لمجموعة الأولى:
س1: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
للاختلاف في الوقف أثره أثر وإن كانت أكثر مسائلة متفق عليها عند العلماء واما المسائل التي يختلفون فيها فإن ذلك ناتج عن اختلافهم في فهم المعنى واختلاف ترجيحاتهم في أوجه التفسير ومن أمثلة اختلافهم في الوقف بناء على التفسير اختلافهم في الوقف في قوله }فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون فى الأرض{
إذا وصل القارئ أفاد توقيت التحريم بأربعين سنة ,قاله الربيع ابن أنس البكري وهو ظاهر النسق القرآني, وإذا وقف على عليهم وأبتداء بأربعين سنة أفاد تعلق التوقيت بالتيه لا بالتحريم فهى محرمة عليهم أبدا ويتيهون أربعين سنة. وهو قول قتادة رواه ابن جرير عنه,
والراجح أن التحريم عام على المعنيين ،لا سيما أنهم هم من امتنعوا عن دخلوا الأرض المقدسة ,وجائز أن يكون جميع ما عنوا بالتحريم ماتوا فى زمن التيه, ذكره غير واحد من المفسرين إلا أن هذا ليس بلازم في ظاهر النسق القرآني, ومن الأمثلة ايضا قوله تعالى لذى اختلف فيه المفسرين قوله تعالى:{لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم}،فمن وقف على اليوم كان الابتداء بما بعدها دعاء يوسف لإخوته بالمغفرة وهذا ارجح الوجهين في التفسير قاله الأخفش ،ومن وقف على عليكم ثن ابتداء بيغفر الله لكم كان المعنى إخبار يوسف لإخوته أن الله تعالى غفر لهم اليوم.لاسيما أن نبي يوحى اليه.
ومن هنا يتضح كيف اعتنى العلماء بهذا العلم وأثر ذلك فى إفادة المعنى.
وينبغى معرفة أن المقصود بالوجوب فى الوقف الوجوب الأدائى وليس التكليفى،الذي يأثم مخافه وهو كما تقول يجب رفع الفاعل وهكذا وإنما يأثم من يتعمد الوقف القبيح والابتداء القبيح
س2: بيّن فائد علم الاشتقاق للمفسّر ؟
الاشتقاق مما تدرك به معاني الالفاظ ومعرفة أصلهاوأوجه تصريفها وقد استعملة الصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم من التابعين والسلف قال مجاهد كان ابن عباس رضي الله عنهما لا يدري ما فاطر السموات , حتى جاءه اعرابيان يختصمان في بئر , فقال أحدهما :ياأبا عباس يئري أنا فطرتها فقال خذها يامجاهد , روى هذا ابن جرير ,وقال ابراهيم النخعي في قوله تعالى } اتخذوا هذا القرءان مهجورا{ قال يعني قالو فيه غير الحق ألا نرى أن المريض هذى قيل إنه ليهجر , رواه ابن اسحاق ورولى ابن جرير نحوه,وهذا القول مبني على اشتقاق المهجور من هُجر القول وهو هذيانه وسئيه
س3: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
الاجتهاد في التفسير مجال رحب فسيح , وهو داخل في جميع طريق التفسير غير مزايل لها وفي كل واحد منها مورد للاجتهاد:
1- طريق تفسير القرآن بالقرآن ,فما كانت دلالته النصية ظاهرة فلايحتاج معها الى اجتهاد إلا أن هناك مسائل كثيرة هي محل اجتهاد ونظر فيستخرج المجتهد دلالة من آية لتفسير آية أخرى او بيان معنى يتصل بها يعين على معرفة تفسيرها او ترجيح قوق على قول من الأقوال المأثورة في تفسيرها
ولهذا الاجتهاد موارد ومداخل منها:
أ: الاجتهاد في ثبوت أسانيد بعض القراءات ب: والاجتهاد في تفسير لفظة بلفظة أخرى كتفسير السجّيل بالطين.
ج: والاجتهاد في بيان الإجمال وتقييد المطلق وتخصيص العام باستخراج ما يدلّ على ذلك من آيات أخرى د: والاجتهاد في الجمع بين آيتين لاستخراج حكم شرعي؛ كما فعل عليّ وابن عباس في مسألة أقلّ مدّة الحمل.
هـ: والاجتهاد في تفصيل أمر مذكور في آية بذكر ما يتعلّق به من آية أخرى ليُستعان به على بيان بعض أوجه التفسير أو الترجيح بين الأقوال المأثورة في تفسيرها.
و: والاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال التفسيرية بما يقوّيها بدلالة من آية أخرى,
ومن أمثلة ذلك: قول ابن كثير: (وقوله: {والقلم} الظّاهر أنّه جنس القلم الّذي يُكتَب به كقوله: {اقرأ وربّك الأكرم الّذي علّم بالقلم علّم الإنسان ما لم يعلم} فهو قسمٌ منه تعالى، وتنبيهٌ لخلقه على ما أنعم به عليهم من تعليم الكتابة الّتي بها تنال العلوم)ا.هـ.
فهذا استدلال من ابن كثير لتقوية قول من فسّر القلم في هذه الآية بأنّه جنس الأقلام، في مقابل من فسّر القلم هنا بالقلم الذي كتب به في اللوح المحفوظ.
ز: والاجتهاد في إعلال بعض الأقوال التفسيرية المحكيّة في آية بما يبيّن ضعفها من الدلالات المستخرجة من آيات أخرى، وهو باب واسع يحتاج فيه المجتهد إلى حسن الاستحضار وقوّة الاستنباط.
