بسم الله الرحمان الرحيم
بعض الفوائد المستخرجة من قصة لوط
آيات سورة البقرة من الآية 246 إلى الآية 256
-الذي يظهر أن هذه القصة تدور على محاور:
-سبب خذلان الأمم وغلبة العدو وتسلط عليهم
- سبيل الخروج من هذا الخذلان
- السبيل والطريق لاختيار الحاكم
-سنن الله في الحروب ومقومات الانتصار والغلبة
**
الفوائد:
-رحمة الله بعابده إذ يقص عليهم قصص الأمم السابقة للاعتبار و الاتعاظ ؛ ويعرف العبد بحقيقة نفسه فإن الإنسان ابن الإنسان ، فمن يريك صورة للماضي مع العبرة ، فهو يريك نفسك مع العظة ، والماضي دائما نور يضيء للمستقبل ، فهو المصباح الذي يحمله من يبتغي الهداية ويرجوها .
- -الشدة تصهر النفس فتجعلها تتجه نحو المعالي فتطلبها ؛ وهذا من تمام رحمة الله بعباده أن يضطرهم للضيق والشدة .
- الاختبار والبلاء سنة الله في خلقه حتى يميز الخبيث من الطيب ويعلم الصالح والطالح ، ويضع كلا في موضعه الذي يليق به عند الناس وعنده يوم القيامة .
- يحذر العبد أن يخالف قوله فعله.. قال بنو إسرائيل الحق ، وفعلوا الباطل .
-أكبر الشؤم على الأمم المعاصي والآثام ..فبنو إسرائيل لما عصوا و عتوا وكثرت فيهم الآثام وظهرت فيهم الأحداث ؛وخالفوا ملوكهم الأنبياء ، واتبعوا الشهوات أصابهم الذل والغلبة و تسلط الأعداء عليهم فأخذوا منهم التوراة و التابوت ؛ فسبي كثيرا من ذراريهم واخرجوا من ديارهم (وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا)
- وهذا تنبيه لهذا الأمة إذا أرادت العزة والتمكين والظهور على الأمم فلن يكون ذلك إلا بالرجوع إلى الدين والجهاد في سبيل الله ؛ وإقامة الشريعة الربانية و إتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فالدين أساس العزة .. وقد جاء في الحديث : { قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ) . رواه أحمد وأبو داوود
- عصيان الرب سبحانه وتعالى ومخالفة أمره ظلم؛ الآية وسمت تاركي الجهاد من بني إسرائيل ظالمين ؛ ظلموا أنفسهم بالرضى بالذل ؛ وبالمنزل الهون؛ وبأدنى معيشة؛ وظلموا إخوانهم حين خذلوهم ؛ وتركوا معاونتهم في الشدة ؛ وكانوا ظالمين بعصيان أوامر القيادة الحكيمة ، ثم ظالمين أكبر الظلم بعصيان الله رب العالمين .
- ديدن بني إسرائيل الجدال و المرآء و عدم السمع والطاعة إلا بعد أخذ العهود والمواثيق عليهم.
- العزائم تضعف عند الذين ألفوا الدعة والراحة وركنوا إلى الحياة مهما كان وصفها حتى ولو كانت ذليلة...حقيرة ولا تعلوا عزائمهم للشدة العزيزة (فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ )وهذا هو حال بنى إسرائيل كما قال تعالى .( وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ)
- العبد لا يتمنى البلاء و لا يطلبه بل عليه أن يسأل العافية فإنه لا يدري لعل تخونه نفسه فلا يثبت وكذلك الأمم لا تطلب الحرب ابتداء إنما تدافع عن منعها من إقامة دينها..قال صلى الله عليه وسلم : " لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية ، فإذا لقيتموه . فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف " . رواه مسلم
-فضل وجود الأنبياء في الأمة..فهم الصفوة المهداة والسراج المنير الذي يضيء لأمة طريقها ويدلها على ما ينفعها و يحذرها عما يضرها ؛ فنبيهم أخبرهم إشارة أنهم لن يقدروا على الصبر في الجهاد؛ لما علمه من طول خبرته بهم؛ لكنهم هم القوم الأشقياء لم ينتبهوا – و وإن اللبيب بالإشارة يفهم-. وأصروا على طلبهم فلحقهم الذل والخذلان وصار العار وسما لهم.
