تلخيص درس ( معنى القرآن والسورة والآية )
- المتن
- الشروح والحواشي
أولاً : القرآن :
1- التعريف :
القرآن في اللغة :
القرآن في الاصطلاح :
مسألة رقم ( 1 ) : لكن هل يخرج هذا القيد السنة؟
2- المراد بإعجاز القرآن
مسألة رقم ( 2 ) : فهل تحدى القرآن الناس بآية؟
مسألة رقم ( 3 ) : قول المعتزلة في معنى الإعجاز في الإتيان بمثله
ثانياً : السورة
1 - تعريفها: - تعريفها لغة :
- تعريفها اصطلاحاً :
2 - تسمية سور القرآن وطريقة ثبوتها :
3 - أقل سورة في القرآن
ثالثاً : الآية:
1 - تعريف :
تعريف الآية في اللغة :
تعريفها في الاصطلاح :
مسألة رقم ( 4 ) : هل يوجد تفاضل في آي القرآن ؟
مسألة ( رقم 5 ) : مبنى القول في تفاضل القرآن في بعضه
مسألة رقم ( 6 ) : هل القول بتفاضل القرآن بعضه على بعض يعني التنقص من المفضول ؟
مسألة رقم ( 7 ) : هل البسملة آية من القرآن ؟
2 - حكم قراءته بالعجمية
3 - حكم قراءة القرآن بالمعنى 4 - أنواع ترجمة القرآن وأحكامها :
أولاً : حكم الترجمة الحرفية :
ثانياً : ترجمة الكلمات :
ثالثاً : ترجمة المعاني :
رابعاً : التفسير:
تعريف التفسير :
أولاً : التفسير بالرأى :
1- طرق تفسير القرآن :
2- تفسير القرآن بالنظريات
ثانياً : تأويل القرآن :
مسألة رقم ( 8 ) لماذا تلجأ المبتدعة للتأويل ؟
3- حكم تأويل القرآن
4- الفرق بين التفسير والتأويل
مسألة رقم ( 9 ) حكم التساهل في تفسير القرآن :
5- الفرق بين أهل السنة والأشاعرة في كلام الله ( القرآن ) :
المسائل الاستطرادية :
مسألة رقم ( 1 ) الحديث القدسي والفرق بينه وبين القرآن :
مسألة رقم ( 2 ) : التفضيل بين الأنبياء :
المتن القُرْآنُ مُنَزَّلٌ علَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ للإعجازِ بسُورَةٍ مِنْهُ،
والسُّورَةُ:الطَّائِفَةُ المُتَرْجَمَةُ تَوْقيفًا، وأَقَلُّهَا ثَلاثُ آياتٍ.
والآيةُ:طَائِفَةٌ مِن كَلِمَاتِ القُرْآنِ مُتَمَيِّزَةٌ بفَصْلٍ، ثُمَّ مِنْهُ فَاضِلٌ؛ وهو كَلامُ اللهِ في اللهِ، ومَفْضُولٌ؛ وهو كَلامُهُ -تَعالَى- في غَيْرِه، وتَحرُمُ قِرَاءَتُهُ بالعَجَمِيَّةِ، وبِالمَعْنَى، وتَفْسِيرُهُ بالرَّأْيِ، لا تَأْوِيلُهُ.
الشروح والحواشي
أولاً : القرآن :
1 - تعريف القرآن
القرآن في اللغة : يطلق ويراد به: اسم المفعول: المقروء، المتلو.
ويطلق ويراد به: القراءة. [ هذا على معنى قرأ أو تلا ، وهناك معنى آخر وهو " جمع " ]
القرآن في الاصطلاح : الكلام المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم للإعجاز بسورة منه , فخرج بالمنزل على محمد صلى الله عليه وسلم: التوراة والإنجيل وسائر الكتب.
مسألة رقم ( 1 ) : لكن هل يخرج هذا القيد السنة؟
لا يخرج السنة؛ لأنه عليه الصلاة والسلام كما قال تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3}إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} وفي قضايا كثيرة كان النبي- عليه الصلاة والسلام- يُسأل عن شيء فينـزل جبريل بالوحي مما ليس في القرآن بل من السنة.
وبالإعجاز خرج الأحاديث الربانية (الحديث النبوي، والحديث القدسي ) ، والاقتصار على الإعجاز وإن أنزل القرآن لغيره أيضا لأنه المحتاج إليه في التمييز , وزاد بعض المتأخرين في الحد: المتعبد بتلاوته، ليخرج منسوخ التلاوة.
2 - المراد بإعجاز القرآن:
الإعجاز: هو ما يمكن به تمييز القرآن عن غيره ويحصل التحدي بالقرآن المعجز في ألفاظه ومعانيه وأحكامه وحِكَمِه وأسراره فهو معجز من كل وجه , وقد تحداهم الله بأن يأتوا بسورة من مثله ويقع التحدي على أقصر سورة من القرآن كالكوثر أو ثلاث آيات من غيرها بخلاف ما دونها.
مسألة رقم ( 2 ) : فهل تحدى القرآن الناس بآية؟
لا لم يتحدهم بآية؛ لأن الآية قد تكون كلمة واحدة والعرب ينطقون بكلمة. نطقوا بكلمة واحدة وبجملة يوجد نظيرها في القرآن, يعني العرب لا يعجزون أن ينطقوا بكلمة مفردة؛ مثل: ( مدهامتان ولكن مع كونه لم يتحدهم بآية فإن هذه الآية في موضعها معجزة؛ لا يقوم مقامها غيرها. ففي مقامها وإن لم يحصل التحدي بها. ولو كان في غير كلام الله يمكن أن تستبدل كلمة من القرآن مثل: {مدهامتان} بغيرها، ولكنها لا تؤدي نفس المعنى الذي أدته تلك الكلمة، فعجزوا - وهم أفصح الناس وهم أرباب البلاغة - عن الإتيان بمثله، وأذعنوا وصرحوا بعجزهم.
مسألة رقم ( 3 ) : قول المعتزلة في معنى الإعجاز في الإتيان بمثله
يقول المعتزلة أن العرب قادرون على ذلك لكن الله_جلّ وعلا_ صرفهم عن ذلك، وكلامهم باطل إذ لو صُرفوا عن ذلك ما كان تحديا
ثانياً : السورة
1) تعريفها:
تعريفها لغة :
من السور سور البلد لإحاطتها بجميع الآيات المذكورة تحتها.
أو من السؤر؛ وهو البقية فهذه السورة بقية من القرآن دون سائره
تعريفها اصطلاحاً : وهي الطائفة من القرآن المترجمة أي المسماة باسم خاص توقيفا , وقال بعضهم:السورة قطعة لها أول وآخر، ولا يخلو من نظر لصدقِه على الآية، وعلى القصة , وبهذا يتبين رجحان الحد الأول.
المراد بالتوقيفي: الاسم الذي تذكر به وتشتهر , وقيل بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس بصاف عن الإشكال فقد سمى كثير من الصحابة والتابعين سوراً باسماء من عندهم كما سمى حذيفة التوبة بالفاضحة وسورة العذاب .
2) تسمية سور القرآن وطريقة ثبوتها :
وبعضهم يقول إنه لا يجوز أن تقول: سورة البقرة، إنما تقول: السورة التي يذكر فيها البقرة
وذلك لأجل أن تتم المطابقة بين الترجمة وما ترجم له .
فإذا قلت: سورة البقرة فما نصيب قصة البقرة من عدد آيات سورة البقرة؟
الجواب: آيات معدودة نسبتها: واحد إلى خمسين من مجموع آيات السورة , فكيف يترجم بهذه النسبة على السورة بكاملها؟
لكن هذا القول مردود؛ لأن:
- التعبير بسورة البقرة، وسورة آل عمران، وسورة كذا، وسورة كذا جاء في الأحاديث الصحيحة عن النبي - عليه الصلاة والسلاممنها ما أورده البخاري من حديث ابن مسعود حينما رمى الجمرة ووقف طويلاً وقال: (ههنا وقف من أنزلت عليه سورة البقرة )
-والسور جاء في أسمائها أحاديث، فمن هذه الأسماء ما هو: توقيفي ومنها: ما هو اجتهادي؛ نظراً إلى محتوى السورة. فمثلاً: سورة التوبة توقيفي، لكن سورة الفاضحة - مثلاً اجتهادي؛ نظراً لأنها فضحت المنافقين
3) أقل سورة في القرآن [ في عدد الآيات ]
وأقلها ثلاث آيات كالكوثر على عدم اعتبار البسملة آية من سورة الكوثر .
