|
#1
|
|||
|
|||
![]() بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله |
#2
|
||||
|
||||
![]() السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته |
#3
|
|||
|
|||
![]() المسائل المستخلصة
تحرير المسائل المستخلصة تفسير قوله تعالى: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) (6)
(٢) قد يتقدمه مع ذلك وصف المسؤول، كقول ذي النّون: {لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين}[الأنبياء: 87] (٣) وقد يكون بمجرد الثناء على المسؤول، كقول الشّاعر: أأذكر حاجتي أم قد كفاني ...... حياؤك إنّ شيمتك الحياء إذا أثنى عليك المرء يومًا ...... كفاه من تعرّضه الثّناء ذكر هذه الأحوال ابن كثير.
الهداية هي الإرشاد، أو التوفيق، أو الدلالة ، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر وزاد على هذا ابن كثير الإلهام والرزق والإعطاء .
هي نوعي الهداية الإرشاد والتّوفيق، ذكره ابن كثير وأشار إلأيه السعدي لما قال" اهدِنَا إلى الصراطِ واهدِنَا في الصراطِ، فالهدايةُ إلى الصراطِ: لزومُ دينِ الإسلامِ، وتركُ ما سواهُ منَ الأديانِ، والهدايةُ في الصراطِ تشملُ الهدايةَ لجميعِ التفاصيلِ الدينيّةِ علماً وعملاً" فتبين من كلامه أن الهداية إلى الصراط هي هداية الإرشاد والهداية في الصراط هي هداية التوفيق.
* قد تعدّى الهداية بنفسها مثال: {اهدنا الصّراط المستقيم} فتضمّن معنى ألهمنا، أو وفّقنا، أو ارزقنا، أو اعطنا {وهديناه النّجدين}[البلد: 10] أي: بيّنّا له الخير والشّرّ * قد تعدّى بإلى مثال: قوله تعالى: {اجتباه وهداه إلى صراطٍ مستقيمٍ}[النّحل: 121] {فاهدوهم إلى صراط الجحيم}[الصّافّات: 23] {وإنّك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ}[الشّورى: 52] وذلك بمعنى الإرشاد والدّلالة * قد تعدّى باللّام مثال: كقول أهل الجنّة: {الحمد للّه الّذي هدانا لهذا} [الأعراف: 43] أي: وفّقنا لهذا وجعلنا له أهلًا ذكرها ابن كثير.
المراد افتقار العبد في كلّ ساعةٍ وحالةٍ إلى اللّه تعالى في تثبيته على الهداية، ورسوخه فيها، وتبصّره، وازدياده منها، واستمراره عليها ، ذكره ابن كثير والأشقر واستدل ابن كثير بقوله تعالى: {يا أيّها الّذين آمَنوا آمِنوا باللّه ورسوله والكتاب الّذي نزل على رسوله والكتاب الّذي أنزل من قبل} الآية [النّساء: 136] حيث أمر الّذين آمنوا بالإيمان و المراد الثّبات والاستمرار والمداومة على الأعمال المعينة على الإيمان ، وبقوله تعالى آمرًا لعباده المؤمنين أن يقولوا: {ربّنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمةً إنّك أنت الوهّاب} وتكرار الصدّيق رضي اللّه عنه لهذه الآية في الرّكعة الثّالثة من صلاة المغرب بعد الفاتحة سرًّا، وأما الأشقر فاستدل بقوله {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى }
ذكر ابن كثير نقلا عن الإمام ابن جرير الطبري رحمهما الله إجماع الأمّة من أهل التّأويل جميعًا على أنّ "الصّراط المستقيم" هو الطّريق الواضح الّذي لا اعوجاج فيه.وذلك في لغة جميع العرب، ثمّ تستعير العرب الصّراط فتستعمله في كلّ قولٍ وعملٍ، وصف باستقامةٍ أو اعوجاجٍ، فتصف المستقيم باستقامته، والمعوجّ باعوجاجه ،ومثله قال الأشقر مختصرًا.
هو الطريقُ الواضحُ الموصلُ إلى اللهِ وإلى جنتِهِ، وهو معرفةُ الحقِّ والعملُ بهِ ، ذكره السعدي
(١)روي أنّه كتاب اللّه، عن عليّ بن أبي طالبٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «الصّراط المستقيم كتاب اللّه». رواه ابن جرير وابن أبي حاتم ، وعن عليٍّ مرفوعًا: «وهو حبل اللّه المتين، وهو الذّكر الحكيم، وهو الصّراط المستقيم».رواه أحمد والترمذي، وبمثله قال ابن مسعود. (٢) وقيل: هو الإسلام. عن ابن عبّاسٍ، قال: «قال جبريل لمحمّدٍ، عليهما السّلام: قل: يا محمّد،{اهدنا الصّراط المستقيم}. يقول: اهدنا الطّريق الهادي، وهو دين اللّه الّذي لا عوج فيه». وبذلك قال ابن مسعود وجابر وبهذا المعنى حديث النّوّاس بن سمعان، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «ضرب اللّه مثلًا صراطًا مستقيمًا، وعلى جنبتي الصّراط سوران فيهما أبوابٌ مفتّحةٌ، وعلى الأبواب ستورٌ مرخاةٌ، وعلى باب الصّراط داعٍ يقول: يا أيّها النّاس، ادخلوا الصّراط جميعًا ولا تعوّجوا، وداعٍ يدعو من فوق الصّراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئًا من تلك الأبواب، قال: ويحك، لا تفتحه؛ فإنّك إن تفتحه تلجه. فالصّراط الإسلام، والسّوران حدود اللّه، والأبواب المفتّحة محارم اللّه، وذلك الدّاعي على رأس الصّراط كتاب اللّه، والدّاعي من فوق الصّراط واعظ اللّه في قلب كلّ مسلمٍ». رواه أحمد وغيره. (٣) وقيل هو الحق، وهذا أشمل، ولا منافاة بينه وبين ما تقدّم. قال مجاهدٌ: {اهدنا الصّراط المستقيم}، قال: «الحقّ». (٤) وقيل هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه عن أبي العالية: {اهدنا الصّراط المستقيم} قال: «هو النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وصاحباه من بعده»، قال عاصمٌ: فذكرنا ذلك للحسن، فقال: «صدق أبو العالية ونصح>> رواه ابن أبي حاتم ذكر هذه الأقوال ابن كثير وذكر الأشقر القول الثاني منهما واستدل بحديث النواس بن سمعان.
وقال في ترجيحه بينها : " يرجع حاصلها إلى شيءٍ واحدٍ، وهو المتابعة للّه وللرّسول" وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم. ثم ذكر ابن كثير ترجيح ابن جرير رحمهما الله وهو بمعنى كلام ابن كثير .
فهذا الدعاءُ منْ أجمعِ الأدعيةِ وأنفعِها للعبدِ لضرورتِهِ إلى ذلكَ، ذكره السعدي. تفسير قوله تعالى: (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ( 7))
هو تفسير للصّراط المستقيم، بنحوه قال ابن كثير والسعدي رحمهما الله.
القول الأول: النبيون والصديقون والشهداء والصالحون قال تعالى {ومن يطع اللّه والرّسول فأولئك مع الّذين أنعم اللّه عليهم من النّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين وحسن أولئك رفيقًا } (النساء) عن ابن عبّاسٍ: «صراط الّذين أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك، من ملائكتك، وأنبيائك، والصّدّيقين، والشّهداء، والصّالحين؛ وذلك نظير ما قال ربّنا تعالى:{ومن يطع اللّه والرّسول فأولئك مع الّذين أنعم اللّه عليهم}الآية [النّساء: 69]». ذكره ابن كثير ورجحه لأنه أعم ،وذكره السعدي والأشقر. القول الثاني: النبيون، قاله أنس بن الربيع ، وذكره ابن كثير. القول الثالث: المؤمنون، قاله ابن عباس ومجاهد، وذكره ابن كثير. القول الرابع: المسلمون، قاله وكيع وذكره ابن كثير. القول الخامس: النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه، قاله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وذكره ابن كثير.
