1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.
-الابتعاد عن الذنوب والمعاصي، لأنها إفسادٌ في أرض الله. وووجه الدلالة أن العلماء فسروا الفساد في الأرض بالكفر والمعصية والصد عن دين الله.
- الحذر كل الحذر من الاغترار بالنفس، وأن يُزيّن للمرء عمله السيء فيراه حسنًا، كما قال هؤلاء المنافقون.
- التضرع لله ، والالتجاء له بأن ينور بصرك وبصيرتك، فإنه لولا توفيقه وعصمته وقعنا في الفساد ومساوئ الأفعال ونحن لا نشعر.
المجموعة الثالثة:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)}.
يخبر الله عن المنافقين أنهم لو قيل لهم لا تفسدوا في الأرض، أي لا تصدوا عن دين الله ، ولا تفسدوا بالكفر وموالاة الكفار، والعمل بالمعاصي، فإنهم يقولون (إنما نحن مصلحون)
وقولهم هذا يحتمل عدة معاني:
إما أنهم يظنون ذلك فعلا، ويعتقدون أن ما يفعلونه إصلاحا. وهذا المعنى ذكره الزجاج
أو أنهم يقولونه جحودًا، واستمرارًا على ماهم عليه من النفاق
أو إقرارًا بأن موالاة الكفار فيها مصلحة ، لأن لهم قرابة توصَل. ذكرهما ابن عطية
أو عدوها إصلاحا من جهة كونها صلحا بين المؤمنين والكفار ذكره ابن عطية، ونقله ابن كثير عن ابن عباس عن محمّد بن إسحاق، بإسناده ، عن ابن عبّاسٍ: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون} أي: «إنّما نريد الإصلاح بين الفريقين من المؤمنين وأهل الكتاب».)
فردّ الله عليهم أنهم المفسدون حقا، وأن مايزعمون أنه إصلاح هو عين الفساد، ولكن من جهلهم لا يشعرون.
2. حرّر القول في:
معنى استهزاء الله تعالى بالمنافقين.
فيه أقوال، حاصلها:
- أن الله أظهر لهم من أحكامه في الدنيا، خلاف مالهم في الآخرة كما أظهروا من الإسلام خلاف ما أسروا، فعصم دماءهم وأموالهم في الدنيا خلاف مالهم في الآخرة من العذاب والنكال. قاله الزجاج وابن كثير.
ونقل ابن كثير عند ذلك قول ابن جرير وترجيحه لهذا القول. "وقال ابن جريرٍ: أخبر اللّه تعالى أنّه فاعلٌ بهم ذلك يوم القيامة، في قوله: {يوم يقول المنافقون والمنافقات للّذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورًا فضرب بينهم بسورٍ له بابٌ باطنه فيه الرّحمة وظاهره من قبله العذاب} الآية [الحديد: 13]، وقوله تعالى: {ولا يحسبنّ الّذين كفروا أنّما نملي لهم خيرٌ لأنفسهم إنّما نملي لهم ليزدادوا إثمًا ولهم عذابٌ مهينٌ} [آل عمران: 178]، قال: فهذا وما أشبهه، من استهزاء اللّه، تعالى ذكره، وسخريّته ومكره وخديعته للمنافقين، وأهل الشّرك به عند قائل هذا القول، ومتأوّل هذا التّأويل."
- المراد به الاستدراج، وأخذهم من حيث لا يعلمون، كما في قوله تعالى (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون)، وذلك أن الله يدهم بالنعم في الدنيا، فيظنون أنه راضٍ عنهم، وفي الحقيقة أن لهم النار، وهذا عند التأمل كأنه استهزاء. قاله الزجاج وابن عطية، ونقله ابن كثير عن ابن جرير قال: "ثمّ شرع ابن جريرٍ يوجّه هذا القول وينصره؛ لأنّ المكر والخداع والسّخرية على وجه اللّعب والعبث منتفٍ عن اللّه، عزّ وجلّ، بالإجماع، وأمّا على وجه الانتقام والمقابلة بالعدل والمجازاة فلا يمتنع ذلك".
قال: وبنحو ما قلنا فيه روي الخبر عن ابن عبّاسٍ: حدّثنا أبو كريب، حدّثنا عثمان، حدّثنا بشرٌ، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، في قوله تعالى: {اللّه يستهزئ بهم} قال: «يسخر بهم للنّقمة منهم».
- معناه يعذبهم، وسمى العذاب وجزاء الذنب استهزاءً على وجه المقابلة، كما في قوله (وجزاء سيئة سيئة مثلها) فسمى الثانية سيئة على سبيل المقابلة للأولى. قال الزجاج وهو الوجه المختار عند أهل اللغة، وكذلك قال ابن عطية أنه قول جمهور العلماء، والعرب تستعمل ذلك كثيرا، واستشهد بقول عمرو بن كلثوم: ألا لا يجهلن أحد علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا
- أن الله عزوجل يفعل بهم أفعالا هي في نظر البشر استهزاءً، مثل أن يرى أهل النار أبوابها تُفتح فيذهبوا للخروج، وكا يروى أن النار تجمد كما تجمد الإهالة فيمشون عليها ويظنونها منجاة فتخسف بهم ونحوه، ذكره ابن عطية وقال نحا هذا المنحى ابن عباس والحسن.
-لومهم وتوبيخهم على ما اقترفوه من المعاصي والكفر. ذكره ابن كثير.
- أنه على سبيل الجواب، ومعناه أن المكر والهزء حاق بهم.ذكره ابن كثير أيضا.