معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   المنتدى الأدبي (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=110)
-   -   بـقـايـا الشاعر المنـكوبْ ..! (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=5020)

زكريا يونس محمد 6 ذو الحجة 1430هـ/23-11-2009م 09:21 PM

بـقـايـا الشاعر المنـكوبْ ..!
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه قصيدة لي ، أسأل الله أن ينفع بها :






بَـقَايَـا الشَّاعِر ِالمَنكُوبِ ...!








أَوراقُ أيَّـام ِ الشَّبابِ تَسَاقطتْ
وَمَضى ضِياءُ العُمْرِ نَحوَ غُرُوبي

وَعَقارِبُ الزَّمَنِ السَّحِيقِ تَوقَّفَتْ
مِن بَعدِ ساعاتٍ مَضَتْ تَزْهُو بِي

إنِّي أَرَى خَلْفَ السِّنِينِ فَظائعاً
لعِبـتْ بها الأقـلامُ دوْرَ لـعُـوبِ

ذنبي وَنَفْسِي وَالفؤادُ وَخاطِريْ
نَارٌ تلَظَّى مِن جَحِيمِ خُطُوبِ

سِتُّونَ عَاماً وَالحُرُوفُ أَلُوكُها
وَ أَمُجُّـها حِبـراً ، وَرِيـحَ هَبُـوبِ

أَقْتاتُ مِن خُبزِ المَعَاصِيْ جَهْرَةً
وَمَلأتُ مِن مَاءِ الضَّلال ِ َذنـُـوْبي

أَصبَحتُ أُسْدِي لِلأَنامِ نَصَائحاً
وَ نَسِيْتُ أَنِّي مُثـقَلٌ بِعُيُوبي

أَحْرَقتُ شَمْعِي كَيْ أُنيرَ طَريقَهُمْ
وَ أَنـا المُكَبَّلُ في ظَـلامِ دُرُوبِ

أَصْلَحتُهمْ وَ وَعَظتُهم وَ هَدَيتُهمْ
وَ غَفَلْتُ عَن نَفْسِي وَعنْ مَعْطُوبي

الصُّبحُ في أَقْصَى الشِّمالِ بِمَسْجدٍ
وَ اللَّيلُ يَمضِي مَرْقَصاً بِجَنُوبي

كالحائِكِ الخَيَّـاطِ أُصْلِحُ ثـوبَـهُمْ
وَ أَنا المُرقَّعُ مِن أَعالِي ثوْبي !

هذا أَنا ، وَبِكُلِّ مَا تَعنِي الأَنــا
أَنا مُسْرِفٌ ، أَنا مُنهَكٌ بِذُنُوبي

أَنا غَارِقٌ في لُجَّةٍ، وَسَفِينَتي
لَمْ ألقَ فيها مَقـعَداً لِرُكُـوبِ

قَدْ صَارَ عُمْرِي للذُّنُوبِ غَنائِماً
وَ لِعَسْكَرِ الشَّيطانِ أَرضَ حُرُوبِ

كمْ جَرَّنِي لَهْوُ الصِّبَا في غَفلةٍ
نَحْوَ القَصِيدِ مُعَــذِّبـاً لِـقُـلُـوبِ

أَرْسَلتُ حَرفِي كَيْ أَصِيدَ فَرِيسةً
مَا بَينَ صَادِقةِ الهَوَى وَكَذُوبِ !

والآنَ أَبْـكِي ما جَـنَيتُ .. وَمـا أَنَـا
إلاَّ بَقـايَــا .. شَاعِـرٍ مَنْـكُـوبِ ..!

وَأَتَيتُ بَابكَ - يا إِلهِيَّ - طَارِقاً
مَنْ لي سِوَاكَ لِكَي يُزِيلَ كُرُوبِي؟!

مَنْ لي سِواكَ لِكَي يُزِيحَ قَبَائحاً
قد خطَّها الملكانُ في المكتوبِ .


.
.
.
.


زكريا النواري
بنغازي - ليبيا
1- 11- 2009 افرنجي
















- الذَنوب : بفتحِ الذال هو الدلو أو الإناء الذي يوضع به الماء ، وقد جاء في قصة الأعرابي في الصحيحين أنه عليه الصلاة والسلام ( أمر بذَنوبٍ من ماء .. الخ القصة )
- والذُنوبُ : بضم الذال هي جمع ذنْب وهي السيئات والمعاصي .


