دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #24  
قديم 18 جمادى الآخرة 1438هـ/16-03-2017م, 07:56 PM
هبة الديب هبة الديب غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,274
افتراضي مسودة عمل.

رسالة تفسيرية
في قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208)
فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209)هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (210)}.

تقديم مجموعة الزهراوين:
(فاطمة الزهراء أحمد،هبة الديب ميسر ياسين)


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208)
}


يخاطب المولى عز وجل في هذه الآية الكريمة عباده المؤمنين ويأمرهم بما يصلح حالهم في دنياهم وآخرتهم ، وينجيهم من كيد عدوهم المبين.

وجاء في سبب نزولها روايتين :

الأولى هي قول ابن عباس: «نزلت الآية في أهل الكتاب»، والمعنى يا أيها الذين آمنوا بموسى وعيسى ادخلوا في الإسلام بمحمد كافة، ورجح هذا القول ابن كثير .

والثانية :هي قول عكرمة أنّها نزلت في نفرٍ ممّن أسلم من اليهود وغيرهم، كعبد اللّه بن سلامٍ، وثعلبة وأسد بن عبيد وطائفةٍ استأذنوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في أن يسبتوا، وأن يقوموا بالتّوراة ليلًا. فأمرهم اللّه بإقامة شعائر الإسلام والاشتغال بها عمّا عداها.وعلق على هذا ابن كثير رحمه الله فقال : وفي ذكر عبد اللّه بن سلامٍ مع هؤلاء نظرٌ، إذ يبعد أن يستأذن في إقامة السّبت، وهو مع تمام إيمانه يتحقّق نسخه ورفعه وبطلانه، والتّعويض عنه بأعياد الإسلام.ذكر هذا ابن كثير .


" يأيها الذين ءامنوا ادخلوا في السلم كافة "
-
 المخاطب في هذه الآية:

المخاطب فيها سيكون على حسب حمل اللفظ ،فإذا قلنا أن معنى السلم هو الإسلام، فالمخاطبون هم:جميع المؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم، ويكون المعنى هو : أمرهم بالثبوت فيه والزيادة من التزام حدوده، وبذلك يشمل كافة المؤمنين وجميع أجزاء الشرع، فتكون الحال من شيئين، وذلك جائز، نحو قوله تعالى: فأتت به قومها تحمله [مريم: 27]، إلى غير ذلك من الأمثلة.


2- أن يكون : المخاطب من آمن بالنبي من بني إسرائيل كعبد الله بن سلام وغيره». وذلك أنهم ذهبوا إلى تعظيم يوم السبت وكرهوا لحم الجمل وأرادوا استعمال شيء من أحكام التوراة وخلط ذلك بالإسلام فنزلت هذه الآية فيهم، فكافة على هذا لإجزاء الشرع فقط. قاله عكرمة ،وذكره ابن عطية .

- 
القراءات في السلم :
وردت قراءات في السِلم ، فقرأ ابن كثير ونافع والكسائي «السلم» بفتح السين، وقرأ الباقون بكسرها في هذا الموضع، فقيل: هما بمعنى واحد، يقعان للإسلام وللمسالمة.
وقال أبو عمرو بن العلاء: «السّلم بكسر السين الإسلام، وبالفتح المسالمة»، وأنكر المبرد هذه التفرقة، ورجح الطبري حمل اللفظة على معنى الإسلام.
ويقال: السّلم، والسّلم، والسّلم، وقد قرئ به:{ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام}.

- وفِي المراد بالسلم أقوال :

1- ما جاء عن العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ، ومجاهدٍ، وطاوسٍ، والضّحّاك، وعكرمة، وقتادة، والسّدّي، وابن زيدٍ، في قوله: {ادخلوا في السّلم} يعني: الإسلام .

2- وقال الضّحّاك، عن ابن عباس، وأبو العالية، والربيع بن أنس: {ادخلوا في السّلم} يعني: الطّاعة.
3- وقال قتادة أيضًا: الموادعة.
و الدخولُ نقيض الخروج، ويستعمل ذلك في المكان والزمان، ويقال: دخل مكان كذا؛ قال تعالى: ﴿ ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ ﴾ [البقرة: 58]، ﴿ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 32][1].

- 
ومعنى الدخول في السلم على قولين :

1- من يرى أنه الإسلام :
فيجوزأن يكون معنى ادخلوا في السلم أي:ادخلوا في السلم كله، أي: في جميع شرائعه.
وقيل :ادخلوا في شرائع دين محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم ولا تدعوا منها شيئًا وحسبكم بالإيمان بالتّوراة وما فيها.

2-وأما من يراها المسالمة فيقول: أمرهم بالدخول في أن يعطوا الجزية، .
ورجح الطبري حمل اللفظة على معنى الإسلام، لأن المؤمنين لم يؤمروا قط بالانتداب إلى الدخول في المسالمة، وإنما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم أن يجنح للسلم إذا جنحوا لها، وأما أن يبتدىء بها فلا.كما ذكر ذلك ابن كثير .
ومعنى كافة والمراد بها :
كافة : نعت لمصدر محذوف، كأن الكلام: دخله كافة، فلما حذف المنعوت بقي النعت حالا. 
و المراد بها :الجماعة التي تكف مخالفها.كما ذكر ابن عطية رحمه الله.


" ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين "


(خطوات}جمع خطوة، وفيها ثلاث لغات:
خطوات، وخطوات، وخطوات. 
وجاءت الألف واللام في الشّيطان للجنس، فاللفظ يشمل جميع الشياطين .
والمراد بالنهي عن اتباع الشيطان : 
العمل بالطاعة واجتناب آثاره ونزغاته ، واتباعه يكون بترك شيىء من شرائع الإسلام وأوامره وإتيان نواهيه وزواجره .
والعدو يقع على الواحد والاثنين والجميع، ومبينٌ يحتمل أن يكون بمعنى أبان عداوته وأن يكون بمعنى بان في نفسه أنه عدو، وذلك لأن العرب تقول: بان الأمر وأبان بمعنى واحد). كما ذكر ابن عطية .


- مناسبة وصف الشيطان بأنه مبين :

لأنه عدو ظاهر العداوة . قال مطرّف: أغشّ عباد اللّه لعبيد اللّه الشيطان.ذكره ابن كثير.

- 
ولهذه الآية فوائد جليلة منها :


⁃
إرشاد الله عباده للدخول في دينه واتباع شرائعه وهديه

.
⁃
الأمر بالاجتماع على طاعة الله والالتزام بجماعة المؤمنين.


⁃
التحذير من اتباع خطوات الشيطان ،وبيان أن له خطوات وبذلك يستدرج العبد للوقوع في حباله.


⁃
بيان أن الشيطان عدو ظاهر بانت عداوته لبني ءادم ،وأنه لا يريد منهم إلا الزيغ والضلال.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209)}
لما بيّن تعالى الأدلة على عظمته واستحقاقه للتوحيد ،وذكر نماذج من أصناف الناسن وحذّر من اتباع طريق الشيطان بإيضاح الطريق الصحيح السليم لهم،بيّن أنّ هناك أمر محتمل وقوعه حيث قال جل وعلا:
{فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ}.

- معنى الزلل في اللغة :

الزلل من زلّ يزلّ زلا وزللا جميعا، ومزلّة، وزل - في الطين ليلا،وأصله الزلَق :أي اضطراب القدَم وتحركها في الموضع المقصود إثباتها به،و تستعمل هذه اللفظة في الاعتقادات والآراء وغير ذلك،وهو حاصل قول الزجاج وابن عطية وابن عاشور.
ولها في القراءات وجهان:
1: بفتح اللام «زللتم» وهي قراءة جمهور من الناس.
2: بكسر اللام «زللتم» قرأها أبو السمال.

- المراد بالزلل .
فـي تأويـل قوله:{ فإنْ زَلَلْتُـمْ} قولان:
1: أي :ضللتم ؛ذكره السدي عن أسباط عن عمرو عن موسى بن هارون ؛ذكر ذلك الطبري.
2: أي : الشرك؛ وهو قول ابن عباس وذكره الطبري.
و المعنى إن تنحيتم وأخطأتم وضللتم عن القصد والشرائع اللذان هما الحق الذي أنزل من عند الله تعالى فاعلموا أنّ الله عزيز حكيم .

- بلاغة التعبير بقوله زللتم :
ذكر ابن عاشور وجه البلاغة في استعمال لفظة الزلل فبيّن أنّه اسُتعمل مجازا في الضُّر الناشىء عن اتباع الشيطان، وهو من باب بناء التمثيل على التمثيل؛ فقال:( لما شبهت هيئة من يعمل بوسوسة الشيطان بهيئة الماشي على أثر غيره شبه ما يعتريه من الضر في ذلك المشي بزلل الرجل في المشي في الطريق المزلقة، وقد استفيد من ذلك أن ما يأمر به الشيطان هو أيضاً بمنزلة الطريق المزلقة على طريق المكنية وقوله: {زللتم} تخييل وهو تمثيلية فهو من التخييل الذي كان مجازاً والمجاز هنا في مركبه.) اهـ.

وأما المجيء بالشرط (إن) في قوله تعالى:{ فإن زللتم }فله احتمالين:
1:إما لندرة حصول هذا الزلل من الذين آمنوا .
2:أو لعدم رغبة المتكلم في حصوله وذلك إن كان الخطاب لمن آمن بظاهره دون قلبه.

-المراد بالبينات.
قال تعالى:{فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ}،أي ظهرت لكم الأدلة والمعجزات،فالمراد بالبينات هنا على قولين بحسب المخاطب في الآية :
* القول الأول: محمد وآياته ومعجزاته بما فيها القرآن؛ إذا كان الخطاب أولا لجماعة المؤمنين .قاله السّدي وابن جريج .
* القول الثاني: ما ورد في شرائع أهل الكتاب من الإعلام بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم والتعريف به؛وهذا إن كان الخطاب لأهل الكتاب. ذكر هذه الأقوال الطبري و ابن عطية .
وبما أنّ الآية عامة لكل من شمله اسم الإيـمان، فلا وجه لـخصوص بعض بها دون بعض كما بيّنه الطبري ؛فالمراد شامل للمعنيين.

أضاف ابن عاشور حول هذه الآية ما نقله الفخر عن «تفسير القاضي عبد الجبار» فقال:[دلالة لاية على أن المؤاخذة بالذنب لا تحصل إلاّ بعد البيان، وأن المؤاخذة تكون بعد حصول البينات لا بعد حصول اليقين من المكلف، لأنه غير معذور في عدم حصول اليقين إن كانت الأدلة كافية.] اهـ.

- مناسبة ختم الآية بقوله تعالى:{ فاعلموا أنّ الله عزيز حكيم }.

أشار البقاعي في تفسيره نظم الدرر مناسبة رائعة لختام هذه الآية ؛حيث بيّن أنّ الخوف حاملاً قويا على لزوم طريق السلامة،فكان من المناسب قوله جلّ وعلا: {فاعلموا}وذلك لأن العلم أعون شيء على المقاصد التي يسعى لها العبد .

ومن صور البلاغة في قوله تعالى:{فاعلموا}ما ذكره ابن عاشور أنّه (تنزيلاً لعلمهم منزلة العدم؛ لعدم جريهم على ما يقتضيه من المبادرة إلى الدخول في الدين أو لمخالفة أحكام الدين أو من الامتعاض بالصلح الذي عقده الرسول)اهـ.

ثم أخبر تعالى أنّ من عدل عن الطريق الحق الذي أوضحه لعباده فإنه تعالى عزيز في انتقامه ممن خالفه فلايعجزه شيء ولا يعجزونه لأن العزة صفة مقتضية للقدرة؛وهو تعالى حكيم في أفعاله وشرائعه،أي محكم فيما يعاقبكم به لزللكم.
قال أبو العالية وقتادة والرّبيع بن أنسٍ: عزيزٌ في نقمته، حكيمٌ في أمره.
وقال محمّد بن إسحاق: العزيز في نصره ممّن كفر به إذا شاء، الحكيم في عذره وحجّته إلى عباده.ذكر ذلك ابن كثير
حكى النقاش ما يناسب ختام هذه الآية ؛أن كعب الأحبار لما أسلم كان يتعلم القرآن، فأقرأه الذي كان يعلمه: فاعلموا أن الله غفور رحيم، فقال كعب: إني لأستنكر أن يكون هكذا، ومر بهما رجل، فقال كعب: كيف تقرأ هذه الآية؟، فقرأ الرجل: فاعلموا أنّ اللّه عزيزٌ حكيمٌ، فقال كعب: هكذا ينبغي).
ومثل ذلك ما ذكره الطيبي عن الأصمعي قال كنت أقرأ: والسارق والسارقةُ فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله والله غفور رحيم، ويجنبي أعرابي فقال كلامُ مَنْ هذا؟ قلت كلامُ الله، قال: ليس هذا كلامُ الله فانتبهتُ فقرأت { والله عزيز حكيم } [المائدة: 38] فقال أصبتَ هذا كلام الله فقلت أتقرأ القرآن؟ قال لا قلت من أين علمت؟ قال يا هذا عزّ فحكم فقطعَ ولو غفر ورحم لما قطع.

- من فوائد هذه الآية:
- لو ترك الناس لعقولهم لفسدت الأرض ولكن من رحمة الله أن أرسل لعباده البينة لتكون حجة عليهم،{فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات}.
- العلم بأسماء الله وما تضمنته من صفات وتدبرها في سياق الآيات دافع قوي للعمل ،لأنّ العلم وحده لا يكفي دون عمل .{فاعلموا أنّ الله عزيو حكيم}.
- {فاعلموا} فيه من الوعيد الشديد على من زلّ بعد ما جاءته البينات .


•••••••••••••••••••••••••••••••••••
تفسير قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (210)}
-قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ} :

المخاطب في الآية هو النبي صلى الله عليه.
و(هل )من حروف الابتداء كأما والغرض منها هو التهديد .ذكره ابن عطية وابن كثير
ومعنى (ينظرون ):ينتظرون والمراد هؤلاء الذين يزلونذكره ابن عطية

في تفسير قوله تعالى { إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ }عدة أقوال وهي:

1-قول أهل اللغة بأن الله سيأتيهم بما وعدهم من العذاب،والوعيد والحساب كما قال: {فأتاهم اللّه من حيث لم يحتسبوا} أي: آتاهم بخذلانه إياهم.
2-أن يأتيهم حكم الله وأمره ونهيه وعقابه إياهم، وأن هذا التوعد هو بما يقع في الدنيا،قاله ابن جريج وغيره
3-أن الله سيأتي يوم القيامة، لفصل القضاء بين الأوّلين والآخرين، فيجزي كلّ عاملٍ بعمله، إن خيرًا فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ، اومما يؤيد هذا القول قوله تعالى: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربّك أو يأتي بعض آيات ربّك يوم يأتي بعض آيات ربّك} الآية [الأنعام: 158].كما يؤيده حديث الإمام أبو جعفر بن جرير حديث الصّور عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. : "أنّ النّاس إذا اهتمّوا لموقفهم في العرصات تشفّعوا إلى ربّهم بالأنبياء واحدًا واحدًا، من آدم فمن بعده، فكلّهم يحيد عنها حتّى ينتهوا إلى محمّدٍ، صلوات اللّه وسلامه عليه، فإذا جاؤوا إليه قال: أنا لها، أنا لها. فيذهب فيسجد للّه تحت العرش، ويشفع عند اللّه في أن يأتي لفصل القضاء بين العباد، فيشفّعه اللّه، ويأتي في ظلل من الغمام بعد ما تنشقّ السّماء الدّنيا، وينزل من فيها من الملائكة، ثمّ الثّانية، ثمّ الثّالثة إلى السّابعة، وينزل حملة العرش والكروبيّون، قال: وينزل الجبّار، عزّ وجلّ، في ظلل من الغمام والملائكة، ولهم زجل من تسبيحهم يقولون: سبحان ذي الملك والملكوت، سبحان ربّ العرش ذي الجبروت سبحان الحيّ الذي لا يموت، سبحان الذي يميت الخلائق ولا يموت، سبّوح قدّوسٌ، ربّ الملائكة والرّوح، قدّوسٌ قدّوسٌ، سبحان ربّنا الأعلى، سبحان ذي السّلطان والعظمة، سبحانه أبدًا أبدًا".
وقال أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن أبي العالية أن الملائكة يجيئون في ظللٍ من الغمام، واللّه تعالى يجيء فيما يشاء .ذكره ابن كثير

-معنى قوله تعالى :{فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ}:
{ظلل} :جمع ظلّة. وهي ما أظل من فوق،وقال عكرمة: ظللٍ طاقات ذكره ابن عطية
وقرأ قتادة والضحاك «في ظلال»،ذكره ابن عطية
الغمام فيها أقوال متماثلة فهو أرق السحاب وأصفاه وأحسنه، وهو الذي ظلل به بنو اسرائيل ذكره ابن عطية وقال النقاش: «هو ضباب أبيض»، وفي قراءة ابن مسعود «إلا أن يأتيهم الله والملائكة في ظلل من الغمام»، وقال زهير بن محمّدٍ، : ظللٌ من الغمام، منظومٌ من الياقوت مكلّل بالجوهر والزبرجد.وقال مجاهدٍ أنه غير السّحاب، ولم يكن قطّ إلّا لبني إسرائيل في تيههم حين تاهوا.كما ذكر ابن عطية

-أما الملائكة فيها قراءتان: فمن قرأها بالضم فالمعنى ينظرون إلا أن يأتيهم اللّه والملائكة، ومن قرأها بالكسر فالمعنى هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام وظلل من الملائكة، والرفع هو المشهور المختار عند أهل اللغة في القراءة كما ذكر الزجاجوالوعيد بالملائكة هو بإتيانهم عند الموت ذكره ابن عطية

-معنى قوله تعالى : (وقضي الأمر ):
أي وقع الجزاء وعذب أهل العصيان .وفرغ لهم ما كانوا يوعدون.ابن عطية وابن كثير
وقرأمعاذ بن جبل «وقضاء الأمر»، وقرأ يحيى بن يعمر «وقضى الأمور» بالجمع، وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي «ترجع» على بناء الفعل للفاعل، وقرأ الباقون «ترجع» على بنائه للمفعول، ذكره ابن عطية.

-سبب تخصيص رجوع الأمور يوم القيامة وهي راجعة إليه تعالى قبل وبعد:

1-الإعلام في أمر الحساب والثواب والعقاب، أي إليه تصيرون فيعذب من يشاء ويرحم من يشاء.ذكره الزجاج.
2-أن الملوك تفقد ماكانت تت
متع به من بعض أمر في الدنيا فيزول في هذا اليوم ويعود الأمر كله لله .ذكره ابن عطية.

- هذا والله تعالى وأعلم -


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:11 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir