بِسْم الله الرَّحْمَنِ الرحيم
المجموعة الخامسة
س1: بيّن خطر الاشتغال بالعلوم التي لا تنفع.
س2: بيّن خطر الاشتغال بالوسيلة عن الوصول إلى الغاية.
س3: بيّن حكم طلب العلم.
س4: بيّن معالم العلوم وأهميّة عناية الطالب بمعرفتها.
س5: وجّه رسالة في خمسة أسطر لطالب علم تحثّه فيها على النهمة في طلب العلم.
السؤالُ الأول : بيّنْ خطرَ الإشتغالِ بالعلومِ التي لاتنفع ؟
الجواب : نحمدهُ تقدَّس إسمهُ وتعالى جَدُّهُ أنْ هدانا لهذا وماكُنَّا لنهتدِيَ لولا أنْ هدانا الله ونعوذُ بهِ من علمٍ لاينفع
وأن تَزِل قدمٌ بعدَ ثبوتِها قال تعالى : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ )
وقد أبانَ لنا تقدَّس إسمهُ العلمَ الذي يُوصِلُ إليهِ وحذرنا من إتباعِ السُّبُلِ فنَضِلَ ونشقى ومن تِلكَ السُّبُلِ المُضلة
تعلم العلوم التي تُودِي بِمتَعلِمها فِي أوديةِ الردى ومن أمثلِتِها علومُ التنجيمِ وعلومُ السّحرِ وعِلمُ الكلام والفلسفةِ
والتنجيم وقرآءة كتب المنطق والإلحادِ وكُلُّ علمٍ خالفَ شريعة الإسلامِ وتجرأَ على حدودِ الله وحرماته ومنِ إشتغلَ
بتلك العلومِ المُضِلة يوشكُ أن تُصبح الحقآئق لديهِ والتي لاتقبلُ شكَّاً ولا جَدلاً مُجردةً من معانيها فيُلجمهُ موجٍُ ظُلمةِ
وموجُ شكٍ وموجُ عدمُ يقين ظُلُماتٌ بعضُها فَوْقَ بعضٍ فيُحجبُ عقلهُ عن الحقَّ ويغشى الرانُ قَلْبُه قال تعالى :
{كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} .
وإنِّي أنصَحُ نفسي وإخواني بالإشتغالِ بالعلومِ النافعةِ والتي أصلُها طيبٌ وفرعها في السمآء وسنَدها يتصِلُ
بسيد الثقلين صَلَّى الله عليه وآلهِ وَسَلَّم عن جِبْرِيل عليهِ السلام عن رَبِّهِ جلَّ وعلىَ فإنّها هي العروةُ الوثقى والطريقةِ
المُثلى للوصولِ إلى رِضَى ومحبةِ الخالقِ جلَّ وعلى .
س2: بيّن خطر الاشتغال بالوسيلة عن الوصول إلى الغاية.
إنَّما كانتِ الوسآئلُ كي نصِل إلى غاياتنَا وأبتُدعتْ علُومُ الآلة كي تُسهِل الوصول إلى علوم المقاصد فكانت العلوم اللغوية
وعلم مصطلحِ الحديث وعلوم التفسيرِ وأصول الفقه وسيلةً لإتقانِ علمِ التفسير والفقهِ والحديثِ والعقيدة وفهم هذه العلوم
الشريفة وَقَدْ زلّت أقدامٌ حِين ظنّت أن منتهى العلم إتقانُ تِلكَ الوسآئل والبعضُ تعلمها كي يصل إلى مقاصده فَفُتِنَ بها فذهبَ
عمرهُ وانقضى وهو مشتغلٌ بها وهو يحسبُ أنّه يُحسِنُ صُنْعاً والكَيسُ الفَطن من تَعْلَم كي يصِلُ إلى مُبتغاه
وأتقنَ كي يصِلَ إلى مُنتهاه .
س3: بيّن حكم طلب العلم.
