المجموعة (1 ) السؤال الأول:
يقول الله تعالى في محكم التنزيل : ( فأمنوا بالله و رسوله و النور الذي أنزلنا ). و قد قال ابن جرير في تفسير ( النور الذي أنزلنا ) أنه القرآن الكريم المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم. و جاء في الحديث الشريف الذي رواه الامام مسلم رحمه الله تعالى عن سيدنا عمر بن الخطاب عندما سئل جبريل عليه السلام عن الايمان فقال عليه السلام : ( أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الاخر , و تؤمن بالقدر خيره و شره ).
و لهذا فأن الايمان بالقرآن الكريم أصل من أصول الايمان لا يصح ايمان المرء الا به , و من لم يؤمن بالقرآن فهو كافر بأجماع الأمة و قد توعده الله العذاب الشديد, قال تعالى : ( و لقد أنزلنا ءايت بينت و ما يكفر بها الا الفاسقون).
و يكون الايمان بالقرآن الكريم على ثلاثة محاور أساسية و هي : 1- الايمان الاعتقادي 2- الايمان القولي 3- الايمان العملي .
أما الايمان الاعتقادي بالقرآن الكريم : فهو التصديق بأن القرآن كلام الله تعالى الذي أنزله الله تعالى على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم لأجل اخراجهم من الظلمات الى النور , و يهديهم الى صراط الله المستقيم , و أن القرآن حق لا يأتيه الباطل من بين يديه و من خلفه , و أن القرآن محفوظ بأمر الله تعالى في القلوب و الصدور , و أنه معجز لا يستطيع أحد الايتيان بمثله.
و أنه يجب التصديق بكل ما جاء فيه و أنه يجب الامتثال لما أمر الله فيه , و الابتعاد عما نهى عنه .
و أما الايمان القولي : فهو أن يقول المؤمن على الايمان بالقرآن الكريم , و تصديق ما أنزل الله فيه , و يكون ذلك بتلاوته تصديقا له و تعبدا لله تعالى.
و أخيرا, الايمان العملي بالقرآن : و هو أن يتبع المؤمن هدى الله تعالى الذي أمر فيه , و يكون ذلك بفعل و التزام ما أمر الله فيه, و الابتعاد عما نهى الله عنه و زجر.
و لا يكتمل ايمان المرء بالقرآن الكريم الا باجتماع كل هذه الأنواع الثلاثة من الاعتقاد.
السؤال الثاني :
تنقسم مسائل الايمان بالقرآن الكريم الى قسمين رئيسيين هما:
1 - المسائل الاعتقادية : و هي المسائل التي يعتني بها العلماء من حيث الاعتقاد بالقرآن الكريم , و منها أن القرآن كلام الله و صفة من صفاته , و أنه غير مخلوق , و أنه أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم , لاخراج الناس من الظلمات الى النور , و أنه ناسخ لكل الكتب السماوية التي سبقته , و أن القرآن بدأ من الله تعالى و يعود اليه , و أن يؤمن المؤمن ايمانا جازما بوجوب الايمان بالقرآن و المتثال لما أمر الله به , و الابتعاد و اجتناب ما نهى عنه و زجر فيه.
و قسم علماء السنة و الجماعة هذه المسائل ( العقدية ) في كتبهم الى قسمين هما: أ- الأحكام ( العقدية ) ب- الآداب .
أ- أما الأحكام العقدية و هي التي تبحث فيما يجب على المرء اعتقاده , و تبحث أيضا بكل ما يتعلق بأمور البدع , و حكم مرتكب الكبيرة و الى ما ذلك من الأمور العقدية.
ب- و أما الآداب: و هي دراسة المسائل على منهاج أهل السنة و الجماعة , فيما يتعلق بالتلقي و الاستدلال , و التعليم و التأليف , و الآداب المتعلقة بطرح الأسئلة و الدراسة, و البيان و المناظرة و الرد على المخالفين من أهل الأهواء و البدع.
أما النوع الثاني من المسائل فهو:
2- المسائل السلوكية: وهي كل ما يعتني الانتفاع بالقرآن و بصائره و هداياته و مواعظه , و طرق الهداية في القرآن الكريم , و عقل الأمثال فيه , و التعرف على مقاصد هذه الأمثال و ما تدل عليه من النفع للايمان.
