المجموعة الأولى :
س1: ما فائدة الجمع بين الإيمان والاستقامة في قول النبي صلى الله عليه وسلم : " قل آمنت بالله ثم استقم " ؟
أوتي عليه الصلاة والسلام, جوامع الكلم, فجاء بهاتين الكلمتين الجامعتين للدين, فأي عبادة لا بد أن يجتمع فها شرطان لتصح:
الشرط الأول: الإخلاص, وهذا يتضمنه الإيمان بالله, فهو من لوازمه.
الشرط الثاني: المتابعة, وهذا تتضمنه الاستقامة على الشريعة, فلا استقامة إلا بالعمل بما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام, قال تعالى:"فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا".
وكقوله تعالى:"إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون".
س2: ما معنى إحلال الحلال و تحريم الحرام ؟
إحلال الحلال يتضمن: اعتقاد حله, والعمل به, وتحريم الحرام يتضمن: اعتقاد تحريمه, واجتنابه.
فالحرام هو كل ما حرمه الله تعالى في نصوص الشريعة, فمن ترك الحرام معتقدا تحريمه, راغبا في ثواب الله, فهذه عبادة يثاب عليها, أما من تركه غير معتقدا تحريمه, إنما اجتنبه لمصلحة دنيوية, فهذا لا إثم عليه, لكنه لا يثاب على تركه, كمن ترك الربا لعدم الحاجة, دون ان يستشعر جانب الامتثال لأوامر الله, فلم يتركه لله, فهذا لا اجر له, وعكسه من يأكل الطيبات مستشعرا امتثاله لأمر الله في قوله:"يا ايها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم", ولو كان الأمر للإباحة.
فيجب الاعتقاد بالحكم الشرعي الذي يتضمن تحليل الحلال وتحريم الحرام, فهنا يحصل المؤمن على أجر الإيمان والاعتقاد بما جاء به الله, ويحصل له أجر الاجتناب إن اجتنب الحرام.
س3:اذكر وجه الجمع بين قوله تعالى في الحديث القدسي : (كلكم ضال إلا من هديته) ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " كل مولود يولد على الفطرة " ؟
لا تعارض بين ما جاء في الحديث القدسي من قوله تعالى:"كلكم ضال إلا من هديته", وقول النبي عليه الصلاة والسلام, في الحديث:"كل مولود يولد على الفطرة", لأنه عليه الصلاة والسلام, قد بين إن هذه الفطرة قد تتغير وتنتكس عن الهداية بفعل عوامل خارجية, وذكر أول هذه العوامل المؤثرة في الطفل, وهما والداه, فيلحقان الطفل بديانتهما, فيهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه, والله تعالى قد وجه الخطاب في الحديث القدسي لمن ضل وانتكست فطرته, فهو ضال إلا أن يهديه الله سبحانه وتعالى.
س4: قال النبي صلى الله عليه وسلم : " والقرآن حجة لك أو حجة عليك " ، فمتى يكون القرآن حجة لك ، ومتى يكون حجة عليك ؟
إذا قام المسلم بما يجب عليه من النصيحة لكتاب الله, وامتثل ما فيه من أوامر, واجتنب نواهيه, ولم يهجره بأي نوع من أنواع الهجران, كان القرآن حجة له, أما إذا لم يقم بما أمره الله تعالى, من النصيحة لكتابه, ولم يمتثل ما جاء فيه من أوامر, أو يجتنب نواهيه, أو هجره, فيكون القرآن حجة عليه, كما قال تعالى:"وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا".
س5: ما معنى قياس العكس؟ واذكر وجه الدلالة عليه مما درست.
قياس العكس هو اثبات نقيض حكم الأصل للفرع, لوجود نقيض علة حكم الأصل فيه, وقد جاء في الحديث قوله عليه الصلاة والسلام:" "وَفي بضع أَحدكم صدقَة" فقالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ فقال: "أَرَأيتم لو وضعها في حرام أَكان عَليهِ وزر؟", فبين لهم عليه الصلاة والسلام, إن نقيض وضع الشهوة في الحرام, هو وضعها في الحلال, وأثبت لهذه العلة نقيض حكم الأصل, فحكم الأصل هو الوزر, فأثبت للفرع نقيضه لوجود نقيض العلة, فكان الحكم اثبات الأجر فيها.
س6: ما الفوائد السلوكية التي استفدتها من قول الله - عز وجل - في الحديث القدسي : " ياعبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها " ؟
- أحساس المسلم بالفخر والعزة والكرامة كونه عبدا لله, تحرر من عبودبة من سواه من المخلوقين, فيرتقي بأفعله تبعا لهذه المنزلة العظيمة التي أنزله إياها ربه,"عبادي".
- استشعار مراقبة الله عز وجل, فهذا يحمل العبد على الحياء من ربه, فلا ينتهك محارمه,"أحصيها".
- الإقبال على أعمال الخير مهما صغرت في نظرنا, فالله لا يضيع أجر عامل منا, "أوفيكم إياها".
- تعظيم الله ومحبته سبحانه, إذا علم العبد رحمة الله بعباده, ومن رحمته سبحانه أن بين لنا إن أعمالنا تحصى وتكتب, حتى نحسن العمل فننجو,"أحصيها".
- دوام ذكر الآخرة, وتذكر الحساب, وتذكر أنا ملاقوا الله سبحانه وتعالى, وهذا مما يعين على الزهد في الدنيا وإحسان العمل, "أوفيكم إياها".