دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 جمادى الآخرة 1436هـ/2-04-2015م, 12:48 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي ( تلخيص منظومة الزمزمي )

تلخيص درس ( معنى القرآن والسورة والآية )

- المتن
- الشروح والحواشي
أولاً : القرآن :
1- التعريف :

القرآن في اللغة :
القرآن في الاصطلاح :
مسألة رقم ( 1 ) : لكن هل يخرج هذا القيد السنة؟
2- المراد بإعجاز القرآن
مسألة رقم ( 2 ) : فهل تحدى القرآن الناس بآية؟
مسألة رقم ( 3 ) : قول المعتزلة في معنى الإعجاز في الإتيان بمثله
ثانياً : السورة
1 - تعريفها:
- تعريفها لغة :
- تعريفها اصطلاحاً :
2 - تسمية سور القرآن وطريقة ثبوتها :
3 - أقل سورة في القرآن
ثالثاً : الآية:
1 - تعريف :

تعريف الآية في اللغة :
تعريفها في الاصطلاح :
مسألة رقم ( 4 ) : هل يوجد تفاضل في آي القرآن ؟
مسألة ( رقم 5 ) : مبنى القول في تفاضل القرآن في بعضه
مسألة رقم ( 6 ) : هل القول بتفاضل القرآن بعضه على بعض يعني التنقص من المفضول ؟
مسألة رقم ( 7 ) : هل البسملة آية من القرآن ؟
2 - حكم قراءته بالعجمية

3 - حكم قراءة القرآن بالمعنى
4 - أنواع ترجمة القرآن وأحكامها :
أولاً : حكم الترجمة الحرفية :
ثانياً : ترجمة الكلمات :
ثالثاً : ترجمة المعاني :


رابعاً : التفسير:
تعريف التفسير :
أولاً : التفسير بالرأى :
1- طرق تفسير القرآن :
2- تفسير القرآن بالنظريات
ثانياً : تأويل القرآن :
مسألة رقم ( 8 ) لماذا تلجأ المبتدعة للتأويل ؟
3- حكم تأويل القرآن
4- الفرق بين التفسير والتأويل
مسألة رقم ( 9 ) حكم التساهل في تفسير القرآن :
5- الفرق بين أهل السنة والأشاعرة في كلام الله ( القرآن ) :


المسائل الاستطرادية :
مسألة رقم ( 1 ) الحديث القدسي والفرق بينه وبين القرآن :
مسألة رقم ( 2 ) : التفضيل بين الأنبياء :

المتن
القُرْآنُ مُنَزَّلٌ علَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ للإعجازِ بسُورَةٍ مِنْهُ،

والسُّورَةُ:الطَّائِفَةُ المُتَرْجَمَةُ تَوْقيفًا، وأَقَلُّهَا ثَلاثُ آياتٍ.
والآيةُ:طَائِفَةٌ مِن كَلِمَاتِ القُرْآنِ مُتَمَيِّزَةٌ بفَصْلٍ، ثُمَّ مِنْهُ فَاضِلٌ؛ وهو كَلامُ اللهِ في اللهِ، ومَفْضُولٌ؛ وهو كَلامُهُ -تَعالَى- في غَيْرِه، وتَحرُمُ قِرَاءَتُهُ بالعَجَمِيَّةِ، وبِالمَعْنَى، وتَفْسِيرُهُ بالرَّأْيِ، لا تَأْوِيلُهُ.
الشروح والحواشي
أولاً : القرآن :
1 - تعريف القرآن

القرآن في اللغة : يطلق ويراد به: اسم المفعول: المقروء، المتلو.
ويطلق ويراد به: القراءة.
القرآن في الاصطلاح : الكلام المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم للإعجاز بسورة منه , فخرج بالمنزل على محمد صلى الله عليه وسلم: التوراة والإنجيل وسائر الكتب.


مسألة رقم ( 1 ) : لكن هل يخرج هذا القيد السنة؟
لا يخرج السنة؛ لأنه عليه الصلاة والسلام كما قال تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3}إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} وفي قضايا كثيرة كان النبي- عليه الصلاة والسلام- يُسأل عن شيء فينـزل جبريل بالوحي مما ليس في القرآن بل من السنة.
وبالإعجاز خرج الأحاديث الربانية (الحديث النبوي، والحديث القدسي ) ، والاقتصار على الإعجاز وإن أنزل القرآن لغيره أيضا لأنه المحتاج إليه في التمييز , وزاد بعض المتأخرين في الحد: المتعبد بتلاوته، ليخرج منسوخ التلاوة.


2 - المراد بإعجاز القرآن:
الإعجاز: هو ما يمكن به تمييز القرآن عن غيره ويحصل التحدي بالقرآن المعجز في ألفاظه ومعانيه وأحكامه وحِكَمِه وأسراره فهو معجز من كل وجه , وقد تحداهم الله بأن يأتوا بسورة من مثله ويقع التحدي على أقصر سورة من القرآن كالكوثر أو ثلاث آيات من غيرها بخلاف ما دونها.


مسألة رقم ( 2 ) : فهل تحدى القرآن الناس بآية؟
لا لم يتحدهم بآية؛ لأن الآية قد تكون كلمة واحدة والعرب ينطقون بكلمة. نطقوا بكلمة واحدة وبجملة يوجد نظيرها في القرآن, يعني العرب لا يعجزون أن ينطقوا بكلمة مفردة؛ مثل: ( مدهامتان ولكن مع كونه لم يتحدهم بآية فإن هذه الآية في موضعها معجزة؛ لا يقوم مقامها غيرها. ففي مقامها وإن لم يحصل التحدي بها. ولو كان في غير كلام الله يمكن أن تستبدل كلمة من القرآن مثل: {مدهامتان} بغيرها، ولكنها لا تؤدي نفس المعنى الذي أدته تلك الكلمة، فعجزوا - وهم أفصح الناس وهم أرباب البلاغة - عن الإتيان بمثله، وأذعنوا وصرحوا بعجزهم.


مسألة رقم ( 3 ) : قول المعتزلة في معنى الإعجاز في الإتيان بمثله
يقول المعتزلة أن العرب قادرون على ذلك لكن الله_جلّ وعلا_ صرفهم عن ذلك، وكلامهم باطل إذ لو صُرفوا عن ذلك ما كان تحديا

ثانياً : السورة
1) تعريفها:
تعريفها لغة :
من السور سور البلد لإحاطتها بجميع الآيات المذكورة تحتها.
أو من السؤر؛ وهو البقية فهذه السورة بقية من القرآن دون سائره
تعريفها اصطلاحاً : وهي الطائفة من القرآن المترجمة أي المسماة باسم خاص توقيفا , وقال بعضهم:السورة قطعة لها أول وآخر، ولا يخلو من نظر لصدقِه على الآية، وعلى القصة , وبهذا يتبين رجحان الحد الأول.
المراد بالتوقيفي: الاسم الذي تذكر به وتشتهر , وقيل بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس بصاف عن الإشكال فقد سمى كثير من الصحابة والتابعين سوراً باسماء من عندهم كما سمى حذيفة التوبة بالفاضحة وسورة العذاب .
2) تسمية سور القرآن وطريقة ثبوتها :
وبعضهم يقول إنه لا يجوز أن تقول: سورة البقرة، إنما تقول: السورة التي يذكر فيها البقرة
وذلك لأجل أن تتم المطابقة بين الترجمة وما ترجم له .
فإذا قلت: سورة البقرة فما نصيب قصة البقرة من عدد آيات سورة البقرة؟
الجواب: آيات معدودة نسبتها: واحد إلى خمسين من مجموع آيات السورة , فكيف يترجم بهذه النسبة على السورة بكاملها؟
لكن هذا القول مردود؛ لأن:
-
التعبير بسورة البقرة، وسورة آل عمران، وسورة كذا، وسورة كذا جاء في الأحاديث الصحيحة عن النبي - عليه الصلاة والسلاممنها ما أورده البخاري من حديث ابن مسعود حينما رمى الجمرة ووقف طويلاً وقال: (ههنا وقف من أنزلت عليه سورة البقرة )
-والسور جاء في أسمائها أحاديث، فمن هذه الأسماء ما هو: توقيفي ومنها: ما هو اجتهادي؛ نظراً إلى محتوى السورة. فمثلاً: سورة التوبة توقيفي، لكن سورة الفاضحة - مثلاً اجتهادي؛ نظراً لأنها فضحت المنافقين
3) أقل سورة في القرآن
وأقلها ثلاث آيات كالكوثر على عدم اعتبار البسملة آية من سورة الكوثر .
ثالثاً : الآية:
1 - تعريف الآية :

تعريفها في اللغة : هي العلامة
تعريفها في الاصطلاح : طائفة من كلمات القرآن متميزة بفصل لبدايتها ونهايتها علامات. فلا تمتزج بغيرها , وقد تكون الآية من كلمةٍ واحدة ومنها ما هو أكثر من ذلك .
لكن قد يكون التمييز ظاهراً لكل أحد، وقد يخفى على بعض النّاس كما إذا تعلقت الآية الثانية بالأولى تعلق الصفة بالموصوف أو تعلق الجار والمجرور بمتعلقه , كآية البقرة: { َلعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ() فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ}

مسألة رقم ( 4 ) : هل يوجد تفاضل في آي القرآن ؟
ثم منه) أي من القرآن (فاضل) وهو كلام الله في الله كآية الكرسي (ومفضول) وهو كلامه تعالى في غيره كسورة تبت ،


مسألة ( رقم 5 ) : مبنى القول في تفاضل القرآن في بعضه
وهو مبنى على جواز التفاضل بين الآي والسور وهو الصواب الذي عليه الأكثرون وقال أبو الحسن بن الحصار: العجب ممن يذكر الاختلاف في ذلك مع النصوص الواردة بالتفضيل كحديث البخاري: (أعظم سورة في القرآن الفاتحة ) , ومن ذهب إلى المنع قال: لئلا يوهم التفضيل نقص المفضل عليه.
وبعضهم قال أن القرآن ينقسم إلى أفضل وفاضل ومفضول لأن كلام الله بعضه أفضل من بعض كفضل الفاتحة وآية الكرسي على غيرهما.


مسألة رقم ( 6 ) : هل القول بتفاضل القرآن بعضه على بعض يعني التنقص من المفضول ؟
لا يعني هذا تنقص بعض السور أو قلة الأجر في قراءتها بل سورة {تبت} في كل حرف عشر حسنات كغيرها من السور؛ لكن هل تعدل ثلث القرآن مثل ( قل هو الله أحد )؟
الجواب: لا
وبعض المبتدعة لا يقرأ سورة تبتلأنها تتحدث عن أبي لهب وهو عم النبي- عليه الصلاة والسلام - وعم الرجل صنو أبيه قاولوا: إن هذه إهانة للنبي-عليه الصلاة والسلام-أن نتكلم في عمه.


مسألة رقم ( 7 ) : هل البسملة آية من القرآن ؟
-ومن أهل العلم من يرى أن البسملة آية من كل سورة من سور القرآن.
- ومنهم: من يرى أنها ليست بآية، ولا في سورة واحدة من سور القرآن
-ومنهم: من يرى أنها آيةٌ واحدة ٌ نزلت للفصل بين السور.
لكنهم يُجمعون بأنها ليست آية في أول التوبة، ويجمعون على أنها بعض آية في سورة النمل، فهذان محلا إجماع، والخلاف فيما عدا ذلك.
و يستدل من يقول إنها آية بإجماع الصحابة على كتابتها في المصحف ؛ ولولا أنها آية لم يجَرؤوا على كتابتها في المصحف.
والذين يقولون أنها ليست بآية استدلوا بالإجماع على أنها لو كانت آية لما جاز الاختلاف فيها، فإن من جحد حرفاً من القرآن المجمع عليه يكفر عند أهل العلم؛ لأن القرآن مصون من الزيادة والنقصان.
والذي يقول: إنها آية نزلت للفصل بين السور: وهذا المرجح عند شيخ الإسلام، وجمع من أهل العلم يخرج من الإجماع، وكأن هذا أقوى الأقوال .

2 - حكم قراءته بالعجمية
وتحرم قراءة القرآن بالعجمية أي باللسان غير العربي لأنه يذهب إعجازه الذي أنزل له، ولهذا يترجم العاجز عن الأذكار في الصلاة ولا يترجم عن القرآن بل ينتقل إلى البدل .
يعني الأمور المتعبد بها لا يجوز القرءاة فيها بغير العربية ؛ كالقراءة في الصلاة ، أذكار الصلاة، التكبير، التسبيح، وغير ذلك مما يقال كالتشهد في الصلاة لابد من أن يقال بالعربية.
ومنهم من يقول: إذا لم يستطع تعلم العربية فيأتي به بلغته خير من ألا يأتي بها أصلاً، لكن هذه ألفاظ متعبد بها.
خطبة الجمعة لا يجوز أن تكون بغير العربية؛ نعم للخطيب أن يترجم بعض الجمل، أو بعض الكلام وإن كان هذا بعد نهاية الصلاة كان أولى. المقصود أن العبادات توقيفية .

3 - حكم قراءة القرآن بالمعنى
وتحرم بالمعنى قراءته وإن جازت رواية الحديث بالمعنى لفوات الإعجاز المقصود من القرآن.


4 - أنواع ترجمة القرآن وأحكامها :
- ترجمة حرفية
- ترجمة الكلمات
- ترجمة المعاني .
أحكام الترجمة على التفصيل :
أولاً : حكم الترجمة الحرفية : حرام ولا يمكن ترجمة القرآن بهذه الكيفية , وهي مستحيلة و غير ممكنة , كيف يترجم قوله تعالى: { هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ} إلى غير العربية؟
هل يمكن ترجمتها إلى غير العربية بحروفها؟
بمعنى أن يؤتى إلى (هن) : الهاء وتضع مكانها ما يقابلها من اللغة الأخرى ، وهكذا ما بعدها من الحروف، فالترجمة الحرفية بالحروف غير ممكنة.
ثانياً : ترجمة الكلمات : فلا يمكن ترجمتها كلمة كلمة؛ فالكلمة الواحدة تحتمل أكثر من معنى فقد يسبق إلى ذهنه أول المعاني، فإذا أريد إعادة الكلام إلى العربية يسبق إلى ذهن المترجم كلمة قد لا تكون هي المرادة.
ثالثاً : ترجمة المعاني : ترجمة المعاني لا سيما بالتعبد بالقراءة، وترتيب الآثار عليها، وتصحيح العبادات بها لا تمكن بغير ترجمة المعاني ، كما هو قول الجمهور لأجل الحاجة والضرورة داعية إليه، فجماهير أهل العلم على جواز ترجمة معاني القرآن .

رابعاً : التفسير
تعريف التفسير : التفسير من الفَسِر وهو الكشف والتوضيح والبيان
أولاً : التفسير بالرأى :
ويحرم تفسيره بالرأي قال صلى الله عليه وسلم ( من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار , من غير اعتمادٍ على تفسير القرآن بالقرآن، ولا بالسنّة، ولا بأقوال الصحابة والتابعين، ولا بلغة العرب .
1- طرق تفسير القرآن :
· من التفسير ما يعرفه العرب من لُغتهم
· ومنه ما يُعرف بالقرآن في موضع آخر إذا ضمت آية إلى أخرى تبين المـُراد منها.
· ومنها ما يُعرف معناه بالسنّة؛ لأن السنّة تُبين القرآن وتُفسره .
· ومنها ما يُعرف بما يُروى عن الصحابة الذين عاصروا التنزبل وعايشوا الرسول صلى الله عليه وسلم .
2- تفسير القرآن بالنظريات
هل اكتُشفت النظريات قطعًا أو ظنًا؟ ..... هناك بعض النظريات سارع بعض النّاس في تنزيل بعض الآيات عليها، ثمّ اكتُشف غيرُها، مثل هذا لا يجوز اقترانه بالقرآن؛ لأنّه يُعرضه للنفي والإثبات ، لكن إذا وُجِدَ أمر قطعي، يعني أدركتهُ الحواس، فمثل هذا لاشك أنّه مما يُخبِرُ الله_جلّ وعلا_، أو مما أخبر الله _جلّ وعلا_ بكتابه عنه وحصل على أرض الواقع .