و قسم علماء السلوك مسائل السلوك في القرآن الى قسمين هما :
أ- البصائر و البينات : و تسمى أيضا المعارف و الحقائق. قال تعالى: ( هذا بصائر للناس و هدى و رحمة لقوم يوقنون ).
ب- اتباع الهدى : و هو ما يعنى بالجانب العملي في العبادة و الطاعة و الامتثال لله تعالى.
و القسم الأول قائم على العلم و موصل لليقين, و أما القسم الثاني فقائم على العزيمة و الارادة و يوصل للاستقامة. و يكون تحصيل النوع الأول بالتفقه بما في القرآن من البينات و البصائرو تصديق كل ما أخبر الله به , و تحصيل النوع الثاني يكون بالتزام كلمة التقوى و الامتثال لأوامر الله و نواهيه.
السؤال الثالث :
قسم أهل العلم الأمثال في القرآن الكريم الى قسمين هما:
1- الأمثال الصريحة : و هي كل مثل ضرب في كتاب الله , صرح فيه بلفظ المثل , كقوله تعالى: ( و أضرب لهم مثلا أصحاب القرية اذ جاءها المرسلون ).
2- الأمثال الكامنة: و هو كل ما يفيد معنى المثل من غير تصريح باللفظز
و يعد ضرب الأمثال من أفضل الطرق في وسائل التعليم, لأن ضرب الأمثال يقرب المعاني الكثيرة بألفاظ وجيزة, و هذا يجعل المتلقي يفهمها و يستوعبها. و هذه الأمثال تظهر حكم الأمر و التقدير , فأذا تبصرها المؤمن و فقه مقاصدها , و عرف ارشادها فأنها تقوده لليقين في قلبه, و تثمر أيضا المعرفة الحسنة و التصديق الحسن و الخشية و الانابة و الرغبة و الرهبة. و لهذه الأسباب كاها يعد ضرب الأمثال في القرآن الكريم من أعظم الأسباب للأهتداء بالقرآن و هذا مصداق قوله تعالى: ( و قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير )
السؤال الرابع :
للايمان بالقرآن الكريم العديد من الفضائل و لهذه الفضائل الكثير من الأثار على نفس المؤمن و المسلم و من هذه الفضائل :
1- أن القرآن الكريم هو من أهم الوسائل لهداية المؤمنو المسلم الى الطرق القويمة في كا شوؤن حياته , قال الله تعالى: ( تلك ءايت القرآن و كتاب مبين * هدى و بشرى للمؤمنين )
2- و من فضائل القرآن أيضا , أنه يحمل المؤمن به على تلاوته آناء الليل و أطراف النهار , من أجل التعبد بقراءته , و هذه التلاوة تكون ذكرا لله تعالى يثاب عليها المؤمن و تزيده يقينا بالله تعالى , و لذلك فأن الايمان بالقرآن و تلاوته تفتح للمؤمن العديد من الأبواب من البصائر و البينات و الحقائق و المعارف , قال الله تعالى :( ما كان حديثا يفترى و لكن تصديق الذي بين يديه و تفصيل كل شئ و هدى و رحمة لقوم يؤمنون ).
السؤال الخامس :
دلت نصوص القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة , أن الله سبحانه و تعالى يتكلم بحرف و صوت يسمعه من يشاء , و أن الله تعالى هو المتكلم بسائر الكتب السماوية. و كلام الله تعالى صفة من صفاته , و لا يزال الله يتكلم اذا أراد ذلك , و يتكلم بقدرته و مشيئته متى أراد و كيف أراد. و لهذا فأن صفة الكلام لله تعالى هي صفة ذاتية باعتبار نوعها , و صفة فعلية باعتبار آحاد كلام الله عز وجل.
أما كلام الله تعالى فليس ككلام مخلوقاته, و لا يستطيع أيا كان أن يحيط بكلامه عز و جل , كلماته دائمة باقية لا تنفد, و هذا مصداق قول الله تعالى : ( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي و لو جئنا بمثله مددا ).