السؤال الأول: أجب عما يلي:
1: ما معنى الاستفهام في قول الله تعالى: {هل أتاك حديث الغاشية}
هو للتحقق أي قد أتاك حديث الغاشية.
2: ما سبب تسمية العقل حِجراً؟
لأنه يحجر ويمنعه من تعاطي ما لا يليق من الأقوال والأفعال , ومنه حجر البيت؛ لأنه يمنع الطائف من اللّصوق بجداره الشاميّ, وحجر الحاكم على فلانٍ إذا منعه التصرّف.
3: بيّن متعلّق الأفعال في قول الله تعالى: {الذي خلق فسوّى والذي قدر فهدى}
متعلق الفعل خلق: جميع المخلوقات, وذكر الأشقر أن المتعلق هو الانسان على وجه الخصوص.
متعلق الفعل قدّر: جميع المقدرات وأجناس الأشياء وأنواعها وصفاتها وأفعالها وأقوالها ومصالحها وآجالها.
متعلق الفعل هدى : جميع المخلوقات هداها الهداية العامة لمعرفة مصالحها وما ينفعها .
السؤال الثاني: بيّن المراد بما يلي: [ مع ذكر الأقوال والترجيح في مسائل الخلاف]
1: مرجع اسم الإشارة في قول الله تعالى : {إن هذا لفي الصحف الأولى}
هناك قولان :
الأول : كل ما ذكر في السورة
وقد ذكر ابن كثير لهذا القول دليلين, قال الحافظ أبو بكرٍ البزّار: حدّثنا نصر بن عليٍّ، حدّثنا معتمر بن سليمان عن أبيه، عن عطاء بن السائب، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: لمّا نزلت {إنّ هذا لفي الصّحف الأولى صحف إبراهيم وموسى}. قال النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ((كان كلّ هذا - أو: كان هذا - في صحف إبراهيم وموسى)). ثم قال: لا نعلم أسند الثّقات عن عطاء بن السائب، عن عكرمة عن ابن عبّاسٍ غير هذا, وقال النّسائيّ: أخبرنا زكريّا بن يحيى، أخبرنا نصر بن عليٍّ، حدّثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن عطاء بن السّائب، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: لمّا نزلت: {سبّح اسم ربّك الأعلى}. قال: كلّها في صحف إبراهيم وموسى, وقال أبو العالية قصة هذه السورة في الصحف الأولى, وذكره ابن سعدي ولم يذكر القول الآخر.
الثاني: إشارة إلى قوله {قد أفلح من تزكّى وذكر اسم ربّه فصلّى بل تؤثرون الحياة الدّنيا والآخرة خيرٌ وأبقى}, أي مضمون هذا الكلام ,وذكر هذا ابن كثير وأنه اختيار ابن جرير , وقال عنه "وهذا الذي اختاره حسنٌ قويٌّ، وقد روي عن قتادة وابن زيدٍ نحوه", وذكره الأشقر ولم يذكر القول الأول.
2: الشفع والوتر
فيه عدة أقوال:
الأول: الشفع هو يوم النحر والوتر يوم عرفه قاله ابن عباس وعكرمة والضّحّاك.
الثاني: الشّفع يوم عرفة، والوتر ليلة الأضحى, ذكره ابن أبي حاتم عن عطاء.
الثالث: الشفع اليومين الأولين من إيام التشريق ,والوتر هو اليوم الثالث, رواه ابن أبي حاتمٍ وابن جريرٍ من طريق ابن جريجٍ.
الرابع: الخلق كلهم ففيهم شفع ووتر, وأقسم تعالى بخلقه, قاله الحسن البصريّ وزيد بن أسلم, وهو روايةٌ عن مجاهدٍ والمشهور عنه الأول.
الخامس: الله وترٌ واحدٌ وأنتم شفعٌ, قاله العوفيّ عن ابن عبّاسٍ.
السادس: الشّفع: الزّوج، والوتر: الله عزّ وجلّ, ذكره ابن أبي حاتم عن مجاهد, وقال أبو عبد الله عن مجاهدٍ: الله الوتر، وخلقه الشفع؛ الذكر والأنثى, وقال أبي نجيح عن مجاهد "كل شيءٍ خلقه الله شفعٌ، السماء والأرض، والبرّ والبحر، والجنّ والإنس، والشمس والقمر، ونحو هذا.
السابع:: العدد فمنه شفع ووتر قاله قتادة عن الحسن.
الثامن: الصلاة؛ منها شفعٌ كالرّباعيّة والثّنائيّة، ومنها وترٌ كالمغرب؛ فإنها ثلاثٌ، وهي وتر النهار. وكذلك صلاة الوتر في آخر التهجّد من الليل, ذكره أبو العالية و الربيع ابن أنس , وقال عبدالرزاق عن معمر عن عمران ابن حصين الصلاة المكتوبة, ويقال الشفع: صلاة الغداة، والوتر: صلاة المغرب.
قال ابن كثير : ولم يجزم ابن جريرٍ بشيءٍ من هذه الأقوال في الشفع والوتر
3: إرم
فيها أقوال:
1- قوم عاد قال ابن كثير قوله: {بعادٍ إرم ذات العماد} عطف بيانٍ؛ زيادة تعريفٍ بهم, وقال مجاهدٌ: إرم أمّةٌ قديمةٌ. يعني: عاداً الأولى, واختاره الأشقر.
2- إرم بيت مملكة عادٍ, قاله قتادة بن دعامة والسّدّيّ ,قال ابن كثير" وهذا قولٌ حسنٌ جيّدٌ قويٌّ".
3- أنها مدينة ما , إمّا دمشق كما روي عن سعيد بن المسيّب وعكرمة، أو إسكندريّة كما روي عن القرظيّ، أو غيرهما, أو اليمن كما ذكر هذا ابن السعدي,وقد رد هذا القول ابن كثير فقال "ففيه نظرٌ؛ فإنه كيف يلتئم الكلام على هذا: {ألم تر كيف فعل ربّك بعادٍ إرم ذات العماد} إن جعل ذلك بدلاً أو عطف بيانٍ؛ فإنه لا يتّسق الكلام حينئذٍ، ثمّ المراد إنما هو الإخبار عن إهلاك القبيلة المسماة بعادٍ، وما أحلّ الله بهم من بأسه الذي لا يردّ، لا أنّ المراد الإخبار عن مدينةٍ أو إقليمٍ"
4- أنه اسم لجدّ عاد الأول ذكر هذا الأشقر بصيغة التمريض فقال وقيل.
4: التراث
فيه ثلاثة أقوال:
1- الميراث ,قاله ابن كثير رحمه الله.
2- المال المخلف, قاله السعدي رحمه الله, وهو يشمل القول الأول .
3- أموال اليتامى والنساء والضعفاء , قاله الأشقر رحمه الله .
السؤال الثالث: فسّر باختصار الآيات التاليات:
1: قول الله تعالى: {فذكّر إن نفعت الذكري . سيذكر من يخشى . ويتجنبها الأشقى}
ذكر وعظ يا محمد بشرع الله وآياته حيث ينفع هذا التذكير والوعظ, بأن يكون مقبولا ومسموعا ولا يترتب عليه زيادة شرٌّ أو نقص خير(وهذا أدب من آداب الوعظ), فسيتذكر ويتعظ من كان يخشى الله ويخافه وذلك بامتثال أوامره واجتناب نواهيه ,فيسعى في الخيرات والطاعات ويحجم عن الشر والمنكرات, ويبتعد عن هذه الذكرى والموعظة ويتجنبها الأشقى من الكفار, لإصراره على الكفر وانهماكه في المعاصي.
2: قول الله تعالى: {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) }
يخبر الله عن الانسان الجاهل الظالم لنفسه عندما يبتليه ويختبره بإعطائه في الدنيا وتنزل النعم عليه ,يقول إن الله يكرمني ويحبني مغتراً بهذه الدار ,دار الدنيا ومتناسيا أن هناك يوم حساب ودار آخرة, وعندما يبتليه ويختبره ويضيق عليه رزقه وقوته في هذه الدنيا , يعتقد ذلك الانسان أن الله أهانه وأذله , وَهَذِهِ صِفَةُ الْكَافِرِ الَّذِي لا يُؤْمِنُ بِالْبَعْثِ؛ لأَنَّهُ لا كَرَامَةَ عِنْدَهُ إِلاَّ الدُّنْيَا والتَّوَسُّعُ فِي مَتَاعِهَا، وَلا إِهَانَةَ عِنْدَهُ إِلاَّ فَوْتُهَا وَعَدَمُ وُصُولِهِ إِلَى مَا يُرِيدُ منْ زِينَتِهَا، وأَمَّا الْمُؤْمِنُ فالكرامةُ عِنْدَهُ أَنْ يُكْرِمَهُ اللَّهُ بِطَاعَتِهِ، وَيُوَفِّقَهُ لِعَمَلِ الآخِرَةِ، والإهانةُ عِنْدَهُ أَلاَّ يُوَفِّقَهُ اللَّهُ للطَّاعَةِ وَعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَلَيْسَ سَعَةُ الدُّنْيَا كَرَامَةً، وَلَيْسَ ضِيقُهَا إِهَانَةً، وَإِنَّمَا الغِنَى اخْتِبَارٌ للغَنِيِّ هَلْ يَشْكُرُ، وَالفَقْرُ اخْتِبَارٌ لَهُ هَلْ يَصْبِرُ, والله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب , ولا يعطي الدين إلا لمن يحب.
السؤال الرابع: استخرج الفوائد السلوكية من الآيات التاليات:
1: قول الله تعالى: {قد أفلح من تزكى}
من الفوائد السلوكية:
1- أن التخلية تسبق التحلية لذلك ذكر هذه الآية قبل آية الذكر والصلاة.
2- أن الانسان لابد له أن يتكلف ويجتهد على تطهير نفسه من شوائب الشرك والمعاصي لذلك جاءت صيغة الفعل تزكى.
3- تحقق النجاح والفلاح من صفّى نفسه وهذبها وطهرها من المعاصي والمنكرات وزينّها وجملها بفعل الأوامر والطاعات.
2: قول الله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24)}
من الفوائد السلوكية:
1- أن الحياة الحقيقية هي الأخرة , يوم الجزاء والحساب والجنة والنار , وليست هذه الدنيا الفانية.
2- كل ما ستفعله أيها الانسان سوف تذكره وتراه أمامك يوم القيامة , إن خيرا فخير ,وإن شراً فشر, فلا تلؤمن إلا نفسك!!.
3- أن الذكرى تنفع الآن في هذه الحياة الدنيا , ولذلك حلي بالإنسان التذكر والتفكر قبل أن يندم ويتذكر في يوم لا تنفع فيه الذكرى.