دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 جمادى الآخرة 1436هـ/31-03-2015م, 11:52 AM
ريم الحمدان ريم الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي تلخيص أنواع اختلاف التنوع

بسم الله الرحمن الرحيم
تلخيص أنواع اختلاف التنوع

الكلمة في القرآن قد نجد لها عدة تفاسير ،قد يتسائل أحدهم :
هل حصل اختلاف بين الصحابة في تفسير القرآن ؟
نعم ،حصل اختلاف ولكنه اختلاف تنوع ،و اختلافهم في الأحكام أكثر منه في التفسير.
ماهو اختلاف التنوع :
أن يعبر عن الكلمة بعدة تفاسير مختلفة في صفتها ولكنها تدل على معنى عام واحد .
-اختلاف التنوع له نوعان :
1-النوع الأول :
منزلة الألفاظ المتكافئة : تكون بالتعبير عن المعنى بألفاظ تشترك في المعنى المشار إليه وتختلف في صفاتها وبعض دلالاتها
،مثال 1 : السيف من أسمائه الصارم ،المهند . هي تدل كلها على السيف ولكن الصارم معناه من الصرامة والقطع والمهند اي مصنوع في الهند .
مثال 2 : أسماء الله الحسنى ،قال تعالى: {قل أدعو الله أو أدعو الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}أسماء الله كلها تدل على الله ولكنها تختلف في صفتها فالعليم الذي له العلم التام بكل شيء والخالق الذي خلق كل شيء على أحسن هيئة وكذلك باقي الأسماء
من الفرق الضالة في ذلك :
القرامطة ينكرون ما في أسمائه الحسنى من صفات الإثبات ،فيقولون
وكذلك من أنكر دلالة أسمائه على صفاته
مثال 3 : أسماء النبي صلى الله عليه وسلم مثل: محمد، وأحمد، والماحي، والحاشر، والعاقب.
مثال 4: أسماء القرآن، مثل: القرآن، والفرقان، والهدى، والشفاء،
مثال 5:قال تعالى : ( فمن أعرض عن ذكري ) قيل المراد بذكري ؛ القرآن، أو ما أنزله من الكتب، أو ذكر الله مثل قول العبد: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
-هل اختلاف الصحابة اختلاف تضاد ؟
بالطبع لا، هو اختلاف تنوع ،فالسلف يعبرون عن المسمى بعبارة تدل على عينه، وإن كان فيها من الصفة ما ليس في الاسـم الآخر،
مثال 1:الله عز وجل هو السميع البصير الحي القيوم ، كلها تدل على ذات الله ولكنها تختلف في صفتها ودلالتها
مثال 2:تفسيرهم للصراط المستقيم ؛
- قيل هو القرآن واستدلوا بالحديث الذي رواه علي عن النبي صلى الله عليه وسلم :( هو حبل الله المتين، والذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم).
-وقيل هو الإسلام ودليلهم مارواه النواس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه وسلم (: قال: فالصراط المستقيم هو الإسلام ).
-وقيل هو السنة والجماعة
و من قال: هو طريق العبودية،
و من قال: هو طاعة الله ورسوله صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم .
كل هذه المعاني تدل في العموم على أمر واحد ولكنها اختلفت في الصفة .
الصنف الثاني :
أن يذكر من الإسم العام انواعاً منه من باب ضرب الأمثلة .
1/المثال الأول :
قولُه تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ومِنْهُمْ سابِقٌ بالخَيراتِ}
اقوال المفسرين :
أ~ منهم من اقتصر تفسيره على نوع من الطاعات ، فقال (السابق) الذي يصلي أول الوقت و(الممقتصد )الذي يصلي في أثناء وقتها ، و(الظالم )من يصلي آخر الوقت .
ب~ومنهم من قال أن السابق الذي يكثر ويحسن بأداء الواجبات والمستحبات ، ففسروا السابق بالذي يؤدي الزكاة ويزيد عليها صدقات ،والمقتصد الذي يؤدي الزكاة ولا يأكل الربا ، والظالم الذي يمنع الزكاة ويأكل الربا .
وهذا أيضاً ينطبق على أي نوع من أنواع العبادات كبر الوالدين وتلاوة القرآن .
2/المثال الثاني :
قوله تعالى :( وَلَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)
أقوال المفسرين :
أ~ النعيم الأكل والشرب .
ب~النعيم الصحة والأمن .
ج~ النعيم الماء البارد في الليلة الحارة والماء الحار في الليلة الباردة .
-ماهو النعيم :
النعيم هو كل ما يتنعم به الإنسان ويلتذذ به .
نوع التفسير في الأية :
من باب ضرب الأمثلة وليس من باب التخصيص فيدخل مع الانواع المذكورة أنواع أخرى للنعيم .
فوائد هذا النوع من التفسير :
1- يقرب المعنى للذهن .
2- يشحذ الذهن للوصول الى أقرب معنى للمعنى المطلوب .
مسألة :
اذا وجدنا حديثاً للنبي صلى الله عليه وسلم يفسر آية ،وكان معنى الآية أعم وأشمل مت الحديث ففي هذه الحالة يجوز الأخذ بالمعنى الأوسع ولا يرد قول النبي صلى الله عليه وسلم .
مثال :
قوله تعالى ( وأعدوالهم ما استطعتم من قوة)
أقوال المفسرين :
1- فسرها النبي صلى الله عليه وسلم ب (ألا إنَّ القوَّةَ الرَّمْيُ, ألا إنَّ القوَّةَ الرَّميُ)،
2- فسرها بعضهم بذكور الخيل .
3- والبعض قال القوة هي السيوف والرماح .
-معنى قوة :
نكرة في سياق العموم ، وهي تشمل أي قوة ومن أنواعها الرمي
-الحكمة من اختيار النبي صلى الله عليه وسلم للفظ الرمي :
فسَّرَهاصلى الله عليه وسلم بالرميِ لأنه أرادَ أن يُمثِّلَ لأعلى قوَّةٍ تُؤثِّرُ في العدُوِّ، ومن الملاحَظِ أنَّ الحروبَ كلَّها من بدءِ الخلقِ إلى اليومِ تقومُ على الرَّمْيِ، فربما كانت السِّهامَ والمَنْجَنِيقَ واليومَ الطائراتِ والصواريخَ،
- الحكم في ذكر تفاسير أخرى مع تفسير النبي صلى الله عليه وسلم :
ينبغي أن يكون في حدود ضيقة ولا يتوسع فيه ، لأن تفسيره صلى الله عليه وسلم أكمل وأصح من تفسير غيره .