ثانياً : تأويل القرآن :
1) ما يؤول إليه الكلام _ يعني حقيقة الكلام _ فالنبيّ صلى الله عليه وسلميُكثر من الاستغفار، والتسبيح، يتأول القرآن، يتأول سورة النصر.
2) ومنه حملُ القرآن على المعنى المـَرجوح ، هذا تأويل الراجح ظاهر، والمرجوح مُؤول والذي لا يحتمل نص فالنص مافيه إشكال، الآية المـُحتملة لمعنى راجح ، ومعنى مرجوح، الراجح هو: الظاهر، وعليه المـُعول عند أهل العلم؛ لكن قد يمنع من إرادة هذا الظاهر مانع فيُلجأ حينئذ إلى الإحتمال المـَرجوح مثلاً{لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} الاحتمال الراجح في استعمال العرب لهذا اللفظ: معهم بينهم مختلط بينهم، بذاته معهم مختلط بهم .
لكن الاحتمال المـَرجوح: إنّه معهم بحفظه ورعايته وعنايتهِ المعية الخاصة، نعم... هذا احتمال مرجوح منع منه أدلةٌ تمنع من الحلول والمخالطة والممازجة.
مسألة رقم ( 8 ) لماذا تلجأ المبتدعة للتأويل ؟ لإثبات ما أرادوا ونفي ما لم يُريدوا ، من غير دليلٍ يقتضيه .
3- حكم تأويل القرآن
لا يحرم التأويل بالرأى للعالم بالقواعد والعارف بعلوم القرآن المحتاج إليها , وبعضهم منع التأويل أيضا سداً لباب الاختلاف .
4- الفرق بين التفسير والتأويل
والفرق أن التفسير الشهادة على الله تعالى والقطع بأنه عنى بهذا اللفظ هذا فلم يجز إلا بنص من النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة الذين شاهدوا التنزيل والوحي، ولهذا جزم الحاكم بأن تفسير الصحابي مطلقاً في حكم المرفوع.
وأما التأويل فهو ترجيح أحد المحتملات بدون القطع والشهادة على الله تعالى فاغتفر.
ولهذا اختلف جماعة من الصحابة والسلف في تأويل آيات ولو كان عندهم فيه نص من النبي صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا.
مسألة رقم ( 9 ) : حكم التساهل في تفسير القرآن :
هناك من يقول بعضُ الكتاب: القرآن بالعربية وهم رجال ونحن رجال نفهم مثل ما يفهمون، نقول: ليس بصحيح، كيف تفهم وهم يَفهمون، ونحن نقول: أنت لا علاقة لك بالتفسير، ، وإذا كان أهل العلم يحتاطون في تفسير السنّة وشرحها، فلأن يحتاطوا في تفسير القرآن من باب أولى؛ لأن الذي يُفسر القرآن يدعي أن هذا مُرادُ الله من كلامه فأنت قولته وحملته من المعنى ما لم يحتمل، ولذا جاء الذّم الشديد لمن قال بالقرآن برأيه، وقد يتجه الذم على من قال بالقرآن برأيه ولو أصاب،كمن حكم بين إثنين بجهل فهو في النّار ولو أصاب الحكم،
لو قال بعضهم: لعّل المـُراد كذا، ولم يقطع بشيء ، ووافق تفسيرُ أحدِهم إذا جيء بصيغة الترجي فالأمرُ فيه سَعة، فقد ورد في السنة حديث: السبعين ألف الذين يدخلُون الجنّة من غير حساب ولا عذاب، قاله النبيّ _عليه الصلاة والسلام_ ودخل تركهم،((فباتوا يدوكون))، لعلّهم كذا... لعلّهم كذا؛ فلم خرج النبيّ_عليه الصلاة والسلام_ أخبروهُ وما ثَرب عليهم ولا خطأهم، لماذا؟ ..... لا , لأنّهم لم يجزموا،
5- الفرق بين أهل السنة والأشاعرة في كلام الله ( القرآن ) :
أولاً:الله - جل وعلا - كما هو معتقد أهل السنة والجماعة: يتكلم بحرف وصوت مسموع , دلت النصوص على أن جبريل يسمع كلام الله - جل وعلا -.
ثانياً:الله - جل وعلا- يتكلم متى شاء إذا شاء؛ فكلامه وإن كان قديم النوع إلا إنّه مُتجدد الآحاد، فأفراده متجددة يتكلم متى شاء إذا شاء.
وعند الأشاعرة الذين يقولون بالكلام النفسي يقولون: كلامه واحد، تكلم في الأزل ولا يتكلم بعد ذلك، ولم يتكلم بعد ذلك، وكلامه واحد.
هذا الكلام الواحد؛ إن عُبر عنه بالعربية صار قرآناً، وإن عبر بالعبرانية صار توراة، وبالسريانية يصير إنجيلاً!
إذاً الشرائع متطابقة؛ جميع الأحكام التي جاءت في التوراة - على هذا الكلام - هي جميع الأحكام من غير زيادة ولا نقصان جاءت في الإنجيل؛ إذن هي جميع الأحكام التي جاءت في القرآن، ولا فرق.
ففي التوراة - على قولهم - سورة {تبت} إلا إنها بالعبرانية!
وفي الإنجيل سورة {تبت} إلا إنها بالسريانية!
فعلى كلامهم: لما نزلت على النبي - عليه الصلاة والسلام - سورة اقرأ في الغار وذهب بها ترجف فؤاده ثم التقى بورقة بن نوفل وقرأ عليه ما أنزل عليه، وشهد له بالرسالة، وكان ورقة كما في الحديث الصحيح قد قرأ الكتب السابقة من التوراة والإنجيل، فكان يترجم هذه الكتب السابقة من العبرانية والسريانية إلى العربية.
فلما قرأ عليه النبي- عليه الصلاة والسلام - سورة اقرأ - قرأها بالعربية، وهو يعرف العبرانية و السريانية، ويعرف التوراة والإنجيل، ويترجمها من لغةٍ إلى لغة؛ هل قال: هذا موجود عند من تقدم من الرسل؟
هل سورة (اقرأ) موجودة في التوراة وموجودة في الإنجيل باللغات الأخرى؟
قال: {هذا الناموس الذي أنزل على موسى} يعني جبريل.
فببداهة العقول لايمكن أن يقول قائل: إن الأحكام الموجودة في القرآن بما في ذلك ما اقتضته الحاجة المتأخرة؛ لأن من القرآن ما نزل بسبب واقعة؛ كقصة الظهار التي نزلت في هلال بن أمية، وقصة اللعان التي نزلت في عويمر العجلاني
هل يقال: إن هذه القصة حصلت لليهود والنصارى بلغاتهم؟
فهذا قولٌ باطل ، ففي التوراة ما يخصها من الأحكام، وفي الإنجيل ما يخصه، وفي كتابنا ما يخصه. ويستقل كتابنا بالإعجاز والحفظ؛ فكتابنا محفوظ تكفل الله بحفظه إلى قيام الساعة، إلى أن يرفع، وكتبهم استحفظوا عليها فلم يحفظوها. وفي الكتب الأخرى {بما استحفظوا عليه}ولم يحفظوا.


المسائل الاستطرادية :


مسألة رقم ( 1 ) الحديث القدسي والفرق بينه وبين القرآن :
التعريف المشتهر للحديث القدسي: هو كلامٌ معناه من الله-سبحانه وتعالى-ولفظه من النبي-صلى الله عليه وسلم


مسألة رقم ( 2 ) : التفضيل بين الأنبياء :
يجوز التفضيل بين الأنبياء لقول الله - جل وعلا -: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} , وأما قول النبي-عليه الصلاة والسلام -: ((لا تفضلوا بين الأنبياء، لا تفضلوني على موسى، لا تخيروا بين الأنبياء، لا تفضلوني على يونس بن متى ))
فيراد به ما إذا أدى هذا التفضيل إلى تنقص المفضول، فإنه يمنع حينئذ التفضيل سواء كان في الآيات أو بين الرسل , فإذا أدى هذا إلى التنقص فيمنع التفضيل .

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 جمادى الآخرة 1436هـ/4-04-2015م, 12:24 AM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,756
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر القسي مشاهدة المشاركة
تلخيص درس ( معنى القرآن والسورة والآية )

- المتن
- الشروح والحواشي
أولاً : القرآن :
1- التعريف :

القرآن في اللغة :
القرآن في الاصطلاح :
مسألة رقم ( 1 ) : لكن هل يخرج هذا القيد السنة؟
2- المراد بإعجاز القرآن
مسألة رقم ( 2 ) : فهل تحدى القرآن الناس بآية؟
مسألة رقم ( 3 ) : قول المعتزلة في معنى الإعجاز في الإتيان بمثله
ثانياً : السورة
1 - تعريفها:
- تعريفها لغة :
- تعريفها اصطلاحاً :
2 - تسمية سور القرآن وطريقة ثبوتها :
3 - أقل سورة في القرآن
ثالثاً : الآية:
1 - تعريف :

تعريف الآية في اللغة :
تعريفها في الاصطلاح :
مسألة رقم ( 4 ) : هل يوجد تفاضل في آي القرآن ؟
مسألة ( رقم 5 ) : مبنى القول في تفاضل القرآن في بعضه
مسألة رقم ( 6 ) : هل القول بتفاضل القرآن بعضه على بعض يعني التنقص من المفضول ؟
مسألة رقم ( 7 ) : هل البسملة آية من القرآن ؟
2 - حكم قراءته بالعجمية

3 - حكم قراءة القرآن بالمعنى
4 - أنواع ترجمة القرآن وأحكامها :
أولاً : حكم الترجمة الحرفية :
ثانياً : ترجمة الكلمات :
ثالثاً : ترجمة المعاني :


رابعاً : التفسير:
تعريف التفسير :
أولاً : التفسير بالرأى :
1- طرق تفسير القرآن :
2- تفسير القرآن بالنظريات
ثانياً : تأويل القرآن :
مسألة رقم ( 8 ) لماذا تلجأ المبتدعة للتأويل ؟
3- حكم تأويل القرآن
4- الفرق بين التفسير والتأويل
مسألة رقم ( 9 ) حكم التساهل في تفسير القرآن :
5- الفرق بين أهل السنة والأشاعرة في كلام الله ( القرآن ) :


المسائل الاستطرادية :
مسألة رقم ( 1 ) الحديث القدسي والفرق بينه وبين القرآن :
مسألة رقم ( 2 ) : التفضيل بين الأنبياء :

المتن
القُرْآنُ مُنَزَّلٌ علَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ للإعجازِ بسُورَةٍ مِنْهُ،

والسُّورَةُ:الطَّائِفَةُ المُتَرْجَمَةُ تَوْقيفًا، وأَقَلُّهَا ثَلاثُ آياتٍ.
والآيةُ:طَائِفَةٌ مِن كَلِمَاتِ القُرْآنِ مُتَمَيِّزَةٌ بفَصْلٍ، ثُمَّ مِنْهُ فَاضِلٌ؛ وهو كَلامُ اللهِ في اللهِ، ومَفْضُولٌ؛ وهو كَلامُهُ -تَعالَى- في غَيْرِه، وتَحرُمُ قِرَاءَتُهُ بالعَجَمِيَّةِ، وبِالمَعْنَى، وتَفْسِيرُهُ بالرَّأْيِ، لا تَأْوِيلُهُ.
الشروح والحواشي
أولاً : القرآن :
1 - تعريف القرآن

القرآن في اللغة : يطلق ويراد به: اسم المفعول: المقروء، المتلو.
ويطلق ويراد به: القراءة. [ هذا على معنى قرأ أو تلا ، وهناك معنى آخر وهو " جمع " ]
القرآن في الاصطلاح : الكلام المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم للإعجاز بسورة منه , فخرج بالمنزل على محمد صلى الله عليه وسلم: التوراة والإنجيل وسائر الكتب.


مسألة رقم ( 1 ) : لكن هل يخرج هذا القيد السنة؟
لا يخرج السنة؛ لأنه عليه الصلاة والسلام كما قال تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3}إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} وفي قضايا كثيرة كان النبي- عليه الصلاة والسلام- يُسأل عن شيء فينـزل جبريل بالوحي مما ليس في القرآن بل من السنة.
وبالإعجاز خرج الأحاديث الربانية (الحديث النبوي، والحديث القدسي ) ، والاقتصار على الإعجاز وإن أنزل القرآن لغيره أيضا لأنه المحتاج إليه في التمييز , وزاد بعض المتأخرين في الحد: المتعبد بتلاوته، ليخرج منسوخ التلاوة.


2 - المراد بإعجاز القرآن:
الإعجاز: هو ما يمكن به تمييز القرآن عن غيره ويحصل التحدي بالقرآن المعجز في ألفاظه ومعانيه وأحكامه وحِكَمِه وأسراره فهو معجز من كل وجه , وقد تحداهم الله بأن يأتوا بسورة من مثله ويقع التحدي على أقصر سورة من القرآن كالكوثر أو ثلاث آيات من غيرها بخلاف ما دونها.


مسألة رقم ( 2 ) : فهل تحدى القرآن الناس بآية؟
لا لم يتحدهم بآية؛ لأن الآية قد تكون كلمة واحدة والعرب ينطقون بكلمة. نطقوا بكلمة واحدة وبجملة يوجد نظيرها في القرآن, يعني العرب لا يعجزون أن ينطقوا بكلمة مفردة؛ مثل: ( مدهامتان ولكن مع كونه لم يتحدهم بآية فإن هذه الآية في موضعها معجزة؛ لا يقوم مقامها غيرها. ففي مقامها وإن لم يحصل التحدي بها. ولو كان في غير كلام الله يمكن أن تستبدل كلمة من القرآن مثل: {مدهامتان} بغيرها، ولكنها لا تؤدي نفس المعنى الذي أدته تلك الكلمة، فعجزوا - وهم أفصح الناس وهم أرباب البلاغة - عن الإتيان بمثله، وأذعنوا وصرحوا بعجزهم.


مسألة رقم ( 3 ) : قول المعتزلة في معنى الإعجاز في الإتيان بمثله
يقول المعتزلة أن العرب قادرون على ذلك لكن الله_جلّ وعلا_ صرفهم عن ذلك، وكلامهم باطل إذ لو صُرفوا عن ذلك ما كان تحديا

ثانياً : السورة
1) تعريفها:
تعريفها لغة :
من السور سور البلد لإحاطتها بجميع الآيات المذكورة تحتها.
أو من السؤر؛ وهو البقية فهذه السورة بقية من القرآن دون سائره
تعريفها اصطلاحاً : وهي الطائفة من القرآن المترجمة أي المسماة باسم خاص توقيفا , وقال بعضهم:السورة قطعة لها أول وآخر، ولا يخلو من نظر لصدقِه على الآية، وعلى القصة , وبهذا يتبين رجحان الحد الأول.
المراد بالتوقيفي: الاسم الذي تذكر به وتشتهر , وقيل بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس بصاف عن الإشكال فقد سمى كثير من الصحابة والتابعين سوراً باسماء من عندهم كما سمى حذيفة التوبة بالفاضحة وسورة العذاب .
2) تسمية سور القرآن وطريقة ثبوتها :
وبعضهم يقول إنه لا يجوز أن تقول: سورة البقرة، إنما تقول: السورة التي يذكر فيها البقرة
وذلك لأجل أن تتم المطابقة بين الترجمة وما ترجم له .
فإذا قلت: سورة البقرة فما نصيب قصة البقرة من عدد آيات سورة البقرة؟
الجواب: آيات معدودة نسبتها: واحد إلى خمسين من مجموع آيات السورة , فكيف يترجم بهذه النسبة على السورة بكاملها؟
لكن هذا القول مردود؛ لأن:
-
التعبير بسورة البقرة، وسورة آل عمران، وسورة كذا، وسورة كذا جاء في الأحاديث الصحيحة عن النبي - عليه الصلاة والسلاممنها ما أورده البخاري من حديث ابن مسعود حينما رمى الجمرة ووقف طويلاً وقال: (ههنا وقف من أنزلت عليه سورة البقرة )
-والسور جاء في أسمائها أحاديث، فمن هذه الأسماء ما هو: توقيفي ومنها: ما هو اجتهادي؛ نظراً إلى محتوى السورة. فمثلاً: سورة التوبة توقيفي، لكن سورة الفاضحة - مثلاً اجتهادي؛ نظراً لأنها فضحت المنافقين
3) أقل سورة في القرآن [ في عدد الآيات ]
وأقلها ثلاث آيات كالكوثر على عدم اعتبار البسملة آية من سورة الكوثر .
ثالثاً : الآية:
1 - تعريف الآية :

تعريفها في اللغة : هي العلامة
تعريفها في الاصطلاح : طائفة من كلمات القرآن متميزة بفصل لبدايتها ونهايتها علامات. فلا تمتزج بغيرها , وقد تكون الآية من كلمةٍ واحدة ومنها ما هو أكثر من ذلك .
لكن قد يكون التمييز ظاهراً لكل أحد، وقد يخفى على بعض النّاس كما إذا تعلقت الآية الثانية بالأولى تعلق الصفة بالموصوف أو تعلق الجار والمجرور بمتعلقه , كآية البقرة: { َلعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ() فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ}

مسألة رقم ( 4 ) : هل يوجد تفاضل في آي القرآن ؟
ثم منه) أي من القرآن (فاضل) وهو كلام الله في الله كآية الكرسي (ومفضول) وهو كلامه تعالى في غيره كسورة تبت ،


مسألة ( رقم 5 ) : مبنى القول في تفاضل القرآن في بعضه
وهو مبنى على جواز التفاضل بين الآي والسور وهو الصواب الذي عليه الأكثرون وقال أبو الحسن بن الحصار: العجب ممن يذكر الاختلاف في ذلك مع النصوص الواردة بالتفضيل كحديث البخاري: (أعظم سورة في القرآن الفاتحة ) , ومن ذهب إلى المنع قال: لئلا يوهم التفضيل نقص المفضل عليه.
وبعضهم قال أن القرآن ينقسم إلى أفضل وفاضل ومفضول لأن كلام الله بعضه أفضل من بعض كفضل الفاتحة وآية الكرسي على غيرهما.
[ تضم المسائل 4 ، 5 ،6 لبعض تحتى عنوان " الخلاف في تفضيل آيات القرآن على بعض ] وتحرر الأقوال فيها إلى قولين :
1: .... قال به فلان.
الدليل
2: قال به فلان.
الدليل
الراجح ... لــــ ]


مسألة رقم ( 6 ) : هل القول بتفاضل القرآن بعضه على بعض يعني التنقص من المفضول ؟
لا يعني هذا تنقص بعض السور أو قلة الأجر في قراءتها بل سورة {تبت} في كل حرف عشر حسنات كغيرها من السور؛ لكن هل تعدل ثلث القرآن مثل ( قل هو الله أحد )؟
الجواب: لا
وبعض المبتدعة لا يقرأ سورة تبتلأنها تتحدث عن أبي لهب وهو عم النبي- عليه الصلاة والسلام - وعم الرجل صنو أبيه قاولوا: إن هذه إهانة للنبي-عليه الصلاة والسلام-أن نتكلم في عمه.


مسألة رقم ( 7 ) : هل البسملة آية من القرآن ؟
-ومن أهل العلم من يرى أن البسملة آية من كل سورة من سور القرآن.
- ومنهم: من يرى أنها ليست بآية، ولا في سورة واحدة من سور القرآن
-ومنهم: من يرى أنها آيةٌ واحدة ٌ نزلت للفصل بين السور.
لكنهم يُجمعون بأنها ليست آية في أول التوبة، ويجمعون على أنها بعض آية في سورة النمل، فهذان محلا إجماع، والخلاف فيما عدا ذلك.
و يستدل من يقول إنها آية بإجماع الصحابة على كتابتها في المصحف ؛ ولولا أنها آية لم يجَرؤوا على كتابتها في المصحف.
والذين يقولون أنها ليست بآية استدلوا بالإجماع على أنها لو كانت آية لما جاز الاختلاف فيها، فإن من جحد حرفاً من القرآن المجمع عليه يكفر عند أهل العلم؛ لأن القرآن مصون من الزيادة والنقصان.
والذي يقول: إنها آية نزلت للفصل بين السور: وهذا المرجح عند شيخ الإسلام، وجمع من أهل العلم يخرج من الإجماع، وكأن هذا أقوى الأقوال .

2 - حكم قراءته بالعجمية
وتحرم قراءة القرآن بالعجمية أي باللسان غير العربي لأنه يذهب إعجازه الذي أنزل له، ولهذا يترجم العاجز عن الأذكار في الصلاة ولا يترجم عن القرآن بل ينتقل إلى البدل .
يعني الأمور المتعبد بها لا يجوز القرءاة فيها بغير العربية ؛ كالقراءة في الصلاة ، أذكار الصلاة، التكبير، التسبيح، وغير ذلك مما يقال كالتشهد في الصلاة لابد من أن يقال بالعربية.
ومنهم من يقول: إذا لم يستطع تعلم العربية فيأتي به بلغته خير من ألا يأتي بها أصلاً، لكن هذه ألفاظ متعبد بها.
خطبة الجمعة لا يجوز أن تكون بغير العربية؛ نعم للخطيب أن يترجم بعض الجمل، أو بعض الكلام وإن كان هذا بعد نهاية الصلاة كان أولى. المقصود أن العبادات توقيفية .

3 - حكم قراءة القرآن بالمعنى
وتحرم بالمعنى قراءته وإن جازت رواية الحديث بالمعنى لفوات الإعجاز المقصود من القرآن.


4 - أنواع ترجمة القرآن وأحكامها :
- ترجمة حرفية
- ترجمة الكلمات
- ترجمة المعاني .
أحكام الترجمة على التفصيل :
أولاً : حكم الترجمة الحرفية : حرام ولا يمكن ترجمة القرآن بهذه الكيفية , وهي مستحيلة و غير ممكنة , كيف يترجم قوله تعالى: { هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ} إلى غير العربية؟
هل يمكن ترجمتها إلى غير العربية بحروفها؟
بمعنى أن يؤتى إلى (هن) : الهاء وتضع مكانها ما يقابلها من اللغة الأخرى ، وهكذا ما بعدها من الحروف، فالترجمة الحرفية بالحروف غير ممكنة.
ثانياً : ترجمة الكلمات : فلا يمكن ترجمتها كلمة كلمة؛ فالكلمة الواحدة تحتمل أكثر من معنى فقد يسبق إلى ذهنه أول المعاني، فإذا أريد إعادة الكلام إلى العربية يسبق إلى ذهن المترجم كلمة قد لا تكون هي المرادة.
ثالثاً : ترجمة المعاني : ترجمة المعاني لا سيما بالتعبد بالقراءة، وترتيب الآثار عليها، وتصحيح العبادات بها لا تمكن بغير ترجمة المعاني ، كما هو قول الجمهور لأجل الحاجة والضرورة داعية إليه، فجماهير أهل العلم على جواز ترجمة معاني القرآن .

رابعاً : التفسير
تعريف التفسير : التفسير من الفَسِر وهو الكشف والتوضيح والبيان
أولاً : التفسير بالرأى :
ويحرم تفسيره بالرأي قال صلى الله عليه وسلم ( من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار , من غير اعتمادٍ على تفسير القرآن بالقرآن، ولا بالسنّة، ولا بأقوال الصحابة والتابعين، ولا بلغة العرب .
1- طرق تفسير القرآن :
· من التفسير ما يعرفه العرب من لُغتهم
· ومنه ما يُعرف بالقرآن في موضع آخر إذا ضمت آية إلى أخرى تبين المـُراد منها.
· ومنها ما يُعرف معناه بالسنّة؛ لأن السنّة تُبين القرآن وتُفسره .
· ومنها ما يُعرف بما يُروى عن الصحابة الذين عاصروا التنزبل وعايشوا الرسول صلى الله عليه وسلم .
2- تفسير القرآن بالنظريات
هل اكتُشفت النظريات قطعًا أو ظنًا؟ ..... هناك بعض النظريات سارع بعض النّاس في تنزيل بعض الآيات عليها، ثمّ اكتُشف غيرُها، مثل هذا لا يجوز اقترانه بالقرآن؛ لأنّه يُعرضه للنفي والإثبات ، لكن إذا وُجِدَ أمر قطعي، يعني أدركتهُ الحواس، فمثل هذا لاشك أنّه مما يُخبِرُ الله_جلّ وعلا_، أو مما أخبر الله _جلّ وعلا_ بكتابه عنه وحصل على أرض الواقع .


ثانياً : تأويل القرآن :
1) ما يؤول إليه الكلام _ يعني حقيقة الكلام _ فالنبيّ صلى الله عليه وسلميُكثر من الاستغفار، والتسبيح، يتأول القرآن، يتأول سورة النصر.
2) ومنه حملُ القرآن على المعنى المـَرجوح ، هذا تأويل الراجح ظاهر، والمرجوح مُؤول والذي لا يحتمل نص فالنص مافيه إشكال، الآية المـُحتملة لمعنى راجح ، ومعنى مرجوح، الراجح هو: الظاهر، وعليه المـُعول عند أهل العلم؛ لكن قد يمنع من إرادة هذا الظاهر مانع فيُلجأ حينئذ إلى الإحتمال المـَرجوح مثلاً{لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} الاحتمال الراجح في استعمال العرب لهذا اللفظ: معهم بينهم مختلط بينهم، بذاته معهم مختلط بهم .
لكن الاحتمال المـَرجوح: إنّه معهم بحفظه ورعايته وعنايتهِ المعية الخاصة، نعم... هذا احتمال مرجوح منع منه أدلةٌ تمنع من الحلول والمخالطة والممازجة.
مسألة رقم ( 8 ) لماذا تلجأ المبتدعة للتأويل ؟ لإثبات ما أرادوا ونفي ما لم يُريدوا ، من غير دليلٍ يقتضيه .
3- حكم تأويل القرآن
لا يحرم التأويل بالرأى للعالم بالقواعد والعارف بعلوم القرآن المحتاج إليها , وبعضهم منع التأويل أيضا سداً لباب الاختلاف .
4- الفرق بين التفسير والتأويل
والفرق أن التفسير الشهادة على الله تعالى والقطع بأنه عنى بهذا اللفظ هذا فلم يجز إلا بنص من النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة الذين شاهدوا التنزيل والوحي، ولهذا جزم الحاكم بأن تفسير الصحابي مطلقاً في حكم المرفوع.
وأما التأويل فهو ترجيح أحد المحتملات بدون القطع والشهادة على الله تعالى فاغتفر.
ولهذا اختلف جماعة من الصحابة والسلف في تأويل آيات ولو كان عندهم فيه نص من النبي صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا.
مسألة رقم ( 9 ) : حكم التساهل في تفسير القرآن :
هناك من يقول بعضُ الكتاب: القرآن بالعربية وهم رجال ونحن رجال نفهم مثل ما يفهمون، نقول: ليس بصحيح، كيف تفهم وهم يَفهمون، ونحن نقول: أنت لا علاقة لك بالتفسير، ، وإذا كان أهل العلم يحتاطون في تفسير السنّة وشرحها، فلأن يحتاطوا في تفسير القرآن من باب أولى؛ لأن الذي يُفسر القرآن يدعي أن هذا مُرادُ الله من كلامه فأنت قولته وحملته من المعنى ما لم يحتمل، ولذا جاء الذّم الشديد لمن قال بالقرآن برأيه، وقد يتجه الذم على من قال بالقرآن برأيه ولو أصاب،كمن حكم بين إثنين بجهل فهو في النّار ولو أصاب الحكم،
لو قال بعضهم: لعّل المـُراد كذا، ولم يقطع بشيء ، ووافق تفسيرُ أحدِهم إذا جيء بصيغة الترجي فالأمرُ فيه سَعة، فقد ورد في السنة حديث: السبعين ألف الذين يدخلُون الجنّة من غير حساب ولا عذاب، قاله النبيّ _عليه الصلاة والسلام_ ودخل تركهم،((فباتوا يدوكون))، لعلّهم كذا... لعلّهم كذا؛ فلم خرج النبيّ_عليه الصلاة والسلام_ أخبروهُ وما ثَرب عليهم ولا خطأهم، لماذا؟ ..... لا , لأنّهم لم يجزموا،
5- الفرق بين أهل السنة والأشاعرة في كلام الله ( القرآن ) :
أولاً:الله - جل وعلا - كما هو معتقد أهل السنة والجماعة: يتكلم بحرف وصوت مسموع , دلت النصوص على أن جبريل يسمع كلام الله - جل وعلا -.
ثانياً:الله - جل وعلا- يتكلم متى شاء إذا شاء؛ فكلامه وإن كان قديم النوع إلا إنّه مُتجدد الآحاد، فأفراده متجددة يتكلم متى شاء إذا شاء.
وعند الأشاعرة الذين يقولون بالكلام النفسي يقولون: كلامه واحد، تكلم في الأزل ولا يتكلم بعد ذلك، ولم يتكلم بعد ذلك، وكلامه واحد.
هذا الكلام الواحد؛ إن عُبر عنه بالعربية صار قرآناً، وإن عبر بالعبرانية صار توراة، وبالسريانية يصير إنجيلاً!
إذاً الشرائع متطابقة؛ جميع الأحكام التي جاءت في التوراة - على هذا الكلام - هي جميع الأحكام من غير زيادة ولا نقصان جاءت في الإنجيل؛ إذن هي جميع الأحكام التي جاءت في القرآن، ولا فرق.
ففي التوراة - على قولهم - سورة {تبت} إلا إنها بالعبرانية!
وفي الإنجيل سورة {تبت} إلا إنها بالسريانية!
فعلى كلامهم: لما نزلت على النبي - عليه الصلاة والسلام - سورة اقرأ في الغار وذهب بها ترجف فؤاده ثم التقى بورقة بن نوفل وقرأ عليه ما أنزل عليه، وشهد له بالرسالة، وكان ورقة كما في الحديث الصحيح قد قرأ الكتب السابقة من التوراة والإنجيل، فكان يترجم هذه الكتب السابقة من العبرانية والسريانية إلى العربية.
فلما قرأ عليه النبي- عليه الصلاة والسلام - سورة اقرأ - قرأها بالعربية، وهو يعرف العبرانية و السريانية، ويعرف التوراة والإنجيل، ويترجمها من لغةٍ إلى لغة؛ هل قال: هذا موجود عند من تقدم من الرسل؟
هل سورة (اقرأ) موجودة في التوراة وموجودة في الإنجيل باللغات الأخرى؟
قال: {هذا الناموس الذي أنزل على موسى} يعني جبريل.
فببداهة العقول لايمكن أن يقول قائل: إن الأحكام الموجودة في القرآن بما في ذلك ما اقتضته الحاجة المتأخرة؛ لأن من القرآن ما نزل بسبب واقعة؛ كقصة الظهار التي نزلت في هلال بن أمية، وقصة اللعان التي نزلت في عويمر العجلاني
هل يقال: إن هذه القصة حصلت لليهود والنصارى بلغاتهم؟
فهذا قولٌ باطل ، ففي التوراة ما يخصها من الأحكام، وفي الإنجيل ما يخصه، وفي كتابنا ما يخصه. ويستقل كتابنا بالإعجاز والحفظ؛ فكتابنا محفوظ تكفل الله بحفظه إلى قيام الساعة، إلى أن يرفع، وكتبهم استحفظوا عليها فلم يحفظوها. وفي الكتب الأخرى {بما استحفظوا عليه}ولم يحفظوا.


المسائل الاستطرادية :


مسألة رقم ( 1 ) الحديث القدسي والفرق بينه وبين القرآن :
التعريف المشتهر للحديث القدسي: هو كلامٌ معناه من الله-سبحانه وتعالى-ولفظه من النبي-صلى الله عليه وسلم


مسألة رقم ( 2 ) : التفضيل بين الأنبياء :
يجوز التفضيل بين الأنبياء لقول الله - جل وعلا -: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} , وأما قول النبي-عليه الصلاة والسلام -: ((لا تفضلوا بين الأنبياء، لا تفضلوني على موسى، لا تخيروا بين الأنبياء، لا تفضلوني على يونس بن متى ))
فيراد به ما إذا أدى هذا التفضيل إلى تنقص المفضول، فإنه يمنع حينئذ التفضيل سواء كان في الآيات أو بين الرسل , فإذا أدى هذا إلى التنقص فيمنع التفضيل .




أحسنتم أخي الفاضل ، زادكم الله من فضله.
وهناك بعض الملحوظات العامة على تلخيصكم ، أرجو أن تراعوها في التلخيص القادم بإذن الله :
1: من المهم تقسيم الدرس إلى عناصر أساسية ثم النظر في المسائل الواردة تحت كل عنصر وترتيبها بشكل موضوعي.
وتلوين العناصر بلون واحد ومميز ، والمسائل تحت كل عنصر بلون آخر موحد ومميز.

مثال :
هذا الدرس يمكن تقسيمه لعناصر محددة :
1: القرآن
2: السورة
3: الآية
4: ترجمة القرآن ... وهكذا
وتحت كل عنصر مسائل محددة وقد أحسنتم باستخراجها ولكن بقي ترتيب التلخيص وتنظيمه.

2: بدا واضحًا النسخ من الشرح ، والشرح مقامه الإطناب ، والتلخيص مقامه الاختصار ؛ لذا من المهم أن تعيدوا صياغة ما ورد تحت كل مسألة بأسلوبكم حتى لا يطول التلخيص.



تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) :30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 18 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 20 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 14 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 13 / 15
___________________
= 95 %
درجة الملخص =9.5 / 10
بارك الله فيكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 جمادى الآخرة 1436هـ/8-04-2015م, 02:00 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر القسي تخليص درس الناسخ والمنسوخ من منظومة الزمزمي

النوع الحادى عشر : الناسخ والمنسوخ
كَمْ صَنَّفُوا فِي ذَيْنِ مِنْ أَسْفَارِ = وَاشْتَهَرَتْ فِي الضَّخْمِ وَالْإِكْثَارِ
وَنَاسِخٌ مِنْ بَعْدِ مَنْسُوخٍ أَتَى = تَرْتِيبُهُ إلَّا الَّذِي قَدْ ثَبَتَا
مِنْ آيَةِ الْعِدَّةِ لَا يَحِلُّ = لَكَ النَِّسَاءُ صَحَّ فِيهِ النَّقْلُ
وَالنَّسْخُ لِلْحُكْمِ أَوْ لِلتِّلَاوَةِ = أَوْ لَهُمَا كَآيَةِ الرَّضَاعَةِ

الأبواب والمسائل
أولاً : تعريف النسخ :
- تعريفه في اللغة

- تعريفه في الاصطلاح
- الأمثلة
ثانياً : أهمية معرفة النسخ :
ثالثاً : إنكار النسخ والرد عليه :
رابعاً : أنواع النسخ :
خامساً : تأخر الناسخ عن المنسوخ :
سادساً : أفضل الكتب التي ألفت في النسخ في القرآن
مسألة : إذا تأخر العام على الخاص هل هو من النسخ :
فائدة : آية نسخت مئة وأربعا وعشرين آية :
تفصيل الأبواب والمسائل


أولاً : تعريف النسخ :
- تعريفه في اللغة :
المعنى الأول : بالإزالة نسخت الشمس الظل والريح الأثر إذا أزالته .
المعنى الثاني : النقل منه نسختُ ما في الكتاب، وهو ليس بنقل حقيقي، بمعنى أن المادة تنتقل من هذا إلى هذا ، إذ لو انتقلت لصار إزالة ، و بما أن الكلام يبقى في الأصل بعد نسخه ، إذاً فالنسخ ليس بنقل.
- تعريفه في الاصطلاح:
أنه رفع الحكم الثابت بدليل شرعي، بدليل آخر بخطاب آخر متراخٍ عنه، يعني لولا الناسخ لثبت حكم المنسوخ.
- الأمثلة : آيات الرضاع وآيات العدة



ثانياً : أهمية معرفة النسخ :
والنسخ من أهم ما يُعنى به طالب العلم، ولا يجوز لأحد أن يتصدى للتفسير، أو للإفتاء، أو للقضاء وهو لا يعرف الناسخ والمنسوخ , لأن بمعرفته تبى عليه الأحكام المعمول عليها في الشريعة ، وقد ذكر عن علي_رضي الله تعالى عنه_ أنه سمع قاصاً فقال له:" أتعرف الناسخ والمنسوخ"، قال: لا، قال :"هلكت وأهلكت"،


ثالثاً : إنكار النسخ والرد عليه :
وأنكر النسخ طائفة من المبتدعة يقول: أنه يستلزم البداء لأن الله ( تعالى عما يقولون ) لما ذكر الحكم الأوّل كان لا يعرف ما يؤول إليه الأمر بل بدا له أن ينسخ وبما أن اللازم باطل فالملزوم باطل، فالنسخ لا يجوز وقال بذلك اليهود قبل هذه الطائفة لما يلزم عليه من البداء .
الرد عليهم :
1) النصوص القطعية الواردة في القرآن والسنة وردت في النسخ وجوازه ووقوعه ، قال الله تعالى { ما ننسخ من آية أو ننسها} , وقوله صلى الله عليه وسلم ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور أل فزوروها فإنها تذكر بالآخرة ) .
2) ولا يلزم من القول بالنسخ جواز البداء على الله ؛ لأن الحكم المنسوخ هو عين المصلحة في وقته بالنسبة للمكلفين، ثم تتغير هذه المصلحة لتغير الزمان ، فيكون من المناسب تغيير الحكم بحكم آخر أو إلى غير بدل , وفي حديث الثلاثة في الصحيح(( الأعمى، والأقرع، والأبرص))، (( ثم بدا لله أن يختبرهم)) , تُفسِرُها الرواية الأخرى (( ثم أراد الله _جل وعلا_ أن يختبرهم ))
3) امتحان المكلفين، فالمكلف عندما يتعود على أمر ينقاد له بسهولة لكن إذا أمر بأمر واعتاد عليه ثم نهي عنه فإنه يحتاج إلى إيمان وإذعان من المكلفين , لذلك قال الله تعالى عن المؤمنين ( قالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ) .
4) أحوال الناس و ظروفهم تختلف من وقت إلى آخر فيحتاجون إلى تغيير الحكم، وإلا فالله يعلم ما كان، وما يكون، وما لم يكن، ولن يكون، يعلم كل هذا لو كان كيف يكون؛ ولذا قال عن الكفار{ولو ردوا لعادّوا لما نهوا عنه },
رابعاً : أنواع النسخ :
للنسخ أنواع ثلاثة :
a) النَّسْخُ يَكُونُ لِلْحُكْمِ والتِّلاوَةِ روى البخاري ومسلم عن عائشة ( كان فيما أنزل الله تعالى عشر رضعات معلومات فنسخن بخمس معلومات ) , فالرضعات العشر منسوخة تلاوة وحكماً.
b) النسخ للحكم دون التلاوة كآية العدة , والحكمة في رفع الحكم، وبقاء التلاوة، من وجهين:
أحدهما: أن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم والعمل به، كذلك يتلى لكونه كلام الله فيثاب عليه .
والثاني: أن النسخ غالباً يكون للتخفيف، فأبقيت التلاوة تذكيراً للنعمة، ورفعاً للمشقة .
c) النسخ للتلاوة دون الحكم والرجم نحو إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموها البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم كانت في سورة الأحزاب , حكم الرجم باقٍ متفق عليه، مجمع عليه، والآية التي ذكرت في الحديث الصحيح .
خامساً : تأخر الناسخ عن المنسوخ :
وكُلُّ مَنْسُوخٍ فَنَاسِخُهُ بَعْدَهُ في الترتيب ( في النزول وفي ترتيب المصحف ) , واستثنى من ذلك :
1) آيةَ العِدَّةِ، وهي قوله تعالى ( والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج ) نسختها آية ( يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا ) وهي قبلها في الترتيب وإن تأخرت عنها في النزول .
2) آية ( لا يحل لك النساء) نسختها الآية التي قبلها الآية ( إنا أحللنا لك)هذه ناسخة لها وهي متقدمة عليها في الترتيب .

سادساً : أفضل الكتب التي ألفت في النسخ في القرآن
من أفضل الكتب في الناسخ والنسوخ بالنسبة للقرآن "النحاس" .
مسألة : إذا تأخر العام على الخاص هل هو من النسخ :
إذا تأخر العام على الخاص أو المطلق على المقيد: هل يقال بالنسخ أو يقال بتخصيص العام وتقييد المطلق ، مثل ما قيل في حديث ))كان آخر الأمرين ترك الوضوء مما مست النار)) مع حديث ((أن نتوضأ من لحم الأبل قال نعم)) ، قوله : ((في آخر الأمرين ))يدل على أن الوضوء من لحم الأبل مُتقدم؛ لأن عدم الوضوء مُتأخر،
أهل العلم على قولين :
الأول : يُحمل العام على الخاص والمطلق على المقيد .
الثاني : يقولون بالنسخ فلو أن الخاص باقي والمقيد باقي لما سِيقَ اللفظ عاما بعد ذلك .


فائدة : آية نسخت مئة وأربعا وعشرين آية :
قال في الإتقان عن ابن العربي: كل ما في القرآن من الأمر بالصفح عن الكفار والتولي والإعراض والكف عنهم، منسوخ بآية السيف، وهي قوله تعالى}فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين { الآية، فإنها نسخت مائة وأربعاً وعشرين آية.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 21 جمادى الآخرة 1436هـ/10-04-2015م, 07:12 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,756
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر القسي مشاهدة المشاركة
النوع الحادى عشر : الناسخ والمنسوخ
كَمْ صَنَّفُوا فِي ذَيْنِ مِنْ أَسْفَارِ = وَاشْتَهَرَتْ فِي الضَّخْمِ وَالْإِكْثَارِ
وَنَاسِخٌ مِنْ بَعْدِ مَنْسُوخٍ أَتَى = تَرْتِيبُهُ إلَّا الَّذِي قَدْ ثَبَتَا
مِنْ آيَةِ الْعِدَّةِ لَا يَحِلُّ = لَكَ النَِّسَاءُ صَحَّ فِيهِ النَّقْلُ
وَالنَّسْخُ لِلْحُكْمِ أَوْ لِلتِّلَاوَةِ = أَوْ لَهُمَا كَآيَةِ الرَّضَاعَةِ

الأبواب والمسائل
أولاً : تعريف النسخ :
- تعريفه في اللغة

- تعريفه في الاصطلاح
- الأمثلة
ثانياً : أهمية معرفة النسخ :
ثالثاً : إنكار النسخ والرد عليه :
رابعاً : أنواع النسخ :
خامساً : تأخر الناسخ عن المنسوخ :
سادساً : أفضل الكتب التي ألفت في النسخ في القرآن
مسألة : إذا تأخر العام على الخاص هل هو من النسخ :
فائدة : آية نسخت مئة وأربعا وعشرين آية :
تفصيل الأبواب والمسائل


أولاً : تعريف النسخ :
- تعريفه في اللغة :
المعنى الأول : بالإزالة نسخت الشمس الظل والريح الأثر إذا أزالته .
المعنى الثاني : النقل منه نسختُ ما في الكتاب، وهو ليس بنقل حقيقي، بمعنى أن المادة تنتقل من هذا إلى هذا ، إذ لو انتقلت لصار إزالة ، و بما أن الكلام يبقى في الأصل بعد نسخه ، إذاً فالنسخ ليس بنقل.
- تعريفه في الاصطلاح:
أنه رفع الحكم الثابت بدليل شرعي، بدليل آخر بخطاب آخر متراخٍ عنه، يعني لولا الناسخ لثبت حكم المنسوخ.
- الأمثلة : آيات الرضاع وآيات العدة



ثانياً : أهمية معرفة النسخ :
والنسخ من أهم ما يُعنى به طالب العلم، ولا يجوز لأحد أن يتصدى للتفسير، أو للإفتاء، أو للقضاء وهو لا يعرف الناسخ والمنسوخ , لأن بمعرفته تبى عليه الأحكام المعمول عليها في الشريعة ، وقد ذكر عن علي_رضي الله تعالى عنه_ أنه سمع قاصاً فقال له:" أتعرف الناسخ والمنسوخ"، قال: لا، قال :"هلكت وأهلكت"،


ثالثاً : إنكار النسخ والرد عليه :
وأنكر النسخ طائفة من المبتدعة يقول: أنه يستلزم البداء لأن الله ( تعالى عما يقولون ) لما ذكر الحكم الأوّل كان لا يعرف ما يؤول إليه الأمر بل بدا له أن ينسخ وبما أن اللازم باطل فالملزوم باطل، فالنسخ لا يجوز وقال بذلك اليهود قبل هذه الطائفة لما يلزم عليه من البداء .
الرد عليهم :
1) النصوص القطعية الواردة في القرآن والسنة وردت في النسخ وجوازه ووقوعه ، قال الله تعالى { ما ننسخ من آية أو ننسها} , وقوله صلى الله عليه وسلم ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور أل فزوروها فإنها تذكر بالآخرة ) .
2) ولا يلزم من القول بالنسخ جواز البداء على الله ؛ لأن الحكم المنسوخ هو عين المصلحة في وقته بالنسبة للمكلفين، ثم تتغير هذه المصلحة لتغير الزمان ، فيكون من المناسب تغيير الحكم بحكم آخر أو إلى غير بدل , وفي حديث الثلاثة في الصحيح(( الأعمى، والأقرع، والأبرص))، (( ثم بدا لله أن يختبرهم)) , تُفسِرُها الرواية الأخرى (( ثم أراد الله _جل وعلا_ أن يختبرهم ))
3) امتحان المكلفين، فالمكلف عندما يتعود على أمر ينقاد له بسهولة لكن إذا أمر بأمر واعتاد عليه ثم نهي عنه فإنه يحتاج إلى إيمان وإذعان من المكلفين , لذلك قال الله تعالى عن المؤمنين ( قالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ) .
4) أحوال الناس و ظروفهم تختلف من وقت إلى آخر فيحتاجون إلى تغيير الحكم، وإلا فالله يعلم ما كان، وما يكون، وما لم يكن، ولن يكون، يعلم كل هذا لو كان كيف يكون؛ ولذا قال عن الكفار{ولو ردوا لعادّوا لما نهوا عنه },
رابعاً : أنواع النسخ :
للنسخ أنواع ثلاثة :
a) [ لتكن بحروف عربية ، بارك الله فيكم ]
النَّسْخُ يَكُونُ لِلْحُكْمِ والتِّلاوَةِ روى البخاري ومسلم عن عائشة ( كان فيما أنزل الله تعالى عشر رضعات معلومات فنسخن بخمس معلومات ) , فالرضعات العشر منسوخة تلاوة وحكماً.
b) النسخ للحكم دون التلاوة كآية العدة , والحكمة في رفع الحكم، وبقاء التلاوة، من وجهين:
أحدهما: أن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم والعمل به، كذلك يتلى لكونه كلام الله فيثاب عليه .
والثاني: أن النسخ غالباً يكون للتخفيف، فأبقيت التلاوة تذكيراً للنعمة، ورفعاً للمشقة .
c) النسخ للتلاوة دون الحكم والرجم نحو إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموها البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم كانت في سورة الأحزاب , حكم الرجم باقٍ متفق عليه، مجمع عليه، والآية التي ذكرت في الحديث الصحيح .
خامساً : تأخر الناسخ عن المنسوخ :
وكُلُّ مَنْسُوخٍ فَنَاسِخُهُ بَعْدَهُ في الترتيب ( في النزول وفي ترتيب المصحف ) , واستثنى من ذلك :
1) آيةَ العِدَّةِ، وهي قوله تعالى ( والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج ) نسختها آية ( يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا ) وهي قبلها في الترتيب وإن تأخرت عنها في النزول .
2) آية ( لا يحل لك النساء) نسختها الآية التي قبلها الآية ( إنا أحللنا لك)هذه ناسخة لها وهي متقدمة عليها في الترتيب .

سادساً : أفضل الكتب التي ألفت في النسخ في القرآن
من أفضل الكتب في الناسخ والنسوخ بالنسبة للقرآن "النحاس" .
مسألة : إذا تأخر العام على الخاص هل هو من النسخ :
إذا تأخر العام على الخاص أو المطلق على المقيد: هل يقال بالنسخ أو يقال بتخصيص العام وتقييد المطلق ، مثل ما قيل في حديث ))كان آخر الأمرين ترك الوضوء مما مست النار)) مع حديث ((أن نتوضأ من لحم الأبل قال نعم)) ، قوله : ((في آخر الأمرين ))يدل على أن الوضوء من لحم الأبل مُتقدم؛ لأن عدم الوضوء مُتأخر،
أهل العلم على قولين :
الأول : يُحمل العام على الخاص والمطلق على المقيد .
الثاني : يقولون بالنسخ فلو أن الخاص باقي والمقيد باقي لما سِيقَ اللفظ عاما بعد ذلك .


فائدة : آية نسخت مئة وأربعا وعشرين آية :
قال في الإتقان عن ابن العربي: كل ما في القرآن من الأمر بالصفح عن الكفار والتولي والإعراض والكف عنهم، منسوخ بآية السيف، وهي قوله تعالى}فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين { الآية، فإنها نسخت مائة وأربعاً وعشرين آية.
[ وهذه المسألة خلافية ]

أحسنتم ، بارك الله فيكم ونفع بكم.
وأرجو أن تتجنبوا التنسيق باللون الأحمر لأنه يتعارض مع التصحيح .
وقد فاتكم الإشارة إلى المعمول به مدة معينة ومن عمل به واحد.



تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 28 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 20 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15
___________________
= 98 %
درجة الملخص = 10 / 10

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29 جمادى الآخرة 1436هـ/18-04-2015م, 11:09 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي أجوبة دليل مسائل الإيمان بالقرآن

السؤال الأول : أنواع الأدلّة الدالة على أنّ القرآن غير مخلوق :
أولاً : الأدلة المنطقية العقلية على أن كلام الله غير مخلوق :

• القرآن كلام الله؛ وكلامه تعالى صفة من صفاته، وصفات الله غير مخلوقة:
قوله تعالى :( الرحمن علم القرآن خلق الإنسان ) خص القرآن بالتعليم والإنسان بالتخليق ففرق بينهما ( ولكن حق القول مني ) فكيف يكون شيء من الله مخلوق
كلام الله صفة منصفاته لا ينفد ولا يبيد فلا يكون مخلوقاً
قال تعالى : {ولو أنّ ما في الأرض من شجرةٍ أقلامٌ والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحرٍ ما نفدت كلمات اللّه إنّ اللّه عزيزٌ حكيمٌ} ولم يلحق الفناء كلمات الله عز وجل كما لا يلحق الفناء علم الله؛ لأن من فني كلامه لحقته الآفات وجرى عليه السكوت، فلما لم يجر ذلك على ربنا عز وجل صح أنه لم يزل متكلما ولا يزال متكلما، وقد نفى النفاد عن كلامه كما نفى الهلاك عن وجهه
•القرآن من علم الله، وعلم الله لا يكون مخلوقا
يقول الله تعالى{فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم} أفليس هو القرآن؟ فمن زعم أن علم الله وأسماءه وصفاته مخلوقة فهو كافر , وقال تعالى{علّم الإنسان ما لم يعلم} وقال{خلق الإنسان علّمه البيان}فهذه أوصاف الإنسان الّذي خلقه اللّه جاهلًا بلا علمٍ ، ثمّ علّمه ما لم يكن يعلم ، فمن زعم أنّ القرآن مخلوقٌ ، فقد زعم أنّ علم اللّه مخلوقٌ. ومن زعم أنّ علم اللّه مخلوقٌ، فقد شبّه اللّه بخلقه .
• فرَّق الله تعالى بين الخلق والأمر، وكلام الله من أمره؛ فهو غير مخلوق .
( ألا له الخلق والأمر ) وهل يجوز لأحدٍ أن يظنّ أنّ قوله { ألا له الخلق } أراد أنّ له بعض الخلق؟ بل قد دخل الخلق كلّه في الخلق ثمّ أخبر أنّ له أيضًا غير الخلق ليس هو خلقًا، لم يدخل في الخلق وهو الأمر ، فبيّن أنّ الأمر خارجٌ من الخلق، فالأمر أمره وكلامه، والخلق خلقٌ، وبالأمر خلق الخلق، وممّا يدلّ على أنّ أمر اللّه هو كلامه قوله: {ذلك أمر اللّه أنزله إليكم} فيسمّي اللّه القرآن أمره، وفصل بين أمره وخلقه .
• أول ما خلق الله من شيء القلم، والكلام قبل القلم .
قد احتج أحمد بن حنبل رحمه الله بحديث ابن عباس: إن أول ما خلق الله من شيء القلم وذكر أنه حجة قوية على من يقول: إن القرآن مخلوق، كأنه يقول: قد كان الكلام قبل خلق القلم، وإذا كان أول خلق الله من شيء القلم دل على أن كلامه ليس بمخلوق؛ ولأنه قبل خلق الأشياء.
ثانياً : الآيات الدالة على أن القرآن كلام الله غير مخلوق
قال الله تعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} ، وقال تعالى: {وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه} .
ثالثاً : ما استنبطه بعض العلماء من بعض الآيات على أن القرآن كلام الله وأنه غير مخلوق
- قد زعم الجهني أن الله وضع صوته في شجرة أو غيرها لتوصل كلامه إلى موسى فهل يجوز لمخلوقٍ خلقه اللّه وكوّنه أن يقول { إنّني أنا اللّه لا إله إلّا أنا فاعبدني وأقم الصّلاة لذكري} فمن زعم أنّ المكلّم لموسى كان غير اللّه، فقد زعم أنّ اللّه خلق خلقًا ادّعى الرّبوبيّة ، وأنّ موسى أجابه وعبده من دونه ، وقال{وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء} فلو كان كلام الله لا يوجد إلا مخلوقا في شيء مخلوق لم يكن لاشتراط هذه الوجوه معنى لاستواء جميع الخلق في سماعه من غير الله
- لأن الله قال مخبرا عن المشركين أنهم قالوا{إن هذا إلا قول البشر}، يعنون القرآن، فمن زعم أن القرآن مخلوق فقد جعله قولا للبشر، وهذا مما أنكره الله على المشركين
- قوله تعالى {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون} يحتمل أن يكون معناه ذكرا غير القرآن ، وهو كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ووعظه إياهم بقوله{وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} ولأنه لم يقل: لا يأتيهم ذكر إلا كان محدثا، وإنما قال: {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون}، فدل على أن هناك ذكرا غير محدث , ثم إنه إنما أراد ذكر القرآن لهم وتلاوته عليهم وعلمهم به، وكل ذلك محدث، والمذكور المتلو المعلوم غير محدث، كما أن ذكر العبد لله وعلمه به وعبادته له محدث، والمذكور المعلوم المعبود غير محدث، وحين احتج به على أحمد بن حنبل رحمه الله قال أحمد بن حنبل رضي الله عنه: قد يحتمل أن يكون تنزيله إلينا هو المحدث لا الذكر نفسه محدث.
- قوله تعالى :{ واذ قال الله ياعيسى بن مريم } وفيه دليلٌ على أنَّه -سُبْحَانَهُ- يتكلَّمُ بحرفٍ وصوتٍ كما يليقُ بجلالِه ، وفيه الرَّدُّ على مَن زعمَ أنَّ كلامَ اللهِ هو المعنى النَّفسيُّ، إذ المعنى المجرَّدُ لا يُسمعُ.
- قال تعالى : {وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيما}، أكَّدَهُ بالمصدرِ لنفي المجازِ؛ لأنَّ العربَ لا تؤكِّدُ بالمصدرِ إلا إذا أرادتِ الحقيقةَ.
وفيها دليلٌ على أنَّ اللهَ لم يَزل مُتَكَلِّما إذا شاءَ ومتى شاءَ
وكيفَ شاءَ.
وفيها دليلٌ على أَنَّ نوعَ الكلامِ قديمٌ، وإنْ لم يكنِ الصَّوتُ
المعيَّنُ قديمًا، فكلامُ اللهِ -سُبْحَانَهُ وتعالَى- قديمُ النَّوعِ حادثُ الآحادِ،
- في جميع الآيات التي ذكرناها دليلٌ على أنَّ الكلامَ المضافَ إليه -سُبْحَانَهُ وتعالَى- من صفاتِه الذَّاتيَّةِ من حيثُ تعلُّقُها بذاتِه واتَّصافُه بها، ومن صفاتِه الفعليَّةِ حيث كانت متعلِّقةً بقدرتِه ومشيئتِه
- وفيها الرَّدُّ على مَن زَعَمَ أنَّ كلامَ اللهِ هو معنًى قائمٌ بذاتِه لا يتجزَّأُ ولا يتبعَّضُ، فإنَّ الأمرَ لو كانَ كما زَعَموا لكانَ موسى عليه السَّلامُ سَمِعَ جميعَ كلامِ اللهِ، وفيها الرَّدُّ على مَن زعَم أنَّ كلامَ اللِه مخلوقٌ، فإنَّ صفاتِ اللهِ داخلةٌ في مُسمَّى اسمِه .
-والِكُلاَّبيَّةُ وَمَن وَافَقَهُم مِن أصْحَابِ الأئمَّةِ الأرْبعةِ يَقُولُونَ: إِنَّه لا يَتَكَلَّمُ بِمَشِيئتِه وَقُدرَتِه؛ بل الْكَلاَمُ المُعَيَّنُ لازِمٌ لِذَاتِه كَلُزومِ الْحَياةِ لِذَاتِه، وَعِندَهم لمَّا جَاءَ مُوسَى لِميقَاتِ رَبِّه سَمِعَ النِّداءَ الْقَديِمَ لا أَنَّه حِينَئذٍ نُودِيَ ولهَذَا يَقُولُونَ إِنَّه يُسْمِعُ كَلامَه لِخلْقِه،
-والمضافُ إلى الله تعالى , ينقسمُ إلى قِسمين:
إضافةِ أَعْيَانٍ , وإضافةِ معانٍ،

فإضافةُ الأعيانِ إليه -سُبْحَانَهُ- من بابِ إضافةِ المخلوقِ إلى
خالقِه، كبيتِ اللهِ وناقةِ اللهِ ونحوِ ذلك، .
أمَّا إضافةُ المعاني إلى اللهِ -سُبْحَانَهُ وتعالَى- فهي من بابِ إضافةِ الصِّفةِ إلى الموصوفِ، كسمعِ اللهِ وبصرِه وعلمِه وقُدرتِه،
- وقوله تعالى : {إنّما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون}
فالقول الّذي يكون به الخلق على زعمكم لو كان خلقًا ثمّ يكوّنه على أصلكم، أليس قوّد مقالتكم الّذي تزعمون أنّ قوله{كن}إنّما يخلقه بقولٍ قبله؟ وهو عندكم خلقٌ وذلك القول يخلقه بقولٍ قبله، وهو خلقٌ، حتّى يصير إلى ما لا نهاية له ولا عدد، ولا أوّل، وفي هذا إبطال تكوين الخلق، وإنشاء البريّة، وإحداث ما لم يكن قبل أن يحدث اللّه الشّيء، وينشئه ويخلقه وهذا قولٌ لا يتوهّمه ذو لبٍّ،
رابعاً : الأحاديث النبوية : والاستدلال بالأحاديث النبوية على أنواع :
الأحاديث النبوية الدالة على أن القرآن كلام الله حقيقة وأنه غير مخلوق
...- حديث احتجاج آدم وموسى عليهماالسلام
.- حديثعثمان بنعفان مرفوعاً: (إنّ فضل القرآن على سائر الكلام كفضل اللّه علىخلقه..)

الأحاديث المروية فيتعوّذ النبي صلى الله عليه وسلم بالمعوذات وبكلمات الله التامات وأمره بذلكأمته
- حديث ابن عباسمرفوعا: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوّذ حسنا وحسينا: ( أعيذكما بكلمة اللهالتامة..)
الأحاديث المروية في بيان شرفالقرآن؛ فلا يمسه إلا طاهر، ولا يسافر به إلى أرضالعدو
- حديث عمرو بن حزم مرفوعا: (أن لا يمسّالقرآن إلّاطاهرٌ)

الأحاديث المروية فيتكليم الله تعالى لموسى عليه السلام
- حديث جابر بن عبداللهمرفوعا: (لمّا كلّم اللّه موسى عليه السّلام يوم الطّور كلّمه بغير الكلام الّذيناداه، ...)

دلالة الأحاديث المروية في أن الصلاة لايصلح فيها شيء من كلام الناس على أن القرآن كلام الله
- حديث معاوية بن الحكم السلميّمرفوعا: (إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس، إنّما الصّلاة بقراءةالقرآن، ...)

دلالة الأحاديث المروية في تفلت القرآن على أنهغير مخلوق
دلالة الأحاديث المروية في في سماع الملائكة كلامالله بالوحي على أنّ كلام الله غير مخلوق
دلالة أحاديث تكليم اللهعباده يوم القيامة بلا ترجمان ولا واسطة على بطلان قول من أنكر أن القرآن غير مخلوق
خامساً : الآثار المروية عن الصحابة
روي عن عليٍّ رضي اللّه عنه قال يوم صفّين: ما حكّمت مخلوقًا وإنّما حكّمت القرآن، ومعه أصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، ومع معاوية أكثر منه؛ فهو إجماعٌ بإظهارٍ وانتشارٍ وانقراض عصرٍ من غير اختلافٍ ولا إنكارٍ. وعن عمرو بن دينارٍ: أدركت تسعةً من أصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يقولون: من قال: القرآن مخلوقٌ؛ فهو كافرٌ.

السؤال الثاني : من أوّل من أحدث مسألة اللفظ بالقرآن؟ وما حكم اللفظية والواقفة؟
أول من قال بالوقف واللفظ هو جهم بن صفوان والجعد بن درهم ثم بشر بن غياث المريسي وكان يهوديا و حسين الكرابيسي , قال أحمد بن حنبل : افترقت الجهمية على ثلاثة فرق: فرقة قالوا القرآن مخلوق،وفرقة قالوا كلام الله وتسكت، وفرقة قالوا لفظنا بالقران مخلوق.
حكم اللفظية والواقفة
هم جهميون كفار ولا نكلمهم لا يسلم عليهم ولا يرد عليهم سلامهم , ولا يناكحون , ولا يعود مرضاهم و لا تشيع جنائزهم .
- عن محمّد بن يحيى بن أبي عمر العدنيّ: من قال القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ، ومن وقف فهو شرٌّ ممّن قال: مخلوقٌ، لا يصلّى خلفهم، ولا يناكحون، ولا يكلّمون، ولا تشهد جنائزهم، ولا يعاد مرضاهم.
- قال أحمد بن حنبل : من كان يخاصم ويعرف بالكلام فهو جهمي ومن لم يعرف بالكلام يجانب حتى يرجع ومن لم يكن له علم يسأل
- عبد اللّه بن المبارك قال: سمعت النّاس منذ تسعٍ وأربعين سنةً يقولون: من قال القرآن مخلوقٌ فامرأته طالقٌ ثلاثٌ بتّةً. قال: قلت: ولم ذلك؟ قال: لأنّ امرأته مسلمةٌ، ومسلمةٌ لا تكون تحت كافرٍ.
- قال خارجة بن مصعبٍ:}إذا صلّيت خلف الإمام وبجنبك جهميٌّ، فأعد الصّلاة}
و معنى قول خارجة رحمه اللّه في الجهميّ يصلّي بجنب الرّجل يعيد يريد بذلك أنّ من صلّى خلف إمامٍ وحده وإلى جانبه جهميٌّ، أو صلّى خلف الصّفوف وحده وإلى جانبه جهميٌّ، أنّه يعيد، وذلك أنّ مذهب جماعةٍ من الفقهاء أنّ من صلّى خلف الصّفّ وحده، أو قام خلف إمامٍ وحده، أعاد الصّلاة، فكأنّ خارجة أراد أنّه من صلّى خلف الصّفّ هو جهميٌّ، فكأنّما صلّى خلف الصّفّ وحده، لأنّ الجهميّ ليس هو مسلمًا ولا في صلاةٍ، فالقائم إلى جنبه كالقائم وحده، فأمّا الجهميّ إذا قام في صفٍّ فيه جماعةٌ هو كأحدهم، فصلاة الجماعة جائزةٌ.
- حدثنا أبو داود السجستاني قال: سمعت أحمد يسأل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: القرآن كلام الله، ثم يسكت؟ فقال: ولم يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟
استدلال العلماء بحديث عائشة بأن الذي يشك بالقرآن فكأنما يشك بالله
روى عبد الله بن أحمد بن حنبل بسنده عن عائشة، قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: }يا عائشة ويلٌ للشّاكّين في اللّه، كيف يضغطون في قبورهم كضغطة البيضة على الصّخرة {
السؤال الثالث : اذكر أهمّ المناظرات في مسألة خلق القرآن
المناظرة الأولى بين عبد العزيز المكي وبشر المريسي عند المأمون
قال عبد العزيز: يا أمير المؤمنين لو كان لبشرٍ غلامان، وأنا لا آخذ علمهما عن أحدٍ من النّاس إلّا عنه، يقال لأحدهما خالدٌ والآخر يزيد، فكتب إليّ ثمانية عشر كتابًا يقول في كلّ كتابٍ منها: ادفع هذا الكتاب إلى خالدٍ غلامي، وكتب إليّ مائةً وأربعةً وخمسين كتابًا يقول في كلّ كتابٍ منها: ادفع هذا الكتاب إلى يزيد، ولا يقول: غلامي، وكتب إليّ كتابًا، فقال: ادفع هذا الكتاب إلى يزيد وإلى خالدٍ غلاميّ، وكتب إليّ كتابًا واحدًا يقول فيه: خالدٌ غلامي ويزيد، ولم يقل: غلاميّ، فكتبت إليه: إنّي قد دفعت الكتاب إلى يزيد وإلى خالدٍ غلامك، فلقيني فقال: لم لم تكتب إليّ أنّك دفعت الكتاب إلى خالدٍ ويزيد غلاميّ، فقلت له: قد كتبت إليّ مائة كتابٍ وأربعةً وخمسين كتابًا تقول: ادفع هذا الكتاب إلى يزيد، ولا تقول فيها: غلامي، وكتبت إليّ ثمانية عشر كتابًا تقول فيها: إلى خالدٍ غلامي.فقال لي بشرٌ: فرّطت، فحلقت أنا: إنّ بشرًا فرّط وحلف بشرٌ أنّي فرّطت، أيّنا كان المفرّط يا أمير المؤمنين؟
فقال المأمون: إذا كان هكذا، فبشرٌ المفرّط.
فقلت: يا أمير المؤمنين إنّ اللّه عزّ وجلّ أخبرنا عن ذكر القرآن في أربعةٍ وخمسين ومائة موضعٍ، فلم يخبر عن خلقه في موضعٍ واحدٍ، ثمّ جمع بين القرآن والإنسان في موضعٍ واحدٍ، فقال{الرّحمن علّم القرآن خلق الإنسان علّمه البيان}[الرحمن: 1]، ففرّق بين القرآن والإنسان، وزعم بشرٌ أنّ اللّه فرّط في الكتاب، إذ كان القرآن مخلوقًا، وعليه يخبر بخلق القرآن.


المناظرة الثانية : مناظرة الإمام أحمد بن حنبلٍ لابن أبي دؤادٍ وأصحابه بحضرة المعتصم

قال المعتصم لابن أبي دؤاد وأصحابه كلّموه يعني للامام أحمد بن حنبل :
فقال لي عبد الرّحمن: «ما تقول في القرآن»، فقلت: ما تقول في علم اللّه، فسكت.
قال:فقال لي بعضهم: قال اللّه عزّ وجلّ {اللّه خالق كلّ شيءٍ} [الرعد: 16] فالقرآن أليس هو شيئًا؟
فقلت: قال اللّه عزّ وجلّ {تدمّر كلّ شيءٍ} [الأحقاف: 25]، فهل دمّرت إلّا ما أنت عليه.

فقال لي بعضهم: {ما يأتيهم من ذكرٍ من ربّهم محدثٍ} [الأنبياء: 2] أفيكون محدثٌ إلّا مخلوقًا؟
قال: فقلت لهم: قال اللّه عزّ وجلّ {ص والقرآن ذي الذّكر} [ص: 1]، فالذّكر هو القرآن، وتلك ليس فيها ألفٌ ولا لامٌ "
قال: واحتجّوا عليّ بقوله: {اللّه خالق كلّ شيءٍ} [الرعد: 16]، فقلت: {ومن كلّ شيءٍ خلقنا زوجين} [الذاريات: 49]، فخلق من القرآن زوجين {وأوتيت من كلّ شيءٍ} [النمل: 23] فأوتيت القرآن؟ فأوتيت النّبوّة أوتيت كذا وكذا؟ وقال اللّه تعالى {تدمّر كلّ شيءٍ} [الأحقاف: 25]، فدمّرت كلّ شيءٍ، إنّما دمّرت ما أراد اللّه من شيءٍ
" قال: وقال لي ابن أبي دؤادٍ: أين تجد أنّ القرآن كلام اللّه؟ قلت: " {اتل ما أوحي إليك من كتاب ربّك لا مبدّل لكلماته} [الكهف: 27] " فسكت.
المناظرة الثالثة : مناظرة ابن الشّحّام قاضي الرّيّ للواثق
لما جاء القاضي إلى مجلس الواثق جلس إلى جنبه وسأله الوائق ألك حاجة ؟ فقال : جئت قاصدًا من الرّيّ إلى أمير المؤمنين، أسأله عن شيءٍ تحدّث النّاس به وأسمعه منه، وهي مسألةٌ فقال له: قل ما شئت. فقال: يا أمير المؤمنين على شريطة أن لا يكون المجيب لي غير أمير المؤمنين، ولا يعارض في المسألة أحدٌ، فقال: ذلك لك. فقلت: يا أمير المؤمنين ما تقول في رجلٍ كان له بيتٌ يدخله في حوائجه، وهو يحفظ القرآن، فجرت منه يمينٌ أن لا يدخل البيت مخلوقٌ سواه، فعرضت له حاجةٌ فدخل إلى ذلك البيت، طلّقت امرأته أم لا؟ فضجّ أهل المجلس، وقالوا: يا أمير المؤمنين مسألة حيلةٍ. قال: فقال: يا أمير المؤمنين ليس هكذا، وعدتني أن لا يجيبني غيرك ولا يعارضني في المسألة، فأسكتهم ثمّ قال له: كيف حلف؟ قال له: رجلٌ كان له بيتٌ، وكان يحفظ القرآن، فحلف بالطّلاق ثلاثًا أنّه لا يدخل ذلك البيت مخلوقٌ سواه، فعرضت له حاجةٌ فدخل البيت، طلّقت امرأته أم لا؟ فقال: لا، وقرابتي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ما طلّقت.
المناظرة الرابعة : مناظرة شيخٍ من أهل أذنة بحضرة الواثق، ورجوع الواثق عن مذهبه
قال الشّيخ: يا أحمد إلى ما دعوت النّاس ودعوتني إليه؟ فقال: إلى أن تقول: القرآن مخلوقٌ.
فقال الشّيخ: يا أمير المؤمنين إن رأيت أن تحفظ عليّ وعليه ما نقول. قال: أفعل.
فقال الشّيخ: يا أحمد أخبرني عن مقالتك هذه، واجبةٌ داخلةٌ في عقدة الدّين، فلا يكون الدّين كاملًا حتّى يقال فيه ما قلت؟
قال الشّيخ: يا أحمد أخبرني عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين بعثه اللّه عزّ وجلّ إلى عباده، هل ستر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ممّا أمره اللّه به في دينه؟ قال: لا.
قال الشّيخ: فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الأمّة إلى مقالتك هذه؟ فسكت ابن أبي دؤادٍ.
فقال الشّيخ: تكلّم. فسكت، فالتفت الشّيخ إلى الواثق، فقال: يا أمير المؤمنين واحدةٌ. فقال الواثق: واحدةٌ.
فقال الشّيخ: يا أحمد أخبرني عن اللّه سبحانه حين أنزل القرآن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا} [المائدة: 3]، كان اللّه عزّ وجلّ الصّادق في إكمال دينه أم أنت الصّادق في نقصانه، فلا يكون الدّين كاملًا حتّى يقال فيه بمقالتك هذه؟ فسكت ابن أبي دؤادٍ، فقال الشّيخ: أجب يا أحمد، فلم يجبه. فقال الشّيخ: يا أمير المؤمنين اثنتان. فقال الواثق: اثنتان.
فقال الشّيخ: يا أحمد أخبرني عن مقالتك هذه، علمها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أم جهلها؟ فقال ابن أبي دؤادٍ: علمها. قال الشّيخ: فدعا النّاس إليها؟ فسكت ابن أبي دؤادٍ، فقال الشّيخ: يا أمير المؤمنين ثلاثٌ. فقال الواثق: ثلاثٌ.
فقال الشّيخ: يا أحمد فاتّسع لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذ علمها كما زعمت، ولم يطالب أمّته بها؟ قال: نعم.

قال الشّيخ: واتّسع لأبي بكرٍ الصّدّيق، وعمر بن الخطّاب، وعثمان بن عفّان، وعليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنهم؟ فقال ابن أبي دؤادٍ: نعم.
فأعرض الشّيخ عنه، وأقبل على الواثق، فقال: يا أمير المؤمنين قدّمت القول أنّ أحمد يصبو ويقلّ ويضعف عن المناظرة، يا أمير المؤمنين إن لم يتّسع لك من الإمساك عن هذه المقالة ما اتّسع لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ولأبي بكرٍ وعمر وعثمان رضي اللّه عنهم، فلا وسّع اللّه على من لم يتّسع له ما اتّسع لهم من ذلك.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 1 رجب 1436هـ/19-04-2015م, 12:33 AM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي فهرسة مسائل وجوب الإيمان بالقرآن

أدلة وجوب الإيمان بالقرآن أولاً : القرآن كلام الله : - القرآن كلام الله غير مخلوق . - القرآن من الله بدأ ( أي أنزله على رسوله ) , وإليه يعود ( عند رفعه إلى السماء من علامات الساعة الكبرى ) . - القرآن تكلم الله به حقيقة . - لا يجوز إطلاق القول بأن القرآن حكاية عن كلام الله حتى وإن تلاه الناس وكتبوه في المصاحف . - إن الكلام يضاف حقيقة إلى المتكلم لا إلى الذي قاله مبلغاً مؤدياً . - القرآن حروفه ومعانيه من الله تعالى . - القرآن كلام الله , قال تعالى ( فأجره حتى يسمع كلام الله ) وقالى صلى الله عليه وسلم ( ألا رجل يحملني إلى قومه لأبلغ كلام ربي ) . - من قال إن الله لم يتكلم بالقرآن فقد أشبه قول المشركين بقولهم ( إن هذا إلا قول البشر ) . ثانياً : الأدلة من القرآن : - أنزل الله القرآن على نبيه محمد وأعمله فضل ما أنزل عليه . - القرآن عصمة لمن اعتصم به وحرز لمن احترز به . - القرآن بلاغ للناس جميعهم على لسان رسوله وأمرهم أن يؤمنوا به وبما أعلمهم به من الغيبيات ومنها القرآن الكريم . - ورود عدد من الآيات التي تدل على أن القرآن محفوظ بحفظ الله تعالى له من التبديل والتحريف . ثانياً : الأدلة من السنة : - ورود عدد من الأحاديث التي تأمر بالإيمان بالغيبيات ومنها القرآن الكريم . - قال صلى الله عليه وسلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يؤمنوا به وبما جاء به ) وهو القرآن . - أهم حديث في السنة يأمر بالإيمان بالقرآن هو حديث جبريل برواياته المختلفة . - وفي حديث جبريل يرد على من قالوا إن شاؤوا عملوا وإن شاؤوا لم يعملوا ( القدرية ) . ثالثاً : فضل الإيمان بالقرآن : - صاحب السنة هو الذي يؤمن بالقرآن كاملاً واتخذه إماما . - من نعم الله الجليلة على المؤمن أن أنزل عليه القرآن وعلمه إياه . رابعاً : الإيمان بالقرآن يكون بالقلب واللسان والعمل به : - الإيمان لا يكون كاملاً إلا إذا اشتمل على تصديق القلب وإقرار اللسان وعمل الجوارح . - دليل تصديق القلب قوله تعالى ( يا أيها الرسول لا يحزنك الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ) , وقوله تعالى ( من كفر بالله من بعد إيمانه إلامن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) . - دليل إقرار اللسان قوله تعالى ( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى قولوا لا إله إلا الله ) . - دليل فرض عمل الجوارح قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا ) وقوله تعالى ( أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ) خامساً : حكم من أنكر شيئاً من القرآن : - من كفر بحرف من القرآن فقد كفر بالقرآن كله ومن كفر بالقرآن فهو كافر .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 1 رجب 1436هـ/19-04-2015م, 10:44 AM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي فهرسة مسائل وجوب الإيمان بالقرآن

أدلة وجوب الإيمان بالقرآن

أولاً : القرآن كلام الله :

- القرآن كلام الله غير مخلوق .
- القرآن من الله بدأ ( أي أنزله على رسوله ) , وإليه يعود ( عند رفعه إلى السماء من علامات الساعة الكبرى ) .
- القرآن تكلم الله به حقيقة .
- لا يجوز إطلاق القول بأن القرآن حكاية عن كلام الله حتى وإن تلاه الناس وكتبوه في المصاحف .
- إن الكلام يضاف حقيقة إلى المتكلم لا إلى الذي قاله مبلغاً مؤدياً .
- القرآن حروفه ومعانيه من الله تعالى .
- القرآن كلام الله , قال تعالى ( فأجره حتى يسمع كلام الله ) وقالى صلى الله عليه وسلم ( ألا رجل يحملني إلى قومه لأبلغ كلام ربي ) .
- من قال إن الله لم يتكلم بالقرآن فقد أشبه قول المشركين بقولهم ( إن هذا إلا قول البشر ) .

ثانياً : الأدلة من القرآن :
- أنزل الله القرآن على نبيه محمد وأعمله فضل ما أنزل عليه .
- القرآن عصمة لمن اعتصم به وحرز لمن احترز به .
- القرآن بلاغ للناس جميعهم على لسان رسوله وأمرهم أن يؤمنوا به وبما أعلمهم به من الغيبيات ومنها القرآن الكريم .
- ورود عدد من الآيات التي تدل على أن القرآن محفوظ بحفظ الله تعالى له من التبديل والتحريف .

ثانياً : الأدلة من السنة :
- ورود عدد من الأحاديث التي تأمر بالإيمان بالغيبيات ومنها القرآن الكريم .
- قال صلى الله عليه وسلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يؤمنوا به وبما جاء به ) وهو القرآن .
- أهم حديث في السنة يأمر بالإيمان بالقرآن هو حديث جبريل برواياته المختلفة .
- وفي حديث جبريل يرد على من قالوا إن شاؤوا عملوا وإن شاؤوا لم يعملوا ( القدرية ) .

ثالثاً : فضل الإيمان بالقرآن :
- صاحب السنة هو الذي يؤمن بالقرآن كاملاً واتخذه إماما .
- من نعم الله الجليلة على المؤمن أن أنزل عليه القرآن وعلمه إياه .

رابعاً : الإيمان بالقرآن يكون بالقلب واللسان والعمل به :
- الإيمان لا يكون كاملاً إلا إذا اشتمل على تصديق القلب وإقرار اللسان وعمل الجوارح .
- دليل تصديق القلب قوله تعالى ( يا أيها الرسول لا يحزنك الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ) , وقوله تعالى ( من كفر بالله من بعد إيمانه إلامن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) .
- دليل إقرار اللسان قوله تعالى ( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى قولوا لا إله إلا الله ) .
- دليل فرض عمل الجوارح قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا ) وقوله تعالى ( أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ) .

خامساً : حكم من أنكر شيئاً من القرآن :
- من كفر بحرف من القرآن فقد كفر بالقرآن كله ومن كفر بالقرآن فهو كافر .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 1 رجب 1436هـ/19-04-2015م, 05:12 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي فهرسة مسائل جمع بالقرآن عرض جبريل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم

[size="6"]الأحاديث والآثار الوارد في معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم
أولاً : حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما :

روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن , فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. )
وروى أبو هريرة وفاطمة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم أن جبريل كان يعارضه القرآن)
ثانياً : حديث فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها
روى أبو الفضلِ الرازيُّ عن عائشة رضي الله عنها, عن فاطمة رضوان الله عليها قالت‏:‏ "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(( ‏يا فاطمة , كان جبريل يأتيني في كل سنة مرة يعارضني بالقرآن , وقد أتاني العام مرتين )
ثالثاً : حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يعارض بالقرآن في رمضان، وإني قد عرضته عليه في العام الذي قبض فيه مرتين، فأنبأني أني محسن، وقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة) .
رابعاً : أثر عامر بن شراحيل الشعبي رحمه الله
روى مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ عن عامر الشعبي، قال: «كان الله تعالى ينزل القرآن السنة كلها، فإذا كان شهر رمضان، عارضه جبريل عليه السلام بالقرآن، فينسخ ما ينسخ، ويثبت ما يثبت ويحكم ما يحكم، وينسئ ما ينسىء )

فهرسة المسائل العلمية لمجموع الأحاديث
أولاً : معارضة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم القرآن , وماورد فيها من مسائل :

* اختصاص رمضان بمعارضة القرآن :
- تعظيم شهر رمضان لاختصاصه بابتداء نزول القرآن فيه ثم معارضته ما نزل منه فيه ويلزم من ذلك كثرة نزول جبريل فيه وفي كثرة نزوله من توارد الخيرات والبركات مالا يحصى .
- ويستفاد منه أن فضل الزمان إنما يحصل بزيادة العبادة وفيه أن مداومة التلاوة توجب زيادة الخير وفيه استحباب تكثير العبادة في آخر العمر .
- يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم كان يقسم ما نزل من القرآن في كل سنة على ليالي رمضان أجزاء فيقرأ كل ليلةٍ جزءًا في جزءٍ من الليلة والسبب في ذلك ما كان يشتغل به في كل ليلةٍ من سوى ذلك من تهجدٍ بالصلاة ومن راحة بدنٍ ومن تعاهد أهلٍ ولعله كان يعيد ذلك الجزء مرارًا بحسب تعدد الحروف المأذون في قراءتها ولتستوعب بركة القرآن جميع الشهر ولولا التصريح بأنه كان يعرضه مرةً واحدةً وفي السنة الأخيرة عرضه مرتين لجاز أنه كان يعرض جميع ما نزل عليه كل ليلةٍ ثم يعيده في بقية الليالي .
- فيه إشارةٌ إلى الحكمة في التقسيط الذي أشرت إليه لتفصيل ما ذكره من المحكم والمنسوخ .

* العرضة السنوية المعهودة :
- يعرض : بكسر الراء من العرض وهو بفتح العين وسكون الراء أي يقرأوالمراد يستعرضه ما أقرأه إياه .
- والمعارضة مفاعلةٌ من الجانبين كأن كلا منهما كان تارةً يقرأ والآخر يستمع قوله وفي رواية ( فيدارسه القرآن ) , فيستدعي ذلك زمانًا زائدًا على ما لو قرأ الواحد .
- وهذا ظاهرٌ في أنه كان يلقاه كذلك في كل رمضان منذ أنزل عليه القرآن ولا يختص ذلك برمضانات الهجرة وإن كان صيام شهر رمضان إنما فرض بعد الهجرة لأنه كان يسمى رمضان قبل أن يفرض صيامه .
- ولا يعارض ذلك قوله تعالى سنقرئك فلا تنسى إذا قلنا إن لا نافيةٌ كما هو المشهور وقول الأكثر لأن المعنى أنه إذا أقرأه فلا ينسى ما أقرأه ومن جملة الإقراء مدارسة جبريل أو المراد أن المنفي بقوله فلا تنسى النسيان الذي لا ذكر بعده لا النسيان الذي يعقبه الذكر في الحال حتى لو قدر أنه نسي شيئًا فإنه يذكره إياه في الحال .

* العرضة الأخيرة :
- يقال: إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام وهي العرضة التي نسخ فيها ما نسخ وبقي فيها ما بقي ولهذا أقام أبو بكر زيد بن ثابت في كتابة المصحف وألزمه بها لأنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفي فيه مرتين, وأيضاً لهذا السبب وولاه عثمان كتابة المصحف .
- وقع في رمضان الأخير معارضتين للقرآن , فيحتمل أن يكون السر في ذلك أن رمضان من السنة الأولى لم يقع فيه مدارسةٌ لوقوع ابتداء النزول في رمضان ثم فتر الوحي ثم تتابع فوقعت المدارسة في السنة الأخيرة مرتين ليستوي عدد السنين والعرض .
- لم يكن هناك معارضة بين النبي صلى الله عليه وسلم وجبريل عليه السلام بعد رمضان , كأن الذي نزل في تلك الأيام لما كان قليلًا بالنسبة لما تقدم اغتفر أمر معارضته.
- ومما نزل في المدة التي تلي رمضان الأخير قوله تعالى اليوم أكملت لكم دينكم فإنها نزلت يوم عرفة والنبي صلى الله عليه وسلم بها بالاتفاق .
- اختلف في العرضة الأخيرة هل كانت بجميع الأحرف المأذون في قراءتها أو بحرفٍ واحدٍ منها وعلى الثاني فهل هو الحرف الذي جمع عليه عثمان جميع الناس أو غيره .
- قد ورد عدة روايات مفادها أن القرآن بشكله الحالي يوافق العرضة الأخيرة , فقد روى أحمد وبن أبي داود والطبري من طريق عبيدة بن عمرٍو السلماني أن الذي جمع عليه عثمان الناس يوافق العرضة الأخيرة .
- ويوجد روايات أخرى تقول بأن العرضة الأخيرة موافقة لقراءة عبد الله ابن مسعود , فقد أخرج النسائي من طريق أبي ظبيان قال قال لي بن عباسٍ: (أي القراءتين تقرأ؟ قلت: القراءة الأولى قراءة بن أم عبدٍ يعني عبد الله بن مسعودٍ. قال: (بل هي الأخيرة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض على جبريل..) الحديث وفي آخره (فحضر ذلك ابن مسعودٍ فعلم ما نسخ من ذلك وما بدل) وإسناده صحيحٌ.
- ويمكن الجمع بين القولين بأن تكون العرضتان الأخيرتان وقعتا بالحرفين المذكورين فيصح إطلاق الآخرية على كل منهما.
- وفي الحديث إطلاق القرآن على بعضه وعلى معظمه لأن أول رمضان من بعد البعثة لم يكن نزل من القرآن إلا بعضه ثم كذلك كل رمضان بعده إلى رمضان الأخير فكان قد نزل كله إلا ما تأخر نزوله بعد رمضان , فالقرآن يطلق على البعض مجازًا .

* فوائد المذاكرة مع أهل العلم في تثبيت الحفظ :
- كانت المذاكرة في ليالي رمضان .
- مذاكرة الفاضل بالخير والعلم وإن كان هو لا يخفى عليه ذلك لزيادة التذكرة والاتعاظ .
- أن المقصود من التلاوة الحضور والفهم لأن الليل مظنة ذلك لما في النهار من الشواغل والعوارض الدنيوية والدينية .

* مسائل متفرقة في جمع القرآن :
- لم يتم جمع القرآن في مصحف واحد على زمن النبي صلى الله عليه وسلم , لأن النسخ كان يرد على بعضه ( نسخ التلاوة ) , ثم لو رفع بعض تلاوته وبقي في المصحف أدى ذلك إلى الاختلاف واختلاط أمر الدين فحفظ الله كتابه في القلوب إلى انقضاء زمن النسخ ثم وفق لجمعه الخلفاء الراشدين رضي الله تعالى عنهم .
- وسبب الجمع في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه ورد في حديث زيد ثابت وفيه أنه استحر القتل بقراء القرآن , وأيضاً أنه كان مفرقا في العسب واللخاف وصدور الرجال فخافوا ذهاب بعضه بذهاب حفظته .
- وثبت بالدليل الصحيح أن الصحابة إنما جمعوا القرآن بين الدفتين كما أنزله الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم من غير زيادة أو نقصان .
- وترتيب القرآن توقيفي فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن أصحابه ويعلمهم ما ينزل عليه من القرآن على الترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا بتوقيف جبريل عليه السلام إياه على ذلك وإعلامه عند نزول كل آية أن هذه الآية تكتب عقب آية كذا في سورة كذا , فهو الآن كما هو في اللوح المحفوظ .
- إن جمع القرآن كان سببا لبقائه في الأمة رحمة من الله تعالى لعباده وتحقيقا لوعده في حفظه على ما قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } .
- لا يؤخذ القرآن إلا من أهل الإتقان لهذا الشأن الجامعين بين الدراية والرواية والصدق والأمانة .
- كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة، كانوا يقرءون القراءة العامة وهي القراءة التي قرأها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جبريل .

* ترتيب القرآن توقيفي :
- آخر الآيات نزولاً: واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} فأمره جبريل أن يضعها بين آيتي الربا والدين.
- قال الطيبي: أنزل القرآن أولاً جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ثم نزل متفرقاً على حسب المصالح، ثم أثبت في المصاحف على التأليف والنظم المثبت في اللوح المحفوظ.
- وقال البيهقي في "المدخل": كان القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مرتباً سوره وآياته على هذا الترتيب، إلا الأنفال وبراءة.
لما روى الحاكم عن ابن عباس قال: { قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين قفرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطوال فقال: .....كانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن نزولاً، وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم} .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 9 رجب 1436هـ/27-04-2015م, 07:04 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,756
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر القسي مشاهدة المشاركة
[size="6"]الأحاديث والآثار الوارد في معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم
أولاً : حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما :

روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن , فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. )
وروى أبو هريرة وفاطمة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم أن جبريل كان يعارضه القرآن)
ثانياً : حديث فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها
روى أبو الفضلِ الرازيُّ عن عائشة رضي الله عنها, عن فاطمة رضوان الله عليها قالت‏:‏ "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(( ‏يا فاطمة , كان جبريل يأتيني في كل سنة مرة يعارضني بالقرآن , وقد أتاني العام مرتين )
ثالثاً : حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يعارض بالقرآن في رمضان، وإني قد عرضته عليه في العام الذي قبض فيه مرتين، فأنبأني أني محسن، وقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة) .
رابعاً : أثر عامر بن شراحيل الشعبي رحمه الله
روى مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ عن عامر الشعبي، قال: «كان الله تعالى ينزل القرآن السنة كلها، فإذا كان شهر رمضان، عارضه جبريل عليه السلام بالقرآن، فينسخ ما ينسخ، ويثبت ما يثبت ويحكم ما يحكم، وينسئ ما ينسىء )

فهرسة المسائل العلمية لمجموع الأحاديث
أولاً : معارضة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم القرآن , وماورد فيها من مسائل :

* اختصاص رمضان بمعارضة القرآن :
- تعظيم شهر رمضان لاختصاصه بابتداء نزول القرآن فيه ثم معارضته ما نزل منه فيه ويلزم من ذلك كثرة نزول جبريل فيه وفي كثرة نزوله من توارد الخيرات والبركات مالا يحصى .
- ويستفاد منه أن فضل الزمان إنما يحصل بزيادة العبادة وفيه أن مداومة التلاوة توجب زيادة الخير وفيه استحباب تكثير العبادة في آخر العمر .
- يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم كان يقسم ما نزل من القرآن في كل سنة على ليالي رمضان أجزاء فيقرأ كل ليلةٍ جزءًا في جزءٍ من الليلة والسبب في ذلك ما كان يشتغل به في كل ليلةٍ من سوى ذلك من تهجدٍ بالصلاة ومن راحة بدنٍ ومن تعاهد أهلٍ ولعله كان يعيد ذلك الجزء مرارًا بحسب تعدد الحروف المأذون في قراءتها ولتستوعب بركة القرآن جميع الشهر ولولا التصريح بأنه كان يعرضه مرةً واحدةً وفي السنة الأخيرة عرضه مرتين لجاز أنه كان يعرض جميع ما نزل عليه كل ليلةٍ ثم يعيده في بقية الليالي .
- فيه إشارةٌ إلى الحكمة في التقسيط الذي أشرت إليه لتفصيل ما ذكره من المحكم والمنسوخ .

* العرضة السنوية المعهودة :
- يعرض : بكسر الراء من العرض وهو بفتح العين وسكون الراء أي يقرأوالمراد يستعرضه ما أقرأه إياه .
- والمعارضة مفاعلةٌ من الجانبين كأن كلا منهما كان تارةً يقرأ والآخر يستمع قوله وفي رواية ( فيدارسه القرآن ) , فيستدعي ذلك زمانًا زائدًا على ما لو قرأ الواحد . [ أليس الأولى أن نبين معنى المعارضة ثم نبين زمانها ؟ ، فنخصص عنصر لمعنى المعارضة ونقدمه على العنصر السابق ]
- وهذا ظاهرٌ في أنه كان يلقاه كذلك في كل رمضان منذ أنزل عليه القرآن ولا يختص ذلك برمضانات الهجرة وإن كان صيام شهر رمضان إنما فرض بعد الهجرة لأنه كان يسمى رمضان قبل أن يفرض صيامه .
- ولا يعارض ذلك قوله تعالى سنقرئك فلا تنسى إذا قلنا إن لا نافيةٌ كما هو المشهور وقول الأكثر لأن المعنى أنه إذا أقرأه فلا ينسى ما أقرأه ومن جملة الإقراء مدارسة جبريل أو المراد أن المنفي بقوله فلا تنسى النسيان الذي لا ذكر بعده لا النسيان الذي يعقبه الذكر في الحال حتى لو قدر أنه نسي شيئًا فإنه يذكره إياه في الحال .

* العرضة الأخيرة :
- يقال: إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام وهي العرضة التي نسخ فيها ما نسخ وبقي فيها ما بقي ولهذا أقام أبو بكر زيد بن ثابت في كتابة المصحف وألزمه بها لأنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفي فيه مرتين, وأيضاً لهذا السبب وولاه عثمان كتابة المصحف .
- وقع في رمضان الأخير معارضتين للقرآن , فيحتمل أن يكون السر في ذلك أن رمضان من السنة الأولى لم يقع فيه مدارسةٌ لوقوع ابتداء النزول في رمضان ثم فتر الوحي ثم تتابع فوقعت المدارسة في السنة الأخيرة مرتين ليستوي عدد السنين والعرض .
- لم يكن هناك معارضة بين النبي صلى الله عليه وسلم وجبريل عليه السلام بعد رمضان , كأن الذي نزل في تلك الأيام لما كان قليلًا بالنسبة لما تقدم اغتفر أمر معارضته.
- ومما نزل في المدة التي تلي رمضان الأخير قوله تعالى اليوم أكملت لكم دينكم فإنها نزلت يوم عرفة والنبي صلى الله عليه وسلم بها بالاتفاق .
- اختلف في العرضة الأخيرة هل كانت بجميع الأحرف المأذون في قراءتها أو بحرفٍ واحدٍ منها وعلى الثاني فهل هو الحرف الذي جمع عليه عثمان جميع الناس أو غيره .
- قد ورد عدة روايات مفادها أن القرآن بشكله الحالي يوافق العرضة الأخيرة , فقد روى أحمد وبن أبي داود والطبري من طريق عبيدة بن عمرٍو السلماني أن الذي جمع عليه عثمان الناس يوافق العرضة الأخيرة .
- ويوجد روايات أخرى تقول بأن العرضة الأخيرة موافقة لقراءة عبد الله ابن مسعود , فقد أخرج النسائي من طريق أبي ظبيان قال قال لي بن عباسٍ: (أي القراءتين تقرأ؟ قلت: القراءة الأولى قراءة بن أم عبدٍ يعني عبد الله بن مسعودٍ. قال: (بل هي الأخيرة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض على جبريل..) الحديث وفي آخره (فحضر ذلك ابن مسعودٍ فعلم ما نسخ من ذلك وما بدل) وإسناده صحيحٌ.
- ويمكن الجمع بين القولين بأن تكون العرضتان الأخيرتان وقعتا بالحرفين المذكورين فيصح إطلاق الآخرية على كل منهما.
- وفي الحديث إطلاق القرآن على بعضه وعلى معظمه لأن أول رمضان من بعد البعثة لم يكن نزل من القرآن إلا بعضه ثم كذلك كل رمضان بعده إلى رمضان الأخير فكان قد نزل كله إلا ما تأخر نزوله بعد رمضان , فالقرآن يطلق على البعض مجازًا .

* فوائد المذاكرة مع أهل العلم في تثبيت الحفظ :
- كانت المذاكرة في ليالي رمضان .
- مذاكرة الفاضل بالخير والعلم وإن كان هو لا يخفى عليه ذلك لزيادة التذكرة والاتعاظ .
- أن المقصود من التلاوة الحضور والفهم لأن الليل مظنة ذلك لما في النهار من الشواغل والعوارض الدنيوية والدينية .

* مسائل متفرقة في جمع القرآن :
- لم يتم جمع القرآن في مصحف واحد على زمن النبي صلى الله عليه وسلم , لأن النسخ كان يرد على بعضه ( نسخ التلاوة ) , ثم لو رفع بعض تلاوته وبقي في المصحف أدى ذلك إلى الاختلاف واختلاط أمر الدين فحفظ الله كتابه في القلوب إلى انقضاء زمن النسخ ثم وفق لجمعه الخلفاء الراشدين رضي الله تعالى عنهم .
- وسبب الجمع في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه ورد في حديث زيد ثابت وفيه أنه استحر القتل بقراء القرآن , وأيضاً أنه كان مفرقا في العسب واللخاف وصدور الرجال فخافوا ذهاب بعضه بذهاب حفظته .
- وثبت بالدليل الصحيح أن الصحابة إنما جمعوا القرآن بين الدفتين كما أنزله الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم من غير زيادة أو نقصان .
- وترتيب القرآن توقيفي فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن أصحابه ويعلمهم ما ينزل عليه من القرآن على الترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا بتوقيف جبريل عليه السلام إياه على ذلك وإعلامه عند نزول كل آية أن هذه الآية تكتب عقب آية كذا في سورة كذا , فهو الآن كما هو في اللوح المحفوظ .
- إن جمع القرآن كان سببا لبقائه في الأمة رحمة من الله تعالى لعباده وتحقيقا لوعده في حفظه على ما قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } .
- لا يؤخذ القرآن إلا من أهل الإتقان لهذا الشأن الجامعين بين الدراية والرواية والصدق والأمانة .
- كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة، كانوا يقرءون القراءة العامة وهي القراءة التي قرأها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جبريل .

* ترتيب القرآن توقيفي :
- آخر الآيات نزولاً: واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} فأمره جبريل أن يضعها بين آيتي الربا والدين.
- قال الطيبي: أنزل القرآن أولاً جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ثم نزل متفرقاً على حسب المصالح، ثم أثبت في المصاحف على التأليف والنظم المثبت في اللوح المحفوظ.
- وقال البيهقي في "المدخل": كان القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مرتباً سوره وآياته على هذا الترتيب، إلا الأنفال وبراءة.
لما روى الحاكم عن ابن عباس قال: { قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين قفرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطوال فقال: .....كانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن نزولاً، وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم} .


أحسنتم تلخيص العبارات أخي الفاضل ، ولكن من المهم فهم فكرة الفهرسة ، وتصور أنك تريد تحضير درسًا عن موضوع " عرض جبريل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم ، وتبحث في الكتب تجمع شتات مسائل هذا الموضوع ثم تعيد ترتيبها وتلخيص ما ورد تحتها.
هذا المعنى قريب من معنى فهرسة المسائل العلمية وإن لم يكن مطابقًا.
لدينا موضوع " عرض جبريل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم "
- أليس الأولى : أن نقدم الأحاديث ثم نبين معنى المعارضة ؟ ، ثم نسرد باقي العناصر ؟
- ما علاقة جمع القرآن به ، ما علاقة ترتيب السور به ؟
أضع لكم تلخيص هذا الدرس وأرجو أن تتأملوا كيفية صياغة العناصر بما يوحي بعلاقتها بما ورد تحتها :
مثلا : جمع القرآن على العرضة الأخيرة.
كذلك تأملوا ترتيب العناصر وتلخيص ما ورد تحتها خاصة تلخيص الأحاديث والآثار.



تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 25 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 16 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 17 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 12/ 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15
___________________
=85 %

التلخيص في المشاركة التالية ، بارك الله فيكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 12 رجب 1436هـ/30-04-2015م, 02:31 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,756
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر القسي مشاهدة المشاركة
أدلة وجوب الإيمان بالقرآن

أولاً : القرآن كلام الله :

- القرآن كلام الله غير مخلوق .
- القرآن من الله بدأ ( أي أنزله على رسوله ) , وإليه يعود ( عند رفعه إلى السماء من علامات الساعة الكبرى ) .
- القرآن تكلم الله به حقيقة .
- لا يجوز إطلاق القول بأن القرآن حكاية عن كلام الله حتى وإن تلاه الناس وكتبوه في المصاحف .
- إن الكلام يضاف حقيقة إلى المتكلم لا إلى الذي قاله مبلغاً مؤدياً . [ قدم هذه النقطة على التي قبلها ، ثم أخرهما بعد بيان أن القرآن كلام الله ]
- القرآن حروفه ومعانيه من الله تعالى .
- القرآن كلام الله , قال تعالى ( فأجره حتى يسمع كلام الله ) وقالى صلى الله عليه وسلم ( ألا رجل يحملني إلى قومه لأبلغ كلام ربي ) .
- من قال إن الله لم يتكلم بالقرآن فقد أشبه قول المشركين بقولهم ( إن هذا إلا قول البشر ) .
[ رتبوا مسائل التي وردت تحت هذا العنصر ، فنبين أولا العقيدة الصحيحة والأدلة عليها ، ثم بيان الانحرافات التي حصلت ، ويمكن تعديل عنوان العنصر ليشمل بيان مختصر لعقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن الكريم ]

[ الأدلة على وجوب الإيمان بالقرآن الكريم ]
أولا : القرآن الكريم :

ثانياً : الأدلة من القرآن :
- أنزل الله القرآن على نبيه محمد وأعمله فضل ما أنزل عليه .
- القرآن عصمة لمن اعتصم به وحرز لمن احترز به .
- القرآن بلاغ للناس جميعهم على لسان رسوله وأمرهم أن يؤمنوا به وبما أعلمهم به من الغيبيات ومنها القرآن الكريم .
- ورود عدد من الآيات التي تدل على أن القرآن محفوظ بحفظ الله تعالى له من التبديل والتحريف .
[ أين الآيات التي تدل على وجوب الإيمان بالقرآن ؟؟ ]
ثانياً : الأدلة من السنة :
- ورود عدد من الأحاديث التي تأمر بالإيمان بالغيبيات ومنها القرآن الكريم .
- قال صلى الله عليه وسلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يؤمنوا به وبما جاء به ) وهو القرآن .
- أهم حديث في السنة يأمر بالإيمان بالقرآن هو حديث جبريل برواياته المختلفة .
- وفي حديث جبريل يرد على من قالوا إن شاؤوا عملوا وإن شاؤوا لم يعملوا ( القدرية ) .
[ اذكر الشاهد من حديث جبريل على وجوب الإيمان بالقرآن ]
ثالثاً : فضل الإيمان بالقرآن :
- صاحب السنة هو الذي يؤمن بالقرآن كاملاً واتخذه إماما .
- من نعم الله الجليلة على المؤمن أن أنزل عليه القرآن وعلمه إياه .

رابعاً : الإيمان بالقرآن يكون بالقلب واللسان والعمل به :
- الإيمان لا يكون كاملاً إلا إذا اشتمل على تصديق القلب وإقرار اللسان وعمل الجوارح .
- دليل تصديق القلب قوله تعالى ( يا أيها الرسول لا يحزنك الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ) , وقوله تعالى ( من كفر بالله من بعد إيمانه إلامن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) .
- دليل إقرار اللسان قوله تعالى ( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى قولوا لا إله إلا الله ) .
- دليل فرض عمل الجوارح قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا ) وقوله تعالى ( أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ) .
[ أحسنتم بتلخيص هذا العنصر ]
خامساً : حكم من أنكر شيئاً من القرآن :
- من كفر بحرف من القرآن فقد كفر بالقرآن كله ومن كفر بالقرآن فهو كافر .
بارك الله فيكم أخي الفاضل ، من المهم التأكيد على أن التلخيص لا يعني الإطناب بذكر كلام العلماء نصًا ، وكذلك لا يعني الاختصار الشديد بإغفال بعض المسائل أو إغفال ذكر الأدلة.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 19/ 20
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 17 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 17/ 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10 / 10
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 10 / 10
___________________
= 73 / 80
وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين.


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 17 رجب 1436هـ/5-05-2015م, 11:49 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي الجواب على أسئلة آداب التلاوة

السؤال الأول
بيان أهمية الإخلاص في تلاوة القرآن
أولاً : الآيات القرآنية :
إن قراءة القرآن تدخل من ضمن الأعمال والطاعات التي أمرنا الله سبحانه أن نخلص قصدنا له بها سبحانه ولا يخفى أن قراءة القرآن من أوجب الأعمال التي تتطلب إخلاصاً لله ومن الآيات التي تأمرنا بالإخلاص قوله تعالى ( مخلصين له الدين )
ثانياً : الأحاديث النبوية :
- حديث الإخلاص في تعلم القرآن وتعليمه : عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه ..... ، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال : كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال : عالم وقرأت القرآن ليقال : هو قاريء ، فقد قيل . ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ، )) رواه مسلم). [فضائل القرآن: ]
- حديث الأمر عن تعجيل الأجر على القرآن في الدنيا : عن جابر بن عبد الله قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم , ونحن قرأ القرآن , وفينا الأعجم والأعرابي فقال: (( اقرؤوا , وكل حسن , وسيأتي قوم يقومونه كما يقوم القدح , يتعجلونه ولا يتأجلونه)) ). [سنن سعيد بن منصور: 152]
- حديث النهي عن التكلف بالقراءة دون الفهم والعمل به عن أنس بن مالك قال : "خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ، ونحن نقتري ، فقال : (( إن فيكم خيرا ، منكم رسول الله ، وتقرءون كتاب الله منكم الأبيض والأسود ، والأعجمي والعربي ، وسيأتي على الناس زمان
يقرءون القرآن يثقفونه كما يثقف القدح ، لا يجاوز تراقيهم ، يتعجلون أجورهم ، ولا يتأجلونه)).) [فضائل القرآن:] ورواه أيضاَ أبو بكر الآجري في كتابه أخلاق حملة القرآن

الآثار عن الصحابة

- عن أبي فراس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "أيها الناس إنه أتى علي زمان , وأنا لا أدري أن أحدا يريد بقراءته غير الله عز وجل حتى خيل إلى بآخره أن أقواما يريدون بقراءتهم غير الله , فأريدوا الله عز وجل بقراءتكم وأعمالكم"). [سنن سعيد بن منصور: 419](م)
- عن موسى بن أيّوب عن عمّه إياس بن عامرٍ أنّ عليّ بن أبي طالبٍ قال له: إنّك إن بقيت، فسيقرأ القرآن على ثلاثة أصنافٍ: صنفٍ لله تعالى، وصنفٍ للدّنيا، وصنفٍ للجدل، فمن طلب به أدرك.). [أخلاق حملة القرآن: --](م)

أقوال العلماء:

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (فعلى كل من القارئ والمقرئ: إخلاص النية، وقصد وجه الله، وأن لا يقصد بتعلمه أو بتعليمه غرضاً من الدنيا كرئاسة أو مال). [التحبير في علم التفسير
السؤال الثاني
حكم الشهادة لآيات الله في الصلاة وخارجها
• حكم الشهادة للآيات :
- الشهادة على الآيات يستوي فيها الحكم عند قراءتها أو سماعها .
- الاعتقاد بالقلب واجب فإنه المؤمن يلزمه ذلك لِأَجْلِ مَا يَلْزَمُ فِي فَهْمِ الْقُرْآنِ مِن الِانْتِقَادِ ذكره ابن العربي في احكام القران ورواه القرطبي في الجامع لأحكام القرآن
- أما التفاعل مع الآيات بالتفلظ بكلمات تدل على إيمانه ويقينه بالقرآن فهنا اختلف أهل العلم على النحو التالي :

أولاً : عند التلاوة خارج الصلاة :
يؤخذ من مجموع الأحايث على جوازها خارج الصلاة بدون خلاف في ذلك .
ثانياً : عند التلاوة في الصلاة , فأهل العلم على أقوال :
القول الأول : المنع مطلقاً في السنة والفرض :
- وذلك لعدم ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم ، استشهادا بحديث ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) , وأيضاً فإن الصحابة رضوان الله عليهم لم ينقلوا ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم مع حرصهم على تتبع حركاته وسكناته فقد سأله أبو هريرة عندما سكت بين التكبير والقراءة , فلما لم ينقلوا شيئا من ذلك دل على عدم ثبوتها
- روى مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ في كتابه فضائل القرآن : « إذا أتى الرجل على هذه الآية وهو في الصلاة :{إن الله وملائكته يصلون على النبي} الآية، أو يأتي على الآية فيها الرغبة والرهبة , قال: يمضي كما هو، وقال:جردوا القرآن»)

القول الثاني : الجواز في السنة لا في الفرض :
يجوز في النفل و لا سيما في صلاة الليل ، فإنه يسن أن يتعوذ عند آية الوعيد ، ويسأل عند آية الرحمة ، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولأن ذلك أحضر للقلب ، وأبلغ في التدبر . ذكر ذلك ابن عثيمين في الشرح الممتع .
القول الثالث : الجواز في الفرض والسنة :
فقد أجاز جماعة من أهل العلم الشهادة للآيات في صلاة الفرض ، لأن تركه صلى الله عليه وسلم لها لا يدل على تحريمها ، والأصل فيه الجواز . ولأن الشهادة للآيات لا يكون بما يبطلها ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن .. ) , ما لم يشغله ذلك عن متابعة الإمام في صلاة الجماعة ، إلا إذا كانت آخر قرءاة الإمام. ذكر ذلك ابن عثيمين في الشرح الممتع , كالرعيني في مواهب الجليل ، ومنصور بن يونس البهوتي في شرح المنتهى .

السؤال الثالث :
ما يصنع من سلم عليه وهو يقرأ ؟
أولاً : حكم رد السلام من القارئ للقرآن وهو يقرأ :
إن سلم عليه إنسان كفاه الرد بالإشارة , قاله الإمام أبو الحسن الواحدي ، قال النووي فإن أراد الرد باللفظ رده ثم استأنف الاستعاذة وعاود التلاوة وهذا الذي قاله ضعيف والظاهر وجوب الرد باللفظ
الدليل
قال النووي في كتابه التبيان : قال أصحابنا ( الشافعية ) إذا سلم الداخل يوم الجمعة في حال الخطبة وقلنا الإنصات سنة وجب له رد السلام على أصح الوجهين فإذا قالوا هذا في حال الخطبة مع الاختلاف في وجوب الإنصات وتحريم الكلام ففي حال القراءة التي لا يحرم الكلام فيها بالإجماع أولى مع أن رد السلام واجب بالجملة والله أعلم.).
ثانياً : ما يفعل بعد رده للسلام :
يتعوذ بالله ثم يتابع القراءة
قال السيوطي في الإتقان ويسن التعوذ قبل القراءة قال تعالى:{فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}أي أردت قراءته , وذهب قوم إلى أنه يتعوذ بعدها لظاهر الآية وقوم إلى وجوبها لظاهر الأمر .
قال النووي فلو مر على قوم سلم عليهم وعاد إلى القراءة فإن أعاد التعوذ كان حسنا .
فلو قرأ جماعة جملة فهل يكفي استعاذة واحد منهم كالتسمية على الأكل أو لا لم أر فيه نصا والظاهر الثاني لأن المقصود اعتصام القارئ والتجاؤه بالله من شر الشيطان فلا يكون تعوذ واحد كافيا عن آخر , قاله ابن الجزري .

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 2 رجب 1436هـ/20-04-2015م, 10:17 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,756
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر القسي مشاهدة المشاركة
السؤال الأول : أنواع الأدلّة الدالة على أنّ القرآن غير مخلوق :
أولاً : الأدلة المنطقية العقلية على أن كلام الله غير مخلوق :

• القرآن كلام الله؛ وكلامه تعالى صفة من صفاته، وصفات الله غير مخلوقة:
قوله تعالى :( الرحمن علم القرآن خلق الإنسان ) خص القرآن بالتعليم والإنسان بالتخليق ففرق بينهما ( ولكن حق القول مني ) فكيف يكون شيء من الله مخلوق
كلام الله صفة منصفاته لا ينفد ولا يبيد فلا يكون مخلوقاً
قال تعالى : {ولو أنّ ما في الأرض من شجرةٍ أقلامٌ والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحرٍ ما نفدت كلمات اللّه إنّ اللّه عزيزٌ حكيمٌ} ولم يلحق الفناء كلمات الله عز وجل كما لا يلحق الفناء علم الله؛ لأن من فني كلامه لحقته الآفات وجرى عليه السكوت، فلما لم يجر ذلك على ربنا عز وجل صح أنه لم يزل متكلما ولا يزال متكلما، وقد نفى النفاد عن كلامه كما نفى الهلاك عن وجهه
•القرآن من علم الله، وعلم الله لا يكون مخلوقا
يقول الله تعالى{فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم} أفليس هو القرآن؟ فمن زعم أن علم الله وأسماءه وصفاته مخلوقة فهو كافر , وقال تعالى{علّم الإنسان ما لم يعلم} وقال{خلق الإنسان علّمه البيان}فهذه أوصاف الإنسان الّذي خلقه اللّه جاهلًا بلا علمٍ ، ثمّ علّمه ما لم يكن يعلم ، فمن زعم أنّ القرآن مخلوقٌ ، فقد زعم أنّ علم اللّه مخلوقٌ. ومن زعم أنّ علم اللّه مخلوقٌ، فقد شبّه اللّه بخلقه .
• فرَّق الله تعالى بين الخلق والأمر، وكلام الله من أمره؛ فهو غير مخلوق .
( ألا له الخلق والأمر ) وهل يجوز لأحدٍ أن يظنّ أنّ قوله { ألا له الخلق } أراد أنّ له بعض الخلق؟ بل قد دخل الخلق كلّه في الخلق ثمّ أخبر أنّ له أيضًا غير الخلق ليس هو خلقًا، لم يدخل في الخلق وهو الأمر ، فبيّن أنّ الأمر خارجٌ من الخلق، فالأمر أمره وكلامه، والخلق خلقٌ، وبالأمر خلق الخلق، وممّا يدلّ على أنّ أمر اللّه هو كلامه قوله: {ذلك أمر اللّه أنزله إليكم} فيسمّي اللّه القرآن أمره، وفصل بين أمره وخلقه .
• أول ما خلق الله من شيء القلم، والكلام قبل القلم .
قد احتج أحمد بن حنبل رحمه الله بحديث ابن عباس: إن أول ما خلق الله من شيء القلم وذكر أنه حجة قوية على من يقول: إن القرآن مخلوق، كأنه يقول: قد كان الكلام قبل خلق القلم، وإذا كان أول خلق الله من شيء القلم دل على أن كلامه ليس بمخلوق؛ ولأنه قبل خلق الأشياء.
ثانياً : الآيات الدالة على أن القرآن كلام الله غير مخلوق
قال الله تعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} ، وقال تعالى: {وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه} .
ثالثاً : ما استنبطه بعض العلماء من بعض الآيات على أن القرآن كلام الله وأنه غير مخلوق
- قد زعم الجهني أن الله وضع صوته في شجرة أو غيرها لتوصل كلامه إلى موسى فهل يجوز لمخلوقٍ خلقه اللّه وكوّنه أن يقول { إنّني أنا اللّه لا إله إلّا أنا فاعبدني وأقم الصّلاة لذكري} فمن زعم أنّ المكلّم لموسى كان غير اللّه، فقد زعم أنّ اللّه خلق خلقًا ادّعى الرّبوبيّة ، وأنّ موسى أجابه وعبده من دونه ، وقال{وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء} فلو كان كلام الله لا يوجد إلا مخلوقا في شيء مخلوق لم يكن لاشتراط هذه الوجوه معنى لاستواء جميع الخلق في سماعه من غير الله
- لأن الله قال مخبرا عن المشركين أنهم قالوا{إن هذا إلا قول البشر}، يعنون القرآن، فمن زعم أن القرآن مخلوق فقد جعله قولا للبشر، وهذا مما أنكره الله على المشركين
- قوله تعالى {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون} يحتمل أن يكون معناه ذكرا غير القرآن ، وهو كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ووعظه إياهم بقوله{وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} ولأنه لم يقل: لا يأتيهم ذكر إلا كان محدثا، وإنما قال: {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون}، فدل على أن هناك ذكرا غير محدث , ثم إنه إنما أراد ذكر القرآن لهم وتلاوته عليهم وعلمهم به، وكل ذلك محدث، والمذكور المتلو المعلوم غير محدث، كما أن ذكر العبد لله وعلمه به وعبادته له محدث، والمذكور المعلوم المعبود غير محدث، وحين احتج به على أحمد بن حنبل رحمه الله قال أحمد بن حنبل رضي الله عنه: قد يحتمل أن يكون تنزيله إلينا هو المحدث لا الذكر نفسه محدث.
- قوله تعالى :{ واذ قال الله ياعيسى بن مريم } وفيه دليلٌ على أنَّه -سُبْحَانَهُ- يتكلَّمُ بحرفٍ وصوتٍ كما يليقُ بجلالِه ، وفيه الرَّدُّ على مَن زعمَ أنَّ كلامَ اللهِ هو المعنى النَّفسيُّ، إذ المعنى المجرَّدُ لا يُسمعُ.
- قال تعالى : {وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيما}، أكَّدَهُ بالمصدرِ لنفي المجازِ؛ لأنَّ العربَ لا تؤكِّدُ بالمصدرِ إلا إذا أرادتِ الحقيقةَ.
وفيها دليلٌ على أنَّ اللهَ لم يَزل مُتَكَلِّما إذا شاءَ ومتى شاءَ
وكيفَ شاءَ.
وفيها دليلٌ على أَنَّ نوعَ الكلامِ قديمٌ، وإنْ لم يكنِ الصَّوتُ
المعيَّنُ قديمًا، فكلامُ اللهِ -سُبْحَانَهُ وتعالَى- قديمُ النَّوعِ حادثُ الآحادِ،
- في جميع الآيات التي ذكرناها دليلٌ على أنَّ الكلامَ المضافَ إليه -سُبْحَانَهُ وتعالَى- من صفاتِه الذَّاتيَّةِ من حيثُ تعلُّقُها بذاتِه واتَّصافُه بها، ومن صفاتِه الفعليَّةِ حيث كانت متعلِّقةً بقدرتِه ومشيئتِه
- وفيها الرَّدُّ على مَن زَعَمَ أنَّ كلامَ اللهِ هو معنًى قائمٌ بذاتِه لا يتجزَّأُ ولا يتبعَّضُ، فإنَّ الأمرَ لو كانَ كما زَعَموا لكانَ موسى عليه السَّلامُ سَمِعَ جميعَ كلامِ اللهِ، وفيها الرَّدُّ على مَن زعَم أنَّ كلامَ اللِه مخلوقٌ، فإنَّ صفاتِ اللهِ داخلةٌ في مُسمَّى اسمِه .
-والِكُلاَّبيَّةُ وَمَن وَافَقَهُم مِن أصْحَابِ الأئمَّةِ الأرْبعةِ يَقُولُونَ: إِنَّه لا يَتَكَلَّمُ بِمَشِيئتِه وَقُدرَتِه؛ بل الْكَلاَمُ المُعَيَّنُ لازِمٌ لِذَاتِه كَلُزومِ الْحَياةِ لِذَاتِه، وَعِندَهم لمَّا جَاءَ مُوسَى لِميقَاتِ رَبِّه سَمِعَ النِّداءَ الْقَديِمَ لا أَنَّه حِينَئذٍ نُودِيَ ولهَذَا يَقُولُونَ إِنَّه يُسْمِعُ كَلامَه لِخلْقِه،
-والمضافُ إلى الله تعالى , ينقسمُ إلى قِسمين:
إضافةِ أَعْيَانٍ , وإضافةِ معانٍ،