-حاجة الأمة إلى قيادة رشيدة .يجتمع بها شملها وتنتظم كلمتها و يتحد أمرها ؛ ويقيم أمر دينها ، ويستقيم حالها في جهاد عدوها .... فقد طلبوا ملكا يقودهم في الجهاد..فالأمة بلا قيادة في تشت وضياع وهوان.
-وبهذا يعلم أنه لا سلطان من غير إمرة يعمل تحت سلطانها البر ، ويزجر بها الفاجر؛ وأن الفوضى لا تصلح الناس
- الجهاد و القتال لا يكون إلا تحت إمرة حازمة تسير بهم نحو الهدى والرشد ، .
- يجب أن يكون للأمير من قوة العقل وقوة الجسم وسعة العلم وكمال التجربة ما يقود به الشعب إلى صالح الأمور .
-منطق الولاية بالوراثة غير صحيح ؛ لأن الله بين أن الاعتبار للقدرة والأهلية ؛لا للمال ولا غير ذلك
-وجوب التأهب للقتال والاستعداد النفس والبدني له..( قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا)
- الإخلاص في الجهاد وابتغاء مرضاة الله من أعظم الأسباب الغلبة و النصرة؛، فهؤلاء لم يخلص لحق الله عزمهم { وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا }..فلما لم تكن نياتهم حسنة ولم يقوَ توكلهم على ربهم ؛ فلم يتم مقصودهم وخذلوا { فلما كتب عليهم القتال تولوا }
- من أهم مقومات الانتصار السيطرة على النفس فلا يغلب خصمه من لا يغلب نفسه ، ولا يقمع عدوه من لا يقمع شهوته . ) وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي)
- ومنها الصبر والتوكل على الله عزوجل (وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ). ومنها الدعاء والافتقار والتضرع إلى الله {قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا}
- لا عبرة لكثرة العدد وقوة العدة لغلبة العدو والانتصار عليه بل هو محض فضل من الله (مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ) ؛ (فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ).
- القتال دفاعا عن الحوزة ، واستردادا للحق المسلوب ، والوطن المغضوب ، قتال في سبيل الله
- من طرق وسبل غلبة العدو والانتصار عليه قتل قائد الجيش " { وقتل داوود جالوت)
-فضل الصحبة الطيب المباركة؛ أصحاب اليقين والإيمان الراسخ ؛ فإنهم يثبتون من ضعُف إيمانه وقل صبره وبصيرته.. (قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ)..ويعظم أثرهم وقت الشدة والضيق والبلاء والفتن.
- من المقومات التي ترشح العبد لكونه حاكما على الناس قوة الجسم و العلم والحكمة؛ {وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ } [ و آتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ]
-العبد لا يتكلف ما سكت عنه الشرع ؛وما لم يفرضه عليه؛خشيت أن يفرض عليه فيعجز عن الإتيان به..وقد قال صلى الله عليه وسلم:(إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودًا فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء - رحمةً لكم غير نسيانٍ - فلا تبحثوا عنها)) وقال صلى الله عليه وسلم : ((إن أعظم المسلمين جُرْمًا مَن سأل عن شيءٍ لم يحرم، فحُرِّم لأجل مسألته))
- لا يأمن العبد من نقض عزيمته وفتور همته وتقلب قلبه ؛ وأن يحال بينه وبين ما يشتهي كما قال تعالى:{ وحيل بينهم وبين ما يشتهون؛} فعليه دائما الافتقار إلى الله وسؤال الله الثبات والدعاء والتضرع أن يثبته فسبحان القادر المقتدر على نقض العزائم وتقليب القلوب
-آيات الله ينتفع بها أهل الإيمان فكلما زاد إيمان العبد زاد انتفاعه بالآيات (ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)
- [ سكينة من ربكم ] إشارة إلى أن السكينة والاطمئنان فيض من فيوض الله سبحانه وتعالى يرحم به الناس ، وإن اقترنت تلك السكينة بأسباب فليست تلك الأسباب العادية هي المؤثرة في وجودها ، بل الذي يوجدها هو رب العالمين .
-من أعظم الأمور التي تنال بها معية الله الصبر (وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)
- سنة الله في خلقه أن يدفع الخير والشر ، وأن تكون المدافعة بينهما مستمرة ، حتى لا تفسد الأرض ، فإنه إن غلب الشر كان الخراب والدمار . ..(ولا دفع الله الناس بعضهم ببعض)
-لا يخلى زمان من قائم بحق وداع إلى الله ومقاتل عليه..(ولا دفع الله الناس بعضهم ببعض)
-
- لابد للحق من قوة تدفع الباطل.فكن أعبد الله في صف الحق تُمد بقوة تدافع بها الباطل وتكف عن امتداده كما قال تعالى "{ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِفَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ..}
-فضل الله سبحانه وتعالى الكثير ، ووصفه سبحانه بأنه ذو فضل ، وقد دل على كثرة الفضل التنكير في قوله تعالى : [ ذو فضل ] أي ذو فضل كثير ، لا يدرك الناس قدره ، ولا يعرف كنهه ، ولا يحد بمقدار حتى يعرف ويعين بالتعريف
-دفع الناس بعضهم ببعض نعمة على الكافر والمؤمن لقوله تعالى "{ على العالمين} لأن حلول الفاسد في الأرض يتضرر به الكافر والمؤمن.لا يسلم منه أحد ؛ ودفع ورفعه ينعم به المؤمن والكافر
2: حرّر القول في معنى قوله تعالى: {لا إكراه في الدين}.
{ لا إِكْرَاهَ فِي الدّينِ }. خبر مراد به النهي أي لا تكرهوا أحداً على الدين .
أو مراد به النفي أي لا يدخل أحد دين الإسلام مكرها. .
أو أن الله لم يجعل الإيمان والخضوع والإذعان له قائما على الإكراه بل لابد أن يكون ذلك بإرادة تامة للعبد وباختيار كامل منه
فلا إيمان ولا تدين ، إذ لا إذعان قلبي ، ولا اتجاه حر مختار بالنفس والجوارح إلى الله رب العالمين .
و "ال" في الدين للعهد لكونه معلوم المراد به وهو دين الله الإسلام..المراد به في الآية المعتقد والملة بقرينة قوله : " قد تبين الرشد من الغي " .
وأما الإكراه الذي في الأحكام من الإيمان والبيوع والهبات وغيرها ليس هذا موضعه ، وإنما يجيء في تفسير قوله : " إلا من أكره " .
وقد اختلف أهل التأويل في معنى الآية:
القول الأول:
الآية خاصة في أهل الكتاب؛ والمعنى لا تكرهوا أهل الكتاب على الدخول في الإسلام إذا أعطوا الجزية.عن يد صغرة.وأما أهل الأوثان فلا تؤخذ منهم الجزية ويكرهون على الدين
فمشركو العرب الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم وأن لا يقبل منهم إلاّ الإسلام أو السيف قد كانوا مُكْرَهِين على الدِّين ،
فإن النبي صلى الله عليه وسلم أكره مشركي العرب على الدين وقتالهم على ذلك لا يقبل منهم إلاّ الإسلام أو السيف لأنهم لم يكونوا أهل دين ؛ أما اليهود فلم يكرهم على الدين بل قبل منهم الجزية لأنهم كانوا أهل دين
وهو قول قتادة والضحاك بن مزاحم:
وعلى هذا القول تكون الآية محكمة خاصة .
عن قتادة في قوله تعالى : { لا إكراه في الدين } قال : كانت العرب ليس لها دين ، فأكرهوا على الدين بالسيف ، قال : ولا يكره اليهودي ولا النصراني ولا المجوسي إذا أعطوا الجزية . رواه صنعانى و الطبري وابن أبي حاتم
عن الضحاك في قوله : { لا إكْرَاهَ فِي الدّينِ } قال : أُمِرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقاتل جزيرة العرب من أهل الأوثان ، فلم يقبل منهم إلا «لا إلَه إلاّ الله » ، أو السيف . ثم أُمِرَ فيمن سواهم بأن يقبل منهم الجزية فقال : { لا إكْرَاهَ فِي الدّينِ قَدْ تَبَيّنَ الرّشْدُ مِنَ الغَيّ } . رواه ابن جرير
عن عكرمة في قوله : { لا إكراه في الدين } يقول : لا تكرهوا أحدا على الإسلام ، من شاء اسلم ، ومن شاء أعطى الجزية
ومذهب مالك : أن الجزية تقبل من كل كافر سوى قريش ، فتكون الآية خاصة فيمن أعطى الجزية من الناس كلهم لا يقف ذلك على أهل الكتاب .
القول الثاني:
أن الآية خاصة فيمن ترك دينه ودخل في غيره؛ فلا يكره على الرجوع إلى دين الإسلام وهو قول ابن عباس وسعيد بن جبير. عامر الشعبي ومجاهد،والسدي
عن ابن عباس قال : كانت المرأة تكون مِقْلاتا ، فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوّده فلما أجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار ، فقالوا : لا ندع أبناءنا ! فأنزل الله تعالى ذكره : { لا إكْرَاهَ فِي الدّينِ قَدْ تَبَيّنَ الرّشْدُ مِنَ الغَيّ } .رواه ابن جرير
عن ابن عباس قوله : { لا إكْرَاهَ فِي الدّينِ قَدْ تَبَيّنَ الرّشْدُ مِنَ الغَيّ } قال : نزلت في رجل من الأنصار من بني سالم بن عوف يقال له الحصين كان له ابنان نصرانيان ، وكان هو رجلاً مسلما ، فقال للنبيّ صلى الله عليه وسلم : ألا أستكرههما فإنهما قد أبيا إلا النصرانية ؟ فأنزل الله فيه ذلك . رواه ابن جرير
عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله : { لا إكْرَاهَ فِي الدّينِ } قال : كانت في اليهود يهود أرضعوا رجالاً من الأوس ، فلما أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم بإجلائهم ، قال أبناؤهم من الأوس : لنذهبنّ معهم ، ولنديننّ بدينهم ! فمنعهم أهلوهم ، وأكرهوهم على الإسلام ، ففيهم نزلت هذه الآية رواه ابن جرير
وهذا القول قد يلحق بالأول لأن الذين جاءت الأخبار عنهم في ترك دينهم قد تهودوا ؛ وتلبسوا بالسبب المانع للإكراه وهو كونهم صاروا من أهل الكتاب . ؛ فلا إكراه في حقهم إذا أعطوا الجزية
القول الثالث :
أن الآية منسوخة ؛ نزلت قبل أن يفرض القتال؛ وهي من آيات الموادعة التي نسختها آية السيف.. وهو مذهب زيد ابن أسلم
كان هذا في الابتداء قبل أن يؤمر بالقتال لا يكره النبي صلى الله عليه وسلم أحدا على الدخول في الإسلام ثم صارت منسوخة فأمر بالقتال بقوله تعالى :( يَاأَيُّهَا النَّبِيءُ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ ).....ويلزم على هذا القول أن تكون الآية مكية.
عن زيد بن أسلم عن قول الله تعالى ذكره : { لا إكْرَاهَ فِي الدّينِ } قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين لا يُكره أحدا في الدين ، فأبى المشركون إلا أن يقاتلوهم ، فاستأذن الله في قتالهم ، فأذن له .
فما كان القتال لحمل الناس على الإسلام ، بل كان القتال لدفع الاعتداء أولا ، ولكي يخلو الوجه للدعوة الإسلامية ثانيا ، ولتكون كلمة الحق هي العليا ثالثا ، والناس في كل الأحوال أحرار فيما يعتقدون وما يؤمنون به [ إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء . . . 56 ] ( القصص ) .
والله أعلم