المجموعة الخامسة:
س1: بيّن خطر الاشتغال بالعلوم التي لا تنفع.
العلوم التى لا تنفع تخالف هدى الكتاب والسنة وبالتالى فهى تجلب الشر والفتنة ، ولقد كان رسول الله ﷺ يتعوذ بالله من العلم الذى لا ينفع وكان يدعو ويقول : ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِن قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا)) ، وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سَلُوا اللَّهَ عِلْمًا نَافِعًا، وَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ ))
ومن أشهر الذين فتنوا بعلم الكلام ثم تابوا بآخر حياتهم :
• أبو معشر جعفر بن محمد البلخي (ت:272هـ)
• أبو المعالي الجويني
• محمّد بن عمر الرازي
• محمد بن عبد الكريم الشهرستاني
• أبو حامد الغزالي
__________________________________________________________
س2: بيّن خطر الاشتغال بالوسيلة عن الوصول إلى الغاية.
الاشتغال بالوسيلة عن الوصول للغاية يكون سبباً للحرمان من البركة فى الوقت والعمل ، فقد ينشغل الإنسان بأداء النوافل ويقصر بالفرائض ، وقد ينشغل بدراسة علوم الآلة ويفنى بها الوقت والجهد ويترك علوم المقاصد ، وهذا الإنشغال من أعظم الفتن.
فينبغى لطالب العلم أن يكن هدفه الأول هو عبادة الله عز وجل وخشيته سبحانه وتعالى ، فالعبرة بما ينتفع به طالب العلم من علمه ليصلح قلبه ، وتزكو نفسه، وتستنير بصيرته ، ويكون على بيّنة من ربّه.
قال الفقيه الحنبلي ابن مفلح في كتابه "الآداب الشرعية": ((ذُكِر عن الإمام أحمد أنه قال: (كان مَعْرُوف الكَّرْخِي من الأبدال مجاب الدعوة) وذُكر في مجلس أحمد ، فقال بعض من حضر: هو قصير العلم. فقال له أحمد: (أمسك عافاك الله! وهل يُراد من العلمِ إلا ما وَصَل إليه معروف؟!")).
وقال عبد الله ابن الإمام أحمد: (قلت لأبي: هل كان مع معروف شيء من العلم؟ فقال لي: يا بنيّ كان معه رأسُ العلم: خشية الله)
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (كفى بخشية الله علمًا وكفى بالاغترار به جهلًا).
______________________________________________________
س3: بيّن حكم طلب العلم.
طلب العلم منه ما هو فرض عين ، ومنه ما هو فرض كفاية.
فطلب العلم فرض عين : فيما يجب تعلّمه، وهو ما يتأدّى به الواجب المتعلّق بعبادات العبد ومعاملاته ، كالصوم والصلاة.
وفرض كفاية: حيث أنه إذا قام به قائم سقط عن الباقين ، كالآذان ، وصلاة الجنازة .
- قال سفيان بن عُيَينة: (طلب العلم والجهاد فريضة على جماعتهم، ويُجزئ فيه بعضهم عن بعض، وتلا هذه الآية: {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لعلهم يَحذَرُون}).
- وقال ابن عبد البر: (قد أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصته بنفسه، ومنه ما هو فرض على الكفاية إذا قام به قائم سقط فرضه على أهل ذلك الموضع).
_______________________________________________________
س4: بيّن معالم العلوم وأهميّة عناية الطالب بمعرفتها.
معالم العلوم ثلاثة وهى :
1- أبواب ذلك العلم ومسائل كلّ باب منه : ويكون بالدراسة المنهجيّة المتدرّجة .
2- كُتب الأصول التي يستمدّ منها أهل ذلك العلم علمَهم ، ومعرفة مراتبها، ومناهج مؤلفيها
3- الأئمّه من العلماء المبرّزين فيه ؛ فيعرف طبقاتهم ومراتبهم، ويقرأ من سيرهم وأخبارهم ، ويتعرَّف طرائقهم في تعلّم ذلك العلم ورعايته وتعليمه.
والفائدة من هذه المعالم أنها الطالب على حسن الإلمام بذلك العلم والتمكّن فيه ، ولتحصيل هذه المعالم يجب المداومة على طلب العلم بأربع ركائز وهى:
1- الإشراف العلمي من عالم أو طالب علم متمكّن يأخذ بيده في مسالك الطالب، ويقوّمه، ويعرّفه بجوانب الإجادة والتقصير لديه، حتى يسير بأمان في طريق طلب العلم.
2- التدرّج في الدراسة وتنظيم القراءة ، فيبدأ بمختصر في كلّ علم يتعلّمه ، ويدرسه بإتقان وضبط حتى يتمّه ،ثمّ ينتقل إلى دراسة كتاب أوسع منه ، فيدرسه بتفصيل أوسع.
3- النهمة في التعلم.
4- الوقت الكافي فلا بدّ للمتعلّم من الصبر على طلب العلم
_______________________________________________________
س5: وجّه رسالة في خمسة أسطر لطالب علم تحثّه فيها على النهمة في طلب العلم.
طالب العلم نفسه تبقى في تطلّع دائم للازدياد من العلم ، ومما يقوية على ذلك ؛ محبة العلم وأهله واليقين بفضائله وفضائلهم ، وسموّ النفس لنيل تلك الفضائل .
فمن كان إقباله على العلم بنَهَم فإنَّه لا يشتغل عنه بشيء من العوائق والعلائق ، ويحرص على مداومة استذكار العلم، وتقليب النظر في المسائل، واستثارة الأسئلة، والتفكّر في أجوبتها، وسؤال أشياخه عمّا لا يعرفه، فيعتني بأجوبتهم ويعقلها بقلبه، ويضبطها ضبطاً حسناً، ويُعمل الفِكْرة في طريقة اهتدائهم لتلك الأجوبة، ويستفيد من طريقتهم في نظائر تلك الأمثلة.
- قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (كان لي لسان سَؤول وقَلب عَقُول، وما نزلت آية إلا علمت فيم نزلت، وبم نزلت، وعلى من نزلت).
- قيل لابن عباس: كيف أصبت هذا العلم؟ قال: (بلسان سؤول وقلب عقول).