س1: خمس فوائد من الآيات , ووجه الدلالة عليها :
يأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم ......" يعلمون ما تفعلون "12.
1- الآية: يأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم ......".
الفائدة : أن يحذر الإنسان من الإغترار بأي حق من حقوق الله سبحانه أو التفريط فيها , وأن يقابل نعم الله سبحانه بالشكر والعمل الصالح .
وجه الدلالة : نداء الله سبحانه للإنسان من أن ينخدع بجهله أو بوسوسة الشيطان له , فيقابل الإحسان بالإساءة , والرب كريم منعم متفضل .
2- الآية " الذي خلقك فسواك فعدلك "
الفائدة : عظيم امتنان الله سبحانه على خلقه , بأن جعلهم على أحسن حال , وأعدله .
فكان حري بالإنسان أن يستعملها في طاعة الله , ويشكره على إحسانه وإنعامه .
وجه الدلالة :
طالما أن الله سبحانه جعلك يا ابن أدم في أحسن صورة , ولم يجعل صورتك بشعة , فكيف تقابل الإحسان بالإساءة , والنعيم بالكفران .
3- الآية "كلا بل تكذبون بالدين ".
الفائدة : أن يوقن المسلم بالبعث والمعاد والحساب , ويستعد له , وذلك من خلال طاعة الله سبحانه والعمل بشرعه , ومقابله إحسانه بالإحسان إليه .
وجه الدلالة : أن الله سبحانه جعل مقابله إحسانه بالإساءة تكذيب بالبعث والجزاء والمعاد .
4- الآية " وإن عليكم لحافظين ".
الفائدة أن يؤمن الانسان بالملائكة ويعرف أعمالهم , ويكرمهم ويجلهم ويحترمهم .
وجه الدلالة : أن الله سبحانه أثنى على الملائكة وذكر أدوارهم بالحفظ للمؤمنين والكلاءة لهم .
5- الآية " كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون ".
الفائدة : أن يحرص المسلم على ملء صحيفة أعماله بالحسنات : قولا وفعلا واعتقادا , ويستغل أوقاته في ذلك , والفرص التي وهبه الله له .
وجه الدلالة : أن الله سبحانه ذكر أن من مهام الملائكة كتابة الأعمال وتسجيلها في صحائف الأعمال , اما خيراً أو شراً .
تحريرالقول في المراد ب: العشار وتعطيلها
ورد في المراد بالعشار عدة أقوال هي :
1- القول الأول : عشار الإبل , قال عكرمة ومجاهد .
وبه قال ابن كثير , وزاد : وهي خيارها : والحوامل منها التي وصلت للشهر العاشر , وقال به : السعدي والأشقر وهو الراجح , ورجحه القرطبي في التذكرة , ومعنى تعطيلها على هذا القول من عدة أقوال كذلك :
1- القول الأول : تركت وسيبت , قاله مجاهد .
2- القول الثاني : أهملها أهلها , قاله أبي بن كعب والضحاك ,
3- القول الثالث : لم تحلب ولم تصر : قاله: الربيع بن خثيم, تخلى منها أربابها .
4- القول الرابع : تركت لا راعي لها , قاله الضحاك والأشقر .
قال ابن كثير : والمعنى في هذا كله متقارب أي : أن الناس في ذلك الموقف قد اشتغلوا عنها , وعن كفالتها والانتفاع بها , بعدما كانوا أرغب شيء فيها , بما دهمهم من الأمر العظيم المفزع يوم القيامة .
وانعقاد أسبابه ووقوع مقدماته.
5- القول الخامس : أن يراها أصحابها يوم القيامة ولا سبيل لهم إليها .
القول الثاني من المراد بالعشار : أنها السحاب وتعطل عن المسير بين السماء والأرض لخراب الدنيا قاله القرطبي في التذكرة .
القول الثالث : أنها الأرض التي تعشر , قاله القرطبي في التذكرة .
القول الرابع : انها الديار التي كانت تسكن , تعطلت لذهاب أهلها , ذكره القرطبي في التذكرة .
ب : المراد بتكوير الشمس :.
ورد في ذلك عدة أقوال :
1- القول الأول : أظلمت , قاله ابن عباس .
2- القول الثاني : ذهبت , العوفي .
3- القول الثالث : اضمحلت وذهبت , قاله : مجاهد والضحاك .
4- القول الرابع : ذهب ضوؤها , قاله : قتادة .
5- القول الخامس : غورت :قاله سعيد بن جبير .
6- القول السادس : رمي بها ,قاله الربيع بن خثيم .
7- اقول السابع : ألقيت , ونكست , قاله أبو صالح .
8- القول الثامن : تقع على الأرض قاله زيد بن أسلم .
9- القول التاسع : ورجحه ابن جرير : أن التكوير : جمع الشيء بعضه على بعض , ومنه تكوير العمامة وهو لفها على الرأس , وكتكوير الكاره وهي جمع الثياب بعضها إلى بعض .
والمعنى : جمع الشمس بعضها الى بعض ثم لفت فرمي بها , وإذا فعل بها ذلك ذهب ضوؤها .
10- القول العاشر : ما ورد في الأثر عن ابن عباس أن الله سبحانه يكور الشمس والقمر والنجوم يوم القيامة في البحر وبه قال عامر الشعبي .
11- القول الحادي عشر : ما ورد في الحديث عن ابي زيد عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال كورت في جهنم .
ومن الأدلة على تكوير الشمس : ما رواه ابو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " الشمس والقمر يكوران يوم القيامة "
ج3 : أ- ما أعده الله من النعيم للمؤمنين :
1- تقريب الجنة يوم القيامة للمؤمنين ودنوها منهم كرامة لهم وتبجيلا , قال تعالى " وإذا الجنة أزلفت "
2- رؤية الله سبحانه وهو أعظم نعيم أهل الجنة ودليله مفهوم لمخالفه من قوله " كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ".
3- دخول الجنة والتنعم بها ويؤخذ من مفهوم المخالفة في قوله " ثم انهم لصالوا الجحيم " , وقوله " إن الابرار لفي نعيم "
4- أن صحائف أعمال المؤمنين في علو وارتفاع , يحضره الملائكة ويرونه .
ب ما يفيدة قوله تعالى " وما أرسلوا عليهم حافظين "
1- تبكيث الله سبحانه وتعالى للمجرمين الذين سخروا من المؤمنين في الدنيا , وجعلوا من أنفسهم رقباء على المومنين .
2- أن الله سبحانه لم يعينهم لرصد ما يصدر من المؤمنين من أقوال و أعمال أو وكلاء عليهم .
3- ان شدة تعنت الكافرين وعنادهم واتهامهم المؤمنين الضلال وانشغالهم بهم ليس له مستند ولا دليل .
4- الجزاء للكافرين يوم القيامة من جنس أعمالهم ضد المؤمنين في الدنيا .
5- أن الملائكة هم من يحفظ المؤمنين , ويرصد أعملهم في الصحائف .
6- ينعم اهل الجنة بالسرر ينظرون إلى ربهم "على الأرائك ينظرون ".
7- ظهور صفة السرور والحبور والنعمة والجمال على وجوه المؤمنين في الجنة ," تعرف في وجوههم نظرة النعيم ".
8- الشرب من خمر الجنة الذي لم تمسه الأيدي , قوله " يسقون من رحيق مختوم "
9- اختصاص أهل الجنة بالشرب من " تسنيم " وهو شراب ينصب من علو , ويعد أشرف شراب الجنة , " ومزاجه من تسنيم "
10- تنعم المؤمنين على السرر ونظرهم إلى الكفار وهم يعذبون ويقاسون فيح جهنم ," فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون ".