دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #18  
قديم 17 صفر 1436هـ/9-12-2014م, 04:05 AM
أم البراء الخطيب أم البراء الخطيب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 501
افتراضي فهرسة أحد مواضيع مسائل أحكام المصاحف

ترتيب المصحف
الدرس هنا
أ‌- ترتيب الآيات:

قال جمع بأنه توقيفي لايحل مخالفته .
-قول ابن الأنباري ومن أفسد نظم القرآن فقد كفر به ورد على محمد صلى الله عليه وسلم ما حكاه عن ربه تعالى
-قول مكي ترتيب الآيات فى السور هو من النبى صلى الله عليه وسلم , ولما لم يأمر فى أول براءة تركت بلا بسملة
-قول القاضي عياض لاخلاف أن ترتيب آيات كل سورة على ما هى عليه الآن فى المصحف توقيف من الله تعالى , وعلى ذلك نقلته الأمة عن نبيها صلى الله عليه وسلم نقله الحافظ في فتح الباري
-قول الزركشي فأما فى كل سورة ووضع البسملة فى أوائلها فترتيبها توقيفى بلا شك ولا خلاف فيه , ولهذا لا يجوز تعكيسها
البرهان
قول السيوطي : الإجماع والنصوص المترادفة على أن ترتيب الآيات توقيفي لا شبه في ذلك ,

أما الأجماع فنقله غير واحد, منهم الزركشى فى البرهان , وأبو جعفر بن الزبير فى مناسباته , وعبارته ترتيب الآيات فى سورها واقع بتوقفيه صلى الله عليه وسلم وأمره من غير خلاف فى هذا بين المسلمين ). واستدل السيوطى على كون ترتيب الآيات توقيفيا بجملة من الآثار على ما سيأتى بيانه فى موضعه أن شاء الله
الإتقان
-قول الزرقاني : انعقد إجماع الأمة على ترتيب آيات القرآن الكريم على هذا النمط الذى نراه اليوم بالمصاحف كان بتوقيف من النبى صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى , وأنه لا مجال للرأى والأجتهاد فيه , بل كان جبريل ينزل بالآيات على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرشده إلى موضع كل آيه من سورتها , ثم يقرؤها النبى صلى الله عليه وسلم على أصحابه , ويأمر كتاب الوحى بكتابتها معينا لهم السورة التى تكون فيها الآية , وموضع الأية من السورة . وكان يتلوه عليهم مرارا وتكرارا فى صلاته وعظاته وفى حكمه وأحكامه . وكان يعارض به جبريل كل عام مرة , وعارضه به فى العام الأخير مرتين , كل ذلك على الترتيب المعروف لنها فى المصاحف , وكذلك كان من حفظ القرآن أو شيئا منه من الصحابة حفظه الآيات على هذا النمط , وشاع وذلك وذاع وملأ البقاع والأسماع , يتدارسونه فيما بينهم , ويقرأونه فى صلاتهم , ويأخذه بعضهم عن بعض , ويسمعه بعضهم من بعض بالترتيب القائم الآن , فليس لواحد من الصحابة والخلفاء الراشدين يد ولا تصرف فى ترتيب شئ من آيات القرآن الكريم , بل الجمع الذى كان على عهد أبى بكر لم يتجاوز نقل القرآن من العسب واللخاف وغيرها فى صحف , والجمع الذى كان على عهد عثمان لم يتجاوز نقله من الصحف فى مصاحف وكلا هذين كان وفق الترتيب المحفوظ المستفيض عن النبى صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى . أجل انعقد الإجماع على ذلك تاما لا ريب فيه
مناهل العرفان
مستند الإجماع
وهي نفسها أدلة كون الترتيب توقيفي
1- من السنة :
القولية
- أخرج الإمام أحمد والشيخين من حديث ابن مسعود رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة فى ليلة كفتاه

- حديث عثمان بن أبى العاص , قال : كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ شخص ببصره , ثم صوبه , ثم قال : " أتانى جبريل فأمرنى أن أضع هذه الآية هذا موضع من السورة :(إ ِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى رواه الإمام أحمد فى المسند

وأخرج أيضا هو وغيره من حديث عمر رضى الله عنه وسؤاله النبى صلى الله عليه وسلم عن الكلالة وفيه : " تكفيك آية الصيف التى نزلت فى آخر سورة النساء "

- حديث ابن عباس قال : " آخر ما أنزل من القرآن : (وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ابن الأنباري
فقال جبريل للنبى صلى الله عليه وسلم : يا محمد ضعها فى رأس ثمانين ومائتين من البقرة

-قول القرطبى فى تفسيره : وحكى مكى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " جاءنى جبريل فقال : اجعلها على رأس مائتين وثمانين من البقرة " . قال القرطبى : ( وروى أنها نزلت قبل موته بثلاث ساعات , وأنه قال : " اجعلوها بين آية الربا وآية الدين

الفعلية:

ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من قراءته للسور بهذا الترتيب
- قول السيوطى فى الإتقان : ( ومن النصوص الدالة على ذلك إجمالا ما ثبت من قوله صلى الله عليه وسلم لسورة عديدة -كسورة البقرة و آل عمران والنساء فى حديث حذيفة والأعراف فى صحيح البخارى أنه قرأها فى المغرب ,
-وقد أفلح , روى النسائى أنه قرأها فى الصبح حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون أخذته سلعة فركع
-والروم . روى الطبرانى أنه قرأها فى الصبح ,
- والم تنزيل , وهل أتى على الإنسان روى الشيخان أنه كان يقرأهما فى صبح الجمعة ,
-وق فى صحيح مسلم أنه كان يقرؤها فى الخطبة ,
- والرحمن فى المستدرك وغيره أنه قرأها على الجن ,
-والنجم فى الصحيح أنه قرأها بمكة على الكفار وسجد فى آخرها ,
-واقتربت عند مسلم أنه كان يقرأ بهما فى صلاة الجمعة
-والصف فى المستدرك عن عبد الله بن سلام أنه قرأها صلى الله عليه وسلم قرأها عليهم حين أنزلت حتى ختمها ,
-في سور شتى من المفصل تدل على قراءته صلى الله عليه وسلم لها بمشهد من الصحابة أن ترتيب آياتها توقيفى , وما كان الصحابة ليرتبوا تريبا سمعوا النبى صلى الله عليه وسلم يقرأ على خلافه فبلغ ذلك مبلغ التواتر

إشكال وجوابه :
أخرجه ابن أبى داود فى المصاحف من طريق محمد بن إسحاق عن يحى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال : " أتى الحارث بن خزيمة بهاتين الآيتين من آخر سورة براءة فقا : أشهد أنى سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعيتهما . فقال عمر : وأنا أشهد , لقد سمعتها . ثم قال : لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة , فانظروا آخر سورة من القرآن فألحقوها فى آخرها "
قال بن حجر : ( ظاهر هذا أنهم كانوا يؤلفون آيات السور باجتهادهم , وسائر الأخبار تدل على أنهم لم يفعلوا شيئا من ذلك إلا بتوقيف
قال السيوطى : ( قلت يعارضه ما أخرجه ابن أبى داود أيضا من طريق أبى العالية عن أبى كعب أنهم جمعموا القرآن , فلما انتهوا إلى الآية التى فى سورة براءة : " ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون" ظنوا أن هذا آخر ما أنزل , فقال أبى : " إن رسول صلى الله أقرأنى بعد هذا آيتين : " َقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ .." إلى آخر السورة ") فأثر بن كعب هذا نص على كون الآيتين المذكورتين قد وضعتا فى مكانهما من سورة " براءة " وأن هذا الوضع إنما كان توقيفا لا اجتهادا , وعلى مثله انعقد الإماع , فيندع الإشكال الناجم عما عارض الإجماع لكونه مضطربا , ولأن ما عارض الإجماع معارض للقاطع , وما عارض القاطع كان ساقطا .

استفسار ولكن ألا يمكن
أن يكون عمر رضي الله - إن صح الأثر - قد أراد انه لولا شهادة ابن خزيمة وتوقفه لكونهما آييتن فقط لظنهما سورة منفصلة
وقد يكون قصد "جعلتمهما " أي في ظنه او في مصحف خاص له قبل التأليف ولم يقل لأمرتكم ان تجعلوها او لأشرت عليكم مما يوحي بانه اجتهدوا بل رجوعه لقول بن خزيمة يدل ان الأصل التوقيف و انه إن حدث ولم يعلموا بالتوقيف موضع الآيتين جعلوهما على حدى وهذا ادل انهم لم يكونوا يعملون آراءهم بل لشدة ورعهم واتباعهم ما علموا مواضعه نسبوه وام جعهلوا توقفوا ثم جاءهم الخبر من بن خزيمة فاتبعوا والله أعلم

المأثور عن الصحابة فى كون ترتيب الآيات توقيفيا :
قول ابن الزبير : قلت لعثمان هذه الأية فى البقرة : (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وأَزْوَاجاً ) إلى قوله : (غَيْرَ إِخْرَاجٍ) قد نسختها الأخرى فلم تكتبها ؟ قال : تدعها يا ابن أخى , لا أغير شيئا من مكانه ) رواه البخاري

. قول الحافظ بن حجر : ( وفى جواب عثمان هذا دليل على أن ترتيب الآى توقيفى , وكأن عبد الله بن الزبير ظن أن الذى ينسخ حكمه لا يكتب , فأجابه عثمان بأن ليس بلازم والمتبع فيه التوقيف

تنبيه :
يدعو بعض المستشرقين لإعادة ترتيب القرآن حسب النزول ولا يخفى ما تبطنه هذه الفكرة من مكر ورغبة في الإفساد... إذ هم الأعداء الذين تكن صدورهم البغض والعداوة للإسلام وأهله ومن كان هذا حاله فلا يأتي منه إلا كل شر

ب‌- ترتيب السور :
للعماء فيها 3 أقوال
1-اجتهادي من الصحابة
تسمية القائلين بهذا القول
جمهور أهل العلم ,
- ظاهر ما حكي عن الإمام مالك رحمة الله .
- أبى الحسين بن فارس فى كتابه المسائل الخمس ,
- أبو بكر الباقلانى فى أرجح قوليه
- ظاهر المحكى عن مكى بن أبى طالب ,
-اختيار أبى العباس بن تيميه وقال أبى جعفر بن الزبير والزركشى فى البرهان
- اختيار الحافظ بن حجر على ما الفتح
- القاضى بن عياض ذكره النووى والحافظ بن حجر .
- وإليه ميل الرزقانى فى المناهل .


2- توقيفي من النبي صلى الله عليه وسلم
تسمية القائلين بهذا القول
- ربيعة بن فروخ التيمى شيخ الإمام مالك رحمهما الهر .
حكاه عنه القرطبى
- لحسن ومحمد وأبى عبيد ,
- -اختيار أبى بكر الأنبارى
- أبو جعفر النحاس
- وأحد قولي الباقلانى وجعلها الحافظ الراجح من قوليه
- اختيار برهان الدين الكرمانى
وجماعة من المفسرين كالقرطبى
- حكاه السيوطى فى الإتقان قولا لأبى جعفر ابن الزبير الغرناطى صاحب كتاب ( البرهان فى مناسبة ترتيب سور القرآن وحكاه السيوطى أيضا اختيارا لابن الحصار
- احتمال للحافظ بن حجر على ما فى الفتح
- وحكاه السيوطى اختيارا للطيبى أيضا
-وقطع به جمع من المعاصرين كالشيخ أحمد شاكر فى تخريجه لمسند الإمام أحمد و وتابعه على اختياره هذا الشيخ صبحى الصالح فى كتابه علوم القرآن .



3- بعضها توقيفي والبعض الآخر اجتهاد
تسمية القائلين بهذا القول
من قصر الإجتهادى على سورتى الأنفال وبراءة
البيهقي وتبعه السيوطي

خصه بما عدا السبع الطوال والحواميم والمفصل
عبد الحق بن عطية

ومنهم من ذهب إلى الاجتهادى منحصر فى الأقل من سور القرآن , لكنه يتعدى الأنفال وبراءة إلى غيرهما من سور القرآن كالزهراوين مع النساء , وهذا اختيار أبى جعفر بن الزبير .

أدلتهم
حجة القول الأول :
دليلين :
-الديل الأول : اختلاف ترتيب مصاحف الصحابة قبل جمع القرآن ولوكان توقفيا لما خالفوه
فهذا مصحف أبى بن كعب روى أنه كان مبدوءا بالفاتحة ثم البقرة ثم النساء ثم آل عمران.. إلخ , على اختلاف شديد . وهذا مصحف على كان مرتبا على النزول فأوله { اقرأ} ثم المدثر ثم (ق) ثم ( المزمل ) ثم ( تبت ) ثم التكوير وهكذا إلى آخر المكى والمدنى .
- والدليل الثانى : ما أخرجه اب أشته فى المصاحف من طريق إسماعيل بن عباس عن حبان بن يحى عن أبى محمد القرشى قال : ( أمرهم عثمان أن يتابعوا الطوال , فجعل سورة الأنفال وسورة التوبة فى السبع ولم يفصل بينهما ببسم الله الرحمن الرحيم ) . أ. هـ .

حجة القول الثانى :

أولا : حديث واثلة بن الأسقع : أنه علية الصلاة والسلام قال : أعطيت مكان التوراة السبع الطوال , وأعطيت مكان الأنجيل المثانى , وفضلت بالمفصل
الحديث يدل على أن تأليف القرآن مأخوذ عن النبى صلى الله عليه وسلم وأنه من هذا الوقت هكذا .

ثانيا : حديث أوس بن أبى أوس حذيفة الثقفى فى تحزيب القرآن قال: كنت فى وفد ثقيف , فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " طرأ على حزبى من القرآن , فأردت ألا أخرج حتى أقضيه. وقد مضى هذا الحديث بتمامه فى مسألتى " أجزاء المصحف وأحزابه , وفيه فقلنا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد حدثنا أنه قد طرأ عليه حزبه من القرآن فكيف تحزبون القرآن ؟ قالوا : تحزبه ثلاث سور , وخمس سور وبع سور , وتسع سور , وإحدى عشرة سورة , وثلاث عشرة سورة , وحزب المفصل ما بين " ق " فأسفل .
قال الحافظ بن حجر فى الفتح إثر هذا الحديث : فهذا يدل على أن ترتيب السور على ما هو عليه فى المصحف الآن كان على عهد النبى صلى الله عليه وسلم
ثالثا: بحديث معبد بن خالد أنه صلى الله عليه وسلم ( صلى بالسبع الطوال فى ركعة وأنه كان يجمع المفصل فى ركعه
رابعا : بحديث عائشة عند البخارى وغيره أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا اوى إلى فراشه قرأ قل هو الله أحد والمعوذتين

خامسا : بما أخرجه ابن أشته فى كتاب المصاحف عن سليمان بن بلال قال : سمعت ربيعه : يسأل لما قدمت البقرة وآل عمران وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة بمكة , وإنما أنزلتا فى المدينة ؟ فقال : قدمتا وألف القرآن على علم ممن ألفه ومن كان معه فيه اجتماعهم على علمهم على علمهم بذلك فهذا مما ينتهى إليه ولا يسأل عنه .

سادسا : بماورى عن ابن مسعود وابن عمر : " أنهما كرها أن يقرأ القرآن منكوسا , وقالا : ذلك منكوس القلب "
سابعا : بتوالى الحواميم وذوات " الر" والفصل بين المسبحات وتقديم " طس " على القصص مفصولا بها بين النظريتين " طسم الشعراء , طسم القصص " فى المطلع والطول وكذا الفصل بين الانفطار والانشقاق بالمطففين , وهما نظريتان فى المطلع والمقصد , وهما أطول منها , فلولا أنه توفيقى لحكمة توالت المسبحات وأخرت " طس " عن القصص , وأخرت " المطففين " أو قدمت ولم يفصل بين " الر " و " الر "

ثامنا : أن مخالفة الترتيب تفضى إلى إفساد نظم القرآن وقد ذكر أبو بكر بن الأنبارى فى كتابه الرد على من خالف مصحف عثمان رضى الله عنه بأن جبريل كان يوقف رسول الله على موضع السورة والآية . قال الأنبارى : ( فاتساق السور كاتساق الآيات والحروف , فكله عن محمد خاتم النبيين عليه السلام , عن رب العالمين , فمن أخر سورة مقدمة أو قدم أخرى مؤخرة فهو كمن أفسد نظم الآيات وغير الحروف والكلمات ) . إلى أن قال l فمن عمل على ترك الأثر والإعراض عن الإجماع , ونظم السور على منازلها بمكة والمدينة لم يدر أين تقع الفاتحة , لا ختلاف الناس فى موضع نزولها , ويضطر إلى تأخير الآية التى فى رأس خمس وثلاثين ومائتين من البقرة إلى رأس الأربعين ومن أفسد نظم القرآن فقد كفر به , ورد على محمد صلى الله عليه وسلم ما حكاه عن ربه تعالى

تاسعا : بعدم وجود دليل على كون الترتيب اجتهاديا , قالوا : ولسنا نملك دليلا على عدم التوقيف , فلا مسوغ لذلك الرأى.

عاشرا : احترام ترتيب المصحف الإمام أمر مطلوب ومحل وفاق بين الجميع . قال الحافظ بن حجر : ( ولا شك أن تأليف المصحف العثمانى أكثر مناسبه من غيره ) . ثم هو أمر حصل عليه من الصحابة إجماع أو شبه إجماع فصار مما سنه الخلفاء الراشدون وقد دل الحديث على أن لهم سنة يجب عليها اتباعها , كقوله عليه الصلاة والسلام فى حديث العرباض بن سارية : ( فعلليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهدين عضوا عليها بالنواجذ
وعن قتادة قال: قال ابن مسعود : ( من كان منكم متأسيا فليتأس بأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما , وأقلها تكلفا , وأقوامها هديا ,وأحسنها حالا , أختارهم الله لصحبة النبى صلى الله عليه وسلم , وإقامة دينه , فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم فى آثارهم فإنهم كانو على الهدى المستقيم

مآل الخلاف فى رأى الزركشى :
ومع أن الزركشى فى البرهان قد مال إلى كون ترتيب السور اجتهاديا , إلا أنه قد قال فى موضع من البرهان أيضا : ( والخلاف يرجع إلى الفظ لأن القائل بالثانى _ أى أن الترتيب متروك لاجتهاد الصحابة _ يقول : إنه رمز إليهم بذلك لعلمهم بأسباب نزوله ومواقع كلماته , ولهذا قال الإمام مالك : إنما { الفوا } القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبى صلى الله عليه وسلم مع قوله بأن ترتيب السور اجتهاد منهم . فآل الخلاف إلى أنه هل ذلك بتوقيف قولى أم بمجرد استناد فعلى , وبحيث بقى لهم فيه مجال للنظر . فإن قيل : فإذا كانوا قد سمعوه منه كما استقر عليه ترتيبه ففى ماذا أعملوا الأفكار , وأى مجال بقى لهم بعد هذا الأعتبار ؟ قيل : قد روى مسلم فى " صحيحه" عن حذيفه قال : " صليت مع النبى صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح سورة البقرة , فقلت يركع عن المائة ثم مضى فقلت يصلى بها فى ركعة فمضى , فقلت يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها , ثم افتتح آل عمران....) الحديث. فلما كان النبى صلى الله عليه وسلم ربما فعل هذا إرادة للتوسعة على الأمة , وتبيانا لجليل تلك النعمة كان محلا للتوقف , حتى استقر النظر على رأى ما كان من فعله الأكثر فهذا محل اجتهادهم فى المسألة

.
حجة القول الثالث:
- أن القرآن قد رتبت بعض سوره بتوقيف من النبى صلى الله عليه وسلم , وأن بعضها الآخر قد ترك تربيه لاجتهاد الصحابة بحديث عثمان : عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : ( قلت لعثمان ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهى من المثانى وإلى براءة وهى من المئين ففرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما بسم الله الرحمن الرحيم , ووضعتموها فى السبع الطول , ما حملكم على ذلك ؟ فقال عثمان : إن رسول الله كان مما يأتى عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد , فكان إذا نزلت عليه سورة يدعو بعض من يكتب فيقول : ( ضعوا هذه السورة فى الموضع الذى يذكر فيه كذا وكذا ) وكانت براءة من آخر القرآن نزولا , وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة , وكانت قصتها سبيهة بقصتها , فظننتها منها , وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أمرها . قال : فلذلك قرنت بينهما ولم أجعل بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتها فى السبع الطول


الحاصل
الاختلاف محمول على ما كان مكتوبا من المصاحف قبل أن يستقر الترتيب فى العرضة الأخيرة .
قول السيوطى فى كتابه أسرار ترتيب القرآن : ( وليس هنا شئ أعارض به سوى اختلاف مصحف أبى وابن مسعود , ولو كان توقيفيا لم يقع فيهما اختلاف , كما لم يقع فى " ترتيب " الآيات وقد من الله علي بجواب نفيس وهو أن القرآن وقع فيه النسخ كثيرا للرسم , حتى لسور كاملة , وآيات كثيرة , فلا بدع أن يكون الترتيب العثمانى هو الذى استقر فى العرضة الأخيرة كالقراءات التى فى مصحفه , ولم يبلغ ذلك أبيا وابن مسعود , كما لم يبلغها نسخ ما وضعاه فى مصاحفهما من القراءات التى تخالف المصحف العثمانى , ولذلك كتب أبى فى مصحفه سورتى الحفد والخلع وهما منسوختان .

فالحاصل أنى أقول ترتيب كل المصاحف بتوقيف , واستقر التوقيف فى العرضة الأخيرة على القراءات العثمانية ورتب أولئك على ماكان عندهم ولم يبلغهم ما استقر كما كتبوا القراءات المنسوخة المثبتة فى مصاحفهم بتوقيف , واستقر التوقيف فى العرضة الأخيرة على القراءات المنسوخات ولم يبلغهم النسخ.

خلاصة من كلام الزرقانى :
الاختلاف بين مصاحف الصحابة بنحو مما ذكره السيوطى قال : ( الجواب عنهم بأنهم اختلفوا فيما اختلفوا قبل أن يعلموا التوقيف فيه, ولما جمع عثمان القرآن على هذا الترتيب علموا ما لم يكونوا يعلمونه , ولذلك تركوا ترتيب مصاحف فردية , لم يكونوا يكتبونها للناس إنما كانوا يكتبونها لأنفسهم , فبديهى أن الواحد منهم لم يثبت فيها إلا ما وصل إليه بمجهوده الفردى , وقد يفوته ما لم يفت سواه من تحقيق أدق أو علم أوسع . ولهذا كان يوجد بتلك تالمصاحف نسخها , وقد يهمل صاحب المصحف إثبات سورة لشهرتها وغناها بهذه الشهرة عن الإثبات , كما كما ورد أن مصحف ابن لم تكن به الفاتحة . وقد يكتب صاحب المصحف ما يرى أنه بحاجة إليه من غير القرآن فى نفس المصحف , كما تقدم ذلك فى قنوت الحنفية الذى روى أن بعض الصحابة كان قد كتبه بمصحفه وسماه سورة الخلع والحفد
ولقائل أن يقول إن دعوى عدم العلم باستقرار الترتيب توقيفا فى العرضة الأخيرة ما جاء فى رواية يوسف بن ماهك عن سؤال العراقى عائشة أن تريه مصحفها ليؤلف عليه مصحفه , فإنه يقرأ غير مؤلف , لأن يوسف بن ماهك لم يدرك زمان أرسل عثمان المصاحف إلى الآفاق , فقد ذكر المزى أن روايته عن أبى بن كعب مرسلة , وأبى عياش بعد إرسال , المصاحف على الصحيح , وقد صرح يوسف فى هذا الحديث أنه كان عند عائشة حين سألها هذا العراقى . ذكر ذلك الحافظ بن حجر فى التح قال : ( والذى يظهر لى أن هذا العراقى كان ممن يأخذ بقراءة ابن مسعود , وكان ابن مسعود لما حضر مصحف عثمان إلى الكوفه لم يوافق على الرجوع عن قراءته ولا على إعدام مصحفه , فكان تأليف مصحفه مغايرا لتأليف مصحف عثمان , ولا شك أن تأليف المصحف العثمانى أكثر مناسبة من غيره , فلهذا أطلق العراقى أنه غير مؤلف . وهذا كله على أن السؤال إنما وقع عن ترتيب السور , ويدل على ذلك قولها له " وما يضرك أيه قرأت قبل " ) . ثم ذكر الحافظ بقية الاحتمالات ,
قد نوقش أيضا دليل القائلين بالتفصيل والمتمثل فى قصة سؤال ابن لعثمان رضى الله عنهما عن سبب قرنه سورة براءة بسورة الأنفال من غير أن يفصل بينهما بسطر بسم الله الرحمن الرحيم . وهو أثر لا يعرف إلا من طريق عوف بن أبى جميلة الأعرابى عن يزيد الفارسى , وفى كل واحد منهما كلام لأئمة الجرح والتعديل , فالأول مبتدع والثانى مشتبه اشتباها يصيره فى عداد المجاهيل , ثم على تقدير صحة هذا الأثر فإن عثمان رضى الله عنه لم يقل ذلك رأيا , إذ كان مثله لا يقال بالرأى , وأنه إنما قاله توفيقا , لأن مثله لا يؤخذ إلا بتوقيف


الترتيب حال القراءة وحكم التنكيس :
لاخلاف بين علماء السلف فى وجوب مراعاة ترتيب الآيات فى الكتابة والقراءة وأن تنكسيها أمر محرم لأن ترتيب الآيات توقيفي

-قال النووى فى التبيان : ( وأما قراءة السورة من آخرها إلى أولهما فممنوع منعا متأكدا , فإنه يذهب بعض ضروب الأعجاز , ويزيل حكمة ترتيب الآيات .

من نص على وجوب ترتيب الآيات فى الكتابة والقراءة معا
أبو بكر الباقلانى , ومكى بن أبى طالب , والقاضى عياض , وأبى العباس بن تيمية , ابن كثير , وغيرهم على ما مر بيانه فى أول المسألة
وقد ذكر الشيخ تقى الدين بن تيمية أن كتابة الآيات أو السور مقلوبة الحروف إنما هو من صنيع الكهنة المشركين يلتمسون به ما يرضى الشياطين .
قال فى الفروع وغيره : ( وتنكيس الكلمات محرم مبطل ) .

قالوا : لما فيه من مخالفة النص وتغير المعنى .

الترتيب بين السور فى الصلاة والقراءة وحكم تنكسيها :
أكثر أهل العلم قال بعدم وجوبه في الصلاة والتلاوة
سئل الأمام أحمد عن مسألة التنكيس وقراءة المصحف من آخره إلى أوله : ( لا بأس به , أليس يعلم الصبى على هذا
واسدلوا بما ثبت فى الصحيح من حديث حذيفة رضى الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم فى تنفله ذات , ليله فقرأ القرة ثم النساء ثم آل عمران . وقرأ عمر رضى الله عنه فى صلاة الصبح بالكهف فى الأولى وفى الثانية بيوسف أو هود وقرأ عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه }: إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ. { فى أول ركعتي الفجر , وقرأ فى الثانية بالكوثر . وحكى أيضا عن إبراهيم النخعى أنه قرأ بالزلزلة والقدر

ولكن فسر أبو عبيد التنكيس المنهي عنه في كلام السلف بأن يقرأ فى الركعة الأولى سورة , ثم يقرأ فى الثانية سورة قبلها فى ترتيب المصحف. وقال ان تنكيس الآيات لم يكن معروفا في زمن من نقل عنهم كابن مسعود رضي الله عنه
وكرهه بعضهم
وقال النووى فى التبيان : ( وروى ابن أبى داود عن الحسن :" أنه كان يكره أن يقرأ القرآن إلا على تأليفه فى المصحف )
والقول بكراهة التنكيس فى القراءة والصلاة هو مذهب الحنفية والمالكية ,والحنابلة , وإليه ميل متأخرى الشافعية .
فقد نقل البيهقى فى مناقب الإمام الشافعى أن القراءة على غير تأليف المصحف خلاف الأولى .

وقال الإمام أحمد فى رواية عنه : ( أعجب إلي أن يقرأ من البقرة إلى أسف)
خلاصة :
أما أولوية مراعاة الترتيب فلا خلاف فيه عند الجميع لكونه يتفق مع غالب قراءته صلى الله عليه وسلم ومواظبته على ذلك والسلف بعده على ذلك وما نقل من ترك ذلك احيانا هو لبيان الجواز
ولهذا قال بعضهم بسنية القراءة على ترتيب المصحف .والبعض الآخر ققال فقط بالاستحباب , وماهذا سبيله لا ينبغى العدول عنه، والله أعلم بالصواب

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir