اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.
1- شؤم المعصية يحرم العبد من رؤية الحق وقد لايرى ما هو عليه من ضلال، ( أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا ) .
2- ينبغى للمرء أن ينقاد لأوامر الله ولا يتكبرعليها ، ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ) .
3- من عصى اللّه في الأرض أو أمر بمعصية اللّه، فقد أفسد في الأرض ،قال تعالى : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ ) .
المجموعة الثانية:
-1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
} مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ{ (18).
بعد أن ذكر الله صفات المنافقين وما هم عليه من غى وضلال ، ذكر لهم مثالاً ، قال تعالى : ( مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ )، أى مثل هولاء المنافقون كمثل رجل أشعل ناراً فازداد لهيبها وأضاءت ما حولها فاغتر بضوئها ليستضئ به ،حتى إذا خمدت النار ذهب الضوء والنور وبقى فى ظلمة لا يبصر شيئاً، ووجه الشبه هنا بين المستوقد والمنافق أنه كما لم ينتفع المستوقد من النار إلا الاحراق والظلام فكذلك لا ينال المنافق من عمله إلا الكد والتعب ، ثم بين الله جل جلاله الحالة التى هم عليها ، قال تعالى : ( صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ) ، أى : صم لا يسمعون الحق سماع قبول ، بكم عن النطق بالحق ، عمى عن رؤية الهدى والحق ، فهم لا يرجعون عن غيهم وضلالهم .
2. حرّر القول في:
المراد بالتشابه في قوله تعالى: {وأتوا به متشابها}.
ورد فى معنى قوله تعالى : {وأتوا به متشابها} قولان :
القول الأول: أن ثمر الجنة يشبه بعضه بعضا، وقيل فى معنى ذلك أقوال :
1- يشبه بعضه بعضاً في الجودة والحسن ، ذكره الزجاج .
2- يشبه بعضه بعضا في الصورة ويختلف في الطعم، وذكره الزجاج .
3- إشارة إلى الخارج في موضع المجنى من الثمار ،وذكره ابن عطية
القول الثاني: أن ثمر الجنة يشبه ثمر الدنيا ، وقيل فى معنى ذلك أقوال :
1- لا يشبه ثمر الجنة ثمر الدنيا إلا فى الأسماء فقط ، قاله ابن عباس ومجاهد والحسن وذكره ابن عطية .
2- يشبه ثمر الدنيا في المنظر ويباينه في جل الصفات ، قاله عكرمه وذكره ابن كثير .
3- أن ثمر الجنة يشبه ثمر الدنيا فى اللون والشكل ولكن يختلف فى الطعم ، قاله أبو العالية ،و مجاهدٍ، والرّبيع بن أنسٍ، والسّدّيّ وزيد بن أسلم ، وذكره ابن كثير.