أبو الحجاج مجاهد بن جبر المكي: (ت:102هـ)
نشأته :
-مولى السائب المخزومي .
- ولد في خلافة عمر .
علمه :
- عرف بشدة اقباله على طلب العلم ، حتى وصف بالذي أضل دابته فهو يطلبها .
-أخذ علمه من جماعة من الصحابة .
-لازم ابن عباس مدة طويلة ، فأخذ منه علم التفسير ،فعرض عليه القرآن ثلاث عرضات .
- وكانوا يثنون على تفسير مجاهد ، فقال أبو بكر الحنفي: سمعت سفيان الثوري يقول: (إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به). رواه ابن جرير.
-وقال ابن أبي مليكة: (رأيت مجاهدًا يسأل ابن عباسٍ عن تفسير القرآن ومعه ألواحه فيقول له ابن عباسٍ: اكتب، قال: حتى سأله عن التفسير كله).رواه ابن جرير.
-وروى الأجلح عن مجاهد أنه قال: (طلبنا هذا العلم وما لنا فيه نية، ثم رزق الله النية بعد).
- كان من أهل الفتوى في ذلك الزمن .
وقال إسماعيل بن عبد الملك: حدثني يونس بن خباب عن مجاهد قال: كنت أقود مولاي السائب وهو أعمى فيقول: يا مجاهد دلكت الشمس؟ فإذا قلت نعم قام فصلى الظهر). رواه ابن سعد.
عبادته :
- عرف عنه الاجتهاد بالعبادة .
- كان يحذر الناس من الشهرة .
مشايخه :
- روى في التفسير من ابن عباس ، وعائشة وعبد الله بن عمرو، وابن عمر ،وعبيد بن عمير ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ،وأبي معمر الأزدي ،وطاووس ، وغيرهم .
- روى من الاسرائليات : روى تبيع بن عمر الحميري ، وابن امرأة كعب الأحبار .
تلاميذه :
-ابن أبي نجيح ، والأعمش ، وأيوب السختياني ، والحكم بن عتيبة ، وابن عون ، وأبو بشر اليشكري ، وليث بن أبي سليم ، وغيرهم .
طبقات الرواة عنه :
الطبقة الأولى : طبقة الذين سمعوا منه كثيرا ، وهم أصحابه .
طريقة تلقيهم منه : عن طريق السؤال ، ورواية مسائله وما سمعوا عنه .
ومنهم :
عمرو بن دينار ، ومنصور بن المعتمر ، والقاسم بن أبي بزة ، والحكم بن عتيببة ، وعبد الله بن كثير ، وغيرهم .
الطبقة الثانية : طبقة الذين لم يسمعوا إلا اليسير .
وينقسم هؤلاء على قسمين :
القسم الأول : قسم مقل في الرواية عنه .
ومنهم : يونس بن أبي إسحاق، وأبو بشر اليشكري، والأعمش.
القسم الثاني : قسم مكثر .
ومنهم : ابن جريج ، ولكنه لم يسمع منه إلا اليسير ، وأكثر رواياته عن طريق ابن أبي نجيح وغيره ولكن يرسل عنه كثيرا .
الطبقة الثالثة :طبقة الذين أرسلوا عنه :
ومنهم : قتادة، وسعيد بن أبي عروبة.
الطبقة الرابعة :طبقة الذين لم يسمعوا عنه .
ومنهم : سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وعلي بن أبي طلحة، ومعمر بن راشد، وزهير بن محمد التميمي، ومقاتل بن سليمان.
وهذه الطبقة على صنفين :
الأول : صنف يرسل عن مجاهد .
الثاني : وصنف يسمي الواسطة .
فإذا سمى الواسطة انتفى علة الانقطاع .
الطبقة الخامسة : طبقة الضعفاء من أصحابه .
ومنهم : ليث بن أبي سليم، وأبي سعد روح بن جناج المدني، وثوير بن أبي فاختة، وجابر بن يزيد الجعفي، ويزيد بن أبي زياد الكوفي، والمثنّى بن الصباح اليماني، وغالب بن عبيد الله الجزري.
شروط الرواية عنهم :
إن كان غير متهم بالكذب ، وكان السند متصلا ، فهذا تفسيره معتبر ، على حالتين :
الحالة الأولى : إن كان المتن غير منكر ، فهذا تساهلوا فيه واعتبروه مقبولا .
الحالة الثانية : إن كان المتن منكرا أو مخلا لما صح عنه ، فهذا يكون مردودا .
آثاره :
أقواله في التفسير :
- عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال ابن عباس: «أمره أن يسبح، في أدبار الصلوات كلها»، يعني قوله: {وأدبار السجود} .رواه البخاري .
- وعن شعبة، عن أبي بشر، عن مجاهد، في قوله: {وما تغيض الأرحام وما تزداد} قال: ما ترى من الدم، وما تزداد على تسعة أشهر). رواه ابن جرير .
- وعن ابن عيينة , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , قال: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد , ألا تراه يقول: افعل وافعل , ويقول: {واسجد واقترب}). رواه ابن جرير.
مؤلفاته :
-لاتوجد نسخة كاملة في التفسير لمجاهد ، ولكن هناك نسخ لأصحابه الذين كتبوا عنه ، وهذه النسخ منها لأصحابه الضعفاء ومنها للثقات .
-وهناك تفسير مجاهد مطبوع ، وهذا التفسير يرويه عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني ( ت: 356ه) وهو مضعف ، لكن يستفاد منه في المتابعات والشواهد ، وفي هذا التفسير منها ماهو آثار يرويها آدام بن إياس عن غير مجاهد كأبي هريرة والحسن البصري وسعيد بن عكرمة وقتادة .
وفاته :
توفي رحمه الله وهو ساجد خلف المقام ، كما روى ذلك ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل .
و قال الفضل بن دكين: (توفي مجاهد سنة اثنتين ومائة وهو ساجد).
اختلفوا في سنة وفاته على أقوال :
القول الأول :قيل 102 هجرية .
القول الثاني : وقيل سنة 103 هجرية
القول الثالث : وقيل سنة 104 هجرية .
والقول الذي عليه الأكثرية هو القول الأول .
------------------
الفوائد من سيرته :
- الحرص على طلب العلم والاجتهاد فيه .
- ملازمة العلماء والأكابر من شيم سلفنا الصالح ، وسبب في أخذ العلم ، والاستفادة مما وصلوا إليه .
-العلم يحتاج معه الإخلاص في الطلب .
-تدويين العلم معين على تعلمه .
-أن العلم يحتاج له صبر .
-حرص السلف على تعلم تفسير القرآن وهم أقرب القرون إلى التنزيل ؛ فهذا يدل على أهمية تعلم تفسير القرآن.
- العلم يورث الخشية والتقوى .