السؤال الأوّل: بيّن أدوات التحرير العلمي التي استعملها المفسّرون في رسائلهم.
ادوات التحرير العلمي التي استعملها المفسرون هو الأسلوب الاستنتاجي.
ويتميز هذا الأسلوب بما يلي:
1- أنه قائم على استنباط الفوائد واستخراج المسائل والأحكام من الآيات القرآنية، سواء أكانت تلك الفوائد فقهية أم عقدية أم سلوكية أم لغوية.
2- أنه يخاطب أهل العلم وطلابه.
3- أنه ينبه على سعة معاني ألفاظ القرآن وتنوّع دلالاتها.
4- غرضه إفادة المتلقي بتلك الأحكام والفوائد، وبيان دلالة الآية عليها.
ومن فوائد هذا الأسلوب:
1- أنه يعين علي إعمالٌ للأدوات العلمية التي تُستخرج بها المسائل والفوائد والأحكام.
2- أنه يعين على تنمية ملكة الاستنباط وتقويمها.
3- أنه يقوّي نظر المفسّر، ويزيد من تفطّنه لمآخذ الأقوال وعللها، وتقرير الاستدلال لها ونقدها
المجموعة الثانية:
1: بيّن أثر أعمال القلوب على الجوارح وتعلّقها بالجزاء.
ما أمر به العبد علي نوعان
1- أعمال جوارح كالعبادات المختلفة وما يلحق بها من اقوال.
2- أعمال قلوب وهي ما يكون محله القلب كالحب والخوف والرجاء وغيرها
والنوع الأول لايتم إلا بمعرفة القلب وإرادته فالقلب كما أخبر النبي صلي الله عليه وسلم (إذا صلح صلح الجسد كله وإذا فسد فسد الجسد كله).
وأما النوع الثاني فهو أكثر تعلقاً بالقلب أن هذه العبادات هي محله وموطنه. وهي الأساس في النوع الأول وعليها يترتب الجزاء في الدنيا والأخرة.
وبيان ذلك أن شرط قبول الأعمال الإخلاص فمن كان مخلصاً قبل عمله بإذن الله ومن كان مرائياً او يعمل لغرض دنيوي فإنه عمله حابط مردود عليه, غير مقبول.
كذلك الكفر والتكذيب أصلها وقوع التكذيب والشك والإغراض في القلب ثم عبر عن ذلك بالفعل الظاهر الذي هو إما قول الكفر أو السجود لصنم علي جهة التعبد أو غير ذلك من الأمور التي يكفر فاعلها, فإن أساسها القلب
2: بيّن التلازم بين العلم الصحيح والخشية.
العلم الصحيح النافع هو الذي يعرف العبد بربه وبصفاته ونعوت كماله , فيعرف أن الرب جبار, منتقم, عزيز لا يغالب, شديد العقاب فيورث في قلب صاحبه الهشية والخوف من الوقوع فيما حرم فيستحق بذلك العقوبة.
ويعرف أن ربه روؤف رحيم جواد كريم يحب العفو فيورثه ذلك حبه ورجاء مغفرته ويفتح للعبد باباً للتوبة والرجوع إليه.
وهذه الأمور وأمثالها لا تعرف إلا من جهة العلم النافع الذي يراد به وجه الله, أما من ابتغي العلم لينال منزلة في الدنيا فإن علمه هذا يزيده بعداً عن الله عز وجل كما في قصة بلعام بن باعوراء قال عز وجل (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) الاعراف.
أيضا في قوله تعالي (إنما يخشي الله من عباده العلماء) دليل علي أن من يخشي الله عز وجل هم العلماء وتقتضي أيضا أن كل من خشي الله فهو عالم, وذلك لأن العلماء هم الذين يقبلون و ينتقعون بالإنذار. وهذا أيضا تفسير السلف لهذه الآية كما قال ابن عباس في تفسير الآية : يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزّتي وجلالي وسلطاني ".وعن ابن مسعود رضي الله عنه: وعن ابن مسعودٍ قال: "كفى بخشية اللّه علمًا، وكفى بالاغترار باللّه جهلاً".
3: بيّن أنواع الهدى.
معني الهدي : البيان والإرشاد. وقال ابوالعالية رحمه الله ( الهدي: الأنبياء والرسل و البيان) ومعني كلمته أن الأنبياء والرسل هم أساس بيان الهدي. والبيان يطلق علي معاني:
1- بيان الحجة بما رود في الكتاب والسنة.
2- الوصايا التي يوصي الله بها عباده المؤمنين.
3- الأمثال التي يضربها الله للناس ليتأملوا فيها ويبين الله حكمته فيها.
4- العبر والآيات التي يراها العبد في نفسه وفي الأفاق وما يراه العبد من عقوبات المخالفين.
5- ومن ذلك أيضا واعظ الله في قلب كل مؤمن