الاختلاف في أسباب النزول :
نوع الاختلاف في أسباب النزول :
يعد الاختلاف في أسباب النزول اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد مطلقاً .
قاعدة :
أسباب النزول تعتبر أمثلة على معنى عام شامل ، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
مثال 1 :
قوله تعالى :( إن شانئك هو الأبتر )
معنى ( شانئك ) :
مبغضك
أقوال المفسرين في معنى ( الأبتر ) :
1-من المفسريين من عين الأبتر فقال هو العاص بن أمية ، وقيل الوليد بن المغيرة ، وقيل هو أبو جهل .
2- ومنهم من فسر المعنى بأنه المقطوع من كل خير .
فائدة :
يصح أن يقال أن كل مبغض للرسول صلى الله عليه وسلم فهو منقطع من كل خير .
نوع الاختلاف :
اختلاف أسباب النزول في هذه الآية اختلاف تنوع ،وهي من باب التمثيل .
مثال 2:
آية الظهار قيل نزلت في أوس بن الصامت وقيل نزلت في هلال بن أمية
لمٓ كانت العبرة بعموم اللفظ :
القرآن أتى مخاطباً البشرية جمعاءوهو صالح لكل زمان ومكان وليس مختصاً بجيل النبي صلى الله عليه وسلم ومن عاصره، فلو أن الاية فسرت بأنها مختصة بالوليد بن المغيرة مثلاً ، لتطاول على مقام النبي صلى الله عليه وسلم غيره من السفهاء .ولكن الله عز وجل أراد أن يبين لنا علو منزلة النبي صلى الله عليه وسلم وشرف منزلته حياً وميتاً .

استغفر الله العظيم وأتوب إليه

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11 جمادى الآخرة 1436هـ/31-03-2015م, 03:39 PM
ريم الحمدان ريم الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي تلخيص درس المراسيل في التفسير

بسم الله الرحمن الرحيم

المراسيل في التفسير

- معنى المراسيل : جمع مرسل،قال الشيخ ابن عثيمين : و هو ما رفعه التابعي أو الصحابي الذي لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم ،فيرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم 0
حكمها :
قال الشيخ ابن عثيمين : مراسيل الصحابة حجة , وأما مرسل التابعي فالتابعون يختلفون فمنهم من يقبل مرسله ومنهم من لا يقبل .
المراسيل في التفسير :
تقبل المراسيل في التفسير بصفة عامة، و المراسيل يقوي بعضها بعضاً إذا تعددت مخارجها فبعضها يقوي بعضاً وهذا هو الصحيح الذي عليه عمل الفقهاء وعمل الأئمة الذين احتاجوا إلى الروايات المرسلة في الأحكام والاستنباط.
ولقبول المراسيل شروط :
1-إذا تعددت طرقها ، مثلاً يروى إسناد عن مجاهد ، وإسناد عن علقمة ، وآخر عن ثابت ، وآخر عن عطاء
يروون قصة واحدة مع اختلاف أمصارهم دلّ ذلك على صحة روايتهم .
1/منها ما يختص بالراوي فيشترط فيه :
أ-أن يكون صاحبها ممن عرف عنه الصدق وعدم تعمد الكذب ،وهذا هو الحال مع الصحابة والتابعين .
ومن عرف كذبهم كالزنادقة والمنافقين ترد رواياتهم .
ب-أن يكون صاحبها لم يخطيء فيها .
ج-أن يكون غير متواطىء مع غيره في الرواية ، وهذا هو الظن بهم ولذلك تكون رواية الشعبي مثلاً عاضدة لرواية سعيد ابن المسيب ورواية قتادة عاضدة لرواية الشعبي ورواية سعيد.

الفرق بين المراسيل في علم التفسير وعلم الحديث :
علم التفسير مبني على المسامحة في المراسيل فالروايات ان تعددت تقبل وان كانت ضعيفة . أما في علم الحديث فإن العلماء يتحرون ويدققون ويردون الضعيف .

- الخطأ في المراسيل :
قد يحصل أحياناً خطأ في النقل في بعض القصص الطويلة ، هنا يرجح المفسرون اقوى الالفاظ وأقربها للصواب
-مثال ذلك :
قصة شراء النبي صلى الله عليه وسلم لجمل الصحابي جابر بن عبد الله وهم في سفر فلما عادوا للمدينة رد عليه الجمل واعطاه ثمن الجمل .
موقف المفسرين :
قبلوها وأثبتوها وان اختلفوا في تفاصيل القصة .

سبب قبول المفسرين لها :
1-أنها أتت من طرق متعددة
2-أصل القصة صحيح ،فهي مروية في صحيح البخاري .
3-استبعاد اجتماع الرواة على كذب أو تواطئهم عليه .
4- إجماع الأمة على قبولها وهو أصل في قبول الروايات .

أمثلة على المراسيل :
فسر السلف قوله تعالى : {وَالْبَيتِ المَعْمُورِ} بعدة أقوال :
1-فسرها علي رضي الله عنه :بيت في السماء بحذاء الكعبة يقال له الضراح ،يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه .وقال بما يشبهه ابن عباس وعكرمة ومجاهد وقتادة وابن زيد .
2- روي عن الضحاك أنه بيت في السماء يدخله كل يوم سبعون ألف ملك من قبيل إبليس ، ويسمى ( الحن ) .
3-ذكر ابن حجر عن الحسن وابن عباد أن المقصود به الكعبة .
اذا نظرنا لأقوال المفسرين نجد أن الخلاف في تفسيرهم ينقسم الى معنيين ،إما أن يكون المقصود بيت في السماء أو الكعبة
نوع الخلاف :
خلاف تنوع وهو من المتواطيء، فهو وصف قد حذف موصوفه و(المعمور )صالح للكعبة وللبيت في السماء .
الترجيح :
رجح الجمهور القول بأنه بيت في السماء .
الدليل :
حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما رأى إبراهيم عليه السلام مسنداً ظهره إليه وأنه يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه ، وهو حديث صحيح .
تحليل المسألة :
الحديث الصحيح أورد ثلاثة أوصاف للبيت :
أ~انه في السماء ،ب~ يدخله كل يوم خمسون ألف ملك. ج~ لا يعودن إليه
أما أقوال السلف :
أ~ بيت بحذاء الكعبة ( علي وعكرمة ) قبلت روايتهما ، ولم يرد سماع عكرمة من علي ، فالقول من صحابي وسانده قول التابعي ولا يمكن تواطؤهم على الكذب ،فيحكم عليه بالقبول
ب~بحذاء العرش ( ابن عباس )،الرواية مقبولة لأن قول الصحابي يقبل في الأمور الغيبية .
ج~اسمه الضراح ( علي ومجاهد ) ،الرواية مقبولة ،ولم يرد أن مجاهداً سمع من علي رضي الله عنه ،فرواية الصحابي تعضدها رواية التابعي فتقبل .
د~أماقول الضحاك لا يقبل لانه تفرد به.
كل هذه الأقوال تعد من المراسيل وتعضد بعضها بعضاً وكذلك الحديث الصحيح يقويها ،لذلك قبل بعضها العلماء وردوا بعضها مما لم تعضده روايات أخرى.
القاعدة :
ما اتفقت فيه الروايات يقبل ،ويرد ماتفرق من الروايات وكان منفرداً .

استغفر الله العظيم وأتوب إليه

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 جمادى الآخرة 1436هـ/16-04-2015م, 11:03 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم الحمدان مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

المراسيل في التفسير

- معنى المراسيل : جمع مرسل،قال الشيخ ابن عثيمين : و هو ما رفعه التابعي أو الصحابي الذي لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم ،فيرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم 0
حكمها :
قال الشيخ ابن عثيمين : مراسيل الصحابة حجة , وأما مرسل التابعي فالتابعون يختلفون فمنهم من يقبل مرسله ومنهم من لا يقبل .
المراسيل في التفسير :
تقبل المراسيل في التفسير بصفة عامة، و المراسيل يقوي بعضها بعضاً إذا تعددت مخارجها فبعضها يقوي بعضاً وهذا هو الصحيح الذي عليه عمل الفقهاء وعمل الأئمة الذين احتاجوا إلى الروايات المرسلة في الأحكام والاستنباط.
ولقبول المراسيل شروط :
1-إذا تعددت طرقها ، مثلاً يروى إسناد عن مجاهد ، وإسناد عن علقمة ، وآخر عن ثابت ، وآخر عن عطاء
يروون قصة واحدة مع اختلاف أمصارهم دلّ ذلك على صحة روايتهم .
1/منها ما يختص بالراوي فيشترط فيه :
أ-أن يكون صاحبها ممن عرف عنه الصدق وعدم تعمد الكذب ،وهذا هو الحال مع الصحابة والتابعين .
ومن عرف كذبهم كالزنادقة والمنافقين ترد رواياتهم .
ب-أن يكون صاحبها لم يخطيء فيها .
ج-أن يكون غير متواطىء مع غيره في الرواية ، وهذا هو الظن بهم ولذلك تكون رواية الشعبي مثلاً عاضدة لرواية سعيد ابن المسيب ورواية قتادة عاضدة لرواية الشعبي ورواية سعيد.

الفرق بين المراسيل في علم التفسير وعلم الحديث :
علم التفسير مبني على المسامحة في المراسيل فالروايات ان تعددت تقبل وان كانت ضعيفة . أما في علم الحديث فإن العلماء يتحرون ويدققون ويردون الضعيف .

- الخطأ في المراسيل :
قد يحصل أحياناً خطأ في النقل في بعض القصص الطويلة ، هنا يرجح المفسرون اقوى الالفاظ وأقربها للصواب
-مثال ذلك :
قصة شراء النبي صلى الله عليه وسلم لجمل الصحابي جابر بن عبد الله وهم في سفر فلما عادوا للمدينة رد عليه الجمل واعطاه ثمن الجمل .
موقف المفسرين :
قبلوها وأثبتوها وان اختلفوا في تفاصيل القصة .

سبب قبول المفسرين لها :
1-أنها أتت من طرق متعددة
2-أصل القصة صحيح ،فهي مروية في صحيح البخاري .
3-استبعاد اجتماع الرواة على كذب أو تواطئهم عليه .
4- إجماع الأمة على قبولها وهو أصل في قبول الروايات .

أمثلة على المراسيل :
فسر السلف قوله تعالى : {وَالْبَيتِ المَعْمُورِ} بعدة أقوال :
1-فسرها علي رضي الله عنه :بيت في السماء بحذاء الكعبة يقال له الضراح ،يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه .وقال بما يشبهه ابن عباس وعكرمة ومجاهد وقتادة وابن زيد .
2- روي عن الضحاك أنه بيت في السماء يدخله كل يوم سبعون ألف ملك من قبيل إبليس ، ويسمى ( الحن ) .
3-ذكر ابن حجر عن الحسن وابن عباد أن المقصود به الكعبة .
اذا نظرنا لأقوال المفسرين نجد أن الخلاف في تفسيرهم ينقسم الى معنيين ،إما أن يكون المقصود بيت في السماء أو الكعبة
نوع الخلاف :
خلاف تنوع وهو من المتواطيء، فهو وصف قد حذف موصوفه و(المعمور )صالح للكعبة وللبيت في السماء .
الترجيح :
رجح الجمهور القول بأنه بيت في السماء .
الدليل :
حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما رأى إبراهيم عليه السلام مسنداً ظهره إليه وأنه يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه ، وهو حديث صحيح .
تحليل المسألة :
الحديث الصحيح أورد ثلاثة أوصاف للبيت :
أ~انه في السماء ،ب~ يدخله كل يوم خمسون ألف ملك. ج~ لا يعودن إليه
أما أقوال السلف :
أ~ بيت بحذاء الكعبة ( علي وعكرمة ) قبلت روايتهما ، ولم يرد سماع عكرمة من علي ، فالقول من صحابي وسانده قول التابعي ولا يمكن تواطؤهم على الكذب ،فيحكم عليه بالقبول
ب~بحذاء العرش ( ابن عباس )،الرواية مقبولة لأن قول الصحابي يقبل في الأمور الغيبية .
ج~اسمه الضراح ( علي ومجاهد ) ،الرواية مقبولة ،ولم يرد أن مجاهداً سمع من علي رضي الله عنه ،فرواية الصحابي تعضدها رواية التابعي فتقبل .
د~أماقول الضحاك لا يقبل لانه تفرد به.
كل هذه الأقوال تعد من المراسيل وتعضد بعضها بعضاً وكذلك الحديث الصحيح يقويها ،لذلك قبل بعضها العلماء وردوا بعضها مما لم تعضده روايات أخرى.
القاعدة :
ما اتفقت فيه الروايات يقبل ،ويرد ماتفرق من الروايات وكان منفرداً .

استغفر الله العظيم وأتوب إليه

أحسنت يا ريم بارك الله فيك، وملخصك أفضل ملخص لهذا الدرس على وجازته فقد دلّ على فهم ممتاز للدرس وفقك الله.
وهذه قائمة بمسائل الدرس أرجو أن تفيدك:

المراسيل في التفسير
عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
- أكثر الأخبار المنقولة في التفسير ليست مرفوعة وإنما أغلبها موقوفا.
- ما كان من هذه الأخبار مرفوعا يكون مرسلا على الغالب
- مجيء الحديث والأسانيد على هذا النحو ليس موجبا لردّه.
- التعامل مع أسانيد التفسير ليس كالتعامل مع الأسانيد في الحديث
- يقبل النقل إذا صدق فيه صاحبه.


شروط الحكم على صدق النقل
..1- انتفاء الكذب العمد
..2- انتفاء الخطأ

أولا: التحقق من انتفاء الكذب في النقل
..1- تعدد طرقه
. .2- خلوه من المواطأة والاتفاق
- غالب من يروي أسانيد التفسير لا يتعمّدون الكذب خاصة من الصحابة والتابعين وكثير من تابعي التابعين، لكن قد يعرض لهم الخطأ والنسيان.

ثانيا: التحقق من انتفاء الخطأ في النقل
- اتفاق الروايات في أصل الخبر يجزم بصحته
- اختلاف الروايات في التفاصيل يُحتاج فيه إلى ترجيح بطرق أخرى مستقلة.

- مثال: قصة جمل جابر رضي الله عنه

● تعريف المرسل
● ضابط الحكم على صحة المرسل.
. .1- تعدد طرقه
. .2- خلوه من المواطأة والاتفاق
...3- تلقّي العلماء له بالقبول

أمثلة للتعامل مع مرويات السلف في التفسير
هذه الطريقة تطبّق على المراسيل وعلى غيرها بل يستفاد منها في التاريخ والأدب وغير ذلك.
خلاصة الدرس.
تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 19
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 99 %
وفقك الله
  • نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 جمادى الآخرة 1436هـ/2-04-2015م, 11:20 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم الحمدان مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
تلخيص أنواع اختلاف التنوع
أين قائمة العناصر؟؟
الكلمة في القرآن قد نجد لها عدة تفاسير ،قد يتسائل أحدهم :
هل حصل اختلاف بين الصحابة في تفسير القرآن ؟
نعم ،حصل اختلاف ولكنه اختلاف تنوع ،و اختلافهم في الأحكام أكثر منه في التفسير. أكثره اختلاف تنوّع وليس كلّه، ولذلك فاختلاف التضاد أيضا موجود كما أشار الشراح وعرفوه ومثّلوا له.
ماهو اختلاف التنوع :
أن يعبر عن الكلمة بعدة تفاسير مختلفة في صفتها ولكنها تدل على معنى عام واحد .
-اختلاف التنوع له نوعان :
1-النوع الأول :
ما يكون بمنزلة الألفاظ المتكافئة : تكون بالتعبير عن المعنى بألفاظ تشترك في المعنى المشار إليه وتختلف في صفاتها وبعض دلالاتها
،مثال 1 : السيف من أسمائه الصارم ،المهند . هي تدل كلها على السيف ولكن الصارم معناه من الصرامة والقطع والمهند اي مصنوع في الهند . عند الكلام عن التفسير خصوصا نمثّل بأمثلة قرآنية فقط، ومثال أسماء السيف يمكن استعماله في المسائل اللغوية مثلا كأنواع الألفاظ عند الأصوليين.
مثال 2 : أسماء الله الحسنى ،قال تعالى: {قل أدعو الله أو أدعو الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}أسماء الله كلها تدل على الله ولكنها تختلف في صفتها فالعليم الذي له العلم التام بكل شيء والخالق الذي خلق كل شيء على أحسن هيئة وكذلك باقي الأسماء
من الفرق الضالة في ذلك :
القرامطة ينكرون ما في أسمائه الحسنى من صفات الإثبات ،فيقولون ؟؟
وكذلك من أنكر دلالة أسمائه على صفاته
هذه استطرادات عقائدية يمكنك فصلها آخر الملخص لأنها لا تتعلّق مباشرة باختلاف التنوع.
مثال 3 : أسماء النبي صلى الله عليه وسلم مثل: محمد، وأحمد، والماحي، والحاشر، والعاقب. أيضا هو ليس مثالا قرآنيا
مثال 4: أسماء القرآن، مثل: القرآن، والفرقان، والهدى، والشفاء،
مثال 5:قال تعالى : ( فمن أعرض عن ذكري ) قيل المراد بذكري ؛ القرآن، أو ما أنزله من الكتب، أو ذكر الله مثل قول العبد: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
-هل اختلاف الصحابة اختلاف تضاد ؟ تذكري ما نبهنا عليه منذ قليل، وكان يجب ذكر نوعي الاختلاف أولا وتعريف اختلاف التضاد والتمثيل له.
بالطبع لا، هو اختلاف تنوع ،فالسلف يعبرون عن المسمى بعبارة تدل على عينه، وإن كان فيها من الصفة ما ليس في الاسـم الآخر،
مثال 1:الله عز وجل هو السميع البصير الحي القيوم ، كلها تدل على ذات الله ولكنها تختلف في صفتها ودلالتها
مثال 2:تفسيرهم للصراط المستقيم ؛
- قيل هو القرآن واستدلوا بالحديث الذي رواه علي عن النبي صلى الله عليه وسلم :( هو حبل الله المتين، والذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم).
-وقيل هو الإسلام ودليلهم مارواه النواس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه وسلم (: قال: فالصراط المستقيم هو الإسلام ).
-وقيل هو السنة والجماعة
و من قال: هو طريق العبودية،
و من قال: هو طاعة الله ورسوله صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم .
كل هذه المعاني تدل في العموم على أمر واحد ولكنها اختلفت في الصفة .
الصنف الثاني :
أن يذكر من الإسم العام انواعاً منه من باب ضرب الأمثلة .
1/المثال الأول :
قولُه تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ومِنْهُمْ سابِقٌ بالخَيراتِ}
اقوال المفسرين :
أ~ منهم من اقتصر تفسيره على نوع من الطاعات ، فقال (السابق) الذي يصلي أول الوقت و(الممقتصد )الذي يصلي في أثناء وقتها ، و(الظالم )من يصلي آخر الوقت .
ب~ومنهم من قال أن السابق الذي يكثر ويحسن بأداء الواجبات والمستحبات ، ففسروا السابق بالذي يؤدي الزكاة ويزيد عليها صدقات ،والمقتصد الذي يؤدي الزكاة ولا يأكل الربا ، والظالم الذي يمنع الزكاة ويأكل الربا .
وهذا أيضاً ينطبق على أي نوع من أنواع العبادات كبر الوالدين وتلاوة القرآن .
2/المثال الثاني :
قوله تعالى :( وَلَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)
أقوال المفسرين :
أ~ النعيم الأكل والشرب .
ب~النعيم الصحة والأمن .
ج~ النعيم الماء البارد في الليلة الحارة والماء الحار في الليلة الباردة .
-ماهو النعيم :
النعيم هو كل ما يتنعم به الإنسان ويلتذذ به .
نوع التفسير في الأية :
من باب ضرب الأمثلة وليس من باب التخصيص فيدخل مع الانواع المذكورة أنواع أخرى للنعيم .
فوائد هذا النوع من التفسير :
1- يقرب المعنى للذهن .
2- يشحذ الذهن للوصول الى أقرب معنى للمعنى المطلوب .
لم تتعرضي لقضية الحد المطابق في التفسير
مسألة :
اذا وجدنا حديثاً للنبي صلى الله عليه وسلم يفسر آية ،وكان معنى الآية أعم وأشمل مت الحديث ففي هذه الحالة يجوز الأخذ بالمعنى الأوسع ولا يرد قول النبي صلى الله عليه وسلم .
مثال :
قوله تعالى ( وأعدوالهم ما استطعتم من قوة)
أقوال المفسرين :
1- فسرها النبي صلى الله عليه وسلم ب (ألا إنَّ القوَّةَ الرَّمْيُ, ألا إنَّ القوَّةَ الرَّميُ)،
2- فسرها بعضهم بذكور الخيل .
3- والبعض قال القوة هي السيوف والرماح .
-معنى قوة :
نكرة في سياق العموم ، وهي تشمل أي قوة ومن أنواعها الرمي
-الحكمة من اختيار النبي صلى الله عليه وسلم للفظ الرمي :
فسَّرَهاصلى الله عليه وسلم بالرميِ لأنه أرادَ أن يُمثِّلَ لأعلى قوَّةٍ تُؤثِّرُ في العدُوِّ، ومن الملاحَظِ أنَّ الحروبَ كلَّها من بدءِ الخلقِ إلى اليومِ تقومُ على الرَّمْيِ، فربما كانت السِّهامَ والمَنْجَنِيقَ واليومَ الطائراتِ والصواريخَ،
- الحكم في ذكر تفاسير أخرى مع تفسير النبي صلى الله عليه وسلم :
ينبغي أن يكون في حدود ضيقة ولا يتوسع فيه ، لأن تفسيره صلى الله عليه وسلم أكمل وأصح من تفسير غيره .

الاختلاف في أسباب النزول :
نوع الاختلاف في أسباب النزول :
يعد الاختلاف في أسباب النزول اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد مطلقاً .
قاعدة :
أسباب النزول تعتبر أمثلة على معنى عام شامل ، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
مثال 1 :
قوله تعالى :( إن شانئك هو الأبتر )
معنى ( شانئك ) :
مبغضك
أقوال المفسرين في معنى ( الأبتر ) :
1-من المفسريين من عين الأبتر فقال هو العاص بن أمية ، وقيل الوليد بن المغيرة ، وقيل هو أبو جهل .
2- ومنهم من فسر المعنى بأنه المقطوع من كل خير .
فائدة :
يصح أن يقال أن كل مبغض للرسول صلى الله عليه وسلم فهو منقطع من كل خير .
نوع الاختلاف :
اختلاف أسباب النزول في هذه الآية اختلاف تنوع ،وهي من باب التمثيل .
مثال 2:
آية الظهار قيل نزلت في أوس بن الصامت وقيل نزلت في هلال بن أمية
لمٓ كانت العبرة بعموم اللفظ :
القرآن أتى مخاطباً البشرية جمعاءوهو صالح لكل زمان ومكان وليس مختصاً بجيل النبي صلى الله عليه وسلم ومن عاصره، فلو أن الاية فسرت بأنها مختصة بالوليد بن المغيرة مثلاً ، لتطاول على مقام النبي صلى الله عليه وسلم غيره من السفهاء .ولكن الله عز وجل أراد أن يبين لنا علو منزلة النبي صلى الله عليه وسلم وشرف منزلته حياً وميتاً .

استغفر الله العظيم وأتوب إليه
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
لم تتعرضي لمسألة أثر مقصود السائل في عبارة المفسّر، واختصرت في النوع الثاني فلم تفصلي في شرح قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ولم تذكري دليلها.
ولكن استيعابك للدرس يبدو جيدا بارك الله فيك، وإن كان قد حصل اختصار في بعض المواضع.

سنتكلم إن شاء الله على أصول في تلخيص دروس مقدمة التفسير أرجو أن تتبع في بقية الملخصات، وستلمسين منها بإذن الله استيعابا أفضل للدروس، كما أن الجهد فيها سيكون أخف بإذن الله.
ونذكر بالخطوات الخمس للتلخيص العلمي السليم، وهي:
استخلاص المسائل، ترتيبها، التحرير العلمي، حسن الصياغة، حسن العرض.
1- فالواجب أولا قراءة الدرس قراءة سريعة واستخلاص عناصره.
ونقصد بالعناصر الأفكار الرئيسة التي تناولها الدرس، فمثلا كل نوع من أنواع الاختلاف الوارد في التفسير يعتبر فكرة رئيسة من أفكار هذا الدرس.
2- ثم بعد تحديد العناصر التي هي موضوعات الدرس الأساسية نستخلص من كل عنصر مسائله.
ونقصد بمسائل العنصر ما يندرج تحته من أفكار أدق كاشفة ومبينة لمحتواه.
فاختلاف التنوع الراجع الذي هو من قبيل التمثيل للعمومات، تحته مسائل مثل:
- سبب وجود هذا الاختلاف بين المفسرين
- مثاله الموضح له
- فائدته، أي لماذا التفسير بالمثال أفيد من التفسير بالحد المطابق؟
ولو أخذنا عنصرا آخر كتنوع الأسماء والأوصاف، تحته أيضا مسائل:
- سبب وجود هذا النوع بين المفسرين
- أمثلة موضحة له
- أثر مقصود السائل في تحديد عبارة المفسر.
وغير ذلك من مسائل ذكرها المؤلف عند شرحه لهذا العنصر، وكلها مسائل متصلة به مباشرة.
فالخطوة الأولى: استخلاص العناصر
والخطوة الثانية جمع كل ما يتعلق بالعنصر من مسائل متصلة به مباشرة.
والخطوة الثالثة وهي مهمة جدا وتتعلق بربط العناصر والمسائل بموضوع الدرس، ما صلتها بالموضوع؟
بعض الطلاب يضع المسألة وهو لا يعرف ما فائدة وجود هذه المسألة في الدرس، فتجد هناك شتاتا بين فقرات الملخص، فلابد إذن من نظر مدقق يكتشف به الطالب صلة وجود هذه المسألة في الدرس.
قد تكون هذه المسألة مسألة تمهيدية يجعلها المؤلف كمدخل للدرس، وقد تكون مسألة استطرادية لكن مؤكد لها علاقة بالدرس، فنعرف أين يكون موضع هذه المسائل في الملخص، وذلك حتى نضمن ترتيبا سليما واتصالا قويا لفقرات الملخص بعضها ببعض وبموضوع الدرس.
ومن خلال استخلاص العناصر والمسائل وترتيبها ترتيبا موضوعيا متصلا يمكننا عمل أول وأهم جزء في الملخص وهو الخريطة العلمية للدرس. وهي شبيهة بقائمة عناصر مخلصات دروس التفسير.
1- فنبدأ بذكر الموضوع الرئيس للدرس.
2- ثم إن كان هناك مسائل ذكرها المؤلف كمدخل للدرس نفصلها في عنصر مستقل تحت اسم: التمهيد، ولا نخلطها بمسائل العماد التي هي المسائل الرئيسة.
3- ثم نذكر عناصر الدرس، وتحت كل عنصر مسائله المباشرة.
4- ثم المسائل الاستطرادية إن وجدت
5- ثم العنوان الأخير وهو: خلاصة الدرس.
بعد عمل هذه القائمة والتي نسميها الخريطة العلمية للدرس، نبدأ في تلخيص كلام الشراح وهو ما نسميه بالتحرير العلمي، تماما كما كنا نلخص كلام المفسرين تحت كل مسألة.
وكل ذلك يتبين لك بمطالعة نموذج الإجابة، ونرجو أن تقتدي به في التطبيقات القادمة إن شاء الله.


