المجموعة الثانية:
السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.
القلوب المذكورة في القران ثلاث
القلب الصحيح: الذي سلم من جميع الآفات
و أسباب صحته أمران
- قوة القوة العلمية
- وقوة القوة العملية
فكان أثر ذلك أن عرف الحق فاتبعه بلا تردد، وعرف الباطل فاجتنبه بلا توقف،
القلب المريض الذي اعتل بسبب انحراف إحدى قوتيه العلمية أو العملية أو كليهما.
-أنواع الأمراض التي تصيب القلب
-مرض الشبهات والشكوك لاختلال القوة العلمية ...
-مرض الشهوات الذي هو ميل القلب إلى المعاصي لاختلال القوة القلب العملية.
القلب الميت القاسي..الذي أصابته قسوة إما أصالة أو لوجود عقائد منحرفة اعتقدها، فيصعب عليه الانقياد للحق إذا خالفها.
فهو لا يلين لمعرفة الحق، وإن عرفه لا يلين للانقياد له، فتأتيه المواعظ التي تلين الحديد وقلبه لا يتأثر بذلك.
السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.
الناس في مواقفهم من الدعوة ثلاثة أقسام، كل يدعى بالطريق التي تناسبه:
القسم الأول: المنقادون الملتزمون الراغبون في الخير، الراهبون من الشر،وذلك بسبب ما عندهم من قوة الاستعداد لفعل المأمورات وترك المنهيات، والاشتياق إلى الاعتقاد الصحيح. فكل ما يحتاجون إليه هو تعليمهم وبيان الأمور الدينية
-والقسم الثاني: الذين عندهم غفلة وإعراض واشتغال بأمور صادَّة عن الحق.
فالذي يحتاجون إليه إضافة على التعليم مثل ما كان للقسم الأول الدعوة بالموعظة الحسنة بالترغيب و الترهيب
-القسم الثالث: المعارضون أو المعاندون المكابرون، المتصدون لمقاومة الحق ونصرة الباطل.
فهؤلاء لا بد أن يسلك معهم طريق المجادلة بالتي هي أحسن بحسب ما يليق بالمجادِل والمجادَل وبتلك المقالة وما يقترن بها.
السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. الإسلام والإيمان
-الإسلام: استسلام القلب لله وإنابته، والقيام بالشرائع الظاهرة والباطنة.
-الإيمان: التصديق التام والاعتراف بأصوله التي أمر الله بالإيمان بها، ولا يتم ذلك إلا بالقيام بأعمال القلوب وأعمال الجوارح، ولهذا سمى الله كثيرا من الشرائع الظاهرة والباطنة إيمانا، وبعض الآيات يذكر أنها من لوازم الإيمان .
فعند اجتماع الإيمان والإسلام يفسر الإيمان بما في القلب من التصديق والاعتراف وما يتبع ذلك، وفسر الإسلام بالقيام بعبودية الله كلها، الظاهرة والباطنة.
أما عند إطلاق أحدهما دون الأخر فهما متداخلان ..فعند إطلاق الإيمان يدخل فيه الإسلام، وكذلك بالعكس، .
2. الفرح المحمود والفرح المذموم
الفرح نوعان مذموم منهيا عنه وممدوح مأمورا به
الفرح المحمود المأمور به
هو الفرح بالقران والسنة والاستلام والإيمان و الفرح بالعلم النافع والعمل الصالح
والفرح بثواب الله وفضله
قال تعالى "{ّ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} .
و قوله:{فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} .
الفرح المذموم المنهي عنه
مثل الفرح بالباطل وبالرياسات والدنيا المشغلة عن الدين في مثل قوله تعالى: {إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ} .وقوله عن قارون:..{قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}
وضابط النوعين
الفرح تابع لما تعلق به ؛ إن تعلق بالخير وثمراته فهو محمود، وإلا فهو مذموم.
3. التوبة والاستغفار
-التوبة فهي الرجوع إلى الله مما يكرهه الله ظاهرا وباطنا إلى ما يحبه الله ظاهرا وباطنا.
ندما على ما مضى، وتركا في الحال، وعزما على أن لا يعود.
-الاستغفار: طلب المغفرة من الله.
والاستغفار إذا اقترن بتوبة و رجوع إلى الله وإلى ما يحبه فهوالاستغفار الكامل الذي رتبت عليه المغفرة.
وإن لم تقترن به التوبة فهو دعاء من العبد لربه أن يغفر له، فقد يجاب دعاؤه وقد لا يجاب، وهو بنفسه عبادة من العبادات، فهو دعاء عبادة ودعاء مسألة.
السؤال الرابع: أجب عما يلي:
ج - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.
الهداية نوعان
- هداية العلم والإرشاد والتعليم.
- وهداية التوفيق وجعل الهدى في القلب،
وكلا الهدايتين تطلب من الله عزوجل ؛ غير أن هداية التوفيق مختصة بالله عزوجل لا يشاركه فيه أحد كما قال تعالى "{ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}
و أما هداية العلم و الإرشاد فقد أثبتها الله عزوجل لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم ولكل من له تعليم وإرشاد للخلق
كما قال تعالى :{ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍّ}
وقال { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا}
وأعظم ما تحصل به الهداية القرآن، ولهذا سماه الله هدى مطلقا، وقال: {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}..وقال: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} .
ويشمل جميع الأمور الدينية والدنيوية النافعة.
هـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟
النفي في مقام المدح له ثمرتان
1-: نفي ذلك النقص المصرح به.
2- وإثبات ضده ونقيضه.
وهذا يدخل في أبواب كثيرة أعظمها ما يخص ذات الله عزوجل
فكل ما نفي الله عن نفسه من العيوب والنقائص؛ فذلك يقتضى تنزيه الباري عن ذلك وإثبات كمال ضد ذلك الوصف؛ لأن النفي المحض ليس كمال و لله عزوجل له المثل الـأعلا.
فالله عزوجل نفى عن نفسه السِّنَةَ والنوم والموت؛وذلك لكمال حياته وقيوميته.
السؤال الخامس:
مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.
أسلوب القران في مواضع كثيرة أنه إذا ذكر الله الحكم لم ينص على نفس الحكم عليه، بل يذكر من أسمائه الحسنى ما إذا علم ذلك الاسم وعلمت آثاره، عُلم أن ذلك الحكم من آثار ذلك الاسم، وهذا إنهاض من الله لعباده أن يعرفوا أسماءه حق المعرفة، وأن يعلموا أنها الأصل في الخلق والأمر، وأن الخلق والأمر من آثار أسمائه الحسنى.
مثل قوله:
{فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
ختم الله آية الفيء بذكر اسمين عظيمين من أسماءه وهما الغفور والرحيم للدلالة أنه سبحانه يغفر لمن فاء ويرحمه،و ما ذلك إلا لمحبته سبحانه لهذا الحكم الفيئة
{إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
ختم الآية باسمى الغفور الرحيم للدلالة أنه من تاب قبل القدرة عليه فقط سقط حق الله عليه . ورفعت عنه العقوبة .
.
السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.
ما كان في مقامة الدعوة إلى الله وبيان أحكام الشريعة فحقه أن يكون باللين لما يترتب عليه من المصالح كما قال تعالى "
{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [.
وقال: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} .
أما ما كان في حال الجهاد وقتال الكفار فالحكمة تستوجب استعمال الغلظة والشدة لأن الغلظة من تمام القتال
قال تعالى:{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ}
وهو الذي اتصف به المؤمنون أولوا الألباب خواص هذه الأمة كما قال تعالى عنهم : {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}
2. في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.
جاء في مواضع من القران أن الناس لا يتساءلون و لا يتكلمون ؛ ومواضع ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض والجمع بينهما من وجهين
1-أن ذلك لا يكون إلا بإذن الله عزوجل..فما كان بإذن الله تكلموا وتساءلوا..وحيث لم يأذن الله عزوجل منعوا من الكلام و التساؤل
كما قال تعالى : {لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} .
2- : القيامة لها أحوال ومقامات، ففي بعض الأحوال والمقامات يتكلمون، وفي بعضها لا يتكلمون.
وهذا الوجه لا ينافي الأول، فيقال: هذه الأحوال والمقامات تبع لإذن الله لهم أو عدمه.
السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}
* قال تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}.
الآية جمعت ثلاث حقوق
-حق مختص بالله عزوجل لا يشاركه فيه أحد؛ بل من صرفه لغيره فقد جعل لله شريكا وهو العبادة في قوله {وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا.} إذ التسبيح التنزيه مقترن بالتعظيم والمحبة .وذل وخضوع وهما أصلا العبودية
- والحق المختص بالرسول، وهو التوقير والتعزير.
-الحق المشترك، وهو الإيمان بالله ورسوله.