ثالثاً : الآية:
1 - تعريف الآية :
تعريفها في اللغة : هي العلامة
تعريفها في الاصطلاح : طائفة من كلمات القرآن متميزة بفصل لبدايتها ونهايتها علامات. فلا تمتزج بغيرها , وقد تكون الآية من كلمةٍ واحدة ومنها ما هو أكثر من ذلك .
لكن قد يكون التمييز ظاهراً لكل أحد، وقد يخفى على بعض النّاس كما إذا تعلقت الآية الثانية بالأولى تعلق الصفة بالموصوف أو تعلق الجار والمجرور بمتعلقه , كآية البقرة: { َلعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ() فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ}
مسألة رقم ( 4 ) : هل يوجد تفاضل في آي القرآن ؟
ثم منه) أي من القرآن (فاضل) وهو كلام الله في الله كآية الكرسي (ومفضول) وهو كلامه تعالى في غيره كسورة تبت ،
مسألة ( رقم 5 ) : مبنى القول في تفاضل القرآن في بعضه
وهو مبنى على جواز التفاضل بين الآي والسور وهو الصواب الذي عليه الأكثرون وقال أبو الحسن بن الحصار: العجب ممن يذكر الاختلاف في ذلك مع النصوص الواردة بالتفضيل كحديث البخاري: (أعظم سورة في القرآن الفاتحة ) , ومن ذهب إلى المنع قال: لئلا يوهم التفضيل نقص المفضل عليه.
وبعضهم قال أن القرآن ينقسم إلى أفضل وفاضل ومفضول لأن كلام الله بعضه أفضل من بعض كفضل الفاتحة وآية الكرسي على غيرهما.
[ تضم المسائل 4 ، 5 ،6 لبعض تحتى عنوان " الخلاف في تفضيل آيات القرآن على بعض ] وتحرر الأقوال فيها إلى قولين :
1: .... قال به فلان.
الدليل
2: قال به فلان.
الدليل
الراجح ... لــــ ]
مسألة رقم ( 6 ) : هل القول بتفاضل القرآن بعضه على بعض يعني التنقص من المفضول ؟
لا يعني هذا تنقص بعض السور أو قلة الأجر في قراءتها بل سورة {تبت} في كل حرف عشر حسنات كغيرها من السور؛ لكن هل تعدل ثلث القرآن مثل ( قل هو الله أحد )؟
الجواب: لا
وبعض المبتدعة لا يقرأ سورة تبتلأنها تتحدث عن أبي لهب وهو عم النبي- عليه الصلاة والسلام - وعم الرجل صنو أبيه قاولوا: إن هذه إهانة للنبي-عليه الصلاة والسلام-أن نتكلم في عمه.
مسألة رقم ( 7 ) : هل البسملة آية من القرآن ؟
-ومن أهل العلم من يرى أن البسملة آية من كل سورة من سور القرآن.
- ومنهم: من يرى أنها ليست بآية، ولا في سورة واحدة من سور القرآن
-ومنهم: من يرى أنها آيةٌ واحدة ٌ نزلت للفصل بين السور.
لكنهم يُجمعون بأنها ليست آية في أول التوبة، ويجمعون على أنها بعض آية في سورة النمل، فهذان محلا إجماع، والخلاف فيما عدا ذلك.
و يستدل من يقول إنها آية بإجماع الصحابة على كتابتها في المصحف ؛ ولولا أنها آية لم يجَرؤوا على كتابتها في المصحف.
والذين يقولون أنها ليست بآية استدلوا بالإجماع على أنها لو كانت آية لما جاز الاختلاف فيها، فإن من جحد حرفاً من القرآن المجمع عليه يكفر عند أهل العلم؛ لأن القرآن مصون من الزيادة والنقصان.
والذي يقول: إنها آية نزلت للفصل بين السور: وهذا المرجح عند شيخ الإسلام، وجمع من أهل العلم يخرج من الإجماع، وكأن هذا أقوى الأقوال .
