المجموعة الأولى
1: فسّر باختصار قول الله تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)}البقرة.
في هذه الآية يخاطب الله سبحانه وتعالى المؤمنون من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيقول لهم : أفتطمعون أن ينقاد لكم هؤلاء اليهود وهم كانوا يسمعون كلام الله تعالى من التوراة , فيحرفون ما فيها من صفة النبي صلى الله عليه وسلم , وحرفوا ألفاظها بالتبديل والتأويل , وفعلوا ذلك وهم قد عقلوه ووعوه , وهم يعلمون أنهم مذنبون في ذلك مخطئون .
2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ: المراد بالأميّين قوله تعالى: {ومنهم أميّون لا يعلمون الكتاب إلا أمانيّ}.
الأمي في اللغة :هو الذي لا يكتب ولا يقرأ في كتاب . ونسب إلى :
1 – الأم : لأنه بحال أمه من عدم الكتاب لا بحال أبيه .
2 – الأمة : وهي القامة والخلقة، كأنه ليس له من الآدميين إلا ذلك .
3 – الأمة على سذاجتها قبل أن تعرف المعارف، فإنها لا تقرأ ولا تكتب .
وذكر في المراد بالأميين أقوال :
الأول : جهلة التوراة من اليهود . وهو قول أبو العالية ومجاهد . ذكره ابن عطية ورجحه .
الثاني : قوم ذهب كتابهم لذنوب ركبوها فبقوا أميين . ذكره ابن عطية ولم يعزه .
الثالث : نصارى العرب . وهو قول عكرمة والضحاك . ذكره ابن عطية .
الرابع : المجوس . وهو قول علي بن أبي طالب . ذكره ابن عطية .
الخامس : أهل الكتاب . وهو قول مجاهد . ذكره ابن كثير .
السادس : قوم لم يصدقوا رسولا أرسله الله , ولا كتابا أنزله الله . وهو قول ابن عباس . ذكره ابن كثير وضعف إسناده , نقلا عن ابن جرير بصيغة التمريض.
جمع ابن عطية أيضا بين هذه الأقوال فقال : والضمير في (منهم) على هذه الأقوال هو للكفار أجمعين .
ورجح القول الأول وقال : إنه أوجه الأقوال . وذلك لأن سياق الآيات يتحدث عن اليهود .
ب: المراد بالقول الحسن في قوله تعالى: {وقولوا للناس حسنا}.
ذكر في المراد بالقول الحسن أقوال :
الأول : قولوا للناس قولا ذا حسن . وهو قول الزجاج .
الثاني : قولا حسنا . ذكره الزجاج على قراءة إسكان السين على أنه صفة .
الثالث : معنى الكلام قولوا لهم: لا إله إلا الله ومروهم بها . وهو قول ابن عباس .ذكره ابن عطية .
الرابع : قولوا لهم حسنا في الإعلام بما في كتابكم من صفة محمد صلى الله عليه وسلم . وهو قول ابن جريج و الزجاج . ذكره ابن عطية .
الخامس : مروهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر . وهو قول سفيان الثوري . ذكره ابن عطية .
السادس : قولوا لهم الطيب من القول وحاوروهم بأحسن ما تحبون أن تحاوروا به، وهذا حض على مكارم الأخلاق . وهو قول أبو العالية . ذكره ابن عطية .
وهذه الأقوال متقاربة وجمع بينها ابن كثير رحمه الله فقال : قوله تعالى: {وقولوا للنّاس حسنًا} أي: كلّموهم طيّبًا، ولينوا لهم جانبًا، ويدخل في ذلك الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر بالمعروف، كما قال الحسن البصريّ في قوله: {وقولوا للنّاس حسنًا}:«فالحسن من القول: يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويحلم، ويعفو، ويصفح، ويقول للنّاس حسنًا كما قال اللّه، وهو كلّ خلق حسنٍ رضيه اللّه».
عدّد الخصال التي ذمّ الله عليها اليهود الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، واذكر ما استفدته من معرفتك بها من فوائد.
أولا : الخصال التي ذم عليها اليهود :
1 – أنهم كانوا يكتبون الكتاب ويقولون أنه من عند الله ليكتسبوا منه الأموال .
2 – أنهم كانوا يقولون أن النار لن تمسهم إلا أيام قليلة .
3 – أنهم كانوا يقتلون بعضهم البعض ويخرجون بعضهم من ديارهم وهذا الأمر كان محرم عليهم .
4 – أنهم كانوا يحرفون كلام الله تعالى بعد علمهم به ووعيهم له .
5 – كذبهم عندما يلاقوا المؤمنين فيقولوا لهم آمنا , إذا خلوا إلى بعضهم تعاتبوا على ذلك .
ثانيا المستفاد من هذا :
1 – أنه على العبد أن يؤمن بما أنزل الله تعالى من الكتاب ولا يبيع دينه بعرض من الدنيا .
2 – عدم التألي على الله تعالى .
3 – المحافظة على العهود والمواثيق .
4 – عدم النفاق والكذب .
5 – الإيمان بكلام الله تعالى وعدم تحريفه .
والله أعلم