أنواع اختلاف التنوع

عناصر الدرس:
● موضوع الدرس
تمهيد:
... - معنى اتّفاق السلف في التفسير
... -
بيان قلة الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
... - أنواع الألفاظ عند الأصوليين
أقسام الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
● القسم الأول: اختلاف التضاد
... - معنى اختلاف التضاد.
... - مثاله.

القسم الثاني: اختلاف التنوع
... - معنى اختلاف التنوع
... - أنواع اختلاف التنوع
... ..أ.
اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى بلا تعارض.
.....ب. اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد.

أ: اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى بلا تعارض.
..تنوع الأسماء والأوصاف التي يعبر بها المفسر عن المعنى المراد.
...- سببه
..- مثاله

..الفرق بين دلالة اللفظ على الصفة ودلالته على العين في التفسير
.. أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.

ب: اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد.
..
التفسير بالمثال.
. - سببه
..- مثاله
..فائدة التفسير بالمثال

تنبيهات في اختلاف التنوع
- قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

-
تعدد الأسباب الواردة في النزول

- فائدة في تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الألفاظ.


ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير
● خلاصة الدرس


تلخيص الدرس


● موضوع الدرس
موضوع الدرس هو شرح أنواع اختلاف التنوع الوارد عن السلف في التفسير.


● تمهيد
معنى اتّفاق السلف في التفسير
- اتفاق السلف في تفسير الآية أو الكلمة ليس معناه اتفاق أقوالهم في الألفاظ والحروف، بل يقصد بالاتفاق اتفاقهم في المعنى، ولا يعدّ اختلاف الألفاظ مع الاتفاق في المعنى اختلافاً في التفسير.
- لاختلاف الألفاظ مع اتفاق المعنى أسباب منها:
أ: وقوع اللفظ في جواب سؤال السائل عن شيء معيّن.
ب: مراعاة حال من أفيد بالتفسير كحاجته التي فيها إصلاحه من جهة الهداية.
ج: النظر إلى عموم اللفظ وما يشمله.

بيان قلة الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
- الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير قليل.
- اختلاف السلف في الأحكام أكثر منه في التفسير.

أنواع الألفاظ عند الأصوليين.
الألفاظ عند الأصوليين خمسة:
متواطئة أو مشتركة أو مشككة أو مترادفة أو متباينة.
- الألفاظ المترادفة: هي الألفاظ التي تدل على مسمى واحد أو معنى واحد، كأسماء الأسد.
- الألفاظ المتباينة: هي الألفاظ المختلفة التي تدل على معان مختلفة، كالسيف والفرس.

- الألفاظ المتكافئة: هي الألفاظ التي تتفق في دلالتها على الذات، وتختلف في دلالتها على الصفات، كما قيل في اسم السيف المهند والبتار والصارم، ومثل أسماء القرآن كالفرقان والهدى والشفاء والبيان والكتاب، وأسماء الله الحسنى كالقدوس والسلام والسميع والعليم، وأسماء الرسول صلى الله عليه وسلم كأحمد ومحمد والماحي والحاشر والعاقب، فهذه الأسماء مختلفة في الصفات مشتركة في دلالتها على الذات.



أقسام الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
- ينقسم الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير إلى قسمين: اختلاف تنوع واختلاف تضاد.

- غالب ما صح عن السلف من الاختلاف يعود إلى اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد.

● القسم الأول: اختلاف التضاد
- معنى
اختلاف التضادِّ: هو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ.
- ومثالُه: مرجع الضمير المستتر في قوله تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا}.
-
قال بعضُ المفسِّرين: ناداها عيسى، وبعضُهم قال:ناداها جبريل، فهذا الاختلافُ يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى؛ لأنَّ المنادِيَ واحدٌ، فهو إما أن يكونَ عيسى وإما أن يكونَ جبريلَ، ولا يمكنُ أن يكونَ المنادِي هو جبريلُ وعيسى معًا، فهذا يُعتبرُ اختلافَ تضادٍّ؛ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا
.

القسم الثاني: اختلاف التنوع
-
معنى اختلاف التنوُّعِ: هو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ،
إما لرجوعِ الأقوالِ على معنًى واحدٍ، وإما لتنوُّعِ الأقوالِ وتعدُّدِها من غيرِ مُعارِضٍ فتُحملُ الآية عليها جميعا.
- أنواع اختلاف التنوع
: ينقسم اختلافَ التنوُّعِ إلى قسمين:-
- قِسمٌ يعودُ إلى معنًى واحـدٍ.
- قسمٌ يعودُ إلى أكثرَ مِن معنًى، ولكن هذه المعانيَ غيرُ متناقِضةٍ ولا متضادَّةٍ، فإذا كانت غيرَ متناقِضةٍ فإنَّ الآيةَ تُحملُ على هذه الأقوالِ التي قالها السَّلفُ.


القسم الأول: ما ترجع فيه الأقوال إلى أكثر من معنى وهو على أنواع، منها:
النوع الأول: تنوع الأسماء والأوصاف التي يعبر بها المفسر عن المعنى المراد.
سببه: تعبير المفسر عن المعنى المراد بعبارة غير عبارة المفسر الآخر تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى، بمنزلة الأسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة.

مثاله: معنى الذكر في قوله تعالى:
{ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي}
- قيل: ذكري كتابي، أو كلامي، أو هداي.
- هذه الأسماء مختلفة في المعنى لكنّها متفقة على دلالتها على شيء واحد وهو القرآن.
مثال آخر: تفسير: "الصراط المستقيم" في قوله تعالى:
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}.
- قال بعض السلف: هو القرآن، وقال بعضهم: هو الإسلام، ومنهم من قال: هو طريق العبودية، ومنهم من قال: طاعة الله ورسوله، ومنهم من قال: أبو بكر وعمر.
-
هذه الألفاظ إذا نظرنا إليها نجدها مختلفةً من جهةِ الألفاظِ، لكنَّها متَّفِقةٌ من جهةِ دلالَتِها على شيءٍ واحدٍ، وبينَها تلازُمٌ؛ لأنَّ السُّنةَ والجماعةَ هي طريقُ العبوديةِ، ولا يمكنُ أن تُسلَكَ بغيرِ القرآنِ , والقرآنُ مستلزِمٌ للإسلامِ، وكذلك طاعةُ اللَّهِ ورسولِه. فهذه الأقوالُ بينَها تلازُمٌ، وهي تعودُ إلى أمر واحد في الحقيقة.
- إذا عُبِّرَ عن الصراطِ بأنه القرآنُ أو بأنه الإسلامُ، أو بأنه اتِّباعُ طريقِ أبي بكرٍ وعمرَ مَثَلًا، فهذا كلُّه صحيحٌ؛ لأنَّه يرجِعُ إلى أمر واحد يعرف به الصراطُ المستقيمُ.