بدلٌ منه ويجوز أن يكون عطف بيانٍ، ذكره ابن كثير. تفسير قوله تعالى: (غير المغضوب عَلَيْهِمْ ولا الضالين )
اليهود،قاله عدي بن حاتم وأبو ذر وابن مسعود وابن عباس، ذكره ابن كثير وقال: "ولا أعلم بين المفسّرين في هذا اختلافًا". واستدل على هذا بقوله تعالى في خطابه مع بني إسرائيل في سورة البقرة: {بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل اللّه بغيًا أن ينزل اللّه من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضبٍ على غضبٍ وللكافرين عذابٌ مهينٌ}[البقرة: 90]، و في المائدة: {قل هل أنبّئكم بشرٍّ من ذلك مثوبةً عند اللّه من لعنه اللّه وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطّاغوت أولئك شرٌّ مكانًا وأضلّ عن سواء السّبيل}[المائدة: 60]، وقال تعالى: {لعن الّذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكرٍ فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون} [المائدة: 78، 79]. واستأنس بقصة رويت عن زيد بن عمرو بن نفيل في كتب السيرة.
لأنهم علموا الحق فتركوه وحادوا عنه عن علم، ذكره الأشقر وبنحوه قال ابن كثير والسعدي.
النصارى، قاله عدي بن حاتم وأبو ذر وابن مسعود وابن عباس، ذكره ابن كثير وقال: "ولا أعلم بين المفسّرين في هذا اختلافًا". واستدل بقوله تعالى : {قد ضلّوا من قبل وأضلّوا كثيرًا وضلّوا عن سواء السّبيل} [المائدة: 77 ) واستأنس بقصة رويت عن زيد بن عمرو بن نفيل في كتب السيرة.
لأنهم حادوا عن الحقِّ جهلاً فكانوا على ضلال مبين في شأن عيسى عليه السلام، وكانوا قاصدين شيئًا لكنّهم لا يهتدون إلى طريقه، لأنّهم لم يأتوا الأمر من بابه، وهو اتّباع الرّسول الحقّ ، هذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
طريقة أهل الإيمان ، مشتملةٌ على العلم بالحقّ والعمل به، اليهود فقدوا العمل النّصارى فقدوا العلم، ذكره ابن كثير.
إسناد الفعل إليه في الإنعام ، وحذف الفاعل في الغضب وإسنادالفعل إلى من قام به في الضلال ، وإن كان هو سبحانه الذي فعلهما كما دلت الآيات، ذكره ابن كثير
شبهتهم: من أنّ العباد هم الّذين يختارون ذلك ويفعلونه حيث حذف الفاعل في الغضب وإسناد الفاعل إلى من قام به في الضلال. الرد: أولا : رد عام : فليس لمبتدعٍ في القرآن حجّةٌ صحيحةٌ؛ لأنّ القرآن جاء ليفصل الحقّ من الباطل مفرّقًا بين الهدى والضّلال، وليس فيه تناقضٌ ولا اختلافٌ؛ لأنّه من عند اللّه، تنزيلٌ من حكيمٍ حميدٍ. ثانيا : رد خاص: أن الله هو الفاعل لهذين الفعلين على الحقيقة كما دلت على هذا آيات أخر، كقوله تعالى: {ألم تر إلى الّذين تولّوا قومًا غضب اللّه عليهم} [المجادلة: 14]، وكذلك إسناد الضّلال إلى من قام به، وإن كان هو الّذي أضلّهم بقدره، كما قال تعالى: {من يهد اللّه فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا}[الكهف: 17]. وقال: {من يضلل اللّه فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون} [الأعراف: 186]، هذا خلاصة ما ذكرة ابن كثير.
ذكر السعدي أنها تضمنت ** أنواعَ التوحيدِ الثلاثةَ: - توحيدُ الربوبيةِ،يؤخذُ مِنْ قولِهِ: {رَبِّ الْعَالَمِينَ}. - وتوحيدُ الإلهيةِ،وهوَ إفرادُ اللهِ بالعبادةِ، يُؤخذُ مِنْ لفظِ: (الله) ومِنْ قولِهِ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}. - وتوحيدُ الأسماءِ والصفاتِ،وهو إثباتُ صفاتِ الكمالِ للهِ تعالى، التي أثبتَها لنفسِهِ، وأثبتَها لهُ رسولُهُ منْ غيرِ تعطيلٍ ولا تمثيلٍ ولا تشبيهٍ، وقدْ دلَّ على ذلكَ لفظُ {الْحَمْدُ} كما تقدمَ. ** إثباتَ النبوَّةِ في قولِهِ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} لأنَّ ذلكَ ممتنعٌ بدونِ الرسالةِ. -** إثباتَ الجزاءِ على الأعمالِ في قولِهِ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، وأنَّ الجزاءَ يكونُ بالعدلِ؛ لأنَّ الدينَ معناهُ الجزاءُ بالعدلِ. ** إثباتَ القدرِ، وأنَّ العبدَ فاعلٌ حقيقةً، خلافاً للقدريةِ والجبريةِ. ** الردَّ على جميعِ أهلِ البِدعِ [والضلالِ] في قولِهِ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} لأنَّهُ معرفةُ الحقِّ والعملُ بهِ، وكلُّ مبتدعٍ وضالٍّ هوَ مخالفٌ لذلِكَ. ** إخلاصَ الدينِ للهِ تعالى عبادةً واستعانةً في قولِهِ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
القول الأول: بالجرّ على النّعت،وهي قراءة الجمهور القول الثاني : قرئ بالنّصب على الحال، وهي قراءة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وعمر بن الخطّاب، ورويت عن ابن كثيرٍ، وذو الحال الضّمير في {عليهم} والعامل: {أنعمت}، نقله الزمخشري. القول الثالث: قيل أن {غير} هاهنا استثنائيّةٌ، فيكون على هذا منقطعًا لاستثنائهم من المنعم عليهم وليسوا منهم،زعم هذا بعض النحاة. هذا ما ذكره ابن كثير ورجح القول الأول، حيث اكتفى بالمضاف إليه عن ذكر المضاف، وقد دلّ عليه سياق الكلام، وهو قوله تعالى: {اهدنا الصّراط المستقيم * صراط الّذين أنعمت عليهم} ثمّ قال تعالى: {غير المغضوب عليهم}، هذا ما قاله.
القول الأول: التوكيد، ليدلّ على أنّ هناك مسلكين فاسدين، وهما طريقتا اليهود والنّصارى،ولئلّا يتوهّم أنّه معطوفٌ على {الّذين أنعمت عليهم} القول الثاني: أنها زائدةٌ، وأن تقدير الكلام عنده: غير المغضوب عليهم والضّالّين، ذكر القولين ابن كثير. ورجح القول الأول واستدل عليه بقراءة عمر بن الخطّاب وأبي بن كعب، رضي اللّه عنهم "غير المغضوب عليهم وغير الضّالّين". وإن كان محمولٌ على أنّه صدر منهما على وجه التّفسير.
اهدنا الصّراط المستقيم، صراط الّذين أنعمت عليهم ممّن تقدّم وصفهم ونعتهم، وهم أهل الهداية والاستقامة والطّاعة للّه ورسله، وامتثال أوامره وترك نواهيه وزواجره، غير صراط المغضوب عليهم، [وهم] الّذين فسدت إرادتهم، فعلموا الحقّ وعدلوا عنه، ولا صراط الضّالّين وهم الّذين فقدوا العلم فهم هائمون في الضّلالة لا يهتدون إلى الحقّ،هكذا ذكره ابن كثير.
يغتفر الإخلال بتحرير ما بين الضّاد والظّاء لقرب مخرجيهما، ولأنّ كلًّا من الحرفين من الحروف المجهورة ومن الحروف الرّخوة ومن الحروف المطبقة، هذا ما ذكره ابن كثير على الصحيح من أهل العلم. ثم بين أن حديث: «أنا أفصح من نطق بالضّاد» لا أصل له .
ذكر ابن كثير أن السورة اشتملت على: حمد اللّه وتمجيده والثناء عليه،في قوله : {الحمد لله رب العالمين}. بذكر أسمائه الحسنى المستلزمة لصفاته العليا، في قوله : {الرحمن الرحيم}. وعلى ذكر المعاد وهو يوم الدّين، في قوله : {مالك يوم الدين}. وعلى إرشاده عبيده إلى سؤاله والتّضرّع إليه، والتّبرّؤ من حولهم وقوّتهم، في قوله : {إياك نستعين}. وإلى إخلاص العبادة له وتوحيده بالألوهيّة تبارك وتعالى، وتنزيهه أن يكون له شريكٌ أو نظيرٌ أو مماثلٌ، في قوله : {إياك نعبد}. وإلى سؤالهم إيّاه الهداية إلى الصّراط المستقيم، وهو الدّين القويم، وتثبيتهم عليه حتّى يفضي بهم ذلك إلى جواز الصّراط الحسّيّ يوم القيامة، في قوله : {اهدنا الصراط المستقيم}. المفضي بهم إلى جنّات النّعيم في جوار النّبيّين، والصّدّيقين، والشّهداء، والصّالحين. في قوله : {صراط الذين أنعمت عليهم}. واشتملت على التّرغيب في الأعمال الصّالحة، ليكونوا مع أهلها يوم القيامة، والتّحذير من مسالك الباطل؛ لئلّا يحشروا مع سالكيها يوم القيامة، وهم المغضوب عليهم والضّالّون ، في قوله : {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}. تنبيه: لم يذكر ابن كثير الآيات ولكنه ذكر الكلام فقط وإضافة الآيات مني لاستكمال الفائدة. قول آمين
[مثل: يس]، ويقال: أمين. بالقصر أيضًا [مثل: يمينٍ]، ذكره ابن كثير واستدل عليه بحديث وائل بن حجرٍ، قال: سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ: {غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين} فقال: «آمين»، مدّ بها صوته،رواه أحمد وأبو داوود والترمذي. ولأبي داود: رفع بها صوته، ذكر ذلك ابن كثير. ونقل أبو نصرٍ القشيريّ عن الحسن وجعفرٍ الصّادق أنّهما شدّدا الميم من آمين مثل: {آمّين البيت الحرام}[المائدة: 2] ، ذكره ابن كثير.
(١)تحسدنا عليها اليهود الدليل عن عائشة، رضي اللّه عنها، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ذكرت عنده اليهود، فقال: «إنّهم لن يحسدونا على شيءٍ كما يحسدونا على الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين»، رواه أحمد ورواه ابن ماجه، ولفظه: «ما حسدتكم اليهود على شيءٍ ما حسدتكم على السّلام والتّأمين، وقاله أيضًا ابن عباس . (٢) ختم الدعاء بها يجعله أرجى في الإجابة والدليل عن أنسٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أعطيت آمين في الصّلاة وعند الدّعاء، لم يعط أحدٌ قبلي إلّا أن يكون موسى، كان موسى يدعو، وهارون يؤمّن، فاختموا الدّعاء بآمين، فإنّ اللّه يستجيبه لكم ». وأيضًا استنبط ذلك العلماء من قوله تعالى: {وقال موسى ربّنا إنّك آتيت فرعون وملأه زينةً وأموالا في الحياة الدّنيا ربّنا ليضلّوا عن سبيلك ربّنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتّى يروا العذاب الأليم * قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتّبعانّ سبيل الّذين لا يعلمون}[يونس: 88، 89]، فذكر الدّعاء عن موسى وحده، ومن سياق الكلام ما يدلّ على أنّ هارون أمّن، فنزل منزلة من دعا، لقوله تعالى: {قد أجيبت دعوتكما} [يونس: 89]، فدلّ ذلك على أنّ من أمّن على دعاءٍ فكأنّما قاله (٣)سبب لمغفرة الذنوب إذا وافقت تأمين الملائكة عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا قال الإمام:{غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين}فقال: آمين، فتوافق آمين أهل الأرض آمين أهل السّماء، غفر اللّه للعبد ما تقدّم من ذنبه، ومثل من لا يقول: آمين، كمثل رجلٍ غزا مع قومٍ، فاقترعوا، فخرجت سهامهم، ولم يخرج سهمه، فقال: لم لم يخرج سهمي؟ فقيل: إنّك لم تقل: آمين»)، ذكر هذه الأقوال كلها ابن كثير. ومعنى وافق تأمينه تأمين الملائكة، قيل: بمعنى في الزّمان، وقيل: في الإجابة، وقيل: في صفة الإخلاص (٤)يجبه الله في صحيح مسلمٍ عن أبي موسى مرفوعًا: «إذا قال -يعني الإمام-:{ولا الضّالّين}، فقولوا: آمين. يجبكم اللّه
القول الأول: اللهم استجب، قاله الأكثرون ، وذكره ابن كثير. القول الثاني: رب افعل، قاله الضحاك عن ابن عباس ،ذكره ابن كثير. القول الثالث: كذلك فليكن، قاله الجوهري ، وذكره ابن كثير. القول الرابع: لا تخيّب رجاءنا، قاله الترمذي ، وذكره ابن كثير . القول الخامس: أنّ آمين اسمٌ من أسماء اللّه تعالى، قاله مجاهد وأبو جعفر الصادق وهلال بن كيسان وذكره القرطبي ،وروي عن ابن عبّاسٍ مرفوعًا ولا يصحّ، قاله أبو بكر بن العربيّ المالكي، ذكره ابن كثير. القول السادس: خاتم ربّ العالمين على عباده المؤمنين، كما ورد في الحديث، ذكره ابن كثير.
الاستحباب ، وقال الشافعية وغيرهم : يستحب لمن هو خارج الصّلاة، ويتأكّد في حقّ المصلّي، ذكره ابن كثير. فعن أبي هريرة، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا تلا {غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين} قال: «آمين» حتّى يسمع من يليه من الصّفّ الأوّل، رواه أبو داود، وابن ماجه، وزاد: يرتجّ بها المسجد، والدّارقطنيّ وقال: هذا إسنادٌ حسنٌ.
القول الأول: المنفرد والإمام والمأموم فيه سواء، قاله الشافعية وغيرهم وذكره ابن كثير. والدليل ما جاء في الصّحيحين، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إذا أمّن الإمام فأمّنوا، فإنّه من وافق تأمينه تأمين الملائكة، غفر له ما تقدّم من ذنبه». القول الثاني: لا يؤمّن الإمام ويؤمّن المأموم، قاله أصحاب مالكٍ ، وذكره ابن كثير ، واستدل بما رواه مالكٌ عن أبي هريرة: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «وإذا قال -يعني الإمام-: {ولا الضّالّين}، فقولوا: آمين». الحديث. واستأنسوا -أيضًا- بحديث أبي موسى: «وإذا قرأ:{ولا الضّالّين}، فقولوا: آمين». والراجح عند ابن كثير قول الشافعية.
له حالتان: الأولى : إذا لم يؤمن الإمام جهرًا جهر المأموم به قولًا واحدًا، الثانية: إن أمّن الإمام جهرًا ، ففيها ثلاثة أقوال: الأول:لا يجهر المأموم وهو مذهب أبي حنيفة، وروايةٌ عن مالكٍ؛ لأنّه ذكرٌ من الأذكار فلا يجهر به كسائر أذكار الصّلاة. الثاني: يجهر به، وهو مذهب الإمام أحمد بن حنبلٍ، والرّواية الأخرى عن مالك، لما تقدّم: «حتّى يرتجّ المسجد». الثالث: إن كان المسجد صغيرًا لم يجهر المأموم، لأنّهم يسمعون قراءة الإمام، وإن كان كبيرًا جهر ليبلّغ التّأمين من في أرجاء المسجد. |
#4
|
||||
|
||||
![]()
|
#5
|
|||
|
|||
![]() المسائل المستخلصة |
#6
|
||||
|
||||
![]()
|
#7
|
|||
|
|||
![]()
|
#8
|
|||
|
|||
![]() السؤال الأول: اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:- |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الطالبة, صفحة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
|
|