2 - حكم قراءته بالعجمية وتحرم قراءة القرآن بالعجمية أي باللسان غير العربي لأنه يذهب إعجازه الذي أنزل له، ولهذا يترجم العاجز عن الأذكار في الصلاة ولا يترجم عن القرآن بل ينتقل إلى البدل .
يعني الأمور المتعبد بها لا يجوز القرءاة فيها بغير العربية ؛ كالقراءة في الصلاة ، أذكار الصلاة، التكبير، التسبيح، وغير ذلك مما يقال كالتشهد في الصلاة لابد من أن يقال بالعربية.
ومنهم من يقول: إذا لم يستطع تعلم العربية فيأتي به بلغته خير من ألا يأتي بها أصلاً، لكن هذه ألفاظ متعبد بها.
خطبة الجمعة لا يجوز أن تكون بغير العربية؛ نعم للخطيب أن يترجم بعض الجمل، أو بعض الكلام وإن كان هذا بعد نهاية الصلاة كان أولى. المقصود أن العبادات توقيفية .
3 - حكم قراءة القرآن بالمعنى وتحرم بالمعنى قراءته وإن جازت رواية الحديث بالمعنى لفوات الإعجاز المقصود من القرآن.
4 - أنواع ترجمة القرآن وأحكامها :
- ترجمة حرفية
- ترجمة الكلمات
- ترجمة المعاني .
أحكام الترجمة على التفصيل : أولاً : حكم الترجمة الحرفية : حرام ولا يمكن ترجمة القرآن بهذه الكيفية , وهي مستحيلة و غير ممكنة , كيف يترجم قوله تعالى: { هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ} إلى غير العربية؟
هل يمكن ترجمتها إلى غير العربية بحروفها؟
بمعنى أن يؤتى إلى (هن) : الهاء وتضع مكانها ما يقابلها من اللغة الأخرى ، وهكذا ما بعدها من الحروف، فالترجمة الحرفية بالحروف غير ممكنة.
ثانياً : ترجمة الكلمات : فلا يمكن ترجمتها كلمة كلمة؛ فالكلمة الواحدة تحتمل أكثر من معنى فقد يسبق إلى ذهنه أول المعاني، فإذا أريد إعادة الكلام إلى العربية يسبق إلى ذهن المترجم كلمة قد لا تكون هي المرادة.
ثالثاً : ترجمة المعاني : ترجمة المعاني لا سيما بالتعبد بالقراءة، وترتيب الآثار عليها، وتصحيح العبادات بها لا تمكن بغير ترجمة المعاني ، كما هو قول الجمهور لأجل الحاجة والضرورة داعية إليه، فجماهير أهل العلم على جواز ترجمة معاني القرآن .
رابعاً : التفسير
تعريف التفسير : التفسير من الفَسِر وهو الكشف والتوضيح والبيان
أولاً : التفسير بالرأى :
ويحرم تفسيره بالرأي قال صلى الله عليه وسلم ( من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار , من غير اعتمادٍ على تفسير القرآن بالقرآن، ولا بالسنّة، ولا بأقوال الصحابة والتابعين، ولا بلغة العرب .
1- طرق تفسير القرآن :
· من التفسير ما يعرفه العرب من لُغتهم
· ومنه ما يُعرف بالقرآن في موضع آخر إذا ضمت آية إلى أخرى تبين المـُراد منها.
· ومنها ما يُعرف معناه بالسنّة؛ لأن السنّة تُبين القرآن وتُفسره .
· ومنها ما يُعرف بما يُروى عن الصحابة الذين عاصروا التنزبل وعايشوا الرسول صلى الله عليه وسلم .
2- تفسير القرآن بالنظريات
هل اكتُشفت النظريات قطعًا أو ظنًا؟ ..... هناك بعض النظريات سارع بعض النّاس في تنزيل بعض الآيات عليها، ثمّ اكتُشف غيرُها، مثل هذا لا يجوز اقترانه بالقرآن؛ لأنّه يُعرضه للنفي والإثبات ، لكن إذا وُجِدَ أمر قطعي، يعني أدركتهُ الحواس، فمثل هذا لاشك أنّه مما يُخبِرُ الله_جلّ وعلا_، أو مما أخبر الله _جلّ وعلا_ بكتابه عنه وحصل على أرض الواقع .
ثانياً : تأويل القرآن :
1) ما يؤول إليه الكلام _ يعني حقيقة الكلام _ فالنبيّ صلى الله عليه وسلميُكثر من الاستغفار، والتسبيح، يتأول القرآن، يتأول سورة النصر.
2) ومنه حملُ القرآن على المعنى المـَرجوح ، هذا تأويل الراجح ظاهر، والمرجوح مُؤول والذي لا يحتمل نص فالنص مافيه إشكال، الآية المـُحتملة لمعنى راجح ، ومعنى مرجوح، الراجح هو: الظاهر، وعليه المـُعول عند أهل العلم؛ لكن قد يمنع من إرادة هذا الظاهر مانع فيُلجأ حينئذ إلى الإحتمال المـَرجوح مثلاً{لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} الاحتمال الراجح في استعمال العرب لهذا اللفظ: معهم بينهم مختلط بينهم، بذاته معهم مختلط بهم .
لكن الاحتمال المـَرجوح: إنّه معهم بحفظه ورعايته وعنايتهِ المعية الخاصة، نعم... هذا احتمال مرجوح منع منه أدلةٌ تمنع من الحلول والمخالطة والممازجة.
مسألة رقم ( 8 ) لماذا تلجأ المبتدعة للتأويل ؟ لإثبات ما أرادوا ونفي ما لم يُريدوا ، من غير دليلٍ يقتضيه .
3- حكم تأويل القرآن
لا يحرم التأويل بالرأى للعالم بالقواعد والعارف بعلوم القرآن المحتاج إليها , وبعضهم منع التأويل أيضا سداً لباب الاختلاف .
4- الفرق بين التفسير والتأويل
والفرق أن التفسير الشهادة على الله تعالى والقطع بأنه عنى بهذا اللفظ هذا فلم يجز إلا بنص من النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة الذين شاهدوا التنزيل والوحي، ولهذا جزم الحاكم بأن تفسير الصحابي مطلقاً في حكم المرفوع.
وأما التأويل فهو ترجيح أحد المحتملات بدون القطع والشهادة على الله تعالى فاغتفر.
ولهذا اختلف جماعة من الصحابة والسلف في تأويل آيات ولو كان عندهم فيه نص من النبي صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا.
مسألة رقم ( 9 ) : حكم التساهل في تفسير القرآن :
هناك من يقول بعضُ الكتاب: القرآن بالعربية وهم رجال ونحن رجال نفهم مثل ما يفهمون، نقول: ليس بصحيح، كيف تفهم وهم يَفهمون، ونحن نقول: أنت لا علاقة لك بالتفسير، ، وإذا كان أهل العلم يحتاطون في تفسير السنّة وشرحها، فلأن يحتاطوا في تفسير القرآن من باب أولى؛ لأن الذي يُفسر القرآن يدعي أن هذا مُرادُ الله من كلامه فأنت قولته وحملته من المعنى ما لم يحتمل، ولذا جاء الذّم الشديد لمن قال بالقرآن برأيه، وقد يتجه الذم على من قال بالقرآن برأيه ولو أصاب،كمن حكم بين إثنين بجهل فهو في النّار ولو أصاب الحكم،
لو قال بعضهم: لعّل المـُراد كذا، ولم يقطع بشيء ، ووافق تفسيرُ أحدِهم إذا جيء بصيغة الترجي فالأمرُ فيه سَعة، فقد ورد في السنة حديث: السبعين ألف الذين يدخلُون الجنّة من غير حساب ولا عذاب، قاله النبيّ _عليه الصلاة والسلام_ ودخل تركهم،((فباتوا يدوكون))، لعلّهم كذا... لعلّهم كذا؛ فلم خرج النبيّ_عليه الصلاة والسلام_ أخبروهُ وما ثَرب عليهم ولا خطأهم، لماذا؟ ..... لا , لأنّهم لم يجزموا،
5- الفرق بين أهل السنة والأشاعرة في كلام الله ( القرآن ) :
أولاً:الله - جل وعلا - كما هو معتقد أهل السنة والجماعة: يتكلم بحرف وصوت مسموع , دلت النصوص على أن جبريل يسمع كلام الله - جل وعلا -.
ثانياً:الله - جل وعلا- يتكلم متى شاء إذا شاء؛ فكلامه وإن كان قديم النوع إلا إنّه مُتجدد الآحاد، فأفراده متجددة يتكلم متى شاء إذا شاء.
وعند الأشاعرة الذين يقولون بالكلام النفسي يقولون: كلامه واحد، تكلم في الأزل ولا يتكلم بعد ذلك، ولم يتكلم بعد ذلك، وكلامه واحد.
هذا الكلام الواحد؛ إن عُبر عنه بالعربية صار قرآناً، وإن عبر بالعبرانية صار توراة، وبالسريانية يصير إنجيلاً!
إذاً الشرائع متطابقة؛ جميع الأحكام التي جاءت في التوراة - على هذا الكلام - هي جميع الأحكام من غير زيادة ولا نقصان جاءت في الإنجيل؛ إذن هي جميع الأحكام التي جاءت في القرآن، ولا فرق.
ففي التوراة - على قولهم - سورة {تبت} إلا إنها بالعبرانية!
وفي الإنجيل سورة {تبت} إلا إنها بالسريانية!
فعلى كلامهم: لما نزلت على النبي - عليه الصلاة والسلام - سورة اقرأ في الغار وذهب بها ترجف فؤاده ثم التقى بورقة بن نوفل وقرأ عليه ما أنزل عليه، وشهد له بالرسالة، وكان ورقة كما في الحديث الصحيح قد قرأ الكتب السابقة من التوراة والإنجيل، فكان يترجم هذه الكتب السابقة من العبرانية والسريانية إلى العربية.
فلما قرأ عليه النبي- عليه الصلاة والسلام - سورة اقرأ - قرأها بالعربية، وهو يعرف العبرانية و السريانية، ويعرف التوراة والإنجيل، ويترجمها من لغةٍ إلى لغة؛ هل قال: هذا موجود عند من تقدم من الرسل؟
هل سورة (اقرأ) موجودة في التوراة وموجودة في الإنجيل باللغات الأخرى؟
قال: {هذا الناموس الذي أنزل على موسى} يعني جبريل.
فببداهة العقول لايمكن أن يقول قائل: إن الأحكام الموجودة في القرآن بما في ذلك ما اقتضته الحاجة المتأخرة؛ لأن من القرآن ما نزل بسبب واقعة؛ كقصة الظهار التي نزلت في هلال بن أمية، وقصة اللعان التي نزلت في عويمر العجلاني
هل يقال: إن هذه القصة حصلت لليهود والنصارى بلغاتهم؟
فهذا قولٌ باطل ، ففي التوراة ما يخصها من الأحكام، وفي الإنجيل ما يخصه، وفي كتابنا ما يخصه. ويستقل كتابنا بالإعجاز والحفظ؛ فكتابنا محفوظ تكفل الله بحفظه إلى قيام الساعة، إلى أن يرفع، وكتبهم استحفظوا عليها فلم يحفظوها. وفي الكتب الأخرى {بما استحفظوا عليه}ولم يحفظوا.
المسائل الاستطرادية :
مسألة رقم ( 1 ) الحديث القدسي والفرق بينه وبين القرآن :
التعريف المشتهر للحديث القدسي: هو كلامٌ معناه من الله-سبحانه وتعالى-ولفظه من النبي-صلى الله عليه وسلم
مسألة رقم ( 2 ) : التفضيل بين الأنبياء :
يجوز التفضيل بين الأنبياء لقول الله - جل وعلا -: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} , وأما قول النبي-عليه الصلاة والسلام -: ((لا تفضلوا بين الأنبياء، لا تفضلوني على موسى، لا تخيروا بين الأنبياء، لا تفضلوني على يونس بن متى ))
فيراد به ما إذا أدى هذا التفضيل إلى تنقص المفضول، فإنه يمنع حينئذ التفضيل سواء كان في الآيات أو بين الرسل , فإذا أدى هذا إلى التنقص فيمنع التفضيل .