بسم الله الرحمن الرحيم
تلخيص تكليف الأسبوع الثاني (سورة نوح)
المسائل التفسيرية:
القراءات في قوله (وولده) :
بالضم (ولدُه) وبالفتح (ولدَه)
وكلا القراءتين متقاربة ذكره ابن كثير.
مرجع الضمير في قوله (إنهم عصوني) :
قوم نوح عليه السلام.
مقصد الآية (واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلاخسارا):
أن قوم نوح عليه السلام اتبعوا أبناء الدنيا ممن غفل عن أمر الله ومتّع بمال وأولاد وهو في نفس الأمر استدراج وإنظار لا إكرام ذكره ابن كثير.
معنى قوله (خساراً) :
هلاكاً وتفويتاً للأرباح وضلالاً ذكره ابن سعدي والأشقر.
مرجع الضمير في قوله (اتبعوا) والمراد به :
المراد اتبعوا الملأ والأشراف والرؤوساء الذين لم تزدهم كثرة المال والولد إلا ضلالا في الدنيا وعقوبة في الآخرة ذكره ابن سعدي والأشقر.
معنى (كبارا):
قال مجاهد: عظيماً ، وقال ابن زيد : كبيراً ، ذكره ابن كثير وذكر الأشقر قريباً منه: كبيراً عظيماً وقال ابن سعدي : كبيراً بليغاً في معاندة الحق.
معنى قوله (ومكروا مكرا كبارا) :
أي باتباعهم في تزيين لهم بأنهم على الحق والهدى ومكرهم تحريشهم على قتل نوح.
تفسيرالقرآن بالقرآن :
فسّر ابن كثير هذه الآية بقوله (بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أنداداً).
المراد ب (ود وسواع ويغوث ويعوق ونسرا) وسبب نزول الآية:
هذه أسماء أصنام قوم نوح التي كانوا يعبدونها من دون الله ، وقد كانت أسماء رجال صالحين من قوم نوح عليه السلام فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا بجلسون فيها أنصاباً وسمّوها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذت هلك أولئك ونسخ العلم عُبدت ذكر ذلك ابن كثير.
معنى (ود):
وهو صنم لكلب بدومة الجندل
معنى (سواع):
صنم لهذيل.
معنى (يغوث):
صنم لمراد ثم لبني غطيف بالجرف عند سبأ.
معنى (يعوق):
صنم لهمدان.
معنى (نسرا) :
صنم لحمير لآل ذي كلاع
مرجع الضمير في قوله (وقالوا) :
أي قال الرؤوساء للأتباع.
معنى ( لاتذرن) :
أي لاتتركوا عبادة آلهتكم وهي الأصنام والصور.
مرجع الضمير في قوله (وقد أضلوا كثيرا ) والأقوال فيها:
قال ابن كثير: يعني الأصنام التي اتخذوها أضلّوا كثيراً.
وقال ابن سعدي: يعني أضل الكبار والرؤساء بدعوتهم كثيراً من الخلق.
وذكر الأشقر كلا المعنيين.
مرجع الضمير في قوله (ولاتزد الظالمين) :
المراد قوم نوح عليه السلام لتمردهم وكفرهم وعنادهم.
سبب دعاء نوح على قومه بزيادة الضلال:
لتمردهم وعنادهم وكفرهم
معنى (ضلالا) والأقوال فيها:
قيل الضلال هو الخسران وقيل ضلالاً في مكرهم ذكره الأشقر.
القراءات في قوله (خطيئاتهم) :
قرئ (خطاياهم)
وقرئ (خطيئاتهم)
معنى (أغرقوا فأدخلوا نارا) والأقوال فيها :
قال ابن كثير : أغرقوا أي نقلوا من تيار البحار إلى حرارة النار.
وقال ابن سعدي : أغرقوا في اليم الذي أحاط بهم.
وقال الأشقر: عذاب النار أوعذاب القبر.
معنى (أنصارا) :
أي معين ولا مغيث ولامجير ينقذهم من عذاب الله ويمنعهم منه ويدفعه عنهم.
عقوبة قوم نوح الدنيوية والآخروية :
في الدنيا ذهبت أجسادهم في الغرق وفي الآخرة للنار والحرق.
سبب استحقاقهم لهذه العقوبة:
كثرة ذنوبهم وعتوهم واستكبارهم وإصرارهم على الباطل وبذلك يتبيّن شؤم المعصية على صاحبها.
معنى قوله (لاتذر):
لاتترك
معنى قوله (ديارا) والأقوال فيها:
قال الضحاك : واحدا وقال السدي : الذي يسكن الدار ذكره ابن كثير.
قال ابن سعدي : الذي يدور على وجه الأرض.
وقال الأشقر : من يسكن الديار.
حلول غضب الله عليهم ونكاله :
قال ابن أبي حاتمٍ: قرئ على يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهبٍ، أخبرني شبيب بن سعدٍ، عن أبي الجوزاء، عن ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لو رحم اللّه من قوم نوحٍ أحدًا، لرحم امرأةً، لمّا رأت الماء حملت ولدها ثمّ صعدت الجبل، فلمّا بلغها الماء صعدت به منكبها، فلمّا بلغ الماء منكبها وضعت ولدها على رأسها، فلمّا بلغ الماء رأسها رفعت ولدها بيدها. فلو رحم اللّه منهم أحدًا لرحم هذه المرأة".هذا حديثٌ غريبٌ، ورجاله ثقاتٌ.
سبب دعاء نوح بهذه الدعوة :
لأن بقاؤهم مفسدة محضة لهم ولغيرهم ، كما في قوله (إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولايلدوا إلا فاجرا كفارا) ، وإنما قال نوح عليه السلام ذلك لمعرفتهم بهم من كثرة مخالطته لهم.
صيغة تأكيد النفي في الآية :
حين قال ( رب لاتذر على الأرض من الكافرين ديارا).
معنى قوله (إنك إن تذرهم ):
أي إن أبقيت واحدا منهم.
معنى (فاجرا كفارا) :
أي فاجراً في الأعمال كافر القلب ذكره ابن كثير
وقال الأشقر : فاجراً بترك طاعتك وكفاراً لنعمتك أي كثير الكفران لها.
مدة بقاء نوح عليه السلام في دعوة قومه:
ألف سنة إلا خمسين عاماً.
المراد بقوله (بيتي ) :
قال الضحاك : يعني مسجدي وأشار ابن كثير ان المراد : منزله وكذلك الأشقر وقال : أو سفينته
قال ابن كثير : ولا مانع من حمل الآية على ظاهرها
لقول الإمام أحمد:حدّثنا أبو عبد الرّحمن، حدّثنا حيوة، أنبأنا سالم بن غيلان: أنّ الوليد بن قيسٍ التّجيبيّ أخبره: أنّه سمع أبا سعيدٍ الخدريّ -أو: عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ:-أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "لا تصحب إلّا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلّا تقيٌّ".
معنى (تبارا) :
قال السّدّيّ: إلّا هلاكًا. وقال مجاهدٌ: إلّا خسارًا، أي: في الدّنيا والآخرة ذكره ابن كثير .
وقال ابن سعدي والأشقر : خسارا ودمارا وهلاكا
سبب تخصيص الدعاء لمن اتصف بالإيمان فقط:
ليخرج بذلك غير المتصف بهذه الصفة كامرأته وولده .
مسائل دعوية:
الإشارة إلى أهمية التنويع في الدعوة:
فقد دعا نوح عليه السلام قومه بالترغيب تارة وبالترهيب تارة أخرى
مسائل عقدية:
حكم التصاوير للصالحين:
يتبيّن من خلال قصة نوح عليه السلام تحريم هذه التصاوير لأنها وسيلة من وسائل الشرك.
سبب وقوع الشرك في البشر :
تزيين الشيطان لهم بتصوير الصالحين لينشطوا للعبادة إذا رأوها بزعمهم ثم طال الأمد حتى جاء أسلافهم فعبدوهم ، فكانت التصاوير سبب في وقوع الشرك.
مبدأ عبادة الأوثان:
قالَ محمَّدُ بنُ كعْبٍ: هذه أسماءُ قَومٍ صالحينَ كانوا بينَ آدَمَ ونوحٍ، فنَشَأَ بعدَهم قومٌ يَقتدونَ بهم في العِبادةِ، فقالَ لهم إبليسُ: لو صَوَّرْتُمْ صُوَرَهم كانَ أنْشَطَ لكم وأَشوقَ إلى العِبادةِ؟ ففَعَلُوا، ثم نَشأَ قومٌ مِن بعدِهم فقالَ إبليسُ: إنَّ الذينَ مِن قَبْلِكم كانوا يَعْبُدونَ هذه الصُّوَرَ فاعْبُدُوهم فابتداءُ عبادةِ الأوثانِ كان مِن ذلك الوقتِ.
فائدة عقدية في باب القضاء والقدر :
لا أحد يقدر على معارضة القضاء والقدر.
فوائد سلوكية:
استحباب الدعاء بدعوة نوح عليه السلام:
يستحبّ مثل هذا الدّعاء، اقتداءً بنوحٍ، عليه السّلام، وبما جاء في الآثار، والأدعية [المشهورة] المشروعة لأنه دعاءٌ لجميع المؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات. ذكره ابن كثير..
سبب تخصيص الوالدين وتقديمهم بالذكر:
لتأكد حقهم وتقديم برهم.
تم بحمد لله .