار طاعة هذه الأمة في المسارعة إلى بذل النفوس بطريق الظن من غير استفصال لطلب طريق مقطوع به فيسرعون بأيسر شيء كما سارع الخليل إلى ذبح ولده بمنام والمنام أدنى طرق الوحي(البرهان في علوم القرآن:4/37)


ج‌- نسخ الحكم وبقاء التلاوة و الأمثلة عليه:
- أوله أمر القبلة بأن المصلي يتوجه حيث شاء لقوله تعالى عز وجل: (فأينما تولوا فثم وجه الله)فنسخ ذلك، والتوجه إلى بيت المقدس بقوله عز وجل: (فول وجهك شطر المسجد الحرام)ونظائرها كثيرة سيأتي ذكرها في موضعه إن شاء الله(الناسخ والمنسوخ لابن حزم:9)
- وأما ما نسخ حكمه وبقي خطه فهو في ثلاث وستّين سورة مثل الصّلاة إلى بيت المقدّس والصّيام الأول والصفح عن المشركين والإعراض عن الجاهلين (الناسخ والمنسوخ لابن سلامة:23)
- آية عدة الوفاة حولا نسخت بالآية التي قبلها التي ذكر فيها )أربعة أشهر وعشرا).وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه الآية التي في البقرة (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج(، لم تكتبها وقد نسختها الآية الأخرى؟ قال: يا ابن أخي، لا أغير شيئا عن مكانه)المرشد الوجيز:44(
- آية الحشر في قوله تعالى (مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ)(الآية الحشر: 7(فإنه لم يذكر فيها شيء للغانمين ورأى الشافعي أنها منسوخة بآية الأنفال وهي قوله) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ)الآية (الأنفال: 41).
- قوله (وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)) الآية البقرة: 190(قيل: منسوخ بقوله تعالى: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ)(الآية البقرة: 194(
- قوله (وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ)) الآية الأحقاف:9) نسختها آيات القيامة والكتاب والحساب(البرهان في علوم القرآن:38-4/39)
- قوله تعالى (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم)الآية (النساء: 15(، نسخها قوله تعالى (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة)(الآية النور: 2(.
- قوله تعالى (يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين)(الآية الأنفال: 65)، ثم نسخ ذلك قوله تعالى)الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا)إلى قوله: (الصابرين)) الآية الأنفال: 66(.
- والجهاد وقع النسخ فيه مرارا، فكان النبي صلى الله عليه وسلم مأمورا أولا بالمتاركة، فكان الجهاد ممنوعا في ابتداء الإسلام، وأمر بالصبر على أذى الكفار بقوله تعالى)لتبلون في أموالكم وأنفسكم(إلى قوله (وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور)) الآية آل عمران: 186)

ثم أذن الله – سبحانه وتعالى – في القتال للمسلمين إذا ابتدأهم الكفار بالقتال بقوله (فإن قاتلوكم فاقتلوهم)الآية (البقرة: 191)، ثم أباح الله القتال ابتداء لكن في غير الأشهر الحرم بقوله (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم)الآية (التوبة:5).
ثم أمرهم من غير قيد بشرط ولا زمان بقوله(واقتلوهم حيث وجدتموهم)الآية (النساء: 89).

ح‌- الحكمة من رفع الحكم وبقاء التلاوة.
أ‌- أن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم منه والعمل به فيتلى لكونه كلام الله تعالى فيثاب عليه فتركت التلاوة لهذه الحكمة.
ب‌- أن النسخ غالبا يكون للتخفيف فأبقيت التلاوة تذكيرا بالنعمة ورفع المشقة.

