السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه قصيدة لي ، أسأل الله أن ينفع بها :
بَـقَايَـا الشَّاعِر ِالمَنكُوبِ ...!
أَوراقُ أيَّـام ِ الشَّبابِ تَسَاقطتْ
وَمَضى ضِياءُ العُمْرِ نَحوَ غُرُوبي
وَعَقارِبُ الزَّمَنِ السَّحِيقِ تَوقَّفَتْ
مِن بَعدِ ساعاتٍ مَضَتْ تَزْهُو بِي
إنِّي أَرَى خَلْفَ السِّنِينِ فَظائعاً
لعِبـتْ بها الأقـلامُ دوْرَ لـعُـوبِ
ذنبي وَنَفْسِي وَالفؤادُ وَخاطِريْ
نَارٌ تلَظَّى مِن جَحِيمِ خُطُوبِ
سِتُّونَ عَاماً وَالحُرُوفُ أَلُوكُها
وَ أَمُجُّـها حِبـراً ، وَرِيـحَ هَبُـوبِ
أَقْتاتُ مِن خُبزِ المَعَاصِيْ جَهْرَةً
وَمَلأتُ مِن مَاءِ الضَّلال ِ َذنـُـوْبي
أَصبَحتُ أُسْدِي لِلأَنامِ نَصَائحاً
وَ نَسِيْتُ أَنِّي مُثـقَلٌ بِعُيُوبي
أَحْرَقتُ شَمْعِي كَيْ أُنيرَ طَريقَهُمْ
وَ أَنـا المُكَبَّلُ في ظَـلامِ دُرُوبِ
أَصْلَحتُهمْ وَ وَعَظتُهم وَ هَدَيتُهمْ
وَ غَفَلْتُ عَن نَفْسِي وَعنْ مَعْطُوبي
الصُّبحُ في أَقْصَى الشِّمالِ بِمَسْجدٍ
وَ اللَّيلُ يَمضِي مَرْقَصاً بِجَنُوبي
كالحائِكِ الخَيَّـاطِ أُصْلِحُ ثـوبَـهُمْ
وَ أَنا المُرقَّعُ مِن أَعالِي ثوْبي !
هذا أَنا ، وَبِكُلِّ مَا تَعنِي الأَنــا
أَنا مُسْرِفٌ ، أَنا مُنهَكٌ بِذُنُوبي
أَنا غَارِقٌ في لُجَّةٍ، وَسَفِينَتي
لَمْ ألقَ فيها مَقـعَداً لِرُكُـوبِ
قَدْ صَارَ عُمْرِي للذُّنُوبِ غَنائِماً
وَ لِعَسْكَرِ الشَّيطانِ أَرضَ حُرُوبِ
كمْ جَرَّنِي لَهْوُ الصِّبَا في غَفلةٍ
نَحْوَ القَصِيدِ مُعَــذِّبـاً لِـقُـلُـوبِ
أَرْسَلتُ حَرفِي كَيْ أَصِيدَ فَرِيسةً
مَا بَينَ صَادِقةِ الهَوَى وَكَذُوبِ !
والآنَ أَبْـكِي ما جَـنَيتُ .. وَمـا أَنَـا
إلاَّ بَقـايَــا .. شَاعِـرٍ مَنْـكُـوبِ ..!
وَأَتَيتُ بَابكَ - يا إِلهِيَّ - طَارِقاً
مَنْ لي سِوَاكَ لِكَي يُزِيلَ كُرُوبِي؟!
مَنْ لي سِواكَ لِكَي يُزِيحَ قَبَائحاً
قد خطَّها الملكانُ في المكتوبِ .
.
.
.
.
زكريا النواري
بنغازي - ليبيا
1- 11- 2009 افرنجي
- الذَنوب : بفتحِ الذال هو الدلو أو الإناء الذي يوضع به الماء ، وقد جاء في قصة الأعرابي في الصحيحين أنه عليه الصلاة والسلام ( أمر بذَنوبٍ من ماء .. الخ القصة )
- والذُنوبُ : بضم الذال هي جمع ذنْب وهي السيئات والمعاصي .