أبو صهيب 7 ذو الحجة 1430هـ/24-11-2009م 10:33 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زكـــريـــااءُ (المشاركة 24658)


أَقْتاتُ مِن خُبزِ المَعَاصِيْ جَهْرَةً
وَمَلأتُ مِن مَاءِ الضَّلال ِ َذنـُـوْبي

أَصبَحتُ أُسْدِي لِلأَنامِ نَصَائحاً
وَ نَسِيْتُ أَنِّي مُثـقَلٌ بِعُيُوبي
..........................

وَأَتَيتُ بَابكَ - يا إِلهِيَّ - طَارِقاً
مَنْ لي سِوَاكَ لِكَي يُزِيلَ كُرُوبِي؟!

مَنْ لي سِواكَ لِكَي يُزِيحَ قَبَائحاً
قد خطَّها الملكانُ في المكتوبِ .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على هذه الخواطر الشعرية

عبد العزيز الداخل 7 ذو الحجة 1430هـ/24-11-2009م 10:50 AM

قصيدة معبرة .. بارك الله فيك

رياض العلم 15 ذو الحجة 1430هـ/2-12-2009م 11:23 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زكـــريـــااءُ (المشاركة 24658)
سِتُّونَ عَاماً وَالحُرُوفُ أَلُوكُها
وَ أَمُجُّـها حِبـراً ، وَرِيـحَ هَبُـوبِ




عمو زكريا عندي سؤال وانا بنتك :

يعني الحين نفهم من خلال هذا البيت إن عمرك ستين سنة ؟!

ماشاء الله تبارك الله !

عمو إذا كان عمرك فعلاً ستين أنا أغبطك !

أتمنى عمري يطول وأوصل للستين لأني أحس إن عمري احتمال حيكون قصير من كثر ما أنا الحمد لله ضعيفة وأمرض !!

طبعاً أتمنى طولت عمر مع طاعة .. وعموماً فالدنيا حلوة ورغم كل ما فيها من متاعب لكن الله لم يصف الدنيا في القرآن ولا مرة أنها تعب ! إنما وصف خلقنا نحن بأنه كان في كبد!
وإلا الحياة حلوة ! ( يعني عيش حياتك بالطول والعرض طالما إنت مسلم ) !

أما عن ذنوبك .. فأنت محق أن تبكي عليها لكن عمو لا تنس تغلب جانب الرجاء لأني ما لقيت في قصيدتك الحزينة معاني تفاؤلية كبيرة !

عمو : أتمنى لك الوسطية والتوازن في كل شؤون حياتك عشان تعيش سعيد وتموت بعد عمر طويل ان شا الله وانت سعيد .. وماذلك على الله بعزيز .

الله معك .

رياض العلم 15 ذو الحجة 1430هـ/2-12-2009م 11:55 PM

عمو زكريا : صحيح إنك تتكلم عن الذنوب وانا اتكلمت عن الدنيا وأنها مهما أتعبت قلب المسلم تبقى متاعاً كما وصفها الله .
لكن ما جعلني أخط إليك هذا هو اعتقادي أن الأبيات كتبت في ظروف صعبة مرت عليك أو في لحظة من لحظات ازدياد منسوب الأسى بين جوانحك ففرغتها مناجاة لربك واستغفاراً من ذنوبك .
أود التأكيد بأني معك في أن المرء يبكي على ذنوبه لكن فقط أقترح أن تزيد الرجاء لتتوازن المعاني بين الخوف والرجاء والحزن والاستبشار .
ابنتك.

زكريا يونس محمد 4 محرم 1431هـ/20-12-2009م 07:52 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بارك الله في أخي أبي صهيب ..

وفي شيخنا الحبيب عبد العزيز الداخل على القراءة والتعقيب ...


==========

الأخت أمنة عبد اللطيف ، أسأل الله أن يجعلك ممن طالتْ أعمارهم وحسنت أعمالهم ..

والقصيدة لا أتحدّث فيها عن ذاتي ، و عليه فليس عمري ستون عاماً ، فلازلت في ريعان الشباب ولله الحمد ..
ولكن أخترت هذا العمر لأنه متوسط أعمار أمة النبي عليه الصلاة والسلام ..
والقصيدة إنما تحاور أشياء يجب علينا أن نتلمسها بين الفينة والأخرى في أنفسنا لكي نعلم هل نحن سائرون في الطريق الصحيح أم لا .


وفقك الله أختي الكريمة وبارك فيك ..


وأعتذر من الجميع عن التأخر في الرد فقد كانت هنالك مشكلة في المنتدى لا أعلم سببها تمنع وصول المشاركات

وسام 12 ذو الحجة 1432هـ/8-11-2011م 01:18 PM

غفر الله لك أخي زكرياء


الساعة الآن 01:00 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir