مقاصد مقّدمة تفسير ابن كثير
بيان جملة من المسائل المهمة في أصول التفسير وعلوم القرآن لتكون مقدّمة ينتفع بها من يقرأ التفسير.
أ: بيان بعض الفوائد والقواعد في أصول التفسير:
المقدمة :
1- الحث علي تدبر القرآن
وسناده ما ذكر من الآيات : قال تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} [ النساء: 82]، وقال تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب} [ص: 29]، وقال تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} [محمد: 24].
2- حث العلماء علي الكشف عن معاني كلام الله للناس.
وسناده ما ذكر من الآيات : قال تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون} [آل عمران: 187]، وقال تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم} [آل عمران: 77].
3- دعوة المسلمين إلي فهم كتاب الله والعمل به وبيان نتيجة ذلك وهي الخشية وخشوع القلب ولينه والإقلاع عن خصال أهل الكتاب التي ذمهم الله بسببها.
وسناده ما ذكر من الأدلة ومنها :، قال الله تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون * اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون} [الحديد: 16، 17].
2-أحسن طرق التفسير
المقاصد:
1- بيان أحسن طرق التفسير
وسناده ما ذكر من الآيات والاحاديث ومنها : قال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزلإليهم ولعلهم يتفكرون} [ النحل: 44]، وقال تعالى: {وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون} [النحل: 64].
ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه)) يعني: السنة. والسنة أيضا تنزل عليه بالوحي، كما ينزل القرآن؛ إلا أنها لا تتلى كما يتلى القرآن، وقد استدل الإمام الشافعي، رحمه الله تعالى وغيره من الأئمة على ذلك بأدلة كثيرة ليس هذا موضع ذلك.
2- مكانة الصحابيين عبدالله بن مسعود وعبدالله بن عباس في التفسير.
وسناده بعض ما ذكر من أقول الصحابة والتابعين ومنها : قال الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري حدثنا أبو كريب، حدثنا جابر بن نوح، حدثنا الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: قال عبد الله -يعني ابن مسعود- : والذي لا إله غيره، ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت وأين نزلت ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته. وقال الأعمش أيضا، عن أبي وائل، عن ابن مسعود قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن ، ومنهم الحبر البحر عبد الله بن عباس، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترجمان القرآن ببركة دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم له حيث قال: ((اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل)).
3- الموقف من الإسرائيليات وحكم نقلها .
وسناده ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: ((بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)) رواه البخاري عن عبد الله بن عمرو؛ ولهذا كان عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قد أصاب يوم اليرموك زاملتين من كتب أهل الكتاب، فكان يحدث منهما بما فهمه من هذا الحديث من الإذن في ذلك.
- كيف نفسر ما لا نجد تفسيره في الوحيين ولا في أقوال الصحابة وفي التحذير من التفسير بالرأي
المقاصد:
1- بيان مكانة بعض التابعين في التفسير كمجاهد وسعيد بن جبير وعطاء وعكرمة وغيرهم.
ومن سناده ما رواه عن ابن جرير: حدثنا أبو كريب، حدثنا طلق بن غنام، عن عثمان المكي، عن ابن أبي مليكة قال: رأيت مجاهدا سأل ابن عباس عن تفسير القرآن، ومعه ألواحه، قال: فيقول له ابن عباس: اكتب، حتى سأله عن التفسير كله. ولهذا كان سفيان الثوري يقول: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به.
2- أن قول التابعين ليس حجة علي بعضهم ولا علي من تبعهم.
ومن سناده ما رواه عن شعبة بن الحجاج وغيره: أقوال التابعين في الفروع ليست حجة؟ فكيف تكون حجة في التفسير؟ يعني: أنها لا تكون حجة على غيرهم ممن خالفهم.
3- حكم التفسير بمجرد الرأي وأنه حرام.
ومن سناده ما رواه ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال في القرآن برأيه، -أو بما لا يعلم-، فليتبوأ مقعده من النار)).
4- تحرج أئمة السلف من الصحابة والتابعين عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به.
وسناده : ما روى من الآثار.
5- بيان أوجه التفسير.
وسناده : قال ابن جرير: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا مؤمل، حدثنا سفيان، عن أبي الزناد قال: قال ابن عباس: التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله.
ب: بيان فضل القرآن:
- كتاب فضائل القرآن
المقاصد:
1- بيان شرف زمان ومكان نزول القرآن.
وسناده : حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن يحيى عن أبي سلمة قال: أخبرتني عائشة وابن عباس قالا: لبث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن، وبالمدينة عشرا.
2- بيان أن القرآن منه مكي ومنه مدني ، وأن المني ما نزل بعد الهجرة سواء بمكة أوغيرها.
وسناده : قال قال أبو عبيد: حدثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة، قال: نزلت بالمدينة سورة البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، والحج، والنور، والأحزاب، والذين كفروا، والفتح، والحديد، والمجادلة، والحشر، والممتحنة، والحواريون، والتغابن، و{يا أيها النبي إذا طلقتم النساء} و{يا أيها النبي لم تحرم} والفجر، {والليل إذا يغشى} و {إنا أنزلناه في ليلة القدر} و {لم يكن الذين كفروا} و {إذا زلزلت} و {إذا جاء نصر الله} وسائر ذلك بمكة.
وهذا إسناد صحيح عن ابن أبي طلحة مشهور، وهو أحد أصحاب ابن عباس الذين رووا عنه التفسير، وقد ذكر في المدني سورا في كونها مدنية نظر، وفاته الحجرات والمعوذات.
3- أن السفير بين الله وبين محمد صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام.
وسناده: قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا معتمر قال: سمعت أبي عن أبي عثمان قال: أنبئت أن جبريل، عليه السلام، أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أم سلمة، فجعل يتحدث، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من هذا؟)) أو كما قال، قالت: هذا دحية الكلبي، فلما قام قالت: والله ما حسبته إلا إياه، حتى سمعت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يخبر خبر جبريل. أو كما قال، قال أبي: فقلت لأبي عثمان: ممن سمعت هذا؟ فقال: من أسامة بن زيد. وهكذا رواه أيضا في علامات النبوة عن عباس بن الوليد النرسي، ومسلم في فضائل أم سلمة عن عبد الأعلى بن حماد ومحمد بن عبد الأعلى كلهم عن معتمر بن سليمان به.
4- بيان أن القرآن أفضل معجزة اعطيها نبي .
وسناده: حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا الليث حدثنا سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة)).
5- أن الله تعالى له برسوله عناية عظيمة ومحبة شديدة، حيث جعل الوحي متتابعا عليه ولم يقطعه عنه.
وسناده: قال البخاري: حدثنا عمرو بن محمد، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أنس بن مالك أن الله تابع الوحي على رسوله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي، ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد. وهكذا رواه مسلم عن عمرو بن محمد ، حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان عن الأسود بن قيس قال: سمعت جندبا يقول: اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلة أو ليلتين، فأتته امرأة فقالت: يا محمد، ما أرى شيطانك إلا تركك، فأنزل الله تعالى: {والضحى * والليل إذا سجى * ما ودعك ربك وما قلى} [ الضحى: 1- 3].
ج: جمع القرآن وكتابة المصاحف:
- جمع القرآن قبل خلافة عثمان رضي الله عنه.
1- معرفة الصحابة الذين قاموا بجمع القرآن.
2- بيان فضيلة أبو بكر ودورعمر رضي الله عنهما في الجمع.
3- بيان مسؤلية جمع القرآن وبيان أمانة الصحابة.
السناد في ذلك كله ماروي من آثار.
جمع عثمان رضي الله عنه للقرآن
1-بيان فضيلة عثمان رضي الله عنه.
2- بيان أن دور ابو بكر وعمر كان الحفظ وأن دور عثمان كان جمع الناس علي قراءة واحدة.
3- بيان اختلاف أهل الكتاب في التوراة .
4- أن ترتيب الآيات في السور أمر توقيفي متلقى عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأما ترتيب السور فمن أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه.
· أن القرآن نزل علي سبعة أحرف كلها شافية كافية.
· أن نزول القرآن علي سبعة أحرف فيه تخفيف علي الأمه.
· معني سبعة أحرف أي سبع لغات من لغات العرب كل حرف بلغة قبيلة.
· أن الشارع رخص قراءة القرآن علي سبعة أحرف، ثم لما رأى عثمان اختلافهم أراد جمعهم على حرف واحد.
· معنى الأحرف السبعة
· أن العلماء اختلفوا في معني السبعة أحرف علي خمسة وثلاثين قولا.
· أن القرآت السبعة ليست هي الأحرف السبعة بل ترجع إلي حرف واحد منها وهو ماجمع عليه عثمان المصحف.