عبد الله بن العباس بن عبدالمطلب بن هاشم القرشي ابن عم الرسول ص.
أمه لبابة بنت الحارث الهلالية وخالته أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث وابن خالته خالد بن الوليد رضي الله عنهم أجمعين.
ولد في مكة أثناء حصار بني هاشم في الشعب قبل الهجرة بثلاث سنوات على الصحيح عند أكثر العلماءوحنكه الرسول ص بريقة الشريفة..
نشأ وتربى في مكة وكان ممن لايظهر إسلامه وقد قال رضي الله عنه: كنت أنا وأمي من المستضعفين في مكة.
هاجر مع والدية عام الفتح ثم لازم الرسول ص ملازمة شديدة تقريبا ثلاثين شهرا، لقرابته منه ولأن خالته ميمونة زوج النبي ص .
عاصر الكثير من أسباب النزول والوقائع والأحداث التي نزلت فيها آيات القرآن الكريم.
اجتهد في طلب العلم من الرسول ص وطلب المبيت ليلة في بيت خالته ميمونة ليرى عبادة النبي ص في بيته، وقد روى ذلك في حديثه المشهور في الصحيحين وغيرها.
حفظ المفصل في حياة الرسول ص عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، «جمعت المحكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم»، فقلت له: وما المحكم؟ قال: «المفصل» رواه البخاري.
دعا له النبي ص بالحكمة وعلم التأويل.عن عكرمة، عن ابن عباس قال: ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «اللهم علمه الكتاب» رواه البخاري، وفي رواية في الصحيح أيضاً: «اللهم علمه الحكمة".
توفي الرسول ص وهو ابن ثلاث عشرة سنة،عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، قال: سُئل ابن عباس: مثل من أنت حين قبض النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: «أنا يومئذ مختون» قال: وكانوا لا يختنون الرجل حتى يدرك). رواه البخاري وهذا أصح الأقوال في ذلك.
لازم كبارالصحابة بعد موت الرسول ص عن جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت لرجل من الأنصار يا فلان هلم فلنسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فإنهم اليوم كثير.
فقال: واعجبا لك يا ابن عباس، أترى الناس يحتاجون إليك، وفي الناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من ترى؟!! فتركَ ذلك، وأقبلتُ على المسألة، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتيه وهو قائل؛ فأتوسد ردائي على بابه؛ فتسفي الريح على وجهي التراب، فيخرج، فيراني، فيقول: يا ابن عم رسول الله ما جاء بك؟
فأقول: لا، أنا أحق أن آتيك. فأسأله عن الحديث.
قال: فبقي الرجل حتى رآني، وقد اجتمع الناس علي؛ فقال: «كان هذا الفتى أعقل مني» رواه الدارمي
روى عن الخلفاء الراشدين وأم المؤمنين عائشة وخالته ميمونة ووأبيّ بن كعب وابن مسعود وزيد بن ثابت، وأبي طلحة، وأبي ذر، وأسامة بن زيد، وأبي هريرة، وجماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى عنه خلق كثيرـ وهو مؤسس المدرسة المكية في التفسيرـ منهم تلاميذه مجاهد بن جبر، وعكرمة، وعطاء بن أبي رباح، وطاووس بن كيسان، وسعيد بن جبير ، وسعيد بن المسيب وغيرهم.
وروى عنه زر بن حبيش، ومحمد بن كعب القرظي، والحكم بن عتيبة، وأبو عثمان النهدي، وأبو العالية الرياحي، وأبو صالح مولى أم هانئ، وعمرو بن دينار، وأبو الضحى وغيرهم.
وأرسل عنه جماعة من التابعين وأتباعهم.
توفي في الطائف بعد أن كف بصره في آخر حياته واختلف في وفاته والصحيح أنها عام68هـ.
أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق.
عائشة بنت أبو بكر الصديق عبدالله بن أبي قحافة القرشي، ولدت بعد البعثة النبوية الشريفة، وقد قالت رضي الله عنها: ماعقلت أبوي إلا وهما على الدين"
تزوجها الرسول ﷺوهي ابنة ست سنين ثم بنى بها بعد الهجرة في السنة الثانية وهي ابنة تسع سنين رضي الله عنها.
كانت ذكية فطنة حافظة عالمة فقيهة يرجع إليها كبار الصحابة بعد وفاة الرسول ﷺ.
نشأت في بيت علم ودين وخلق بيت أبيها الصديق ثم انتقلت إلى بيت النبوة فنشأت مع رسول الله صلى عليه وسلم وكانت أعلم الناس بحياة الرسول الخاصة وتعامله فتعلمت منه علما غزيرا، وقد روي عنها كثير من أحكام الدين.
روى الشعبي عن مسروق قال: قالت عائشة: أنا أول الناس سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار} قالت: فقلت: أين الناس يومئذ يا رسول الله؟ قال: " على الصراط " رواه الإمام أحمد ومسلم
قال أبو موسي الأشعري: ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حديث قط، فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها منه علما
وقال عروة بن الزبير: ما رأيت أعلم بالشعر منها
وقال: ربما: روت عائشة القصيدة ستين بيتا وأكثر.
من الصحابة: أبو موسى الأشعري، وابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير، وغيرهم.
ومن التابعين: عروة بن الزبير، القاسم بن محمد بن أبي بكر، ومسروق بن الأجدع الهمداني، وابن أبي مليكة، وأبو العالية الرياحي، والأسود بن يزيد، وعمرة بنت عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، وعائشة بنت طلحة بن عبيد الله، وعبيد بن عبد الله بن عتبة، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وعطاء بن أبي رباح رضي الله عنهم.
توفيت رضي الله عنها 57هـ، ودفنت في البقيع.
فائدة دراسة سير مفسري الصحابة:
معرفة إخلاصهم وصدقهم ونصحهم للإسلام وحرصهم في تبليغ الدين.
مكانتهم العظيمة ومنزلتهم الشريفة التي اختارهم الله لها في علمهم بالدين وتعليمهم إياه.
الجهد الكبير والمثابرة في تعلم الدين والورع في نقله ونشره.
بيان منهجهم في التفسير وأصول دراسته.
معرفة رواة التفسير من الصحابة وطرق الرواية عنهم وتمييز الصحيح من الضعيف منها.
قربهم من عصر النبوة وتتلمذهم على يد أصحاب الرسول ﷺخير الناس وأعلمهم بكتاب الله وسنة رسوله.
عاشوا في القرن الذي بعد الصحابة عصرالعلم والدين واتباع السنة والسلامة من البدع والفتن وانتشار الإسلام وعز المسلمين.
مازالوا في عصر الاحتجاج باللغة فهم أقرب إلى السلامة من اللحن ممن جاء بعدهم وخالطوا الأعاجم فتأثرت عربيتهم.
كثرة العلم والعلماء ووقلة الأسانيد وهذا أدعى للحفظ والفهم والضبط.
أنواع مابلغنا من الإسرائليات:
1ـ نوع التصديق به واجب وهو من التصديق بكلام الله تعالى، وهو ماقصه الله تعالى في القرآن من أخبار بني إسرائيل.
2ـ النوع الثاني ماحدث به أهل الكتاب في حياة الرسول ص وهذا على أنواع:
ـ قسم صدقهم الرسول فيه، كقول الحبر يارسول الله "إنا نجد أن الله يجعل السموات على أصبع والأرضين على أصبع......ألخ"
ـ قسم كذبهم الرسول فيه.كما في سبب نزول قوله تعالى " نساؤكم حرث لكم ..." فقد نزلت بعد تكذيب الرسول لقول اليهود في إتيان الزوج زوجته مجباة.....
قسم وقف فيه الرسول فلم يصدقهم ولم يكذبهم وقال: الله أعلم.كما قال عندما سئل عن الجنازة هل تتكلم؟ فقال: الله أعلم........"
3ـ ماحدث به بعض الصحابة الذين قرؤوا كتب أهل الكتاب كعبدالله بن سلام وسلمان الفارسي وعبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم.
4ـ ماروي عن الصحابة الذين لم يقرؤا كتبهم لكنهم حدثوا عمن قرأها ككعب الأحبارومنهم: أبوهريرة وابن عباس وأبو موسى الأشعري وغيرهم.