الفرق بين دلالة اللفظ على الصفة ودلالته على العين في التفسير
- قد يعبّر عن الشيء بما يدلّ على عينه، وقد يعبّر عنه ببيان صفة من صفاته.
مثاله:
عندَما يقال: أحمدُ هو الحاشِرُ، فليس المرادُ أنَّ معنى أحمدَ هو معنى الحاشِرِ، وإنما المرادُ أنَّ أحمدَ هو الحاشِرُ، وهو الماحِي، وهكذا في سائر صفاته.
مثال آخر: إذا قيل: إن المراد بالذكر في قوله: {ومن أعرض عن ذكري} أنه هداي أو كتابي أو كلامي، فهي صفات راجعة إلى ذات واحدة.
مثال آخر: ما قيل في معنى الصراط المستقيم.

أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.
- قد يكون مراد السائل معرفة العين المرادة باللفظ؛ وقد يكون مراده معرفة معنى الصفة التي وصفت بها العين؛ فيفسّر له بحسب حاجته.
مثاله: تفسير الذكر في قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري}.
- قد يكون قصد السائل معرفة المراد بالذكر في الآية؛ فيبيّن له بما يدلّ على أنه القرآن؛ فقد يقال: هو القرآن، وقد يقال: هو كلام الله، وقد يقال: هو الكتاب، وكلها ألفاظ عائدة إلى مراد واحد.
- وقد يعرف السائل أنّ المراد هو القرآن؛ لكنه يسأل عن معنى وصف القرآن بالذكر؛ فيفسّر له اللفظ بما يدلّ على معنى الصفة.
مثال آخر: معنى القدّوس.
- إذا كان قصد السائل معرفة المراد بالقدّوس؛ فيفسّر له بما يدلّ على أنّ المراد به هو الله تعالى.
- وإذا كان يعرف أنّ المراد به هو الله؛ لكنّه يسأل عن معنى وصفه بالقدّوس؛ فيكون التفسير بعبارات تبيّن معنى هذه الصفة، وهذا قدر زائد على تعيين المسمّى.
تنبيه:
- كثيراً مما يعبّر السَّلف كثيرًا عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه؛ فلا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى، وقد تكون هذه العبارة علما وقد تكون صفة.


● القسم الثاني: ما ترجع فيه الأقوال إلى معنى واحد وهو على أنواع، منها:
النوع الأول: التفسير بالمثال.
سببه: تعبير المفسر عن الاسم العام ببعض أفراده على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع، لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه.
مثاله: تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا منْ عِبَادِنَا فَمنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ}
1: ذَكرَ بعضُهم أنَّ السَّابِقَ هو الذي يُصلِّي في أوَّلِ الوقتِ، والمقتصِدَ الذي يُصلِّي في أثنائِه، والظالِمَ لنَفسِه هو الذي يؤخِّرُ العصرَ إلى الاصفرارِ.
- مَن فسَّرَ هذه الآيةَ بهذا التفسيرِ اقتصر على نوعٍ من أنواعِ الطاعاتِ، وهو الصلاةُ المفروضةُ، وأداؤُها في الوقتِ المحدَّدِ، ولكنَّ ذلك لا يعني أنَّ غيرَ ما ذُكِرَ لا يَدخُلُ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ.

2: ومنهم مَن قالَ: السابِقُ هو المُحسِنُ بأداءِ المستحبَّاتِ مع الواجباتِ؛ [أي: أنه يؤدِّي الزكاةَ ويُنفِقُ إنفاقًا زائدًا على الزكاةِ]، والظالِمُ لنَفْسِه آكِلُ الرِّبا أو مانعُ الزكاةِ، والمقتصدُ الذي يؤدِّي الزكاةَ المفروضةَ ولا يأكُلُ الرِّبا، ولا يُنفقُ أكثرَ من الزكاةِ.
- هذا التفسيرُ أيضًا للآيةِ إنما هو بنوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطَّاعاتِ، وهو الزكاةُ، ولا يعني هذا عدمَ دخولِ غيرِها من الطاعاتِ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ، فيمكنُ أنْ تُرتِّبَه على أيِّ نوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطاعاتِ كَبـِرِّ الوالدَين وتلاوةِ القرآنِ وغيرِ ذلك.
مثال آخر: تفسير النعيم في قوله تعالى:
{ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}
- قال بعضُ السَّلفِ: النعيمُ الأكلُ والشُّربُ، وقال بعضُهم: النعيمُ الصِّحةُ والأمنُ، وقال بعضُهم: النعيمُ هو الماءُ الباردُ في الليلةِ الصائفةِ، والماءُ الحارُّ في الليلةِ الشاتِيَةِ.
- ما ذُكِرَ في هذه الأقوالِ ليس هو كلَّ النعيمِ، وإنما هو أمثلةٌ للنعيمِ؛ لأنَّ النعيمَ هو كلُّ ما يَتنَعَّمُ به الإنسانُ، ويدلُّ لذلك ما وَردَ في الحديثِ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ قال لأبي بكرٍ وعُمرَ لمَّا أكلوا من طعامِ الأنصارِيِّ: (({ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ})). فأرادَ أن يُنبِّهَهم إلى أنَّ هذا الأكلَ من النعيمِ الذي يُسأَلون عنه.
مثال آخر: معنى الحفدة في قوله تعالى:
{وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات}
- اختلف فيها المفسرون فمنهم من قال: الحفدة: هم أولاد الأولاد، الحفيد يعني ابن الابن، وقال آخرون: الحفدة: هم الأصهار يعني أزواج البنات، وقال آخرون: الحفدة: هم العبيد والخدم.
- هذا لا يعتبر اختلافاً لأن إرجاع معنى اللفظ إلى أصله اللغوي يوضح لك أن هذه جميعاً من أفراد اللفظ وليست تخصيصاً له ذلك.
- الحفد في اللغة هو المسارعة،
وقد جاء في الحديث: ((إليك نسعى ونحفد)) يعني نسرع في طاعتك بالسعي وبما هو أسرع من السعي نحفد من جهة السرعة.
-
فمن أوصاف الخادم أنه يسارع في خدمة سيده، ،
وسمي الخادم خادماً لأنه يسرع في إرضاء سيده.
- وكذلك ولد الولد باعتبار صغره وحداثة سنه ونحو ذلك وما لجده من الحقوق يسرع في إرضاء جده.
- وكذلك الأصهار أزواج البنات؛ الأصل أنهم يرضون ويسرعون في إرضاء آباء أولادهم من جهة البنات، وهكذا.

مثال آخر: معنى الحسنة في قوله تعالى: {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبؤنهم في الدنيا حسنة } النحل.
- قال بعض المفسرين من السلف هي: المال، وقال آخرون: هي الزوجات والجواري، وقال آخرون: هي الإمارة.
- هذه تفاسير ظاهرها مختلف، لكن في الحقيقة يجمعها الحسن الذي يلائمهم، والحسنة فسرها العلماء بأنها ما يلائم الطبع ويسر النفس، وهم كانوا ظلموا من جهة أموالهم فإعادة الأموال والتوسع وتوسيع الأموال عليهم وكثرة الأرزاق عندهم هذا حسنة لا شك، والإمارة من ذلك والزوجات وكثرة الجواري لما حرموا منها في أول الإسلام من ذلك.

- إذاً فهذه التفاسير ترجع إلى شيء واحد ولا يعتبر هذا اختلافاً؛ لأن كل واحد ينظر إلى جهة.

فائدة التفسير بالمثال
- التعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق، لأن التحديد الدقيق للمصطلحات الشرعية ليس دائما صحيحا، وبالتالي لا يستفاد منه في العلم بحقيقة الشيء ومعرفته، كما أن العقل السليم يتفطن للنوع كما يتفطن إذا أشير له إلى رغيف فقيل له: هذا خبز.
- ومن فوائد التفسير بالمثال أن السلف فسروا القرآن لأجل الهداية؛ فقد يرى المفسر حاجة السائل فيفسر له الآية باعتبار حاجته أو حاجة المستمعين، فإن فسرها بذكر بعض أفرادها فإن هذا التفسير منه صحيح وليس بمخالف لتفاسير السلف


تنبيهات في اختلاف التنوع
-
قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

- إذا جاء السبب واحداً مثل قولهم في آية الظهار نزلت في أوس بن الصامت، ونحو ذلك فهذا لا يعني أن عموم اللفظ يخص بهذا السبب بل إن العموم له أفراد ومن أفراده هذه الحادثة التي حدثت.
- ودليله ما جاء في الصحيح أن رجلاً قبّل امرأة في الطريق وجاء للنبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وقال: إني لقيت امرأة في الطريق أو قال في أحد البساتين أو في أحد الحوائط ولا شيء يأتيه الرجل من امرأته إلا فعلته إلا النكاح؛ يعني إلا الوطء فسكت النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم ثم أنزل الله – جل وعلا – قوله: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} والحسنات مثل الصلاة تذهب السيئات فأخذها، فقال الرجل: يا رسول الله ألي وحدي؟ قال: ((لا، بل لأمتي جميعاً)) وهذا يعني أن خصوص السبب لا يخص به عموم اللفظ.

-
تعدد الأسباب الواردة في النزول عملا بقاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
.
- قد يَرِدُ عن المفسِّرِ الواحدِ من السَّلفِ أنها نـزلتْ في فلانٍ، ويَرِدُ عنه أنها نزلتْ في غيرِه؛ لأنها من بابِ التمثيلِ.

- ومثال ذلك
المرادِ بالأبتَرِ في قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} فقد ورد فيها أقوال:
فقيل: هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك.
وبالنظر إلى معنى الآيةِ {إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ {هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكلُّ واحدٍ منهم يُعتبرُ مثالًا لمَن أَبغضَ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ.
ولو قيل أيضًا: إنَّ المرادَ بها أبو لهبٍ لَصَحَّ ذلك؛ لأنه مُبغِضٌ للرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ، وهكذا غيرُه مِن المشركين.
فالمقصودُ إذَنْ أنَّ أسبابَ النـزولِ تُعتبرُ أمثلةً أيـًّا كانت صيغةُ هذا النـزولِ.


- فائدة في تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الألفاظ.

- إذا فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، وينبغي أن يكونَ ذِكرُ مثلِ هذه التفسيراتِ في حدودٍ ضيقةٍ؛ لأنَّ تفسيرَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لا يُقارَنُ بتفسيرِ غيرِه.
- ومثالُ ذلك معنى القوة في قولُه تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}، فقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بالرمي وفسرها غيره بذكور الخيل وبعضهم فسرها بالسيوف والرماح.


ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير
- يمكننا الحكم على نوع الأقوال الواردة بالنظر إلى المسمى الذي يجمعها، ثم النظر إلى المسمى من جهة صفاته ومعانيه المختلفة؛ فإذا كان ثَمَّ تلازم بينها وأن أحدهما يؤول إلى الآخر أو مرتبط بالآخر لا يقوم هذا إلا بهذا، أو أنها صفات مختلفة كل واحد ينظر إلى جهة فإن هذا لا يسمى اختلافاً لأن هذه الأقوال مؤداها واحد.

● خلاصة الدرس
- الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير قليل وأنها من قبيل اختلاف التنوع لا التضاد.
- واختلاف التنوع هو ما يمكن اجتماعه في المفسر دون تعارض، أما اختلاف التضاد فهو ما يلزم من القول بأحد القولين انتفاء الآخر.
- ومن اختلاف التنوع ما يعود إلى معنى واحد، ومنه ما يعود إلى أكثر من معنى.
- من أنواع اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى واحد: اختلاف الأسماء والأوصاف التي يعبر بها عن المعنى المراد.
- سبب هذا النوع هو اختلاف العبارات التي يذكرها المفسرون في المراد في الآية مع اتفاقها في الدلالة على المسمى، ومن أمثلتها تفسير الذكر في قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري}، وتفسير الصراط المستقيم.

-
كثيراً مما يعبّر السَّلف كثيرًا عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه؛ فلا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى، وقد تكون هذه العبارة علما وقد تكون صفة.
- لابد من معرفة مقصود السائل لأنه محدد لعبارة المفسر.
- من اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد هو التفسير بالمثال.
- سبب هذا النوع هو التعبير عن الاسم العام ببعض أفراده وتعريف المستمع بتناول الآية له والتنبيه على نظيره، لأن التعريف بالمثال أسهل من التعريف بالحد المطابق.
- من اختلاف التنوع تعدد أسباب النزول التي يذكرها المفسر وذلك عملا بقاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب

- إذا
فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ.

- الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير يكون بالنظر إلى المسمى الذي يجمعها ثم النظر إلى المسمى من جهة صفاته ومعانيه المختلفة.


ويطالع هذا الدرس للأهمية:
الدرس السابع: طريقة تلخيص الدروس العلمية



تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 26
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 19
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 17
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 93 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir