سمعت شيخا يقول ما معناه أن الذي يفعل العبادة ليذوق لذتها هذا ليس إخلاصا، كالذي يصلي ليتذوق لذة الصلاة ويرتاح بها ، بينما المخلص الذي يفعل العبادة ابتغاء مرضاة الله، فهل هذا صحيح؟
أليس قد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أرحنا بها يا بلال؟)) أوليست لذة العبادة تُعد من قبيل الأجر العاجل؟ وكذا هي دليل حياة قلبه وقت العمل؟ أم أنها تُعد من قبيل غنيمة الحرب التي لو قاتل المرء من أجلها ابتداء لم يكن لله؟
وإن كان كلامه صحيح فهل الذي يجد قلبه في عبادة دون أخرى فيستزيد منها هل هذا ينافي الإخلاص؟
أظن أن الذي ذكره الشيخ ينطبق على العبادة التي تُفعل من غير وجه أنها عبادة كالذي يبذل ماله لأنه يحب ذلك - حتى وإن كان لا يرجو ثناء الناس عليه - فحبه هنا لبذل المال إن كان مجرد حب وليس لأن الله أمر بذلك لا يُعد إخلاصا، أليس كذلك؟
بينما الذي يفعل عبادة من العبادات التي لو لم يأمر بها الشرع لما فعلها وهو مع ذلك يرجو لذتها، أليس يختلف عن سابقه؟