3- ما أثر مما نسخت تلاوته .
- عن أبي أمامة بن سهل، أن خالته، قالت(لقد أقرأنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آية الرجم: ((الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة)) (فضائل القرآن: 2/155(
- عن ابن عباس، قال: خطب عمر فقال)ألا إن ناسا يقولون: ما بال الرجم، وإنما في كتاب الله الجلد؟، وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجمنا معه. والله لولا أن يقول قائلون: زاد عمر في كتاب الله لأثبتها كما أنزلت). ((فضائل القرآن: 2/155(
- أن عمر بن الخطاب، مر برجل يقرأ في المصحف:
(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أبوهم)
.
فقال عمر) لا تفارقني حتى نأتي أبي بن كعب)
فأتيا أبي بن كعب فقال) يا أبي، ألا تسمع كيف يقرأ هذا هذه الآية؟(
فقال أبي:)كانتفيما أسقط(
قال عمر: )فأين كنت عنها؟(
فقال)شغلني عنها ما لم يشغلك) (فضائل القرآن: 2/155)
- عن أبي واقد الليثي، قال (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوحي إليه أتيناه، فعلمنا مما أوحي إليه، قال: فجئته ذات يوم، فقال: ))إن الله يقول: {إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ولو أن لابن آدم واديا من ذهب لأحب أن يكون له الثاني، ولو كان له الثاني لأحب أن يكون له الثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. ويتوب الله على من تاب). (فضائل القرآن: 2/155(
- عن أبي موسى الأشعري، قال) نزلت سورة نحو براءة، ثم رفعت، وحفظ منها {إن الله سيؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم. ولو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا. ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. ويتوب الله على من تاب) (فضائل القرآن(:
- عن حميدة بنت أبي يونس، قالت: قرأ علي أبي، وهو ابن ثمانين سنة، في مصحف عائشة: {إن الله وملائكته يصلون على النبي. يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وعلى الذين يصلون الصفوف الأولى}.
قالت: قبل أن يغير عثمان المصاحف.
قال: قال ابن جريج: وأخبرني ابن أبي حميد، عن عبد الرحمن بن هرمز وغيره مثل ذلك في مصحف عائشة). [فضائل القرآن: 2/155)
- عن عدي بن عدي، قال: قال عمر: (كنا نقرأ:)لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم(، ثم قال لزيد بن ثابت)أكذاك يا زيد؟(
قال: (نعم). [فضائل القرآن: 2/155(
- عن المسور بن مخرمة، قال: قال عمر لعبد الرحمن بن عوف) ألم نجد فيما أنزل علينا أن {جاهدوا كما جاهدتم أول مرة}؟).
قال: (فإنا لا نجدها).
فقال: (أسقطت فيما أسقط من القرآن).فضائل القرآن)
- عن أبي بن كعب قال )قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم))): إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن((، فقرأ(( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين))الآية (البينة: 1)، ومن بقيتها))لو أن ابن آدم سأل وادياً من مال فأُعطيه سأل ثانياً وإن سأل ثانياً فأعطيه سأل ثالثاً، وإن سأل ثالثاً فأعطيه سأل رابعاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب، وإن ذات الدين عند الله الحنيفية غير اليهودية ولا النصرانية، ومن يعمل خيراً فلن يكفره)).
- عن أبي سفيان الكلاعي أن مسلمة بن مخلد الأنصاري، قال لهم ذات يوم)أخبِروني بآيتين من القرآن لم يكتبا في المصحف(، فلم يخبروه، وعندهم أبو الكنود سعد بن مالك، فقال مسلمة ((إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ألا أبشروا أنتم المفلحون. والذين آووهم ونصروهم وجادلوا عنهم القوم الذين غضب الله عليهم أولئك لا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون)).
- وفي الصحيحين عن أنس في قصة بئر أصحاب معونة الذين قتلوا وقنت صلى الله عليه وسلم يدعو على قاتليهم قال أنس ((ونزل فيهم قرآن قرأناه، حتى رفع: (أن بلغوا عنا قومنا إنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا))(التحبير في علم التفسير: 256-259)
- ذكر الإمام المحدث أبو الحسين أحمد بن جعفر المنادي في كتابه "الناسخ والمنسوخ" مما رفع رسمه من القرآن ولم يرفع من القلوب حفظه سورتا القنوت في الوتر، قال: ولا خلاف بين الماضين والغابرين أنهما مكتوبتان في المصاحف المنسوبة إلى أبي بن كعب وأنه ذكر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه أقرأه إياهما وتسمى: سورتي الخلع والحفد) البرهان في علوم القرآن:4/36(

4- الاستدلال بالآيات المنسوخ تلاوتها بالتفسير.
أ‌- أن هذه الآيات المنسوخة مفسرة للقرآن، وقد كان يرى مثل هذا عن بعض التابعين في التفسير فيستحسن ذلك، فكيف إذا روي عن كتاب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
ب‌- توضح المعنى أكثر من التفسير،وذلك كقراءة حفصة وعائشة: ((حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر))، وكقراءة ابن مسعود)) والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهم((، ومثل قراءة أبي بن كعب)) للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر، فإن فاءوا فيهن...((، وكقراءة سعد)) فإن كان له أخ أو أخت من أمه(( ، وكما قرأ ابن عباس)) لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج(( ، وكذلك قراءة جابر)) فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم((.
ت‌- معرفة صحة التأويل
ث‌- يعتبر بها وجه القراءة، كقراءة من قرأ يقص الحق فلما وجدتها في قراءة عبد الله ((يقضي بالحق))، علمت أنت أنما هي: يقضي الحق، فقرأتها أنت على ما في المصحف، واعتبرت صحتها بتلك القراءة.