فإضافةُ الأعيانِ إليه -سُبْحَانَهُ- من بابِ إضافةِ المخلوقِ إلى
خالقِه، كبيتِ اللهِ وناقةِ اللهِ ونحوِ ذلك، .
أمَّا إضافةُ المعاني إلى اللهِ -سُبْحَانَهُ وتعالَى- فهي من بابِ إضافةِ الصِّفةِ إلى الموصوفِ، كسمعِ اللهِ وبصرِه وعلمِه وقُدرتِه،
- وقوله تعالى : {إنّما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون}
فالقول الّذي يكون به الخلق على زعمكم لو كان خلقًا ثمّ يكوّنه على أصلكم، أليس قوّد مقالتكم الّذي تزعمون أنّ قوله{كن}إنّما يخلقه بقولٍ قبله؟ وهو عندكم خلقٌ وذلك القول يخلقه بقولٍ قبله، وهو خلقٌ، حتّى يصير إلى ما لا نهاية له ولا عدد، ولا أوّل، وفي هذا إبطال تكوين الخلق، وإنشاء البريّة، وإحداث ما لم يكن قبل أن يحدث اللّه الشّيء، وينشئه ويخلقه وهذا قولٌ لا يتوهّمه ذو لبٍّ،
رابعاً : الأحاديث النبوية : والاستدلال بالأحاديث النبوية على أنواع :
الأحاديث النبوية الدالة على أن القرآن كلام الله حقيقة وأنه غير مخلوق
...- حديث احتجاج آدم وموسى عليهماالسلام
.- حديثعثمان بنعفان مرفوعاً: (إنّ فضل القرآن على سائر الكلام كفضل اللّه علىخلقه..)

الأحاديث المروية فيتعوّذ النبي صلى الله عليه وسلم بالمعوذات وبكلمات الله التامات وأمره بذلكأمته
- حديث ابن عباسمرفوعا: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوّذ حسنا وحسينا: ( أعيذكما بكلمة اللهالتامة..)
الأحاديث المروية في بيان شرفالقرآن؛ فلا يمسه إلا طاهر، ولا يسافر به إلى أرضالعدو
- حديث عمرو بن حزم مرفوعا: (أن لا يمسّالقرآن إلّاطاهرٌ)

الأحاديث المروية فيتكليم الله تعالى لموسى عليه السلام
- حديث جابر بن عبداللهمرفوعا: (لمّا كلّم اللّه موسى عليه السّلام يوم الطّور كلّمه بغير الكلام الّذيناداه، ...)

دلالة الأحاديث المروية في أن الصلاة لايصلح فيها شيء من كلام الناس على أن القرآن كلام الله
- حديث معاوية بن الحكم السلميّمرفوعا: (إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس، إنّما الصّلاة بقراءةالقرآن، ...)

دلالة الأحاديث المروية في تفلت القرآن على أنهغير مخلوق
دلالة الأحاديث المروية في في سماع الملائكة كلامالله بالوحي على أنّ كلام الله غير مخلوق
دلالة أحاديث تكليم اللهعباده يوم القيامة بلا ترجمان ولا واسطة على بطلان قول من أنكر أن القرآن غير مخلوق
خامساً : الآثار المروية عن الصحابة
روي عن عليٍّ رضي اللّه عنه قال يوم صفّين: ما حكّمت مخلوقًا وإنّما حكّمت القرآن، ومعه أصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، ومع معاوية أكثر منه؛ فهو إجماعٌ بإظهارٍ وانتشارٍ وانقراض عصرٍ من غير اختلافٍ ولا إنكارٍ. وعن عمرو بن دينارٍ: أدركت تسعةً من أصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يقولون: من قال: القرآن مخلوقٌ؛ فهو كافرٌ.

السؤال الثاني : من أوّل من أحدث مسألة اللفظ بالقرآن؟ وما حكم اللفظية والواقفة؟
أول من قال بالوقف واللفظ هو جهم بن صفوان والجعد بن درهم ثم بشر بن غياث المريسي وكان يهوديا و حسين الكرابيسي , قال أحمد بن حنبل : افترقت الجهمية على ثلاثة فرق: فرقة قالوا القرآن مخلوق،وفرقة قالوا كلام الله وتسكت، وفرقة قالوا لفظنا بالقران مخلوق.
[ أول من قال بخلق القرآن الجعد بن درهم وجهم بن صفوان
وأول من أحدث مسألة اللفظ بالقرآن هو حسين الكرابيسي ]


حكم اللفظية والواقفة
هم جهميون كفار ولا نكلمهم لا يسلم عليهم ولا يرد عليهم سلامهم , ولا يناكحون , ولا يعود مرضاهم و لا تشيع جنائزهم .
- عن محمّد بن يحيى بن أبي عمر العدنيّ: من قال القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ، ومن وقف فهو شرٌّ ممّن قال: مخلوقٌ، لا يصلّى خلفهم، ولا يناكحون، ولا يكلّمون، ولا تشهد جنائزهم، ولا يعاد مرضاهم.
- قال أحمد بن حنبل : من كان يخاصم ويعرف بالكلام فهو جهمي ومن لم يعرف بالكلام يجانب حتى يرجع ومن لم يكن له علم يسأل
- عبد اللّه بن المبارك قال: سمعت النّاس منذ تسعٍ وأربعين سنةً يقولون: من قال القرآن مخلوقٌ فامرأته طالقٌ ثلاثٌ بتّةً. قال: قلت: ولم ذلك؟ قال: لأنّ امرأته مسلمةٌ، ومسلمةٌ لا تكون تحت كافرٍ.
- قال خارجة بن مصعبٍ:}إذا صلّيت خلف الإمام وبجنبك جهميٌّ، فأعد الصّلاة}
و معنى قول خارجة رحمه اللّه في الجهميّ يصلّي بجنب الرّجل يعيد يريد بذلك أنّ من صلّى خلف إمامٍ وحده وإلى جانبه جهميٌّ، أو صلّى خلف الصّفوف وحده وإلى جانبه جهميٌّ، أنّه يعيد، وذلك أنّ مذهب جماعةٍ من الفقهاء أنّ من صلّى خلف الصّفّ وحده، أو قام خلف إمامٍ وحده، أعاد الصّلاة، فكأنّ خارجة أراد أنّه من صلّى خلف الصّفّ هو جهميٌّ، فكأنّما صلّى خلف الصّفّ وحده، لأنّ الجهميّ ليس هو مسلمًا ولا في صلاةٍ، فالقائم إلى جنبه كالقائم وحده، فأمّا الجهميّ إذا قام في صفٍّ فيه جماعةٌ هو كأحدهم، فصلاة الجماعة جائزةٌ.
- حدثنا أبو داود السجستاني قال: سمعت أحمد يسأل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: القرآن كلام الله، ثم يسكت؟ فقال: ولم يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟
استدلال العلماء بحديث عائشة بأن الذي يشك بالقرآن فكأنما يشك بالله
روى عبد الله بن أحمد بن حنبل بسنده عن عائشة، قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: }يا عائشة ويلٌ للشّاكّين في اللّه، كيف يضغطون في قبورهم كضغطة البيضة على الصّخرة {

[ أحسنتم أخي الفاضل والأفضل أن تفصلوا حكم اللفظية عن الواقفة وأن تلخصوا الإجابة مما فهمتم من كلام العلماء ، وتنظم الإجابة بذكر تعريف كل من اللفظية والواقفة ثم حكم كل منهم ثم علة الحكم :
فيه تفصيل لأن كلمة اللفظ تحتمل معنيين :
1: الملفوظ : فيقصدون بذلك القرآن الكريم ، فيكون حكمهم كحكم الجهمية ؛ مبتدعة كفار ، لأن القرآن كلام الله غير مخلوق.
2: التلفظ ، أي : فعل اللسان ، وهو مخلوق ، لكن لما كان اللفظ يحتمل المعنيان فقد بدّع بعض العلماء القائلين بـ" اللفظ بالقرآن مخلوق " ، سدًا للذريعة.
وأصل هذا القول : أن العلماء لما كفروا القائلين بخلق القرآن ، خرج من يتحايل بقول اللفظ بالقرآن مخلوق لاحتمال كلمة اللفظ المعنيين كما وضحتُ لكِ.
- الواقفة : وهم من وقفوا عن القول بأن القرآن غير مخلوق.
وحكمهم :
أنهم كفار ، لشكهم في الله ، والشاك في الله كافر.


السؤال الثالث : اذكر أهمّ المناظرات في مسألة خلق القرآن
المناظرة الأولى بين عبد العزيز المكي وبشر المريسي عند المأمون
قال عبد العزيز: يا أمير المؤمنين لو كان لبشرٍ غلامان، وأنا لا آخذ علمهما عن أحدٍ من النّاس إلّا عنه، يقال لأحدهما خالدٌ والآخر يزيد، فكتب إليّ ثمانية عشر كتابًا يقول في كلّ كتابٍ منها: ادفع هذا الكتاب إلى خالدٍ غلامي، وكتب إليّ مائةً وأربعةً وخمسين كتابًا يقول في كلّ كتابٍ منها: ادفع هذا الكتاب إلى يزيد، ولا يقول: غلامي، وكتب إليّ كتابًا، فقال: ادفع هذا الكتاب إلى يزيد وإلى خالدٍ غلاميّ، وكتب إليّ كتابًا واحدًا يقول فيه: خالدٌ غلامي ويزيد، ولم يقل: غلاميّ، فكتبت إليه: إنّي قد دفعت الكتاب إلى يزيد وإلى خالدٍ غلامك، فلقيني فقال: لم لم تكتب إليّ أنّك دفعت الكتاب إلى خالدٍ ويزيد غلاميّ، فقلت له: قد كتبت إليّ مائة كتابٍ وأربعةً وخمسين كتابًا تقول: ادفع هذا الكتاب إلى يزيد، ولا تقول فيها: غلامي، وكتبت إليّ ثمانية عشر كتابًا تقول فيها: إلى خالدٍ غلامي.فقال لي بشرٌ: فرّطت، فحلقت أنا: إنّ بشرًا فرّط وحلف بشرٌ أنّي فرّطت، أيّنا كان المفرّط يا أمير المؤمنين؟
فقال المأمون: إذا كان هكذا، فبشرٌ المفرّط.
فقلت: يا أمير المؤمنين إنّ اللّه عزّ وجلّ أخبرنا عن ذكر القرآن في أربعةٍ وخمسين ومائة موضعٍ، فلم يخبر عن خلقه في موضعٍ واحدٍ، ثمّ جمع بين القرآن والإنسان في موضعٍ واحدٍ، فقال{الرّحمن علّم القرآن خلق الإنسان علّمه البيان}[الرحمن: 1]، ففرّق بين القرآن والإنسان، وزعم بشرٌ أنّ اللّه فرّط في الكتاب، إذ كان القرآن مخلوقًا، وعليه يخبر بخلق القرآن.


المناظرة الثانية : مناظرة الإمام أحمد بن حنبلٍ لابن أبي دؤادٍ وأصحابه بحضرة المعتصم

قال المعتصم لابن أبي دؤاد وأصحابه كلّموه يعني للامام أحمد بن حنبل :
فقال لي عبد الرّحمن: «ما تقول في القرآن»، فقلت: ما تقول في علم اللّه، فسكت.
قال:فقال لي بعضهم: قال اللّه عزّ وجلّ {اللّه خالق كلّ شيءٍ} [الرعد: 16] فالقرآن أليس هو شيئًا؟
فقلت: قال اللّه عزّ وجلّ {تدمّر كلّ شيءٍ} [الأحقاف: 25]، فهل دمّرت إلّا ما أنت عليه.

فقال لي بعضهم: {ما يأتيهم من ذكرٍ من ربّهم محدثٍ} [الأنبياء: 2] أفيكون محدثٌ إلّا مخلوقًا؟
قال: فقلت لهم: قال اللّه عزّ وجلّ {ص والقرآن ذي الذّكر} [ص: 1]، فالذّكر هو القرآن، وتلك ليس فيها ألفٌ ولا لامٌ "
قال: واحتجّوا عليّ بقوله: {اللّه خالق كلّ شيءٍ} [الرعد: 16]، فقلت: {ومن كلّ شيءٍ خلقنا زوجين} [الذاريات: 49]، فخلق من القرآن زوجين {وأوتيت من كلّ شيءٍ} [النمل: 23] فأوتيت القرآن؟ فأوتيت النّبوّة أوتيت كذا وكذا؟ وقال اللّه تعالى {تدمّر كلّ شيءٍ} [الأحقاف: 25]، فدمّرت كلّ شيءٍ، إنّما دمّرت ما أراد اللّه من شيءٍ
" قال: وقال لي ابن أبي دؤادٍ: أين تجد أنّ القرآن كلام اللّه؟ قلت: " {اتل ما أوحي إليك من كتاب ربّك لا مبدّل لكلماته} [الكهف: 27] " فسكت.
المناظرة الثالثة : مناظرة ابن الشّحّام قاضي الرّيّ للواثق
لما جاء القاضي إلى مجلس الواثق جلس إلى جنبه وسأله الوائق ألك حاجة ؟ فقال : جئت قاصدًا من الرّيّ إلى أمير المؤمنين، أسأله عن شيءٍ تحدّث النّاس به وأسمعه منه، وهي مسألةٌ فقال له: قل ما شئت. فقال: يا أمير المؤمنين على شريطة أن لا يكون المجيب لي غير أمير المؤمنين، ولا يعارض في المسألة أحدٌ، فقال: ذلك لك. فقلت: يا أمير المؤمنين ما تقول في رجلٍ كان له بيتٌ يدخله في حوائجه، وهو يحفظ القرآن، فجرت منه يمينٌ أن لا يدخل البيت مخلوقٌ سواه، فعرضت له حاجةٌ فدخل إلى ذلك البيت، طلّقت امرأته أم لا؟ فضجّ أهل المجلس، وقالوا: يا أمير المؤمنين مسألة حيلةٍ. قال: فقال: يا أمير المؤمنين ليس هكذا، وعدتني أن لا يجيبني غيرك ولا يعارضني في المسألة، فأسكتهم ثمّ قال له: كيف حلف؟ قال له: رجلٌ كان له بيتٌ، وكان يحفظ القرآن، فحلف بالطّلاق ثلاثًا أنّه لا يدخل ذلك البيت مخلوقٌ سواه، فعرضت له حاجةٌ فدخل البيت، طلّقت امرأته أم لا؟ فقال: لا، وقرابتي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ما طلّقت.
المناظرة الرابعة : مناظرة شيخٍ من أهل أذنة بحضرة الواثق، ورجوع الواثق عن مذهبه
قال الشّيخ: يا أحمد إلى ما دعوت النّاس ودعوتني إليه؟ فقال: إلى أن تقول: القرآن مخلوقٌ.
فقال الشّيخ: يا أمير المؤمنين إن رأيت أن تحفظ عليّ وعليه ما نقول. قال: أفعل.
فقال الشّيخ: يا أحمد أخبرني عن مقالتك هذه، واجبةٌ داخلةٌ في عقدة الدّين، فلا يكون الدّين كاملًا حتّى يقال فيه ما قلت؟
قال الشّيخ: يا أحمد أخبرني عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين بعثه اللّه عزّ وجلّ إلى عباده، هل ستر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ممّا أمره اللّه به في دينه؟ قال: لا.
قال الشّيخ: فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الأمّة إلى مقالتك هذه؟ فسكت ابن أبي دؤادٍ.
فقال الشّيخ: تكلّم. فسكت، فالتفت الشّيخ إلى الواثق، فقال: يا أمير المؤمنين واحدةٌ. فقال الواثق: واحدةٌ.
فقال الشّيخ: يا أحمد أخبرني عن اللّه سبحانه حين أنزل القرآن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا} [المائدة: 3]، كان اللّه عزّ وجلّ الصّادق في إكمال دينه أم أنت الصّادق في نقصانه، فلا يكون الدّين كاملًا حتّى يقال فيه بمقالتك هذه؟ فسكت ابن أبي دؤادٍ، فقال الشّيخ: أجب يا أحمد، فلم يجبه. فقال الشّيخ: يا أمير المؤمنين اثنتان. فقال الواثق: اثنتان.
فقال الشّيخ: يا أحمد أخبرني عن مقالتك هذه، علمها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أم جهلها؟ فقال ابن أبي دؤادٍ: علمها. قال الشّيخ: فدعا النّاس إليها؟ فسكت ابن أبي دؤادٍ، فقال الشّيخ: يا أمير المؤمنين ثلاثٌ. فقال الواثق: ثلاثٌ.
فقال الشّيخ: يا أحمد فاتّسع لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذ علمها كما زعمت، ولم يطالب أمّته بها؟ قال: نعم.

قال الشّيخ: واتّسع لأبي بكرٍ الصّدّيق، وعمر بن الخطّاب، وعثمان بن عفّان، وعليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنهم؟ فقال ابن أبي دؤادٍ: نعم.
فأعرض الشّيخ عنه، وأقبل على الواثق، فقال: يا أمير المؤمنين قدّمت القول أنّ أحمد يصبو ويقلّ ويضعف عن المناظرة، يا أمير المؤمنين إن لم يتّسع لك من الإمساك عن هذه المقالة ما اتّسع لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ولأبي بكرٍ وعمر وعثمان رضي اللّه عنهم، فلا وسّع اللّه على من لم يتّسع له ما اتّسع لهم من ذلك.

الدرجة النهائية :
19 / 20
أحسنتم أخي الفاضل ، زادكم الله علمًا وهدىً ونفع بكم الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ماهر, الطالب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir