مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير حزب 59 .
ج1 :الفوائد السلوكية , ووجه الدلالة :
سورة الطارق من 5-10 .
1- أن يستشعر الإنسان عظمة الله سبحانه وقدرته على الخلق , ثم البعث يوم القيامة بعد الموت .
- الآية " فلينظر الإنسان مما خلق " .
- وجه الدلالة : أن من قدر على الخلق والإيجاد أول مرة , قادر على الإعادة , بل البعث أهون من بدء الخلق .
2- أن يحرص المسلم على تنقية قلبه من الاعتقادات الباطلة والنيات السيئة , ويصدق مع الله سبحانه , حيث يكون قلبه نقيا طاهرا .
- الآية : "يوم تبلى السرائر ".
- وجه الدلالة : إنه في يوم القيامة ينكشف المستور من اعتقادات وأعمال وأقوال العباد للجميع وتصبح الأمور علانية , ولا مجال لإخفاء أي شيء كان يستره الإنسان في دنياه .
3- أن يسعى الإنسان بالعمل الصالح في دنياه , ويقدم لأخراه بكل ما يستطيع من أقوال وأعمال خير وهداية وصلاح .
- الآية : " فما له من قوة ولا ناصر ".
- وجه الدلالة : يوم القيامة لا ينفع فيها إلا العمل الصالح وبحسب ما قدم الإنسان لنفسه من عمل تكون قوته يوم القيامة , ولا أحد ينفع أحد أو ينصره , فكل مشغول بنفسه .
المجموعة 3 :
استخلاص المسائل وتحريرها في قوله تعالى " والسماء والطارق ".
المسألة الأولى : المراد بالطارق : .
1- هو النجم الثاقب قاله : ابن كثير و السعدي .
2- هو الكوكب , قاله : الأشقر .
المسألة الثانية : القسم :.
1- أقسم الله بالسماء وما فيها من الكواكب المنيرة , قاله :ابن كثير , والأشقر .
المسألة الثالثة :سبب التسمية بالطارق :.
1- لأنه يطرق بالليل ويخفى بالنهار , وما أتاك ليلا فهو طارق , قاله : قتادة وغيره بلفظ " يرى بالليل ", والأشقر والسعدي ويؤيد ذلك الحديث الصحيح " نهى أن يطرق الرجل أهله طروقا " أي : يأتيهم فجأة بالليل .
المسألة الرابعة : المراد بالثاقب :.
1- المضيء , قاله ابن عباس والسعدي والأشقر وزاد الأشقر : الشديد الإضاءة , كأنه يخترق بشدة ظلمة الليل .
2- يثقب الشياطين إذا أرسل إليهم , قاله السدي .
3- مضيء محرق للشيطان , قاله : عكرمة .
4- أنه زحل , الذي يخرق السموات السبع وينفذ فيها , فيرى منها , ذكره السعدي .
ورجح السعدي وصحح أنه اسم جنس يشمل سائر النجوم الثواقب .
المسألة الخامسة :جواب القسم :.
هو قوله " ان كل نفس لما عليها حافظ "قاله :السعدي والأشقر .
المسألة السادسة : المراد بالحافظ :.
1- هو حافظ من الله سبحانه , قاله ابن كثير , والسعدي , واستدل ابن كثير بقوله :"له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ".
2- هم الملائكة : قاله الأشقر , ورجح ان الحافظ على الحقيقة هو الله عز وجل , وحفظ الملائكة من حفظه لأنه بأمره .
المسألة السابعة : دلالة الحفظ ومعناه .
1- حراسة النفس من الآفات , قاله ابن كثير , واستدل بقوله تعالى " له معقبات ........
2- حفظ اعمال الانسان الصالحة والسيئة وسيجازي بعملها المحفوظ عليها , قاله : السعدي والأشقر .
2-تحرير القول بالمراد بالشاهد والمشهود.
أولا : المراد بالشاهد
اختلف المفسرون على عدة أقوال :.
:القول الأول : أنه يوم الجمعة , وقد ورد في رواية ابن أبي حاتم عن أبي هريرة مرفوعا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ...... وشاهد : يوم الجمعة , وفيه ساعة لا يوافيها عبد مسلم يسأل ....." , وعنه موقوفا وهو أشبه ,
ورواه أحمد عن ابي هريرة من عدة طرق .
ورواه ابن جرير عن أبي مالك الأشعري وعن سعيد بن المسيب مرسلا .
وحكى البغوي أن الأكثرون عليه وذكره الأشقر .
القول الثاني : أنه محمد صلى الله عليه وسلم , قاله : ابن عباس وعكرمة , ورواه ابن جرير عن ابن عمر وابن الزبير , ثم قرأ الحسن بن علي " فكيف اذا جئنا من كل أمة بشهيد و جئنا بك على هؤلاء شهيدا ",
القول الثالث : أنه ابن آدم , قاله : مجاهد وعكرمة والضحاك وقد رواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس بلفظ الإنسان ".
القول الرابع : أنه الله سبحانه وتعالى , قاله ابن عباس , وسعيد بن جبير , وتلى " وكفى بالله شهيدا "
القول الخامس : أنه يوم عرفة , رواه ابن جرير عن ابن عباس , ورواه عن ابراهيم بلفظ " يوم الذبح ".
القول السادس : من يشهد في ذلك اليوم من الخلائق قاله : الأشقر .
والراجح هو القول الاول انه يوم الجمعة , بدلالة كثرة الروايات في ذلك .
المراد بالمشهود : ورد عدة أقوال في المراد به :
القول الأول : يوم عرفة , رواه ابن أبي حاتم من حديث أبي هريرة , وفيه و مشهود : يوم عرفة ", ورواه أحمد عن أبي هريره بمثله و رواه ابن جرير عن ابي مالك الاشعري و رواه ابن جرير عن سعيد بن المسيب , مرسلا ورواه ابن جرير عن ابراهيم .
وحكى البغوي أن الأكثرون عليه .
وهو قول الأشقر قال : يشهد الناس فيه موسم الحج وتحضره الملائكة .
القول الثاني : يوم القيامة : رواه أحمد عن أبي هريرة . ورواه ابن جرير عن ابن عباس وقرأ " ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود". ورواه ابن جرير عن ابن عمر وابن الزبير , وعن سعيد بن المسيب , وهو قول مجاهد وعكرمة والضحاك , وابن عباس .
القول الثالث : يوم الجمعة , رواه ابن ابي حاتم عن ابن عباس , ورواه ابن جرير عن آخرين استدلالا بحديث ابي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة فإنه يوم مشهود تشهده الملائكة ".
القول الرابع : رواه ابن جرير عن سعيد بن جبير : قال : والمشهود : نحن , حكاه البغوي .
القول الخامس : ما يشهد به الشاهدون على المجرمين من الجرائم الفظيعة , مثل قصة أصحاب الأخدود , ذكره الأشقر .
وذكر السعدي أن " وشاهد ومشهود "
يشمل كل من اتصف بهذا الوصف أي : مبصر ومبصر وحاضر ومحظور وراء ومرئي .
والراجح انه القول الاول وهو يوم عرفة بدلالة كثرة الروايات وتوجهها .
والله المستعان وعليه التكلان .