ومن أمثلة ذلك قول الحسن البصري رحمه الله تعالى: (قاتل الله أقواماً يزعمون أنَّ إبليس كَانَ مِنْ ملائكة الله، والله تَعَالَى يَقُولُ: { كَانَ مِنَ الجِنّ} ). رواه ابن أبي حاتم.
2- تفسير القرآن بالسنة فمن موارد الاجتهاد فيها :
أ- الاجتهاد في اثبات الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم متنا وسندا
ب- الاجتهاد في استخراج دلالة صحيحة بين آية وحديث نبوي يفسرها او يبين بعض معانيها
ت- الاجتهاد في معرفة اسباب النزول وأحواله
ث- الاجتهاد في اعلال بعض الاقوال التفسيرية بما صح من الاحاديث النبوية
3- تفسير القرآن بأقوال الصحابة: فيدخلها اجتهاد المفسر من ابواب
أ- الاجتهاد في معرفة أقوال الصحابة في التفسير وهو باب واسع
ب- الاجتهاد في تحقق السند الى الصحابي وانه ثابت عنه
ت- الاجتهاد في فهم أقوال الصحابة ومعرفة المراد منها
ث- الاجتهاد في معرفة الاقوال التي له حكم الرفع او الوقف على الحابي
ج- الاجتهاد في تحرير اقوال الصحابة في اسباب النزول
ح- الاجتهاد في معرفة علل الاقوال الضعيفة المنسوبة الى الصحابة
4- تفسير القرآن بأقوال التعابعين: فيدخله اكثر النقاط المذكورة في أقوال الصحابة إلا ماله خكم الرفع او الوقف على الصحابي فهو خاص بالصحابة
5- تفسير القرآن بلغة العرب ولها عدة موارد للمجتهد
أ- الاجتهاد في معرفة ثبوت نقل اللفظة عن العرب
ب- التمييز بين لغات العرب
ت- تمييز صحيح الشواهد من منحولها ومقبولها من مردودها
ث- الاجتهاد في معرفة ما اعترى بعضها من اللحن والتحريف والتصحيف
ج- ضبط الالفاظ العربية رواية ودراية وعرفة اوجه الاختلاف والتوافق ومعلرفة الاعراب وتلمس العلل البيانية وتوجيه القراءات ومعرفة الاشتقاق والتصريف والاجتهاد في معرفة معاني الحروف والمفردات والاساليب القرآنية الى غير ذلك من الابواب
س4: أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك.
لتعبير بمصطلح الاجتهاد أولى من التعبير بمصطلح الرأى وذلك لأمور منها:
1- اسم الاجتهاد أقرب إلى استعمال السلف ،وما يسمونه من الرأى المحمود يدخل فى الاجتهاد المعتبر وما أنكره السلف لا يدخل فى الاجتهاد المعتبر.
2- لفظ الاجتهاد يدل أن صاحبه لم يعتمد فقط على رأيه ونظره وإنما رأيه اجتهاد منضبط بحدود وآداب وله موارد ودلالات.
3- أن من اختار التعبير بالرأى قسمه إلى قسمين الرأى المحمود والرأى المذموم ،وهذا يثير إشكالات كثيرة منها أن المشتهر عند جماعة من السلف التحذير من التفسير بالرأى ويعنون بذلك الراى المجرد عن أقوال السلف وآثارهم.
4- أن أهل الرأى من المعروفين من أتباع أبى حنيفة وحماد بن سلمة وغيرهم كانوا أصحاب اجتهاد أصابوا فى بعض الأمر وأخطأوا فى بعضها وخطئهم لا يخرجهم من دائرة أهل السنة لأنهم فى عامة أمورهم من أهل السنة،وتصنيفهم أنهم من أهل الرأى المذموم لا يصح لأنهم أئمة معروفين بالفقه فى الدين ،وتصنيفهم أنهم من أهل الرأى المحمود لا يصح أيضا لما فى ذلك من تزكية أقوالهم التى أخطأوا فيها ،ولا يصح تمييزهم عن السلف فى التفسير بالرأى لاشتراكهم فى موارد الاجتهاد ولذلك أصح ما يسمون به أنهم مجتهدين قد يصيبوا وقد يخطئوا
س5: ما هي شروط الاجتهاد المعتبر في التفسير ؟
شروط اجتهاد المفسر المعتبر ثلاثة شروط:
الأول: التأهّل في العلوم التي يُحتاج إليها في الباب الذي يجتهد فيه،
الثاني: أن يعرف موارد الاجتهاد، وما يسوغ أن يجتهد فيه مما لا يسوغ.
الثالث: أن لا يخرج باجتهاده عن ما يخالف أصلاً من الأصول التي تُبنى عليها دلالة الاجتهاد؛ فلا يخالف نصّا ولا إجماعاً، ولا قول السلف، ولا دلالة اللغة. وكلّ اجتهاد خالف واحداً منها فهو اجتهاد مردود.
س6: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة طرق التفسير؟
هناك فوائد عديدة منها:
1- معرفة الأصوال والقواعد التي ينتهجها المفسر وهي نفسها التي مشى عليها الصحابة رضوان الله عليه
2- تصور خريطة كاملة للتفسير
3- معرفة رسوخ المفسرين الكبار وحرصهم على اقتفء السلف والسير على منهجهم
4- عظمة التفسير والمفسر وانه له علم له اصول وقواعد وفروع ولوازم وصفات
5- خطر القول في التفسير وضرورة التأهل العلمي والمعرفي والتطبيقي لهذا العلم قبل التحدث فيه
6- أن السلف عليهم رضوان الله قد كفونا في الأصول والقواعد والمنهج