5- محو الآيات من الصدور.
- عن أبي موسى قال: كنا نقرأ سورة نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني حفظت منها: لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. وكنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منه: يأيها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة. أخرجه مسلم) (تاريخ الإسلام للذهبي:1/412)
- عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: قرأ رجلان سورة أقرأهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانا يقرآن بها فقاما ذات ليلة يصليان فلم يقدرا منها على حرف فأصبحا غاديين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له فقال) إنها مما نُسخ وأُنسي فالهوا عنها). )التحبير في علم التفسير:259(

6- أقسام ما ألف في الناسخ والمنسوخ.
أ‌- قسم ليس في النسخ من شيئ ولا من التخصيص: - كقوله تعالى:(( ومما رزقناهم ينفقون )) وقوله:(( أنفقوا مما رزقناكم )).
- كقوله تعالى:(( أليس الله بأحكم الحاكمين )) نسخت بآية السيف وليس كذلك لأنه تعالى أحكم الحاكمين أبدا ولا تقبل صفاته النسخ
- وقوله:(( وقولوا للناس حسنا )) نسخت بآية السيف وغلطه اب الحصار بأن الآية حكاية عن ما أخذه بني إسرائيل من الميثاق فهو خبر لا نسخ فيه.
ب‌- من المخصوص لا من المنسوخ:
- كقوله تعالى:(( إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا)) وقوله تعالى:(( والشعراء يتبعهم الغاوون إلا الذين آمنوا )) وقوله:(( فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره ))
ج‌- رفع ما كان عليه الأمر في الجاهلية أو ما كان في شرائع من قبلنا أو في أول الإسلام ولم ينزل في القرآن:كإبطال نكاح نساء الآباء ومشروعية القصاص والدية وحصر الطلاق في الثلاث وعدم إدخاله في النسخ رجحه مكي وغيره وعللوه لأنه لو عد من النسخ لعد جميع القرآن منه،إذ كله أو أكثره رافع لما كان عليه الكفار وأهل الكتاب(الإتقان في علوم القرآن 1442/1443)

7- تقسيم مكي بن أبي طالب لأقسام النسخ في القرآن الكريم.
المنسوخ من القرآن ينقسم إلى ستة أقسام:
- ما رفع الله –جل ذكره- رسمه من كتابه بغير بدلٍ منه، وبقي حفظه في الصدور، ومنع الإجماع على ما في المصحف من تلاوته على أنه قرآن، وبقي حكمه مجمعًا عليه، نحو آية الرّجم
- ما رفع الله حكمه من الآي بحكم آيةٍ أخرى، (وكلاهما ثابتٌ في المصحف المجمع عليه متلوّ، وهذا هو الأكثر في المنسوخ مثل: آية الزنا المنسوخة بالجلد .
- : ما فرض العمل به لعلّةٍ، ثمّ زال العمل به لزوال تلك العلّة، وبقي متلوًّا ثابتًا في المصحف، نحو قوله)):وإن فاتكم شيء من أزواجكم
إلى الكفار)) -الآية- وقوله تعالى (وآتوهم ما أنفقوا واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا)وقوله (فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا)

أمروا بذلك كلّه وفرض عليهم لسبب المهادنة التي كانت بين النبي –عليه السلام- وبين قريش في سنة ستٍ في غزاة الحديبية، إذ صدّوه عن البيت، فلما ذهبت المهادنة وزال وقتها سقط العمل بذلك كله،
- ما رفع الله رسمه وحكمه وزال حفظه من القلوب.
وهذا النوع إنما (يؤخذ بأخبار الآحاد) وذلك نحو ما روى عاصم بن بهدلة المقري –وكان ثقة مأمونًا- عن زرٍّ أنه قال: قال لي أبيّ: يا زرّ إن كانت سورة الأحزاب لتعدل سورة البقرة.