طلبُ العلم الشرعي من أفضلِ الأعمال وبعض العلمآء يعده من الجهاد في سبيل الله خصوصاً إذا فشى الجهلُ
وكثرت البدع في المجتمع وَأَمَّا حكمهُ الشرعي فَهُو فرض عينٍ على كلِّ مسلم ومسلمة في الضروري من الدين كمعرفة الله
ومعرفة دين الإسلام ومعرفة النبي محمّد صلى الله عليه وآله وَسَلَّم وكيف يعبدُ الله في العبادات الْمُلْكلَّفِ بها وقد يكون
فرضُ عين في مجال معين كتعلم الحلال والحرام في البيوع ومقدار الزكاة للتاجر وصاحب المال وما شابه ذلك أمّا تفاصيل
العلم الأخرى فأنّه فرضُ كفاية إذا قامَ به البعض أصبحَ في حقِّ الآخرين سُنَّة والله أعلم .
س4: بيّن معالم العلوم وأهميّة عناية الطالب بمعرفتها.
لِكُلِّ علمٍ معالم يُبنى عليها فهمُ ذلك العلم ويؤسَّسُ عليها وَهِي ثلاثة أُصولٍ يَجِبُ على طالبِ العلم معرفتها والسيرُ
وفقَ منهاجِها وهي :
أولاً : أبواب ومسآئلُ ذلكَ العلمُ المطلوبُ دراسته ووضع خطة منهجية للتلمذُ على كتبِ ذلك العلم فيبدأ بحفظ المتون
المختصرة والتي تؤسس وتؤصلُ لذلك العلم .
ثانياً : بعد تِلكَ المرحلة يبدأ في الكتب الأصول لذلك العلم وهي جوامع لما تفرق ومُفصِّلةٌ لِمَا أُختصر وذلك بعد أن
وضع الأساس في المرحلةِ الأولى .
ثالثاً : معرفة المُبرزين من العُلمآء في ذلك العلم ومناهجهم ومصطلحاتها ومؤلفاتهم المُختصرة والموسعة وسيرتهم
علمآءُ كلُّ طبقة من طبقاتِ ذلك العلم وإتقانُ ذلك .
وتتضح أهمية تِلكَ التقسيمات والمعالم لطالب العلم في زيادة معرفتهِ وإلمامهِ بمختصرات وأصول ذلك العلم وعلمآؤه
ومصطلحاتهم وطبقاتهم ومؤلفاتهم فيزداد بصيرة فيه وإتقاناً له .
س5: وجّه رسالة في خمسة أسطر لطالب علم تحثّه فيها على النهمة في طلب العلم.
أُوصي نفسي وإياهُ بوصيةِ الأولين والآخَرين مِنَ ألأنبيآءِ والصالحين وهي تقوى الله والإخلاص في طلبِ العلمِ
وأن يتعاهَد نيته ويُصححها في كلِّ وقتٍ وأن يعلَم أنّهُ من أرادَ اللهُ بهِ خيراً فقههُ في الدينِ وعلّمهُ التأويل وأن يعلَمَ
أنَّ العُمَر ينقضِي والأيامُ تمضِي وأنَّ التسويفَ هو عدو طالبِ العلم فتنقضي ساعاتُ عُمُرِه وهو بينَ وهمِ الأمانِي
وضِياع الدقآئقُ والثوانِي فياليت عمري متى يصِلُ إلى مُبتغاه ويُحققَ رغبتهُ ورجواه .
فياأيُها المُباركُ شِدَّ الْمئْزَر وأَحْفِ القَدَم إلى مجالسِ العلمآء وازْدَدْ مِن العلمِ فإنما هُمْ ورثَةُ الأنبيآء واعلمْ أن من خافَ
أدلجَ ومَنْ أدلَجَ بَلَغَ المنْزِل والحمدلله ربَّ العالمين وصلى اللهُ على نبينا مُحمَّد وآلهِ وصحبهِ وسلَّم