مجلس مذاكرة تفسير سور:
البلد، والشمس، والليل، والضحى، والشرح.
1. (عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية، وبين دلالة الآيات عليها في قوله تعالى:-
{ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى (13)}.
ج:
-أن الله تعالى أرسل الرسل , وأنزل الكتب؛ ليبين للناس طريق الهدى وطريق الضلال, فعلى العبد أن يسلك طريقا يوصله إلى ربه, (إن ربي على صراط مستقيم), وأن يتقي ما يحيد به عن صراط الله, بعدما جاءته هداية الدلالة والإرشاد؛ حتى يمن الله عليه بهداية التوفيق والإلهام.
-أن الآخرة يملكها الله وحده, فعلى العبد أن يجد ويعمل ليوم لا ينفعه فيه ماله ولا سلطانه, ولا ينفع فيه حسب ولا نسب.
-أن الذي يملك التصرف في كل شيء في الآخرة, إنما هو الله وحده, فليعمل العبد ويخلص لربه, لعل الله أن يعامله بفضله لا بعدله.
-على المتدبر الذي يعلم أن أمر الدنيا والآخرة كله بيد الله وحده, أن يرغب إلى الله في الطلب, وأن ينقطع رجاؤه عن المخلوقين.
-أن الآخرة مقدمة على الأولى؛ فليشغل العبد باله بما هو خير وأبقى.
-أن الآخرة والأولى لله سبحانه, فمن أرادهما فإن ما عند الله لا يطلب إلا بطاعته, والله أكرم الأكرمين.
المجموعة الثانية:
1. فسّر قول الله تعالى:
{ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20)}.
ج: يقول تعالى:
(ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة): أي كان مع ما اتصف به من صفات طاهرة, من الذين أمنوا بقلوبهم, وأوصى بعضهم بعضا بالصبر على الطاعة, والصبر عن المعصية, والصبر على أقدار الله المؤلمة, وأوصى بعضهم بعضا بأن يتراحموا فيما بينهم, فإن فعلوا ذلك وفقهم الله تعالى لإقتحام العقبة.
مجرد رأي, والله أعلم:
ذكر الله تعالى أن من صفات أهل الميمنة, أن يوصي الغني المنفق, الفقير المدقع بالصبر على ما هو فيه من فقر, وقد لا يقبل الفقير هذه الوصية ممن هو غني لا يشعر بالجوع مثله, وإنما أبرز الله هذه الوصية؛ ليدل الغني على أن المسغبة إذا حلت بالمسلمين, فليتشبه الغني بالنبي صلى الله عليه وسلم حين كان يربط على بطنه الحجر والحجرين, وكذا كان الصديق أبو بكر, وليتشبه بعمر الخليفة حين كان يقول لبطنه: قرقري أو لا تقرقري, فليس لك عندنا إلا الزيت, حتى يشبع فقراء المسلمين, وبعثمان بن عفان حين تصدق – وهو الغني – بكل قافلته وأبى بيعها, وبعلي بن أبي طالب حين أطعم الطعام على حبه, مسكينا ويتيما وأسيرا, وأفطر على الماء فحمد الله, وفي ذلك إشارة إلى أن المسغبة إذا حلت, فالمال مال الله سلوكا لا كلاما, والله أعلم.
(أولئك أصحاب الميمنة): أي هؤلاء المتصفون بهذه الصفات, من أهل الجنة, لأنهم أدوا ما أمرهم الله به, وانتهوا عما نهاهم عنه.
(والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة): أي الذين تركوا هذه الأمور, فلم يصدقوا بها, ولم يعملوا الصالحات, فهم من أهل النار المشؤومة.
(عليهم نار مؤصدة): أي نار مطبقة عليهم, تحيطهم من كل جانب, ولا يستطيعون الخروج منها أبدا.
2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {فإذا فرغت فانصب}.
ج: ورد في ذلك عن السلف أقوال:
-الأول: إذا فرغت من أمور الدّنيا وأشغالها فانصب في العبادة، نشيطاً فارغ البال, ذكره ابن كثير والسعدي.
واستدل ابن كثير بقوله صلّى الله عليه وسلّم: ((إذا أقيمت الصّلاة وحضر العشاء فابدؤوا بالعشاء)).
-الثاني: إذا فرغت من أمر الدنيا فقمت إلى الصلاة فانصب لربّك, وهو قول مجاهد, ذكره ابن كثير.
-الثالث: إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام اللّيل, وهو قول ابن مسعود, وعن ابن عياضٍ نحوه, ذكر ذلك ابن كثير.
-الرابع: أي بعد فراغك من الصلاة وأنت جالس, وهو رواية أخرى عن ابن مسعود, ذكر ذلك عنه ابن كثير.
-الخامس: أي في الدعاء, وهو مروي عن ابن عباس, ذكره ابن كثير والسعدي.
وأورد السعدي استدلال من قال بهذا القول, على مشروعيةِ الدعاءِ والذكرِ عقبَ الصلواتِ المكتوباتِ.
-السادس: أي: إذا فرغت من الجهاد فانصب في العبادة, وهو قول زيد بن أسلم والضحاك, ذكره ابن كثير.
- السابع: إِذَا فَرَغْتَ منْ صَلاتِكَ، أَوْ مِنَ التبليغِ، أَوْ مِنَ الغَزْوِ؛ فَاجْتَهِدْ فِي الدُّعَاءِ, ذكره الأشقر في تفسيره.
وخلاصة هذه الأقوال مرجعها إلى قولين:
-الأول: إذا فرغت من أشغالك الدنيوية؛ كالطعام والعمل, فاجتهد في العبادة؛ كالصلاة, والدعاء.
-الثاني: إذا فرغت من عبادتك؛ كالصلاة والتبليغ والجهاد, فاجتهد في عبادة أخرى؛ كالصلاة والدعاء.
وهذا خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
3. بيّن ما يلي:
أ: المقسم به والمقسم عليه وفائدة القسم في سورة الليل.
ج:
المقسم به: أقسم الله تعالى بالليل إذا يغشى, وبالنهار إذا تجلى بضيائه وإشراقه, وما خلق الذكر والأنثي.
المقسم عليه: (إن سعيكم لشتى).
فائدة القسم: أقسم سبحانه بأشياء متضادة, على أن سعي الإنسان مختلف كذلك؛ فمن سعى سعيا لم يبتغ به وجه الله, فلا فائدة من سعيه تعود عليه, وأما من ابتغى وجه ربه سبحانه بهذا السعي, فسعيه باق ينتفع به, وفي ذلك تأكيد هذا الأصل في كل عمل.
ب: الحكمة من الأمر بالتحديث بالنعم في قوله تعالى: {وأما بنعمة ربك فحدّث}.
التحديث بالنعم يقتضي الثناء على الله تعالى صاحب النعمة وواهبها, ويقتضي إظهارها للناس مادام في ذلك مصلحة, والحكمة من ذلك: أن التحدث بالنعمة داع لشكرها, ومحبب للقلوب فيمن أنعم عليها بالنعم؛ فإن القلوب مجبولة على محبة المحسن إليها.