-
ما رفع الله –جل ذكره- رسمه من كتابه فلا يتلى، وأزال حكمه، ولم يرفع حفظه من القلوب، ومنع الإجماع من تلاوته على أنه قرآن.
وهذا أيضًا إنما يؤخذ من طريق الأخبار نحو ما ذكرنا من حديث عائشة –رضي الله عنها- في العشر الرضعات والخمس، فالأمة مجمعة على أن حكم العشر غير لازم، ولا معمول به عند أحد.
- ما حصل من مفهوم الخطاب فنسخ بقرآن متلو وبقي المفهوم ذلك منه متلوًا نحو قوله (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)، فهم من هذا الخطاب أن السكر في غير قرب الصلاة جائز فنسخ ذلك المفهوم قوله: (فاجتنبوه)إلى قوله (فهل أنتم منتهون)فحرم الخمر والسّكر: مثل الخمر، وبقي المفهوم ذلك منه متلوًّا قد نسخ أيضًا بما نسخ ما فهم منه، فيكون فيه نسخان: نسخ حكمٍ ظاهرٍ متلوّ ونسخ حكم ما فهم من متلوه
- ما نسخ الله من فعل النبيّ وأصحابه مما كانوا عليه من الكلام في الصلاة، فنسخه الله بقوله(وقوموا لله قانتين)
- واستغفاره - صلى الله عليه وسلم- لعمه أبي طالب، فنسخه الله بقوله (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين( وهو كثير:
وقد يدخل في هذا نسخ القبلة نحو بيت المقدس- على قول من قال-: إن النبي - صلى الله عليه وسلم- صلى إليها باجتهاده لا بنص من الله.
فأما من قال: إنه - صلى الله عليه وسلم- صلّى إليها بأمرٍ من الله له بدليل قوله (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها). فليس من هذا الفصل. وهو من الفصل الثاني لأن (الناسخ والمنسوخ) متلوّان باقيان. (الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه:67- 71)
8- إجماع الصحابة على قبول ما صنع عثمان في المصاحف
- قال علي رضي الله عنه(لو وليت المصاحف لصنعت فيها الذي صنع عثمان (
- وقال مصعب بن سعد: أدركت الناس حين فعل عثمان ما فعل، فما رأيت أحدا أنكر ذلك، يعني من المهاجرين والأنصار وأهل العلم.
- وأن هذا الذي ألفه عثمان، هو الذي بين ظهري المسلمين اليوم، وهو الذي يحكم على من أنكر منه شيئا بما يحكم على المرتد من الاستتابة، فإن أبى فالقتل (فضائل القرآن: 2/155)

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 رجب 1436هـ/9-05-2015م, 11:13 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عابدة المحمدي مشاهدة المشاركة
مسائل أنواع النسخ في القرآن الكريم
1- معنى النسخ في لغة العرب.
2- أنواع النسخ ويشمل:
- نسخ التلاوة والحكم.
- الأمثلة عليه.
- نسخ التلاوة وبقاء الحكم.
- الأمثلة عليه.
- الرد على منكري نسخ التلاوة وبقاء الحكم.
- الحكمة من رفع التلاوة وبقاء الحكم.
- نسخ الحكم وبقاء التلاوة.
- الأمثلة عليه.
- الحكمة من رفع الحكم وبقاء التلاوة.
3- ما أثر مما نسخت تلاوته .
4- الاستدلال بالآيات المنسوخ تلاوتها بالتفسير.
5- محو الآيات من الصدور.
6- أقسام ما ألف في الناسخ والمنسوخ.
7- تقسيم مكي بن أبي طالب لأقسام النسخ في القرآن الكريم.
8- إجماع الصحابة على قبول ما صنع عثمان في المصاحفوجمعه الناس على مصحف واحد.

تفصيل المسائل:
1- معنى النسخ في لغة العرب.
هو الرّفع للشّيء وجاء الشّرع بما تعرف العرب إذ كان النّاسخ يرفع حكم المنسوخ.
2- أنواع النسخ ويشمل ثلاثة أنواع:
أ‌- نسخ التلاوة والحكم والأمثلة عليه:
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كنا نقرأ سورة تعدل سورة التوبة ما أحفظ منها إلا هذه الآية (لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى إليهما ثالثا ولو أن له ثالثا لابتغى إليه رابعا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب))الناسخ والمنسوخ لابن حزم:9)
- في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: كان مما أنزل من القرآن: "عشر رضعات معلومات يحرمن". ثم نسخن بـ"خمس معلومات يحرمن"، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن.(المرشد الوجيز 42/43)
- معنى قول عائشة رضي الله عنه:(فتوفي رسول الله وهن مما يقرأ من القرآن ):
فإن في قولها وهن مما يقرأ فإن ظاهره بقاء التلاوة وليس كذلك.
وأجيب: بأن المراد: قارب الوفاة أو أن التلاوة نسخت أيضا ولم يبلغ ذلك كل الناس إلا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوفي وبعض الناس يقرؤها. )الإتقان في علوم القرآن: 1441-1440(
هذه الإشكالات تؤخر آخر الموضوع حتى لا تتفرق عناصره.

ب‌- نسخ التلاوة وبقاء الحكم والأمثلة عليه.
- عن عمر رضي الله عنه قال:(كنا نقرأ [ألا ترغبوا الرغبة عنهما] بمعنى الإعراض عن آبائكم، ومن ذلك (الشيخ و الشيخة إذا زنيا فرجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم)معناه المحصن والمحصنة.)الناسخ والمنسوخ لابن حزم:9(
- )الشّيخ والشّيخة إذا زنيا فارجموهما البتّة نكالا من الله والله عزيز حكيم(( الناسخ والمنسوخ لابن سلامة )

- الرد على منكري نسخ التلاوة وبقاء الحكم.
- ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:(لولا أن أخشى أن يقول الناس قد زاد عمر في القرآن ما ليس منه لكتبت آية الرجم وأثبتها في المصحف،ووالله لقد قرأناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( لا ترغبوا عن آبائكم....)) رواه البخاري في صحيحه.
وفي هذا سؤالان:
أ‌- ما فائدة ذكر الشيخ والشيخة؟ولم لم يقل المحصن والمحصنة؟ أيضا هذه من الفوائد التي يحسن تأخيرها.
أجاب ابن الحاجب في "أماليه" عن هذا بأنه من البديع في المبالغة وهو أن يعبر عن الجنس في باب الذم بالأنقص فالأنقص وفي باب المدح بالأكثر والأعلى، فيقال: لعن الله السارق يسرق ربع دينار فتقطع يده، والمراد: يسرق ربع دينار فصاعدا إلى أعلى ما يسرق وقد يبالغ فيذكر مالا تقطع به كما جاء في الحديث ((لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده وقد علم أنه لا تقطع في البيضة))
- في قول عمر:(( لولا أن يقول الناس قد زاد عمر في القرآن......)): وكذلك مثل هذه الإشكالات تؤخر.
1- أن كتابتها جائزة وإنما منعه قول الناس والجائز في نفسه قد يقوم من خارج ما يمنعه وإذا كانت جائزة لزم أن تكون ثابتة؛ لأن هذا شأن المكتوب.
2- لو كانت التلاوة باقية لبادر عمر رضي الله عنه ولم يعرج على مقال الناس؛ لأن مقال الناس لا يصلح مانعا.
3- لعله كان يعتقد أنه خبر واحد والقرآن لا يثبت به وإن ثبت الحكم.
4- قيل: وإنما هذا من المنسأ لا النسخ، وهما مما يلتبسان والفرق بينهما: أن المنسأ لفظه قد يعلم حكمه ويثبت أيضا وكذا قاله في غيره القراءات الشاذة كإيجاب التتابع في صوم كفارة اليمين ونحوه أنها كانت قرآنا فنسخت تلاوتها لكن في العمل بها.
5- وقيل: أن هذا كان مستفيضا عندهم وأنه كان متلوا من القرآن فأثبتنا الحكم بالاستفاضة وتلاوته غير ثابتة بالاستفاضة (البرهان في علوم القرآن:4/36)

ت‌- الحكمة من رفع التلاوة وبقاء الحكم.
أورد بعضهم سؤالا وهو: ما الحكمة في رفع التلاوة مع بقاء الحكم؟
وهلا أبقيت التلاوة ليجتمع العمل بحكمها وثواب تلاوتها؟
وأجاب صاحب "الفنون"، فقال: إنما كان كذلك ليظهر به مقدار طاعة هذه الأمة في المسارعة إلى بذل النفوس بطريق الظن من غير استفصال لطلب طريق مقطوع به فيسرعون بأيسر شيء كما سارع الخليل إلى ذبح ولده بمنام والمنام أدنى طرق الوحي(البرهان في علوم القرآن:4/37)


ج‌- نسخ الحكم وبقاء التلاوة و الأمثلة عليه:
- أوله أمر القبلة بأن المصلي يتوجه حيث شاء لقوله تعالى عز وجل: (فأينما تولوا فثم وجه الله)فنسخ ذلك، والتوجه إلى بيت المقدس بقوله عز وجل: (فول وجهك شطر المسجد الحرام)ونظائرها كثيرة سيأتي ذكرها في موضعه إن شاء الله(الناسخ والمنسوخ لابن حزم:9)
- وأما ما نسخ حكمه وبقي خطه فهو في ثلاث وستّين سورة مثل الصّلاة إلى بيت المقدّس والصّيام الأول والصفح عن المشركين والإعراض عن الجاهلين (الناسخ والمنسوخ لابن سلامة:23) وهذا القول فيه نظر لأن المحقق أن ما نسخ حكمه وأثبتت تلاوته قليل.
- آية عدة الوفاة حولا نسخت بالآية التي قبلها التي ذكر فيها )أربعة أشهر وعشرا).وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه الآية التي في البقرة (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج(، لم تكتبها وقد نسختها الآية الأخرى؟ قال: يا ابن أخي، لا أغير شيئا عن مكانه)المرشد الوجيز:44(
- آية الحشر في قوله تعالى (مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ)(الآية الحشر: 7(فإنه لم يذكر فيها شيء للغانمين ورأى الشافعي أنها منسوخة بآية الأنفال وهي قوله) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ)الآية (الأنفال: 41).
- قوله (وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)) الآية البقرة: 190(قيل: منسوخ بقوله تعالى: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ)(الآية البقرة: 194(
- قوله (وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ)) الآية الأحقاف:9) نسختها آيات القيامة والكتاب والحساب(البرهان في علوم القرآن:38-4/39)
- قوله تعالى (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم)الآية (النساء: 15(، نسخها قوله تعالى (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة)(الآية النور: 2(.
- قوله تعالى (يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين)(الآية الأنفال: 65)، ثم نسخ ذلك قوله تعالى)الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا)إلى قوله: (الصابرين)) الآية الأنفال: 66(.
- والجهاد وقع النسخ فيه مرارا، فكان النبي صلى الله عليه وسلم مأمورا أولا بالمتاركة، فكان الجهاد ممنوعا في ابتداء الإسلام، وأمر بالصبر على أذى الكفار بقوله تعالى)لتبلون في أموالكم وأنفسكم(إلى قوله (وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور)) الآية آل عمران: 186)

ثم أذن الله – سبحانه وتعالى – في القتال للمسلمين إذا ابتدأهم الكفار بالقتال بقوله (فإن قاتلوكم فاقتلوهم)الآية (البقرة: 191)، ثم أباح الله القتال ابتداء لكن في غير الأشهر الحرم بقوله (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم)الآية (التوبة:5).
ثم أمرهم من غير قيد بشرط ولا زمان بقوله(واقتلوهم حيث وجدتموهم)الآية (النساء: 89).

ح‌- الحكمة من رفع الحكم وبقاء التلاوة.
أ‌- أن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم منه والعمل به فيتلى لكونه كلام الله تعالى فيثاب عليه فتركت التلاوة لهذه الحكمة.
ب‌- أن النسخ غالبا يكون للتخفيف فأبقيت التلاوة تذكيرا بالنعمة ورفع المشقة.

3- ما أثر مما نسخت تلاوته .
- عن أبي أمامة بن سهل، أن خالته، قالت(لقد أقرأنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آية الرجم: ((الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة)) (فضائل القرآن: 2/155(
- عن ابن عباس، قال: خطب عمر فقال)ألا إن ناسا يقولون: ما بال الرجم، وإنما في كتاب الله الجلد؟، وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجمنا معه. والله لولا أن يقول قائلون: زاد عمر في كتاب الله لأثبتها كما أنزلت). ((فضائل القرآن: 2/155(
- أن عمر بن الخطاب، مر برجل يقرأ في المصحف:
(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أبوهم)
.
فقال عمر) لا تفارقني حتى نأتي أبي بن كعب)
فأتيا أبي بن كعب فقال) يا أبي، ألا تسمع كيف يقرأ هذا هذه الآية؟(
فقال أبي:)كانتفيما أسقط(
قال عمر: )فأين كنت عنها؟(
فقال)شغلني عنها ما لم يشغلك) (فضائل القرآن: 2/155)
- عن أبي واقد الليثي، قال (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوحي إليه أتيناه، فعلمنا مما أوحي إليه، قال: فجئته ذات يوم، فقال: ))إن الله يقول: {إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ولو أن لابن آدم واديا من ذهب لأحب أن يكون له الثاني، ولو كان له الثاني لأحب أن يكون له الثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. ويتوب الله على من تاب). (فضائل القرآن: 2/155(
- عن أبي موسى الأشعري، قال) نزلت سورة نحو براءة، ثم رفعت، وحفظ منها {إن الله سيؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم. ولو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا. ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. ويتوب الله على من تاب) (فضائل القرآن(:
- عن حميدة بنت أبي يونس، قالت: قرأ علي أبي، وهو ابن ثمانين سنة، في مصحف عائشة: {إن الله وملائكته يصلون على النبي. يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وعلى الذين يصلون الصفوف الأولى}.
قالت: قبل أن يغير عثمان المصاحف.
قال: قال ابن جريج: وأخبرني ابن أبي حميد، عن عبد الرحمن بن هرمز وغيره مثل ذلك في مصحف عائشة). [فضائل القرآن: 2/155)
- عن عدي بن عدي، قال: قال عمر: (كنا نقرأ:)لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم(، ثم قال لزيد بن ثابت)أكذاك يا زيد؟(
قال: (نعم). [فضائل القرآن: 2/155(
- عن المسور بن مخرمة، قال: قال عمر لعبد الرحمن بن عوف) ألم نجد فيما أنزل علينا أن {جاهدوا كما جاهدتم أول مرة}؟).
قال: (فإنا لا نجدها).
فقال: (أسقطت فيما أسقط من القرآن).فضائل القرآن)
- عن أبي بن كعب قال )قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم))): إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن((، فقرأ(( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين))الآية (البينة: 1)، ومن بقيتها))لو أن ابن آدم سأل وادياً من مال فأُعطيه سأل ثانياً وإن سأل ثانياً فأعطيه سأل ثالثاً، وإن سأل ثالثاً فأعطيه سأل رابعاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب، وإن ذات الدين عند الله الحنيفية غير اليهودية ولا النصرانية، ومن يعمل خيراً فلن يكفره)).
- عن أبي سفيان الكلاعي أن مسلمة بن مخلد الأنصاري، قال لهم ذات يوم)أخبِروني بآيتين من القرآن لم يكتبا في المصحف(، فلم يخبروه، وعندهم أبو الكنود سعد بن مالك، فقال مسلمة ((إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ألا أبشروا أنتم المفلحون. والذين آووهم ونصروهم وجادلوا عنهم القوم الذين غضب الله عليهم أولئك لا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون)).
- وفي الصحيحين عن أنس في قصة بئر أصحاب معونة الذين قتلوا وقنت صلى الله عليه وسلم يدعو على قاتليهم قال أنس ((ونزل فيهم قرآن قرأناه، حتى رفع: (أن بلغوا عنا قومنا إنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا))(التحبير في علم التفسير: 256-259)
- ذكر الإمام المحدث أبو الحسين أحمد بن جعفر المنادي في كتابه "الناسخ والمنسوخ" مما رفع رسمه من القرآن ولم يرفع من القلوب حفظه سورتا القنوت في الوتر، قال: ولا خلاف بين الماضين والغابرين أنهما مكتوبتان في المصاحف المنسوبة إلى أبي بن كعب وأنه ذكر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه أقرأه إياهما وتسمى: سورتي الخلع والحفد) البرهان في علوم القرآن:4/36(

4- الاستدلال بالآيات المنسوخ تلاوتها بالتفسير. أرى تأخير هذه المسألة لنهاية الملخص أفضل.
أ‌- أن هذه الآيات المنسوخة مفسرة للقرآن، وقد كان يرى مثل هذا عن بعض التابعين في التفسير فيستحسن ذلك، فكيف إذا روي عن كتاب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
ب‌- توضح المعنى أكثر من التفسير،وذلك كقراءة حفصة وعائشة: ((حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر))، وكقراءة ابن مسعود)) والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهم((، ومثل قراءة أبي بن كعب)) للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر، فإن فاءوا فيهن...((، وكقراءة سعد)) فإن كان له أخ أو أخت من أمه(( ، وكما قرأ ابن عباس)) لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج(( ، وكذلك قراءة جابر)) فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم((.
ت‌- معرفة صحة التأويل
ث‌- يعتبر بها وجه القراءة، كقراءة من قرأ {يقص الحق} فلما وجدتها في قراءة عبد الله ((يقضي بالحق))، علمت أنت أنما هي: يقضي الحق، فقرأتها أنت على ما في المصحف، واعتبرت صحتها بتلك القراءة.

5- محو الآيات من الصدور. الكلام هنا يعتبر مكرر والأمثلة كذلك، والأولى إلحاقها بمسألتها وهي كيفية حصول أول نوع من النسخ.
- عن أبي موسى قال: كنا نقرأ سورة نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني حفظت منها: لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. وكنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منه: يأيها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة. أخرجه مسلم) (تاريخ الإسلام للذهبي:1/412)
- عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: قرأ رجلان سورة أقرأهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانا يقرآن بها فقاما ذات ليلة يصليان فلم يقدرا منها على حرف فأصبحا غاديين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له فقال) إنها مما نُسخ وأُنسي فالهوا عنها). )التحبير في علم التفسير:259(

6- أقسام ما ألف في الناسخ والمنسوخ. بل هي أقسام ما ادعي أنه مما نسخ حكمه وبقيت تلاوته وليس كذلك، فهو لا يخرج عن هذه الاحتمالات.
أ‌- قسم ليس في النسخ من شيئ ولا من التخصيص: - كقوله تعالى:(( ومما رزقناهم ينفقون )) وقوله:(( أنفقوا مما رزقناكم )).
- كقوله تعالى:(( أليس الله بأحكم الحاكمين )) نسخت بآية السيف وليس كذلك لأنه تعالى أحكم الحاكمين أبدا ولا تقبل صفاته النسخ
- وقوله:(( وقولوا للناس حسنا )) نسخت بآية السيف وغلطه اب الحصار بأن الآية حكاية عن ما أخذه بني إسرائيل من الميثاق فهو خبر لا نسخ فيه.
ب‌- من المخصوص لا من المنسوخ:
- كقوله تعالى:(( إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا)) وقوله تعالى:(( والشعراء يتبعهم الغاوون إلا الذين آمنوا )) وقوله:(( فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره ))
ج‌- رفع ما كان عليه الأمر في الجاهلية أو ما كان في شرائع من قبلنا أو في أول الإسلام ولم ينزل في القرآن:كإبطال نكاح نساء الآباء ومشروعية القصاص والدية وحصر الطلاق في الثلاث وعدم إدخاله في النسخ رجحه مكي وغيره وعللوه لأنه لو عد من النسخ لعد جميع القرآن منه،إذ كله أو أكثره رافع لما كان عليه الكفار وأهل الكتاب(الإتقان في علوم القرآن 1442/1443)

7- تقسيم مكي بن أبي طالب لأقسام النسخ في القرآن الكريم.
المنسوخ من القرآن ينقسم إلى ستة أقسام:
- ما رفع الله –جل ذكره- رسمه من كتابه بغير بدلٍ منه، وبقي حفظه في الصدور، ومنع الإجماع على ما في المصحف من تلاوته على أنه قرآن، وبقي حكمه مجمعًا عليه، نحو آية الرّجم
- ما رفع الله حكمه من الآي بحكم آيةٍ أخرى، (وكلاهما ثابتٌ في المصحف المجمع عليه متلوّ، وهذا هو الأكثر في المنسوخ مثل: آية الزنا المنسوخة بالجلد .
- : ما فرض العمل به لعلّةٍ، ثمّ زال العمل به لزوال تلك العلّة، وبقي متلوًّا ثابتًا في المصحف، نحو قوله)):وإن فاتكم شيء من أزواجكم
إلى الكفار)) -الآية- وقوله تعالى (وآتوهم ما أنفقوا واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا)وقوله (فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا)

أمروا بذلك كلّه وفرض عليهم لسبب المهادنة التي كانت بين النبي –عليه السلام- وبين قريش في سنة ستٍ في غزاة الحديبية، إذ صدّوه عن البيت، فلما ذهبت المهادنة وزال وقتها سقط العمل بذلك كله،
- ما رفع الله رسمه وحكمه وزال حفظه من القلوب.
وهذا النوع إنما (يؤخذ بأخبار الآحاد) وذلك نحو ما روى عاصم بن بهدلة المقري –وكان ثقة مأمونًا- عن زرٍّ أنه قال: قال لي أبيّ: يا زرّ إن كانت سورة الأحزاب لتعدل سورة البقرة.

-
ما رفع الله –جل ذكره- رسمه من كتابه فلا يتلى، وأزال حكمه، ولم يرفع حفظه من القلوب، ومنع الإجماع من تلاوته على أنه قرآن.
وهذا أيضًا إنما يؤخذ من طريق الأخبار نحو ما ذكرنا من حديث عائشة –رضي الله عنها- في العشر الرضعات والخمس، فالأمة مجمعة على أن حكم العشر غير لازم، ولا معمول به عند أحد.
- ما حصل من مفهوم الخطاب فنسخ بقرآن متلو وبقي المفهوم ذلك منه متلوًا نحو قوله (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)، فهم من هذا الخطاب أن السكر في غير قرب الصلاة جائز فنسخ ذلك المفهوم قوله: (فاجتنبوه)إلى قوله (فهل أنتم منتهون)فحرم الخمر والسّكر: مثل الخمر، وبقي المفهوم ذلك منه متلوًّا قد نسخ أيضًا بما نسخ ما فهم منه، فيكون فيه نسخان: نسخ حكمٍ ظاهرٍ متلوّ ونسخ حكم ما فهم من متلوه
- ما نسخ الله من فعل النبيّ وأصحابه مما كانوا عليه من الكلام في الصلاة، فنسخه الله بقوله(وقوموا لله قانتين)
- واستغفاره - صلى الله عليه وسلم- لعمه أبي طالب، فنسخه الله بقوله (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين( وهو كثير:
وقد يدخل في هذا نسخ القبلة نحو بيت المقدس- على قول من قال-: إن النبي - صلى الله عليه وسلم- صلى إليها باجتهاده لا بنص من الله.
فأما من قال: إنه - صلى الله عليه وسلم- صلّى إليها بأمرٍ من الله له بدليل قوله (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها). فليس من هذا الفصل. وهو من الفصل الثاني لأن (الناسخ والمنسوخ) متلوّان باقيان. (الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه:67- 71)
8- إجماع الصحابة على قبول ما صنع عثمان في المصاحف
- قال علي رضي الله عنه(لو وليت المصاحف لصنعت فيها الذي صنع عثمان (
- وقال مصعب بن سعد: أدركت الناس حين فعل عثمان ما فعل، فما رأيت أحدا أنكر ذلك، يعني من المهاجرين والأنصار وأهل العلم.
- وأن هذا الذي ألفه عثمان، هو الذي بين ظهري المسلمين اليوم، وهو الذي يحكم على من أنكر منه شيئا بما يحكم على المرتد من الاستتابة، فإن أبى فالقتل (فضائل القرآن: 2/155)
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
وبقيت بعض المسائل اليسيرة يمكنك التعرف عليها من خلال هذا الموضوع:
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...527#post200527

التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 24/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 18/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 18/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 90/100

وفقك الله

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, …صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir