المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}.
إنما أداة حصر, ذكر الله في الآية المحرمات من المأكولات فذكر :
"الميتة" وهي التي تموت حتف أنفها من غير تذكية, والدّم وهو المسفوح لأن ما خالط اللحم فغير محرم بإجماع , ولحم الخنزير.
وكذلك حَرَّم عليهم ما أهِلَّ به لغير الله، وهو ما ذبح على غير اسمه تعالى من الأنصاب والأزلام، ونحو ذلك مما كانت الجاهلية ينحرون له.
ومعنى الإهلال :رفع الصوت
قوله: فَمَنِ اضْطُرَّ ,الاضطرار: يكاد بسببه أن يشرف على الهلكة،
غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ :في غير بغي ولا عدوان، وهو مجاوزة الحد فلا إثم عليه، غير متجاوز الحد في أكله هذا، كأن يأكل أكثر من الحاجة، أو أن يأكل تشهيًا، أو أن يأكل من غير ضرورة,
2: حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً}.
1- الآية في الداعي والمدعو وهوتشبيه واعظ الكافرين وداعيهم والكافرين الموعوظين بالراعي الذي ينعق بالغنم أو الإبل فلا تسمع إلا دعاءه ونداءه ولا تفقه ما يقول، هكذا فسر ابن عباس وعكرمة والسدي وسيبويه. ذكره الزجاج
2- مثل ضرب في المدعو قال ابن زيد: «المعنى في الآية: ومثل الذين كفروا في اتباعهم آلهتهم وعبادتهم إياها كمثل الذي ينعق بما لا يسمع منه شيئا إلا دويا غير مفيد، يعني بذلك الصدى الذي يستجيب من الجبال». روي عن ابن عبّاسٍ، وأبي العالية، ومجاهدٍ، وعكرمة، وعطاءٍ، والحسن، وقتادة، وعطاءٍ الخراسانيّ والرّبيع بن أنسٍ، نحو هذا. ذكره ابن كثير وابن عطية
3- هو اختيار ابن جرير الطبري -رحمه الله، هذا مثل ضربه الله في الكفار، حيث لا يجدي معهم الوعظ ولا النصح ولا التذكير ولا الدعوة.
4- في المشركين مع دعائهم لأصنامهم: «ومثل الكافرين في عبادتهم آلهتهم كمثل الذي ينعق بشيء بعيد منه فهو لا يسمع من أجل البعد، فليس للناعق من ذلك إلا النداء الذي يتعبه ويصبه، فإنما شبه في هذين التأويلين الكفار بالناعق والأصنام بالمنعوق به. ذكره ابن كثير وابن عطية.
ب: المراد بالأسباب في قوله تعالى: {ورأوا العذاب وتقطّعت بهم الأسباب}.
1- المودّة : قاله ابن عباس. وكذا قال مجاهدٌ في رواية ابن أبي نجيحٍ. ابن كثير
2- انقطع وصلهم الذي كان جمعهم في الدنيا. ذكره الزجاج
3- الأرحام : ابن عباس ذكره ابن عطية
4- العهود : قاله مجاهد. ذكره ابن عطية
5- وقيل: المودات.ذكره ابن عطية
6- وقيل: المنازل التي كانت لهم في الدنيا.
7- وقال ابن زيد والسدي: هي الأعمال، إذ أعمال المؤمنين كالسبب في تنعيمهم فتقطعت بالظالمين أعمالهم. ابن عطية
والمعنى العام أولى فتكون تقطعت بهم الأسباب أي: تقطّعت بهم الحيل وأسباب الخلاص ولم يجدوا عن النّار معدلا ولا مصرفا.
3: بيّن ما يلي:
أ: الفرق بين الرياح والريح في القرآن، ووجه التفريق بينهما.
جاءت الرياح في القرآن مجموعة مع الرحمة مفردة مع العذاب، إلا في يونس في قوله تعالى: {وجرين بهم بريحٍ طيّبةٍ} ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعالى عَنْهُما-: ”( الرِّياحُ ) لِلرَّحْمَةِ، و(الرِّيحُ) لِلْعَذابِ“وفي الحديث: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هبت الريح يقول: اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا».
عنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قالَ: كُلُّ شَيْءٍ في القُرْآنِ مِنَ الرِّياحِ فَهي رَحْمَةٌ، وكُلُّ شَيْءٍ في القُرْآنِ مِنَ الرِّيحِ فَهي عَذابٌ.
ب: المراد بخطوات الشيطان.
خطوات الشيطان: جمع خُطوة، والخطوة تقال بالفتح خَطوة، وتقال بالضم خُطوة ومعنى{خطوات الشيطان}: طرقه، وكل ما عدا السنن والشرائع من البدع والمعاصي فهي خطوات الشيطاني فجميع المعاصي من كفر، وفسوق، وظلم، ويدخل في ذلك تحريم السوائب، والحام، ونحو ذلك، ويدخل فيه أيضا تناول المأكولات المحرمة , والنذور المحرمة.