مجلس مذاكرة تفسير سور: الحاقة، والمعارج، ونوح.
أجب على الأسئلة التالية:
السؤال الأول: اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:-
أ: صرصر: شديدة البرد.
ب: واهية: أيوتَهِي بعدَ تلك الصلابةِ والقُوَّةِ العَظيمةِ ؛ فهي في ذلك اليومِ ضَعيفةٌ مُستَرْخِيَةٌ .
ج: المهل: ما أُذيبَ مِن النُّحَاسِ والرصاصِ والفِضَّةِ. وقِيلَ: هو دُرْدِيُّ الزيتِ.
السؤال الثاني: استخلص المسائل الواردة واذكر خلاصة أقوال المفسّرين في كل مسألة في تفسيرهم لقوله تعالى:-
أ): {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2)مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6)وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)} المعارج
- المسائل التفسيرية في الآية ((سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1)):
· مقصد الآية (س).
· الغرض من سؤال السائل (س)
· المراد ب " سأل" ( ك، س، ش).
· المراد ب " السائل" ( ك، س، ش).
· متعلق الدعاء (ك، س ، ش).
· دلالة حرف الجر الباء (ك، ش).
· المراد بالعذاب الواقع (ك).
· معنى " واقع" ( ك، س).
· مضمون الدعاء ( ك، س ، ش).
المسائل التفسيرية للآية ((للكافرين ليس له دافع(2))
· مناسبة الآية لما قبلها (س).
· معنى اللام في " للكافرين" ( ك، س ، ش).
· معنى " ليس له دافع" (ك، س ، ش).
المسائل التفسيرية للآية ((مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)).
· مناسبة الآية لما قبلها (س).
· المراد ب " من" في (مِن الله) (ش).
· المقصود ب " المعارج" (ك ، ش).
· معنى " ذي المعارج" (ك ، س ، ش).
المسائل التفسيرية للآية ((تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4))
· معنى " تعرج" (ك، ش).
· المراد ب " الروح" ( ك، س، ش).
· مرجع الضمير في " إليه" ( س، ش).
· أين تعرج الملائكة (ش).
· متى تعرج الملائكة (س).
· كيف تعرج الملائكة والروح (س).
· المراد ب " اليوم" (ك، س، ش).
· مقدار " اليوم" (ك ، س ، ش).
· دلالةا لآية على سعة علم لله تعالى بمخلوقاته وعظمة ملكه وتدبيره (س).
· دلالة عروج الأملاك والأرواح على عظمة الله وجلاله (س).
المسائل التفسيرية للآية ((فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5)):
· لمن الأمر في الآية (ك، س).
· متعلق الصبر ( ك، س ، ش).
· معنى الصير الجميل (س ، ش).
· دلالة الآية على وجوب الاستمرار على أمر الله تعالى ودعوة عباده إلى التوحيد (س).
المسائل التفسيرية للآية ((إِنَّهُمْ يرَوْنَهُ بَعِيدًا (6)):
· مرجع الضمير في " إنهم" (ك ، س).
· مرجع الضمير في " يرونه" (ك ، س ،ش ).
· المراد ب " يرونه بعيدا" (س)
· معنى " بعيدًا " (ك ، ش ).
المسائل التفسيرية في الآية ((وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)):
· المراد ب " نراه" ( ك، ش).
· من الذي يراه ؟ ( ك، س).
· سبب علم الله واعتقاد المؤمنين لكونه قريب (ك ، س ، ش).
- تلخيص أقوال المفسرين في المسائل التفسيرية :
- تلخيص أقوال المفسرين في المسائل التفسيرية للآية ((سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1)):
· مقصد الآية(س).
بيان جهل المعاندين واستعجالهم لعذاب لله....ذكره السعدي.
· الغرض من سؤال السائل(س)
الاسهزاء والتعنت والتعجيز....ذكره السعدي.
· المراد ب " سأل"( ك، س، ش).
دعا واستفتح.....حاصل ما قاله ابن كثير والسعدي والأشقر.
· المراد ب " السائل"( ك، س، ش).
- أي كافر داعٍ يسأل عذاب الله وهو واقع...قالع العوفي عن ابن عباس وذكره عنه ابن كثير.
- وقيل النضر بن الحارث بن كلدة....قاله سعيد بن جبير عن ابن عباس وذكره عنه ابن كثير وبمثله قال الأشقر.
· متعلق الدعاء(ك، س ، ش).
بعذابٍ واقعٍ يقع في الآخرة.... وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ وذكره عنه ابن كثير.
· دلالة حرف الجر الباء(ك، ش).
التضمين ، فالسؤالُ مُضَمَّنٌ معنى الدعاءِ، والمعنى: دعا داعٍ على نفْسِه بعذابٍ واقعٍ ، كأنّه مقدر: يستعجل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ. ....حاصل قول ابن كثير والأشقر.
· المراد بالعذاب الواقع(ك، س ، ش).
- عذاب الله وهو واقع يقع في الآخرة.....قاله ابن عباس ومجاهد وذكره عنهم ابن كثير وبمثله فال السعدي والأشقر.
· معنى " واقع"( ك ).
جاءٍ...قاله ابن عباس وذكره عنه ابن كثير.
· مضمون الدعاء ( ك، س ، ش).
هو قول النضر بن الحارث وغيره من المشركين : { اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}.....ذكره ابن كثير والسعدي والاشقر.
تلخيص أقوال المفسرين في المسائل التفسيرية للآية ((للكافرين ليس له دافع(2)):
· مناسبة الآية لما قبلها(س).
أي: ليسَ لهذا العذابِ الذي استَعْجَلَ به مَن استَعْجَلَ مِن مُتَمَرِّدِي المُشرِكِينَ أحَدٌ يَدْفَعُه قبلَ نُزولِه، أو يَرفَعُه بعدَ نُزولِه، وهذا حينَ دعا النَّضْرُ بنُ الحارِثِ القُرَشِيُّ أو غيرُه مِن المُشرِكِينَ فقالَ :{اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ.}....ذكره السعدي.
· معنى اللام في " للكافرين"( ك، ش).
- أي: مرصد معدّ للكافرين....قاله ابن كثير.
- أي كائن للكافرين.....قاله الأشقر.
وكلا القولين متقارب ويمكن جمعهما: أنه كائن مرصد معد للكافرين....حاصل قول ابن كثير والأشقر.
· معنى " ليس له دافع"(ك، س ، ش).
أي: ليسَ لهذا العذابِ الذي استَعْجَلَ به مَن استَعْجَلَ مِن مُتَمَرِّدِي المُشرِكِينَ أحَدٌ يَدْفَعُه قبلَ نُزولِه، أو يَرفَعُه بعدَ نُزولِه إذا أراد اللّه كونه؛ ولهذا قال {من اللّه ذي المعارج} ، فالعذابُ لا بُدَّ أنْ يَقَعَ عليهم مِن اللَّهِ؛ فإمَّا أنْ يُعَجَّلَ لهم في الدنيا، وإمَّا أنْ يُؤَخَّرَ عنهم إلى الآخِرةِ.....حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.
· سبب وقوع العذاب وعدم دفعه عن المشركين (س).
لاستحقاقِهم له بكُفْرِهم وعِنادِهم....ذكره السعدي.
المسائل التفسيرية للآية ((مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)):
· مناسبة الآية لما قبلها(س).
فلو عَرَفُوا اللَّهَ تعالى، وعَرَفوا عَظمتَه وسَعَةَ سُلطانِه وكَمالَ أسمائِه وصِفاتِه ـ لَمَا استَعْجَلُوا ولاَسْتَسْلَمُوا وتَأَدَّبُوا؛ ولهذا أَخْبَرَ تعالى مِن عَظمتِه مَا يُضَادُّ أقوالَهم القَبيحةَ، فقالَ: {ذِي الْمَعَارِجِ} ؛ أي: ذو العُلُوِّ والجلالِ والعَظمةِ والتدبيرِ لسائِرِ الخَلْقِ...ذكره السعدي
· المراد ب " من" في (مِن الله)(ش).
أي واقع من جهته سبحانه...ذكره الأشقر.
· المقصود ب " المعارج"(ك ، ش).
معارج السماء العظمة والمصاعد التي تصعد فيها الملائكة....حاصل ما قاله مجاهد وذكره عنه ابن كثير والأشقر.
· معنى " ذي المعارج"(ك ، س ، ش).
فيها أقوال:
- ذو الدّرجات.....قاله الثوري عن ابن عباس وذكره عنهم ابن كثير.
- ذي الفواضل والنّعم....قاله قتادة و عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ وذكره عنهم ابن كثير .
- أيْ: ذي الْمَصَاعِدِ التي تَصْعَدُ فيها الملائكةُ....قاله الأشقر وبنحوه قال مجاهد وذكره عنه ابن كثير.
المسائل التفسيرية للآية ((تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4))
· معنى " تعرج" (ك، ش).
تصعد ....ذكره ابن كثير والأشقر
· المراد ب " الروح"( ك، س، ش).
- فيها أقوال:
- هم خلقٌ من خلق اللّه يشبهون النّاس، وليسوا أناسًا....قاله أبو صالح وذكره عنه ابن كثير.
- ويحتمل أن يكون المراد به جبريل، ويكون من باب عطف الخاصّ على العامّ.....ذكره ابن كثير والأشقر.
- وقيلَ: الرُّوحُ هنا مَلَكٌ آخَرُ عظيمٌ غيرُ جِبريلَ.....ذكره الأشقر.
- اسمُ جِنْسٍ يَشْمَلُ الأرواحَ كلَّها؛ بَرَّها وفاجِرَها، وهذا عندَ الوفاةِ فإنّها إذا قبضت يصعد بها إلى السّماء ....ذكره ابن كثير والأشقر ، واستدل عليه ابن كثير بحديث البراء. وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد، وأبو داود، والنّسائيّ، وابن ماجه، من حديث المنهال، عن زاذان، عن البراء مرفوعًا -الحديث بطوله في قبض الرّوح الطّيّبة-قال فيه: "فلا يزال يصعد بها من سماءٍ إلى سماءٍ حتّى ينتهي بها إلى السّماء السّابعة". واللّه أعلم بصحّته، فقد تكلم في بعض رواته، ولكنّه مشهورٌ، وله شاهدٌ في حديث أبي هريرة فيما تقدّم من رواية الإمام أحمد والتّرمذيّ وابن ماجه، من طريق ابن أبي ذئبٍ، عن محمّد بن عمرو بن عطاءٍ، عن سعيد بن يسارٍ، عنه وهذا إسنادٌ رجاله على شرط الجماعة.
· مرجع الضمير في " إليه" ( س، ش).
الله عز وجل....ذكره السعدي والأشقر.
· أين تعرج الملائكة (ش).
في تلك المعارِجِ التي جَعَلَها اللهُ لهم...ذكره الأشقر.
· كيف تعرج الملائكة والروح (س).
تَعْرُجُ في يومٍ بما يَسَّرَ لها مِن الأسبابِ وأَعانَها عليه مِن اللَّطافةِ والْخِفَّةِ وسُرعةِ السَّيْرِ....ذكره السعدي.
· متى تعرج الملائكة (س).
- على أحد احتمالين في تفسير الآية:
· أنَّها تَعْرُجُ في يومٍ بما يَسَّرَ لها مِن الأسبابِ وأَعانَها عليه مِن اللَّطافةِ والْخِفَّةِ وسُرعةِ السَّيْرِ، معَ أنَّ تلك المسافةَ على السيْرِ المعتادِ مِقدارُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنةٍ، مِن ابتداءِ العُروجِ إلى وُصولِها ما حُدَّ لها وما تَنْتَهِي إليه مِن المَلأِ الأعْلَى.....
· ويَحْتَمِلُ أنَّ هذا في يومِ القِيامةِ، وأنَّ اللَّهَ تَبارَكَ وتعالى يُظْهِرُ لعِبادِه في يومِ القِيامةِ مِن عَظمتِه ممَّا يُشاهِدُونَه مِن عُروجِ الأملاكِ والأرواحِ صَاعدةً ونَازلةً بالتدابيرِ الإلهيَّةِ والشؤونِ في الْخَلِيقَةِ، في ذلك اليومِ الذي مِقدارُه خَمسونَ ألْفَ سَنَةٍ...
· المراد ب " اليوم" (ك، س، ش).
- على أربعة أقوال:
أحدهما: أنّ المراد بذلك مسافة ما بين العرش العظيم إلى أسفل السّافلين، وهو قرار الأرض السّابعة، وذلك مسيرة خمسين ألف سنةٍ، هذا ارتفاع العرش عن المركز الّذي في وسط الأرض السّابعة. وذلك اتّساع العرش من قطرٍ إلى قطرٍ مسيرة خمسين ألف سنةٍ، وأنّه من ياقوتةٍ حمراء ، ذكره ابن كثير واستدل عليه بقول ابن أبي حاتم : عند هذه الآية:
حدّثنا أحمد بن سلمة، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا حكّام، عن عمر بن معروفٍ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ قوله: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى منتهى أمره من فوق السموات مقدار خمسين ألف سنةٍ ويومٌ كان مقداره ألف سنةٍ. يعني بذلك: تنزل الأمر من السّماء إلى الأرض، ومن الأرض إلى السّماء في يومٍ واحدٍ فذلك مقداره ألف سنةٍ؛ لأنّ ما بين السّماء والأرض مقدار مسيرة خمسمائة سنةٍ.
القول الثّاني: أنّ المراد بذلك مدّة بقاء الدّنيا منذ خلق اللّه هذا العالم إلى قيام السّاعةن ذكره ابن كثير واستدل عليه بقول ابن أبي حاتم: حدّثنا أبو زرعة، أخبرنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا ابن أبي زائدة، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: الدّنيا عمرها خمسون ألف سنةٍ. وذلك عمرها يوم سمّاها اللّه تعالى يوم، {تعرج الملائكة والرّوح إليه في يومٍ} قال: اليوم: الدّنيا.
وبقول عبد الرّزّاق: أخبرنا معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ -وعن الحكم بن أبانٍ، عن عكرمة: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: الدّنيا من أوّلها إلى آخرها مقدار خمسين ألف سنةٍ، لا يدري أحدٌ كم مضى، ولا كم بقي إلّا اللّه، عزّ وجلّ.
القول الثّالث: أنّه اليوم الفاصل بين الدّنيا والآخرة ، ذكره ابن كثير ولم يرجحه فقال: وهو قول غريب جدا ، واستدل عليه بقول ابن أبي حاتم : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى بن سعيدٍ القطّان، حدّثنا بهلول بن المورق حدّثنا موسى بن عبيدة، أخبرني محمّد بن كعبٍ: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: هو يوم الفصل بين الدّنيا والآخرة.
القول الرّابع: أنّ المراد بذلك يوم القيامة ، ذكره ابن كثير والأشقر وقال الأشقر :" مُدَّةُ مَوْقِفِ العبادِ للحسابِ هي هذا الْمِقدارُ مِن السنينَ، ثم يَستقِرُّ بعدَ ذلك أهْلُ الجنةِ في الجنَّةِ، وأهلُ النارِ في النارِ" وقال : " أو إنَّ مِقدارَ يومِ القيامةِ على الكافرينَ خَمسونَ ألْفَ سَنَةٍ، وعلى المؤمنينَ مِقدارُ ما بينَ الظهْرِ والعصْر" وا
ستدل عليه ابن كثير بعدة أحاديث منها:
حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا درّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ قال: قيل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} ما أطول هذا اليوم؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "والّذي نفسي بيده، إنّه ليخفّف على المؤمن حتّى يكون أخفّ عليه من صلاةٍ مكتوبةٍ يصليها في الدنيا".
وما روي عن ابن جريرٍ عن يعقوب عن ابن عليّة وعبد الوهّاب، عن أيّوب، عن ابن أبي مليكة قال: سأل رجلٌ ابن عبّاسٍ عن قوله: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: فاتّهمه، فقيل له فيه، فقال: ما يومٌ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ؟ فقال: إنّما سألتك لتحدّثني. قال: هما يومان ذكرهما اللّه، اللّه أعلم بهما، وأكره أن أقول في كتاب اللّه بما لا أعلم.
· مقدار " اليوم" (ك ، س ، ش).
خمسون ألف سنة ....ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر واستدل عليه ابن كثير بالأحاديث: حدّثنا أحمد بن سلمة، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا حكّام، عن عمر بن معروفٍ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ قوله: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى منتهى أمره من فوق السموات مقدار خمسين ألف سنةٍ ويومٌ كان مقداره ألف سنةٍ. يعني بذلك: تنزل الأمر من السّماء إلى الأرض، ومن الأرض إلى السّماء في يومٍ واحدٍ فذلك مقداره ألف سنةٍ؛ لأنّ ما بين السّماء والأرض مقدار مسيرة خمسمائة سنةٍ
وبما قاله ابن أبي حاتم:حدّثنا أبي، حدّثنا عليّ بن محمّدٍ الطّنافسيّ، حدّثنا إسحاق بن منصورٍ، حدّثنا نوحٌ المؤدّب، عن عبد الوهّاب بن مجاهدٍ، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قال: غلظ كلّ أرضٍ خمسمائة عامٍ، وبين كلّ أرضٍ إلى أرضٍ خمسمائة عامٍ، فذلك سبعة آلاف عام. وغلظ كل سماء خمسمائة عامٍ، وبين السّماء إلى السّماء خمسمائة عامٍ، فذلك أربعة عشر ألف عامٍ، وبين السّماء السّابعة وبين العرش مسيرة ستّةٍ وثلاثين ألف عامٍ، فذلك قوله: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ}
· دلالة الآية على سعة علم لله تعالى بمخلوقاته وعظمة ملكه وتدبيره (س).
هذا الْمُلْكُ العظيمُ والعالَمُ الكبيرُ؛ عُلْوِيُّهُ وسُفْلِيُّهِ, جَميعُه قد تَوَلَّى خَلْقَه وتدبيرَه العَلِيُّ الأَعلى، فعَلِمَ أحوالَهم الظاهرةَ والباطنةَ، وعَلِمَ مُستَقَرَّهُم ومُستودَعَهم، وأَوْصَلَهم مِن رَحمتِه وبِرِّه ورِزْقِه ما عَمَّهُم وشَمِلَهم، وأَجْرَى عليهم حُكْمَه القَدَرِيَّ وحُكمَه الشرعيَّ وحُكمَه الْجَزَائِيَّ. ...قاله السعدي.
· دلالة عروج الأملاك والأرواح على عظمة الله وجلاله (س).
أن اللَّهَ تَبارَكَ وتعالى يُظْهِرُ لعِبادِه في يومِ القِيامةِ مِن عَظمتِه وجَلالِه وكِبريائِه ما هو أَكبرُ دَليلٍ على مَعرِفَتِه، ممَّا يُشاهِدُونَه مِن عُروجِ الأملاكِ والأرواحِ صَاعدةً ونَازلةً بالتدابيرِ الإلهيَّةِ والشؤونِ في الْخَلِيقَةِ، في ذلك اليومِ الذي مِقدارُه خَمسونَ ألْفَ سَنَةٍ
المسائل التفسيرية للآية ((فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5)):
· لمن الأمر في الآية(ك، س).
محمد صلى الله عليه وسلم....ذكره بن كثير والسعدي.
· متعلق الصبر( ك، س ، ش).
على تكذيب قومك لك، وكُفْرِهم بما جِئتَ به، واستعجالهم العذاب استبعادًا لوقوعه، وعلى دَعوتِكَ لقَوْمِكَ بل استَمِرَّ على أمْرِ اللَّهِ، وادْعُ عِبادَه إلى تَوحيدِه، ولا يَمنَعْكَ عنهم ما تَرَى مِن عَدَمِ انقيادِهم وعَدَمِ رَغبتِهم.....حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.
· معنى الصبر الجميل(س ، ش).
أي الذي لا تَضَجُّرَ فيه ولا مَلَلَ ، لا جَزَعَ فيه ولا شَكْوَى إلى غيرِ اللهِ....حاصل قول السعدي والأشقر.
· دلالة الآية على وجوب الاستمرار على أمر الله تعالى ودعوة عباده إلى التوحيد (س).
أن الله تعالى أمر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالصبر على دعوته لقومه وتكذيبهم له وكفرهم بما جاء به صبرا جميلا لا شكوى فيه ولا جزع ولا ملل بل لابد أن يستمرعلى أمْرِ اللَّهِ، ودْعُوة عِبادَه إلى تَوحيدِه، ولا يَمنَعْه عنهم ما يرَى مِن عَدَمِ انقيادِهم وعَدَمِ رَغبتِهم؛ فإنَّ في الصبرِ على ذلك خَيْراً كثيرا....قاله السعدي.
المسائل التفسيرية للآية ((إِنَّهُمْ يرَوْنَهُ بَعِيدًا (6)):
· مرجع الضمير في " إنهم"(ك ، س).
الكفرة السائلين بالعذاب...حاصل ما قاله ابن كثير و السعدي
· مرجع الضمير في " يرونه" (ك ، س ،ش ).
- وقوع العذاب وقيام الساعة ويوم القيامة الذي مقداره خمسين ألف سنة...حاصل ما قاله ابن كثير والأشقر.
- البعث....قاله السعدي.
· المراد ب " يرونه بعيدا"(س).
أي: إنَّ حالَهم حالُ المُنْكِرِ له، أو الذي غَلَبَتْ عليه الشِّقْوَةُ والسَّكْرَةُ، حتى تَباعَدَ جميعُ ما أمامَه مِن البَعْثِ والنُّشُور....ذكره السعدي.
· معنى " بعيدًا "(ك ، ش ).
· أي مستبعد مستحيل الوقوع.....حاصل قول ابن كثير والأشقر.
المسائل التفسيرية في الآية ((وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)):
· المراد ب " نراه"( ش).
أي نعلمه ....قاله الأشقر.
· من الذي يراه ؟ ( ك، س).
- أي المؤمنون يعتقدون كونه قريبا....قاله ابن كثير.
- أي الله يراه قريبا....قاله السعدي
· سبب علم الله واعتقاد المؤمنين لكونه قريب(ك ، س ، ش).
الله تعالى يراه ويعلمه قريبا ؛لأنَّه رَفيقٌ حَليمٌ، لا يَعْجَلُ، ويَعلمُ أنَّه لا بُدَّ أنْ يَكُونَ، ولأن كلُّ ما هو آتٍ فهو قَريبٌ ، وكذلك المؤمنون يعتقدون كونه قريبًا، وإن كان له أمدٌ لا يعلمه إلّا اللّه، عزّ وجلّ، لأن كلّ ما هو آتٍ فهو قريبٌ وواقعٌ لا محالة.....حاصل ما قاله ابن كثير والسعدي والأشقر.
السؤال الثالث:
أ: اذكر معنى الاستفهام في قوله تعالى: (فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8) ) الحاقة.
ج أ / الاستفهام بمعنى النفي المتقرر أي هل تحس منهم من أحد من بقاياهم أنه ممن ينتسب إليهم من فرقة باقية أو من نفس باقية أي لم يبق منهم أحد ، وهذا حاصل ما قاله ابن كثير والسعدي والأشقر.
ب: بيّن معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : ((إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40)) الحاقة.
ج ب/ معنى كونه قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أضافه إليه على معنى التبليغ لأنّ الرّسول من شأنه أن يبلّغ عن المرسل ، كما أضافه في سورة التكوير إلى الرسول الملكي فقال تعالى : {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ ذي قوّةٍ عند ذي العرش مكينٍ مطاعٍ ثمّ أمينٍ} فهذا جبريل، عليه السّلام ، فأضافه تارةً إلى قولٍ الرّسول الملكيّ، وتارةً إلى الرّسول البشريّ؛ لأنّ كلًّا منهما مبلّغٌ عن اللّه ما استأمنه عليه من وحيه وكلامه وهذا حاصل ما قاله ابن كثير.
ج: بيّن معنى المداومة على الصلاة في قوله تعالى: ((الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)) المعارج.
- فيها أقوال:
1. أي: مُدَاوِمونَ عليها في أَوقاتِها بشُروطِها ومُكَمِّلاَتِها، لا يشغلهم عنها شاغل، ولَيْسُوا كمَن لا يَفعلُها أو يَفعلُها وَقْتاً دونَ وقتٍ، أو يَفعلُها على وَجْهٍ ناقصٍ ....حاصل قول السعدي والأشقر وما قاله ابن مسعودٍ، ومسروقٌ، وإبراهيم النّخعيّ وذكره عنهم ابن كثير.
2. المراد بالدّوام هاهنا السّكون والخشوع، قاله عتبة بن عامرٍ، وذكره عنه ابن كثير واستدل عليه بقوله: {قد أفلح المؤمنون الّذين هم في صلاتهم خاشعون} [المؤمنون: 1، 2]. ومنه الماء الدّائم، أي: السّاكن الرّاكد.
3. المراد بذلك الّذين إذا عملوا عملًا داوموا عليه وأثبتوه، ذكره ابن كثير واستدل عليه بما جاء في الصّحيح عن عائشة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "أحبّ الأعمال إلى اللّه أدومها وإن قلّ". وفي لفظٍ: "ما داوم عليه صاحبه"، قالت: وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا عمل عملًا داوم عليه. وفي لفظ: أثبته.
4. ما قاله قتادة وذكره عنه ابن كثير في قوله: {الّذين هم على صلاتهم دائمون} : (ذكر لنا أنّ دانيال، عليه السّلام، نعت أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: "يصلّون صلاةً لو صلّاها قوم نوحٍ ما غرقوا، أو قوم عادٍ ما أرسلت عليهم الرّيح العقيم، أو ثمود ما أخذتهم الصّيحة ، فعليكم بالصّلاة فإنّها خلق للمؤمنين حسنٌ".
السؤال الرابع: فسّر باختصار قوله تعالى:-
أ: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22( وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24( مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25) وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)} نوح.
ج أ / {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21)}اشتكى نوح ربه وهو العليم الخبير بأن قومه بعدما دعاهم بكل الوسائل بالترغيب والترهيب وفي كل الأوقات صباحا ومساء ومكث فيهم مائة سنة إلا خمسين عامًا ، عصوه وكذبوه وخالفوه واتبعوا الملأ والأشراف وأبناء الدنيا الذين لم تزِدهم أموالهم ولا أولادهم إلا ضلالا في الدنيا وعقوبة في الآخرة لأنها بالنسبة لهم استدراج وإنظار لا إكرام،
{ وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22)}ومكر هآؤلاء السادة والأشراف بأتباعهم وذلك بتحريشهم سَفَلتِهم على قتل نوح عليه السلام وخداعهم لهم بأنهم على الحق والهدى.
{وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23)}
وَقَال الرؤساء للأتباعداعِينَ إلى الشِّرْكِ مُزَيِّنِينَ له { لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ}: ثم قالوا مبينين هذه الآلهة {وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا}وهذه أسماء أصنامهم الّتي كانوا يعبدونها من دون اللّه، كانوا قومًا صالحين بين آدم ونوحٍ، وكان لهم أتباعٌ يقتدون بهم، فلمّا ماتوا قال أصحابهم الّذين كانوا يقتدون بهم: لو صورناهم كان أشوق لنا إلى العبادة إذا ذكرناهم. فصوّروهم، فلمّا ماتوا وجاء آخرون دبّ إليهم إبليس فقال: إنّما كانوا يعبدونهم وبهم يسقون المطر، فعبدوهم.
{وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24)} مرجع الضمير في " أضلوا" فيه قولان : أن المراد الأصنامالّتي اتّخذوها أضلّوا بها خلقًا كثيرًا، فإنّه استمرّت عبادتها في القرون إلى زماننا هذا في العرب والعجم وسائر صنوف بني آدم ، وقيل مرجعها على الكبار والرؤساء فيكون المراد أن الكِبارُ والرؤساءُ أضلوا بدَعْوَتِهم كثيراً مِن الخَلْقِ ، ثم دعا نوح عليه السلام على قومه لتمرّدهم وكفرهم وعنادهم، كما دعا موسى على فرعون ومثله في قوله: {ربّنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتّى يروا العذاب الأليم} فقال هنا : { وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا}وقد يكون المعنى : أنه لو كان ضلالهم عن دعوة نوح عليه السلام بحقٍّ لكان مصلحةً لهم ولكن لا يزيدون بدعوة الرؤساء إلا ضلالا.
{مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25)}
فكانت ذنوبهم وخطيئاتهم سببا في إغراقهم في اليم الذي أحاط بهم ثم أُدخلوا نارا عقب ذلك وهي نار الآخرة وقيل عذاب القبر { فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا}فلم يجدوا معين ولا مغيث ولا ناصر ينصرهم ولا مجير ينقذهم حين نزل بهم عذاب الله.
ثم قال نوح بعد ما يئس من إيمان قومه دعاءً عليهم { وقال نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26)} والديّار الواحد ومعناه من يسكن الديار وقيل من يدور على وجه الأرض أي لا تترك على وجه الأرض أحدًا ،فاستجاب اللّه له، فأهلك جميع من على وجه الأرض من الكافرين حتّى ولد نوحٍ لصلبه الّذي اعتزل عن أبيه، وقال: {سآوي إلى جبلٍ يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر اللّه إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين}.
ثم قال معللا لدعائه عليهم{إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27)}أيإنّك إن أبقيت منهم أحدًا أضلّوا عبادك، أي: الّذين تخلقهم بعدهم فيكون بَقاؤُهم مَفْسَدَةٌ مَحْضَةٌ لهم ولغيرِهم، وإنما قالَ نُوحٌ عليه السلامُ ذلك؛ لأنه معَ كَثرةِ مُخالَطَتِه إيَّاهم، ومُزاوَلَتِه لأخلاقِهم عَلِمَ بذلك نَتيجةَ أعمالِهم ، { وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا }أيفاجرًا في الأعمال كافر القلب ؛ يَترُكُ طاعتَك ويكفر نعمتك.
{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)}ثم خُتمت السورة بدعاء نوح عليه السلام لنفسه ولوالديه ولمن دخل بيته _وقيل معناه سفينته أو مسجده_ بالمغفرة ثم عمّم الدعاء لكل من اتصف بالإيمان ذكورًا وإناثًا وأحياءً وأمواتًا وختم دعاءه بالدعاء على كل ظالم إلى يوم القيامة فقال{ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا} أي هلاكًا وخسارًا ودمارًا.
السؤال الخامس: استدلّ لما يلي مما درست.
أ: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه
ج أ/ قوله تعالى في سورة الحاقة : (( فَلاَ أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ * وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ * تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ)).
- فأَقْسَمَ تعالى بما يُبْصِرُ الخَلْقُ مِن جَميعِ الأشياءِ، وما لا يُبْصِرُونَه، فدَخَلَ في ذلكَ كلُّ الخَلْقِ، بل يَدخُلُ في ذلكَ نفْسُه الْمُقَدَّسَةُ على صِدْقِ الرسولِ بما جاءَ به مِن هذا القرآنِ الكريمِ، وأنَّ الرسولَ الكريمَ بلَّغَ عن اللَّهِ تعالى ما استأمنه عليه من وحيه وكلامه ، ونَزَّهَ اللَّهُ رَسولَه عمَّا رَماهُ به أَعداؤُه مِن أنَّه شاعرٌ أو ساحِرٌ.
ب: حرمة نكاح المتعة.
ج ب/ (( إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولائك هو العادون)) أي من ابتغى غير الزوجة وملك اليمين فأولئك هم التجاوزون ما أحل الله إلى ما حرم الله ؛ فدلت هذه الآية الآيةُ على تَحريمِ نِكَاحِ المُتْعَةِ؛ لكونِها غيرَ زوجةٍ مَقصودةٍ، ولا مِلْكِ يَمينٍ.
السؤال السادس:
أ: اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح.
ج 6/ الدروس المستفادة من فقه الدعوة في قصة نوح عليه السلام:
1- الدعوة إلى توحيد الله ونبذ عبادة من سواه هي من أولويات الداعي إلى الله قبل الشروع في الدعوة إلى الفرائض والشرائع.
2- الدعوة بالنذارة البيِّنة الواضحة والحجة الدامغة من أساسيات الدعوة الناجحة.
3- الدعوة بالترغيب بالعاقبة الحسنة ومغفرة الذنوب لمن يُفرد الله بالعبادة ويمتثل أمره ويجتنب محارمه من أهم مقومات الدعوة الناجحة.
4- الاستمرار في الدعوة بلا يأس ولا قنوط ولا ملل ولا ضجر بالليل والنهار وفي السر والعلانية وفي كل حال ووقت، والإتيانُ بكلِّ بابٍ يُظَنُّ أنْ يَحْصُلَ منه المقصودُ.
5- الدعوة بتبصير المدعوين ودفعِهم إلى التأمل والتفكر في آيات الله الكونية ونِعمِه الجليَّة في الأنفس والآفاق خصوصًا مع عودتهم إليه واستغفارهم لما كانوا عليه فتحِلُّ عليهم البركات وتتتابع عليهم الأرزاق ؛ فإيمانُهم باللهِ يَجمعُ لهم مع الحظِّ الوافرِ في الآخرةِ الْخَصْبَ والغِنَى في الدنيا.
6- الدعوة بالترهيب من بأس الله ونقمته إن هم أصروا على كفرهم وشركهم ولم يؤمنوا بربهم ويعملوا بطاعته من أسباب التوازن في الدعوة بين الرجاء والخوف.